العقائد الاسلامية - ج ٤

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية

العقائد الاسلامية - ج ٤

المؤلف:

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز المصطفى للدراسات الإسلامية
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-121-4 /
ISBN الدورة:
964-319-117-6

الصفحات: ٥٢٥

قال : فما فارقته حتى بايعته على الإسلام !!

رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه جماعة لم أعرفهم ، وحسين الأشقر ضعفه الجمهور ، ووثقه ابن حبان.

وعن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد ، كل واحد منهما وحده ، وجمعهما فقال : إذا اجتمعتما فعليكم علي ، قال فخذا يميناً ويساراً ، فدخل علي وأبعد ، وأصاب سبياً ، وأخذ جارية من السبي.

قال بريدة : وكنت من أشد الناس بغضاً لعلي ، قال : فأتى رجلٌ خالد بن الوليد فذكر أنه أخذ جارية من الخمس ، فقال : ما هذا ؟ !

ثم جاء آخر ثم جاء آخر ، ثم تتابعت الأخبار على ذلك ، فدعاني خالدٌ فقال :

يا بريدة ، قد عرفت الذي صنع ، فانطلق بكتابي هذا الى رسول الله !

فكتب اليه فانطلقت بكتابه حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ الكتاب بشماله ، وكان كما قال الله عز وجل لا يقرأ ولا يكتب ، وكنت إذا تكلمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي ، فطأطأت رأسي فتكلمت فوقعت في علي حتى فرغت ، ثم رفعت رأسي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب غضباً لم أره غضب مثله إلا يوم قريظة والنضير !!

فنظر إليّ فقال : يا بريدة أحب علياً ، فإنما يفعل ما أمر به !!!

فقمت وما من الناس أحد أحب إليّ منه.

رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه ضعفاء وثقهم ابن حبان.

وعن أبي سعيد الخدري قال : اشتكى علياً الناس ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيباً ، فسمعته يقول :

أيها الناس لا تشكوا علياً ، فو الله إنه لأخشن في ذات الله أو في سبيل الله.

رواه أحمد.

١٠١

وعن عمرو بن شاس الأسلمي ، وكان من أصحاب الحديبية قال : خرجت مع علي عليه‌السلام الى اليمن فجفاني في سفري ذلك ، حتى وجدت في نفسي عليه ، فلما قدمت المدينة أظهرت شكايته في المسجد ، حتى سمع بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ في ناس من أصحابه ، فلما رآني أبدى لي عينيه ـ يقول حدد إليّ النظر ـ حتى إذا جلست قال : يا عمرو والله لقد آذيتني!!!

قلت : أعوذ بالله من أذاك يا رسول الله.

قال : بلى ، من آذى علياً فقد آذاني.

رواه أحمد والطبراني باختصار ، والبزار أخصر منه ، ورجال أحمد ثقات.

وعن أبي رافع قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً أميراً على اليمن ، وخرج معه رجلٌ من أسلم يقال له عمرو بن شاس ، فرجع وهو يذم علياً ويشكوه ، فبعث اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :

إخسأ يا عمرو !!! هل رأيت من علي جوراً في حكم ، أو أثرة في قسمة ؟!

قال : اللهم لا.

قال : فعلام تقول الذي بلغني ؟!!

قال : بغضه ، لا أملك.

قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرف ذلك في وجهه ، ثم قال :

من أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله !! ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله تعالى.

رواه البزار ، وفيه رجال وثقوا على ضعفهم.

وعن سعد بن أبي وقاص قال : كنت جالساً في المسجد أنا ورجلين معي ، فنلنا من علي ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبان يعرف في وجهه الغضب ، فتعوذت بالله من غضبه فقال :

١٠٢

ما لكم وما لي ؟!!

من آذى علياً فقد آذاني !!!

رواه أبو يعلى والبزار باختصار ، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح ، غير محمود بن خداش وقنان ، وهما ثقتان.

وعن أبي بكر بن خالد بن عرفطة ، أنه أتى سعد بن مالك فقال : بلغني أنكم تعرضون على سب علي بالكوفة ، فهل سببته ؟!

قال : معاذ الله ، والذي نفس سعد بيده لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في علي شيئاً ، لو وضع المنشار على مفرقي ما سببته أبداً.

رواه أبو يعلى وإسناده حسن.

وعن أبي عبد الله الجدلي قال : دخلت على أم سلمة فقالت لي :

أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ؟!

قلت : معاذ الله ، أو سبحان الله ، أو كلمة نحوها.

قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من سب علياً فقد سبني !!!

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، غير أبي عبد الله الجدلي وهو ثقة.

وعن أبي عبد الله الجدلي قال : قالت لي أم سلمة :

يا أبا عبدالله ، أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ؟!

قلت : أنى يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!

قالت : أليس يسب علي ومن يحبه ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه !!

