الفقه للمغتربين

عبد الهادي محمد تقي الحكيم

الفقه للمغتربين

المؤلف:

عبد الهادي محمد تقي الحكيم


الموضوع : الفقه
الناشر: مكتب آية الله العظمى السيد السيستاني
المطبعة: مهر
الطبعة: ٢
ISBN: 964-319-145-1
الصفحات: ٤٠٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

كلَّمه أبي مقتا حتى فارق الدنيا » . (٦٤)

وقال الإمام جعفر الصادق ( ع ) : « من نظر الى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة » ، (٦٥) وغير هذه الأحاديث كثير . (٦٦)

م ـ ٢٩٨ : وفي مقابل ذلك ( برُّ الوالدين ) فهو من أفضل القربات لله تعالى ، قال عزَّ من قائل في كتابه الكريم : ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (٦٧) .

وروى إبراهيم بن شعيب قال : « قلت لأبي عبد الله ( ع ) إنَّ أبي قد كبر جدا وضعف فنحن نحمله إذا أراد الحاجة ، فقال : إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ولقِّمه بيدك فإنَّه جُنة لك غدا » (٦٨) .

وقد ورد في الأحاديث الشريفة التأكيد على صلة الأم قبل الأب ، فعن الإمام الصادق ( ع ) أنه قال : « جاء رجل الى

_________________________

٦٤ ـ المصدر السابق : ٢ / ٣٤٩ .

٦٥ ـ المصدر نفسه .

٦٦ ـ أنظر جامع السعادات للنراقي : ٢ / ٢٦٢ وما بعدها ، والذنوب الكبيرة للسيد دستغيب : ١ / ١٣٨ وما بعدها .

٦٧ ـ سورة الإسراء : آية ٢٤ .

٦٨ ـ الأصول من الكافي للكليني : ٢ / ١٦٢ .

٢٠١
 &

النبي محمد ( ص ) فقال : يارسول الله من أبر ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أباك » ، (٦٩) ( أنظر الإستفتاءات الملحقة بهذا الفصل ) .

م ـ ٢٩٩ : ورد في بعض الروايات حق لكبير الأخوة على صغيرهم يحسن مراعاته وحفظه والاهتمام به شداً لعرى التكاتف والتآزر والتوادد داخل الأسرة الواحدة ، وضمانا لديمومتها متماسكة قوية في الظروف الاستثنائية التي ربما تمر بها فقد روي عن النبي محمد ( ص ) قوله : « حق كبير الأخوة على صغيرهم كحق الوالد على ولده » . (٧٠)

م ـ ٣٠٠ : لا يجوز لغير ولي الطفل أو المأذون من قبله أن يضرب الطفل لتأديبه إذا ارتكب فعلاً محرماً أو سبَّب أذى للآخرين ، ويجوز للولي وللمأذون من قبله أن يضرب الطفل للتأديب ضربا خفيفا غير مبرِّح لا يؤدي الى إحمرار جلد الطفل ، بشرط أن لا يتجاوز ثلاث ضربات ، وذلك فيما إذا توقف التأديب عليه ، وعليه فلا يحق للأخ الشاب أن يضرب أخاه الطفل إلا إذا كان ولياً أو مأذونا من قبل الولي ، ولا يجوز ضرب التلميذ في المدرسة بدون إذن وليه

_________________________

٦٩ ـ الأصول من الكافي للكليني : ٢ / ١٦٠ .

٧٠ ـ جامع السعادات للنراقي : ٢ / ٢٦٧ .

٢٠٢
 &

أو المأذون من قبله بتاتا ( أنظر الإستفتاءات الملحقة بهذا الفصل ) .

م ـ ٣٠١ : لا يجوز ضرب البالغ فعل المنكر إلّا وفق ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الاستيذان في ذلك من الحاكم الشرعي علىٰ الاحوط وجوباً .

م ـ ٣٠٢ : توقير الشيخ الكبير : دعانا النبي الكريم محمّد ( ص ) إلىٰ توقير الشيخ الكبير وإجلاله فقال ( ص ) : « من عرف فضل شيخ كبير فوقره لسنه آمنه الله من فزع يوم القيامة » (٧١) .

وقال ( ص ) أيضاً : « من تعظيم الله عزّ وجلّ إجلال ذي الشيبة المؤمن » (٧٢) .

