العقائد الاسلامية - ج ٤

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية

العقائد الاسلامية - ج ٤

المؤلف:

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز المصطفى للدراسات الإسلامية
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-121-4 /
ISBN الدورة:
964-319-117-6

الصفحات: ٥٢٥

وفي ميزان الاعتدال : ٢ / ٤١٠ :

عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً : من أحبني فليحب علياً ، ومن أبغض أحداً من أهل بيتي حرم شفاعتي .. الحديث. وذكره في لسان الميزان : ٣ / ٢٧٦

وفي مجمع الزوائد : ٧ / ٥٨٠ :

عن النبي ( ص ) قال .. لا يبغضنا أهل البيت أحدٌ إلا أكبه الله في النار..

ورواه الدهلوي في حياة الصحابة : ٢ / ٣٦٩

وفي فردوس الأخبار : ٣ / ٦٢٦ :

عن علي عليه‌السلام ( عن النبي ) : من لم يعرف حق عترتي فهو لاحدى ثلاث : إما منافق وإما لزنية ، وإما امرؤ حملت به أمه بغير طهر.

وفي بشارة المصطفى للطبري الشيعي / ١٥٠ :

قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ، أخبرنا الحسين بن موسى ، أخبرنا الحسين بن ابراهيم بن بابويه ، أخبرنا علي بن ابراهيم بن همام ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن ابن زياد ، عن عبيد الله بن صالح ، عن زيد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي من أحبني وأحبك وأحب الأئمة من ولدك ، فليحمد الله على طيب مولده ، فإنه لا يحبنا إلا من طابت ولادته ، ولا يبغضنا إلا من خبثت ولادته !!

وويلٌ للمكذبين بفضلهم

وفي كنز العمال : ١٢ / ١٠٣ :

من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي ، فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويلٌ للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي ( الخطيب ، والرافعي ، عن ابن عباس ).

١٢١

ورواه الكنجي في كفاية الطالب / ٢١٤ ، عن ابن عباس عن النبي ( ص ).

ورواه في مناقب آل أبي طالب : ١ / ٢٥١

واللعنة على ظالميهم وقاتليهم

في مستدرك الحاكم : ٢ / ٥٢٥ :

عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب قال سمعت علي بن الحسين يحدث عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( ص ) : ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبى مجاب : الزائد في كتاب الله ، والمكذب بقدر الله ، والمتسلط بالجبروت ليذل من أعز الله ويعز من أذل الله ، والتارك لسنتي ، والمستحل من عترتي ما حرم الله ، والمستحل لحرم الله. انتهى.

ثم رواه بسند آخر وصححه ، وقال : قد احتج الإمام البخاري بإسحاق بن محمد الفروي وعبد الرحمن بن أبي الرجال في الجامع الصحيح. وهذا أولى بالصواب من الاسناد الأول. انتهى.

راجع أيضاً : المستدرك : ٣ / ١٤٩ ، و١ / ٣٦

ورواه الطبراني في الأوسط : ٢ ص ٣٩٨

ومجمع الزوائد : ٩ / ٢٧٢

وابن أبي عاصم في السنة : ٢ / ٦٢٨ والأزرقي في أخبار مكة : ١ جزء ٢ / ١٢٥

وفي المعجم الكبير للطبراني : ١٧ / ٤٣ :

عن عمرو بن سعواء اليافعي قال قال رسول الله ( ص ) : سبعة لعنتهم .. الزائد في كتاب الله ، والمكذب بقدر الله ، والمستحل من عترتي ما حرم الله ، والتارك لسنتي والمستأثر بالفيء ، والمتجبر بسلطانه.

وفي تاريخ الطبري : ٥ / ٤٢٦ :

عن كثير بن عبد الله .. قال زهير بن القين لشمر : يا بن البوال على عقبيه ما إياك أخاطب ، إنما أنت بهيمة ! والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين ...

١٢٢

فقال له شمر : إن الله قاتلك وصاحبك عن ساعة !

قال أفبالموت تخوفني ... ثم أقبل على الناس .. فقال : عباد الله لا يغرنكم من دينكم هذا الجلف الجافي ... فوالله لا تنال شفاعة محمد قوماً أراقوا دماء ذريته وأهل بيته !!

ولا يقبل عمل المسلم إلا بحبهم

في المعجم الكبير للطبراني : ١١ / ١٤٢ :

عن ابن عباس قال قال رسول الله ( ص ) : يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثاً ، سألته أن يثبت قائمكم ، ويعلم جاهلكم ، ويهدي ضالكم ... فلو أن رجلاً صفن بين الركن والمقام وصلى وصام ، ثم مات وهو مبغضٌ لأهل بيت محمد رضي الله عنهم ، دخل النار !!

