بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

حكما وعلما ، (١) وثانيها في الاحقاف : حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني(٢) « الآية وثالثها في القصص في قصة موسى عليه‌السلام : « ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما » (٣) وفي الكافي أيضا كما هنا ، ولعله من تصحيف الرواة والنساخ ، والصواب ما سيأتي في رواية العياشي ، مع أن الراوي فيهما واحد.

ويحتمل أن يكون عليه‌السلام نقل الاية بالمعنى إشارة إلى آيتي سورة يوسف والاحقاف ، وحاصله حينئذ أنه تعالى قال في سورة يوسف : ولما بلغ أشده آتيناه حكما ، وفسر الاشد في الاحقاف بقوله : وبلغ أربعين سنة ، كما حمله عليه جماعة من المفسرين ، فيتم الاستدلال ، بل يحتمل كونه إشارة إلى الايات الثلاث جميعا.

٢ ـ شى : عن علي بن أسباط عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام قال : قلت : جعلت فداك إنهم يقولون في الحداثة قال(٤) : وأي شئ يقولون؟(٥) إن الله تعالى يقول : « قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني(٦) » فوالله ما كان اتبعه إلا علي عليه‌السلام وهو ابن سبع سنين(٧) ، ومضى أبي وأنا ابن تسع سنين ، فما عسى أن يقولوا ، (٨) إن الله يقول : « فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك » إلى قوله : « ويسلموا تسليما » (٩).

____________________

(١) يوسف : ٢٢.

(٢) الاحقاف : ١٥.

(٣) القصص : ١٤.

(٤) في نسخة من المصدر : في حداثة سنك.

(٥) في المصدر : وليس شئ يقولون.

(٦) يوسف : ١٠٨.

(٧) في المصدر : وهو ابن تسع سنين.

(٨) زاد هنا في المصدر : قال : ثم كانت امارات فيها وقبلها اقوام ، الطريقان في العاقبة سواء ، الظاهر مختلف هو رأس اليقين : ان الله يقول في كتابه.

(٩) تفسير العياشى ٢ : ٢٠٠ والاية في النساء : ٦٥.

١٠١

بيان : ما كان اتبعه أي أولا ، أو حين نزول الاية ، فلما خصه الله تعالى بالدعوة إلى الله مع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وقرنه به فهو دليل على أنه سيأتي الدعوة إلى الله ممن لم يبلغ الحلم ، ويكون في مثل هذا السن ، وإنه تعالى لما وصفه بالمتابعة ومدحه بها دل على أن المتابعة معتبرة في هذا السن ، فدل على أن الاحكام تختلف بالنظر إلى الاشخاص والمواد فجاز أن يحصل لي الامامة في هذا السن.

٣ ـ كنز : روى العياشي باسناده عن علي بن أسباط قال : قدمت المدينة وأنا اريد مصر فدخلت على أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما‌السلام وهو إذ ذاك خماسي ، فجعلت أتأمله لاصفه لاصحابنا بمصر فنظر إلي وقال : يا علي إن الله أخذ في الامامة كما أخذ في النبوة ، فقال سبحانه عن يوسف : « ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما » وقال عن يحيى : « وآتيناه الحكم صبيا » (١).

٤ ـ كا : محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن صفوان قال : قلت للرضا عليه‌السلام : قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر عليه‌السلام فكنت تقول : يهب الله لي غلاما فقد وهب الله لك فقر عيوننا فلا أرانا الله يومك ، فإن كان كون فإلى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر عليه‌السلام وهو قائم بين يديه ، فقلت : جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين ، قال : وما يضره من ذلك شئ ، قد قام عيسى عليه‌السلام بالحجة وهو ابن ثلاث سنين(٢).

بيان : أي كان في ثلاث سنين حجة وإن كان قبله أيضا كذلك ، فلا ينافي ما دل على أنه عليه‌السلام كان في المهد حجة ، ويمكن أن يكون ضمير « هو » راجعا إلى أبي جعفر عليه‌السلام ، أي قام عيسى بالحجة في المهد ، وأبوجعفر عليه‌السلام ابن ثلاث سنين ، فلم لا يجوز أن يقوم بالحجة؟ وفيه بعد.

٥ ـ كا : علي بن محمد وغيره عن سهل عن ابن يزيد عن مصعب عن مسعدة عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال أبوبصير : دخلت إليه ومعي غلام خماسي لم يبلغ ،

____________________

(١) كنز الفوائد : ١٥١. والاية الاولى في سورة يوسف : ٢٢ والثانية في مريم ١٢.

(٢) اصول الكافى ١ : ٣٨٣.

١٠٢

فقال : (١) كيف أنتم إذا احتج عليكم(٢) بمثل سنه.(٣)

بيان : الخماسي : من كان طوله خمسة أشبار كما ذكره اللغويون ، وقد يطلق في العرف على من له خمس سنين ، فعلى الاول إشارة إلى الجواد عليه‌السلام ، وعلى الثاني إلى القائم عليه‌السلام ، مع أنه يكون التشبيه في محض عدم البلوغ.

