مناهج المفسرين

الدكتور منيع عبد الحليم محمود

مناهج المفسرين

المؤلف:

الدكتور منيع عبد الحليم محمود


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتاب المصري
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٩٢

جعل كتابه المنزل عليه متضمنا ثمرة كتبه التى أولاها أوائل الأمم كما نبه عليه بقوله تعالى يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة وجعل من معجزة هذا الكتاب أنه مع قلة الحجم متضمن للمعنى الجم وبحيث تقصر الألباب البشرية عن احصائه والآلات الدنيوية عن استيفائه كما نبه عليه بقوله تعالى :

( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ).

( سورة لقمان الآية ٢٧ )

لكن محاسن أنواره لا يثقفها إلا البصائر الجلية وأطايب ثمره لا يقطفها إلا الايدى الزكية ومنافع شفائه لا ينالها إلا النفوس النقية كما صرح تعالى به فقال فى وصف متناوليه :

( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ. فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ. لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ).

( سورة الواقعة الآية ٧٧ و ٧٨ و ٧٩ )

وقال فى وصف سامعيه :

( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ).

( سورة فصلت الآية ٤٤ )

وذكرت أنه كما لا تدخل الملائكة الحاملة للبركات بيتا فيه صورة أو كلب كذلك لا تدخل السكينات الجالبة للبينات قلبا فيه كبر وحرص :

( الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ ). ( سورة النور الآية ٢٦ )

١٤١

ودللت فى تلك الرسالة على كيفية اكتساب الزاد الذى يرقى كاسه فى درجات المعارف حتى يبلغ من معرفته أقصى ما فى قوة البشر أن يدركه من الأحكام والحكم فيطلع من كتاب الله على ملكوت السموات والأرض ويتحقق أن كلامه كما وصفه بقوله ما فرطنا فى الكتاب من شىء جعلنا الله كما قال تعالى لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ).

( سورة القصص الآية ٥٦ )

وذكرت أن أول ما يحتاج أن يشتغل به العلوم اللفظية ومن العلوم اللفظية تحقيق الألفاظ المفرقة فتحصيل معانى مفردات ألفاظ القرآن فى كونه من أوائل المعاون لمن يريد أن يدرك معانيه كتحصيل اللبن فى كونه من أول المعاون فى بناء ما يريد أن يبنيه وليس ذلك نافعا فى علم القرآن فقط بل هو نافع فى كل علم من علوم الشرع فألفاظ القرآن هى لب كلام العرب وزبدته وواسطته وكرائمه وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء فى احكامهم وحكمهم وإليها مفزع حذاق الشعر والبلغاء فى نظمهم ونثرهم وما عداها وعدا الألفاظ المتفرعات عنها والمشتقات منها هو بالإضافة إليها كالقشور والنوى بالإضافة إلى أطايب الثمرة ، والحثالة والتبن بالإضافة إلى لبوب الحنطة.

والآن نورد نماذج من الكتاب :

١ ـ ( آدم ) أبو البشر قيل : سمى بذلك لكون جسده من اديم الأرض وقيل لسمرة فى لونه يقال رجل آدم نحو اسمر وقيل سمى بذلك لكونه من عناصر مختلفة وقوة متفوقة كما قال تعالى « امشاج نبتليه » ويقال جعلت فلانا أدمة أهل أى خلطته بهم وقيل سمى بذلك لما طيب به من الروح المنفوخ فيه المذكور فى قوله ونفخت فيه من روحى وجعل له به العقل والفهم والروية التى فضل بها على غيره كما قال تعالى :

١٤٢

( وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً ).

( سورة الاسراء الآية ٧٠ )

وذلك من قولهم الادام وهو ما يطيب به الطعام وفى الحديث لو نظرت إليها فإنها أحرى أن يؤدم بينكما أى يؤلف ويطيب.

٢ ـ ( الرزق ) يقال للعطاء الجارى تارة دنيويا كان أم أخرويا وللنصيب تارة ولما يصل إلى الجوف ويتغذى به تارة يقال أعطى السلطان رزق الجند ورزقت علما قال :

( وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ).

( سورة المنافقون الآية ١٠ )

أى من المال والجاه ، والعلم وكذلك قوله :

( وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ).