رواه الطبراني في الثلاثة ، وأبو يعلى ، ورجال الطبراني رجال الصحيح ، غير أبي عبد الله ، وهو ثقة.

وروى الطبراني بعده باسناد رجاله ثقات الى أم سلمة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثله.

وعن كعب بن عجرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

١٠٣

لا تسبوا علياً فإنه ممسوسٌ في ذات الله.

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ، وفيه سفيان بن بشر أو بشير ، متأخرٌ ليس هو الذي روي عن أبي عبد الرحمن الجيلي ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا ، وفي بعضهم ضعف.

وعن أبي كثيرة قال : كنت جالساً عند الحسن بن علي فجاءه رجل فقال لقد سب عند معاوية علياً سبا قبيحا رجل يقال له معاوية بن خديج ... الخ. انتهى.

وقد تقدم ذلك من حديث الإمام الحسن عليه‌السلام. ورواه الهيثمي هنا بروايتين ، وقال :

رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما علي بن أبي طلحة مولى بني أمية ، ولم أعرفه. وبقية رجاله ثقات ، والآخر ضعيف ... الخ.

وفي مجمع الزوائد : ٩ / ١٠٨ :

عن بريدة قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فاستعمل علينا علياً ، فلما جئنا قال : كيف رأيتم صاحبكم ؟

فإما شكوته ، وإما شكاه غيري ، قال فرفع رأسه وكنت رجلاً مكباباً فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد احمر وجهه يقول : من كنت وليه فعلي وليه.

فقلت لا أسوؤك فيه أبداً.

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.

وعن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب.

من تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله عز وجل.

ومن أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله تعالى.

ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد وغض الله عز وجل.

رواه الطبراني بإسنادين أحسب فيهما جماعة ضعفاء ، وقد وثقوا.

وعن وهب بن حمزة قال : صحبت علياً الى مكة فرأيت منه بعض ما أكره ، فقلت

١٠٤

لئن رجعت لأشكونك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قدمت لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : رأيت من علي كذا وكذا.

فقال : لا تقل هذا ، فهو أولى الناس بكم بعدي.

رواه الطبراني ، وفيه دكين ذكره ابن أبي حاتم ، ولم يضعفه أحد ، وبقية رجاله وثقوا. انتهى.

وفي الصراط المستقيم للبياضي : ٢ / ٥٩ :

وروى ابن حنبل أيضاً أن علياً أخذ في اليمن جارية فكتب خالد مع بريدة الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأعلمه فغضب وقال : يا بريدة لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه.

وأورده ابن مردويه من طرق عدة وفي بعضها أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لبريدة : إيهاً عنك ، فقد أكثرت الوقوع في علي ، فوالله إنك لتقع في رجل أولى الناس بكم بعدي.

وفي بعضها إنه طلب من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الاستغفار ، فقال له : حتى يأتي علي ، فلما أتى علي قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : إن تستغفر له فاستغفر.

وفي بعضها أن بريدة امتنع من بيعة أبي بكر لأجل النص الذي سمعه من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالولاية بعده.

وفي بعضها أن بريدة بايع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على الإسلام جديداً ، ولولا أن الانكار على علي يوجب تكفيراً لم يكن لبيعة بريدة ثانياً معنى.

وهذا شيء لم يوجد لغيره من أصحابه قطعاً.

فهذه كتب القوم التي هي عندهم صادقة ، بولاية علي عليه‌السلام ناطقة ، إذ في جعله من بدنه مثل الرأس ، دليل تقديمه على سائر الناس. انتهى.

من دلالات قصة بريدة

أولاً : أن الفائدة العملية لهذا الميزان في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كانت اختباراً للمسلمين في قبولهم تحدي الإسلام لقريش والمشركين الذي مثله علي عليه‌السلام بصفته سيف الله تعالى ، وعضد رسوله صلى الله عليه وآله.

١٠٥

كما كانت اختباراً لقبول المسلمين الحقيقي للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بقبول عترته الذين نص على أنهم امتداده في الأمة ..

ولكن فائدة هذا الميزان الالَهي كانت في مرحلة ما بعد النبي أكثر منها في حياته ! ولهذا ركز عليها صلى‌الله‌عليه‌وآله في أحاديث ومناسبات عديدة !

ثانياً : هذه النصوص النبوية القوية ، تجعل المسلم يتيقن بأن الله تعالى جعل حب علي بن أبي طالب ميزاناً للاسلام والكفر ، ومقياساً للايمان والنفاق ، وجعل ولايته فريضة مع حب الرسول وولايته صلى الله عليه وآله.

وهو مقامٌ لم يجعله الله تعالى لأي واحد من الصحابة !!

وبذلك يتضح ضعف محاولة السنيين أن يجعلوا ولاية بعض الصحابة غير علي جزءا من الوحي الذي نزل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في الوقت الذي ما زالوا متحيرين في العثور على صيغة فقهية تثبت شرعية خلافتهم للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله !

بل ما زالوا يبحثون عن نص صحيح يسمح لهم بإدخالهم في صيغة الصلاة على النبي ليجوز لهم القول ( صلى‌الله‌عليه‌وآله وصحبه ) فيضيفون صحبه الى آله الذين أوجب الله الصلاة عليهم معه !!

ثالثاً : إن هذا المقام الرباني لعلي عليه‌السلام ، وأمره المسلمين بحبه وتحريمه بغضه .. تكليفٌ موجه الى الصحابة أنفسهم ، ومن بعدهم الى أجيال الأمة .. فحب علي فريضةٌ على الصحابة قبل غيرهم ، وميزانٌ لإيمان الصحابي أو نفاقه قبل غيره !

وبهذه الأحاديث الصحيحة ينحسم الأمر ، ولا يبقي معنى لمقايسة أحد من الصحابة بعلي عليه‌السلام.

وهل يقاس الميزان بالموزون ؟!

والدليل الالَهي بالمدلول عليه ؟!

والمنار الرباني بمن يحتاج الى شهادة علي بأن فيه شيئاً من نور الايمان ؟!

وهل يقاس الانسان الكامل بمن لا تعرف درجة إنسانيته وكماله إلا به ؟!

١٠٦

فعلي عليه‌السلام بنص هذه الصحاح هو : المسلم الرباني الكامل ، الذي جعل الله حبه وبغضه ، ورضاه وغضبه ، مختبراً للامة ، وجعل شخصيته قدوة للعالمين ، بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.

رابعاً : بعد أن أذعن جميع المسلمين بصحة هذه الأحاديث القاطعة في علي عليه‌السلام فإن قولهم بتفضيل غيره عليه ، ونسبتهم ذلك الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يكون اتهاماً للنبي بالتناقض ، وأنه أمر بحب علي وجعله ميزاناً ، ثم ناقض نفسه وفضل التابع على المتبوع ، وجعل غير علي أفضل منه ، وأوصى الأمة بحبه واتباعه بدل علي !!

وهو أمر لا يرتكبه رئيس عادي ، ولا أمير قبيلة حكيم ، ولا رب أسرة عاقل في أولاده !!

وبعد صحة هذه الأحاديث وصراحتها في مصادر السنيين ، وعلو حجتها ، لا نحتاج الى روايتها من مصادرنا ، إلا لتكميل صورة الموضوع ، أو لبيان جوانب أخرى لم تتعرض لها النصوص السنية ، من قصة هذا الصحابي المؤمن ، ورواياته الأخرى لفريضة حب علي واتباعه على الأمة ، وتحريم كرهه ومخالفته !

لمحة عن بريدة وأحاديثه في مصادرنا

بريدة الأسلمي صحابيٌ مميز ، بشخصيته وأحاديثه .. لم يعط حقه في مصادر السنيين ، لأنه أطاع النبي في علي وأهل بيته صلى الله عليه وآله.

وبريدة واحدٌ من مجموعة فرسان الصحابة ، كان لهم دورٌ رياديٌ قيادي هام في حروب الردة ، ثم في الفتوحات الاسلامية ، ولكن جزاءهم كان طمس أدوارهم وإعطاء منجزاتهم الى أشخاص آخرين ، تبنتهم السلطة القرشية ثم الأموية ، لأنهم أطاعواالخلافة ، ووقفوا في وجه علي وأهل البيت النبوي !!

ومن هؤلاء الأبطال الشيعة : عمار بن ياسر ، وحذيفة بن اليمان ، والمقداد بن عمر وأبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، وخالد بن سعيد بن العاص ، وأخوه أبان ،

١٠٧

وسعد بن عبادة ، وابنه قيس بن سعد ، وأبو أيوب الأنصاري ... وآخرون يصلون الى نحو مئة صحابي ، كان لهم أدوارٌ هامة في حروب الردة والفتوحات ، وقد وقفوا من أول الأمر مع علي عليه‌السلام أو انضموا اليه فيما بعد ، أو قاتلوا معه في حروبه ، واستشهدوا بين يديه ، أو ثبتوا بعد شهادته على ولائه ..

وكل واحد من هؤلاء يستحق دراسة جادة ، لشخصيته وأحاديثه .. فهم ظاهرةٌ يقل مثيلها في الأديان الأخرى ، تمثل الوجه الآخر لما قالته الحكومات القرشية ودونته عن إجراءات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأقواله عن مستقبل الإسلام ومسيرته من بعده .. الى أن يبعث الله الإمام المهدي الموعود على لسانه بعده.

ونكتفي هنا بإيراد مقتطفات عن بريدة من مصادرنا :

قال أبو جعفر الطوسي في أماليه : ١ / ٢٤٩ :

أبو العباس قال : حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال : حدثنا الحسن ـ يعني ابن عطية قال : حدثنا سعاد ، عن عبد الله بن عطاء ، عن عبدالله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علي بن أبي طالب عليه‌السلام وخالد بن الوليد كل واحد منهما وحده ، وجمعهما فقال : إذا اجتمعتما فعليكم علي.