ورواه الدهلوي في حياة الصحابة : ٢ / ٣٦٢

وفي الطبراني الاوسط : ٣ / ١٢٢ :

عن الحسن بن علي عليه‌السلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إلزموا مودتنا أهل البيت ، فإنه من لقي الله وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا.

ورواه المفيد في الأمالي ص ١٣ و٤٤ ، ورواه في مجمع الزوائد : ٩ / ١٧٢

وفي مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٢ :

كتاب ابن مردويه ، بالاسناد عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا علي لو أن عبداً عبد الله مثل ما دام نوح في قومه ، وكان له مثل جبل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله ، ومد عمره حتى حج ألف عام على قدميه ، ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوماً ، ثم لم يوالك يا علي ، لم يشم رائحة الجنة ، ولم يدخلها.

وفي تاريخ النسائي ، وشرف المصطفى واللفظ له : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

١٢٣

لو أن عبداً قام لله تعالى بين الركن والمقام ألف عام ، ثم ألف عام ، ولم يكن يحبنا أهل البيت ، لأكبه الله على منخره في النار !! انتهى.

وفي فردوس الأخبار : ٢ / ١٤٢ و٢٢٦ :

عن ابن مسعود عن النبي ( ص ) قال : حب آل محمد يوماً ، خير من عبادة سنة. ومن مات عليه دخل الجنة.

والأمة مسؤولةٌ عنهم يوم القيامة

في صحيح مسلم : ٧ / ١٢٢ :

عن زيد بن أرقم ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً ، بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكر ، ثم قال :

أما بعد ، ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تاركٌ فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله ، واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال :

وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي !!

وفي مجمع الزوائد : ١ / ١٧٠ :

عن زيد بن ثابت ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إني تركت فيكم خليفتين : كتاب الله ، وأهل بيتي ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.

ورواه بنحوه : ٩ / ١٦٢ ، وقال : رواه أحمد ، وإسناده جيد.

وروى الطبراني في الأوسط : ٢ / ٢٢٦ :

عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وشبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت.

١٢٤

وفي مجمع الزوائد : ١٠ / ٦٢٦ :

عن ابن عباس قال قال رسول الله ( ص ) : لا تزول قدما يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسد فيما أبلاه ... وعن حبنا أهل البيت. قيل : يارسول الله فما علامة حبكم ؟ فضرب بيده على منكب علي !

ورواه الكنجي في كفاية الطالب / ٣٢٤ ، عن أبي ذر.

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل : ٢ / ١٠٦ :

وفي حديث أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : وقفوهم إنهم مسؤولون. عن ولاية علي بن أبي طالب.

وهذه الأحكام مختصةٌ بهم ولا يقاس بهم أحد

في فردوس الأخبار : ٥ / ٣٤ ح ٧٠٩٤ :

عن أنس بن مالك عن النبي ( ص ) قال : نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد. انتهى.

وفي فردوس الأخبار : ٤ / ٢٨٣ :

وفي كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : لا يقاس بآل محمد من هذه الأمة أحد ، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً ، هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، اليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة. انتهى.

ولا نطيل في استعراض أحاديث المكانة الشرعية المختصة بأهل البيت عليهم‌السلام ، فهي في مصادر السنيين كثيرة وصريحة ، تدل على أن حبهم وولايتهم وإطاعتهم بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من أركان الدين .. والافاضة في ذلك تخرجنا عن غرضنا.

ومحبو أهل البيت وشيعتهم جزءٌ من المقياس النبوي

فتح الباري : ١ / ٤٣١ :

روى حديث ( تقتل عماراً الفئة الباغية ) جماعة من الصحابة ، منهم قتادة بن

١٢٥

النعمان كما تقدم ، وأم سلمة عند مسلم ، وأبو هريرة عند الترمذي ، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي ، وعثمان بن عفان ، وحذيفة ، وأبو أيوب ، وأبو رافع ، وخزيمة بن ثابت ، ومعاوية ، وعمرو بن العاص ، وأبو اليسر ، وعمار نفسه ، وكلها عند الطبراني وغيره ، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة ، وفيه عن جماعة آخرين يطول عدهم.

وفي هذا الحديث علمٌ من أعلام النبوة ، وفضيلةٌ ظاهرةٌ لعلي ولعمار ، ورد على النواصب الزاعمين أن علياً لم يكن مصيباً في حروبه.

وفي رواية ابن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق.

