العقائد الاسلامية - ج ٤

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية

العقائد الاسلامية - ج ٤

المؤلف:

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز المصطفى للدراسات الإسلامية
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-121-4 /
ISBN الدورة:
964-319-117-6

الصفحات: ٥٢٥

وفيه أيضاً في أوائل الكتاب : محمد بن قولويه ، عن سعد بن عبد الله ، عن علي بن سليمان بن داود الرازي ، عن علي بن أسباط ، عن أبيه أسباط بن سالم ، قال قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين حواري محمد بن عبد الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا اليه ؟

فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر.

ثم ينادي المنادي : أين حواري علي بن أبي طالب عليه‌السلام وصي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقوم عمرو بن الحمق ، ومحمد بن أبي بكر ، وميثم التمار مولى بني أسد ، وأويس القرني ... الحديث. راجع أيضاً : معجم رجال الحديث : ٤ / ١٥٤

وقد نقل عن أويس أنه في بعض الليالي يقول : هذه ليلة الركوع ويتم الليلة بركوع واحد ، وفي الليلة الأخرى يقول : هذه ليلة السجود ويتمها بسجدة ، فقيل له : يا أويس كيف تطيق على مضي الليالي الطويلة على منوال واحد ؟

فقال أويس : أين الليلة الطويلة ؟ فياليت كان من الأزل الى الأبد ليلة واحدة حتى نتمها بسجدة واحدة ، ونتوفر على الأنين والبكاء الى آخرها.

أويس ختام المسك الموعود في حرب الجمل

قال المفيد في الارشاد : ١ / ٣١٥ :

نقلاً عن ابن عباس أن أمير المؤمنين عليه‌السلام جلس بذي قار لأخذ البيعة فقال :

يأتيكم من قبل الكوفة ألف رجل لا يزيدون رجلاً ولا ينقصون رجلاً يبايعونني على الموت.

قال ابن عباس : فجزعت لذلك أن ينقص القوم عن العدد أو يزيدون عليه ، فيفسد الأمر علينا ، ولم أزل مهموماً دأبي إحصاء القوم ، حتى ورد أوايلهم فجعلت أحصيهم فاستوفيت عددهم تسعماة وتسعة وتسعون رجلاً ، ثم انقطع مجيء القوم فقلت : إنا لله وإنا اليه راجعون ، ماذا حمله على ماقال ؟!

٦١

فبينما أنا مفكر في ذلك إذ رأيت شخصاً قد أقبل ، حتى إذا دنا وإذا هو رجل عليه قباء صوف معه سيفه وترسه وإداوته ، فقرب من أميرالمؤمنين عليه‌السلام فقال له : أمدد يدك أبايعك ، فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : على م تبايعني ؟ قال : على السمع والطاعة ، والقتال بين يديك حتى أموت ، أو يفتح الله عليك.

فقال له : ما اسمك ؟

قال : أويس.

قال : أنت أويس القرني ؟

قال : نعم.

قال : الله أكبر ، أخبرني حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أني أدرك رجلاً من أمته يقال له أويس القرني ، يكون من حزب الله ورسوله ، يموت على الشهادة ، يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر.

قال ابن عباس : فسرى والله عني. انتهى.

ورواه في الخرائج والجرائح : ١ / ٢٠٠ ، وإعلام الورى / ١٧٠ ، والثاقب في المناقب / ٢٦٦ ، وبحار الأنوار : ٣٧ / ٢٩٩

وفي مناقب آل أبي طالب : ٢ / ١٠٤ :

ابن عباس أنه قال عليه‌السلام يوم الجمل : لنظهرن على هذه الفرقة ، ولنقتلن هذين الرجلين. وفي رواية : لنفتحن البصرة وليأتينكم اليوم من الكوفة ثمانية آلاف رجل وبضع وثلاثون رجلاً ، فكان كما قال. وفي رواية ستة آلاف وخمسة وستون.

وقال المفيد في الجمل / ٤٩ :

ونحن نذكر الأن جملة من بايع أمير المؤمنين عليه‌السلام الراضين بإمامته الباذلين أنفسهم في طاعته بعد الذي أجملناه من الخبر عنهم ممن يعترف المنصف بوقوفه على أسمائهم تحقيق ما وصفناه ، من غنايتهم في الدين وتقدمهم في الإسلام ، ومكانهم

٦٢

من نبي الهدى ، وأن الواحد منهم لو ولي العقد لامام لانعقد الأمر به ، خاصة عند خصومنا فضلا عن جماعتهم ، وعلى مذهبهم فيما يدعونه من ثبوت الإمامة بالاختيار وآراء الرجال ، وتضمحل بذلك عنده شبهات الأموية فيما راموه من القدح في دليلنا ، بما ذكروه من خلاف من سموه حسبما قدمنا.

