العقائد الاسلامية - ج ٤

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية

العقائد الاسلامية - ج ٤

المؤلف:

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز المصطفى للدراسات الإسلامية
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-121-4 /
ISBN الدورة:
964-319-117-6

الصفحات: ٥٢٥

ولا يصح أن يقول مانع التوسل : أنا لا أمنع التوسل والتشفع لما قدمتم من الآثار والأدلة وإنما أمنع إطلاق التوجه والاستغاثة ، لأن فيهما إبهام وهو أن المتوجه به ، والمستغاث به أعلى من المتوجه عليه والمستغاث عليه.

وهذا لا يعتقده مسلم ، ولا يدل لفظ التوجه والاستغاثة عليه ، فإن التوجه من الجاه والوجاهة ، ومعناه : علو القدر والمنزلة.

وقد يتوسل بذي جاه الى من هو أعلى جاهاً منه.

الحالة الثانية : بعد موته في عرصات القيامة بالشفاعة منه ، وذلك مما قام الاجماع عليه وتواترت الأخبار به.

الحالة الثالثة : المتوسطة في مدة البرزخ ، ولا مانع من ذلك ، فإن دعاء النبي لربه تعالى في هذه الحالة غير ممتنع ، وقد وردت الأخبار على ما ذكرنا من قبل ، ونذكر طرفاً منه باثبات علمه بسؤال من يسأله ، فلا مانع من أن يسأل به الاستسقاء كما كان يسأله في الدنيا.

٣ ـ النوع الثالث : من التوسل أن يطلب منه ذلك الأمر المقصود ، بمعنى أنه ( ص ) قادر على التسبب فيه بسؤاله ربه وشفاعته اليه ، فيعود الى النوع الثاني في المعنى ، وإن كانت العبارة مختلفة ، ومن هذا قول القائل للنبي : أسألك مرافقتك في الجنة ، فقال له ( ص ) : أعني على نفسك بكثرة السجود.

والآثار في ذلك كثيرة ، ولا يقصد الناس بسؤالهم ذلك إلا كون النبي ( ص ) سبباً وشافعاً ، وليس المراد نسبة النبي الى الخلق والاستقلال بالأفعال ، فإن هذا لا يقصده مسلم. فصرف الكلام اليه ومنعه من باب التلبيس في الدين والتشويش على عوام الموحدين !!

وأما الاستغاثة فهي طلب الغوث. وتارة يطلب الغوث من خالقه وهو الله تعالى وحده ، كقوله تعالى : إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم.

٤٢١

وتارة يطلب ممن يصح إسناده اليه ، على سبيل الكسب ، ومن هذا النوع الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذين القسمين فيصح أن يقال : استغثت بالنبي ، وأستغيث بالنبي ، بمعنى واحد ، وهو طلب الغوث منه بالدعاء ونحوه على النوعين السابقين في التوسل من غير فرق ، وذلك في حياته وبعد موته ، ويقول : استغثت الله ، وأستغيث الله ، بمعنى طلب خلق الغوث منه.

فالله تعالى مستغاثٌ ، والغوث منه خلقاً وايجاداً ، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ ، والغوث منه تسبباً وكسباً.

وقد تكون الاستغاثة بالنبي على وجه آخر ، وهو أن يقول : استغثت بالنبي كما يقول : سألت الله بالنبي ، فيرجع الى النوع الأول من أنواع التوسل ، ويصح قبل وجوده وبعد وجوده.

والحاصل أن مذهب أهل السنة والجماعة صحة التوسل ، وجوازه بالنبي صلى الله عليه وسلم ، في حياته وبعد وفاته ، وكذا بغيره من الأنبياء والمرسلين ، والأولياء الصالحين ، كما دلت عليه الأحاديث السابقة.

ومعاشر أهل السنة لا يعتقدون خلقاً ولا إيجاداً ، ولا إعداماً إلا لله تعالى وحده لا شريك له. فلا فرق في التوسل بالنبي وغيره من الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين. وكذلك بالأولياء والصالحين ، لا فرق بين كونهم أحياء أو أمواتاً ، لأنهم لا يخلقون شيئاً ، وإنما يتبرك بهم لكونهم أحباء الله تعالى ، والخلق والايجاد لله وحده لا شريك له.

وقال في صفحة ١٠٠ وما بعدها :

شبهة إنكار التوسل والاستغاثة والرد عليها :

من شبهات الخصم التي يدلس فيها ويموه بها :

١ ـ الانكار على المتوسلين والمستغيثين ، وتكفيرهم وعدهم مشركين ، كعباد الأوثان ، بل وجعلهم أسوأ حالاً منهم ، واتهامهم أنهم يعتقدون التأثير لغير الله تعالى.

٤٢٢

٢ ـ الانكار على المستغيثين بالموتى.

٣ ـ انكار زيارة قبور الأنبياء والصالحين ، وبالأخص سيد المرسلين والاستغاثة به صلى الله عليه وسلم ، الى رب العالمين.

٤ ـ إنكار الصلاة في المساجد التي بها قبور ، وعد ذلك من الشرك ، ولا ذريعة الى الشرك.

٥ ـ إنكار وصول ثواب قراءة القرآن والدعاء والاستغفار للموتى. وغير ذلك مما اعتبره الخصم من أنواع الشرك.

ولتفنيد شبهات الخصم سالفة الذكر هذه ، فقد أفردنا لكل شبهة فصلاً مستقلاً تناولنا فيه الرد عليها.