وقال الحافظ ابن كثير : ومعلوم أن عماراً كان في جيش علي يوم صفين ، وقتله أصحاب معاوية من أهل الشام ، وكان الذي تولى قتله رجلٌ يقال له أبو الغادية ، وقيل إنه صحابي ! وفي رواية وقاتله في النار ، لا أناله الله شفاعتي يوم القيامة !

وفي تاريخ بغداد : ٢ / ١٤٦ :

عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : شفاعتي لأمتي ، من أحب أهل بيتي ، وهم شيعتي.

وحسنه العزيزي في السراج المنير : ٢ / ٣٧٠

ورواه في كنز العمال : ١٤ / ٣٩٨

وروى ابن أبي عاصم في السنة : ١ / ٣٣٤ :

عن علي بن أبي طالب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أول من يرد علي الحوض أهل بيتي ، ومن أحبني ( أحبهم ؟) من أمتي.

* *

١٢٦

كيف طبقت الخلافة القرشية سنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيهم !

جعلت الخلافة لعنهم على المنابر فريضة !

في صحيح مسلم : ٧ / ١٢٠ :

عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب ؟!

فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه ! لأن تكون لي واحدة منهن أحب اليّ من حمر النعم !

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ( وقد ) خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ... الخ ... وذكره فتح الباري : ٧ / ٦٠ ، عن مسلم والترمذي وأبي يعلى.

وفي مستدرك الحاكم : ٣ / ١٢١ :

عن ابن أبي مليكة عن أبيه قال : جاء رجل من أهل الشام فسب علياً عند ابن عباس فحصبه ابن عباس فقال : يا عدو الله آذيت رسول الله صلى الله عليه وآله. إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهينا. لو كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حياً لآذيته. هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه.

ورواه الحاكم في : ١ / ٣٦ ورواه الطبراني في الاوسط : ٢ / ٣٩٨ ، والصغير : ٣٩٨٢ والديلمي في فردوس الأخبار : ٢ / ٣٣٣ والهيثمي في مجمع الزوائد : ١ / ٤٢٥ و٧ / ٤١٨ و٥٨٠ ـ وابن حجر في الصواعق المحرقة / ١٧٤

وابن العربي في شرح الترمذي : ٤ جزء ٨ / ٣١٨ ، وقال : رواه غير واحد عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ، عن علي بن حسين ، عن النبي مرسلاً ، وهذا أصح.

ورواه في بحار الأنوار : ٢٧ / ٢٢٥

١٢٧

وأجبرت المسلمين على أن يكونوا نواصب

الخطط السياسية للمحامي أحمد حسين يعقوب / ١٠٧ :

خليفة المسلمين معاوية يرعى الرواية والرواة :

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : ٣ / ٥٩٥ :

روى أبو الحسن على بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب الاحداث قال : كتب معاوية نسخةً واحدة الى عماله بعد عام الجماعة :

أن برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب ( يعني الإمام علي ) وأهل بيته. ( يعني أهل بيت النبوة الكرام ) فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون علياً ، ويبرؤون منه ، ويقعون فيه ، وفي أهل بيته ، وكان أشد الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة ، لكثرة من بها من شيعة علي عليه‌السلام ، فاستعمل عليهم زياد بن سمية وضم اليه البصرة ، فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف لأنه كان منهم أيام علي ، فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم ، وقطع الأيدى والأرجل ، وسمل العيون ، وصلبهم على جذوع النخل ، وطردهم وشردهم عن العراق ، فلم يبق بها معروف منهم.

مرسوم آخر لخليفة المسلمين معاوية

ويضيف المدائني بالحرف :

وكتب معاوية الى عماله في جميع الآفاق أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة !

وكتب اليهم : أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ، ومحبيه وأهل ولايته ، والذين يروون فضائله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم ، واكتبوا لي بكل ما يروى كل رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته.

ففعلوا ذلك حتى أكثروا من فضائل عثمان ومناقبه ، لما كان يبعثه اليهم معاوية من الصلات والكسا والحبا والقطائع ، ويفيضه في العرب منهم والموالي ، فكثر ذلك

١٢٨

في كل مصر ، وتنافسوا في المنازل والدنيا ، فليس يجيء أحد من الناس عاملاً من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتب اسمه وقربه وشفعه !

فلبثوا بذلك حيناً.

مرسوم ثالث لخليفة المسلمين معاوية

كتب معاوية الى عماله : إن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر ، وفي كل وجه وناحية ، فإذا جاكم كتابي هذا فادعوا الناس الى الرواية في فضائل الصحابة ، والخلفاء الأوليين ، ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب الا وتأتوني بمناقض له في الصحابة ، فإن هذا أحب الى وأقر لعيني ، وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته ، وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله !

فقرئت كتبه على الناس ، فرويت أخبار كثيرةٌ في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ، وجد الناس في رواية ما يجرى هذا المجرى ، حتى أشاروا بذكر ذلك على المنابر ، وألقي الى معلمي الكتاتيب ، فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع ، حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن ، وحتى علموا بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم ، فلبثوا بذلك ماشاء الله.

مرسوم رابع لخليفة المسلمين معاوية

ثم كتب معاوية نسخةً واحدةً الى جميع البلدان : انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان ، وأسقطوا عطاءه ورزقه !

وشفع ذلك بنسخة أخرى : من اتهمتموه بموالاة هولاء القوم فنكلوا به واهدموا داره!

فلم يكن البلاء أشد ولا أكثر منه بالعراق ، ولا سيما الكوفة ، حتى أن الرجل من شيعة على ليأتيه من يثق به فيدخل بيته ، فيلقى اليه سره ، ويخاف من خادمه ومملوكه ولا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتمن عليه ، فظهر حديث

١٢٩

كثير موضوع وبهتان منتشر .. ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة !!

وكان أعظم الناس في ذلك بلية القراء المراؤون والمستضعفون ، الذين يظهرون الخشوع والنسك ، فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ، ويقربوا مجالسهم ، ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل ، حتى انتقلت تلك الأخبار ، والأحاديث الى أيدى الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان ، فقبلوها ورووها وهم يظنون أنها حق ! ولو علموا أنها باطلة لما رووها ولا تدينوا بها. فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي ، فازداد البلاء والفتنة ، فلم يبق أحد من هذا القبيل إلا وهو خائفٌ على دمه ، أو طريدٌ في الأرض.

تفاقم الأمر

ويضيف ابن أبي الحديد نقلاً عن المدائني : ثم تفاقم الأمر بعد قتل الحسين وولي عبد الملك بن مروان ، فاشتد البلاء على الشيعة ، وولى عليهم الحجاج بن يوسف ، فتقرب اليه أهل النسك والصلاح والدين ببغض علي وموالاة أعدائه ! وموالاة من يدعى من الناس أنهم أيضاً من أعدائه ، فأكثروا من الرواية في فضلهم وسوابقهم ومناقبهم ، وأكثروا من الغض من علي وعيبه والطعن فيه والشنآن له ، حتى أن انساناً وقف للحجاج ويقال إنه جد الأصمعي عبد الملك بن قريب ، فصاح به : أيها الأمير إن أهلي عقوني فسموني علياً ، وإني فقير بائس ، وأنا الى صلة الأمير محتاج ، فتضاحك له الحجاج ، وقال : للطف ما توسلت به ، قد وليتك كذا !

وتابع ابن أبي الحديد قائلاً : وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه ، وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم ، في تاريخه ما يناسب هذا الخبر ، وقال : إن اكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية ، تقرباً اليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم !! انتهى.

* *

١٣٠

أما الدولة العباسية فقد واصلت السياسة الأموية في اضطهاد أهل البيت عليهم‌السلام ، واضطهاد محبيهم ورواة فضائلهم ، وأعطت للنواصب ووضاعي الأحاديث نفس المكانة المحترمة التي كانت لهم عند الخلافة الأموية !

وثقافة المسلمين السنيين إنما تكونت في ظل هاتين الدولتين .. ولذا صار من المألوف أن تقرأ فيها مثل هذه النص ( أسد بن وداعة شامي تابعي ناصبي كان يسب علياً ، وكان عابداً ، وثقه النسائي ! ) الغدير : ٥ / ٢٩٤

وفي النصائح الكافية لمحمد بن عقيل / ٢٢ :

وهؤلاء هم الذين قال فيهم الإمام أحمد رحمه‌الله لما سئل عن معاوية : إن قوماً أبغضوا علياً فتطلبوا له عيباً فلم يجدوا ، فعمدوا الى رجل قد ناصبه العداوة فأطروه كيداً لعلي !!

وفي كتاب الإمام الصادق والمذاهب الأربعة : ٢ / ٢٧٧ :

قال الرياشي : سمعت محمد بن عبد الحميد قال : قلت لابن أبي حفصة : ما أغراك ببني علي ؟!

قال : ما أحد أحب إلي منهم ، ولكن لم أجد شيئاً أنفع عند القوم منه ! أي من بغضهم والتحامل عليهم ! وكان ابن أبي حفصة يتحامل على آل علي ، ويكثر هجاءهم طمعاً بجوائز العباسيين !! انتهى.