( سورة البقرة الآية ٢ )

( كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ )

( سورة البقرة الآية ١٧٢ )

وقوله وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون أى وتجعلون نصيبكم من النعمة تحرى الكذب وقوله وفى السماء رزقكم قيل عنى به المطر الذى به حياة الحيوان وقيل هو كقوله وأنزلنا من السماء وقيل تنبيه أن الحظوظ بالمقادير ، وقوله تعالى :

( فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ ).

( سورة الكهف )

أى بطعام يتغذى به وقوله تعالى :

( وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ ).

( سورة ق الآية ١٠ )

١٤٣

قيل عنى به الأغذية ويمكن أن يجمل على العموم فيما يؤكل ويلبس ويستعمل وكل ذلك مما يخرج من الأرضين وقد قيضه الله بما ينزله من السماء من الماء وقال فى العطاء الأخروى :

( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ).

( سورة آل عمران الآية ١٦٩ )

أى يفيض الله عليهم النعم الأخروية وكذلك قوله :

( وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا ). ( سورة مريم الآية ٦٢ )

وقوله :

( إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ ). ( سورة الذاريات الآية ٥٨ )

فهذا محمول على العموم والرزاق يقال لخالق الرزق ومعطيه والمسبب له وهو الله تعالى ويقال ذلك للانسان الذى يصير به وصول الرزق والرزاق لا يقال إلا لله تعالى وقوله :

( وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ ).

( سورة الحجر الآية ٢٠ )

أى يسبب فى رزقه ولا مدخل لكم فيه وقوله :

( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ ).

( سورة النحل الآية ٧٣ )

أى ليسوا بسبب فى رزق بوجه من الوجوه ، وبسبب من الأسباب ويقال ارتزق الجند اخذوا أرزاقهم والرزقة ما يعطونه دفعة واحدة ، وهذا الكتاب النفيس مطبوع عدة طبعات.

١٤٤

الفخر الرازى وتفسيره

هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن على القرشى التيمى البكرى الطبرستانى الرازى.

لقب بفخر الدين ، وعرف بابن الخطيب.

ولد بالرى خامس عشر شهر رمضان سنة أربع وأربعين وخمسمائة للهجرة.

وقد شب على طلب العلم ورحل فى سبيل تحصيله الى أشهر مواطنه فى عمره : فى خوارزم وخراسان وماوراء النهر ، وكان قد قضى وطره من التلقى عن والده الذى كان من تلاميذ الامام البغوى الشهير ثم تلقى بعده عن الكمال السمعانى والمجد الجيلى وكثير من العلماء الذين عاصرهم.

وقد كان من نتيجة السعى لطلب العلم والجد فى تحصيله ان أصبح الرازى ـ كما قيل عنه ـ إمام وقته فى العلوم العقلية فكان متكلم زمانه ، وأحد الأئمة فى العلوم الشرعية ، والتفسير واللغة. كما كان فقيها على المذهب الشافعى.

مؤلفاته :

وقد ترك الرازى فى هذه العلوم الكنوز العلمية الكبيرة والآثار الخالدة من المؤلفات التى حظيت فى حياته وبعد وفاته باقبال الناس عليها يتدارسونها وينتفعون بما تركته قريحة هذا العالم الكبير وهى تربوا ـ فى مجموعها على مائتى مصنف.

ومن أشهر مؤلفات الرازى :

كتابه المشهور فى التفسير المعروف بـ « مفاتيح الغيب ».

١٤٥

ولوامع البينات فى شرح أسماء الله تعالى والصفات.

وكتاب معالم أصول الدين.

ومحصل المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين.

والمسائل الخمسون فى أصول علم الكلام.

وأسرار التنزيل فى التوحيد.

والمباحث المشرقية.

وانموذج العلوم.

والمحصول فى علم الاصول.

والسر المكتوم فى مخاطبة النجوم.

وكتاب الهندسة.

وغير ذلك الكثير مما يجعله فى مكانه مع كبار العلماء والمفكرين والفلاسفة الاسلاميين.

وقد كان لهذا العالم الفذ مواقفه الصلبة دفاعا عن العقيدة وذبا عن حماها.