أما الشبهة الأولى فقد استقصينا كلام الخصم ، فوجدناه مفتتحاً إظهار دعوة مخالفة لأهل الأرض والسماء وهو عارفٌ بضعف حاله ، فإن تكفيره لمن خالف بدعته من جميع المسلمين ، ونسبتهم الى الشرك الأكبر ، واتخاذه هذا الاتهام ذريعةً لتكفيرهم لا دليل له عليه.

هذه الذريعة التي اتخذها هي قوله : إن المشركين السابقين كانوا مشركين في الألوهية فقط ، وأما مشركو المسلمين فنعني بهم من أشركوا في الألوهية والربوبية. وقال أيضاً : إن الكفار في زمن رسول الله لا يشركون دائماً ، بل تارة يشركون ، وتارة يوحدون ، ويتركون دعاء الأنبياء والصالحين ، وذلك أنهم إذا كانوا في السراء دعوهم واعتقدوا بهم ، وإذا أصابهم الضر والشدائد تركوهم وأخلصوا لله الدين ، وعرفوا أن الأنبياء والصالحين لا يملكون ضراً ولا نفعاً.

قال الخصم هذا ، وحمل تأويل جميع الآيات القرآنية التي نزلت في المشركين على الموحدين من أمة محمد وتمسك بها في تكفيرهم !!

مجمل القول في رد هذه الشبهة : أن التوسل والتشفع والاستغاثة كلها بمعنى

٤٢٣

واحد ، وليس لها في قلوب المؤمنين معنى إلا التبرك بذكر أحباب الله تعالى ، لما ثبت أن الله يرحم العباد بسببهم ، سواء أكانوا أحياءً أم أمواتاً. فالمؤثر والموجد حقيقة هو الله تعالى ، وهؤلاء سببٌ عادي في ذلك ، لا تأثير لهم ، وذلك مثل السبب العادي فإنه لا تأثير له.

فالمسلم الموحد متى صدر منه إسناد الشيء لغير من هو له ، يجب حمله على المجاز العقلي ، وإسلامه وتوحيده قرينة على ذلك ، كما نص على ذلك علماء المعاني في كتبهم ، وأجمعوا عليه.

وأما منع التوسل مطلقاً فلا وجه له مع ثبوته في الأحاديث الصحيحة ، ومع صدوره من النبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه ، وسلف الأمة وخلفها.

والمنكرون للتوسل ، والمانعون منه ، منهم من يجعله حراماً ، ومنهم من يجعله كفراً وإشراكاً ! وكل ذلك باطل ، لأنه يؤدي الى اجتماع معظم الأمة على الحرام والاشراك ، لأن من تتبع كلام الصحابة والعلماء من السلف والخلف يجد التوسل صادراً منهم ، بل ومن كل مؤمن في أوقات كثيرة ، واجتماع أكثرهم على الحرام أو الإشراك لا يجوز ، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : لا تجتمع أمتي على ضلالة.

كما أن المنع من التوسل والاستغاثة بالكلية مصادمٌ للأحاديث الصحيحة ، ولفعل السلف والخلف ، فعليك باتباع الجمهور والسواد الأعظم. يقول سبحانه وتعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم ، وساءت مصيرا.

يقول رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : عليكم بالسواد الأعظم فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

هؤلاء المنكرون للتوسل والزيارة ، فارقوا الجماعة والسواد الأعظم ، وعمدوا الى آيات كثيرة من آيات القرآن التي نزلت في المشركين ، فحملوها على المؤمنين الذين

٤٢٤

تقع منهم الزيارة والتوسل ، وتوصلوا بذلك الى تكفير أكثر الأمة من العلماء والصلحاء والعباد والزهاد وعوام الخلق ، والحق على خلاف ما يقولون ويزعمون.

أما تخيلهم أن منع التوسل والزيارة من المحافظة على التوحيد ، وأن فعل ذلك مما يؤدي الى الشرك ، فهو تخيلٌ فاسدٌ باطل. فالتوسل والزيارة إذا فعل كل منهما مع المحافظة على آداب الشريعة الغراء لا يؤدي الى محذور ألبتة.

والقائل بمنع ذلك سداً للذريعة متقول على الله ، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكأن هؤلاء المانعين للتوسل والزيارة يعتقدون أنه لا يجوز تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ، فحيثما صدر من أحد تعظيم له حكموا على فاعله بالكفر والاشراك وليس الأمر كما يقولون ، فإن الله تعالى عظم النبي في القرآن الكريم بأعلى أنواع التعظيم ، فيجب علينا أن نعظم من عظمه الله تعالى وأمر بتعظيمه.

الفصل الثاني شبهة إنكار الاستغاثة بالموتى والرد عليها :

كثر الخوض ، واشتد الجدال ، وحدث الانكار ، ضد الاستغاثة بالموتى ، ومنع النداء لهم ، ظناً من المنكرين أن سائر الموتى من الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين ، وعامة المؤمنين لمجرد انتقالهم من دار الحياة الدنيا ، صاروا تراباً لا بقاء لهم في قبورهم ، لا يسمعون ولا يدركون. بيد أن الحق على خلاف ما يزعمون ، والصواب على غير ما يعتقدون.

والسنة الشريفة ترد عليهم زعمهم في صراحة قوية ، وتبطل قولهم فيما جاء بها من أحاديث صحيحة.