م ـ ٣٠٣ : ورد في العديد من الروايات الشريفة عن النبي ( ص ) والأئمة ( ع ) الحث الشديد على التزاور ، والتآلف ، والمودة بين المؤمنين ، وإدخال السرور على قلوبهم ، وقضاء حوائجهم ، وعيادة مرضاهم ، وتشييع جنائزهم ، ومواساتهم في السراء والضراء ، قال الإمام الصادق ( ع ) : « من زار أخاه في الله قال الله عز وجل إياي زرت ، وثوابك عليَّ ، ولست أرضى لك ثوابا دون الجنة » (٧٣) .

وقال ( ع ) لخيثمة : « أبلغ موالينا السلام ، وأوصهم بتقوى

_________________________

٧١ ـ ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للصدوق : ٢٢٥ .

٧٢ ـ المصدر السابق .

٧٣ ـ الأصول من الكافي للكليني : ٢ / ١٧٦ .

٢٠٣
 &

الله العظيم ، وأن يعود غنيهم على فقيرهم ، وقويهم على ضعيفهم ، وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم ، وأن يتلاقوا في بيوتهم » . (٧٤)

م ـ ٣٠٤ : حق الجوار قريب من حق الرحم ، يستوي في ذلك الحق الجار المسلم والجار غير المسلم ، فقد أثبت رسول الله ( ص ) للجار غير المسلم هذا الحق حيث قال ( ص ) « الجيران ثلاثة : فمنهم من له ثلاث حقوق : حق الإسلام ، وحق الجوار ، وحق القرابة ، ومنهم له حقان : حق الإسلام ، وحق الجوار ، ومنهم من له واحد : « الكافر له حق الجوار » (٧٥) .

وقال ( ص ) : « أحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمناً » (٧٦) .

وقد أوصى الإمام علي الإمامين الحسن والحسين بالجيران بعدما ضربه اللعين ابن ملجم فقال ( ع ) : « الله الله في

_________________________

٧٤ ـ المصدر السابق نفسه : ٢ / ١٧٦ ، وللمزيد من الاطلاع أنظر : باب قضاء حوائج المؤمن ٢ / ١٩٢ ، والسعي في حاجة المؤمن : ٢ / ١٩٦ ، وتفريج كرب المؤمن : ٢ / ١٩٩ من كتاب الأصول من الكافي للكليني .

٧٥ ـ مستدرك الوسائل للنوري ـ كتاب الحج ـ باب ٧٢ .

٧٦ ـ جامع السعادات للنراقي : ٢ / ٢٦٧ ، وأنظر باب حق الجوار من كتاب الأصول من الكافي للكليني : ٢ / ٦٦٦ .

٢٠٤
 &

جيرانكم فإنهم وصية نبيكم ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم » . (٧٧)

وقال الإمام الصادق ( ع ) : « ملعون ملعون من آذى جاره » ، (٧٨) وقال ( ع ) : « ليس منا من لم يحسن مجاورة من جاوره » ، (٧٩) ( أنظر الإستفتاءات الملحقة بهذا الفصل ) .

م ـ ٣٠٥ : من صفات المؤمنين الصالحين التحلي بمكارم الأخلاق تأسِّياً بالنبي الكريم محمد ( ص ) الذي وصفه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بقوله ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) . (٨٠)

فقد قال رسول الله ( ص ) « ما يوضع في ميزانٍ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق » ، (٨١) وروي أنه قيل له ( ص ) « أي المؤمنين أفضلهم إيمانا ؟ قال : أحسنكم خلقا » (٨٢) .

_________________________

٧٧ ـ نهج البلاغة للإمام علي باعتناء صبحي الصالح ، ص ٤٢٢ .

٧٨ ـ مستدرك الوسائل ـ ١ ـ باب ٧٢ .

٧٩ ـ جامع السعادات للنراقي : ٢ / ٢٦٨ .

٨٠ ـ سورة القلم : الآيات ( ٤ ـ ٥ ـ ٦ ) ، للتشرف بالاطلاع على أخلاقه ( ص ) أنظر مكارم الأخلاق للطبرسي ، ص ١٥ وما بعدها ، وكتب السيرة والحديث وهي كثيرة جداً .

٨١ ـ جامع السعادات للنراقي : ١ / ٤٤٣ .

