الأربعون حديثاً عن الإمام الرضا في الإمام المهدي عليهما السلام

الشيخ محمّد جواد المروّجي الطبسي

الأربعون حديثاً عن الإمام الرضا في الإمام المهدي عليهما السلام

المؤلف:

الشيخ محمّد جواد المروّجي الطبسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: العتبة الرضويّة المقدّسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٩
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

١

الإهداء

أهدي هذا الكتاب إلى

النور الأزهر

والضياء الأنور ، والإمام الأكبر

وحجّة الله على العباد

وأمين الله على البلاد

سيّدنا ومولانا الإمام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام



سيّدي تفضّل عليَّ بالقبول

المؤلّف

٢

مقدمة الكتاب

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمدلله رب العالمين وصلّى الله على خير خلقه محمّد وآله الطاهرين.

وبعد : فإن العلماء الأبرار وأصحاب الفكر وذوي الأبصار كلّما اتّسعت علومهم شاعت أخبارهم وشعّت أنوارهم ، فكيف إذا كانوا أئمة الهدى و سفن النجاة وأولياء العباد.

فعند ذلك لا يعلم مدى سعة أنوارهم وبركات آثارهم إلاّ الله تعالى.

فالإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام أحد هذه الأنوار المشرقة الذين جعلهم الله مناراً للعباد وسبيلاً للرشاد.

فإنه وان ضُيّق عليه من قبل خلفاء عصره وحسّاد دهره ولكن مع ذلك فاق نجمه على النجوم وظهر شمسه في الآفاق بحيث أخذوا يقتبسون من بحره الزاخر.

وأمّا أنا فقد وفّقني الله منذ سنين أن أقتبس من هذه الأنوار الزاهره ، وبعد أن شملني التوفيق وساعدني الحظ على تأليف مجموعة صغيرة عن السيرة القرآنية لهذا الإمام العظيم شرعت بتدوين مجموعة أخرى من أحاديث الرضا عليه السلام وسنواصل هذا الجهد عن الإمام الرضا عليه السلام في مواضيع أخرى حسب الطاقة ان شاءالله.

أمّا هذا الكتاب فكان بحمدالله ومَنّه حصيلة هذا الجهد فجمعنا فيه أربعين حديثاً حول المهدي عن الرضا عليه السلام من أمهات الكتب والمصادر الحديثية كالكافي وكمال الدين والغيبة للنعماني والطوسي ، واثبات الوصية عن جمع من أصحابه الكرام منهم أيوب بن نوح والريان بن الصلت

٣

وابراهيم بن أبي محمود وسليمان الجعفري والحسن بن محبوب الزراد ، و الحسن بن علي بن فضال ، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، ومحمد بن الفضيل والحسن بن الجهم ، ودعبل بن علي الخزاعي والحسين بن خالد وغيرهم و قد تطرق الإمام عليه السلام في هذه الأحاديث في المواضيع المرتبطة بالمهدي عليه السلام منها : ولادته ، وغيبته ، وضع الشيعة في عصر غيبته وابتلاء المؤمنين بالفتن في غيبته ، وفضل الإنتظار في الغيبة والدعاء له ، والتوسل به إلى الله ، وخروج السفياني قبل ظهوره والنداء السماوي بظهوره ، وصلاة عيسى خلفه وهكذا الرجعة ونصرته بالملائكة والتطورات في عصره عليه السلام.

وسمّينا هذه المجموعة الحديثية ب‍ « الأربعون حديثاً عن الرضا في الإمام المهدي عليه السلام ».

عسى ان ينفعنا هذا القليل يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم إنه سميع مجيب.

قم المقدسة

محمّد جواد المروّجي الطبسي

١٢ / ١ / ١٣٨٩

٤

الحديث الأول

نسب الإمام المهدي عليه السلام

الإمام المهدي هو الحجة بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام :

الخلف الصالح من ولد أبي محمد الحسن بن علي وهو صاحب الزمان و هو المهدي عليه السلام. ١

الحديث الثاني

الإمام المهدي خفي الولادة

عن أيوب بن نوح قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام :

إني أرجو أن تكون صاحب هذا الأمر وأن يسوقه الله إليك بغير سيف فقد بويع لك وضربت الدراهم بإسمك.