أخرج البخاري ومسلم ، وأصحاب السنن ، من حديث ابن عمر قال : اطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل القليب فقال : هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً...

وقال الله تعالى : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون. فإذا ثبت هذا في الشهداء وهم من سائر الأمة في كل زمان ، فلا شك أن الأنبياء من باب أولى.

٤٢٥

وفي الحديث الصحيح : ما من أحد يسلم عليَّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه‌السلام ، فظاهره يقتضي أن روحه الشريفة تفارق جسده الشريف وأنها بالسلام ترد ...

يؤيد ذلك ما صح عنه صلى الله عليه وسلم من قوله : حياتي خير لكم ، تحدثون ويحدث لكم ، ووفاتي خير لكم تعرض على أعمالكم ، ما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شر استغفرت لكم. وفي هذا الباب آثار كثيرة.

وأما شبهتهم في المنع من النداء لهم فقالوا : إن النداء والخطاب للجمادات ، والغائبين ، والأموات ، من الشرك الذي يباح به الدم والمال ، ولا حجة لهم في ذلك ، فإن الأحاديث الصحيحة صريحةٌ في بطلان قولهم هذا.

إنهم زعموا أن النداء للأموات والغائبين والجمادات يسمى دعاء ، وأن الدعاء عبادة ، بل هو مخ العبادة. وحملوا كثيراً من الآيات القرآنية التي نزلت في المشركين على الموحدين ، وقد تقدم ذكر كثير من تلك الآيات ورد زعمهم فيها.

وهذا كله منهم تلبيسٌ في الدين ، فإنه وإن كان النداء قد يسمى دعاء كما في قوله تعالى : لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً. لكن ليس كل نداء عبادة ولو كان كل نداء عبادة لشمل ذلك نداء الأحياء والأموات ، فيكون كل نداء ممنوعاً مطلقاً ، وليس الأمر كذلك ، وإنما النداء الذي يكون عبادة هو نداء من يعتقدون ألوهيته واستحقاقه العبادة فيرغبون اليه ويخضعون بين يديه.

الذي يوقع في الاشراك هو اعتقاد ألوهية غير الله تعالى ، وأما مجرد النداء لمن لا يعتقدون ألوهيته ولا تأثيره فإنه ليس عبادة ...

٤٢٦

الفصل السادس

سيد مكي يقود ثورة فكرية على الفكر الوهابي !

لأول مرة في تاريخ المملكة العربية السعودية ، يسمح للرأي المخالف لأفكار الشيخ محمد عبد الوهاب وابن تيمية ، أن يعبر عن نفسه !

فقد ظهرت خيوط ذلك في عدد من الصحف والكتب ، وبرزت أسماء جريئة تنقد الفكر الوهابي .. ولكن رائد الثورة الفكرية على الفكر التيمي السائد .. هو السيد محمد علوي المالكي.

وقد اخترنا هذا الفصل من مواد النقاش الذي جرى في أوائل شهر حزيران وشهر تموز سنة ١٩٩٩ ، على شبكة الساحة العربية ، في ( الانترنيت ) وتضمن رداً وبدلاً بين معارضين ومؤيدين للمالكي.

وقد اقتصرنا من مواده الكثيرة على نماذج لأنها كثيرة لا يتسع لها الكتاب :

طلب أحدهم تعريفاً بالمالكي ، فكتب أحد مؤيديه المدعو أبو صالح ، تعريفاً به فقال :

ترددت كثيراً قبل البدء بكتابة هذه الأسطر لسببين :

١ ـ عدم أهلية الفقير وقلة بضاعته.

٤٢٧

٢ ـ حفاظاً على حرمة السيد أن تناله ألسنة الرعاع.

لكن حينما رأيت أن تلك الأفواه لم تتوان في قذف ما بداخلها من عفن ، لم أجد بداً من إجابة الأخ السائل الذي أحب معرفة شيء عن السيد محمد بن علوي بن عباس المالكي ، وها أنا أقدم للاخوة بعضاً مما ذكره السيد في بعض كتبه ، وشيئاً مما أعرفه عنه.

هو : السيد محمد الحسن بن علوي بن عباس بن عبد العزيز المالكي مذهباً الحسني الإدريسي نسباً ( تجد بقية نسبه الى سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما في كتاب أنساب قحطان وعدنان )

ولادته ونشأته :

ولد بمكة في بيت علماء ، فأبوه عالم ومحدث وجده عالم ومحدث ، وكذا حال كثير من عائلته. والسيد يروي كثيراً من الكتب وخاصة الحديث عن أبيه عن جده.

فنشأته كانت بمكة المكرمة وتعلم في حلقات العلم بالمسجد الحرام وفي مدرسة الفلاح ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم.

أكمل دراسته الجامعية بالأزهر الشريف حتى حصل على شهادة الدكتوراه به.

رحلاته :

رحل في طلب العلم الي مصر والمغرب والهند وباكستان وبلاد الشام ، واستفاد كثيراً من هذه الرحلات من جمع للمخطوطات ولقاء الرجال ومعرفة الآثار وزيارة المشاهد وكتابة الفوائد ، فسبحان المتفضل على عباده.

شيء من علمه :

بدأ بالتدريس وهو دون البلوغ بأمر والده المرحوم السيد علوي المالكي حيث كان يدرس الطلبة كل كتاب يتمه على والده.