ومن بايع أمير المؤمنين بغير ارتياب ودان بامامته على الاجماع والاتفاق ، واعتقد فرض طاعته والتحريم لخلافه ومعصيته ، والحاضرون معه في حرب البصرة ألف وخمسماية رجل ، من وجوه المهاجرين الأولين والسابقين الى الإسلام والأنصار البدريين العقبيين ، وأهل بيعة الرضوان ، من جملتهم سبعمائة من المهاجرين وثمانمائة من الأنصار ، سوى أبنائهم وخلفايهم ومواليهم ، وغيرهم من بطون العرب والتابعين بإحسان ، على ماجاء به الثبت من الأخبار ... الى أن قال :

بيعة باقي الشيعة :

ومن يلحق منهم بالذكر من أوليائهم وعلية شيعتهم ، وأهل الفضل في الدين والايمان والعلم والفقه والقرآن ، المنقطعين الى الله تعالى بالعبادة والجهاد ، والتمسك بحقائق الايمان : محمد بن أبي بكر ، ربيب أمير المؤمنين وحبيبه. ومحمد بن أبي حذيفة وليه وخاصته المستشهد في طاعته.

ومالك ابن الحرث الاشتر النخعي ، سيفه المخلص في ولايته.

وثابت بن قيس النخغي.

وعبد الله بن أرقم.

وزيد بن الملفق.

وسليمان بن صرد الخزاعي.

وقبيصة وجابر وعبد الله ومحمد بن بديل الخزاعي.

وعبد الرحمن بن عديس السلولي.

وأويس القرني ...

٦٣

أويس ختام المسك الموعود في حرب صفين

في خصائص الأئمة / ٥٣ :

وبإسناد عن الأصبغ بن نباتة قال : كنت مع أمير المؤمنين عليه‌السلام بصفين فبايعه تسعة وتسعون رجلاً ، ثم قال : أين تمام المائة ؟ فقد عهد إليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ( أنه ) يبايعني في هذا اليوم مائة رجل !

قال فجاء رجل عليه قباء صوف متقلد سيفين فقال : هلم يدك أبايعك.

فقال : على م تبايعني ؟

قال : على بذل مهجة نفسي دونك !

قال : ومن أنت ؟

قال : أويس القرني ، فبايعه فلم يزل يقاتل بين يديه حتى قتل ، فوجد في الرجالة مقتولاً.

وفي اختيار معرفة الرجال : ١ / ٣١٥ :

وروى الحسن بن الحسين القمي ، عن علي بن الحسن العرني ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال كنا مع علي عليه‌السلام بصفين ، فبايعه تسعة وتسعون رجلا ، ثم قال : أين المائة لقد عهد اليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يبايعني في هذا اليوم مائة رجل. قال : إذ جاء رجل عليه قباء صوف متقلداً بسيفين فقال : أبسط يدك أبايعك.

قال علي عليه‌السلام : على م تبايعني ؟ قال : على بذل مهجة نفسي دونك.

قال : من أنت ؟ قال : أنا أويس القرني.

قال : فبايعه فلم يزل يقاتل بين يديه حتى قتل ، فوجد في الرجالة.

وفي رواية اُخرى ، قال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : كن أويساً.

قال : أنا أويس.

قال : كن قرنياً قال : أنا أويس القرني.

٦٤

وإياه يعني دعبل بن علي الخزاعي في قصيدته التي يفتخر فيها على نزار ، وينقض على الكميت بن زيد قصيدته التي يقول فيها :

ألا حييت عنـا يـا مدينا

ويس ذو الشفاعة كان منا

فيوم البعث نحن الشافعونا

راجع أيضاً : الخرائج والجرائح : ١ / ٢٠٠ والثاقب في المناقب / ٢٦٦ وجامع الرواة : ١/ ١١٠ ، ومدينة المعاجز : ٢ / ٢٩٩ ، ومعجم رجال الحديث (ط. ج ) : ٤ / ١٥٤

وفي بحار الأنوار : ٢٩ / ٥٨٣ :

وبرز عبد الله بن جعفر في ألف رجل ، فقتل خلقا حتى استغاث عمرو بن العاص. وأتى أويس القرني متقلداً بسيفين ويقال : كان معه مرماة ومخلاة من الحصى ، فسلم على أمير المؤمنين عليه‌السلام وودعه ، وبرز مع رجالة ربيعة ، فقتل من يومه ، فصلى عليه أمير المؤمنين عليه‌السلام ودفنه. انتهى.