ولا نطيل بذكر الشواهد الكثيرة على هذه السياسة المؤذية لله تعالى ولرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد أفرد السيد محمد بن عقيل الحضرمي كتاباً لتعصبات علماء الجرح والتعديل ضد أهل البيت عليهم‌السلام ومحبيهم ، سماه ( العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل ).

ولم يؤثر ذلك في كل الناس

في العقد الفريد لابن عبد ربه : ٥ / ١٥٦ :

انتقص ابن حمزة بن عبد الله بن الزبير علياً فقال له أبوه ... أما ترى علياً وما يظهر

١٣١

بعض الناس من بغضه ولعنه على المنابر فكأنما والله يأخذون بناصيته رفعاً الى السماء ، وما ترى بني مروان وما يندبون به موتاهم من المدح ... فكأنما يكشفون عن الجيف !!

* *

بعض ما ورد عن المقياس النبوي في مصادرنا

روى الكليني في الكافي : ٨ / ٩٣ :

عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنه قال : لله عز وجل في بلاده خمس حرم : حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحرمة آل رسول الله عليهم‌السلام ، وحرمة كتاب الله عز وجل ، وحرمة كعبة الله ، وحرمة المؤمن. انتهى.

وروى نحوه في مجمع الزوائد : ١ / ٢٦٦ ، عن أبي سعيد الخدري ، قال قال رسول الله ( ص ) : إن لله عز وجل حرمات ثلاث ، من حفظهن حفظ الله له أمر دينه ودنياه ، ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله له شيئاً : حرمة الإسلام ، وحرمتي ، وحرمة رحمي.

وفي معاني الأخبار للصدوق / ٥٨ :

حدثنا أبو العباس محمد بن ابراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه‌الله قال : حدثنا عبدالعزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال : حدثني المغيرة بن محمد ، قال : حدثنا رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام قال :

خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة بعد منصرفه من النهروان ، وبلغه أن معاوية يسبه ويلعنه ويقتل أصحابه ، فقام خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه ، ثم قال :

لولا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا ، يقول الله عز وجل : وأما بنعمة ربك فحدث. اللهم لك الحمد على نعمتك التي لا تحصى ، وفضلك الذي لا ينسى.

١٣٢

يا أيها الناس : إنه بلغني ما بلغني ، وإني أراني قد اقترب أجلي ، وكأني بكم وقد جهلتم أمري ، وإني تارك فيكم ماتركه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كتاب الله وعترتي ، وهي عترة الهادي الى النجاة خاتم الأنبياء ، وسيد النجباء ، والنبي المصطفى.

يا أيها الناس :

لعلكم لا تسمعون قائلاً يقول مثل قولي بعدي إلا مفتر ، أنا أخو رسول الله ، وابن عمه ، وسيف نقمته ، وعماد نصرته وبأسه وشدته.

أنا رحى جهنم الدائرة ، وأضراسها الطاحنة ، أنا موتم البنين والبنات ، أنا قابض الأرواح ، وبأس الله الذي لا يرده عن القوم المجرمين.

أنا مجدل الأبطال ، وقاتل الفرسان ، ومبير من كفر بالرحمن ، وصهر خير الأنام.

أنا سيد الأوصياء ، ووصي خير الأنبياء ، أنا باب مدينة العلم ، وخازن علم رسول الله ووارثه ، وأنا زوج البتول سيده نساء العالمين فاطمة التقية ، ومن ولدي مهدي هذه الأمة.

ألا وقد جعلت محنتكم .. ببغضي يعرف المنافقون ، وبمحبتي امتحن الله المؤمنين ، هذا عهد النبي الأمي الي أنه لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق.

وأنا صاحب لواء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الدنيا والآخرة ، ورسول الله فرطي ، وأنا فرط شيعتي ، والله لا عطش محبي ، ولا خاف وليي. وأنا ولي المؤمنين ، والله وليي.

حسب محبي أن يحبوا ما أحب الله ، وحسب مبغضي أن يبغضوا ما أحب الله.

ألا وإنه بلغني أن معاوية سبني ولعنني. اللهم اشدد وطأتك عليه ، وأنزل اللعنة على المستحق ، آمين رب العالمين ، رب إسماعيل وباعث ابراهيم.إنك حميد مجيد.