جمع الأسانيد على المحدثين والفقهاء في شتى بقاع العالم الإسلامي حتى

٤٢٨

تحصل له أكثر من ٢٠٠ شيخ ، يسر الله طبع الجزء المفرد بهم.

قرأ القراءات السبع على شيخ القراء بمدينة حمص بالشام الشيخ عبد العزيز عيون السود ( أنظر اسمه في آخر مصحف الشام ) وأجازه بها.

ولعل البعض يذكر أن السيد كان أحد أعضاء ( أو رئيساً ـ إن لم تخني الذاكرة ) للجنة التحكيم في مسابقة القرآن الكريم بمكة المكرمة حتى عهد قريب. وبعد ذلك اعتذر هو لشدة انشغاله. أخبرني بذلك مشافهة أحد القائمين على المسابقة.

تعين مدرساً رسمياً في كلية الشريعة بمكة سنة ١٣٩٠ هـ.

بعد وفاة والده بثلاثة أيام اجتمع علماء مكة في دار السيد علوي وكلفوه بالتدريس في مقام والده في المسجد الحرام.

قام بالقاء كثير من المحاضرات في المذياع والتلفاز السعودي ، وخاصة عن السيرة النبوية.

قدم استقالته من الجامعة وتفرغ للتأليف والدعوة الى الله محتسباً لوجه الله في مكة المكرمة وخارجها. ولا يزال حفظه الله على ذلك.

شارك في عدة مؤتمرات إسلامية عالمية قدم بحوثاً طبع أكثرها.

قام بعدة رحلات شخصية ورسمية زار فيها كثيراً من بلاد المسلمين ، ألقى فيها جملة من المحاضرات والدروس نفع الله بها آمين.

من مؤلفات السيد :

دراسات حول الموطأ

فضل الموطأ وعناية الأمة الاسلامية به

دراسة مقارنة عن روايات موطأ الإمام مالك

شبهات حول الموطأ وردها

إمام دار الهجرة مالك بن أنس

٤٢٩

وألف كتباً عديدة في مصطلح الحديث :

أسماء الرجال ، التصوف ، علم الأسانيد ، الاثبات ، القواعد الأساسية في علم مصطلح الحديث ، القواعد الأساسية في علوم القرآن ، القواعد الأساسية في أصول الفقه. ( وهذه الثلاثة نفع الله بها توفر على طالب العلم كثيراً من الوقت والجهد )

زبدة الاتقان في علوم القرآن

العقود اللؤلؤية في الأسانيد العلوية

اتحاف ذوي الهمم العلية برفع أسانيد والدي السنية

الطالع السعيد المنتخب من المسلسلات والأسانيد

كتب عن آثار مكة

كتاب في رحاب البيت الحرام

صنف في الشمائل المحمدية كتاب : الانسان الكامل.

وتاريخ الحوادث النبوية

وله كتب عديمة النظر في بابها ككتاب :

وهو بالأفق الأعلى

وشفاء الفؤاد بزيارة خيرالعباد

والزيارة النبوية بين الشرعية والبدعية

ورسالة عن أدلة مشروعية المولد النبوي

وككتاب مفاهيم يجب أن تصحح..

والذي ارتضاه السواد الأعظم من الأمة ، وقرظ له كبار علماء الأمة ، والذي لا يستغني عنه باحث عن الحق ، ولا منصف لاخوانه الذين يخالفوه في بعض الفرعيات.

قام بالتحقيق والتعليق على المرفوع من رواية ابن القاسم للموطأ

علق على المولد النبوي للحافظ ابن البديع

٤٣٠

علق علي المولد النبوي للحافظ الملا علي القاري ، ونشره لأول مرة.

وغير ذلك كثير مما يقارب المئة ١٠٠ مؤلف ، منها الذي ظهر ومنها الذي لم يظهر يسر الله طبعها والنفع بها آمين.

شيوخ السيد :

بإمكانك أن تتعرف من خلال معرفة مشايخ السيد الذين يروي عنهم بالاسناد على جانب من شخصيته حفظه الله وبارك في علمه ثم ـ إن يسر الله ـ سأنقل كتب الحديث التي يرويها السيد بإسناده المتصل مما هو مدون لدي وأرويه عن السيد حفظه الله.

وأبدأ بأخص مشايخ السيد محمد بن علوي بن عباس المالكي :

السيد علوي بن عباس المالكي الحسني ـ ت ١٣٩١

الشيخ محمد يحيى بن الشيخ أمان ـ ت ١٣٨٧

الشيخ محمد العربي التباني ـ ت ١٣٩٠

الشيخ حسن بن سعيد يماني ـ ت ١٣٩١

الشيخ محمد الحافظ التيجاني شيخ الحديث بمصر ـ ت ١٣٩٨

الشيخ حسن بن محمد المشاط ـ ت ١٣٩٩

الشيخ محمد نور سيف بن هلال المكي ـ ت ١٤٠٣

الشيخ عبد الله بن سعيد اللحجي ـ ت ١٤١٠

الشيخ محمد يس الفاداني ـ ت ١٤١٠ وما أدراك من هو : مسند مكة وشيخ دار العلوم الدينية بها رحمه‌الله حدث في مجلس واحد عن ٢٠٠ شيخ مبتدئاً بمشرق العالم الاسلامي ومنتهياً بمغربه ! حدثني بذلك شيخي القارئ الثقة الذي أروي عنه وعن السيد ، كلاهما عن الشيخ الفاداني الشيخ عبدالله أحمد دردوم ـ ت ١٤٠٧

الشيخ الفقيه شيخ العلماء حسنين بن محمد مخلوف مفتي مصر ـ ت ١٤١١

٤٣١

الشيخ محمد ابراهيم أبو العيون شيخ الخلوتية بمصر ت ؟

وهؤلاء أكثر الذين لازمهم السيد وأخذ عنهم واستفاد منهم.