وكان للرازى شهرة كبيرة فى الوعظ باللسانين العربى والعجمى اذ كان بالغ التأثير فى خطابته لما يلحقه من وجد فى حال الوعظ حيث كان يكثر من البكاء فيأخذ بمجامع القلوب وتنصت إليه الأسماع وقد زاد من تأثيره فى قلوب سامعيه عاطفته التى كانت تجيش فى كثير من الاحيان بشعر ياخذ بالالباب ويهز أوتار القلوب هزا ، ومن شعره فى ذلك :

اليك اله الحق وجهى ووجهتى

وأنت الذى ادعوه فى السر والجهر

وأنت غياثى عند كل ملمة

وأنت أنيسى حين أفراد فى القبر

ومنه :

نهاية اقدام العقول عقال

وأكثر سعى العالمين ضلال

١٤٦

وأرواحنا فى وحشة من جسومنا

وحاصل دنيانا أذى ووبال

وكم قد رأينا من رجال دولة

فبادوا جميعا مسرعين وزالوا

وكم من جبال قد علت شرفاتها

رجال فزالوا والجبال جبال

تلامذة الرازى :

وقد كثر تلاميذ الرازى كثرة فائقة حتى قيل انه كان يمشى فى خدمته نحو ثلاثمائة تلميذ ، وكان يحضر مجالس وعظه الخاص والعام.

وقد عاش الرازى فى رغد من العيش وسعة من الثراء ونعمة تضاهى نعمة الملوك حيث اجتمعت له الاموال الكثيرة اكراما له من سلاطين عصره من أمثال : شهاب الدين الغورى سلطان غزنة. والسلطان علاء الدين خوارزم شاه.

وقد عظم شأنه حتى أن الملك خوارزم هذا كان يأتى إلى بابه ويحضر مجالس وعظه حتى اذا انتهت به الحياة وقضى منها وطره ترك ثروة ضخمة تربو على ثمانين ألف دينار.

ومع ما قام به هذا الرجل من دراسات وتأليف ومحاورات فى علم الكلام فاننا نراه ـ ككثرة من العلماء ـ يعود إلى الاقرار بأن هناك ما هو أجدى وأجدر بالبحث والدراسة والتصنيف وهو القرآن الكريم فتراه يقول :

« لقد اختبرت الطريق الكلامية والمناهج الفلسفية فلم أجدها تروى غليلا ، ولا تشفى عليلا ، ورأيت أصح الطريق طريقة القرآن ....

ثم يقول :

« وأقول من صميم القلب من داخل الروح : أنى مقر بأنّ ما هو الاكمل والأفضل الأعظم الاجل فهو لك ، وكل ما هو عيب ونقص فأنت منزه عنه ...

١٤٧

وأن الإمام الرازى بهذا الاعتراف الذى كان منه فى أواخر حياته يبين أن هذا الفيلسوف بعد أن طاف بمجالات الفكر فى جوانبها العميقة وفى زواياها المستفيضة رأى فى النهاية أن منهج الاتباع للقرآن وللسنة هو المنهج الذى يهدى الانسان الى الصراط المستقيم ، أما المتاهات التى سار فيها الفلاسفة والمتكلمون فإنها ليست بمنهج السلم الصادق. والقرآن نزل هداية للعقل ورسما للطريق الصواب ، وهو عصمة لمن اتبعه ، وهداية لمن استقام عليه.

وعاد الامام الرازى اذن بعد أن طوف ما طوف إلى القرآن الكريم متبعا ومستهديا ومسترشدا ، وقال كلمته المشهورة :

نهاية اقدام العقول عقال ...

تفسير الرازى « مفاتيح الغيب » ومنهجه فيه.

يقع هذا التفسير فى ثمانية مجلدات ضخمة مطبوعة ومتداولة بين أهل العلم حيث يحظى بين دارسى القرآن بالشهرة الواسعة نظرا لما يشتمل عليه من أبحاث فياضة تضم أنواعا شتى من مسائل العلوم المختلفة حتى قيل عنه أنه : جمع كل غريب وغريبة.

والناظر فى هذا التفسير الكبير يجد أمورا هامة تلفت النظر وتشد الانتباه منها :

١ ـ الاهتمام بذكر المناسبات بين سور القرآن وآياته وبعضها مع بعض حتى يوضح ما عليه القرآن من ترتيب على الحكمة « تنزيل من حكيم حميد ».

٢ ـ كثرة الاستطراد إلى العلوم الرياضية والفلسفية والطبيعة وغيرهما.

