العقائد الاسلامية - ج ٤

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية

العقائد الاسلامية - ج ٤

المؤلف:

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز المصطفى للدراسات الإسلامية
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-121-4 /
ISBN الدورة:
964-319-117-6

الصفحات: ٥٢٥

وفي الإحتجاج للطبرسي : ١ / ١٦ :

وعنه عليه‌السلام قال : يأتي علماء شيعتنا القوامون بضعفاء محبينا وأهل ولايتنا يوم القيامة والأنوار تسطع من تيجانهم ، على رأس كل واحد منهم تاج بهاء ، قد انبثت تلك الأنوار في عرصات القيامة ودورها مسيرة ثلاثمائة ألف سنة ، فشعاع تيجانهم ينبث فيها كلها ، فلا يبقى هناك يتيم قد كفلوه ومن ظلمة الجهل علموه ومن حيرة التيه أخرجوه ، إلا تعلق بشعبة من أنوارهم ، فرفعتهم الى العلو حتى تحاذى بهم فوق الجنان ، ثم ينزلهم على منازلهم المعدة في جوار أساتيذهم ومعلميهم ، وبحضرة أئمتهم الذين كانوا اليهم يدعون.

ولا يبقى ناصبٌ من النواصب يصيبه من شعاع تلك التيجان إلا عميت عينه وأصمت أذنه وأخرس لسانه ، وتحول عليه أشد من لهب النيران ، فيحملهم حتى يدفعهم الى الزبانية فيدعونهم الى سواء الجحيم.

* *

١٤١
١٤٢

الفصل السادس عشر

شفاعة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم القيامة

بيد أهل بيته عليهم‌السلام

تقدم في الفصول السابقة من السنيين عن أويس القرني أنه يشفع لمثل ربيعة ومضر وتميم.

وعرفت أن أويساً ما كان إلا شيعياً مخلصاً لأهل البيت عليهم‌السلام ، وأنه بايع أمير المؤمنين عليه‌السلام على بذل مهجته دونه ، واستشهد تحت رايته في صفين.

وإذا كان أويس صاحب هذه الشفاعة الكبيرة ، فكيف تكون شفاعة علي الذي فداه بنفسه ؟!

ثم كيف لا تكون لأهل البيت عليهم‌السلام شفاعةٌ مميزة ، وقد نصت الأحاديث الصحيحة على أن الجنة والشفاعة محرمةٌ على مبغضيهم وظالميهم ، كما عرفت !

إن الذين يستكثرون الشفاعة على أهل البيت عليهم‌السلام ، إنما يقفلون أعينهم عمداً عن المقام المميز الذي ثبت لهم بالأحاديث الصحيحة في مصادر الجميع .. أو يحسدون أهل بيت نبيهم على ما فضلهم به ربهم ، صلى الله عليه وعليهم.

١٤٣

ثم اعجب لهؤلاء المستكثرين للشفاعة على أهل بيت نبيهم ، وهم يعلمون أن جدهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو رئيس المحشر يوم القيامة ، وصاحب الشفاعة الكبرى فيه وصاحب حوض الكوثر .. وذلك ملكٌ عظيم يحتاج الى من يديره ، وينفذ فيه أوامر النبي وتوجيهاته..

فمن يكون هؤلاء المنفذون غير أهل بيته الأطهار ، ومعهم ملائكة الله تعالى ؟!

وفيما يلي نورد أحاديث تدل على مقامهم وشفاعتهم من مصادر الطرفين :

علي عليه‌السلام صاحب لواء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم القيامة

روت بعض صحاح إخواننا أحاديث لواء الحمد ، وهو لواء رئاسة المحشر ، الذي يعطيه الله لرسوله يوم القيامة.

ولكن هذا اللواء بقي في الصحاح بلا أحد يحمله !

والسبب في ذلك أن حامله علي عليه‌السلام ، وأحاديثه تضمنت فضائل له ، وتعريضاً بالصحابة ، وهي أمورٌ لا يتحملها الخلفاء ، فتركها رواة الخلافة !!

ماذا روت الصحاح عن رئاسة المحشر ولواء الحمد ؟

أما البخاري فلم يرو أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سيد ولد آدم يوم المحشر ، ولا أنه يعطى لواء الحمد ، ولا أنه يكون أول شافع !

فالبخاري قلد كعب الأحبار الذي زعم أن الشافع الأول هو ابراهيم أو اسحاق ، كما بينا ذلك في المجلد الثالث !