والتقى السيد بنخبة عديمة النظر من العلماء العارفين من سادتنا آل البيت النبوي وأخذ عن فحولهم واقتبس منهم الشيء الكثير ، وعلى رأسهم السادة من آل باعلوي وما أدراك من آل باعلوي ، نفعنا الله بهم من أعلي الناس علماً وتقوىً وأشدهم تواضعاً وحياء لو جهلتهم لجهلت مجداً من أعرق الأمجاد لهذه الأمة المحمدية ، استقر غالبيتهم في بلاد حضرموت ، ومنها انطلقوا للدعوة الى الله في أرجاء الأرض.

أصحاب مبدأ في حياتهم يمثلون أهل السنة والجماعة ، أشاعرة العقيدة متبعون لمذهب سيدنا الإمام الشافعي ، يعيشون لاحياء علوم الدين على وجه الأرض.

ولو أنصف المؤرخون لسطروا أثرهم بماء الذهب في فاتحة أي كتاب تاريخ للمسلمين! هل تدري لماذا ؟ لأنهم بتوفيق الله غيروا خريطة العالم الاسلامي ، فقد أدخلوا الإسلام لأكبر كثافة إسلامية على وجه الأرض ( أكثر من ٥٠% من مجموع المسلمين ) وهذا في آسيا وإفريقيا ، وهي أماكن لم تصلها جيوش المسلمين !

جملة من أئمة الدين الذين يروي عنهم

السيد محمد علوي المالكي :

الشيخ المحدث محمد زكريا الكاندهلوي شيخ الحديث بالهند

الشيخ المحدث حبيب الرحمن الأعظمي شيخ الحديث

الشيخ المحدث محمد يوسف البنوري بكراتشي

الشيخ محمد شفيع مفتي باكستان

الشيخ محمد أسعد العبجي مفتي الشافعية بحلب

السيد حسن بن أحمد بن عبد الباري الأهدل اليماني منصب المراوعة

السيد المسند العارف بالله مكي بن محمد بن جعفر الكتاني الدمشقي

الشيخ الفقيه شيخ العلماء حسنين بن محمد مخلوف مفتي مصر

٤٣٢

الشيخ المحدث أمين بن محمود خطاب السبكي المصري

الشيخ المعمر محمد عبدالله عربي المصري المعروف بالعقوري وهو تلميذالشيخ الباجوري.

ويروي عن الأمير الصغير مباشرة بلا واسطة ، فسنده في غاية العلو. انتهى.

* *

بداية ظهور ثورة الفكرية

نشر أحدهم في الشبكة المذكورة بيان هيئة كبار العلماء بالضال محمد علوي المالكي ، ونص قرارها المرقم ٨٦ في ١١/١١/١٤٠١ هـ في الدورة السادسة عشرة المنعقدة بالطائف في شوال عام ١٤٠٠ هـ :

نظر مجلس هيئة كبار العلماء فيما عرضه سماحة الرئيس العام لادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد ، مما بلغه من أن لمحمد علوي مالكي نشاطاً كبيراً متزايداً في نشر البدع والخرافات ، والدعوة الى الضلال والوثنية ، وأنه يؤلف الكتب ويتصل بالناس ، ويقوم بالأسفار من أجل تلك الأمور ، واطلع على كتابه الذخائر المحمدية ، وكتابه الصلوات المأثورة ، وكتابه أدعية وصلوات ، كما استمع الى الرسالة الواردة الى سماحة الرئيس العام لادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد ، من مصر ، وكان مما تضمنته :

( وقد ظهر في الأيام الأخيرة طريقة صوفية في شكلها لكنها في مضمونها من أضل ما عرفناه من الطرق القائمة الآن ، وإن كانت ملة الكفر واحدة. هذه الطريقة تسمي ( العصبة الهاشمية والسدنة العلوية والساسة الحسنية الحسينية ) ويقودها رجلٌ من صعيد مصر يسميه أتباعه ( الإمام العربي ) وهو يعتزل الناس في صومعة له ويمرون عليه صفوفاً ويسلمون عليه ، ويحدثونه ويمنحهم البركات ، ويكشف لهم المخبوء بالنسبة لكل واحد ، وهذا كله من وراء ستار ، فهم يسمعون صوته ولا يرون

٤٣٣

شكله ، اللهم إلا الخاصة من أحبابه وأصحابه ، فهم المسموح لهم بالدخول عليه ، وعددهم قليل جداً ، وهو لا يحضر مع الناس الجمع ، ولا الجماعات ، ولا يصلي في المسجد الذي بناه بجوار صومعته ، ويعتقد أتباعه أنه يصلي الفرائض كلها في الكعبة المشرفة جماعة خلف النبي صلى الله عليه وسلم.