قال : فأخذنا يميناً أو يساراً.

قال : وأخذ علي فأبعد ، فأصاب سبياً فأخذ جارية من الخمس.

قال بريدة : وكنت أشد الناس بغضاً لعلي وقد علم ذلك خالد بن الوليد ، فأتى رجل خالداً فأخبره أنه أخذ جارية من الخمس فقال : ما هذا ؟ ثم جاء آخر ، ثم أتى آخر ، ثم تتابعت الأخبار على ذلك ، فدعاني خالد فقال : يا بريدة ، قد عرفت الذي صنع ، فانطلق بكتابي هذا الى رسول الله فأخبره ، وكتب اليه.

فانطلقت بكتابه حتى دخلت على رسول الله وأخذ الكتاب فأمسكه بشماله ، وكان كما قال الله لا يكتب ولا يقرأ ، وكنت رجلاً إذا تكلمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي ، فطأطأت وتكلمت ، فوقعت في علي حتى فرغت ، ثم رفعت رأسي

١٠٨

فرأيت رسول الله قد غضب غضباً شديداً لم أره غضب مثله قط إلا يوم قريظة والنضير ، فنظر إليّ فقال :

يا بريدة إن علياً وليكم بعدي ، فأحب علياً فإنما يفعل ما يؤمر.

قال : فقمت وما أحد من الناس أحب إليّ منه.

وقال عبد الله بن عطاء : حدثت بذلك أبا حرب بن سويد بن غفلة ، فقال : كتمك عبد الله بن بريدة بعض الحديث أن رسول الله قال له : أنافقت بعدي يا بريدة ؟!!

وقال السيد شرف الدين في المراجعات / ٢٢١ :

وكذلك حديث بريدة ولفظه في ص ٣٥٦ من الجزء الخامس من مسند أحمد قال : بعث رسول الله بعثين الى اليمن ... الخ.

ولفظه عند النسائي في / ١٧ من خصائصه العلوية : لا تبغضن يا بريدة علياً ، فإن علياً مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي.

ولفظه عند ابن جرير : قال بريدة : وإذا النبي قد أحمر وجهه ، فقال : من كنت وليه فإن علياً وليه ، قال : فذهب الذي في نفسي عليه ، فقلت لا أذكره بسوء.

والطبراني قد أخرج هذا الحديث على وجه التفصيل ، وقد جاء فيما رواه : أن بريدة لما قدم من اليمن ، ودخل المسجد ، وجد جماعة على باب حجرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقاموا اليه يسلمون عليه ويسألونه فقالوا : ما وراءك ؟

قال : خير فتح الله على المسلمين.

قالوا : ما أقدمك ؟

قال : جارية أخذها علي من الخمس ، فجئت لأخبر النبي بذلك.

فقالوا : أخبره أخبره ، يسقط علياً من عينه ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يسمع كلامهم من وراء الباب ، فخرج مغضباً فقال :

ما بال أقوام ينتقصون علياً ؟ من أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن فارق علياً فقد فارقني ، إن علياً مني وأنا منه ، خلق من طينتي ، وأنا خلقت من طينة ابراهيم ، وأنا أفضل من ابراهيم. ذرية بعضها من بعض ، والله سميع عليم.

١٠٩

يا بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ. وأنه وليكم بعدي.

وهذا الحديث مما لا ريب في صدوره ، وطرقه الى بريدة كثيرة ، وهي معتبرة بأسرها ، ومثله ما أخرجه الحاكم عن ابن عباس ، من حديث جليل ، ذكر فيه عشر خصائص لعلي فقال : وقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت ولي كل مؤمن بعدي.

ومثله ما أخرجه ابن السكن ، عن وهب بن حمزة قال ، كما في ترجمة وهب من الإصابة : سافرت مع علي فرأيت منه جفاء ، فقلت لئن رجعت لأشكونه ، فرجعت فذكرت علياً لرسول الله فنلت منه ، فقال : لا تقولن هذا لعلي ، فإنه وليكم بعدي ...

وقال المفيد في الارشاد : ١ / ١٤٨ :

وكان أميرالمؤمنين عليه‌السلام قد اصطفى من السبي جارية ، فبعث خالد بن الوليد بريدة الأسلمي الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال له :

تقدم الجيش اليه فأعلمه بما فعل علي عليه‌السلام من اصطفائه الجارية من الخمس لنفسه ، وقع فيه.

فسار بريدة حتى انتهى الى باب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلقيه عمر بن الخطاب فسأله عن حال غزوتهم وعن الذي أقدمه؟ فأخبره أنما جاء ليقع في علي عليه‌السلام ، وذكر له اصطفاءه الجارية من الخمس لنفسه ، فقال له عمر :

إمض لما جئت له ، فإنه سيغضب لابنته مما صنع علي !