٣ ـ العرض لكثير من آراء الفلاسفة والمتكلمين بالرد والتفنيد فهو ـ على شاكلة أهل السنة ومن يعتقد معتقدهم ـ يقف دائما للمعتزلة بالمرصاد يفند آراءهم ويدحض حجتهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

٤ ـ والفخر الرازى فى تفسيره لا يكاد يمر بآية من آيات الأحكام إلا

١٤٨

ويذكر مذاهب الفقهاء فيها مع ترويجه لمذهب الشافعى الذى كان يتابعه هو فى عبادته ومعاملاته.

٥ ـ ويضيف الرازى إلى ما سبق كثيرا من المسائل فى علوم : الأصول والبلاغة والنحو وغيرها ، وان كانت هذه المسائل فى مجموعها بعيدة عن الاطناب والتوسع كما هو الحال فى المسائل الكونية والرياضية والفلسفية بوجه عام.

وبالجملة فتفسير الإمام الرازى أشبه ما يكون بموسوعة كبيرة فى علوم الكون والطبيعة والعلوم التى تتصل اتصالا من قريب أو بعيد بعلم التفسير والعلوم الخادمة له والمترتبة عليه استنباطا وفهما.

وانظر إليه بعد أن عرض لسورة الفاتحة عرضا موجزا فى مقدمته اذ يقول :

أما بعد : فهذا كتاب مشتمل على شرح بعض ما رزقنا الله تعالى من علوم سورة الفاتحة ، ونسأل الله العظيم أن يوفقنا لا تمامه وأن يجعلنا فى الدارين اهلا لإكرامه وانعامه ... وهذا الكتاب مرتب على مقدمة وكتب ، أما المقدمة ففيها فصول : الفصل فى التنبيه على علوم هذه السورة على سبيل الإجمال.

ثم يقول :

اعلم أنه مر على لسانى فى بعض الأوقات أن هذه السورة الكريمة يمكن أن يستنبط من فوائدها ونفائسها عشرة آلاف مسئلة فاستبعد هذا بعض الحساد وقوم من أهل الجهل والغى والعناد وحملوا على ذلك ما ألفوه من انفسهم من التعليقات الفارغة من المعانى والكلمات الخالية من تحقيق المعاقد والمبانى ، فلما شرعت فى تصنيف هذا الكتاب قدمت هذه المقدمة لتصير كالتنبيه على أن ما ذكرناه أمر ممكن الحصول قريب الوصول.

ثم يذكر بعد ذلك مقدمة جدلية يشفعها بقوله :

فظهر بهذا الطريق أن قولنا « اعوذ بالله » مشتمل على الألوف من المسائل الحقيقية اليقينية ...

١٤٩

ثم يؤكد ذلك مرة أخرى مع زيادة وتوسع فى تفصيل وتوضيح فيقول :

« فيثبت بهذا الطريق أن قولنا : « اعوذ بالله » مشتمل على عشرة آلاف مسألة وأزيد أو أقل من المسائل المهمة المعتبرة ».

والكتاب بين يدى القارئ بذلك يعتبر مائدة كبرى حوت أطيب المآكل والمشارب وقطوف الثمرات يشبع ويروى بها أهل العلم ودارسوا القرآن وعلومه أفئدتهم وظمأهم من هذا التفسير المبارك.

رحم الله الرازى ونفع بتفسيره وجزاه عن القرآن وعلوم القرآن ودارسيه خير الجزاء.

نموذج من تفسيره :

قوله تعالى : « لا ريب فيه » فيه مسئلتان :

المسألة الأولى : « الريب » قريب من الشك ، وفيه زيادة كأنه ظن سوء ... تقول : رابنى امر فلان اذا ظننت به سوءا ، ومنه قوله عليه‌السلام : « دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ».

فان قيل ؛ قد يستعمل الريب فى قولهم ريب الدهر ، وريب الزمان أى حوادثه.

قال تعالى : نتربص به ريب المنون. ويستعمل أيضا فى معنى ما يختلج فى القلب من أسباب الغيظ كقول الشاعر :

قضينا فى تهامة كل ريب

وخير ثم اجمعنا السيوفا

قلنا : هذان قد يرجعان الى معنى الشك لأن الشك ما يخاف من ريب المنون محتمل فهو كالمشكول ، وكذلك ما اختلج بالقلب فهو غير متيقن.