وفي أمالي الصدوق / ٢٦٩ :

عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا سيد الأنبياء والمرسلين ، وأفضل من الملائكة المقربين ، وأوصيائي سادة أوصياء النبيين والمرسلين ، وذريتي أفضل

١٣٣

ذريات النبيين والمرسلين ، وأصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيين والمرسلين ، وابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين ، والطاهرات من أزواجي أمهات المؤمنين ، وأمتي خير أمة أخرجت للناس ، وأنا أكثر النبيين تبعاً يوم القيامة ، ولي حوضٌ عرضه ما بين بصرى وصنعاء ، فيه من الأباريق عدد نجوم السماء ، وخليفتي على الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا.

فقيل : ومن ذاك يا رسول الله ؟

قال : إمام المسلمين وأمير المؤمنين ومولاهم بعدي علي بن أبي طالب ، يسقي منه أولياءه ، ويذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الابل عن الماء.

ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحب علياً وأطاعه في دار الدنيا ورد على حوضي غداً ، وكان معي في درجتي في الجنة ، ومن أبغض علياً في دار الدنيا وعصاه ، لم أره ولم يرني يوم القيامة ، واختلج دوني ، وأخذ به ذات الشمال الى النار.

وفي رواية قال : جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أكل من قال : لا إلَه إلا الله مؤمن ؟

قال : إن عداوتنا تلحق باليهود والنصارى ! إنكم لا تدخلون الجنة حتى تحبوني ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا ، يعني علياً.

وفي أمالي الصدوق / ١٣٤ :

وفي حديث علي بن أبي طالب قال : بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ التفت إلينا فبكى فقلت : ما يبكيك يا رسول الله ؟

فقال : أبكي مما يصنع بكم بعدي !

فقلت : وما ذاك يارسول الله ؟

قال : أبكي من ضربتك على القرن ، ولطم فاطمة خدها ، وطعنة الحسن في الفخذ والسم الذي يسقى ، وقتل الحسين !

قال : فبكى أهل البيت جميعاً ، فقلت يا رسول الله ، ما خلقنا ربنا إلا للبلاء.

١٣٤

قال : أبشر يا علي ، فإن الله عز وجل قد عهد إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.

وفي أمالي الصدوق / ٨٩ :

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حرب علي حرب الله ، وسلم علي سلم الله.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ولي علي ولي الله ، وعدو علي عدو الله.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي حجة الله ، وخليفته على عباده.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حب علي إيمان ، وبغضه كفر.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حزب علي حزب الله ، وحزب أعدائه حزب الشيطان.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي مع الحق والحق معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : قسيم النار والجنة.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من فارق علياً فقد فارقني ، ومن فارقني فقد فارق الله عز وجل.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة.

وفي أمالي المفيد / ١٦٩ :

في حديث أبي ذر الغفاري قال : رأيت رسول الله وقد ضرب كتف علي بن أبي طالب عليه‌السلام بيده ، وقال :

يا علي : من أحبنا فهو العربي ، ومن أبغضنا فهو العلج.

شيعتنا أهل البيوتات والمعادن والشرف ، ومن كان مولده صحيحاً ، وما على ملة ابراهيم عليه‌السلام إلا نحن وشيعتنا ، وسائر الناس منها براء !

وإن لله ملائكة يهدمون سيئات شيعتنا كما يهدم القدوم البنيان.

وفي أمالي المفيد / ٢١٣ :

عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : يا علي أنت مني وأنا منك ، وليك ولي وولي ولي الله ، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله.

١٣٥

يا علي : أنا حرب لمن حاربك ، وسلم لمن سالمك ، يا علي لك كنز في الجنة إلا من عرفك وعرفته ، ولا يدخل النار إلا من أنكرك وأنكرته.

يا علي : أنت والأئمة من ولدك على الأعراف يوم القيامة تعرف المجرمين بسيماهم والمؤمنون بعلاماتهم.

يا علي : لولاك لم يعرف المؤمنون بعدي.

وفي الغدير : ١٠ / ١٥٩ :

لما قدم معاوية المدينة صعد المنبر فخطب ونال من ابن علي ومن علي !

فقام الحسن فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :

إن الله عز وجل لم يبعث بعثاً إلا جعل له عدواً من المجرمين ، فأنا ابن علي وأنت ابن صخر ، وأمك هند وأمي فاطمة ، وجدتك قتيلة وجدتي خديجة ، فلعن الله ألأمنا حسباً ، وأخملنا ذكراً ، وأعظمنا كفراً ، وأشدنا نفاقاً !

فصاح أهل المسجد : آمين آمين. فقطع معاوية خطبته ودخل منزله !