فدخل بريدة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه كتاب من خالد بما أرسل به بريدة ، فجعل يقرأه ووجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتغير ، فقال بريدة : يا رسول الله إنك إن رخصت للناس في مثل هذا ذهب فيؤهم !

فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ويحك يا بريدة أحدثت نفاقاً !!

إن علي بن أبي طالب يحل له من الفيء ما يحل لي ، إن علي بن أبي طالب خير الناس لك ولقومك ، وخير من أخلف بعدي لكافة أمتي.

يا بريدة ! إحذر أن تبغض علياً فيبغضك الله !

١١٠

قال بريدة : فتمنيت أن الأرض انشقت لي فسخت فيها ، وقلت : أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسول الله ، يا رسول الله استغفر لي فلن أبغضن علياً عليه‌السلام أبداً ، ولا أقول فيه إلا خيراً ، فاستغفر له النبي صلى الله عليه وآله.

وفي الشافي للشريف المرتضى : ٣ / ٢٤٣ :

وروى الثقفي قال : حدثني محمد بن علي ، عن عاصم بن عامر البجلي ، عن نوح بن دراج ، عن محمد بن اسحق ، عن سفيان بن فروة ، عن أبيه قال : جاء بريدة حتى ركز رايته في وسط أسلم ، ثم قال : لا أبايع حتى يبايع علي ، فقال علي عليه‌السلام : يا بريدة أدخل فيما دخل فيه الناس ، فإن اجتماعهم أحب إليّ من اختلافهم اليوم.

وروى ابراهيم ، عن يحيى بن الحسن بن الفرات ، عن ميسر بن حماد ، عن موسى بن عبد الله بن الحسن قال : أبت أسلم أن تبايع وقالوا : ما كنا نبايع حتى يبايع بريدة ، لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لبريدة : علي وليكم من بعدي.

فقال علي عليه‌السلام : يا هؤلاء إن هؤلاء خيروني أن يظلموني حقي وأبايعهم ، أو ارتدت الناس ، حتى بلغت الردة أحداً ، فاخترت أن أظلم حقي ، وإن فعلوا ما فعلوا.

وقال في هامشه : بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث الأسلمي ، صحابي أسلم هو وقومه ـ وكانوا ثمانين بيتاً ـ عند مرور رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بهم في طريقه إلى المدينة ، وبقي في أرض قومه ، ثم قدم المدينة بعد أحد ، فشهد بقية المشاهد ، وسكن البصرة أخيراً ، ثم خرج غازياً الى خراسان فأقام بمرو ، وأقام بها حتى مات ، ودفن بها ( اُسد الغابة ١/١٧٥ ).

وفي الاحتجاج للطبرسي : ١ / ٩٧ :

وعن أبان بن تغلب قال : قلت لأبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : جعلت فداك هل كان أحدٌ في أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنكر على أبي بكر فعله وجلوسه مجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

١١١

قال : نعم ، كان الذي أنكر على أبي بكر اثنا عشر رجلاً. من المهاجرين : خالد بن سعيد بن العاص ، وكان من بني أمية ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، والمقداد بن الأسود ، وعمار بن ياسر ، وبريدة الأسلمي.

ومن الأنصار أبو الهيثم بن التيهان ، وسهل ، وعثمان ابنا حنيف ، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، واُبيّ بن كعب ، وأبو أيوب الأنصاري.

قال : فلما صعد أبو بكر المنبر تشاوروا بينهم ، فقال بعضهم لبعض : والله لنأتينه ولننزلنه عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله.

وقال آخرون منهم : والله لئن فعلتم ذلك إذاً أعنتم على أنفسكم ، فقد قال الله عزوجل : ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة ، فانطلقوا بنا الى أمير المؤمنين عليه‌السلام لنستشيره ونستطلع رأيه.

فانطلق القوم الى أمير المؤمنين بأجمعهم ، فقالوا يا أمير المؤمنين تركت حقاً أنت أحق به وأولى به من غيرك ، لأنا سمعنا رسول الله يقول : علي مع الحق والحق مع علي يميل مع الحق كيف ما مال.

ولقد هممنا أن نصير اليه فننزله عن منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجئناك لنستشيرك ونستطلع رأيك فما تأمرنا ؟

فقال أمير المؤمنين : وأيم الله لو فعلتم ذلك لما كنتم لهم إلا حرباً ، ولكنكم كالملح في الزاد وكالكحل في العين ، وأيم الله لو فعلتم ذلك لأتيتموني شاهرين بأسيافكم مستعدين للحرب والقتال ، وإذا لأتوني فقالوا لي بايع وإلا قتلناك ، فلابد لي من أدفع القوم عن نفسي ، وذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أوعز إليّ قبل وفاته وقال لي : يا أبا الحسن إن الأمة ستغدر بك من بعدي وتنقض فيك عهدي ، وإنك مني بمنزلة هارون من موسى ، وإن الأمة من بعدي كهارون ومن اتبعه ، والسامري ومن اتبعه !