فقوله تعالى : « لا ريب فيه » المراد منه نفى كونه مظنة الريب بوجه من الوجوه ، والمقصود أنه لا شبهة فى صحته ولا فى كونه من عند الله ولا فى كونه معجزا.

١٥٠

ولو قلت : المراد لا ريب فى كونه معجزا على الخصوص كان أقرب لتأكيد هذا التأويل بقوله :

( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا )

( سورة البقرة الآية ٢٣ )

وهاهنا سؤالان :

السؤال الأول : طعن بعض الملحدة فيه فقال : إن عنى أنه لا شك فيه عندنا فنحن قد نشك فيه ، وإن عنى أنه لا شك فيه عنده فلا فائدة فيه ..

الجواب : المراد أنه بلغ من الوضوح إلى حيث لا ينبغى لمرتاب أن يرتاب فيه ، والامر كذلك ، لان العرب مع بلوغهم فى الفصاحة إلى النهاية عجزوا عن معارضة أقصر سورة من القرآن وذلك يشهد بأنه بلغ هذه الحجة فى الظهور إلى حيث لا يجوز للعاقل أن يرتاب فيه.

السؤال الثانى : لم قال هاهنا : لا ريب فيه ، وفى موضع آخر « لا فيها غول ..؟

الجواب : لانهم يقدمون الاهم فالمهم ، وهاهنا الأهم نفى الريب بالكلمة عن الكتاب ، ولو قلت : لا ريب فيه لاوهم أن هناك كتابا آخر حصل الريب فيه لا هنا كما قصد فى قوله : لا فيها غول تفضيل خمر الجنة على خمور الدنيا فانها لا تغتال العقول كما تغتالها خمرة الدنيا.

السؤال الثالث : من بين بدل قوله لا ريب فيه على نفى الريب بالكلية.

الجواب : قرأ أبو الشعثاء : لا ريب فيه ـ بالرفع. واعلم أن القراءة المشهورة توجب ارتفاع الريب بالكلية ، والدليل عليه أن قوله : لا ريب فيه نفى لما هية الريب ، ونفى الماهية يقتضى نفى كل فرد من افراد الماهية ، لأنه لو ثبت فرد من أفراد الماهية لثبتت الماهية ، ولهذا السر كان قولنا : لا اله الا الله نفيا لجميع الآلهة سوى الله تعالى.

١٥١

وأما قولنا : لا ريب فيه ـ بالرفع فهو نقيض لقولنا : ريب فيه ، وهو يفيد ثبوت فرد واحد فذلك النفى يوجب انتفاء جميع الافراد ليتحقق التناقض .... الخ ..

١٥٢

الإمام الطبرسى وتفسيره

مجمع البيان لعلوم القرآن

ان مؤلف هذا التفسير هو الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسى.

والطبرسى : نسبه إلى طبرستان ، وهو من كبار علماء الشيعة الامامية ، توفى سنة ٥٤٨ ه‍. ليلة عيد الاضحى وقد عاش فى خراسان فى المشهد الرضوى مدة طويلة فنسب إلى المشهد ، ويقال له أحيانا الطبرسى المشهدى ثم ارتحل إلى بلده سبزاوار من اقليم خراسان.

وألف هذا ، الكتاب بها وفرغ من تأليفه فى ذى القعدة سنة ٥٤٦ ه‍.

وهو رجل من بيت من بيوت العلم ، فقد كان ابنه رضى الدين من أهل العلم وكان سبطه على بن الحسن من أهل العلم وكان الكثيرون من أقربائه وأحفاده من ذوى المكانة العلمية.

وأخذ عنه كثير من العلماء وأخذ هو عن قمة من قمم المذهب الشيعى هو الشيخ أبى على بن الشيخ الطوسى وقد ألف فى التفسير ثلاثة كتب أحدها هذا الكتاب الذى نقدمه الآن ولتأليفه قصة : إن المؤلفين يذكرونها كما يلى :