فقال : ما منّا أحد اختلف إليه الكتب وأشير إليه بالأصابع وسئل المسائل و حملت إليه الأموال إلاّ اغتيل أو مات على فراشه حتى يبعث الله لهذا الأمر غلاماً منّا خفي الولادة والمنشأ غير خفي في نسبه. ٢

__________________

١ ـ تاريخ مواليد الأئمة ص ٢٠٠ ، كشف الغمة ج ٣ ص ٢٦٥ ،

الفصول المهمة ص ٢٩٢.

٥

الحديث الثالث

النهي عن تسميته عليه‌السلام

عن الريان بن الصلت قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول :

القائم المهدي بن الحسن لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه أحد بعد غيبته حتى يراه ويعلن باسمه ويسمعه كل الخلق.

فقلنا له يا سيدنا وإن قلنا صاحب الغيبة وصاحب الزمان والمهدي قال : هو كلّه جايز مطلقاً ، وإنما نهيتكم عن التصريح باسمه ليخفي إسمه عن أعدائنا فلا يعرفوه. ٣

وعنه أيضا قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول وسئل عن القائم فقال : لا يرى جسمه ويسمّى اسمه. ٤

أقول هذه الرواية إحدى الروايات الناهية بتصريح اسمه وقد ذكر العلامة المجلسي ثلاثة عشر حديثاً عن تسعة من المعصومين في النهي عن تسمية الإمام المهدي باسمه الشريف. لكن بملاحظة روايات أخرى مصرحة باسمه

__________________

٢ ـ الكافي ج ١ ص ٢٤١ ، الغيبة للنعماني ص ١٦٨ ، كمال الدين ج ٢ ص ٣٧٠ ، أعلام الورى ص ٤٠٧ ، كشف الغمة ج ٢ ص ٣١٤.

٣ ـ الهداية الكبرى ص ٣٦٤ ، مستدرك الوسائل ج ١٢ ص ٢٨٥.

٤ ـ الكافي ج١ ص ٣٣٣، كمال الدين ج ٢ ص ٢٧٠ ، اثبات الوصية ص ٢٢٦ ، وسائل الشيعة ج ١١ ص ٤٨٦ ، اثبات الهداة ج ٣ ص ٤٩ ، بحار الأنوار ج ٥١ ، ص ٣٣

٦

عليه السلام : يحتمل صدور الروايات الناهية كان لأجل الغيبة الصغرى أو إنشاء السر بولادته.

وإلاّ لما ورد اسمه عليه السلام في حديث اللوح ٥ المهداة إلى فاطمة صلوات الله عليها من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولما صرح باسمه الإمام الحسن العسكري عليه السلام قائلاً لجاريته : ستحملين ذكراً واسمه محمد و هو القائم من بعدي ٦.

ولما قال النبي صلى الله عليه وآله اسمه إسمي وكنيته كنيتي وكل يعلم إن اسمه صلى الله عليه وآله محمد ».

__________________

٥ ـ كمال الدين ج ١ ص ٤٢٣.

٦ ـ بحار الانوار ج ٥١ ، ص ٢

٧

الحديث الرابع

الإمام الرضا عليه السلام وتكذيب بعض الأحاديث

عن الكشي : حدثني علي بن محمد بن قتيبة قال حدثني بن شاذان ، قال حدثنا محمد بن الحسن الواسطي ومحمد بن يونس قالا : حدثنا الحسن بن قياما الصوفي قال : حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائه وسألت أبا الحسن الرضا عليه السلام فقلت جعلت فداك ما فعل أبوك ؟ قال مضى كما مضى آباؤه.

قلت : فكيف أصنع بحديث حدثني به يعقوب بن شعيب عن أبي بصير أن أبا عبدالله عليه السلام قال :

أن جاءكم من يخبركم أن ابني هذا مات وكفّني وقبر ونفضوا أيديكم ( أيديهم ) من تراب قبره فلا تصدقوا به ؟

فقال : كذب أبوبصير ليس هكذا حدّثه ، إنما قال : إن جاءكم عن صاحب هذا الأمر. ٧

أقول : يحتمل أن هذا الحديث مكذوب على أبي بصير ، وإنما صنعوه ليموّهوا موت الإمام الكاظم على الناس وأنه القائم المهدي وأنه يرجع.