٨٢ ـ جامع السعادات للنراقي : ٢ / ٣٣١ ، وأنظر الأصول من الكافي للكليني : ٢ / ٩٩ ، واستحباب التخلق بمكارم الأخلاق من كتاب تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : ١٥ / ١٩٨ .

٢٠٥
 &

م ـ ٣٠٦ : ومن صفات المؤمنين الصالحين كذلك : الصدق في القول والعمل ، والوفاء بالوعد ، فقد أثنى الله سبحانه وتعالى على نبيه إسماعيل ( ع ) فقال فيه : ( إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا ) (٨٣) .

وقال الرسول الكريم ( ص ) : « من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليفِ إذا وعد » (٨٤) .

وتبدو أهمية الصدق والوفاء بالوعد إذا عرفنا أن كثيرا من غير المسلمين يحكمون على الإسلام من خلال سلوك المسلمين ، فما أكثر ما أحسن مسلم عرض إسلامه لغير المسلمين من خلال سلوكه الحسن ، وما أكثر ما أساء مسلم لإسلامه من خلال سلوكه السيء .

م ـ ٣٠٧ : من صفات المرأة الصالحة عدم إيذاء زوجها والإساءة اليه وإزعاجه ، ومن صفات الزوج الصالح عدم إيذاء زوجته والإساءة اليها وإزعاجها ، قال رسول الله ( ص ) : « من كانت له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من أعمالها حتى تعينه وترضيه وإن صامت الدهر وقامت ، وأعتقت الرقاب وأنفقت الأموال في سبيل الله وكانت

_________________________

٨٣ ـ سورة مريم : آية ٥٤ .

٨٤ ـ المصدر السابق ، وأنظر باب خلف الوعد من كتاب الأصول من الكافي للكليني : ٢ / ٣٦٣ .

٢٠٦
 &

أول من ترد النار » ، ثم قال ( ص ) : « وعلى الرجل مثل ذلك الوزر والعذاب إذا كان مؤذيا ظالما » . (٨٥)

م ـ ٣٠٨ : يحق للمسلم أن يتخذ معارف وأصدقاء من غير المسلمين ، يخلص لهم ويخلصون له ، ويستعين بهم ويستعينون به على قضاء حوائج هذه الدنيا ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : ( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ آن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (٨٦) .

إن صداقات كهذه إذا استثمرت استثمارا جيداً كفيلة بأن تعرِّف الصديق غير المسلم ، والجار غير المسلم ، والرفيق ، والشريك ، على قيم وتعاليم الإسلام فتجعله أقرب لهذا الدين القويم مما كان عليه من قبل ، فقد قال رسول الله ( ص ) لعلي ( ع ) : « لئن يهدي الله بك عبداً من عباده خير لك مما طلعت عليه الشمس من مشارقها الى مغاربها » ، (٨٧) ( أنظر الإستفتاءات الملحقة بهذا الفصل ) .

م ـ ٣٠٩ : يجوز تهنئة الكتابيين من يهود ومسيحيين وغيرهم ، وكذلك

_________________________

٨٥ ـ تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : ٢٠/ ٨٢ ، وأنظر الذنوب الكبيرة لعبد الحسين دستغيب : ٢ / ٢٩٦ ـ ٢٩٧ .

٨٦ ـ سورة الممتحنة : آية ٨ .

٨٧ ـ مستدرك الوسائل لحسين النوري : ١٢ / ٢٤١ .

٢٠٧
 &

غير الكتابيين من الكفار ، بالمناسبات التي يحتفلون بها أمثال : عيد رأس السنة الميلادية ، وعيد ميلاد السيد المسيح ( ع ) ، وعيد الفصح .

م ـ ٣١٠ : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان عباديان على كل مؤمن ومؤمنة متى ما توفرت شروطهما ، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) . (٨٨)

وقال جلَّ وعلا : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ) (٨٩) .

وقال نبينا الكريم محمد ( ص ) : « لا تزال أمتي بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر ، فاذا لم يفعلوا ذلك نزعت عنهم البركات ، وسلط بعضهم على بعض ، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء » (٩٠) .

وروي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( ع ) عن جدِّه

_________________________

٨٨ ـ سورة آل عمران : آية ١٠٤ .

٨٩ ـ التوبة : ٧١ ، وأنظر آل عمران : ١١٠ .

٩٠ ـ تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : ١٦ / ٣٩٦ .

