بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وأما الدارية فلو كان في نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لقيل : ليذهب عنكن ويطهركن فلما نزلت في أهل بيت النبي (ص) جاء على التذكير لانهما متى اجتمعا غلب التذكير وأهل الكتاب : اليهود والنصارى.

وأما قوله تعالى : « اعملوا آل داود شكرا » (١) فانه يعني ما وهب لهم من النبوه والملك العظيم ، وكان يحرس داود في كل ليلة ثلاثون ألفا ، وألان الله له الحديد ورزقه حسن الصوت بالقراءة ، وآتاه الحكمة وفصل الخطاب ، قيل : فصل الخطاب أما بعد ، والجبال يسبحن معه والطير ، واعطي سليمان ملكا لا ينبغي لاحد من بعده وسخرت له الريح والجن وعلم منطق الطير. والال جمع آلة وهي خشبة. والال : قرية(٢) يصاد بها السمك(٣).

بيان : في ق : (٤) اشرأب إليه : مد عنقه لينظر أو ارتفع. وقال : أغدفت قناعها : أرسلته على وجهها. والليل : أرخى سدوله والصياد الشبكة على الصيد : أسبلها.

٢٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن عبدالعزيز بن يحيى عن إبراهيم بن محمد عن علي بن نصير(٥) عن الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس في قوله تعالى : « والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم » (٦) قال : نزلت في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام.(٧)

____________________

(١) سبأ : ١٣.

(٢) في نسخة : [ قربة [ وفى المصدر : حربه.

(٣) كشف الغمة : ١٤ ـ ١٦.

(٤) اى في القاموس.

(٥) في المصدر : على بن نصر اقول : لعله الجهضمى.

(٦) الطور : ٢١.

(٧) كنز الفوائد : ٣٥٥ نسخة المكتبة الرضوية.

٢٤١

٢٣ ـ أقول : روى ابن بطريق في العمدة باسناده عن الثعلبي من تفسيره باسناده إلى ام سلمة رضي‌الله‌عنها أن رسول الله (ص) قال لفاطمة صلوات الله عليها : ايتيني بزوجك وابنيك فجاءت بهم فألقى عليهم كساء ثم رفع يده عليهم فقال : « اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد فانك حميد مجيد » قالت : فرفعت الكساء لادخل معهم فاجتذبه وقال : إنك على خير.(١)

٢٤ ـ كنز الفوائد للكراجكي عن المفيد(٢) رحمه‌الله قال : روي أنه لما سار المأمون إلى خراسان كان معه الامام الرضا على بن موسى عليه‌السلام فبيناهما يتسايران إذ قال له المأمون : يا أبا الحسن إني فكرت في شئ فنتج(٣) لي الفكر الصواب فيه ، فكرت في أمرنا وأمركم ونسبنا ونسبكم فوجدت الفضيلة فيه واحدة ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمولا على الهوى والعصبية.

فقال له أبوالحسن الرضا عليه‌السلام : إن لهذا الكلام جوابا إن شئت ذكرته لك وإن شئت أمسكت؟

فقال له المأمون : لم أقله إلا لاعلم ما عندك فيه

قال الرضا عليه‌السلام : انشدك الله يا أمير المؤمنين لو أن الله تعالى بعث نبيه محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخرج علينا من وراء أكمة(٤) من هذه الاكام فخطب إليك ابنتك أكنت مزوجه إياها؟ فقال : ياسبحان الله وهل أحد يرغب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال له الرضا عليه‌السلام : أفتراه كان يحل له أن يخطب(٥) إلي؟ قال : فسكت المأمون هنيئة ثم قال : أنتم والله أمس برسول الله رحما(٦).

____________________

(١) العمدة : ١٧.

(٢) في المصدر : عن امالى المفيد.

(٣) في المصدر : فسنح.

(٤) الاكمة : التل.

(٥) في المصدر : ان يخطب ابنتى.

(٦) كنز الفوائد للكراجكى : ١٦٦.

٢٤٢

٢٥ ـ وروي أنه لما حج الرشيد ونزل في المدينة اجتمع إليه بنوهاشم وبقايا المهاجرين والانصار ووجوه الناس وكان في القوم الامام أبوالحسن موسى بن جعفر صلوات الله عليهما فقال لهم الرشيد : قوموا بنا إلى زيارة رسول الله ، ثم نهض معتمدا على يد أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام حتى انتهى إلى قبر رسول الله فوقف عليه وقال : السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا بن عم ، افتخارا(١) على قبائل العرب الذين حضروا معه ، واستطالة عليهم بالنسب.

قال : فنزع أبوالحسن موسى عليه‌السلام يده من يده وقال : السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبه.قال فتغير وجه الرشيد ثم قال : يا أبا الحسن إن هذا لهو الفخر.

٢٦ ـ خبر يحيى بن يعمر(٢) مع الحجاج : قال الشعبي : كنت بواسط وكان يوم أضحى فحضرت صلاة العيد مع الحجاج ، فخطب خطبة بليغة فلما انصرف جاءني رسوله فأتيته فوجدته جالسا مستوفزا(٤) قال : يا شعبي هذا يوم أضحى وقد أردت أن أضحي فيه برجل من أهل العراق ، وأحببت أن تسمع قوله فتعلم أني قد أصبت الرأي فيما أفعل به.