وفي المناقب / ٢٤٩ :

وفي رواية : قتل من أصحاب أميرالمؤمنين عليه‌السلام في ذلك اليوم والليلة ألفا رجل وسبعون رجلاً ، وفيهم أويس القرني زاهد زمانه ، وخزيمة بن ثابت الأنصاري ذوالشهادتين ، وقتل من أصحاب معاوية في ذلك اليوم سبعة آلاف رجل. انتهى.

* *

وتدل هذه النصوص على أن أويساً رضي الله عنه ملهم من الله تعالى ، حيث قال في بيعته لأمير المؤمنين عليه‌السلام يوم الجمل ( على السمع والطاعة ، والقتال بين يديك حتى أموت ، أو يفتح الله عليك ) فكان الفتح.

وقال يوم صفين ( على بذل مهجة نفسي دونك ) ولم يذكر الفتح !

وتدل على مقادير الله تعالى لهذا الولي الكبير أن يكون تمام الألف في حرب الجمل ، ثم تمام المئة في صفين ، مبايعاً على الموت في سبيل الله تعالى.

٦٥

وتدل هي وغيرها على أنه وجماعته كانوا فوجاً مقاتلاً ، وأنهم قاتلوا قتال الأبطال المستميتين ، فقد كسر أويس جفن سيفه ، ووجد فيه أربعون طعنة ، وصلى عليه ودفنه أمير المؤمنين عليه‌السلام.

وليس كما ذكر أسير بن جابر أنه سرعان ماجاءه سهم فقتل ، وأنه هو دفنه .. الخ.

متفرقات عن أويس

في طرائف المقال : ٢ / ٥٩٢ :

وفي رجال الكشي : علي بن محمد بن قتيبة قال : سئل أبو محمد عن الزهاد الثمانية فقال : الربيع بن خيثم ، وهرم بن حيان ، وأويس القرني ، وعامر بن عبد قيس ، وكانوا مع علي عليه‌السلام ومن أصحابه ، وكانوا زهاداً أتقياء.

وأما أبو مسلم أهبان بن صيفي ، فإنه كان فاجراً مرائياً ، وكان صاحب معاوية ، وهو الذي كان يحث الناس على قتال علي فقال لعلي عليه‌السلام : إدفع الينا المهاجرين والأنصار حتى نقتلهم بعثمان ، فأبى علي ذلك ، فقال أبومسلم : الآن طاب الضراب إنما ! كان وضع فخاً ومصيدة.

وأما مسروق ، فانه كان عشاراً لمعاوية ، ومات في عمله ذلك بموضع أسفل من واسط على دجلة يقال له الرصافة ، وقبره هناك.

والحسن كان يلقي كل فرق بما يهوون ، ويتصنع للرئاسة ، وكان رئيس القدرية.

وأويس القرني مفضل عليهم كلهم.

قال أبومحمد : ثم عرف الناس بعد.

وكان أويس من خيار التابعين لم ير النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يصحبه ، بل آمن به في الغياب ، ولعدم المكنة وتفرق الحال والاشتغال على خدمات أمه لم يدرك صحبته ، وكان شغله رعي الجمال وأخذ الأجرة. انتهى.

راجع أيضاً : خلاصة الاقوال / ٢٤ ، والتحرير الطاووسي / ٧٤ ، ووسائل الشيعة : ٢٠/١٤٤ ، ومعجم رجال الحديث : ٤ / ١٥٤ ، ولسان الميزان : ١ / ٤٧١

٦٦

وفي بحار الأنوار : ٦٣ / ٣٩٠ :

قال أويس لهرم بن حيان : قد عمل الناس على رجاء ، فقال : بل نعمل على الخوف والخوف خوفان ثابت وعارض ، فالثابت من الخوف يورث الرجاء ، والعارض منه يورث خوفاً ثابتاً.

والرجاء رجاءان : عاكف وباد ، فالعاكف منه يقوى نسبة العبد ، والبادي منه يصحح أمل العجز والتقصير والحياء.

مستدرك الوسائل : ١٦ / ٧٣ :

مجموعة الشهيد رحمه‌الله : نقلاً من كتاب قضايا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، عن أويس القرني قال : كنا عند أمير المؤمنين إذ أقبلت امرأة متشبثة برجل ، وهي تقول : يا أ مير المؤمنين لي على هذا الرجل أربعمائة دينار ، فقال عليه‌السلام : للرجل : ما تقول المرأة ؟

فقال : ما لها عندي إلا خمسون درهماً مهرها.

فقالت : يا أمير المؤمنين ، أعرض عليه اليمين ، فقال عليه‌السلام : تقول باركاً وتشخص ببصرك الى السماء :

اللهم إن كنت تعلم أن لهذه المرأة شيئاً أريد ذهاب حقها وطلب نشوها وأنكر ما ذكر ته من مهرها ، فلا استعنت بك من مصيبة ، ولا سألتك فرج كربة ، ولا احتجت اليك في حاجة ، وإن كنت أعلم أنك تعلم أن ليس لهذه المرأة شيئاً أريد ذهاب حقها فلا تقمني من مقامي هذا حتى تريها نقمتها منك.