فقلت : يا رسول الله ، فما تعهد إليّ إذا كان ذلك ؟

١١٢

فقال : إذا وجدت أعواناً فبادر اليهم وجاهدهم ، وإن لم تجد أعواناً كف يدك واحقن دمك ، حتى تلحق بي مظلوماً ... الخ.

فانطلقوا بأجمعكم الى الرجل فعرفوه ما سمعتم من قول نبيكم ، ليكون ذلك أوكد للحجة وأبلغ للعذر ، وأبعد لهم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا وردوا عليه.

فسار القوم حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان يوم الجمعة ، فلما صعد أبو بكر المنبر ، فأول من تكلم به خالد بن سعيد بن العاص ... قال : إتق الله يا أبا بكر فقد علمت أن رسول الله قال ونحن محتوشوه يوم بني قريظة حين فتح الله له...الخ.

ثم قام اليه بريدة الأسلمي فقال :

إنا لله وإنا اليه راجعون ، ماذا لقي الحق من الباطل ! يا أبا بكر أنسيت أم تناسيت وخدعت أم خدعتك نفسك أم سولت لك الأباطيل ، أو لم تذكر ما أمرنا به رسول الله من تسمية علي بإمرة المؤمنين والنبي بين أظهرنا ، وقوله له في عدة أوقات : هذا علي أمير المؤمنين وقاتل القاسطين ؟!

إتق الله وتدارك نفسك قبل أن لا تدركها ، وأنقذها مما يهلكها ، واردد الأمر الى من هو أحق به منك ، ولا تتماد في اغتصابه ، وراجع وأنت تستطيع أن تراجع ، فقد محضتك النصح ، ودللتك على طريق النجاة ، فلا تكونن ظهيراً للمجرمين ... الخ.

وفي تأويل الآيات / ٤٦٥ :

ويؤيده ما ذكره في تفسير الإمام أبي محمد الحسن العسكري عليه‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث جيشاً وأمر عليهم علياً عليه‌السلام ، وما بعث جيشاً قط وفيهم علي عليه‌السلام إلا جعله أميرهم ، فلما غنموا رغب علي عليه‌السلام أن يشتري من جملة الغنائم جارية وجعل ثمنها من جملة الغنائم ، فكايده فيها حاطب بن أبي بلتعة وبريدة الأسلمي وزايداه ، فلما نظر إليهما يكايدانه ويزايدانه انتظر الى أن بلغت قيمتها قيمة عدل في يومها فأخذها بذلك.

فلما رجعا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تواطآ على أن يقولا ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فوقف

١١٣

بريدة قدام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يارسول الله ألم تر الى علي بن أبي طالب أخذ جارية من المغنم دون المسلمين ؟ فأعرض عنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجاء عن يمينه فقالها ، فأعرض عنه ، فجاء عن يساره فقالها ، فأعرض عنه.

قال فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غضباً لم ير قبله ولا بعده غضباً مثله ، وتغير لونه وتربد وانتفخت أوداجه ، وارتعدت أعضاؤه ، وقال :

مالك يا بريدة آذيت رسول الله منذ اليوم ؟!

أما سمعت قول الله عز وجل : إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً. والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا.

فقال بريدة : ما علمت أني قصدتك بأذى.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أو تظن يا بريدة أنه لا يؤذيني إلا من قصد ذات نفسي ؟ أما علمت أن علياً مني وأنا منه ، وأن من آذى علياً فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فحق على الله أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنم !

وفي اختيار معرفة الرجال : ١ / ٣٠٨ :

وبهذا الاسناد : عن أبان ، عن فضيل الرسان ، عن أبي داود قال : حضرته عند الموت ، وجابر الجعفي عند رأسه ، قال فهم أن يحدث فلم يقدر ، قال ومحمد بن جابر أرسله ، قال فقلت : يا أبا داود حدثنا الحديث الذي أردت.

قال : حدثني عمران بن حصين الخزاعي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر فلاناً وفلاناً أن يسلما على علي عليه‌السلام بإمره المؤمنين ، فقالا : من الله ومن رسوله ؟! ثم أمر حذيفة وسلمان فسلما ، ثم أمر المقداد فسلم ، وأمر بريدة أخي وكان أخاه لأمه.

فقال : إنكم قد سألتموني من وليكم بعدي ، وقد أخبرتكم به ، وقد أخذت عليكم الميثاق !!

* *

١١٤

والزهراء والحسنان عليهما‌السلام جزءٌ من المقياس النبوي أيضاً

روى الترمذي في : ٤ / ٣٣١ :

عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد حسن وحسين وقال : من أحبني وأحب هذين ، وأباهما ، وأمهما ، كان معي في درجتي يوم القيامة. هذا حديث حسن.