فقلت : أيها الامير أو ترى أن تستن بسنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتضحي بما أمر أن

____________________

(١) في المصدر : افتخارا بذلك.

(٢) هو يحيى بن يعمر العدوانى الوشقى النحوى البصرى ، كان من التابعين لقى عبدالله بن عباس وغيره وروى عنه قنادة بن دعامة واسحاق بن سويد ، وهو احد قراء البصرة وعنه اخذ عبدالله بن ابى اسحاق القراءة وانتقل إلى خراسان وتولى القضاء بمرو وكان عالما بالقرآن الكريم والنحو واللغات العرب ، اخذ النحو عن ابى الاسود الدولى كان شيعيا واخباره ونوادره كثيرة توفى سنة ١٢٩.

(٣) هو ابوعمر وعامر بن شراحيل بن عبد ذى كبار كوفى تابعى فقيه فاضل مات بعد المائة وله نحو من ثمانين.

(٤) اى قعد غير مطمئن وكانه يتهيأ للوثوب.

٢٤٣

يضحى به وتفعل مثل فعله وتدع ما أردت أن تفعله به في هذا اليوم العظيم إلى غيره؟ فقال : ياشعبي إنك إذا سمعت ما يقول صوبت رأيي فيه ، لكذبه على الله وعلى رسوله وإدخاله الشبهة في الاسلام

قلت : أفيري الامير أن يعفيني من ذلك؟ قال : لابد منه ، ثم أمر بنطع فبسط وبالسياف فاحضر وقال : أحضروا الشيخ فأتوا به ، فاذا هو يحيى بن يعمر ، فاغتممت غما شديدا وقلت في نفسي : وأي شئ يقوله يحيى مما يوجب قتله؟

فقال له الحجاج : أنت تزعم أنك زعيم أهل العراق؟

قال يحيى : أنا فقيه من فقهاء أهل العراق.

قل : فمن أي فقهك زعمت أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله؟

قال : ما أنا زاعم ذلك بل قائله بحق.

قال : وأي حق قلته؟(١).

قال : بكتاب الله عزوجل فنظر إلي الحجاج وقال : اسمع ما يقول ، فإن هذا مما لم أكن سمعته عنه ، أتعرف أنت في كتاب الله عزوجل أن الحسن والحسين من ذرية محمد رسول الله؟

فجعلت افكر في ذلك فلم أجد في القرآن شيئا يدل على ذلك وفكر الحجاج مليا ثم قال ليحيى : لعلك تريد قول الله عزوجل : فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين » (٢) وأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج للمباهلة ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين؟

قال الشعبي : فكأنما أهدى إلى قلبي سرورا ، وقلت في نفسي : وقد خلص يحيى ، وكان الحجاج حافظا للقرآن.

____________________

(١) في المصدر : وباى حق قلته.

(٢) آل عمران : ٦١.

٢٤٤

فقال له يحيى : والله إنها لحجة في ذلك بليغة ، ولكن ليس منها أحتج لما قلت ، فاصفر وجه الحجاج وأطرق مليا ثم رفع رأسه إلى يحيى وقال له : إن أنت جئت من كتاب الله بغيرها في ذلك فلك عشرة آلاف درهم وإن لم تأت بها فأنا في حل من دمك؟

قال نعم.

قال الشعبي : فغمني قوله : وقلت : أما كان في الذي نزع به الحجاج ما يحتج به يحيى ويرضيه بأنه قد عرفه وسبقه إليه ويتخلص منه حتى رد عليه وأفحمه فإن جاءه بعد هذا بشئ لم آمن أن يدخل عليه من القول ما يبطل به حجته لئلا يدعي أنه قد علم ما قد جهله هو.

فقال يحيى للحجاج : قول الله عزوجل : « ومن ذريته داود وسليمان » من عنى بذلك؟ قال الحجاج : إبراهيم ، قال : فداود وسليمان من ذريته؟ قال : نعم ، قال يحيى : ومن نص الله عليه بعد هذا أنه من ذريته؟ فقرأ الحجاج : « وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين ».

قال يحيى : ومن؟

قال : « وزكريا ويحيى وعيسى ».(١)

قال يحيى : ومن أين كان عيسى من ذرية إبراهيم ولا أب له؟

قال : من قبل امه مريم.

قال يحيى : فمن أقرب؟ مريم من إبراهيم أم فاطمة من محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعيسى من إبراهيم ، أم الحسن والحسين من رسول الله؟

قال الشعبي : فكأنما ألقمه حجرا ، فقال : أطلقوه قبحه الله ، وادفعوا إليه عشرة آلاف درهم لا بارك الله له فيها.ثم أقبل علي فقال : قد كان رأيك صوابا ولكنا أبيناه ، ودعا بجزور فنحره(٢) وقام فدعا بالطعام فأكل وأكلنا معه ، وما تكلم بكلمة

____________________

(١) الانعام : ٨٥.

(٢) في المصدر : فنحروه.

٢٤٥

حتى انصرفنا ولم يزل مما احتج به يحيى بن يعمر واجما.(١)

بيان : قال الراغب : الزعم حكاية قول يكون مظنة للكذب ، ولهذا جاء في القرآن في كل موضع ذم القائلون به نحو « زعم الذين كفروا ، (٢) أين شركائي الذين كنتم تزعمون ، (٣) قل ادعوا الذين زعمتم من دونه ».(٤)

وقال الفيروزآبادي : وجم كوعد : سكت على غيظ ، والشئ : كرهه.