ولذا أعطى مقام الشفاعة الأول لأنبياء اليهود ، وأبقي المحشر بلا رئيس ولا لواء !

ولعل أمر المحشر عنده يحتاج الى سقيفة قرشية لاختيار رئيس له !!

وأما مسلم فقد روى في صحيحه : ٧ / ٥٩ :

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفع.

ونحوه في ابن ماجة : ٢ /١٤٤٠ ، وأبي داود : ٢ / ٤٠٧

١٤٤

وأما الترمذي فروى حديث لواء الحمد في : ٤ / ٢٩٤ :

عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، وبيدي لواء الحمد ولا فخر ، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي ، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ، ولا فخر.

ورواه بصيغ أخرى في : ٤ / ٣٧٠ ، وفي : ٥ / ٢٤٥ و٢٤٧ و٢٤٨

* *

أما أحاديث أن علياً حامل لواء المحشر ، وأنه الساقي على حوض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد صارت من نصيب المصادر البعيدة عن رقابة الخلافة !

ولا بأس بذلك ، لأن بعض هذه المصادر أقدم من الصحاح الستة ، وكل مصنفيها محترمون موثقون عند السنيين ، وبعضهم شيوخ أصحاب الصحاح !

وقد أورد الأميني في الغدير : ٢ / ٣٢١ ، عدداً من هذه الأحاديث ، وذكر فيها لواء الحمد والسقاية على الحوض معاً .. ونحن نورد ما فيه ذكر اللواء ، مما ذكره في الغدير ، وغيره :

ففي مناقب الصحابة لأحمد بن حنبل / ٦٦١ :

حدثنا محمد بن هشام بن البختري ، ثنا الحسين بن عبيد الله العجلي ، ثنا الفضيل بن الاستثناء ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ( ص ) : أعطيت في علي خمساً هن أحب إلي من الدنيا وما فيها :

أما واحدة : فهو تكأتي الى بين يدي ، حتى يفرغ من الحساب.

وأما الثانية : فلواء الحمد بيده ، آدم عليه‌السلام ومن ولد تحته.

وأما الثالثة : فواقفٌ على عقر حوضي يسقي من عرف من أمتي.

وأما الرابعة : فساتر عورتي ومسلمي الى ربي.

وأما الخامسة : فلست أخشى عليه أن يرجع زانياً بعد إحصان أو كافراً بعد إيمان.

١٤٥

ورواه أبو نعيم في الحلية : ١٠ / ٢١١ والطبري المؤرخ في الرياض النضرة ٢ / ٢٠٣ ورواه في كنز العمال ٦ / ٤٠٣

وفي مناقب الخوارزمي / ٢٠٣ :

عن علي قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

يا علي ؟ سألت ربي عز وجل فيك خمس خصال فأعطاني :

أما الأولى : فإني سألت ربي : أن تنشق عني الأرض وانفض التراب عن رأسي وأنت معي ، فأعطاني.

وأما الثانية : فسألته أن يوقفني عند كفة الميزان وأنت معي ، فأعطاني.

وأما الثالثة : فسألته أن يجعلك حامل لوائي وهو لواء الله الأكبر ، عليه المفلحون والفائزون بالجنة ، فأعطاني.

وأما الرابعة : فسألت ربي أن تسقي أمتي من حوضي فأعطاني.

وأما الخامسة : فسألت ربي أن يجعلك قائد أمتي الى الجنة فأعطاني. فالحمد لله الذي من به علي. انتهى.

ورواه في فرائد السمطين في الباب الثامن عشر ، وفي كنز العمال ٦ / ٤٠٢

وفي الدر المنثور : ٦ / ٣٧٩ :

أخرج ابن مردويه عن علي قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألم تسمع قول الله : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ، أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمم للحساب ، تدعون غراً محجلين.

وفي الطبراني الصغير : ٢ / ٨٨ :

عن عبد الله بن عكيم الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل أوحى إلي في علي بن أبي طالب ثلاثة أشياء ليلة أسرى بي : إنه سيد المؤمنين وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين. انتهى.

وروى نحوه الحاكم : ٣ / ١٣٨ ، عن أسعد بن زرارة ، وقال : إسناده صحيح.

١٤٦

ومعنى قائد الغر المحجلين : أن علياً عليه‌السلام صاحب لواء أهل الجنة.