وروى الحاكم في المستدرك : ٣ / ١٦٦ :

عن أبي هريرة قال : خرج علينا رسول الله ومعه الحسن والحسين ، هذا على عاتقه وهذا على عاتقه ، وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة ، حتى انتهى إلينا ، فقال له رجل : يا رسول الله إنك تحبهما ؟ فقال : نعم ، من أحبهما فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني. ورواه أحمد في مسنده : ٢ / ٥٣١ ، وأبو يعلى في مسنده : ٥ / ٤٤٩ وقد صححه الحاكم والذهبي.

وفي الطبراني في الكبير : ٣ / ٤٧ :

عن أبي هريرة عن النبي ( ص ) قال : من أحب الحسن والحسين ، فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني. انتهى.

ورواه ابن ماجة : ١ / ٥١ في باب : فضل الحسن والحسين.

وفي الطبراني الكبير : ٣ / ٥٠ :

عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين : من أحبهما أحببته ، ومن أحببته أحبه الله ، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم ، ومن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله عذاب جهنم ، وله عذاب مقيم !

ونحوه في : ٦ / ٢٤١ ، وفي مستدرك الحاكم في : ٣ / ١٦٦ ، وفردوس الأخبار : ٤ / ٣٣٦ ، وتاريخ بغداد : ١٣ / ٣٢

١١٥

وفي سنن ابن ماجة : ٢ / ١٣٦٦ :

عن عبد الله قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتيةٌ من بني هاشم فيهم الحسن والحسين ، فلما رأهم النبي صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه ! قال : فقلت : ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه ؟!

فقال : إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريداً وتطريداً ! حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود ، فيسألون الخير ، فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه ، حتى يدفعوها الى رجل من أهل بيتي فيلمؤها قسطاً كما ملؤوها جوراً ، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج.

ورواه ابن أبي شيبة : ١٥ / ٢٣٥

والبيهقي في الدلائل : ٦ / ٥١٥

والحاكم في المستدرك : ٤ / ٤٦٤

والطبراني في الكبير : ١٠ / ١٠٤ و١٠٨

ونحوه في فردوس الأخبار : ٥ / ٤٩٩

والدولابي في الكنى : ٢ / ٢٦

وابن أبي عاصم في السنة : ٢ / ٦١٩

وفي الطبراني في الكبير : ٤ / ١٩٢ ، ومجمع الزوائد : ٩ / ١٩٤ :

عن عمارة بن يحيى قال : كنا عند أبي ( خالد بن عرفطة ) يوم قتل الحسين بن علي فقال لنا خالد : هذا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي.

وفي الطبراني الكبير : ٢٥ / ٢٣ :

في حديث أم الفضل قالت : بينا أنا قاعدة عند رأس رسول الله ( ص ) وهو مريض ، فبكيت فقال : ما يبكيك ؟

١١٦

فقلت : أخشى عليك ، فلا ندري ما نلقى بعدك من الناس ؟

قال : أنتم المستضعفون بعدي !!

ورواه أحمد : ٦ / ٣٣٩ ، ومجمع الزوائد : ٩ / ٣٤

وقال الفخر الرازي في تفسيره : ٢٥ / ٣٥ :

وثبت بالنقل المتواتر أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب علياً والحسن والحسين ، وإذا كان ذلك ، وجب علينا محبتهم ، لقوله فاتبعوه.

وكفى شرفاً لآل رسول الله ( ص ) فخراً ختم التشهد بذكرهم والصلاة عليهم في كل صلاة. انتهى.

* *

وكل ( أهل البيت ) جزء من المقياس النبوي

في سنن الترمذي : ٤ / ٣٤٤ :

عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه ، وأحبوني بحب الله ، وأحبوا أهل بيتي بحبي.

وقال العزيزي في السراج المنير : ١ / ٥٧ : هذا حديثٌ صحيح من طريق ابن عباس ، وأخرجه الحاكم والترمذي. انتهى.

ورواه الطبراني في الكبير : ٣ / ٤٦ و١٠ /٢٨١

والحاكم في المستدرك : ٣ / ١٥٠

والخطيب في تاريخ بغداد : ٤ /١٦٠

وأحمد في فضائل الصحابة : ٢ / ٩٨٦

وفي الطبراني الأوسط : ٣ / ٢٠٣ :

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه قال قال رسول الله ( ص ) : لا يؤمن عبدٌ حتى أكون أحب اليه من نفسه ، وأهلي أحب اليه من أهله ، وعترتي أحب اليه من عترته ، وذاتي أحب اليه من ذاته. انتهى.

١١٧

فقال رجلٌ من القوم : يا أبا عبد الرحمن : ما تزال تجيء بالحديث يحيي الله به القلوب! انتهى.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد : ١ / ٢٦٤

وفي الطبراني الكبير : ٣ / ٣٩ :

عن سلمان الفارسي قال : أنزلوا آل محمد صلى الله عليه وسلم بمنزلة الرأس من الجسد ، وبمنزلة العين من الرأس ، فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس ، وإن الرأس لا يهتدي إلا بالعينين.