فقال : والله يا أمير المؤمنين لا حلفت بهذا اليمين أبداً ، وقد رأيت أعرابياً حلف بها بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسلط الله عليه ناراً فأحرقته من قبل أن يقوم من مقامه ، وأنا أوفيها ما ادعته علي. انتهى.

ورواه في الخرائج والجرائح : ١ / ٢٠٠ ، والثاقب في المناقب / ٢٦٦ ، ومدينة المعاجز : ٢ / ٢٩٩

٦٧

من الأدعية المروية عن أويس

في مستدرك الوسائل : ٥ / ٤٨ :

السيد رضي الدين علي بن طاووس في مهج الدعوات : عن موسى بن زيد ، عن أويس القرني ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، في حديث أنه قال : من دعا بهذا الدعاء في منامه ، فيذهب به النوم وهو يدعو بها ، بعث الله جل ذكره ، بكل حرف منه سبعين ألف ملك من الروحانية ، وجوهم أحسن من الشمس بسبعين ألف مرة ، يستغفرون الله ، ويدعون له ، ويكتبون له الحسنات ... الخبر.

الدعاء : يا سلام المؤمن المهيمن ، العزيز الجبار المتكبر ، الطاهر المطهر ، القاهر القادر المقتدر ، يا من ينادى من كل فج عميق ، بألسنة شتى ولغات مختلفة ، وحوائج أخرى ، يا من لا يشغله شأن عن شأن ، أنت الذي لا تغيرك الازمنة ، ولا تحيط بك الامكنة ، ولا تأخذك نوم ولا سنة ، يسر لي من أمري ما أخاف عسره ، وفرج من أمري ما أخاف كربه ، وسهل لي من أمري ما أخاف حزنه ، سبحانك لا الَه إلا أنت ، إني كنت من الظالمين ، عملت سوءاً ، وظلمت نفسي ، فاغفر لي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، والحمد لله رب العالمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. انتهى. ورواه في بحار الأنوار : ٨٨ / ٣٩٠

وفي حلية الأولياء : ٨ / ٥٦ :

سفيان الثقفي الكوفي ، ثنا أبو علي الحسن بن عبد الله الوزان ، ثنا أبو سعيد عمران بن سهل ، ثنا سليمان بن عيسى ، عن سفيان الثوري ، عن ابراهيم بن أدهم ، عن موسى بن يزيد ، عن أويس القرني عن عمر بن الخطاب عن علي بن أبي طالب قالا :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من دعا بهذه الأسماء استجاب الله له دعاه. والذي بعثني بالحق لو دعا بهذه الأسماء على صفائح من الحديد لذابت بإذن الله ، ولو دعا بها على ماء جار لسكن بإذن الله.

٦٨

والذي بعثني بالحق إنه من بلغ اليه الجوع والعطش ، ثم دعا بهذه الأسماء أطعمه الله وسقاه ، ولو دعا بهذه الأسماء على جبل بينه وبين الموضع الذي يريده الآن الله له شعب الجبل ، حتى يسلك فيه إلي الموضع الذي يريده.

وإن دعا به على مجنون أفاق من جنونه ، وإن دعا به على امرأة قد عسر عليها ولدها هون الله عليها ، ولو أن رجلاً دعا به والمدينة تحرق وفيها منزله أنجاه الله ولم يحترق منزله.

وإن دعا أربعين ليلة من ليالي الجمعة غفر الله له كل ذنب بينه وبين الله عز وجل ، ولو أن رجلاً دعا على سلطان جائر لخلصه الله من جوره.

ومن دعا بها عند منامه بعث الله اليه بكل اسم منها سبعين ألف ملك مرة يكتبون له الحسنات ومرة يمحون عنه السيئات ، ويرفعون له الدرجات الى يوم ينفخ الصور.

فقال سلمان : يا رسول الله فكل هذا الثواب يعطيه الله ؟

قال : نعم يا سلمان ، ولولا أني أخشي أن تتركوا العمل وتقتصروا على ذلك لأخبرتك بأعجب من هذا !

قال سلمان : علمنا يا رسول الله.