وفي الطبراني الكبير : ٢ / ٢٤٧ :

عن جابر : قالوا يا رسول الله ، من يحمل رايتك يوم القيامة ؟

قال : من يحسن أن يحملها إلا من حملها في الدنيا ، علي بن أبي طالب.

وفي فردوس الأخبار : ٥ / ٨٣٤٦ :

عن اُبي بن كعب أن النبي ( ص ) قال لعلي : يا علي أنت تغسل جثتي ، وتؤدي ذمتي ، وتواريني في حفرتي ، وتفي بذمتي ، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة.

وفي كنز العمال : ١٣ / ١٤٥ :

عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : أنت أمامي يوم القيامة فيدفع إلي لواء الحمد فأدفعه اليك ، وأنت تذود الناس عن حوضي ( ابن عساكر ، وقال : فيه أبو حذيفة إسحاق بن بشر ، ضعيف ) انتهى.

ورواه في إحقاق الحق : ٦ / ١٧٩ ، عن أرجح المطالب / ٦٦٢ ، ط. لاهور.

وفي إحقاق الحق : ٢٧ / ١٩٩ :

عن كتاب التبر المذاب لأحمد الحافي الشافعي / ٨١ :

قال الواقدي وهشام بن محمد : لما رآهم الحسين مصرين على قتله ، أخذ المصحف ونشره ، ونادى : بيني وبينكم كتاب الله وسنة جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بم تستحلون دمي ؟

ألست ابن بنت نبيكم ؟

ألم يبلغكم قول جدي في وفي أخي : هذان سيدا شباب أهل الجنة ؟! ...

فبم تستحلون دمي وجدي الذائد على الحوض يذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الشارد عن الماء ، ولواء الحمد بيد أبي يوم القيامة ... الخ.

١٤٧

وفي كنز العمال : ١١ / ٦٢٥ وج ١٣ / ١٢٩ :

عن الخطيب والرافعي عن علي قال قال رسول الله ( ص ) :

سألت الله يا علي فيك خمساً ، فمنعني واحدة وأعطاني أربعاً : سألت الله أن يجمع عليك أمتي فأبى علي ، وأعطاني فيك أنك أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي ، ومعك لواء الحمد أنت تحمله بين يدي تسبق به الأولين والآخرين ، وأعطاني فيك أنك ولي المؤمنين بعدي.

وروى في كنز العمال : ١٣ / ١٥٢ ، حديثين في الموضوع جاء في أولهما :

أن تسقي أمتي من حوضي ، وأن يجعلك قائد أمتي الى الجنة ، فأعطاني.

وذكر أن ابن الجوزي والذهبي ضعفا هذا الحديث بعبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه ، وقال : ولم أقف لهذا الرجل على ترجمة ، وللحديث الأخير شاهدٌ من حديث ابن عباس ، إلا أن ابن الجوزي أورده في الموضوعات ، وللحديث الأول شاهد. انتهى.

فقد مال الى تصحيح الحديثين بشواهدهما ، وهو أمر متفق عليه في علم الحديث ، وكم من حديث ضعيف عندهم صححوه بشواهده.

ولكنه لم يذكر شواهدهما ! ومن عادة المعتدلين السنيين أنهم لا يحبون أن يفتحوا نقاشاً صريحاً مع المتعصبين.

والأحاديث التي أوردناها من مصادرهم كافية للشهادة لهما ، وفيها صحيحٌ سالم بشهادتهم !!

ويفهم من كلام صاحب كنز العما أيضاً أنه لا يأخذ بتضعيفات ابن الجوزي والذهبي لأحاديث فضائل أهل البيت عليهم‌السلام.

* *

١٤٨

أما مصادرنا فقد تواترت فيها أحاديث أن لواء الحمد يكون بيد علي عليه‌السلام :

ففي أمالي الصدوق / ٦١ :

عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

يا علي أنت أخي ووزيري ، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، وأنت صاحب حوضي ، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني.

وفي بشارة المصطفى للطبري الشيعي /١٢٥ :

بسنده عن الحسين بن علي قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي أنت المظلوم بعدي ، فويل لمن قاتلك وطوبى لمن قاتل معك ...

يا علي أنت أول من تنشق عنه الأرض معي ، وأنت أول من يبعث معي ، وأنت أول من يجوز الصراط معي ...

وأنت أول من يرد حوضي ، تسقي منه أولياءك وتذود عنه أعداءك.

وأنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود تشفع لمحبنا فيهم.