٦ ـ كا : العدة عن سهل عن علي بن مهزيار عن ابن بزيع قال : سألته يعني أبا جعفر عليه‌السلام عن شئ من أمر الامام ، فقلت : يكون الامام ابن أقل من سبع سنين؟

فقال : نعم وأقل من خمس سنين(٤).

بيان : إشارة إلى القائم عليه‌السلام لانه عليه‌السلام على أكثر الروايات كان ابن أقل من خمس سنين بأشهر ، أو بسنة وأشهر.

____________________

(١) في المصدر : ومعنى غلام يقودنى خماسى لم يبلغ ، فقال لى.

(٢) في نسخة من المصدر : او قال : سيلى عليكم بمثل سنه.

(٣) اصول الكافى ١ : ٣٨٣.

(٤) اصول الكافى ١ : ٣٨٣ و ٣٨٤.

١٠٣

أبواب

*(علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي)*

*(أن ينسب اليه وما لا ينبغى)*

١

باب

*(ان الائمة من قريش وانه لم سمى الامام اماما)*

١ ـ ن : بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي (ص) وسلم : الائمة من قريش.(١)

٢ ـ مع : سمي الامام إماما لانه قدوة للناس ، منصوب من قبل الله تعالى ذكره مفترض الطاعة على العباد.(٢)

٣ ـ شى : عن هشام بن الحكم عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله : « إني جاعلك للناس إماما » قال : فقال : لو علم الله أن اسما أفضل منه لسمانا به(٣).

____________________

(١) عيون الاخبار : ٢٢٣ رواها العامة ايضا في كتبهم.

(٢) معانى الاخبار : ٦٤.

(٣) تفسير العياشى ١ : ٥٨.

١٠٤

٢

باب

*(انه لا يكون اماما في زمان واحد الا وأحدهما صامت)*

١ ـ ع ، ن : في علل الفضل عن الرضا عليه‌السلام فإن قال : (١) فلم لا يجوز أن يكون في الارض إمامان في وقت واحد أو أكثر من ذلك؟ قيل : لعلل : منها أن الواحد لا يختلف فعله وتدبيره ، والاثنين لا يتفق فعلهما وتدبيرهما ، وذلك أنا لم نجد اثنين إلا مختلفي الهمم والارادة ، فإذا كانا اثنين ثم اختلف همهما وإرادتهما وتدبيرهما وكانا كلاهما مفترضي الطاعة لم يكن أحدهما أولى بالطاعة من صاحبه فكان يكون اختلاف الخلق والتشاجر والفساد : ثم لا يكون أحد مطيعا لاحدهما إلا وهو عاص للاخر فتعم المعصية أهل الارض.

ثم لا يكون لهم مع ذلك السبيل إلى الطاعة والايمان ، ويكونون(٢) إنما اتوا في ذلك من قبل الصانع ، الذي وضع لهم باب الاختلاف والتشاجر(٣) إذ أمرهم باتباع المختلفين.

ومنها : إنه لو كان إمامان لكان لكل من الخصمين أن يدعو إلى غير ما يدعو إليه صاحبه في الحكومة(٤) ، ثم لا يكون أحدهما أولى بأن يتبع من صاحبه فتبطل الحقوق والاحكام والحدود.

ومنها : انه لا يكون واحد من الحجتين أولى بالنطق(٥) والحكم والامر

____________________

(١) في المصدر : فان قيل.

(٢) في نسخة : ويكونوا.

(٣) في المصدر : وسبب التشاجر.

(٤) في المصدر : إلى غير الذى يدعو اليه الاخر في الحكومة.

(٥) في المصدر : اولى بالنظر.

١٠٥

والنهي من الاخر ، فإذا كان هذا كذالك وجب عليهما أن يبتديا بالكلام ، وليس لاحدهما أن يسبق صاحبه بشئ إذا كانا في الامامة شرعا واحدا ، فإن جار لاحدهما السكوت جاز السكوت للاخر مثل ذلك(١) ، وإذا جاز لهما السكوت بطلت الحقوق والاحكام وعطلت الحدود وصار(٢) الناس كأنهم لا إمام لهم.(٣)

بيان : لعل المراد نفي إمامة من كان في عصر الائمة عليهم‌السلام من أئمة الضلال إذ كانت أحكامهم مخالفة لاحكام أئمتنا ، وأفعالهم مناقضة لافعالهم ، ويحتمل أن يكون إلزاما على المخالفين القائلين باجتهاد النبي والائمة صلوات الله عليهم ، إذ في الاجتهاد لابد من الاختلاف كما قالوا في علي عليه‌السلام ومعاوية.

ثم المراد إما الامامان على طائفة واحدة أو الامام الذي له الرباسة العامة لئلا ينافي تعدد أنبياء بني إسرائيل في عصر واحد.

٢ ـ ك : أبي عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن ابن أبي يعفور أنه سأل أبا عبدالله عليه‌السلام هل يترك الارض بغير إمام؟ قال : لا ، قلت : فيكون إمامان؟ قال : لا إلا وأحدهما صامت(٤).