قال : نعم ، قل :

اللهم إنك حي لا تموت ، وغالب لا تغلب ، وبصير لا ترتاب ، وسميع لا تشك ، وقهار لا تقهر ، وأبدي لا تنفد ، وقريب لا تبعد ، وشاهد لا يغيب ، والَه لا تضاد ، وقاهر لا تظلم ، وصمد لا تطعم ، وقيوم لا تنام ، ومحتجب لا ترى ، وجبار لا تضام ، وعظيم لا ترام ، وعالم لا تعلم ، وقوي لا تضعف ، وجبار لا توصف ، ووفي لا تخلف ، وعدل لا تحيف ، وغني لا تفتقر ، وكنز لا تنفد ، وحكم لا تجور ، ومنيع لا تقهر ، ومعروف لا تنكر ، ووكيل لا تحقر ، ووتر لا تستشار ، وفرد لا يستشير ، ووهاب لا ترد وسريع لا تذهل ، وجواد لا تبخل ، وعزيز لا تذل ، وعليم لا تجهل ، وحافظ لا تغفل ، وقيوم لا تنام ، ومجيب لا تسأم ، ودائم لا تفنى ، وباق لا تبلى ، وواحد لا تشبه ، ومقتدر لا تنازع.

٦٩

هذا حديث لا يعرف إلا من هذا الوجه ، وموسى بن يزيد ومن دون ابراهيم وسفيان فيهم جهالة.

وفي حلية الأولياء : ١٠ / ٣٨٠ :

ثنا عبد الله بن عبيدة العامري ، ثنا سورة بن شداد الازهد ، عن سفيان الثوري ، هو عن ابراهيم بن أدهم عن موسى بن يزيد عن أويس القرني عن علي بن أبي طالب ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة غير واحد ، ما من عبد يدعو بهذه الأسماء إلا وجبت له الجنة ، إنه وتر يحب الوتر هو الله الذي لا إلَه إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام .. الى قوله الرشيد الصبور .. مثل حديث الأعرج عن أبي هريرة حديث الأعرج عن أبي هريرة صحيح متفق عليه ، وحديث الثوري عن ابراهيم فيه نظر لا صحة له.

وقال ابن الجوزي في الموضوعات : ٣ / ١٧٥ :

دعاء منقول : أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي ، أنبأنا عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبي ، أنبأنا ابراهيم بن محمد بن رجاء الوراق ، حدثنا ابراهيم بن محمد بن يزيد بن خالد المروزي ، حدثنا محمد بن موسى السلمي ، حدثنا أحمد بن عبد الله النيسابوري ، عن شقيق البلخي ، عن ابراهيم بن أدهم ، عن موسى بن يزيد ، عن أويس القرني ، عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من دعا بهذه الأسماء استجاب الله له :

اللهم أنت حي لا تموت ، وخالق لا تغلب ، وبصير لا ترتاب ، وسميع لا تشك ، وصادق لا تكذب ، وقاهر لا تغلب ، وندى لا تنفذ ، وقريب لا تبعد ، وغافر لا تظلم ، وصمد لا تطعم ، وقيوم لا تنام ، وجبار لا تقهر ، وعظيم لا ترام ، وعالم لا تعلم ، وقوي لا تضعف ، وعليم لا توصف ، ووفي لا تخلف ، وعدل لا تحيف ، وغني لا تفتقر ، وحكيم لا تجور ، ومنيع لا تقهر ، ومعروف لا تنكر ، ووكيل لا تحقر ، وغالب

٧٠

لا تغلب ، ووتر لا تستأمر ، وفرد لا تستشير ، ووهاب لا تمل ، وسريع لا تذهل ، وجواد لا تبخل ، وعزيز لا تذل ، وحافظ لا تغفل ، وقائم لا تنام ، ومحتجب لا ترى ، ودائم لا تفنى وباق لا تبلى ، وواحد لا تشبه ومقتدر لا تنازع.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي بعثني لو دعى بهذه الدعوات والأسماء على صفائح الحديد لذابت ، ولو دعى بها على ماء جار لسكن ، ومن أبلغ اليه الجوع والعطش ثم دعا به أطعمه الله وسقاه ، ولو أن بينه وبين موضع يريده جبل لانشعب له الجبل حتى يسلكه الى الموضع الذى يريد ، ولو دعى به على مجنون لافاق ، ولو دعى على امرأة قد عسر عليها ولدها ، ولو دعا بها والمدينة تحترق وفيها منزله لنجا ولم يحترق منزله ، ولو دعى بها أربعين ليلة من ليالي الجمعة غفر له كل ذنب بينه وبين الله عزوجل ، ولو أنه دخل على سلطان جائر ثم دعى بها قبل أن ينظر السلطان اليه لخلصه الله من شره ، ومن دعى بها عند منامه بعث الله عز وجل بكل حرف منها سبعمائة ألف ملك من الروحانيين ، وجوههم أحسن من الشمس والقمر ، يسبحون له ويستغفرون له ويدعون ويكتبون له الحسنات ويمحون عنه السيئات ويرفعون له الدرجات.