وأنت أول من يدخل الجنة وبيدك لوائي لواء الحمد ، وهو سبعون شقة ، الشقة منه أوسع من الشمس والقمر.

وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة ، أصلها في دارك وأغصانها في دور شيعتك ومحبيك. انتهى. وروى نحوه في ٢٢٠

* *

١٤٩

علي عليه‌السلام آمر السقاية على حوض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم القيامة

حوض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أو حوض الكوثر ، قضيةٌ كبيرة يوم القيامة .. فهو عين الحياة في أرض المحشر ، يصب ماؤها من نهرين من أنهار الجنة ، وكل الخلائق يحتاجون الى الشرب منه ، لأنه لا يمكن لأحد أن يدخل الجنة إلا بأن يشرب منه !

ففي كنز العمال : ١٤ /٤٢٠ : ما أنتم بجزء من مائة ألف جزء ممن يرد على الحوض ـ حم ، د ، ك ، عن زيد بن أرقم. انتهى.

والشربة منه تروي الانسان رياً أبدياً ، فلا يظمأ بعدها أبداً .. ويبدو أنها تؤثر على التركيب الفيزيائي لبدن الانسان ، فتجعله صالحاً للحياة في الجنة.

وقد خص الله به سيد المرسلين صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجعل أمره بيده ويد أهل بيته الطاهرين ، فلا يشرب أحد منه إلا ببطاقة منهم !!

كما أن أحاديث حوض الكوثر قضيةٌ كبيرة أيضاً في مصادر المسلمين !

ونشكر الله أنها بقيت في الصحاح ولم تحذف منها !لأنها كانت مهددة بالنسيان والحذف !! بسبب أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر سنة من عمره الشريف ركز على العقيدة بالحوض ، خاصة في خطب حجة الوداع ، وربطه بوصيته بالقرآن وأهل بيته الطاهرين ، وأكد على أن من لا يطيع وصيته فيهم يمنعه الله تعالى من ورود الحوض والشرب منه ، وبالتالي من دخول الجنة.

وأخبر صلى‌الله‌عليه‌وآله أن أكثر أصحابه سوف يطردون عن الحوض ، ولا يسمح لهم بالشرب منه !!!

فأحاديث الحوض تتضمن إذن : بيان مقام أهل البيت الطاهرين ، والأمر باتباعهم ، وأنهم ومحبيهم الواردون على الحوض ، والساقون عليه ..

كما تتضمن ذم مبغضيهم ومخالفيهم ، وأنهم مطرودون عن الحوض ، ممنوعون من الورود عليه والشرب منه ، حتى لو كانوا صحابة !!

١٥٠

محاولات الأمويين التكذيب بأحاديث الحوض

من الطبيعي أن ينزعج المنافقون والحاسدون لبني هاشم من هذا التأكيد النبوي ، ولا بد أنهم كانوا يسخرون من عقيدة ( حوض محمد وأهل بيته ).

ولا نحتاج الى تتبع سخريتهم في زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكنا نراها ظاهرة عند ورثتهم من الحكام الكبار في العهد الأموي ، مثل عبيد الله بن زياد ، الذي كان الحاكم المطلق للعراق وايران وما وراءها !!

ويبدو أنه كان يعمل لحذف عقيدة الحوض من الإسلام .. ولكن المؤمنين وقفوا في وجهه !

فقد ذكر الحاكم في المستدرك : ١ / ٧٥ :

أن أبا سبرة بن سلمة الهذلي سمع ابن زياد يسأل عن الحوض حوض محمد ! فقال : ما أراه حقاً ! بعد ما سأل أبا برزة الأسلمي ، والبراء بن عازب ، وعائذ بن عمرو ، قال : ما أصدق هؤلاء !! الخ.

وقال في : ١ / ٧٨ :

عن أنس قال دخلت على عبيد الله بن زياد وهم يتراجعون في ذكر الحوض ، قال فقال جاءكم أنس ، قال يا أنس ما تقول في الحوض ؟

قال قلت : ما حسبت أني أعيش حتى أرى مثلكم يمترون في الحوض !

لقد تركت بعدي عجائز ما تصلي واحدة منهن صلاة إلا سألت ربها أن يوردها حوض محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله !! هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وله عن حميد شاهد صحيح على شرطهما ... انتهى.