٣ ـ ك : الطالقاني عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن هشام بن سالم قال : قلت للصادق عليه‌السلام : هل يكون إمامان في وقت(٥)؟ قال : لا إلا أن يكون أحدهما صامتا مأموما لصاحبه ، والآخر ناطقا إماما لصاحبه ، وأما أن يكون إمامين ناطقين في وقت واحد فلا(٦).

____________________

(١) في العلل : جاز للاخر مثل ذلك.

(٢) في نسخة من المصدر : وحار الناس.

(٣) علل الشرائع : ٩٥ ، عيون اخبار الرضا : ٢٤٩ و ٢٥٠.

(٤) اكمال الدين : ١٣٥.

(٥) في المصدر : في وقت واحد.

(٦) اكمال الدين : ٢٣٢.

١٠٦

٤ ـ ك : ابن المتوكل عن محمد العطار عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « وبئر معطلة وقصر مشيد(١) » فقال : البئر المعطلة الامام الصامت ، والقصر المشيد الامام الناطق(٢).

٥ ـ ير : محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن العلاء عن ابن أبي يعفور عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لا يكون إمامان إلا وأحدهما صامت لا يتكلم ، حتى يمضي الاول(٣).

٦ ـ ير : محمد بن عبدالجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن عبيد بن زرارة قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : ترك الارض بغير إمام؟ قال : لا ، قلنا : تكون الارض وفيها إمامان؟ قال : لا إلا إمامان أحدهما صامت لا يتكلم ، ويتكلم الذي قبله والامام يعرف الامام الذي بعده.(٤)

٧ ـ ك : أبي عن سعد والحميري معا عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن ابن أبي عمير(٥) عن الحسين ابن أبي العلا عن إبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : تكون الارض بغير إمام؟ قال : لا قلت : أفيكون إمامان في وقت واحد؟ قال : لا إلا وأحدهما صامت ، قلت : فالامام يعرف الامام الذي من بعده؟ قال : نعم ، قلت القائم

____________________

(١) الحج : ٤٥.

(٢) اكمال الدين : ٢٣٢.

(٣) بصائر الدرجات : ١٥٠ صدره هكذا : قال كان على بن ابى طالب عالم هذه الامة والعلم يتوارث وليس يمضى منا احد حتى يرى من ولده من يعلم علمه ولا تبقى الارض يوما بغير امام منا تفرغ اليه الامة قلت : يكون امامان؟ قال : لا ، الا.

(٤) بصائر الدرجات : ١٥١.

(٥) في المصدر : على بن مهزيار عن فضالة عن ابان بن عثمان عن ابن ابى عمير راجعه فانه لا يخلو عن تصحيف.

١٠٧

إمام؟ قال : نعم إمام ابن إمام ، وقد اوذنتم(١) به قبل ذلك(٢).

٨ ـ ير : علي بن إسماعيل عن أحمد بن النضر عن الحسين بن أبي العلا قال قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : تكون الارض وفيها إمامان؟ قال : لا إلا إمام صامت لا يتكلم ويتكلم الذي قبله(٣).

رفع شبهة :

اعلم أن قوما من الجهال ظنوا أن تلك الاخبار منافية للاخبار الدالة على رجعة النبي والائمة صلوات الله عليهم ، وبذلك اجترؤا على رد الاخبار المستفيضة بل المتواترة المأثورة عن الائمة الاطهار ، وهو فاسد من وجوه :

الاول أنه ليس في أكثر أخبار الرجعة التصريح باجتماعهم في عصر واحد ، فلا تنافي ، بل ظاهر بعض الاخبار أن رجعة بعض الائمة عليهم‌السلام بعد القائم عليه‌السلام ، أو في آخر زمانه ، وما روي أن بعد القائم عليه‌السلام تقوم الساعة بعد أربعين يوما فهو خبر واحد لا يعارض الاخبار الكثيرة.

مع أنه قال بعض علمائنا في كتاب كتبه في الرجعة : إن للقائم عليه‌السلام أيضا رجعة بعد موته ، فيحتمل أن يكون مورد الخبر الموت بعد الرجعة ، ويؤيده الاخبار الكثيرة الدالة على أن لكل من المؤمنين موتا وقتلا فإن مات في تلك الحياة يقتل في الرجعة وإن قتل في تلك الحياة يموت في الرجعة ، والاخبار الدالة على عدم خلو الارض من حجة لا ينافي ذلك بوجه.

الثاني : إن ظاهر تلك الاخبار عدم اجتماع إمامين في تلك الحياة المعروفة بل بعضها صريح في ذلك ، ولو تنزلنا عن ظهورها في ذلك فلا بد من الحمل عليه قضية للجمع(٤) بين الاخبار ، إذ الظاهر أن زمان الرجعة ليس زمان تكليف فقط ، بل هو

____________________

(١) في نسخة : قد اؤتم به.

(٢) اكمال الدين : ١٢٩.

(٣) بصائر الدرجات : ١٤٣ صدره : تترك الارض بغير امام؟ قال : لا فقلنا له : تكون.

(٤) لعل الصحيح : قضية الجمع.

١٠٨

واسطة بين الدنيا والاخرة ، بالنسبة إلى جماعة دار تكليف وبالنسبة إلى جماعة دار جزاء ، فكما يجوز اجتماعهم في القيامة لا يبعد اجتماعهم في ذلك الزمان.