٢٠٨
 &

رسول الله ( ص ) قوله : « كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم ، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر ؟ فقيل له : ويكون ذلك يا رسول الله ؟ فقال : نعم وشرُّ من ذلك ، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف ؟ فقيل له يا رسول الله ويكون ذلك ؟ قال : نعم وشرٌّ من ذلك ، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا » . (٩١)

« وهذان الواجبان يتأكدان أكثر إذا كان تارك المعروف أو فاعل المنكر واحدا من أهلك ، فقد تجد بين أهلك من يتسامح ببعض الواجبات أو يتهاون ، قد تجد فيهم من لا يتوضأ بالشكل الصحيح ، ولا يتيمم بالشكل الصحيح ، ولا يغتسل غسل الجنابة بالشكل الصحيح ، ولا يطهر جسده وملابسه بالشكل الصحيح ، ولا يقرأ السورتين والأذكار الواجبة في الصلاة بالشكل الصحيح ، ولا يخمِّس ماله ولا يزكيه وماله متعلق للخمس أو الزكاة .

قد تجد في أهلك مثلا من يرتكب بعض المحرمات ، يمارس العادة السرية مثلا ، أو يلعب القمار ، أو يستمع الى الغناء ، أو يشرب الخمر ، أو يأكل الميتة ، أو يأكل أموال الناس بالباطل ، أو يغشُّ ، أو يسرق .

_________________________

٩١ ـ المصدر السابق : ١٦ / ١٢٢ .

٢٠٩
 &

قد تجد في النساء من أهلك من لا تتحجب ، ولا تغطي شعرها ، وقد تجد فيهن من لا تزيل أثر صبغة الأظافر عن أظافرها عندما تتوضأ أو تغتسل .

قد تجد فيهن من تتعطر لغير زوجها من الرجال ، ومن لا تستر شعرها وجسدها عن أنظار ابن عمها أو ابن عمتها ، أو ابن خالها ، أو ابن خالتها ، أو أخي زوجها ، أو صديقه ، بحجة أنه يعيش معها في بيت واحد فهو كأخيها ، أو غير ذلك من الأعذار الواهية الأخرى .

قد تجد في أهلك من يكذب ، ويغتاب ، ويعتدي على الآخرين ، ويبذِّر أمواله ، ويعين الظالمين على ظلمهم ، ويؤذي جاره ، قد تجد . . وتجد . . وتجد .

إذا وجدت شيئا من ذلك فأمر بالمعروف ، وانه عن المنكر ، مبتدئا بالمرتبتين الأولى والثانية . . إظهار الكراهة والإنكار باللسان ، منتقلا إذا لم ينفع ذلك الى المرتبة الثالثة بعد استحصال الإذن من الحاكم الشرعي ، وهي اتخاذ الإجراءات العملية متدرجا فيها من الأخفِّ الى الأشدِّ » . (٩٢)

وإذا كان جاهلاً بالحكم الشرعي وجب عليك تعليمه

_________________________

٩٢ ـ الفتاوى الميسرة للمؤلف ، ص ٢٦٨ ـ ٢٧٠ .

٢١٠
 &

الحكم إذا كان بصدد تعلمه والعمل به .

م ـ ٣١١ : مداراة الناس ، كل الناس ، من المستحبات الشرعية التي حثَّ عليها ديننا القويم ، فقد قال رسول الله ( ص ) « أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض » ، وقال ( ص ) أيضاً « ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل : درع يحجزه عن معاصي الله ، وخلق يداري به الناس ، وحلم يرد به جهل الجاهل » (٩٣) .

وليست مدارة الناس مقصورة على المسلمين وحدهم دون سواهم فقد ورد عن الإمام علي ( ع ) أنه صاحب رجلاً من غير المسلمين جمعهما طريق مشترك نحو الكوفة ، وحين وصل الرجل غير المسلم الى نقطة يفترق طريقه بها عن طريق أمير المؤمنين ( ع ) مشى معه أمير المؤمنين هنيئة ليشيعه قبل افتراقه عنه ، فسأله الرجل عن ذلك ، فأجابه ( ع ) « هذا من تمام الصحبة ، أن يشيع الرجل صاحبه هنيئة إذا فارقه وكذلك أمرنا نبينا » ، (٩٤) فأسلم الرجل لذلك .