٧

باب آخر

*(في أن كل نسب وسبب منقطع الانسب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسببه)*

١ ـ ما : ابن الصلت عن ابن عقدة عن علي بن محمد العلوي عن جعفر بن محمد بن عيسى عن عبيدالله بن علي عن الرضا عن آبائه قال : قال رسول الله (ص) : كل نسب وصهر منقطع يوم القيامة سترا من الله عليه إلا نسبي وسببي.(٥)

٢ ـ ما : المفيد عن ابن قولويه عن جعفر بن مسعود عن أبيه عن محمد بن خالد عن محمد بن معاذ عن زكريا بن عدي عن عبيدالله بن عمر عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال : سمعت رسول الله (ص) يقول على المنبر : ما بال أقوام يقولون : إن رحم رسول الله لا يشفع(٦) يوم القيامة؟ بلى والله

____________________

(١) كنز الكراجكى : ١٦٦ ـ ١٧٨.

(٢) التغابن : ٧.

(٣) القصص : ٦٢ و ٧٤.

(٤) الاسراء.٥٦

(٥) امالى ابن الشيخ : ٢١٧.سقط عنه قوله : [ سترا من الله عليه ].

(٦) في نسخة : [ لا ينفع ] وفى المصدر : لا تشفع.

٢٤٦

إن رحمي لموصولة في الدنيا والاخرة وإني أيها الناس فرطكم(١) يوم القيامة على الحوض فإذا جئتم قال الرجل : يا رسول الله أنا فلان بن فلان فأقول : أما النسب فقد عرفته ولكنكم أخذتم بعدي ذات الشمال وارتددتم على أعقابكم القهقرى.(٢)

٣ ـ ما : أبوعمرو عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى عن عبدالرحمن عن أبيه عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : أتزعمون أن رحم نبي الله لا ينفع قومه يوم القيامة؟ بلى والله إن رحمي لموصولة في الدنيا والاخرة ، ثم قال : يا أيها الناس أنا فرطكم على الحوض فاذا جئت وقام رجال يقولون : يا نبي الله أنا فلان بن فلان ، وقال آخر : يا نبي الله أنا فلان بن فلان ، وقال آخر : يانبي الله أنا فلان بن فلان فأقول : أما النسب فقد عرفت ولكنكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى(٣).

بيان : الظاهر أن المراد بالثلاثة الثلاثة.

٤ ـ مد : باسناده إلى مسند عبدالله بن أحمد بن حنبل باسناده قال : إن عمر بن الخطاب خطب إلى علي عليه‌السلام ام كلثوم فاعتل(٤) عليه بصغرها فقال له : لم أكن اريد الباه ، ولكني سمعت رسول الله يقول : كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي ، كل قوم عصبتهم لابيهم ما خلا ولد فاطمة فاني أنا أبوهم وعصبتهم.(٥)

٥ ـ مد : من مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي باسناده عنه عن أبي طالب

____________________

(١) في النهاية : في الحديث : أنا فرطكم على الحوض اى متقدمكم اليه يقال : فرط يفرط فهو فارط ، وفرط القوم : اذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلاء والارشية.

(٢) امالى ابن الشيخ : ٥٧ و ٥٨.

(٣) امالى ابن الشيخ : ١٦٩.

(٤) في نسخة : فاقبل عليه.

(٥) العمدة : ١٥٠.

٢٤٧

محمد بن أحمد بن عثمان عن علي بن محمد عن الحسن بن أحمد بن سعيد عن الحسين بن هاشم الحراني عن محمد بن طلحة عن عبدالله بن عمر عن زيد عن المنهال بن عمرو عن ابن جبير عن ابن عباس وعن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كل سبب ونسب منقطع(١) يوم القيامة إلا ماكان من سببي ونسبي.(٢)

٦ ـ ومن الكتاب المذكور باسناده إلى ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما خلق الله الخلق اختار العرب فاختار قريشا واختار بني هاشم(٣) فأنا خيرة من خيرة ، ألا فأحبوا قريشا ولا تبغضوها فتهلكوا ألا كل سبب ونسب منقطع(٤) يوم القيامة إلا سببي ونسبي ، ألا وإن علي بن أبي طالب من نسبي وحسبي ، فمن أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني.(٥)

٧ ـ وأيضا من الكتاب المذكور عن الحسن بن أحمد عن هلال بن محمد عن إسماعيل بن علي عن أبيه عن أخي دعبل عن سفيان الثوري عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عليهم‌السلام أن عمر بن الخطاب قال : سمعت النبي (ص) يقول : كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي.(٦)

٨ ـ وأيضا روى من الكتاب المذكور باسناده إلى ابن عمر قال : صعد عمر بن الخطاب المنبر فقال : أيها الناس والله ما حملني على الالحاح على علي بن أبي طالب في ابنته إلا أني سمعت رسول الله يقول : كل سبب ونسب وصهر منقطع إلا نسبي وصهري.(٧)

٨ ـ كنزالفوائد للكراجكي : عن القاضي السلمي أسد بن إبراهيم عن العتكي

____________________

(١ و ٤) في المصدر : ينقطع

(٢) العمدة.١٥٦.