الثالث : أن أخبار الرجعة أكثر وأقوى من تلك الاخبار ، فلا ينبغي ردها و الاخذ بهذه ، ومنهم من يشبه على العوام والجهال فيقول : مع اجتماعهم أيهم يتقدم في الصلوة والحكم والقضاء مع أن القائم عليه‌السلام هو صاحب العصر؟ والجواب إنا لم نكلف بالعلم بذلك ، وليس لنا رد أخبارهم المستفيضة بمحض الاستبعادات الوهمية ونعلم مجملا أنهم يعملون في ذلك وغيره بما امروا به

وهذا القائل لم يعرف أنه لا فرق بين حيهم وميتهم ، وأنه ليس بينهم اختلاف وأن كلا منهم إمام أبدا ، وأنهم عليهم‌السلام نواب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته وبعد وفاته ، وإيضا مع اجتماعهم في الزمان لا يلزم اجتماعهم في المكان ، مع أنه يحتمل أن يكون اجتماعهم في زمان قليل ، وأيضا يحتمل أن يكون رجوعهم عليهم‌السلام بعد انقضاء زمان حكومة القائم عليه‌السلام وجهاده وما امر به منفردا ، مع أن هذا الزمان الطويل الذي مضى من زمانه يكفي لما توهمتم.

وأن قلتم : إنه عليه‌السلام كان مخفيا ولم يكن باسط اليد ، فأكثر أئمتنا عليهم‌السلام كانوا مختفين خائفين غير متمكنين ، ثم نقول : قد وردت أخبار مستفيضة في أن النبي. صلى‌الله‌عليه‌وآله ظهر في مسجد قباء لابي بكر وأمره برد الحق إلى أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، وأنه ظهر أمير المؤمنين وبعض الائمة عليهم‌السلام بعد موتهم للامام الذي بعدهم فليزم رد تلك الاخبار أيضا لتلك العلل.

ولو كان عدم العلم بخصوصيات أمر مجوزا لرده لجاز رد المعاد للاختلاف الكثير فيه ، وورود الشبه المختلفة في خصوصياته ، ولجاز نفي علمه تعالى للاختلاف في خصوصياته ، ولجاز نفي علم الائمة عليهم‌السلام للاخبار المختلفة في جهات علومهم ، وبأمثال هذه تطرقت الشبه والشكوك والرد والانكار في أكثر ضروريات الدين ، في زماننا إذ لو كان محض استبعاد الوهم مجوزا لرد الاخبار المستفيضة كانت الشبه القوية التي عجزت عقول أكثر الخلق عن حلها أولى بالتجويز.

١٠٩

فلذا تراهم يقولون بقدم العالم تاره ، وبنفي المعراج اخرى ، وينفون المعاد الجسماني والجنة والنار وغيرها من ضروريات الدين المبين ، أعاذ الله الايمان والمؤمنين من شر الشياطين والمضلين من الجنة والناس أجمعين.

٣

باب

*(عقاب من ادعى الامامة بغير حق او رفع راية جور او أطاع)*

*(اماما جائرا)*

١ ـ ثو : ابن المتوكل عن الحميري عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : قال الله عزوجل « لاعذبن كل رعية في الاسلام أطاعت إماما جائرا ليس من الله عزوجل وأن كانت الرعية في أعمالها برة تقية ، ولاعفون عن كل رعية في الاسلام أطاعت إماما هاديا من الله عزوجل وإن كانت الرعية في أعمالها ظالمة مسيئة » (١).

سن : أبي عن ابن محبوب مثله(٢).

٢ ـ سن : محمد بن علي عن ابن محبوب عن العلاه عن محمد قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله والحق ، قد ضلوا بأعمالهم التي يعملونها ، كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون على شئ مما كسبوا ذلك هو الضلال البعيد(٣).

٣ ـ سن : ابن عيسى(٤) عن البزنطي عن ابن بكير عن محمد بن مسلم قال : سمعت

____________________

(١) ثواب الاعمال.١٩٨ و ١٩٩.

(٢) محاسن البرقى : ٩٤.

(٣) محاسن البرقى : ٩٣.

(٤) المصدر خال عن ( ابن عيسى ).

١١٠

أبا جعفر عليه‌السلام يقول : أربع من قواصم الظهر ، منها إمام يعصي الله ويطاع أمره(١).

٤ ـ شى : عن الثمالي عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : من جحد إماما من الله ، أو ادعى إماما من غير الله ، أو زعم أن لفلان وفلان في الاسلام(٢) نصيبا(٣).

٥ ـ مع : ما جيلويه عن عمه عن محمد بن علي الكوفي عن عثمان بن عيسى عن فرات بن أحنف قال : سأل رجل أبا عبدالله عليه‌السلام فقال : إن من قبلنا يقولون : نعوذ بالله من شر الشيطان وشر السلطان وشر النبطي إذا استعرب ، فقال : نعم ألا أزيدك منه؟ قال : بلى ، قال : ومن شر العربي إذا استنبط ، فقلت : وكيف ذاك؟ فقال : من دخل في الاسلام فادعى مولى غيرنا فقد تعرب بعد هجرته فهذا النبطي إذا استعرب ، وأما العربي إذا استنبط فمن أقر بولاية(٤) من دخل به في الاسلام فادعاه دوننا فهذا قد استنبط(٥).