وفي لفظ : خطب معاوية بالكوفة حين دخلها ، والحسن والحسين رضي الله عنهما جالسان تحت المنبر ، فذكر علياً عليه‌السلام فنال منه ثم نال من الحسن ، فقام الحسين ليرد عليه ، فأخذه الحسين بيده فأجلسه ، ثم قام فقال :

أيها الذاكر علياً ! أنا الحسن وأبي علي ، وأنت معاوية وأبوك صخر ، وأمي فاطمة وأمك هند ، وجدي رسول الله وجدك عتبة بن ربيعة ، وجدتي خديجة ، وجدتك قتيلة ! فلعن الله أخملنا ذكراً ، وألأمنا حسباً ، وشرنا قديماً وحديثاً ، وأقدمنا كفراً ونفاقاً. فقال طوائف من أهل المسجد : آمين.

مقاتل الطالبين ص ٢٢ ، وشرح ابن أبي الحديد : ٤ / ١٢ ، وجمهرة الرسائل : ٢ / ٩ و٥٠

بعض ما ورد في مصادرنا في عدم شمول الشفاعة للنواصب

في بصائر الدرجات / ٥٢ :

حدثنا سلام بن أبي عمرة الخراساني ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، عن

١٣٦

أبيه أنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراد أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويدخل جنة ربي جنة عدن غرسة ربي ، فليتول علي بن أبي طالب ، وليعاد عدوه ، وليأتم بالأوصياء من بعده ، فإنهم أئمة الهدى من بعدي ، أعطاهم الله فهمي وعلمي ، وهم عترتي من لحمي ودمي. الى الله أشكو من أمتي المنكرين لفضلهم ، القاطعين فيهم صلتي !

وأيم الله ليقتلن ابني ـ يعني الحسين ـ لا أنالهم الله شفاعتي. ورواه في الامامة والتبصرة / ٤١. وتقدم في المكذبين بفضلهم.

وفي الطبراني الكبير : ٥ / ١٩٤ ومجمع الزوائد : ٩ / ١٨٠ :

عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحب أن يحيا حياتي ، ويموت موتتي ، ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي ، فإن ربي غرس قصباتها بيده ، فليتول علي بن أبي طالب ، فإنه لن يخرجكم من هدى ، ولن يدخلكم في ضلالة. انتهى.

ولا بد إذا صح الحديث أن يكون قوله ( فإن ربي غرس قصباتها بيده ) مجازياً لاجل بيان أهمية جنة الخلد ، وأنها من خاص عطاء الله تعالى.

وفي المحاسن : ١ / ١٨٦ :

عنه ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي المغرا ، عن أبي بصير ، عن علي الصائغ ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إن المؤمن ليشفع لحميمه إلا أن يكون ناصباً ، ولو أن ناصباً شفع له كل نبي مرسل وملك مقرب ما شفعوا.

ورواه في ثواب الأعمال /٢٠٣ ، والمحاسن /١٨٤ ، والبحار : ٨ / ٤١ ، ونحوه في بشارة المصطفى للطبري الشيعي / ٣٨

بعض ماورد في مصادرنا في أحكام التعامل مع النواصب

في الكافي : ٥ / ٣٤٨ :

عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : لا يتزوج المؤمن الناصبة المعروفة بذلك. عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال له الفضيل : أتزوج الناصبة ؟ قال : لا ، ولا كرامة.

١٣٧

قلت : جعلت فداك ، والله إني لأقول لك هذا ، ولو جاءتني ببيت ملآن دراهم ما فعلت.

وفي الكافي : ٥ / ٣٤٩ :

عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله عن الناصب الذي قد عرف نصبه وعداوته ، هل نزوجه المؤمنة ، وهو قادرٌ على رده ، وهو لا يعلم برده ؟

قال : لا يزوج المؤمن الناصبة ، ولا يتزوج الناصب المؤمنة ، ولا يتزوج المستضعف مؤمنة.

وفي الكافي : ٥ / ٣٥١ :

عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سأله أبي وأنا أسمع عن نكاح اليهودية والنصرانية ، فقال : نكاحهما أحب إلي من نكاح الناصبية ، وما أحب للرجل المسلم أن يتزوج اليهودية ولا النصرانية ، مخافة أن يتهود ولده أو يتنصر.

وفي الكافي : ٣ / ١٣٣ :

عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن عبد العزيز العبدي ، عن ابن أبي يعفور قال : كان خطاب الجهني خليطاً لنا وكان شديد النصب لآل محمد عليهم‌السلام ، وكان يصحب نجدة الحروري !