فكذبهم الإمام الرضا عليه السلام وصحح الخبر كما قرأت عنه.

__________________

٧ ـ رجال الكشي ص ٤٧٥

٨

الحديث الخامس

إن صاحب هذا الأمر فيه شبه خمسة من الأنبياء

عن محمد بن الحسن الواسطي ومحمد بن يونس قال : حدثنا الحسن بن قياما الصيرفي ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام ، فقلت جعلت فداك ما فعل أبوك ؟

قال : مضى كما آباؤه عليهم السلام.

قلت: فكيف أصنع بحديث حدثني به زرعة بن محمد الحضرمي ، عن سماعة بن مهران أن أبا عبدالله عليه السلام قال : إن ابني هذا فيه شبه من خمسة أنبياء : يحسدكما حسد يوسف عليه السلام ويغيب كما غاب يوسف وذكر ثلاثة آخر.

قال كذب زرعة ليس هكذا حديث سماعة ، إنما قال : صاحب هذا الأمر يعني القائم فيه شبه من خمسة أنبياء ولم يقل إبني. ٨

أقول وهذا الخبر كسابقه فان الإمام الصادق عليه السلام لم يقل ابني حتى ينطبق الخبر على الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، بل قال صاحب هذا الأمر أي القائم المهدي الحجة بن الحسن عليهما السلام.

__________________

٨ ـ رجال الكشي ص ٤٧٦

٩

الحديث السادس

أن المهدي من أولي الأمر في الآية

عن أبان أنه دخل علي بن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : فسألته عن قول الله :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ

فقال : ذلك علي بن أبي طالب عليه السلام ثم سكت، قال فلمّا طال سكوته قلت : ثم من ؟ قال ثم الحسن ، ثم سكت ، فلما طال سكوته قلت ثم من ؟

قال : الحسين.

قلت ثم من ؟ قال علي بن الحسين وسكت فلم يزل يسكت عند كلّ واحد حتى اعيد المسألة فيقول حتى سماهم إلى آخرهم عليهم السلام. ٩

__________________

٩ ـ العياشي ١ / ٢٥١ ، البرهان ١ / ٣٨٥ ، بحار الأنوار ٢٣ / ٢٩٢ ، نورالثقلين ١ / ٥٠٠

١٠

الحديث السابع

أن الأرض لا تخلو من حجة الله تعالى

عن إبراهيم بن أبي محمود قال قال الإمام الرضا عليه السلام : نحن حجج الله في خلقه وخلفاؤه في عباده وأمناؤه على سرّه ونحن كلمة التقوى والعروة الوثقى ونحن شهداء الله وأعلامه في بريته ، بنا يمسك الله السموات و الأرض أن تزولا وبنا ينزّل الغيث وينشر الرحمة ولا تخلو الأرض من قائم منا ظاهر أو خائف ولو خلت يوماً بغير حجة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله. ١٠

الحديث الثامن

ضرورة وجود الإمام في كل عصر

عن سليمان الجعفري قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام قلت تخلو الأرض من حجة الله ( لله ) قال :

لو خليت الأرض طرفة عين من حجة لساخت بأهلها. ١١

اقول : رُوي هذا الحديث عن سليمان الجعفري ومحمد بن الفضيل واحمد بن عمر والحسن بن علي الوشا والحسن بن خالد عن الرضا عليه السلام بألفاظ مختلفة.

__________________

١٠ ـ كمال الدين ج ١ ص ٢٠٢ ، تفسير الصافي ج ٤ ص ٢٤٣ ، بحار الأنوار ج ٢٣ ص ٣٥ ، نور الثقلين ج ٤ ، ص ٣٦٩

١١ ـ بصائر الدرجات ص ٤٨٩ ، الكافي ج ١ ، ص ١٧٩ ، عيون أخبار الرضا ج ١، ص ٢٧٢ ، علل الشرايع ص ١٧٩ ، كمال الدين ج ١ ، ص ٢٠١ ، مختصر بصائر الدرجات ص ٨.