فقال سلمان : يا رسول أيعطى الله بهذه الأسماء كل هذا الخير ؟ فقال : لا تخبر به الناس حتى أخبرك بأعظم منها ، فإني أخشى أن يدعوا العمل ويقتصروا على هذا. ثم قال : من نام وقد دعا بها ، فإن مات مات شهيدا وإن عمل الكبائر وغفر لأهل بيته ، ومن دعى بها قضى الله له ألف ألف حاجة.

وقد رواه سليمان بن عيسى عن سفيان الثوري ، عن ابراهيم بن أدهم إلا أن الألفاظ تختلف. ورواه مختصراً الحسين بن داود البلخي ، عن شقيق بن ابراهيم.

هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي طرقه كلمات ركيكة يتنزه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مثلها وأسماء لله يتعالى الحق عنها ، ولم نر التطويل بذكر الطرق لأنها من جنس واحد.

٧١

وفي الطريق الأول أحمد بن عبد الله وهو الجويباري.

وفي الطريق الثاني سليمان بن عيسى.

وفي الثالث الحسين بن داود ، وثلاثتهم كانوا يضعون الحديث ، والله أعلم أنهم ابتدوا بوضعه ، ثم سرقه الآخران وبدّلا فيه وغيّرا.

وقد روى لنا من طريق مظلم فيه مجاهيل وفيه زيادات ونقصان. انتهى.

* *

ونحن لا نحكم بصحة الأدعية المروية عن أويس رحمه‌الله ، وهي أكثر من هذه النماذج التي ذكرناها ، فرواياتها خاضعة للبحث العلمي وقواعد الجرح والتعديل ، ولكنها تدل على المكانة العميقة له رحمه‌الله في نفوس المسلمين من الشيعة والسنة ، وأنه ثبت عندهم أن أويساً من أولياء الله الخاصين النادرين ، كما ثبتت عندهم أحاديث شفاعته الواسعة..

جعلنا الله ممن تشملهم شفاعة النبي وآله ، وشيعتهم المقربين.

شفاعة أويس القرني لمئات الألوف أو الملايين

تقدم ذكر شفاعة أويس القرني رحمه‌الله في أحاديث عديدة ، ومنها أحاديث صحيحة من الدرجة الأولى عند الطرفين ، ونورد هنا ما يلي :

في مستدرك الحاكم : ٣ / ٤٠٨ :

حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ، ثنا محمد بن عبدالسلام ، ثنا اسحاق بن ابراهيم ، ثنا عبد الوهاب الثقفي ، ثنا خالد الحذاء ، عن عبدالله بن شقيق ، عن عبدالله بن أبي الجدعاء أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم.

قال الثقفي قال هشام : سمعت الحسن يقول إنه أويس القرني. صحيح الاسناد ولم يخرجاه. ورواه في سير أعلام النبلاء : ٤ / ٣٢

٧٢

وفي مستدرك الحاكم : ٣ / ٤٠٥ :

حدثنا أبو العباس أحمد بن زياد الفقيه بالدامغان ، ثنا محمد بن أيوب ، أنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، ثنا أبو بكر بن عياش ، عن هشام عن الحسن قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر.

قال هشام فأخبرني حوشب عن الحسن أنه أويس القرني.

قال أبو بكر بن عياش : فقلت لرجل من قومه : أويس بأي شيء بلغ هذا ؟

قال : فضل الله يؤتيه من يشاء.

وفي تاريخ الطبري : ١٠ / ١٤٥ :

حدثنا أبو كريب قال : حدثنا أبو بكر قال حدثنا هشام ، عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي مثل ربيعة ومضر : قال هشام : فأخبرني حوشب أنه قال : هو أويس القرني.

وفي تاريخ الطبري : ١١ / ٦٦٢ :

عن هشام عن الحسن .. قال رسول الله ( ص ) ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي مثل ربيعة ومضر .. أنه قال هو أويس القرني.

وفي كنز العمال : ١٢ / ٧٣ :

سيكون في أمتي رجل يقال له أويس بن عبد الله القرني ، وإن شفاعته في أمتي مثل ربيعة ومضر ( عد ، عن ابن عباس ).

وفي كنز العمال : ١٢ / ٧٦ :

يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر ( ش ، ك ، هق ، وابن عساكر عن الحسن مرسلاً ، قال الحسن : هو أويس القرني ).

وفي كنز العمال : ١٤ / ٨ :

عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يدخل بشفاعة رجل من أمتي الجنة أكثر من ربيعة ومضر ، أما أسمي لكم ذلك الرجل ؟

٧٣

قالوا : بلى.

قال : ذاك أويس القرني ...

وقال : يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر ، ثم سماك .. الحديث. وروى نحوه في ص ١٣

وفي كنز العمال : ١٢ / ٧٤ :

سيقدم عليكم رجل يقال له أويس كان به بياض فدعا الله له فأذهبه الله ، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر له ( ش ، عن عمر ).

