العقائد الاسلامية - ج ٤

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية

العقائد الاسلامية - ج ٤

المؤلف:

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز المصطفى للدراسات الإسلامية
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-121-4 /
ISBN الدورة:
964-319-117-6

الصفحات: ٥٢٥

تؤمنوا بالله وحده إلا قول ابراهيم لأبيه لاستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير. الممتحنة ـ ٤

وقد تقدمت الآيات ٩٧ ـ ٩٩ من سورة الأنبياء ، والفرقان ـ ١٧ ، عن ( الآلهة ) الذين رضوا بأن يعبدهم الناس.

وقال تعالى عن عبادة النصارى للمسيح ومريم :

* ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون.

* قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعا والله هو السميع العليم. مائدة ٧٥ ـ ٧٦

وقال عن عبادة العرب وأمثالهم للأصنام :

* انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين.

* ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار. الزمر ٢ ـ ٣

* ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقاً من السماوات والأرض شيئاً ولا يستطيعون.

* فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون.

* ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقاً حسناً فهو ينفق منه سراً وجهراً هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون.

* وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم. النحل ٧٣ ـ ٧٦

٢٦١

وقال مقارناً بين عبادة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وعبادة مكذبيه :

* قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين. وأمرت لأن أكون أول المسلمين.

* قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم. قل الله أعبد مخلصا له ديني. فاعبدوا ما شئتم من دونه ، قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين. الزمر ١١ ـ ١٥

وقال عن تخويف المشركين للنبي بمعبوداهم :

* أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد. ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام.

* ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. الزمر ٣٦ ـ ٣٨

٤ ـ الأنداد من دون الله :

قال تعالى عن الرؤساء المطاعين من دون الله ( الأنداد ) :

* ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب.

* إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب. البقرة ١٦٥ ـ ١٦٦

* وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا انك من أصحاب النار. الزمر ـ ٨

٢٦٢

٥ ـ الشركاء من دون الله :

قال تعالى عن الأصنام :

* هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين.

* فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون.

* أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون.

* ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون.

* وإن تدعوهم الى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون.

* إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين.

* ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون. الاعراف ١٨٩ ـ ١٩٥

* واتبعت ملة آبائي ابراهيم واسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون.

* يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار.

* ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ان الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا اياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون. يوسف ٣٨ ـ ٤٠

* ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون. من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعوا من قبل شيئاً كذلك يضل الله الكافرين. غافر ٧٠ ـ ٧٤

٢٦٣

٦ ـ المزعومون من دون الله :

* قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا.

* أولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا.

* وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذاباً شديداً كان ذلك في الكتاب مسطورا. الاسراء ٥٦ ـ ٥٨

* قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير. سبأ ـ ٢٢

٧ ـ الأرباب من دون الله :

قال الله تعالى عن ربوبية الحكام والأحبار عند أهل الكتاب :

* قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون. آل عمران ـ ٦٤

* اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلَهاً واحداً لا الَه إلا هو سبحانه عما يشركون. التوبة ـ ٣١

وقال تعالى عن المسيح والأنبياء :

* ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ( آل عمران. ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون. آل عمران ٧٩ ـ ٨٠

وقال عن أرباب الفراعنة وأتباعهم في مصر :

* واتبعت ملة آبائي ابراهيم واسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء

٢٦٤

ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون. يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار. ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون. يوسف ٣٨ ـ ٤٠

هذا وقد تقدم تصنيف آيات الشفاعة في المجلد الثالث.

٨ ـ المدعوون من دون الله

* إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً. لعنه الله وقال لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا. ولأضلنهم ولامنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً. يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا. النساء ١١٧ ـ ١٢٠

* قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين. الأنعام ـ ٧١

* ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون. الأنعام ـ ١٠٨

* فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين. الاعراف ـ ٣٧

* له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال. الرعد ـ ١٤

* ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء أن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون. يونس ـ ٦٦

٢٦٥

* والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون.أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون

* الَهكم الَه واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون. لا جرم أن الله يعلم ما يسرون ومايعلنون انه لا يحب المستكبرين. النحل ٢٠ ـ ٢٣

* وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا اياه فلما نجاكم الى البر أعرضتم وكان الانسان كفورا. الاسراء ـ ٦٧

* قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين. بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون اليه إن شاء وتنسون ما تشركون.