(٣) في المصدر : فاختار قريشا من العرب واختار بنى هاشم من قريش.

(٥ و ٦) العمدة : ١٥٦.

(٧) العمدة : ١٥٧ زاد بعده : فانه يأتيان يوم القيامة يشفعان لصاحبهما.

٢٤٨

عمر بن علي عن محمد بن إسحاق البغدادي عن الكديمي عن بشر بن مهران عن شريك بن شبيب عن عرقدة عن المستطيلى(١) بن حصين قال : خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام ابنته فاعتل عليه بصغرها وقال : إني أعددتها لا بن أخي جعفر فقال عمر : إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : كل حسب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا حسبي ونسبي وكل بني انثى عصبتهم لابيهم ما خلا بني فاطمة فإني أنا أبوهم وأنا عصبتهم(٣).

٨

باب

*(ان الائمة من ذرية الحسين عليهم‌السلام وان الامامة)*

*(بعده في الاعقاب ولا تكون في أخوين)*

١ ـ ك : الطالقاني عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن هشام بن سالم قال : قلت للصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام الحسن أفضل أم الحسين؟ فقال : الحسن أفضل من الحسين ، قلت : فكيف صارت الامامة من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى أحب أن يجعل(٣) سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسين ، ألا ترى أنهما كانا شريكين في النبوة ، كما كان الحسن والحسين شريكين في الامامة؟ وإن الله عزوجل جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى وإن كان موسى أفضل من هارون.

قلت : فهل يكون إمامان في وقت؟(٤)

____________________

(١) في المصدر : [ المستطيل بن حصين ] ولم نظفر بترجمته ولا ترجمة شيخه عرقدة.

(٢) كنز الكراجكى : ١٦٦ ـ ١٦٧.

(٣) في المصدر : ان الله تبارك وتعالى لم يرد بذلك الا ان يجعل.

(٤) في المصدر : في وقت واحد.

٢٤٩

قال : لا إلا أن يكون أحدهما صامتا مأموما لصاحبه ، والآخر ناطقا إماما لصاحبه وأما(١) أن يكونا إمامين ناطقين في وقت واحد فلا.

قلت : فهل تكون الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما‌السلام؟

قال : لا إنما هي جارية في عقب الحسين عليه‌السلام كما قال الله عزوجل : « وجعلها كلمة باقية في عقبه » (٢) ثم هي جارية في الاعقاب وأعقاب الاعقاب إلى يوم القيامة.(٣)

بيان : كما قال الله ، إنه عليه‌السلام شبه كون الامامة في ذرية الحسين عليه‌السلام بكون النبوة والخلافة في عقب ابراهيم عليه‌السلام ، مع أنه يحتمل كون الضمير في بطن الاية راجعا إلى الحسين عليه‌السلام ، وإن كان المراد بعقبه العقب بعد العقب يمكن الاستدلال بعموم الاية إلا ما أخرجه الدليل كالحسنين عليهما‌السلام.

٢ ـ غط : سعد عن اليقطيني عن يونس عن الحسين بن ثوير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لا تعود الا مامة في أخوين بعد الحسن والحسين ، ولا يكون بعد علي بن الحسين إلا في الاعقاب وأعقاب الاعقاب.(٤)

٣ ـ غط : محمد الحميري عن أبيه عن ابن عيسى عن البزنطي عن عقبة بن جعفر قال : قلت لابي الحسن عليه‌السلام : قد بلغت ما بلغت وليس لك ولد ، فقال : ياعقبة بن جعفر إن صاحب هذا الامر لا يموت حتى يرى ولده من بعده(٥).

٤ ـ غط : أبي عن محمد بن عيسى عن الوشاء عن عمر بن أبان عن الحسن بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : يا أبا حمزة إن الارض لن تخلوا إلا وفيها عالم منا ، فإن زاد الناس قال : قد زادوا ، وإن نقصوا قال : قد نقصوا ، ولن يخرج الله

____________________

(١) في المصدر : اماما ناطقا لصاحبه فاما.

(٢) الزخرف : ٢٨.

(٣) اكمال الدين : ٢٣٢.

(٤) غيبة الطوسى : ١٢٨.

(٥) غيبة الطوسى : ١٤٣ و ١٤٤.

٢٥٠

ذلك العالم حتى يرى في ولده من يعلم مثل علمه أر ما شاء الله(١).

٥ ـ غط : محمد الحميري عن أبيه عن علي بن سليمان بن رشيد عن الحسن بن علي الخزاز قال : دخل علي ابن أبي حمزة علي أبي الحسن الرضا عليه‌السلام فقال له : أنت إمام؟ قال : نعم ، فقال له : إني سمعت جدك جعفر بن محمد عليه‌السلام يقول : لا يكون الامام إلا وله عقب.

فقال : أنسيت ياشيخ أم تناسيت؟ ليس هكذا قال جعفر ، إنما قال جعفر عليه‌السلام لا يكون الامام إلا وله عقب إلا الامام الذي يخرج عليه الحسين بن علي عليه‌السلام فانه لا عقب له ، فقال له : صدقت جعلت فداك هكذا سمعت جدك يقول(٢).