بيان : فادعاه أي الولاء يعني ادعى الخلافة بعدما بايع الخليفة وأقر به كعمر ( أو المعنى أقر بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أو بأمير المؤمنين الذي دخل بسببه في الاسلام وأنكر إمامة سائر الائمة عليهم‌السلام ، والاول أظهر(٦) ) وإطلاق النبطي على من دخل في الاسلام لانه استنبط العلم كما ورد في الخبر ، أو لانه خرج عن كونه أعرابيا ، والمراد بالعربي هنا الاعرابي العاري عن العلم والدين.

٦ ـ فس : : أبي عن ابن أبي عمير ، عن أبي المغرا عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله تعالى : « ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة » قال : من ادعى

____________________

(١) محاسن البرقى : ٩٤.

(٢) في نسخة : في الجنة نصيبا.

(٣) تفسير العياشى ١ : ١٧٨.

(٤) في نسخة وفى المصدر : فمن اقر بولايتنا

(٥) معانى الاخبار : ٤٧.

(٦) ما بين الهلالين مختص بالمطبوع والنسختان المخطوطتان خاليتان عنه.

١١١

أنه إمام وليس بإمام ، قلت : وإن كان علويا فاطميا؟ قال : وإن كان علويا فاطميا(١).

ثو : أبي عن سعد عن ابن ابي الخطاب عن ابن فضال عن معاوية بن وهب عن أبي سلام عن سورة بن كليب عن أبي جعفر عليه الصلاة والسلام مثله ، وفيه : من زعم أنه إمام(٢).

نى : ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر عن أبي المغرا عن أبي سلام عن سورة مثله(٣).

٧ ـ ثو : ابن المتوكل عن الحميري عن ابن أبي الخطاب عن ابن محبوب عن أبان عن المفضل عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من ادعى الامامة وليس من أهلها فهو كافر(٤).

٨ ـ ثو : أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن عبدالرحمان بن أبي هاشم عن داود بن فرقد عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من ادعى الامامة وليس بامام فقد افترى على الله وعلى رسوله وعلينا(٥).

٩ ـ ثو : أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن ابن سنان عن يحيى أخي أديم عن الوليد بن صبيح قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن هذا الامر لا يدعيه غير صاحبه إلا بتر الله(٦) عمره(٧).

١٠ ـ شى : عن علي بن ميمون الصائغ عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبدالله

____________________

(١) تفسير القمى : ٥٧٩. والاية في سورة الزمر.

(٢) ثواب الاعمال : ٢٠٦.

(٣) غيبة النعمانى : ٥٥.

(٤ و ٥) ثواب الاعمال : ٢٠٦.

(٦) بتره : قطعه.

(٧) ثواب الاعمال : ٢٠٦.

١١٢

عليه‌السلام يقول : ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة(١) ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : من ادعى إمامة من الله ليست له ، ومن جحد إماما من الله ، ومن قال : إن لفلان وفلان في الاسلام نصيبا(٢).

نى : الكليني عن الحسين بن محمد عن المعلى عن أبي داود المسترق عن علي بن ميمون مثله(٣).

١١ ـ نى : ابن عقدة عن محمد بن المفضل بن إبراهيم عن محمد بن عبدالله بن زرارة عن مرزبان القمي عن عمران الاشعري عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام مثله(٤)

١٢ ـ شى : عن أبي بصير عن أبي جعفر صلى‌الله‌عليه‌وآله « ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال اوحي إلي ولم يوح إليه شئ ومن قال سانزل مثل ما أنزل الله » قال : من ادعى الامامة دون الامام عليه‌السلام(٥).

١٣ ـ نى : ابن عقدة عن محمد بن زياد(٦) عن جعفر بن إسماعيل عن الحسين بن أحمد المقري عن ابن ظبيان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « و يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين » قال : من زعم أنه إمام وليس بامام.(٧)

١٤ ـ نى : عبدالواحد بن عبدالله عن محمد بن جعفر الرزاز عن ابن أبي الخطاب

____________________

(١) في الغيبة : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة.

(٢) تفسير العياشى ١ : ١٧٨.

(٣) غيبة النعمانى : ٥٥ فيه : ومن زعم ان لهما في الاسلام.

(٤) غيبة النعمانى : ٥٥ فيه : من زعم انه امام وليس بامام ، ومن زعم في امام حق أنه ليس بامام ومن زعم ان لهما في الاسلام نصيبا.

(٥) تفسير العياشى ١ : ٣٧٠. والاية في الانعام : ٩٣.

(٦) في المصدر : حميد بن زياد عن جعفر بن اسماعيل المقرى قال : اخبرنى شيخ بمصر يقال له : الحسين بن احمد المقرى.

(٧) غيبة النعمانى : ٥٤. والاية في الزمر : ٦٠.