* ولقد أرسلنا الى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون. الأنعام ٤٠ ـ ٤٢

* قال أراغب أنت عن آلهتي يا ابراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا. قال سلام عليك سأستغفر لك ربي انه كان بي حفيا. وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا. مريم ٤٦ ـ ٤٨

* ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون. ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون. الزخرف ٨٦ ـ ٨٧

* ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين. يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد. يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير. الحج ١١ ـ ١٣

* ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير. الحج ـ ٦٢

* يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا

٢٦٦

ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب. ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز. الحج ٧٣ ـ ٧٤

* ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير. لقمان ـ ٣٠

* يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير.

* إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير. فاطر ١٣ ـ ١٤

* قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه بل أن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا. فاطر ـ ٤٠

* وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص. فصلت ـ ٤٨

* قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين. ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. الاحقاف ٤ ـ ٦

* ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله أن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. الزمر ـ ٣٨

* والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير. غافر ـ ٢٠

٢٦٧

* هو الحي لا الَه إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين. قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين. غافر ٦٥ ـ ٦٦

* ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله أن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. الزمر ـ ٣٨

وقال تعالى عن اهلاك الحضارات الظالمة :

* فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون. إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم. وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون. العنكبوت ٤٠ ـ ٤٣

الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله داعي الله

* وإذ صرفنا اليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين. قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم. ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين. الاحقاف ٢٩ ـ ٣٢

* قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا. قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا. الجن ٢٠ ـ ٢١

٢٦٨

* قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله. قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذاً وما أنا من المهتدين. قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين. الأنعام ٥٦ ـ ٥٧

* إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين. والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون.وإن تدعوهم الى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون. خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين. الأعراف ١٩٦ ـ ١٩٩

المؤمنون يدعون الله تعالى وحده

* وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون. ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين. الأنعام ٥١ ـ ٥٢

* واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا. الكهف ـ ٢٨

٩ ـ الشفعاء من دون الله والشفعاء من الله :

وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وأن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون. قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا قل ان هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين. الأنعام ٧٠ ـ ٧١

٢٦٩

* ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون. يونس ـ ١٨

* الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون. يدبر الأمر من السماء الى الأرض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون. السجدة ٤ ـ ٥

* أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون. قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم اليه ترجعون. وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون. قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون. الزمر ٤٣ ـ ٤٦

١٠ ـ الشهداء من دون الله والأشهاد من الله

* وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين. البقرة ـ ٢٣

* ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين. الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون. هود ١٨ ـ ١٩

١١ ـ الصدق عن الله والافتراء من دون الله

* وما يتبع أكثرهم إلا ظناً إن الظن لا يغني من الحق شيئاً إن الله عليم بما يفعلون ( يونس. وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين. بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين. يونس ٣٦ ـ ٣٩

٢٧٠

* أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين. فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لاالَه إلا هو فهل أنتم مسلمون. هود ١٣ ـ ١٤٠

١٢ ـ الوليجة من دون الله :

* أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوامنكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون. التوبة ـ ١٦

١٣ ـ العاصم من الله والعاصم من دون الله

* قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا.