١١

الحديث التاسع

أن للإمام المهدي عليه السلام غيبة

عن زكريا بن يحيى بن النعمان الصيرفي قال : سمعت علي بن جعفر يحدث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين ، فقال : والله قد نصر الله أبا الحسن الرضا عليه السلام.

فقال له الحسن : اي والله جعلت فداك لقد بغى عليه اخوته فقال علي بن جعفر اي والله ونحن عمومته بغينا عليه.

فقال له الحسن : جعلت فداك كيف صنعتم فاني لم أحضركم ؟

قال : قال له اخوته ونحن أيضاً : ما كان فينا أمام قط حائل اللون فقال لهم الرضا عليه السلام هو إبني.

قالوا : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قضى بالقافة ، فبيننا وبينك القافة.

قالوا ابعثوا انتم إليهم فأما أنا فلا ولا تعلموهم لما دعوتموهم ولتكونوا في بيوتكم فلما جاؤوهم أقعدونا في البستان واصطفّ عمومته واخوته واخواته واخذوا الرضا عليه السلام وألبسوه جبّة صوف وقلنسوة منها و وضعوا على عنقه مسحاة وقالوا له : أدخل البستان كأنك تعمل فيه ، ثم جاؤوا بأبي جعفر عليه السلام ، فقالوا : الحقوا هذا الغلام بأبيه ، فقالوا ليس له هاهنا أب ولكن هذا عمّ أبيه وهذا عم أبيه وهذا عمّه وهذه عمته و

١٢

إن يكن له هاهنا أب فهو صاحب البستان ، فإن قدميه وقدميه واحدة ، فلمّا رجع ابوالحسن عليه السلام قالوا هذا أبوه.

قال علي بن جعفر : فتمت فمصصت ريق أبي جعفر عليه السلام ثم قلت له : أشهد أنك إمامي عند الله. فبكى الرضا عليه السلام قم قال يا عم ألم تسمع أبي وهو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله : بأبي ابن خيرة الاماء ابن النوبية الطيبة الفم المنتجبة الرحم ويلهم لعن الله الا عبيس وذريته ، صاحب الفتنة ويقتلهم سنين وشهوراً وأياماً يسومهم خسفاً ويسقيهم كأساً مصبّرة وهو الطريد الشريد الموتور بأبيه وجده صاحب الغيبة يقال مات أو هلك ، أيّ واد سلك ؟

أفيكون هذا يا عم إلا ّ منّي.

فقلت : صدقت جعلت فداك ١٢

__________________

١٢ ـ الكافي ج ١ ، ص ٣٢٢ ، أعلام الورى ص ٣٣٠ ، كشف الغمة ج ٣ ، ص ١٤١ ، بحار الأنوار ج ٥٠ ، ص ٢١

١٣

الحديث العاشر

المهدي عليه السلام يظهر بعد غيبة

عن عبدالسلام بن صالح الهروي ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : والذي بعثني بالحق بشيراً ليغيبنّ القائم من ولدي ، بعهد معهود إليه منّي ، حتى يقول اكثر الناس : مالله في آل محمد حاجة ، يشك آخرون في ولادته ، فمن أدرك زمانه فليتمسك بدينه ولا يجعل للشيطان إليه سبيلاً يشكه فيزيله عن ملتي ، ويخرجه من ديني فقد أخرج ابويكم من الجنة من قبل ، وإن الله عز وجل جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون. ١٣

__________________

١٣ ـ كمال الدين ج ١ ص ٥١ ، اثبات الهداة ج ٣ ، ص ٤٥٩ ، بحار الأنوار ج ٥١ ، ص ٦٨

١٤

الحديث الحادي عشر

بكاء أهل السماء والأرض لفقدان الشيعة المهدي عليه السلام

عن الحسن بن محبوب عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ، انه قال : لابد من فتنته صمّاء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض وكم من مؤمن متأسف حرّان حزين عند فقد الماء المعين كأني بهم أسّر ما يكونون وقد نودوا نداءاً يسمعه من بُعد كما يسمعه من قُرب يكون رحمة للمؤمنين و عذاباً للكافرين.