١١٣

عن محمد بن سنان عن أبي سلام عن سورة بن كليب عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام في قوله : « يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين » قال : من قال : إني إمام وليس بإمام ، قلت : وإن كان علويا فاطميا؟ قال : وإن كان علويا فاطميا قلت : وإن كان من ولد علي بن أبي طالب؟ قال : وإن كان من ولد علي بن أبي طالب(١).

نى : الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان مثله.(٢)

١٥ ـ نى : عبدالواحد بن عبدالله عن أحمد بن محمد بن رباح عن محمد بن العباس(٣) عن الحسن ابن أبي حمزة عن أبيه عن مالك بن أعين عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : كل راية ترفع قبل راية القائم عليه‌السلام صاحبها طاغوت(٤).

١٦ ـ نى : عبدالواحد عن ابن رباح عن أحمد بن علي الحميري عن الحسن بن أيوب عن عبدالكريم الخثعمي عن أبان عن أبي الفضل قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : من ادعى مقامنا يعني الامامة(٥) فهو كافر ، أو قال : مشرك.(٦)

١٧ ـ نى : علي بن الحسين عن محمد العطار عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن علي بن الحسين عن ابن مسكان عن مالك الجهني عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كل راية ترفع قبل قيام القائم صاحبها طاغوت.(٧)

____________________

(١ و ٢) غيبة النعمانى : ٥٦.

(٣) في المصدر : احمد بن محمد بن رباح الزهرى قال : حدثنا محمد بن العباس بن عيسى الحسينى.

(٤) غيبة النعمانى : ٥٦.

(٥) فى نسخة من المصدر : من ادعى مقاما ليس له.

(٦) غيبة النعمانى : ٥٦ و ٥٧.

(٧) غيبة النعمانى : ٥٧. ورواه ايضا عن على بن احمد البنديخى عن عبدالله بن موسى العلوى عن ابراهيم بن هشام ( على بن ابراهيم بن هاشم ، في ) عن ابيه عن عبدالله بن المغيرة عن عبدالله بن مسكان.

١١٤

١٨ ـ نى : علي بن عبدالله البرقي(١) عن علي بن الحكم عن أبان عن الفضيل(٢) قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : من خرج يدعو الناس وفيهم من هو أفضل منه فهو ضال مبتدع.(٣)

٤

باب

*(جامع في صفات الامام وشرائط الامامة)*

الايات : البقرة : قال : إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم.٢٤٧

يونس ١٠ : أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون.٣٥

تفسير : لا يخفى على منصف أن تعليق الاصطفاء وتعليله في الآية الاولى على زيادة البسطة في العلم والجسم يدل على أن الاعلم والاشجع أولى بالخلافة والامامة وبيان أولوية متابعة من يهدي إلى الحق على متابعة من يحتاج إلى التعلم والسؤال على أبلغ وجه وأتمه في الثانية يدل على أن الاعلم أولى بالخلافة ، ولا خلاف في أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان أعلم وأشجع من المتقدمين عليه ، ولا في أن كلا من أئمتنا عليهم‌السلام كان أعلم ممن كان في زمانه من المدعين للخلافة ، وبالجملة دلالة الآيتين

____________________

(١) في المصدر : علي بن عبدالله بن موسى عن احمد بن محمد بن خالد.

(٢) في المصدر : الفضيل بن يسار.

(٣) غيبة النعمانى : ٥٧. اقول : وروى البرقى في المحاسن : ٩٣ عن ابيه عن القاسم الجوهرى عن الحسن بن ابى العلا عن العرزمى عن ابيه رفع الحديث إلى رسول الله ص قال : من أم قوما وفيهم اعلم منه او افقه منه لم يزل امرهم في سفال إلى يوم القيامة ورواه المصنف عنه وعن غيره في كتاب صلاة الجماعة.

١١٥

على اشتراط الاعلمية والاشجعية في الامام ظاهر.

قال البيضاوي في تفسير الآية الاولى : لما استبعدوا تملكه لفقره وسقوط نسبه رد عليهم ذلك أولا بأن العمدة فيه اصطفاء الله وقد اختاره عليكم وهو أعلم بالمصالح منكم ، وثانيا بأن الشرط فيه وفور العلم ليتمكن به من معرفة الامور السياسية وجسامة البدن ليكون أعظم خطرا في القلوب وأقوى على مقاومة العدو ومكابدة الحروب وقد زاده فيهما.

وثالثا بأنه تعالى مالك الملك على الاطلاق ، فله أن يؤتيه من يشاء. ورابعا بأنه واسع الفضل يوسع على الفقير ويغنيه ، عليم بمن يليق الملك انتهى.(١)

اقول : إذا تأملت في كلامه يظهر لك وجوه من الحجة عليه كما أومأنا إليه وقد مر سائر الآيات في أوائل هذا المجلد ، وستأتي في المجلدات الآتية لا سيما المجلد التاسع فلم نوردها ههنا حذرا من التكرار.

١ ـ مع ، ل ، ن : الطالقاني عن أحمد الهمداني عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام قال : للامام علامات : يكون أعلم الناس وأحكم الناس وأتقى الناس وأحلم الناس وأشجع الناس وأسخى الناس وأعبد الناس ، ويلد(٢) مختونا ويكون مطهرا ، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه ، ولا يكون له ظل.