وفي كنز العمال : ١٤ / ٧ :

مسند عمر ، عن صعصعة بن معاوية قال : كان أويس بن عامر من التابعين رجل من قرن ، وإن عمر بن الخطاب قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيكون في التابعين رجل من قرن يقال له أويس بن عامر ، يخرج به وضح فيدعو الله أن يذهبه فيقول : اللهم دع لي في جسدي منه ما أذكر به نعمتك عليّ ، فيدع له في جسده ما يذكر به نعمته عليه ، فمن أدرك منكم فاستطاع أن يستغفر له فليستغفر له ( الحسن بن سفيان وأبو نعيم في المعرفة ، ق ، في الدلائل ، كر ) راجع أيضاً : ١٤ / ٨ و ١٠. ونحوه في سير أعلام النبلاء : ٤ / ٢٦

وفي سير أعلام النبلاء : ٤ / ٣٢ :

وروى هشام بن حسان عن الحسن قال : يخرج من النار بشفاعة أويس أكثر من ربيعة ومضر.

أبو بكر الأعين : حدثنا أبو صالح ، حدثنا الليث ، عن المقبري ، عن أبي هريرة مرفوعا : يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من مضر وتميم. قيل : من هو يا رسول الله ؟ قال : أويس القرني. هذا حديث منكر تفرد به الأعين ، وهو ثقة.

ونحوه في ميزان الاعتدال : ٢ / ٤٤٥

٧٤

وفي تاريخ الإسلام للذهبي : ٣ / ٥٥٨ :

عن عمر قال : قال رسول الله ( ص ) : يدخل الجنة بشفاعة أويس مثل ربيعة ومضر.

وفي بدء الإسلام لابن سلام الأباضي / ٧٩ :

أويس القرني ... جاء في الأثر عن النبي ( ص ) قال لأبي بكر وعمر : أوصيكم أن تقرؤوا مني أويس القرني السلام ، يقدم المدينة بعدي ... يدخل في شفاعته يوم القيامة عدد ربيعة ومضر ...

وفي ميزان الاعتدال : ١ / ٢٨٢ :

عن الحسن قال : يخرج من النار بشفاعة رجل ليس بنبي ، أكثر من ربيعة ومضر.

قال هشام عن الحسن : هو أويس.

وقال عبد الوهاب الثقفي : حدثنا خالد الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق ، عن ابن أبي الجدعاء : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة وبني تميم.

وفي ميزان الاعتدال : ١ / ٢٨٢ ولسان الميزان : ١ / ٤٧٤ :

يونس وهشام عن الحسن قال : يخرج من النار بشفاعة رجل ليس بنبي أكثر من ربيعة ومضر. قال هشام عن الحسن هو أويس.

وقال عبد الوهاب الثقفي ثنا خالد الحذاء ، عن عبدالله بن شقيق ، عن ابن أبي الجدعاء سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة وبني تميم.

وفي لسان الميزان : ١ / ٤٧٣ :

وقال أبو صالح : ثنا الليث ، حدثني المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ليشفعن رجل من أمتي في أكثر من مضر. قال تميم : ومضر ، وأنه أويس القرني. انتهى.

٧٥

نتيجــة

النتيجة التي يخرج منها الباحث في أحاديث أويس وشفاعته :

أن الله تعالى أعطى هذه الكرامة العظيمة لراعي إبل من جبال اليمن ، فجعله بسبب طاعته وإخلاصه له ، موعوداً مبشراً به ، على لسان أشرف الأنبياء والمرسلين صلى‌الله‌عليه‌وآله وجعل المسلمين يتبركون به ويطمعون منه بكلمة ( غفر الله لك ) فيبخل بها على أكثرهم ! وينطق بها لمن أدركته الرحمة منهم.

ثم جعله يوم القيامة شفيعاً لمئات الألوف أو لملايين المذنبين ، يدخلون ببركته جنة النعيم.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ( يشفع في مثل ربيعة ومضر .. أكثر من مضر وتميم .. أكثر من ربيعة وبني تميم ) إنما هو إشارة الى الكثرة وتفهيمها للناس بجمهور قبائل كانت تمثل الكثرة في ذلك المجتمع .. ولذلك قد يبلغ عدد من يشفع لهم أويس الملايين ..

ومما يثير العجب ، أن هذا الانسان الكريم على ربه ، صاحب المقام العظيم عنده ، الذي لا ينطق بكلمة ( غفر الله لك ) في غير محلها .. تراه يقول لعلي عليه‌السلام : مد يدك أبايعك على بذل مهجة نفسي دونك !!