* قل من ذا الذي يعصمكم من الله أن أراد بكم سوءاً أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا. الأحزاب ١٦ ـ ١٧

١٤ ـ الأولياء من دون الله :

وهذا الموضوع أوسع المواضيع في مصطلح ( من دون الله القرآني ) لأن الأولياء من دونه في المجتمعات البشرية والسلوك الانساني متنوعون. قال الله تعالى :

* ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير. البقرة ـ ١٠٧

الأولياء الشياطين

* قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون. فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة ، إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون. الأعراف ٢٩ ـ ٣٠

التأثر بأفكار الناس يجعلهم أولياء من دون الله :

* فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير. ولا تركنوا

٢٧١

الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون. وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين. واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين. هود ١١٢ ـ ١١٥

* اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون. الأعراف ـ ٣

* له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له وما لهم من دونه من وال. الرعد ـ ١١

* ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا. قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا. واتل ما أوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا. الكهف ٢٥ ـ ٢٧

* وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون. فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين. القصص ٨٠ ـ ٨١

* قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لانفسهم نفعاً ولا ضراً قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار. الرعد ـ ١٦

انكشاف عدم فائدة الأولياء من دون الله في الآخرة

* وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في

٢٧٢

عذاب مقيم. وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما لهمن سبيل. استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لامرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير. الشورى ٤٥ ـ ٤٧

* ومكروا مكرا كبارا. وقالوا لاتذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا.وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا. مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا. نوح ٢٢ ـ ٢٥

* انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين. ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار. الزمر ٢ ـ ٣

* والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل.

* وكذلك أوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير. ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير. أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير. الشورى ٦ ـ ٩

* تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون. ويلٌ لكل أفاك أثيم. يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبراً كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم. وإذا علم من آياتنا شيئاً اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين. من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئاً ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم. الجاثية ٦ ـ ١٠

* له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلامرد له وما لهم من دونه من وال. الرعد ـ ١١

٢٧٣

* وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين. أو لم يروا كيف يبديء الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير. قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشيء النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير. يعذب من يشاء ويرحم من يشاء واليه تقلبون. وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير. والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم. العنكبوت ١٨ ـ ٢٣

* وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا. قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا. قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم انه كان بعباده خبيراً بصيرا. ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا. الاسراء ٩٤ ـ ٩٧

* أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا. وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا. ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا. هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا. الكهف ٤١ ـ ٤٤

*قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكروكانوا قوما بورا. فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا. وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا. الفرقان ١٨ ـ ٢٠

لا وجود حقيقيا لولي من دون الله :

* إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير.لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة

٢٧٤

العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم. التوبة ١١٦ ـ ١١٧

* ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير. وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير. وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير. الشورى ٢٩ ـ ٣١

فقد رأيت أن موضوع جميع الآيات هو اتخاذ معبودٍ أو مطاعٍ أو واسطةٍ من دون الله تعالى .. فكيف يصح أن يقاس عليها ما كان من الله وأمره وإذنه ؟ !!

المسألة الرابعة : شبهة على أصل التوسل

أثار بعضهم إشكالاً على مبدأ التوسل ، شبيهاً بما مر في الشفاعة..

والسبب في ذلك أنهم رأوا الشفاعات والوساطات والمحسوبيات السيئة عند الرؤساء والمسؤولين في دار الدنيا ، وما فيها من محاباة وإعطاء بغير حق ، ولا جهد من المشفوع لهم ، أو المتوسط لهم.

وبما أن الله تعالى يستحيل عليه أن يحابي كما يحابي حكام الدنيا ، وإنما يعطي جنته وثوابه بالإيمان والعمل الصالح .. فلذا صعب على هؤلاء قبول الشفاعة والوساطة والوسيلة الى الله تعالى !

ولكنه فات هؤلاء أنه لا استحقاق في الأصل لمخلوق على الله تعالى ، وأن المنشأ الحقوقي الوحيد لحق المخلوق على ربه هو وعده سبحانه إياه بالعطاء ، فهو حقٌّ مكتسبٌ بالوعد لأن الله تعالى رحيمٌ صادق ، وليس حقاً أصلياً للعبد !

وفاتهم أيضاً ، أن الاستشفاع والتوسل اليه تعالى عملٌ صالح ، لأنه تعالى أمرنا أن نبتغي اليه الوسيلة.