٦ ـ غط : سعد ، عن محمد بن الوليد الخزاز عن يونس بن يعقوب قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : أبى الله أن يجعل الامامة لاخوين بعد الحسن والحسين عليهما‌السلام.(٣)

٧ ـ ك : ابن المتوكل عن السعد آبادي عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن ابن يعقوب مثله(٤).

٧ ـ غط : سعد عن ابن أبي الخطاب عن سليمان بن جعفر عن حماد بن عيسى قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : لا تجتمع الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين إنما هي(٥) في الاعقاب وأعقاب الاعقاب(٦).

ك : ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد واليقطيني معا عن الحسن بن أبي

____________________

(١) غبية الطوسى : ١٤٤.

(٢) غيبة الطوسى : ١٤٤ و ١٤٥.

(٣) غيبة الطوسى : ١٤٦.

(٤) اكمال الدين : ٢٣١ فيه : في اخوين.

(٥) في نسخة : انما هى تجرى.

(٦) غيبة الطوسى : ١٤٦.

٢٥١

الحسين الفارسى(١) عن سليمان مثله(٢).

٨ ـ غط : محمد الحميري عن أبيه عن اليقطيني عن يونس عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لا تعود الامامة(٣) في أخوين بعد الحسن الحسين عليهما‌السلام أبدا ، إنها جرت من علي بن الحسين عليه‌السلام كما قال عزوجل : « واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين(٤) » فلا تكون بعد على بن الحسين إلا في الاعقاب وأعقاب الاعقاب(٥).

ك : أبي وابن الوليد معا عن سعد والحميري معا عن اليقطيني مثله(٦).

٩ ـ شى : عن أبي عمرو الزبيري(٧) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال قلت له : أخبرني عن خروج الامامة من ولد الحسن إلى ولد الحسين عليه‌السلام كيف الحجة(٨) فيه؟ قال : لما حضر الحسين عليه‌السلام ما حضره من أمر الله لم يجز أن يردها إلى ولد أخيه ولا يوصي بها فيهم لقول الله : « واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله » فكان ولده أقرب رحما إليه من ولد أخيه ، وكانوا أولى بالامامة فأخرجت هذه الآية ولد الحسن منها فصارت الامامة إلى الحسين عليه‌السلام ، وحكمت بها الاية لهم فهي فيهم إلى يوم

____________________

(١) هكذا في الكتاب وسقط بعض الاسناد عن المصدر المطبوع وفي نسختى المصححة : [الحسين بن الحسن الفارسى ] وهو موجود في الفهرست.

(٢) اكمال الدين : ٢٣١.

(٣) في نسخة من الكتاب وفى الاكمال : لا تكون الامامة.

(٤) الاحزاب : ٦.

(٥) غيبة الطوسى : ١٤٦.

(٦) اكمال الدين : ٢٣١.

(٧) هو ابوعمرو محمد بن عبدالله بن مصعب بن الزبير الزبيرى قال النجاشى في الفهرست ١٥٣ : والزبيريون في اصحابنا ثلاثة : عبدالله بن هارون ابومحمد الزبيرى وعبدالله بن عبدالرحمن الزبيرى وابوعمرو محمد بن عمرو بن عبدالله بن مصعب بن الزبير.

(٨) في نسخة : [ كيف ذلك الحجة فيه ] وفى المصدر : كيف ذلك وما الحجة فيه؟.

٢٥٢

القيامة(١).

١٠ ـ قب : الاعوج(٢) عن أبي هريرة قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قوله : « وجعلها كلمة باقية في عقبه(٣) » قال : جعل الامامة في عقب الحسين يخرج من صلبه تسعة من الائمة منهم مهدي هذه الامة(٤).

١١ ـ : كا : محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن أبي نجران عن عيسى بن عبدالله بن(٥) عمر بن علي بن أبيطالب عليه‌السلام عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : إن كان كون ولا أراني الله فبمن أئتم؟ فأومأ(٦) إلى ابنه موسى عليه‌السلام ، قال : قلت : فان حدث بموسى عليه‌السلام حدث فبمن أئتم؟ قال : بولده ، قلت فان حدث بولده حدث وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا فبمن أئتم؟ قال : بولده(٧) ثم واحدا فواحدا. وفي نسخة الصفواني ثم هكذا أبدا(٨).

١٢ ـ ك : ابن الوليد عن ابن أبان عن الاهوازي عن محمد بن سنان عن أبي سلام عن سورة بن كليب عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل : « وجعلها كلمة باقية في عقبه » إنها في الحسين عليه‌السلام ينتقل من ولد إلى ولد ولا ترجع إلى أخ ولا عم(٩).

____________________

(١) تفسير العياشى ٢ : ٧٢

(٢) في المصدر : الاعرج.

(٣) الزخرف : ٢٨.

(٤) مناقب آل ابيطالب ٣ : ٢٠٦.

(٥) الصحيح كما في المصدر عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن على.

(٦) في المصدر : قال : فأومأ.

(٧) في المصدر : قال : بولده ثم قال : هكذا ابدا ، قلت : فان لم اعرفه ولا اعرف موضعه؟ قال : تقول اللهم انى اتولى من بقى من حججك من ولد الامام الماضى فان ذلك يجزيك ان شاء الله.