قلت وأي نداء هو ؟

قال ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء ، صوتاً منها ألا لعنة الله على الظالمين والصوت الثاني أزفت الأزفة يا معشر المؤمنين والصوت الثالث يرون بدناً بارزاً نحو عين الشمس هذا أميرالمؤمنين قد كرّ في هلاك الظالمين. ١٤

أقول : الصيلم ، الفتة الصمّآء ، الداهية الشديدة.

والبطانة والوليجة : بطانة الرجل وأهل سره ممّن يسكن اليهم ويثق بهم.

__________________

١٤ ـ غيبة الطوسى ص ٢٦٨

١٥

الحديث الثاني عشر

وضع الشيعة في غيبته عليه السلام

عن أحمد بن محمد الحمداني قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضّال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام انه قال : كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي كالنعم يطلبون المرعى فلا يجدونه.

قلت له : ولم ذاك يابن رسول الله ؟

قال : لأن امامهم يغيب عنهم ، فقلت : ولم ؟

قال : لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا قام بالسيف. ١٥

الحديث الثالث عشر

ابتلاء المؤمنين بالفتن قبل الظهور المهدي عليه السلام

عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام وكان جعفر يقول : والله لا يكون الذي تمدون إليه اعناقكم حتى تميزوا وتمحّصوا ثم يذهب من كل عشرة شيء ولا يبقى إلّا الأندر ثم تلا هذه الآية أم حسبتم أن تدخلوا الجنة لمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. ١٦

اقول : قال الطريحي في مادة ميز : أي خلص بعضه من بعض يقال مِزت الشيء اميزه اعتزلته وكذلك ميزته تمييزاً .... ١٧

وقال في محض : لا بد للناس أن يمحّصوا أو يغربلوا أي يبتلوا ويختبروا ليعرف جيدهم من رديهم. ١٨ والأندر من الندرة والقلة.

__________________

١٥ ـ كمال الدين ج ٢ ص ٤٨٠ ، علل الشرايع ج ، ص ٢٤٥ ، عيون أخبار الرضا ج ١ ، ص ٢٧٣ ، اثبات الهداة ج ٣ ، ص ٤٥٦ ، بحار الأنوار ج ٢ ، ص ١٥٢

١٦ ـ قرب الأسناد ص ١٦٢ ، بحار الأنوار ج ٥٤ ، ص ١١٣

١٧ ـ مجمع البحرين ص ٣٠٠

١٨ ـ نفس المصدر ص ٣٢٥

١٦

الحديث الرابع عشر

انتظار الفرج من الفرج

عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : سألته عن شيء في الفرج فقال : أوليس تعلم أن انتظار الفرج من الفرج ان الله يقول : انتظروا إني معكم من المنتظرين. ١٩

وعن أحمد بن محمد بن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال سمعته يقول ما أحسن الصبر وانتظار الفرج ، أما سمعت قول العبد الصالح انتظروا أني معكم من المنتظرين. ٢٠

الحديث الخامس عشر

فضل الإنتظار في غيبة المهدي عليه السلام

عن الحسن بن الجهم قال سألت أبا الحسن عليه السلام عن شيء من الفرج فقال : أولست تعلم أن انتظار الفرج من الفرج ؟

قلت : لا أدري إلّا أن تعلّمني.

فقال : نعم انتظار الفرج من الفرج. ٢١

__________________

١٩ ـ العياشي ٢ / ١٣٨، كمال الدين ٢ / ٦٤٥، الصافي ٢ / ٤٢٨ ، البرهان ٢ / ١٨١ ، بحار الأنوار ج ٥٢ ، ص ١٢٨.