وروى نحوه أبو يعلى في مسنده : ٦ / ٩٦

وروى البيهقي في الاعتقاد والهداية / ٨٤ :

عن أبي حمزة قال : دخل أبو برزة على عبيد الله بن زياد فقال : إن محمدكم هذا لدحداح !!!

١٥١

فقال : ما كنت أراني أن أعيش في قوم يعدون صحبة محمد صلى الله عليه وسلم عاراً!

قالوا : إن الأمير إنما دعاك ليسألك عن الحوض !

فقال : عن أي باله :

قال : أحقٌ هو :

قال : نعم ، فمن كذب به فلا سقاه الله منه !! انتهى.

وقد يدافع النواصب عن هذه الروايات بأنها تتحدث عن حالة شخصية في ابن زياد ، وليس عن اتجاه عند الخلافة الأموية وأنصارها.

ولكنه يجد أنها اتجاه وليست حالة شخصية !

فهذا عمر بن عبد العزيز ، وهو في مطلع القرن الثاني ، أراد أن يتثبت من صحة أحاديث الحوض ! أو يقنع بها بني أمية وأجواءهم في العاصمة ! أو يواصل ما عمله الأمويون .. فأرسل الى المدينة في إحضار صحابي كبير السن ، لكي يسمع منه مباشرة حديث الحوض!!

فقد روى البيهقي في شعب الايمان : ٨ / ٢٤٣ :

عن شعبة ، أخبرنا أبو بكر بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا أبو عتبة ، عن محمد بن المهاجر ، عن عباس بن سالم اللخمي ، أن ابن عبد العزيز بعث الى أبي سلام الحبشي ، وحمل على البريد حتى قدم عليه ، فقال : إني بعثت اليك أشافهك حديث ثوبان في الحوض !

فقال أبو سلام : سمعت ثوبان يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : حوضي من عدن أبين الى عمان البلقاء ، أكوازه مثل عدد نجوم السماء ، ماؤه أحلى من العسل ، أشد بياضاً من اللبن ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً ، أول من يرد علي فقراء أمتي.

فقال عمر : يا رسول الله من هم ؟

١٥٢

قال : هم الشعث الرؤوس ، الدنس الثياب الذين لا ينكحون المتنعمات ، ولا تفتح لهم أبواب السدد.

وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء : ٤ / ٣٥٥ :

أبو سلام ممطور الحبشي ، ثم الدمشقي ، الأسود الأعرج ... استقدمه عمر بن عبد العزيز في خلافته اليه على البريد ، ليشافهه بما سمع من ثوبان في حوض النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له : شققت علي. فاعتذر اليه عمر وأكرمه. توفي سنة نيف ومئة.

ندم أئمة المذاهب على تدوين أحاديث الحوض !!

بل يدل النص التالي على أن حساسية الدولة من أحاديث الحوض امتدت الى زمن العباسيين ، بسبب أن هذه الأحاديث تتضمن ذم الصحابة !!

فقد أعلن الإمام مالك ندمه على تدوين حديث الحوض في كتابه الموطأ ! الذي دونه بأمر المنصور العباسي ليكون الكتاب الرسمي الالزامي للمسلمين !

وكان الإمام الشافعي يظهر تأسفه أيضاً لتدوين مالك لهذه الأحاديث ، ولو كانت صحيحة !!

قال الصديق المغربي في فتح الملك العلي / ١٥١ :

حكي عن مالك أنه قال : ما ندمت على حديث أدخلته في الموطأ إلا هذا الحديث !! وعن الشافعي أنه قال : ما علمنا في كتاب مالك حديثاً فيه إزراء على الصحابة إلا حديث الحوض ، ووددنا أنه لم يذكره !! انتهى.

ويناسب هنا أن نتوسع قليلاً في سبب ندم الإمام مالك والشافعي :

فقد طلب العباسيون عندما كانوا يخططون لثورتهم من الأئمة من أهل البيت عليهم‌السلام أن يتحالفوا معهم للاطاحة ببني أمية ، فلم يستجب لهم الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام ، بينما استجاب لهم الحسنييون وتحالفوا معهم ، وعينوا لحركتهم إماماً حسنياً ،

١٥٣

وبدؤوا فعاليتهم ضد الأمويين في الحجاز والعراق وخراسان ، بشعار : يالثارات الحسين ، والدعوة الى الخليفة المرضي من آل محمد ، والبراءة من غاصبي حقهم من الشيخين والأمويين بعدهم !!