وإذا وقع إلى الارض من بطن امه وقع على راحتيه رافعا صوته بالشهادتين ولا يحتلم ، وتنام عينه ولا ينام قلبه ، ويكون محدثا ، ويستوي عليه درع رسول الله (ص) ولا يرى له بول ولا غائط لان الله عزوجل قد وكل الارض بابتلاع ما يخرج منه وتكون رائحته أطيب من رائحة المسك.

____________________

(١) انوار التنزيل ١ : ١٧٠.

(٢) ويولد خ ل أقول : في الخصال والمعانى والعيون والاحتجاج : ويولد.

١١٦

ويكون أولى بالناس منهم بأنفسهم ، وأشفق عليهم من آبائهم وامهاتهم ويكون أشد الناس تواضعا لله عزوجل ، ويكون آخذ الناس بما يأمر به ، وأكف الناس عما ينهى عنه ، ويكون دعاؤه مستجابا حتى أنه لو دعا على صخرة لانشقت بنصفين.

ويكون عنده سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسيفه : ذوالفقار ، وتكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعتهم إلى يوم القيامة ، وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة.

وتكون عنده الجامعة وهي صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم ، ويكون عنده الجفر الاكبر والاصفر إهاب ماعز وإهاب كبش فيهما جميع العلوم حتى أرش الخدش ، وحتى الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة ، ويكون عنده مصحف فاطمه عليها‌السلام(١).

ج : الحسن بن علي بن فضال عنه عليه‌السلام مثله(٢).

٢ ـ ل ، ن : وفي حديث آخر : إن الامام مؤيد بروح القدس ، وبينه وبين الله عزوجل عمود من نور يرى فيه أعمال العباد ، وكل ما احتاج إليه لدلالة اطلع عليه(٣) ويبسط له فيعلم ويقبض عنه فلا يعلم.

والامام يولد ويلد(٤) ويصح ويمرض ، ويأكل ويشرب ، ويبول ويتغوط ، وينكح وينام ، وينسى ويسهو (٥) « ويفرح ويحزن ويضحك ويبكي ،

____________________

(١) معانى الاخبار : ٣٥. الخصال ٢ : ١٠٥ ١٠٦.عيون الاخبار : ١١٨ و ١١٩ راجعها ففيها اختلافات لفظية.

(٢) احتجاج الطبرسى : ٢٤٠.زاد فيه : ودرعه ذو الفضول.

(٣) في الخصال وقال الصادق عليه‌السلام : يبسط لنا فنعلم ويقبض عنا فلا نعلم.

(٤) الظاهر أن ما يأتى بعد ذلك إلى آخره من كلام الصدوق قدس‌سره أخذه من روايات اخرى ، أو قاله على معتقد الشيعة.

(٥) الخصال خال عما بين الهلالين ، واما عيون الاخبار فيه : وينكح ولا ينسى ولا يسهو ( وينسى ويسهو خ ل ) وقال المحشى في هامشه : اكثر النسخ ليس فيها : ينسى ويسهو وفى بعضها : لا ينسى ولا يسهو.

١١٧

ويحيى ويموت ويقبر فيزار(١) ( ويحشر ويوقف ويعرض ويسأل ، ويثاب ويكرم ويشفع(٢) ).

ودلالته في العلم واستجابة الدعوة ، وكل ما أخبر به من الحوادث التي تحدث قبل كونها فذلك بعهد معهود إليه من رسول الله (ص) توارثه عن آبائه عنه عليهم‌السلام ، ويكون ذلك مما عهده إليه جبرئيل عن علام الغيوب عزوجل.

وجميع الائمة الاحد عشر بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قتلوا ، منهم بالسيف وهو أمير المؤمنين بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والحسين عليهما‌السلام والباقون قتلوا بالسم ، قتل كل واحد منهم طاغوت(٣) زمانه ، وجرى ذلك عليهم على الحقيقة والصحة ، لا كما تقوله الغلاة والمفوضة لعنهم الله.

فإنهم يقولون : إنهم عليهم‌السلام لم يقتلوا على الحقيقة وإنه شبه للناس أمرهم وكذبوا ، عليهم غضب الله ، فإنه ما شبه أمر أحد من أنبياء الله وحججه عليهم‌السلام للناس إلا أمر عيسى بن مريم عليه‌السلام وحده لانه رفع من الارض حيا وقبض روحه بين السماء والارض ثم رفع إلى السماء ورد عليه روحه وذلك قول الله عزوجل « إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك ورافعك إلي(٤) » وقال الله عزوجل حكاية لقول عيسى يوم القيامة « وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد » (٥).

ويقول المتجاوزون للحد في أمر الائمة عليهم‌السلام : إنه إن جاز أن يشبه أمر عيسى للناس فلم لا يجوز أن يشبه أمرهم أيضا؟ والذي يجب أن يقال لهم : إن عيسى

____________________

(١) في العيون : [ ويزار ] وفى الخصال : ويزار فيعلم.

(٢) الخصال خال عما بين الهلالين.