ومن طريف ما رواه الشعبي عن عدل أمير المؤمنين مع

_________________________

٩٣ ـ تفصيل وسائل الشيعة : ١٢ / ٢٠٠ .

٩٤ ـ المصدر السابق : ١٢ / ١٣٥ .

٢١١
 &

رعاياه من غير المسلمين قال : « خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه الى السوق فإذا هو بنصراني يبيع درعاً ، قال : فعرف علي رضي الله عنه الدرع ، فقال : هذه درعي ، بيني وبينك قاضي المسلمين ، قال : كان قاضي المسلمين شريح ، كان علي استقضاه . . . فقال شريح : ما تقول يا أمير المؤمنين ، قال : فقال علي رضي الله عنه : هذه درعي ذهبت مني منذ زمان ، قال : فقال شريح : ما تقول يا نصراني ؟ قال : فقال النصراني : ما أكذب أمير المؤمنين ، الدرع هي درعي ، قال : فقال شريح : ما أرى أن تخرج من يده ، فهل من بيّنة ؟ فقال علي رضي الله عنه : صدق شريح ، قال : فقال النصراني : أما أنا أشهد أن هذه أحكام الأنبياء ، أمير المؤمنين يجيء الى قاضيه ، وقاضيه يقضي عليه ، هي والله يا أمير المؤمنين درعك اتبعتك من الجيش وقد زالت عن جملك الأورق فأخذتها ، فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، قال : فقال علي : أمّا إذا أسلمت فهي لك ، وحمله على فرس عتيق ، فقال الشعبي : لقد رأيته يقاتل المشركين ، هذا لفظ حديث أبي زكريا » (٩٥) .

كما ورد عن أمير المؤمنين ( ع ) ما يعدُّ سبقاً تاريخياً لقوانين

_________________________

٩٥ ـ قادتنا كيف نعرفهم للسيد الميلاني نقلاً عن السنن الكبرى للبيهقي : ٤ / ١٣٥ .

٢١٢
 &

الضمان الاجتماعي المعمول بها في الدول الغربية الآن ، حيث لم يميز ( ع ) بين المسلم وغيره في دولة الإسلام ، يقول الراوي : « مرّ شيخ مكفوف كبير يسأل ، فقال أمير المؤمنين ( ع ) ما هذا ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين : نصراني ، فقال أمير المؤمنين ( ع ) : تستعملوه حتى إذا كبر وعجز منعتموه ، أنفقوا عليه من بيت المال » . (٩٦)

كما ورد عن الإمام الصادق ( ع ) قوله « وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته » . (٩٧)

م ـ ٣١٢ : للإصلاح بين الناس ، وحل خلافاتهم ، وتحبيب بعضهم لبعض ، وردم شقة الخلاف بينهم ، ثواب عظيم ، فكيف إذا كان ذلك الإصلاح في بلد الغربة حيث النأي عن الديار والأهل والمعارف والأحباب ، فقد أوصى الإمام علي ( ع ) ولديه الإمامين الحسن والحسين ( ع ) قبيل وفاته بعدما ضربه الخارجي ابن ملجم المرادي بوصايا عدة منها : تقوى الله ، ونظم الأمر ، وصلاح ذات البين ، فقال : ( ع ) « أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم فإني سمعت جدكما ( ص ) يقول : صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام » . (٩٨)

_________________________

٩٦ ـ التهذيب للشيخ الطوسي : ٦ / ٢٩٢ .

٩٧ ـ تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : ١٢ / ٢٠١ .

٢١٣
 &

م ـ ٣١٣ : النصيحة ، أو إرادة بقاء نعمة الله على الأخوان المؤمنين ، وكراهة وصول الشرِّ إليهم ، والسعي لإرشادهم إلى ما فيه سعادتهم وخيرهم ومصلحتهم ، من الأعمال المحبوبة لله عز وجل ، والأخبار والروايات الواردة في النصيحة والحاثَّة عليها أكثر من أن تحصى ، من ذلك ما قاله رسول الله ( ص ) « إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه » . (٩٩)

وروي عن الإمام الباقر ( ع ) أنه قال : « قال رسول الله ( ص ) لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه » . (١٠٠)

وقال الإمام الصادق ( ع ) : « يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له في المشهد والمغيب » . (١٠١)

وقال ( ع ) « عليك بالنصح لله في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه » . (١٠٢)

_________________________

٩٨ ـ نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب ( ع ) ، باعتناء صبحي الصالح : ٤٢١ .