(٨) اصول الكافى ١ : ٣٠٩.

(٩) اكمال الدين : ٢٣١ فيه تنتقل.

٢٥٣

١٣ ـ ك : أبي عن سعد والحميري معا عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن جعفر عن عبدالحميد بن نصر عن أبي إسماعيل عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لا تكون الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما‌السلام أبدا إنما هي في الاعقاب وأعقاب الاعقاب(١).

١٤ ـ ع : أحمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن علي بن حسان عن عبدالرحمن بن المثنى الهاشمي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك من أين جاء لولد الحسين الفضل على ولد الحسن وهما يجريان في شرع واحد؟ فقال : لا أراكم تأخذون به ، إن جبرئيل عليه‌السلام نزل على محمد (ص) وما ولد الحسين عليه‌السلام بعد ، فقال له : يولد لك غلام تقتله امتك من بعدك فقال : ياجبرئيل لا حاجة لي فيه ، فخاطبه ثلاثا ، ثم دعا عليا عليه‌السلام فقال له : إن جبرئيل يخبرني عن الله عزوجل أنه يولد لك غلام تقتله امتك من بعدك ، فقال : لا حاحة لي فيه يا رسول الله فخاطب عليا عليه‌السلام ثلاثا ، ثم قال : إنه يكون فيه وفي ولده الامامة والوراثة والخزانة(٢).

فأرسل إلى فاطمة عليها‌السلام أن الله يبشرك بغلام تقتله امتي من بعدي ، فقالت فاطمة : ليس لي فيه حاجة يا أبة ، فخاطبها ثلاثا ثم أرسل إليها لابد أن يكون فيه الامامة والوراثة والخزانة ، فقالت له : رضيت عن الله عزوجل ، فعلقت وحملت بالحسين عليه‌السلام فحملت ستة أشهر ثم وضعته ولم يعش مولود قط لستة أشهر غير الحسين بن علي وعيسى بن مريم(٣) عليهما‌السلام ، فكفلته ام سلمة ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأتيه في كل يوم فيضع

____________________

(١) اكمال الدين : ٢٣١.

(٢) الخزانة : مكان الخزن اى المال المخزون ولعل المراد به الغنائم والخمس والانفال وما يختص بالامام من الاموال العامة والخاصة.

(٣) في هامش نسخة : الظاهر ان يحيى صحف بعيسى عليهما‌السلام كما في الروايات الاخر من تشبيه الحسين عليه‌السلام بيحيى في الولادة والشهادة.كذا سمعت منه ادام الله ايام افادته. أقول : يوجد في الكافى رواية اخرى قدر مدة حمل عيسى عليه‌السلام بستة اشهر راجع البحار ١٤ : ٢٠٧ فعليه احتمال التصحيف ضعيف.

٢٥٤

لسانه في فم الحسين فيمصه حتى يروى ، فأنبت الله عزوجل لحمه من لحم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يرضع من فاطمة عليها‌السلام ولا من غيرها لبنا قط. فلما أنزل الله تبارك وتعالى فيه : « وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي » (١) فلو قال : أصلح لي ذريتي كانوا كلهم أئمة ولكن خص هكذا(٢).

بيان : في شرع واحد ، أي في طريقة واحدة في الفضل والكمال ، ويقال : هما شرع بالفتح والتحريك أي سواء ، قوله عليه‌السلام : لا أراكم تأخذون به ، أي بعد البيان لا تقبلون مني ، أو أنه لما قال : وهما يجريان في شرع واحد قال عليه‌السلام : أنتم لا تقولون بالمساواة أيضا بل تفضلون ولد الحسن عليه‌السلام على ولد الحسين عليه‌السلام ، والاول أظهر.

قوله عليه‌السلام : فلما أنزل الله ، لعل جزاء الشرط محذوف ، أي لما أنزل الله هكذا وهكذا علم الحسين عليه‌السلام فهو عليه‌السلام هكذا سأل ، فاجيب كما سأل. ويحتمل أن يكون « فلو قال » جزاء.

١٥ ـ ع : أبي عن سعد عن الخشاب عن علي بن حسان عن عمه عبدالرحمان بن كثير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : ما عنى الله عزوجل بقوله : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا(٣) » قال : نزلت في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأميرالمؤمنين والحسن والحسين وفاطمة عليهم‌السلام فلما قبض الله عزوجل نبيه كان أمير المؤمنين ثم الحسن ثم الحسين عليهم‌السلام ثم وقع تأويل هذه الاية : واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله « (٤) وكان علي بن الحسين عليه‌السلام إماما ثم جرت في

____________________

(١) الاحقاف : ١٥.

(٢) علل الشرائع : ٧٩.

(٣) الاحزاب : ٣٣.

(٤) الاحزاب : ٦.

٢٥٥

الائمة من ولده الاوصياء ، فطاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصية الله عزوجل(١).

١٦ ـ ع : أبي عن سعد عن أحمد وعبدالله ابني محمد بن عيسى عن أبيهما عن عبدالله بن المغيرة عن عبدالله بن مسكان عن عبدالرحيم القصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : « النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله(٢) فيمن انزلت؟ قال : انزلت في الامرة إن هذه الاية جرت في الحسين بن علي عليه‌السلام وفي ولد الحسين من بعده ، فنحن أولى بالامر وبرسول الله من المؤمنين والمهاجرين.