(٣) في نسخة : طاغية زمانه.

(٤) آل عمران : ٥٥.

(٥) المائده : ١١٧.

١١٨

عليه‌السلام هو مولود من غير أب ، فلم لا يجوز أن يكونوا مولودين من غير آباء؟ فإنهم لا يجسرون على إظهار مذهبهم لعنهم الله في ذلك ، ومتى جاز أن يكون جميع أنبياء الله ورسله وحججه بعد آدم عليه‌السلام مولودين من الاباء والامهات وكان عيسى من بينهم مولودا من غير أب جاز أن يشبه للناس أمره دون أمر غيره من الانبياء والحجج عليهم‌السلام كما جاز أن يولد من غير أب دونهم ، وإنما أراد الله عزوجل إن يجعل أمره عليه‌السلام آية وعلامة ليعلم بذلك(١) أنه على كل شئ قدير(٢).

بيان : « ويلد مختونا » كذا في أكثر نسخ « ل ون » والظاهر يولد كما في « ج » وغيره ويكون مطهرا ، أي من الدم وسائر الكثافات ، أو مقطوع السرة ، أو مختونا فيكون ، تأكيدا.

« ويرى من خلفه » يمكن أن يقرأ في الموضعين بالكسر حرف جر ، وبالفتح اسم موصول ، وعلى الاول مفعول « يرى » محذوف ، أي الاشياء ، والظاهر أن الرؤية في الاول بمعنى العلم ، فإن الرؤية الحقيقية لا تكون إلا بشرائطها.

وما يقال : من أن الرؤية بمعنى العلم يتعدى إلى مفعولين ، وبالعين إلى مفعول واحد فهو إذا استعمل في العلم حقيقة ، وأما إذا استعمل في الرؤية بالعين ثم استعير للعلم للدلالة على غاية الانكشاف فيتعدى إلى مفعول واحد كما مر من قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : « لم أكن لاعبد ربا لم أره ».

ثم قال عليه‌السلام : « لم تره العيون بمشاهدة الابصار ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان » وأمثال ذلك كثيرة.

وما قيل : من أن الله تعالى خلق لهم إدراكا في القفا كما يخلق النطق في اليد والرجل في الآخرة ، أو أنه كان ينعكس شعاع أبصارهم إذا وقع على ما يقابله كما في المرآة ، فهما تكلفان مستغنى عنهما.

____________________

(١) في نسخة وفى الخصال : ان الله.

(٢) الخصال ٢ : ١٠٦.عيون الاخبار : ١١٩ و ١٢٠.

١١٩

والقول بأن يدركوا بالعين ما ليس بمقابل لها من باب خرق العادة بناء على أن شروط الابصار إنما هي بحسب العادة فيجوز أن تنخرق فيخلق الله الابصار في غير العين من الاعضاء فيرى المرئي ، أو يرى بالعين ما لا يقابله فهى إنما يستقيم على اصول الاشاعرة المجوزين للرؤية على الله سبحانه ، وأما على اصول المعتزلة والامامية فلا يجري هذا الاحتمال والله أعلم بحقيقة الحال.

ويستوي عليه درع رسول الله ، كأن هذه غير الدرع ذات الفضول التي استواؤها من علامات القائم عليه‌السلام ، كما سيأتي في محله أو المعنى أن هذه من علامات الائمة عليهم‌السلام ، وإن كان بعضها مختصا ببعضهم ، والاول أظهر.

ويكون أولى بالناس ، يحتمل أن يكون هذا أيضا من معجزاته وصفاته لا من أحكامه كسائر ما في الخبر ، أي يسخر الله له قلوب شيعته بحيث يكون عندهم اضطرارا أولى من أنفسهم ، ويفدون أنفسهم دونه ، ولعله أنسب بسياق الخبر(١).

٣ ـ شا : ابن قولويه عن الكليني عن أحمد بن محمد بن مهران(٢) عن محمد بن علي عن الحسن بن الجهم قال : كنت مع أبي الحسن عليه‌السلام جالسا فدعا بابنه وهو صغير فأجلسه في حجري وقال لي : جرده وانزع قميصه : فنزعته فقال لي : انظر بين كتفيه قال : فنظرت فإذا في إحد كتفيه شبه الخاتم داخل اللحم ، ثم قال لي : أترى هذا؟ مثله في هذا الموضع كان من أبي عليه‌السلام(٣).

بيان : ظاهره أن للامام إيضا علامة في جسده تدل على إمامته عليه‌السلام كخاتم النبوة ، ويحتمل اختصاصها بالامامين عليهم‌السلام.

٤ ـ ك ، مع ، لى ن : الطالقاني عن القاسم بن محمد الهاروني عن عمران بن موسى عن الحسن بن قاسم الرقام عن القاسم بن مسلم عن أخيه عبدالعزيز بن مسلم قال : كنا في أيام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام بمرو فاجتمعنا في مسجد جامعها في يوم جمعة في بدء مقدمنا

____________________

(١) بل الانسب أن ذلك وما بعده يكون من احكامهم عليهم‌السلام.

(٢) في المصدر : احمد بن مهران.

(٣) ارشاد المفيد : ٣٤١.

١٢٠