فاتهم أن الحكمة من جعله تعالى الأنبياء والأوصياء الوسيلة اليه تعالى :

أولاً : أن يعالج مشكلة التكبر في البشر ، لأن البشر لا يمكنهم الانتصار على

٢٧٥

تكبرهم والخضوع لعبودية الله تعالى ، إلا إذا انتصروا على ذاتيتهم في مقابل الأنبياء والأوصياء ، واعترفوا لهم بالفضل والمكانة المميزة والاختيار الالَهي ، وأنهم المبلغون عن الله تعالى .. فهذا الاعتراف مطلوب لأنه مقدمة علمية وعملية للإيمان بالله تعالى وممارسة العبودية له.

فبدون الخضوع للأنبياء والأوصياء لا يتحقق خضوع حقيقي لله تعالى ، ولا إيمان حقيقي به!! وهذا هو المقصود بقوله تعالى ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم به مشركون )!!

لقد كان من المكن أن يقول الله تعالى للناس : آمنوا بي ولا شغل لكم برسلي وأوليائي ، فإنما هم مبلغون لما أرسلتهم به ، وإنما ( الرسول طارش ) كما قال بعض الوهابيين ! ولكن ذلك لا يعالج مشكلة الانسان في التكبر على عباد الله !!

وإذا لم تنحل مشكلته هذه ، لم تنحل مشكلته في التكبر على ربه وادعاءاته الفارغة بقربه منه وتكريمه له !!

فالخضوع العملي للمخلوقين الربانيين الممتازين ، هو الطريق الطبيعي الوحيد للخضوع للخالق سبحانه.

وهما نوعان مختلفان من الخضوع ، لأن حق الخضوع لله ذاتي ، ولأوليائه تبعي جعلي .. بل هما في الحقيقة نوعٌ واحد ، لأن الخضوع للأولياء بأمر الله تعالى إنما هو خضوعٌ لله تعالى.

وثانياً : أن جعل الأنبياء والأوصياء وسيلة اليه تعالى ضرورة ذهنية للبشر .. ذلك أن الفاصلة بين ذهن الانسان المحدود الميال الى المادية والمحدودية ، وبين التوحيد المطلق المطلوب والضروري ، فاصلةٌ كبيرة ، فهي تحتاج الى نموذج ذهني حاضر من نوع الانسان ، يمارس التوحيد أمامه ويكون قدوةً له. وبدون هذا النموذج القدوة ، يبقى الانسان في معرض الجنوح في تصوره للتوحيد وممارسته ، والجنوح في هذا الموضوع الخطير ، أخطر أنواع جنوح الضلال !!

٢٧٦

وهذا هو السبب في اعتقادي في أن الله تعالى جعل أنبياءه وأوصياءهم حججاً على العباد ، وهو السبب في أنه جعلهم من نوع الناس أنفسهم وليس من نوع آخر كالملائكة مثلاً.

والنتيجة :

أن وجود الوسيلة بين العباد والله تعالى لو كان أمره يرجع الينا لصح لنا أن نقول ياربنا نريد أن تجعل كل أنواع ارتباطنا بك مباشراً ، فلا تجعل بيننا وبينك واسطةً في شيء ! كما ما يميل اليه أهل الإشكال على الشفاعة والتوسل !

ولكن الأمر له سبحانه ، فالأفضل أن يكون منطقنا سليما فنقول :

اللهم لا نقترح عليك ، فأنت أعلم بما يصلحنا ، وإن أردت أن تجعل أنبياءك وأوصياءك واسطةً بيننا وبينك ، وحججاً علينا عندك ، فنحن مطيعون لك ولهم ، ولا اعتراض عندنا..

وهذا هو التسليم المطلق لإرادته تعالى الذي عبر عنه بقوله لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله في سورة الزخرف ـ ٨١ ـ ٨٢ : قل إن كان لله ولد فأنا أول العابدين.

ومعناه : أيها الرسول وحد الله تعالى توحيداً بلا شرط ، واقبل معه كل شرط حتى لو اتخذ ولداً وأمرك بعبادته !

ثم بين تعالى أن الواقع أنه لم يتخذ ولن يتخذ ولداً فقال :

سبحان الله رب السماوات والأرض ، رب العرش ، عما يصفون.