وما أن حققت ثورتهم انتصارت حاسمة على يد أبي مسلم الخراساني ، حتى اختلفوا مع حلفائهم الحسنيين ، ونشبت بينهم معارك ضارية في الحجاز والعراق ، انتصر فيها العباسييون وتفردوا بالحكم ..

وهنا بدأ العباسيون بتغيير استراتيجيتهم الفكرية التي أخذوا البيعة عليها من الناس ، فاستثنوا الشيخين أبا بكر وعمر من البراءة واللعن ، وحصروه ببني أمية بمن فيهم عثمان !

ويدل ندم مالك على وجود ذم الصحابة في كتابه ، على أنه ألفه قبل أن يتبلور التحول في خط الخلافة العباسية ، ويعدلوا عن البراءة من الشيخين الى تبني ولايتهما والتأكيد عليها..

ذلك أن العباسيين كانوا سياسيين ولم يكونوا علماء ، وكانت المرجعية الدينية للمعارضة في الأئمة من أولاد علي عليه‌السلام .. فأراد العباسيون أن يتبنوا مرجعية دينية ، غير أموية وغير علوية ، فاختار أبو جعفر المنصور الإمام مالك ، وطلب منه أن يؤلف كتاباً سهلاً ممهداً موطأً ، لينشره في بلاد المسلمين ويلزمهم به ، فألف له الموطأ ووضع فيه حديث الحوض الذي يذم الصحابة ّ لأنه ينسجم مع خطهم الفكري ، ونشرت الخلافة الكتاب ، وأصدر المنصور قراره الذي ذهب مثلاً ( لا يفتين أحد ومالك في المدينة ).

ولكن ندم مالك ، والشافعي ، والخلافة العباسية لم ينفع ، لأن حديث الحوض دخل في كتاب الخلافة الرسمي ، وصار شاهداً لأحاديث الحوض الأخرى التي سمعها الناس ورووها ودونوها !

بل صار ندمهم شاهداً تاريخياً قوياً على صحة صدور هذه الأحاديث النبوية

١٥٤

الخطيرة ، وتأكيد خط أهل البيت عليهم‌السلام ومكانتهم في الإسلام !

وإذا لاحظنا أن البخاري ومسلماً قد ألفا صحيحيهما في عصر المتوكل العباسي وبعده ، وأن بغض المتوكل لعلي وأهل البيت النبوي كان مشهوراً .. فينبغي أن نشكرهما لأنهما رويا شيئاً من حديث الحوض الذي فيه إزراء على الصحابة حسب تعبير الشافعي ، ولا نكلفهما أن يرويا أن علياً عليه‌السلام هو الساقي على حوض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنه يذود عنه الكفار والصحابة المطرودين !

والنتيجة للمتأمل في أحاديث حوض الكوثر

أن موقف السلطة الأموية والعباسية لم يمنع من روايتها ، ولكنه سبب أن يقلل الرواة منها ويتحاشوا ما كان شديداً على الصحابة !!

وقد رأيت أن البخاري ومسلماً لم يرويا حديث أنس مع ابن زياد ، وغيره مما هو صحيح على شرطهما !!

وبذلك يصح أن تقدر أن ما روته مصادرهم من أحاديث طرد الصحابة الخائنين عن الحوض ، ليس إلا جزءا قليلاً منها !

على أن عدداً من المصادر بدلت كلمة أصحابي بكلمة : أمتي ، أو بكلمة : الناس ! وتحاشت صحاحهم رواية الأحاديث التي تربط حوض الكوثر بأهل البيت النبوي ومحبيهم ، وتجعلهم المؤمنين المقبولين ، والغر المحجلين ، الذين يوافون النبي على حوضه ، ويردون منه ويدخلون الجنة !!

نماذج من أحاديث الحوض والصحابة لمطرودين

في البخاري : ٧ / ٢٠٧ :

عن عبد الله بن عمرو قال النبي صلى الله عليه وسلم : حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من شرب منها فلا يظمأ أبداً.

١٥٥

وفي البخاري : ٨ / ٨٦ :

عن أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنا على حوضي أنتظر من يرد علي ، فيؤخذ بناس من دوني فأقول أمتي ! فيقول : لا تدري مشوا على القهقرى. انتهى.

وفي البخاري : ٢ / ٩٧٥ :

عن ابن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يرد على الحوض رجالٌ من أصحابي فيحلؤون عنه ! فأقول : يا رب أصحابي ؟! فيقول : فإنه لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى.