« ومن عجيب أمر هذا الطبرسى بل من غريب كراماته ، ما اشتهر بين الخاص والعام أنه قد أصابته السكتة فظنوا به الوفاة فغسلوه وكفنوه ثم رجعوا ، فلما أفاق وجد نفسه فى القبر ومسدود عليه سبيل الخروج عنه من كل جهة ، فنذر فى تلك الحالة أنه أن انجى من تلك الداهية ألف كتابا فى تفسير القرآن ، فاتفق أن بعض النباشين قصده لأخذ كفنه ، فلما كشف عن وجه القبر أخذ الشيخ بيده فتحير النباش ودهش مما رآه ثم تكلم معه فازداد به قلقا ، فقال له : لا تخف ، أنا حى وقد أصابتنى السكتة ففعلوا بي هذا ، ولما لم يقدر على

١٥٣

النهوض والمشى من غاية ضعفه ، حمله النباش على عاتقه وجاء به إلى بيته الشريف ، فأعطاه الخلعة وأولاه ما لا جزيلا ، وتاب على يده النباش ، ثم انه بعد ذلك وفى بنذره الموصوف ، وشرع فى تأليف مجمع البيان » ا ه.

أما التفسير الثانى فله أيضا قصة وذلك أنه وصله فى يوم من الأيام تفسير الكشاف فوجد أنه تفسير نفيس فاستحسن طريقته ، وأعجب به ، ولكنه رأى به بعض ما يؤخذ عليه من التعصب الكامل لمذهب المعتزلة ، فألف كتاب :

« الكافى الشافى عن الكشاف » وقد ضمن هذا الكتاب الوسيط فوائد تفسيره مجمع البيان وفوائد تفسير الكشاف وهو فى أربعة مجلدات ، وله تفسير ثالث مختصر هو الوجيز.

والتفسير الذى نقدمه كتب عنه قديما وحديثا كثير من مفكرى الاسلام ، لقد كتب عنه الشيخ محمد تقى القمى من أعلام الشيعة :

« انه كتاب وقف مؤلفه موقف الانصاف ، والتزم جادة الأدب القرآنى ، فلم يعنف فى جدال ، ولم يسفه فى مقال ، بل أعطى مخالفيه ما أعطى موافقيه من حسن العرض ، وبيان الحجة ، ورواية السند ، فمكن القارئ بذلك من الحكم السديد ، وجعل من كتابه موضعا للقدوة الحسنة فى الجدال بالتى هى أحسن.

وكتب عنه فضيلة الامام الأكبر الشيخ محمود شلتوت ما يلي :

« ان هذا الكتاب نسيج وحده بين كتب التفسير وذلك لأنه مع سعة بحوثه وعمقها وتنوعها ، له خاصية فى الترتيب والتبويب ، والتنسيق والتهذيب ، لم تعرف لكتب التفسير من قبله ، ولا تكاد تعرف لكتب التفسير من بعده :فعهدنا بكتب التفسير الاولى أنها تجمع الروايات والآراء فى المسائل المختلفة ، وتسوقها عند الكلام على الآيات سوقا متشابكا ربما اختلط فيه فن بفن ، فما يزال القارئ يكد نفسه فى استخلاص ما يريد من هنا وهناك حتى يجتمع إليه

١٥٤

ما تفرق ، وربما وجد العناية ببعض النواحى واضحة إلى حد الاملال ، والتقصير فى بعض آخر واضحا إلى درجة الاختلال ، أما الذين جاءوا بعد ذلك من المفسرين ، فلئن كان بعضهم قد اطنبوا ، وحققوا وهذبوا وفصلوا وبوبوا ، فإن قليلا منهم أولئك الذين استطاعوا مع ذلك أن يحتفظوا لتفسيرهم بالجو القرآنى الذى يشعر معه القارئ بأنه يجول فى مجالات متصلة بكتاب الله اتصالا وثيقا ، وتتطلبها خدمته حقا لا لادنى ملابسة ، وأقل مناسبة.

لكن كتابنا هذا كان أول ـ ولم يزل أكمل ـ مؤلف من كتب التفسير الجامعة استطاع أن يجمع إلى غزارة البحث ، وعمق الدرس ، وطول النفس فى الاستقصاء ، هذا النظم الفريد ، القائم على التقسيم والتنظيم والمحافظة على تفسير القرآن ، وملاحظة أنه فن يقصد به خدمة القرآن ، لا خدمة اللغويين بالقرآن ، ولا خدمة الفقهاء بالقرآن ، ولا تطبيق آيات القرآن على نحو سيبويه ، أو بلاغة عبد القاهر ، أو فلسفة اليونان أو ـ الرومان ، ولا الحكم على القرآن بالمذاهب التى يجب أن تخضع هى لحكم القرآن.