فقلت : لولد جعفر فيها نصيب؟ قال : لا ، قال : فعددت عليه بطون بني عبدالمطلب كل ذلك يقول : لا ، ونسيت ولد الحسن فدخلت عليه بعد ذلك فقلت : هل لولد الحسن فيها نصيب؟ فقال : يا با عبدالرحمن(٣) ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا.(٤) بيان : آية الارحام نزلت في موضعين : أحدهما في سورة الانفال هكذا : « واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شئ عليم » (٥).

وثانيهما في سورة الاحزاب هكذا « النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا » (٦).

فأما الاولى فتحتمل أن يكون المراد بها أن اولي الارحام بعضهم أولى ببعض من بعض ، أو أولى ببعض من الاجانب ، فعلى الاخير لا تدل على أولوية الاقرب من الارحام ، وأما الثانية فتحتمل الوجهين أيضا إن جعل قوله : « من المؤمنين » بيانا لاولي الارحام ، وإن جعل صلة للاولى فلا تحتمل إلا الاخير.

____________________

(١ و ٤) علل الشرائع : ٧٩.

(٢ و ٦) الاحزاب : ٦.

(٣) في نسخة من المصدر : يابا محمد.

(٥) الانفال : ٧٥.

٢٥٦

وإنما استدل عليه‌السلام بالاية الثانية لانها أنسب لمقارنته فيها لبيان حق الرسول وأزواجه ، فكان الانسب بعد ذلك بيان حق ذوي أرحامه وقرابته ، وظاهر الخبر أنه عليه‌السلام جعل قوله : « من المؤمنين » صلة للاولى ، فلعل غرضه عليه‌السلام أولويتهم بالنسبة إلى الاجانب ، ولا يكون ذكر أولاد الحسين عليهم‌السلام للتخصيص بهم بل لظهور الامر فيمن تقدمهم بتواتر النص عليهم بين الخاص والعام.

ويحتمل أن يكون عليه‌السلام لم يأخذ « من المؤمنين » صلة بل أخذه بيانا وفرع على ذلك أولويتهم على الاجانب بطريق أولى ، مع أنه على تقدير كونه صلة يحتمل أن يكون المراد أن بعض الارحام وهم الاقارب القريبة أولى ببعض من غيرهم ، سواء كان الغير من الاقارب البعيدة أو الاجانب ، فالاقارب البعيدة أيضا داخلون في المؤمنين والمهاجرين.

ولا يتوهم أنه استدلال بالاحتمال البعيد إذ لا يلزم أن يكون غرضه عليه‌السلام الاستدلال بذلك بل هو بيان لمعنى الاية ومورد نزولها ، بل يحتمل أن يكون هذا تأويلا لبطن الاية. إذ ورد في الاخبار الاستدلال بها على تقديم الاقارب في الميراث ، والمشهور في نزولها أنه كان قبل نزولها في صدر الاسلام التوارث بالهجرة والموالاة في الدين فنسخته. ولا يتوهم منافاة قوله تعالى : « إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا » لذلك إذ يحتمل أن يكون المراد على هذا التأويل أن الامرة مختصة بأرحام الرسول ، ولكم أن تفعلوا معروفا إلى غيرهم من أوليائكم في الدين ، فأما الطاعة المفترضة فهي مختصة بهم ، أو تكون الاية شاملة للامرين ، وتكون هذه التتمة باعتبار أحد الجزئين. ثم اعلم أن في الاخبار الاخر يحتمل الاستدلال أو بيان مورد النزول للاية الاولى باعتبار المعنى الاول لظهوره ولا مانع فيها من اللفظ ، ولو كان استدلالا يكون وجه الاستدلال أنه يلزم العمل بظاهر الاية إلا فيما أخرجه الدليل ، وفي الحسين عليه‌السلام خرج بالنص المتواتر فجرت بعده ولو كان بيانا لمورد النزول فلا إشكال.

١٧ ـ ع : أبي عن سعد عن اليقطيني عن حماد بن عيسى عند عبدالاعلى بن أعين قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الله عزوجل خص عليا بوصية

٢٥٧

رسول الله (ص) وما يصيبه له فأقر الحسن والحسين عليهما‌السلام له بذلك ، ثم(١) وصية للحسن وتسليم الحسين للحسن ذلك حتى افضي الامر إلى الحسين لا ينازعه فيه أحد من السابقة مثل ماله واستحقها علي بن الحسين لقول الله عزوجل : « واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله » فلا تكون بعد علي بن الحسين إلا في الاعقاب وفي أعقاب الاعقاب(٢).

بيان : وما يصيبه له ، أي ما يصيب علي عليه‌السلام من أموال رسول الله (ص) و تركته وآثار النبوة فهو له.

١٨ ـ ع : أبي عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عن علي عن الحسن بن سعيد عن محمد بن سنان عن أبي سلام عن سورة بن كليب عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل ، « وجعلها كلمة باقية في عقبه » قال : في عقب الحسين عليه‌السلام ، فلم يزل هذا الامر منذ افضي إلى الحسين ينتقل من ولد إلى ولد لا يرجع إلى أخ وعم. ولم يعلم أحد منهم إلا وله ولد ، وإن عبدالله خرج من الدنيا ولا ولد له ولم يمكث بين ظهراني أصحابه إلا شهرا.(٣)

بيان : قوله : ولم يعلم إلى آخره من كلام بعض الرواة ، وعبدالله هو الافطح ابن الصادق عليه‌السلام : الذي قالت الفطحية بامامته والغرض نفي إمامته بهذا الخبر.