ويعتقدون كذلك أنه من البقية الباقية من نسل الأئمة المعصومين ، وأن المهدي سيخرج بأمره ، وقد أنشأ لطريقته فروعاً في بعض مدن مصر ، يجتمع روادها فيها على موائد الأكل والشرب والتدخين ، ويأمرون مريديهم بحلق اللحي ، وعدم حضور الجماعة في المساجد ، وذلك تمهيداً لاسقاط الصلاة نفسها ، ويخشى أنهم امتداد لحركة باطنية جديدة ، فإن هناك وجه شبه بينهم وبين خصائص الباطنية ، فإنهم بالاضافة الى ما سبق محظور على أتباعهم إذاعة أسرارهم والسؤال عن أي شيء يرونه من شيوخهم ، كذلك الإسم الذي سموا به حركتهم والشعار الذي اتخذوه لها هو ( فاطمة علي الحسن الحسين ) ومما يؤيد هذا الظن أنهم يجاورون الضاحية التي دفن فيها ( أغا خان ) زعيم الاسماعيلية حيث لا تنقطع أتباع الاسماعيلية عن زيارة قبره ، والإتصال بالناس هناك ، وقد دفن أغا خان في مصر لهذه الغاية ، وقد ازداد أمر هؤلاء في نظرنا خطورة حين علمنا أن لهم اتصالات ببعض أفراد السعودية ، وقد هيأت لبعض أتباعهم فرص عمل في المملكة عن طريق هؤلاء الأفراد الذين لم نتعرف على أسمائهم بعد ، نظراً للسرية التي يحيطون بها حركتهم ، ونحن في سبيل ذلك إن شاء الله.

ولكن الذي وقفنا عليه وعرفناه يقيناً لا يقبل الشك أن الشيخ ( محمد بن عباس المالكي المكي الحسني ) يتصل بهم اتصالاً مباشراً ويزور شيخهم المحتجب ويدخل عليه ويختلي به ويخرج من عنده بعد ذلك طائفاً بأتباعه في البلاد ، متحدثاً معهم محاضراً فيهم خطيباً بينهم ، كأنه نائب عن الشيخ المزعوم ، ثم يختم زيارته بالتوجه الى ضريح أبي الحسن الشاذلي الشيخ الصوفي المعروف ، المدفون في

٤٣٤

أقصى بلاد مصر ، ومعه بطانةٌ من دهاقنة التصوف في مصر ، وهو ينشر بينهم مؤلفاته التي اطلعنا على بعضها فاستوقفنا منها كتابه المسمى ( الذخائر المحمدية ) وتحت يدي الآن نسخة منه بل الجزء الأول ، وهو يقع في ٣٥٤ صفحة من الحجم الكبير ذيالطباعة الفاخرة ، وطبع بمطبعة حسان بالقاهرة ، ولا يوزع عن طريق دار نشر وإنما يوزع بصفة شخصية ، وبلا ثمن. والذي يقرأ هذا الكتاب يجد المؤلف هداه الله قد أورد فيه كل المعتقدات الباطلة في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن بطريق ملتوٍ فيه من المكر والدهاء ما فيه ، حتى لا يؤخذ على المؤلف خطأ شخصي ، فهو يذيع تلك العقائد ويشيعها عن طريق النقل من بعض الكتب التي أساءت الى الإسلام في عقيدته وشريعته ، والتي وصلت برسول الله صلى الله عليه وسلم الى درجة من الغلو ، ما قال بها كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، بل ورد بشأنها النهي الصريح عن مثل هذا الزيغ والزيف والضلال )

ثم ذكر أمثلة مما جاء في الكتاب من الضلال وختم رسالته بقوله ( نحن إنما نهتم بتعقب مثل هذه الأخطاء والخطايا من أجل أن ننبه الى خطورتها وخطرها من باب نصح المسلمين وإرشادهم وتحذيرهم مما يخشى منه على العقيدة الصحيحة والايمان الحق.

وإنما نكتب لكم به كذلك لتتصرفوا حياله بما فيه الخير للاسلام والمسلمين ، فكما أن مصر مستهدفة من أعداء الإسلام بحكم عددها وعدتها وإجماعها من حيث الأصل على السنة ، فإن السعودية مستهدفة بنفس القدر إن لم يكن أكثر بحكم موقعها من قلوب المسلمين ، وبحكم عقيدتها القائمة على حماية جناب التوحيد ، وعلى توجيه الناس الى السنة الصحيحة ، واهتمامها بنشر هذه العقيدة في كل مكان.

فلا أقل من أن ننبه الى بعض مواطن الخطر لتعملوا على درئه ما استطعتم ، والظن بكم بل الاعتقاد فيكم سيكون في محله إن شاء الله ، فإن الأمر جد خطير كما رأيتم ، من بعض فقرات الكتاب. أهـ ).

٤٣٥

وقد تبين للمجلس صحة ما ذكر من كون محمد علوي داعية سوء ويعمل على نشر الضلال والبدع وأن كتبه مملوءة بالخرافات والدعوة الى الشرك والوثنية.

ورأى أن يعمل على إصلاح حاله وتوبته من أقواله ، وأن يبذل له النصح ويبين له الحق ، واستحسن أن يحضر المذكور لدى سماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد ، رئيس المجلس الأعلى للقضاء ، وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد ، ومعالي الشيخ سليمان بن عبيد ، الرئيس العام لشئون الحرمين الشريفين ، لمواجهته بما صدر منه من العبارات الالحادية والصوفية ، وإسماعه الكتاب الوارد من مصر ومعرفة جوابه عن ذلك ، وما لديه حول ما ورد في كتبه.