وفي مسلم : ١ / ١٥٠ :

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ص ) : ترد على أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه.

قالوا يا نبي الله أتعرفنا ؟

قال : نعم تردون علي غراً محجلين من آثار الوضوء. وليصد عني طائفةٌ منكم فلا يصلون ، فأقول يا رب هؤلاء من أصحابي ؟ ! فيجيبني ملكٌ فيقول : وهل تدري ما أحدثوا بعدك ؟ !!

وفي مسلم : ٧ / ٧٠ :

عن أبي هريرة أن النبي ( ص ) قال : لأذودن عن حوضي رجالاً كما تذاد الغريبة من الابل.

ورواه أحمد في : ٢ / ٢٩٨

ورواه في المسند الجامع ـ تحقيق د. عواد : ٣ / ٣٤٣ و٥ / ١٣٥ و١٨ /٤٧١

والبيهقي في البعث والنشور / ١٢٥

ومجمع الزوائد : ١٠ / ٦٦٥

١٥٦

وروى مسلم : ٢ / ٣٦٩ ، وأحمد : ٥ / ٣٩٠ :

عن عمار بن ياسر قال : أخبرني حذيفة عن النبي ( ص ) قال : في أصحابي اثنا عشر منافقاً ، منهم ثمانيةٌ لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ! انتهى.

وقد اهتم ابن حجر بحكم أحواض الابل التي في الحديث فقال في فتح الباري : ٥ / ٣٣ :

وقوله لأذودن .. أي لأطردن ، ومناسبته الترجمة من ذكره ( ص ) أن صاحب الحوض يطرد إبل غيره عن حوضه ، ولم ينكر ذلك ، فيدل على الجواز. انتهى.

وروى ابن أبي شيبة في المصنف : ١٥ / ١٠٩ :

عن حذيفة قال : المنافقون الذين فيكم اليوم شرٌ من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم !

قال الراوي هو شقيق ، قلت : يا أبا عبد الله وكيف ذاك ؟!

قال : إن أولئك كانوا يسرون نفاقهم ، وإن هؤلاء أعلنوه !!

وقال المفيد في الافصاح / ٥٠ :

وقال عليه‌السلام : أيها الناس ، بينا أنا على الحوض إذ مُر بكم زمراً ، فتفرق بكم الطرق فأناديكم : ألا هلموا الى الطريق ، فيناديني مناد من ورائي : إنهم بدلوا بعدك ، فأقول : ألا سحقاً ، ألا سحقاً (١).

وقال عليه‌السلام : ما بال أقوام يقولون : إن رحم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لاتنفع يوم القيامة ، بلى والله إن رحمي لموصولةٌ في الدنيا والآخرة ، وإني أيها الناس فرطكم على الحوض ، فإذا جئتم قال الرجل منكم يارسول الله أنا فلانٌ بن فلان ، وقال الآخر : أنا فلانٌ بن فلان ، فأقول : أما النسب فقد عرفته ، ولكنكم أحدثتم بعدي فارتددتم القهقرى (٢).

وقال عليه‌السلام ، وقد ذكر عنده الدجال :

أنا لفتنة بعضكم أخوف مني لفتنة الدجال (٣).

وقال عليه‌السلام : إن من أصحابي من لا يراني بعد أن يفارقني (٤).

في أحاديث من هذا الجنس يطول شرحها ، وأمرها في الكتب عند أصحاب

١٥٧

الحديث أشهر من أن يحتاج فيه الى برهان.

على أن كتاب الله عز وجل شاهد بما ذكرناه ، ولو لم يأت حديث فيه لكفى في بيان ما وصفناه.

قال الله سبحانه وتعالى : وما محمدٌ إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ؟ ! ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين.

فأخبر تعالى عن ردتهم بعد نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله على القطع والثبات !

وقال في هامشه :

(١) مسند أحمد ٦ : ٢٩٧ ، ومسند أبي يعلى : ١١ / ٣٨٧ )

(٢) مسند أحمد ٣ : ١٨ و٦٢ قطعة منه

(٣) كنز العمال : ١٤ / ٣٢٢ / ٢٨٨١٢

(٤) مسند أحمد : ٦ / ٣٠٧

وفي فردوس الأخبار : ٣ / ٤٤٤ :

عن أنس بن مالك عن النبي ( ص ) قال : ليرفعن أناسٌ من أصحابي وأنا على الحوض ، فإذا عاينوني عرفتهم وأنا على الحوض ، قد ذبلت شفاههم فاختلجوا دوني.