٢٠ ـ العياشي ٢ / ٢٠، كمال الدين ٢ / ٦٤٥، البرهان ٢ / ٢٣، بحار الأنوار ٥٢ / ١٢٩، نورالثقلين ٢ / ٤٤، العياشي ٢ / ١٥٩

٢١ ـ غيبة الطوسي ص ٢٧٦ ، بحار الأنوار ج ٥٢ ص ١٣٠

١٧

الحديث السادس عشر

شدة الإبتلاء في زمن غيبة المهدي عليه السلام

عن محمد بن أبي يعقوب البلخي قال : قال سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول : أنكم ستُبتلون بما هو أشدّ وأكبر ، تبتلون بالجنين في بطن أمه والرضيع حتى يقال : غاب ومات ويقولون : لا إمام ، وقد غاب رسول الله صلى الله عليه وآله وغاب وغاب ، وها أنا ذا أموت حتف أنفي. ٢٢

الحديث السابع عشر

فضل المنتظرين غيبة المهدي عليه‌السلام

عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن محمد بن عبدالله قال : قلت للرضا عليه السلام جعلت فداك إن أبي حدثني عن آبائك عليهم السلام أنه قيل لبعضهم إن في بلادنا موضع رباط يقال له قزوين وعدوّاً يقال له الديلم ، فهل من جهاد أو هل من رباط ؟

فقال: عليكم بهذا البيت فحجوه ثم قال: فأعاد عليه الحديث ثلاث مرات كل ذلك يقول عليكم بهذا البيت فحجوه ثم قال في الثالثة : اما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق على عياله ينتظر أمرنا ، فإن أدركه كان كمن شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله بدراً ، وإن لم يدركه كان كمن كان مع قائمنا في فسطاطه هكذا وهكذا وجمع بين سبابتيه فقال ابوالحسن عليه السلام : صدق هو على ما ذكر. ٢٣

__________________

٢٢ ـ غيبة النعماني ص ١٨٠ ج ٢٧ ، بحار الأنوار ج ٥١ ، ص ١٥٥

٢٣ ـ الكافي ج٤ / ٢٦٠ ، وسائل الشيعة ج ٨ ص ٨٦ ، وسائل الشيعة ج ٨ ص ٨٦

١٨

الحديث الثامن عشر

حتمية ظهور المهدي عليه‌السلام

وعن عبدالسلام بن صالح الهروي قال : سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول : انشدت مولاي الرضا قصيدتي التي أولها

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

فلما انتهيت إلى قولي

خروج امام لامحالة خارج

يقوم على اسم الله بالبركات

يميز فينا كل حق وباطل

ويجزي على النعماء والنقمات

بكى الرضا عليه السلام بكاءاً شديداً ، ثم رفع رأسه الشريف إليّ فقال : يا خزاعي نطق روح الأمين على لسانك بهذين البيتين ، فهل تدري من هذا الامام ؟ ومتى يقوم ؟ فقلت لا يا مولاي ، إلاّ أني سمعت بخروج امام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملأها عدلاً وقسطاً.

فقال يا دعبل الامام بعدي محمد وبعد محمد ابنه علي وبعده ابنه الحسن و بعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ، لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً. ٢٤

__________________

٢٤ ـ كمال الدين ج ٢ ، ص ٣٧٣ ، الشيعة والرجعة ج ١ ، ٤١

١٩

الحديث التاسع عشر

لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم للحق منّا

عن الحسن بن عبدالله بن محمد بن العباس الرازى التميمي عن الإمام علي بن موسى الرضا ، عن أبيه عن آبائه عن علي قال قال النبي صلى الله عليه وآله :

لاتقوم الساعة حتى يقوم قائم للحق منّا وذلك حين ياذن الله عز وجل له ومن تبعه نجا ومن تخلف عنه هلك الله الله عبدالله فأتوه ولو على الثلج ، فانه خليفة الله عز وجل و خليفتي. ٢٥

الحديث العشرون

مثل الامام المهدي عليه السلام مثل الساعة

وعن الرضا عليه السلام عن آبائه عن علي عليه السلام : ان النبي صلى الله عليه وآله قيل له يا رسول الله مى يخرج القائم من ذريتك ؟

فقال : مثله مثل الساعة لا يجلّيها لوقتها إلاّ هو ، ثقلت في السموات والأرض لايأتيكم إلاّ بغتة. ٢٦

__________________

٢٥ ـ عيون أخبار الرضا ج ١ ، ص ٦٠

٢٦ ـ عيون أخبار الرضا ج ٢ ، ص ٢٦٦ والآية في سورة الأعراف ١٨٧

٢٠