وقد حصل هذا الاجتماع المذكور في المجلس الأعلى للقضاء يوم الخميس الموافق ١٧ /١٠/ ١٤٠٠ هـ.

وأعد محضر بذلك الاجتماع تضمن إجابته بشأن تلك الكتب ، وما سأله عنه المشايخ مما جاء فيها. وجاء في المحضر الذي وقع فيه أن كتاب الذخائر المحمدية وكتاب الصلوات المأثورة له. أما كتاب أدعية وصلوات فليس له ، وأما الرجل الصوفي الذي في مصر فقد قال إنه زاره ومئات من أمثاله في الصعيد ، ولكنه ليس من أتباعه ويبرأ الى الله من طريقته ، وأنه لم يلق محاضرات في مصر ، وأنه أنكر عليه وعلى أتباعه ، وقد ذكر للمشايخ أنه له وجهة نظر في بعض المسائل ، أما الأمور الشركية فيقول إنه نقلها عن غيره ، وأنها خطأ فاته التنبيه عليه.

ولما استمع المجلس الى المحضر المذكور وتأكد من كون الكتابين له ، وعلم اعترافه بأنه جمع فيها تلك الأمور المنكرة ، ناقش أمره وما يتخذ بشأنه ، ورأى أنه ينبغي جمع الأمور الشركية والبدعية التي في كتابه الذخائر المحمدية مما قال فيها أنه خطأ فاته التنبيه عليه ، وتطبق على المحضر ، ويكتب رجوعه عنها ويطلب منه التوقيع عليه ، ثم ينشر في الصحف ويذاع بصوته في الاذاعة والتلفزيون ، فإن

٤٣٦

استجاب لذلك وإلا رفع لولاة الأمور لمنعه من جميع نشاطاته في المسجد الحرام ، ومن الاذاعة والتلفزيون ، وفي الصحافة ، كما يمنع من السفر الى الخارج ، حتى لا ينشر باطله في العالم الاسلامي ، ويكون سبباً في فتنة الفئام من المسلمين.

وقد قامت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء بقراءة كتابيه المذكورين اللذين اعترف أنها له ومن إعداده وتأليفه ، وجمع الأمور الشركية والبدعية التي فيها وإعداد ما ينبغي أن يوجه له ، ويطلب منه أن يذيعه بصوته ، وبعث له عن طريق معالي الرئيس العام لشئون الحرمين الشريفين بكتاب سماحة الرئيس العام رقم ٢٧٨٨ وتاريخ ١٢/ ١١/١٤٠٠ هـ ، فامتنع عن تنفيذ ما رآه المجلس ، وكتب رسالة ضمنها رأيه ، ووردت الى سماحة الرئيس العام لادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد مشفوعةً بكتاب معالي الرئيس العام لشئون الحرمين الشريفين ، رقم ٢٠٥٣/١٩ وتاريخ ٢٦/١٢/١٤٠٠ هـ.

وجاء في كتاب معاليه أنه اجتمع بالمذكور مرتين ، وعرض عليه خطاب سماحة الشيخ عبد العزيز ، وما كتبه المشائخ ، ولكنه أبدى تمنعاً عما اقترحوه ، وأنه حاول اقناعه ولم يقبل ، وكتب إجابة عما طلب منه مضمونها التصريح بعدم الموافقة على إعلان توبته.

وفي الدورة السابعة عشرة المنعقدة في شهر رجب عام ١٤٠١ هـ. في مدينة الرياض ، نظر المجلس في الموضوع وناقش الموقف الذي اتخذه حيال ما طلب منه ورأى أن يحاط ولاة الأمور بحاله والخطوات التي اتخذت لدفع ضرره وكف أذاه عن المسلمين ، وأعدت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء بياناً يشتمل على جملة من الأمور الشركية والبدعية الموجودة في كتابه الذخائر المحمدية منها :

١ ـ نقل في ص ٢٦٥ من الأبيات التي جاء فيها :

ولما رأيت الدهر قد حارب الورى

جعلـت لنفسي نعـل سيده حصنا

تحصنت منه فـي بديع مـثـالها

بسـورٍ منيعٍ نلت فـي ظله الأمنا

٤٣٧

٢ ـ نقل قصيدة للبكري في الصفحتين ١٥٨ ـ ١٥٩ تتضمن أنواعاً من الشرك الأكبر وفيها إعراض عن الله عز وجل قال فيها :

ما أرسل الرحمن أو يرسل

مـن رحمة تصعد أو تنزلُ

فــي ملكوت الله أو ملكه

من كل ما يختص أو يشمل

إلا وطـَه المصطفى عبده

نـبـيـه مـختاره المرسل

واسـطـة فيها وأصل لها

يـعـلـم هذا كل من يعقل

فلذ به مـن كل ما تشتكي

فـهـو شـفـيع دائماً يقبل

ولذ به مـن كل ما ترتجي

فـإنه الـمـرجـع والموئل

وناده إن أزمةٌ أنـشـبـت

أظفارها واسـتحكم المعضل

يـا أكـرم الخلق على ربه

وخـيـر من فيهم به يسأل

كم مسني الكرب وكم مرةً

فرجت كـربـاً بعضه يذهل

فـبالذي خصك بين الورى

بـرتـبـةٍ عنها العلا تنزل

عـجل بإذهاب الذي أشتكي

فإن توقفت فـمـن ذا أسأل

٣ ـ ذكر في ص ٢٥ : أن ليلة مولده صلى الله عليه وسلم أفضل من ليلة القدر. وهذا خطأ واضح ، فليلة القدر أفضل الليالي بلا شك.