٩٩ ـ الكافي للكليني : ٢ / ٢٠٨ .

١٠٠ ـ المصدر السابق ، وأنظر جامع السعادات للنراقي : ٢ / ٢١٣ .

١٠١ ـ المصدر نفسه .

١٠٢ ـ المصدر نفسه : ٢ / ١٦٤ ، ولزيادة الاطلاع أنظر باب « وجوب نصيحة المؤمن » وباب « تحريم ترك نصيحة المؤمن ومناصحته » من كتاب تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : ١٦ / ٣٨١ ـ ٣٨٤ .

٢١٤
 &

م ـ ٣١٤ : التجسس ، أو تتبع ما استتر من أمور المسلمين للاطلاع عليه ، وهتك الأمور التي سترها أهلها ، محرم في الشريعة الإسلامية ، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا ) . (١٠٣)

يقول إسحاق بن عمار أحد أصحاب الإمام الصادق ( ع ) : « سمعت أبا عبد الله ( ع ) يقول : قال رسول الله ( ص ) : يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته » (١٠٤) .

م ـ ٣١٥ : الغيبة وهي « أن يذكر المؤمن بعيب في غَيبته ، سواء أكان بقصد الانتقاص أم لم يكن ، وسواء أكان العيب في بدنه ، أم في نسبه ، أم في خلقه ، أم في فعله ، أم في قوله ، أم في دينه ، أم في دنياه ، أم في غير ذلك ، مما يكون عيباً مستوراً عن الناس ، كما لا فرق في الذكر بين أن يكون بالقول ، أم بالفعل الحاكي عن وجود العيب » . (١٠٥)

_________________________

١٠٣ ـ الحجرات : آية ١٢ .

١٠٤ ـ تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : ١٢ / ٢٧٥ .

١٠٥ ـ منهاج الصالحين للسيد السيستاني : ١ / ١٧ .

٢١٥
 &

وقد ذمَّها الله عزَّ وجلَّ في كتابه الكريم وصوَّرها في صورة تقشعر منها النفوس والأبدان ، فقال جلَّ وعلا ( وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ) . (١٠٦)

وقال ( ص ) : « إياكم والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا ، فإن الرجل قد يزني فيتوب إلى الله ، فيتوب الله عليه ، وصاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه » (١٠٧) .

ولا يحسن بالمؤمن أن يستمع إلى غيبة أخيه المؤمن ، بل « قد يظهر من الروايات عن النبي والأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام أنه : يجب على سامع الغيبة أن ينصر المغتاب ويرد عنه ، وأنه إذا لم يرد ، خذله الله تعالى في الدنيا والآخرة ، وأنه كان عليه كوزر من اغتاب » . (١٠٨)

م ـ ٣١٦ : وحين يرد ذكر الغيبة يرد في ذهن المؤمن عادة مصطلح شرعي آخر حرَّمه الإسلام كذلك ، وشدَّد بالنكير على فاعليه صيانة للمجتمع من التفكك وهو ( النميمة ) ، كأن يقال لشخص ما : فلان تكلم فيك بكذا وكذا ، مكدِّراً صفو العلاقات بين المؤمنين أو معمِّقاً درجة الكدر بينهم .

_________________________

١٠٦ ـ سورة الحجرات : آية ١٢ .

١٠٧ ـ جامع السعادات للنراقي : ٢ / ٣٠٢ .

١٠٨ ـ منهاج الصالحين للسيد السيستاني : ١ / ١٧ .

٢١٦
 &

وقد ورد عن رسول الله ( ص ) قوله : « ألا أنبئكم بشراركم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : المشاؤون بالنميمة ، المفرِّقون بين الأحبَّة » (١٠٩) .

وقال الإمام الباقر ( ع ) « الجنة محرمة على المغتابين المشائين بالنميمة » (١١٠) .

وقال الامام الصادق ( ع ) : « لا يدخل الجنة سفاك للدماء ، ولا مدمن للخمر ، ولا مشاء بنميم » . (١١١)

م ـ ٣١٧ : سوء الظن : نهانا الله سبحانه وتعالى عن سوء الظن ، فقال في محكم كتابه الكريم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) . (١١٢)

وبموجب هذه الآية القرآنية الكريمة لا يحلُّ للمؤمن أن يظن بأخيه الظن السيء دون دليل واضح ، وبيّنة وبرهان ، فدخائل النفوس لا يعلمها إلّا الله سبحانه وتعالى ، وما دام يمكن حمل فعل المؤمن على الصحة فإنا نحمله على الصحة حتى يثبت لنا غير ذلك .