ومن مزايا هذا التنظيم أنه يتيح لقارئ الكتاب فرصة القصد إلى ما يريده قصدا مباشرا ، فمن شاء أن يبحث عن اللغة عمد إلى فصلها المخصص لها ، ومن شاء أن يبحث بحثا نحويا اتجه إليه ، ومن شاء معرفة القراءات رواية أو تخريجا وحجة عمد إلى موضع ذلك فى كل آية فوجده ميسرا محررا ، وهكذا.

ولا شك أن هذا فيه تقريب أى تقريب على المشتغلين بالدراسات القرآنية ، ولا سيما فى عصرنا الحاضر الذى كان من أهم صوار فى المثقفين فيه عن دراسة كتب التفسير ما يصادفونه فيها من العنت ، وما يشق عليهم من متابعتها فى صبر ودأب ، وكد وتعب.

فتلك مزية نظامية لهذا الكتاب ، بجانب مزاياه العلمية الفكرية.

أما منهج صاحب الكتاب نفسه فانه يتحدث عنه قائلا : أنه استخار الله تعالى ، ثم يقول :

١٥٥

« وشمرت عن ساق الجد ، وبذلت غاية الجهد والكد ، وأسهرت الناظر ، وأتعبت الخاطر ، وأطلت التفكير ، وأحضرت التفاسير ، واستمددت من الله سبحانه التوفيق والتيسير ، وابتدأت بتأليف كتاب هو فى غاية التلخيص والتهذيب ، وحسن النظم والترتيب ، بجمع أنواع هذا العلم وفنونه ، ويحوى فصوصه وعيونه ، من علم قراءاته ، واعرابه ولغاته ، وغوامضه ومشكلاته ، ومعاينة وجهاته ، ونزوله وأخباره ، وقصصه وآثاره ، وحدوده وأحكامه ، وحلاله وحرامه ، والكلام على مطاعن المبطلين فيه ، وذكر ما ينفرد به أصحابنا رضى الله عنهم من الاستدلال بمواضع كثيرة منه على صحة ما يعتقدونه من الأصول والفروع ، والمعقول والمسموع على وجه الاعتدال والاختصار ، فوق الايجاز ودون الاكثار ، فان الخواطر فى هذا الزمان لا تحتمل أعباء العلوم الكثيرة ، وتضعف عن الاجراء فى الحلبات الحظيرة ، اذ لم يبق من العلماء إلا الأسماء ، ومن العلوم إلا الذماء ، وقدمت فى مطلع كل سورة ذكر مكيها ومدنيها ، ثم ذكر الاختلاف فى عدد آياتها ، ثم ذكر فضل تلاوتها ثم أقدم فى كل آية الاختلاف فى القراءات ، ثم ذكر العلل والاحتجاجات ، ثم ذكر العربية واللغات ثم ذكر الاعراب والمشكلات ، ثم ذكر الاسباب والنزولات ، ثم ذكر المعانى والأحكام والتأويلات ، والقصص والجهات ، ثم ذكر انتظام الآيات ، على أنى قد جمعت فى عربيته كل غرة لائحة ، وفى اعرابه كل حجة واضحة وفى معانيه كل قول متين ، وفى مشكلاته كل برهان مبين ، فهو بحمد الله للأديب عمده ، وللنحوى عده ، وللنحوى عده ، وللمقرئ بصيرة ، وللناسك ذخيرة ، وللمتكلم حجة ، وللمحدث محجة ، وللفقيه دلالة ، وللواعظ آلة.

وسميته كتاب « مجمع البيان لعلوم القرآن » وأرجو ان شاء الله تعالى أن يكون كتابا كثير الدرر ، غزير الغرر ، متواصف السمات ، متناسق الصفات ، سيارا فى الانجاد والأغوار ، طيارا فى الآفاق والاقطار ، مهذب الترتيب ، مذهب التهذيب ، أحكام الشريعة بمعانيه منوطة ، وأعلام الحقيقة

١٥٦

بمبانيه مربوطه ، وبحول الله أعتصم وبقوته وعونه أفتتح وأختتم ، وإياه أسأل الهداية للتى هى أقوم.