فما هو مقام علي ؟! الذي يتقرب كبار الأولياء الى الله بالموت دونه ، ودون نصرة حقه وقضيته ؟!!

وهل يستطيع مسلم بعد هذا أن يشكك في مقام الشفاعة العظيمة لعلي وبقية أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله .. وهو يرى أن أويساً صاحب الشفاعة العظيمة ، فدائي لهم!!

وختاماً ، فإن شفيع المحشر على الاطلاق ، هو رسول الله صلى الله عليه وآله .. بل يفهم من أحاديثنا أن الشفاعة بالأصل إنما هي كرامة من الله تعالى له صلى الله عليه وآله.

وأن الأنبياء الآخرين إنما يشفعون بما يعطيهم سيد المحشر وصاحب لوائه مما أعطاه ربه عز وجل !وهذه الشفاعة العظمى لنبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله ملكٌ كبيرٌ .. لا بد له من مدراء

٧٦

وهذه الشفاعة العظمى لنبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله ملكٌ كبيرٌ .. لابد له من مدراء ومفوضين يوم القيامة .. وهؤلاء إنما هم عترة النبي الذين نص عليهم أنهم يكونون معه ، وهم علي وفاطمة والمعصومون من أولادهم ، صلى الله على رسوله وعليهم.

ولا بد أن يكون لهم أعوان من الملائكة والصالحين.

وقد خصصنا هذا الفصل بشفاعة أويس رحمه‌الله ، لأنه شيعي ثبتت له هذه الشفاعة العظيمة بإجماع المسلمين ، وكفى بها دليلاً على شفاعة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله.

* *

٧٧
٧٨

الفصل الخامس عشر

النواصب مطرودون من الشفاعة والجنة

حكم النواصب في الفقه الإسلامي

عقدنا هذا الفصل لاستعراض الأحاديث التي رواها الجميع في قرار الحرمان الالَهي من الشفاعة والجنة ، لمن أبغض أهل البيت النبوي عليهم‌السلام ، أو نصب العداوة والبغضاء ، لهم أو لمن أحبهم ، أو حمل في نفسه غلاً عليهم ، أو كرهاً أو حسداً .. ولو بمقدار ذرة !!

فقد اتفقت مذاهب السنيين على أن من يعادي علياً ، أو أهل البيت النبوي عليهم‌السلام ، فهو منافق.

أما في فقهنا فمبغض أهل البيت عليهم‌السلام الناصب لهم ، كافرٌ نجس ..

ويسمى المبغض والمعادي في الفقه الإسلامي ( الناصب والناصبي )

وهو اسم مشتق من : نصب له العداوة ، أي أبغضه ، وتكلم عليه ، أو عمل ضده ، شبيهاً بقولك : نصب له الحرب !

والمبغض والمخالف والمعادي والناصب ، كلمات متقاربة ، ولكنها متفاوتة .. فالمخالف ناظرةٌ الى مخالفة الشخص في الرأي والمسلك.

٧٩

والمبغض ناظرة الى حالة النفرة النفسية المضادة للحب.

والمعادي ناظرة الى الموقف النفسي والعملي المضاد.

والناصب تزيد عليهما بأن البغض والعداء يصير هم الناصب !

هذا في أصل اللغة ، أما في الشرع فقد وردت استعمالاتها بمعنى واحد وكأن المصطلح الإسلامي للمبغض يشملها جميعاً.

والذي يدخل في بحثنا من أحكام النواصب ، أن الشفاعة النبوية الكبرى على سعتها يوم القيامة لا تنالهم ، بل يؤمر بهم الى النار !!

وهذا يعني أن بغض أهل البيت جريمةٌ كبرى في نظر الإسلام ، جزاؤها الطرد من الرحمة الالَهية والنبوية ، واستحقاق العذاب في جهنم !

ونورد فيما يلي عدداً من أحاديث هذه المسألة ، وفيها أحاديث صحيحةٌ عند الجميع:

علي عليه‌السلام ميزان الإسلام والكفر والايمان والنفاق

روى الحاكم : ٣ / ١٢٩ :

عن أبي ذر رضي الله عنه قال : ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله ، والتخلف عن الصلوات ، والبغض لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه.

ورواه أحمد في فضائل الصحابة : ٢ / ٦٣٩ ، والدارقطني في المؤتلف والمختلف : ١٣٧٦٣ ، والهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٣٢

وروى الترمذي : ٤ / ٣٢٧ ، و : ٥ / ٢٩٣ و٢٩٨ ـ باب مناقب علي :

عن أبي سعيد الخدري قال : إن كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب. هذا حديث غريب. وقد تكلم شعبة في أبي هارون العبدي ، وقد روى هذا عن الأعمش عن أبي صالح ، عن أبي سعيد.

٨٠