_________________________

١٠٩ ـ جامع السعادات للنراقي : ٢ / ٢٧٦ .

١١٠ ـ الأصول من الكافي للكليني : ٢ / ٣٦٩ .

١١١ ـ ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للصدوق : ٢٦٢ .

١١٢ ـ سورة الحجرات : آية ١٢ .

٢١٧
 &

يقول الإمام علي ( ع ) « ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه ، ولا تظنَّن بكلمة خرجت من أخيك سوءً ، وأنت تجد لها في الخير محملا » . (١١٣)

م ـ ٣١٨ : الإسراف والتبذير : سلوكان ذمهما الله سبحانه وتعالى ، فقال عزَّ من قائل : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) . (١١٤)

وقال جلّ وعلا في ذمِّ المبذرين ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ‎) . (١١٥)

وقد كتب الإمام علي ( ع ) كتاباً لزياد في ذم الإسراف جاء فيه قوله ( ع ) « فدع الإسراف مقتصداً ، واذكر في اليوم غدا ، وامسك عن المال بقدر ضرورتك ، وقدِّم الفضل ليوم حاجتك ، أترجو أن يعطيك الله أجر المتواضعين وأنت عنده من المتكبرين ، وتطمع ، وأنت متمرغ في النعيم تمنعه الضعيف والأرملة ، أن يوجب لك ثواب المتصدقين ؟ وإنما المرء مجزي بما أسلف وقادم على ما قدّم » . (١١٦)

_________________________

١١٣ ـ تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : ٨ / باب ١٦١ .

١١٤ ـ سورة الأعراف : آية ٣١ .

١١٥ ـ سورة الإسراء : آية ٢٧ .

١١٦ ـ نهج البلاغة للإمام علي ، باعتناء صبحي الصالح ، ص ٣٧٧ .

٢١٨
 &

م ـ ٣١٩ : الإنفاق في سبيل الله : حثَّنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على الإنفاق في سبيله ووصفه بأنه تجارة لن تبور ، فقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) ، (١١٧) وقال جلّ وعلا في سورة أخرى ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) . (١١٨)

وذكَّرنا الله سبحانه وتعالى في آية ثالثة بالإسراع في الإنفاق قبل فوات الأوان فقال : ( وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) . (١١٩)

ثم بيّن لنا سبحانه تعالى مصير أولئك الذين يجمعون المال فوق المال فيكنزونه ولا ينفقونه في سبيل الله ، فوصفه بما

_________________________

١١٧ ـ سورة فاطر : آية ٢٩ ـ ٣٠ .

١١٨ ـ سورة الحديد : آية ١١ ـ ١٢ .

١١٩ ـ سورة المنافقون : آية ١٠ ـ ١١ .

٢١٩
 &

يرهب ويخيف ، فقال في محكم كتابه المجيد ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ) . (١٢٠)

وقد مثّل الإمام علي ( ع ) مبادئ الإسلام العظيمة وجسَّدها فأنفق ما وسعته يداه زهداً في هذه الدنيا الفانية وإعراضاً عن زخرفها وزينتها يوم كانت تحت يده موارد بيت مال المسلمين بأجمعها ، فقال أمير المؤمنين واصفاً حاله « ولو شئت لاهتديت الطريق الى مصفَّى هذا العسل ، ولباب هذا القمح ، ونسائج هذا القزِّ ، ولكن هيهات أن يغلبني هواي ، ويقودني جشعي ، الى تخَيُّر الأطعمة ، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ، ولا عهد له بالشبعِ . أَوَأبيت مبطاناً ، وحولي بطون غرثى ، وأكباد حرَّى ، أَوَ أكون كما قال القائل :

وحسبك داء أن تبيت ببطنة

وحولك أكباد تحنُّ الى القدّ » (١٢١)

_________________________

١٢٠ ـ سورة التوبة : آية ٣٤ ـ ٣٥ .

١٢١ ـ نهج البلاغة للإمام علي ، باعتناء صبحي الصالح ، ص ٤١٧ ـ ٤١٨ .

٢٢٠