المسألة الخامسة : مسألة التوسل دقيقة وحساسة

فهي مسألة ذات حدين ، لابد فيها التوازن والحذر من الافراط والتفريط !

فلا هؤلاء الوسائط يملكون شيئاً مع الله تعالى .. لأنهم مخلوقون فقراء اليه تعالى.

كما أنه لا غنى للناس عن وساطتهم الى الله .. لأنهم عباده المكرمون الذين أمر بالتوجه اليه بهم.

٢٧٧

والتعادل المطلوب فيها تعادل فكري وعملي .. لأن الحركة الانحرافية ، ذهنية أو عملية ، قد توجب الضلال !!

فالذين ينقصون من دور أنبياء الله وأوصيائه ومقامهم عند الله تعالى ، بحجة توحيده وإبعاد الشركاء عن ساحته المقدسة ، يقعون في الضلال والبعد عن الطريق الذي عينه الله لتوحيده وطاعته..وهو طاعتهم ، والتوجه اليه بهم !

والذين يزيدون على دورهم المحدد من الله تعالى ، ويجعلون لهم معه شراكةً في ملكه أو حكمه أو عبادته ، ولو ذرةً واحدة ، بحجة أنه جعلهم وسيلةً اليه .. يقعون في الضلال والبعد عن الطريق الذي عينه الله تعالى ، والذي هو التوحيد المطلق !

وبسبب هذه الدقة في العقيدة الاسلامية في الأنبياء والأوصياء نرى أن الآيات والأحاديث الشريفة أكدت على الجانبين معاً !

١ ـ فهي تؤكد من ناحية على أن طاعته تعالى إنما تكون بطاعتهم وابتغاء الوسيلة اليه عن طريقهم.

٢ ـ ومن ناحية أخرى تؤكد على بشريتهم ، وأن الذين جعلوهم آلهة أو شركاء لله قد ضلوا وكفروا.

وفيما يلي نورد بعض الآيات في إطاعة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونلاحظ أن الله جعل طاعة الرسول إيماناً ومعصيته كفراً ! وهو مقام مافوقه مقام لمخلوق أن يجعل الله طاعته طاعته ، ومعصيته معصيته !!

قال سبحانه :

* قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين. آل عمران ـ ٣٢

* من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا. النساء ـ ٨٠

* ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا. النساء ـ ٨١

٢٧٨

* يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون. ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون. إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون. ولو علم الله فيهم خيراً لا سمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون. الأنفال ٢٠ ـ ٢٣

* ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما. النساء ٦٩ ـ ٧٠

* ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون. وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون. النور ٥٢ ـ ٥٣

* قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين. النور ـ ٥٤

* يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما. الأحزاب ٧٠ ـ ٧١

* يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم. محمد ـ ٣٣

* ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذاباً أليما. الفتح ـ ١٧

* تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم. ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين. النساء ١٣ ـ ١٤

* *

٢٧٩

ونلاحظ هنا أن نفس فريضة الاطاعة التي فرضها الله لرسوله ، فرضها لأولي الأمر من بعده ! صلى الله على رسوله وآله ، قال تعالى :

* يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا. النساء ـ ٥٩

* وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ، ولو ردوه الى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا. النساء ـ ٨٣

* *

ومن الجهة الأخرى قال تعالى في الذين ألَّهوا الأنبياء والأولياء أو جعلوهم شركاء لله سبحانه :

* وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي اليه أنه لا الَه إلا أنا فاعبدون. وقالوا اتخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عباد مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون. ومن يقل منهم إني الَه من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين. الأنبياء : ٢٥ ـ ٢٩

* إنا أنزلنا اليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين. ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ، إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار. لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار. الزمر ٢ ـ ٤

تأكيد الأئمة عليهم‌السلام على المحافظة على التوحيد في التوسل

وذلك في نصوصٍ كثيرة ، منها نفس نصوص الأدعية والتوسلات التي علموها عليهم‌السلام لشيعتهم ، كما لاحظت فيما أوردناه .. وهذا نموذج آخر :

٢٨٠