وعن ابن عباس قال : قال رسول الله : من أحب علياً وأطاعه في دار الدنيا ورد على حوضي غداً ، وكان معي في درجتي في الجنة.

ومن أبغض علياً في دار الدنيا وعصاه ، لم أره ولم يرني يوم القيامة ، واختلج دوني وأخذ به ذات الشمال الى النار. انتهى.

من أسس تدوين أحاديث القيامة عند علماء الخلافة

ونصل من أحاديث الحوض الى قضية أوسع تتعلق بموضوعنا ، وهي أحاديث مقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم القيامة ..

١٥٨

فإن المتأمل فيها في مصادر إخواننا السنيين يصل الى قناعة بأن أحاديثها كانت تتضمن أن أهل بيته معه في المحشر والجنة ، بدليل بقاء ذكرهم وتسميتهم في عدد منها ! وأنها كانت تتضمن بيان المصير الأسود لأكثر الصحابة !

وقد رأيت أنهم لم يستطيعوا أن يتخلصوا من الأحاديث التي تنص على أنه لا يرد منهم الحوض ولا ينجو إلا مثل همل النعم !

وهمل النعم هي النعاج المفردة الخارجة عن القطيع ! وهو يعني أن أكثرية قطيع الصحابة لا ينجو !!

وبهذا نعرف الصعوبة في المهمة التي عهدت بهاالخلافة القرشية الى علماء الحديث ، أو تبرعوا هم بها ، بتدوين صحاح ترضى عنها وتتبنى نشرها !!

فلا بد أنهم وقفوا طويلاً أمام مشكلة تدوين أحاديث القيامة والآخرة ، لأنها تعطي أهل البيت مقاماً الى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله .. ولأنها تذم الصحابة وتخبر عن هلاك أكثرهم !!

ولا شك أن الذين ألفوا بعد مالك بن أنس واجهوا نفس مشكلته ، وخافوا أن يقعوا في نفس ( مزلق ) التشيع الذي وقع فيه !!

لذا رأوا أنهم مجبرون على أن اتباع الأسس التالية :

أولاً : أن يختاروا الأحاديث التي ليس فيها ذكر لأهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهي قليلة جداً جداً !

ثانياً : أن يجردوا الأحاديث من ذكر مقام أهل البيت النبوي مهما أمكن !

ثالثاً : أن يستبدلوا أسماء أهل البيت والكلمات التي استعملها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في التعبير عنهم بكلمات عن الأمة والصحابة.

رابعاً : أن يتحاشوا الأحاديث التي فيها ذم الصحابة ، أو يحذفوا منها الذم أو يوجهوه الى آخرين.

خامساً : أن يدونوا الأحاديث الموضوعة في فضل الصحابة ، خاصة الخلفاء

١٥٩

الثلاثة ، لكي تقابل الأحاديث في فضائل أهل البيت النبوي !!

وتفصيل هذاالموضوع يخرجنا عن بحثنا ، فنكتفي بذكر نماذج صغيرة :

فقد روى الخطيب في تاريخ بغداد ٩ / ٤٥٣ :

عن ابن عباس قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذٌ بيد علي يقول : هذا أول من يصافحني يوم القيامة.

وفي الاستيعاب : ٤ / ١٦٩ :

عن أبي ليلى الغفاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من يراني ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين.

ورواه ابن حجر في الاصابة : ٤ / ١٧٠ ، وضعفه بدون حجة ، وكذا فعل ابن كثير في البداية : ٧ / ٣٤٨.

وفي سنن ابن ماجة : ١ / ٤٤ :

عن عباد بن عبد الله قال : قال علي رضي الله عنه : أنا عبد الله وأخو رسوله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب ! صليت قبل الناس سبع سنين. هذا حديث صحيح.

ورواه العزيزي في السراج المنير : ٢ / ٤٠٢ ، وقال البوصيري في الزوائد : صحيحٌ على شرط الشيخين ، وتكلم فيه بعضهم لأجل عباد ، لكن تابعته عليه معاذة العدوية.

وفي كنز العمال : ١١ / ٦١٦ :

إن هذا أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر ، وهذا فاروق هذه الأمة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين ـ قاله لعلي. ( الطبراني عن سلمان وأبي ذر معاً ، والبيهقي ، وابن سعد ، عن حذيفة ). انتهى.

١٦٠