قال : فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقية ، فإذا هو مغمى عليه في حد الموت ، فسمعته يقول : مالي ولك يا علي !! فأخبرت بذلك أبا عبد الله فقال أبو عبد الله : رآه ورب الكعبة ، رآه ورب الكعبة !

وفي الكافي : ٤ / ٣٠٩ :

عن وهب بن عبد ربه قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أيحج الرجل عن الناصب ؟

فقال : لا.

فقلت : فإن كان أبي ؟

قال : فإن كان أباك فنعم.

١٣٨

وفي وسائل الشيعة : ١ / ١٥٨ :

عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ( في حديث ) قال : من اغتسل من الماء الذي قد اغتسل فيه فأصابه الجذام ، فلا يلومن إلا نفسه.

فقلت لأبي الحسن عليه‌السلام : إن أهل المدينة يقولون : إن فيه شفاء من العين ، فقال : كذبوا ، يغتسل فيه الجنب من الحرام ، والزاني ، والناصب الذي هو شرهما و( شر ) كل من خلق الله ، ثم يكون فيه شفاء من العين ؟!!

وفي وسائل الشيعة : ١ / ١٦٥ :

عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه كره سؤر ولد الزنا ، وسؤر اليهودي والنصراني ، والمشرك وكل من خالف الإسلام ، وكان أشد ذلك عنده سؤر الناصب.

وفي الهداية للصدوق / ٢٦ :

إذا صليت على ناصب ، فقل بين التكبيرة الخامسة : اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك ، اللهم أصله أشد نارك ، وأذقه حر عذابك ، فإنه كان يوالي أعداءك ويعادي أولياءك ، ويبغض أهل بيت نبيك. فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه.

النصب يجر الى التجسيم

في تنزيه الأنبياء للشريف المرتضى / ١٧٧ :

مسألة : فإن قيل : فما معنى الخبر المروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته. وهذا خبر مشهور لا يمكن تضعيفه ونسبته الى الشذوذ ؟.

الجواب : قلنا أما هذا الخبر فمطعون عليه مقدوح في راويه ، فإن راويه قيس بن أبي حازم ، وقد كان خولط في عقله في آخر عمره مع استمراره على رواية الأخبار ، وهذا قدحٌ لا شبهة فيه ، لأن كل خبر مروي عنه لا يعلم تاريخه يجب أن يكون مردوداً ، لأنه لا يؤمن أن يكون مما سمع منه في حال الاختلال ، وهذه طريقة في

١٣٩

قبول الأخبار وردها ينبغي أن تكون أصلاً ومعتبراً فيمن علم منه الخروج ، ولم يعلم تاريخ ما نقل عنه.

على أن قيساً لو سلم من هذا القدح كان مطعوناً فيه من وجه آخر ، وهو أن قيس بن أبي حازم كان مشهوراً بالنصب والمعاداة لأمير المؤمنين صلاة الله وسلامه عليه والانحراف عنه ، وهو الذي قال : رأيت علي بن أبي طالب على منبر الكوفة يقول : انفروا الى بقية الأحزاب ، فأبغضته حتى اليوم في قلبي. الى غير ذلك من تصريحه بالمناصبة والمعاداة. وهذا قادح لا شك في عدالته.

فضل العلماء الذين يدفعون شبهات النواصب

في الصراط المستقيم للبياضي : ٣ / ٥٦ :

عن الهادي عليه‌السلام : لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء ودالين عليه ، والداعين اليه ، والذابين عن دينه بحجج الله .. ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة ، كما يمسك صاحب السفينة سكانها ، أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل. ( وهو في الاحتجاج للطبرسي : ١ / ١٥ )

وقال علي عليه‌السلام : من قوى مسكيناً في دينه ، ضعيفاً في معرفته ، على ناصب مخالف فأفحمه ، لقنه الله يوم يدلى في قبره أن يقول : الله ربي ، ومحمد نبيي ، وعلي وليي ، والكعبة قبلتي ، والقرآن عدتي ، والمؤمنون إخواني.

فيقول الله أدليت بالحجة ، فوجبت لك عالي درجات الجنة ، فعند ذلك يتحول عليه قبره أنزه رياض الجنة.

وقال الرضا عليه‌السلام : أفضل ما يقدمه العالم من محبينا ليوم فقره ومسكنته أن يعين في الدنيا مسكيناً من يد ناصب عدو لله ورسوله ، يقوم من قبره والملائكة صفوف الى محل من الجنان ، فيحملونه على أجنحتهم ، ويقولون : طوباك طوباك يادافع الكلاب عن الأبرار ، ويا أيها المتعصب للأئمة الأخيار.

١٤٠