١٩ ـ ع : القطان عن السكري عن الجوهري عن علي بن حاتم عن الربيع بن عبدالله قال : وقع بيني وبين عبدالله بن الحسن كلام في الامامة فقال عبدالله بن الحسن : إن الامامة في ولد الحسن والحسين عليهما‌السلام فقلت : بلى هي(٤) في ولد الحسين إلى قوم القيامة دون ولد الحسن؟

فقال لي : وكيف صارت في ولد الحسين دون ولد الحسن عليه‌السلام وهما سيدا شباب

____________________

(١) في نسخة : ثم وصيته.

(٢ و ٣) علل الشرائع : ٨٠ والاية في الزخرف : ٢٨.

(٤) في نسخة : بل هى.

٢٥٨

أهل الجنة وهما في الفضل سواء إلا أن للحسن على الحسين فضلا بالكبر ، وكان الواجب أن تكون الامامة إذن في ولد الافضل؟

فقلت له : إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين وكان موسى أفضل من هارون فجعل الله عزوجل النبوة والخلافة في ولد هارون دون ولد موسى ، وكذلك جعل الله عزوجل الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن ليجري في هذه الامة سنة من قبلها من الامم حذو النعل بالنعل ، فما أجبت في أمر موسى وهارون عليهما‌السلام بشئ فهو جوابي في أمر الحسن والحسين عليهما‌السلام ، فانقطع.

ودخلت على الصادق عليه‌السلام فلما بصرني قال لي : أحسنت يا ربيع فيما كلمت به عبدالله بن الحسن ثبتك الله.(١)

٢٠ ـ ع : ابن الوليد عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عبدالصمد بن بشير عن فضيل سكرة قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : يا فضيل أتدري في أي شئ كنت أنظر؟ فقلت : لا ، قال : كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها‌السلام فليس ملك(٢) يملك إلا وهو مكتوب باسمه واسم أبيه ، فما وجدت لولد الحسن فيه شيئا.(٣)

٢١ ـ ع : أبي عن محمد العطار عن الاشعري عن القاشاني عن الاصفهاني عن المنقري عن محمد بن يحيى عن الحسين الواسطي عن يونس بن عبدالرحمان عن أبي فاختة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لا تكون الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين وهي جارية في الاعقاب في عقب الحسين عليه‌السلام.(٤)

٢٢ ـ ن ع : ابن البرقي عن أبيه عن جده عن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي

____________________

(١) علل الشرائع : ٨٠ و ٨١.

(٢) لعل المراد بالملك الملك المنصوص من الله تعالى اى الامام

(٣) علل الشرائع : ٨٠.

(٤) علل الشرائع : ٨٠.

٢٥٩

يعقوب البلخي قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام قلت له : لاي علة صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن عليهما‌السلام؟ قال : لان الله عزوجل جعلها في ولد الحسين و لم يجعلها في ولد الحسن والله لا يسأل عما يفعل.(١)

٢٣ ـ ع : أبي عن الحميري عن علي بن إسماعيل عن سعدان عن بعض رجاله عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما علقت فاطمة عليها‌السلام بالحسين صلوات الله عليه قال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يافاطمة إن الله قد وهب لك غلاما اسمه الحسين تقتله امتي ، قالت : فلا حاجه لي فيه ، قال : إن الله عزوجل قد وعدني فيه أن يجعل الائمة من ولده قالت : قد رضيت يارسول الله.(٢)

٢٤ ـ مع : محمد بن أحمد الشيباني(٣) عن البرقي عن النخعي عن النوفلي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « وجعلها كلمة باقية في عقبه » قال : هي الامامة ، جعلها الله عز وجل في عقب الحسين عليه‌السلام باقية إلى يوم القيامة.(٤)

٢٥ ـ ك مع ل : الدقاق عن العلوي عن جعفر بن محمد الفزاري عن محمد بن الحسين بن زيد عن محمد بن زياد عن المفضل قال : قلت للصادق عليه‌السلام : أخبرني عن قول الله عزوجل : « وجعلها كلمة باقية في عقبه » قال : يعني بذلك الامامة جعلها الله في عقب الحسين عليه‌السلام إلى يوم القيامة ، قال : فقلت له : يابن رسول الله فكيف صارت الامامة

____________________

(١) عيون الاخبار : ٢٣٦ علل الشرايع : ٨٠.

(٢) علل الشرايع : ٧٩.

(٣) هكذا في الكتاب ومصدره ولعل الشيبانى مصحف السنانى المنسوب إلى جده الاعلى محمد بن سنان الزاهرى وهو ابوعيسى محمد بن احمد بن محمد بن سنان الزاهرى نزيل الرى المترجم في رجال الشيخ.راجع رسالتنا في احوال الصدوق المطبوع في مقدمة معانى الاخبار.

(٤) معانى الاخبار.٤٤ والاية في الزخرف : ٢٨.

٢٦٠