٤ ـ ذكر في الصفحات الثالثة والأربعين والرابعة والأربعين والخامسة والأربعين قصيدةً لابن حجر الهيثمي فيها إثبات حياة النبي صلى الله عليه وسلم على الاطلاق ، وأنه يصلي الصلوات الخمس ويتطهر ، ويجوز أن يحج ويصوم ، ولا يستحيل ذلك عليه وتعرض عليه الأعمال.

ونقل عن الهيثمي استجارته بالرسول صلى الله عليه وسلم وأقره على ذلك ، والاستجارة بغير الله نوعٌ من الشرك الأكبر.

٥ ـ أورد في ص ٥٢ ـ ما نصه : من استغرق في محبة الأنبياء والصالحين حمله

٤٣٨

ذلك على الإذن في تقبيل قبورهم والتمسح بها ، وتمريغ الخد عليها. ونسب أشياء من ذلك الى بعض الصحابة ، وأقر ذلك ولم ينكره ، مع أن تلك الأمور من البدع ووسائل الشرك الأكبر ، ونسبتها الى بعض الصحابة باطلة.

٦ ـ ذكر في ص ٦٠ : أن زيارة قبره الشريف صلى الله عليه وسلم من كمال الحج ، وأن زيارته عند الصوفية فرضٌ ، وأن الهجرة الى قبره عندهم كالهجرة اليه حيا. وأقر ذلك ولم ينكره.

٧ ـ ذكر عشر كرامات لزائر قبر النبي صلى الله عليه وسلم كلها رجم بالغيب وقول على الله بلا علم.

٨ ـ دعا الى الاستجارة به صلى الله عليه وسلم والاستشفاع به عند زيارته فقال ما نصه ( ويتأكد بتجديد التوبة في هذا الموقف الشريف وسؤال الله تعالى أن يجعلها لديه نصوحاً ، والاستشفاع به صلى الله عليه وسلم في قبولها والاكثار من الاستغفار والتضرع بتلاوة الآية المذكورة ، وأن يقول بعدها وقد ظلمت نفسي ظلما كثيراً ، وأتيت بجهلي وغفلتي أمراً كبيراً ، وقد وفدت عليك زائراً وبك مستجيراً.

ص ١٠٠ : ومعلوم أن الاستشفاع والاستجارة به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم من أنواع الشرك الأكبر.

٩ ـ ذكر في ص ١٠ ـ شعراً يقال مع الدعاء عند زيارة قبره صلى الله عليه وسلم ومنه :

هذا نزيلك أضحى لا ملاذ له

إلا جنابك يا سؤلي ويا أملي

ومنه :

ضيف ضعيف غـريب قد أناخ بكم

ويستجيـر بكم يـا سـادة العـرب

يا مكرم الضيف يـاعون الزمان ويا

غوث الفقير ومرمى القصد والطلب

ونقل عن بعضهم في ص ١٠٢ شعراً تحت عنوان فضائل نبوية قرآنية :

٤٣٩

أترضى مع الجاه المنيع ضياعنا

و نحن الـى أعتاب بابك ننسب

أفضهـا علينـا نفحـة نبويـة

تلـم شتـات المسلميـن وترأب

وهذه الأبيات الخمسة من الشرك الأكبر والعياذ بالله.

١٠ ـ نقل في ص ٥٤ : بيتاً من الهمزية هو :

ليته خصني بـرؤية وجـه

زال عن كل من رآه العناء

وهذا كذبٌ وباطلٌ ، وقد رآه في حياته عليه الصلاة والسلام أقوامْ كثيرون ، فما زال عنهم عناؤهم ولا كفرهم.

١١ ـ نقل في ص ١٥٧ غلوا في نعال الرسول صلى الله عليه وسلم في البيتين التاليين :

علـى رأس هذا الكـون نعـل محمد

سمـت فجميع الخلق تحت ظلالـه

لـدي الطـور مـوسي نودي اخلع

وأحمد الى العرش لم يؤمر بخلع نعاله

١٢ ـ ذكر في ص ١٦٦ قصيدة شركية للشيخ عمر الباقي الخلوتي منها :

يا ملاذ الورى وخير عيان

ورجـاء لكـل دان قصي

لك وجهي وجهت يا أبيض

الوجه فوجه اليه وجه الولي

١٣ ـ نقل في كتابه الذخائر المحمدية ص ٢٨٤ عن ابن القيم من كتابه جلاء الأفهام ما يوهم أن الطريق الى الله والى جنته محصور في اتباع أهل البيت يعني أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وتصرف في كلام ابن القيم فلم ينقله على حقيقته ، لأن ابن القيم في كتابه المذكور تكلم على ابراهيم الخليل وآله من الأنبياء ، وذكر أن الله سبحانه بعث جميع الأنبياء بعد ابراهيم من ذريته ، وجعل الطريق اليه مسدوداً إلا من طريقهم ، ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فترك الشيخ محمد علوي مالكي نقل أصل كلام ابن القيم رحمه‌الله وتصرف فيه ، فنقل ما يوهم القراء أن المراد أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يخفي أن هذا الرأي هو مذهب الرافضة الاثني عشرية ، وأنهم يرون أن الأحاديث الواردة من غير طريق أهل البيت لا يحتج بها ولا يعمل

٤٤٠