ورواه الهيثمي : ٩ / ١٧٢

وفي سنن الترمذي : ٤ / ٣٣٧ :

أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضباً وأنا عنده فقال : ما أغضبك ؟

قال : يارسول الله ما لنا ولقريش ! إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة ، وإذا لقونا بغير ذلك !!

قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه ثم قال : والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبكم لله ولرسوله. هذا حديث حسن صحيح.

ورواه الطبراني في الكبير : ١١ / ٤٣٣ والخطيب : ٥ / ٣١٧ ورواه أحمد في مسنده : ١ / ٢٠٧

وروى نحوه في : ٤ / ١٦٥ ، بعدة روايات ، منها :

عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب قال : أتى ناسٌ من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : إنا لنسمع من قومك حتى يقول القائل منهم : إنما مثل محمد مثل نخلة نبتت في كباء ! قال حسين الكباء الكناسة !

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيها الناس من أنا ؟

قالوا : أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

١١٨

قال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ـ قال فما سمعناه قط ينتمي قبلها ـ ألا إن الله عز وجل خلق خلقه فجعلني من خير خلقه ، ثم فرقهم فرقتين فجعلني من خير الفرقتين ، ثم جعلهم قبائل فجعلني من خيرهم قبيلة ، ثم جعلهم بيوتاً فجعلني من خيرهم بيتاً ، وأنا خيركم بيتاً وخيركم نفساً !!

وروى نحوه ابن ماجة : ١ / ٥٠ ، وقال بعده : في الزوائد : رجال إسناده ثقات. إلا أنه قيل : رواية محمد بن كعب عن العباس مرسلة.

ونحوه في الترمذي : ٥ / ٣١٧ ، وقال : هذا حديث حسن صحيح.

ورواه الحاكم في مستدرك : ٣ / ٣٣٣ وص ٥٦٨ و٤ / ٧٥ ، بعدة روايات.

والهيثمي في مجمع الزوائد : ١ / ٨٨ ، بعدة روايات.

والخطيب في تاريخ بغداد : ٥ / ٣١٧

وكنز العمال : ١١ / ٧٠٠ ( حم ، ت ، ك ـ عن عبدالمطلب بن ربيعة ، ك ـ عن العباس ) وفي : ١٢ / ٤١ ( طس ، ك عن عبدالله بن جعفر ) ( ط ، ص عن عبدالله بن جعفر ) ( خط ، كر ، عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة ، وقال الخطيب : غريب والمحفوظ عن أبي الضحى عن ابن عباس ، وقال : ورواه جماعة عن أبي الضحى مرسلاً ).

وفي ص ٩٧ : ( هـ عن العباس بن عبد المطلب ) ( حم ، ت عن علي ). انتهى.

وفي الترمذي : ٤ / ٢٩٢ :

عن المطلب بن أبي وداعة ، قال : جاء العباس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه سمع شيئاً فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال : من أنا ؟

فقالوا : أنت رسول الله عليك السلام.

قال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب : إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم ، ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم فرقة ، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة ، ثم جعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً وخيرهم نفساً. هذا حديث حسن.

وقال العزيزي في السراج المنير : ١ / ٣٦٤ : هذا حديث صحيح.

١١٩

وروى الحاكم : ٣ / ٣١١ ، وصححه على شرط مسلم قال :

عن أبي هريرة : خيركم خيركم لأهلي من بعدي.

ورواه الديلمي : ٢ / ١٧٠ ، والهيثمي : ٩ / ١٧٤ ، عن أبي يعلى ، وقال : رجاله ثقات.

وفي الصواعق المحرقة / ١٧٦ :

أخرج الديلمي ... : من أراد التوسل إليّ ، وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة ، فليصل أهل بيتي.

وويلٌ لمبغضيهم

في فردوس الأخبار : ٣ / ٥٠٨ :

عن النبي ( ص ) أنه قال : من مات وفي قلبه بغض علي بن أبي طالب ، فليمت يهودياً أو نصرانياً !!

وفي فردوس الأخبار : ٢ / ٨٥ :

عن جابر بن عبد الله عن النبي ( ص ) : ثلاثٌ من كن فيه فليس مني ولا أنا منه : بغض علي ، ونصب أهل بيتي ، ومن قال الايمان كلام.

وفي الطبراني الكبير : ١١ / ١٤٦ :

عن ابن عباس قوله : أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله. قال ابن عباس : نحن الناس دون الناس.

عن عطاء بن أبي رباح ، عن عبدالله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بغض بني هاشم والأنصار كفر ، وبغض العرب نفاق.

ورواه في مجمع الزوائد : ٩ / ١٧٢

وفي تاريخ بغداد : ٣ / ٢٩٠ :

عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رجل من أمتي يبغض عترتي ، لا تناله شفاعتي.

١٢٠