( وَما تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )

( سورة هود الآية ٨٨ )

وهاك نماذج من تفسيره :

قوله تعالى :

( هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )

( سورة آل عمران الآية ٦ )

يقول : التصوير جعل الشيء على صورة لم يكن عليها ، والصورة هيئة يكون عليها الشيء فى التأليف.

وأصلها من صاره يصوره اذا أماله لأنها مائلة إلى هيئة بالشبه لها ، والفرق بين الصورة والصيغة : أن الصيغة عبارة عما وضع فى اللغة ليدل على أمر من الأمور ، وليس كذلك الصورة لأن دلالتها على جعل جاعل شيئا على بنية ، والأرحام : جمع رحم وأصله الرحمة ، وذلك لأنها مما يتراحم به ، ويتعاطف ، يقولون :

وصلتك رحم ، والمشيئة هى الارادة.

المعنى : « هو الّذى يصوّركم » أى يخلق صوركم فى الأرحام « كيف يشاء » على أى صورة شاء وعلى أى صفة شاء من ذكر أو أنثى ، أو صبيح أو دميم ، أو طويل أو قصير « لا اله إلا هو العزيز » فى سلطانه « الحكيم » فى أفعاله.

ودلت الآية على وحدانية الله وكمال قدرته وتمام حكمته حيث صور الولد فى رحم الأم على هذه الصفة وركب فيه من أنواع البدائع من غير آلة

١٥٧

ولا كلفة ، وقد تقرر فى عقل كل عاقل أن العالم لو اجتمعوا على أن يخلقوا من الماء بعوضة ، ويصوروا منه صورة فى حال ما يشاهدونه ويعرفونه ، لم يقدروا على ذلك ولا وجدوا إليه سبيلا ، فكيف يقدرون على الخلق فى الأرحام.

( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ )

( سورة المؤمنون الآية ١٤ )

وهذا الاستدلال مروى عن جعفر بن محمد ».

وهاك نموذج آخر من تفسيره :

قوله تعالى :

( لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ).

( سورة آل عمران الآية ١٦٤ )

يقول : « المعنى : ذكر سبحانه عظيم نعمته على الخلق ببعثه نبينا فقال : « لقد من الله » أي أنعم الله « على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا » منهم خص المؤمنين بالذكر وان كان صلى‌الله‌عليه‌وسلم مبعوثا إلى جميع الخلق ، لأن النعمة عليهم أعظم لاهتدائهم به وانتفاعهم ببيانه ، ونظير ذلك ما تقدم بيانه من قوله « هدى للمتقين » ، وقوله : « من أنفسهم » فيه أقوال : أحدها :

أن المراد به من رهطهم يعرفون منشأه وصدقه وأمانته ، وكونه أميا لم يكتب كتابا ولم يقرأه ليعلموا أن ما أتى به وحى منزل ، ويكون ذلك مشرفا لهم وداعيا إياهم إلى الايمان.

١٥٨

وثانيها : أن المراد به أنه يتكلم بلسانهم فيسهل عليهم تعلم الحكمة منه فيكون خاصا بالعرب.

وثالثها : أنه عام لجميع المؤمنين ، والمراد بأنفسهم أنه من جنسهم لم يبعث ملكا ولا جنيا ، وموضع المنة فيه أنه بعث فيهم من عرفوا أمره ، وخبروا شأنه.

وقوله : « يتلو عليهم آياته » يعنى القرآن « ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة » ويعرضهم لما يكونون به أزكياء بشهادته لهم بذلك ليعرفهم الناس.

« ويعلمهم الكتاب والحكمة » الكتاب القرآن ، والحكمة هى القرآن أيضا ، جمع بين الصفتين لاختلاف فائدتهما كما يقال : الله العالم بالأمور كلها ، القادر عليها.

وقيل : أراد بالكتاب القرآن ، وبالحكمة الوحى من السنة وما لا يعلم إلا من جهته من الأحكام « وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين » يعنى أنهم كانوا فى ضلال ظاهر بين أى كفارا وكفرهم هو ضلالهم ، فأنقذهم الله بالنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ا ه.

وبعد : فانه مما لا شك فيه أنه تفسير نفيس ، وكل ما يؤخذ عليه ميله للمذهب الشيعى ومهما قيل عن انصافه فانه لم يستطع أن يتخلص فى أحكامه من هذا المذهب.

١٥٩
١٦٠