المرشد الوجيز

الميرزا محسن آل عصفور

المرشد الوجيز

المؤلف:

الميرزا محسن آل عصفور


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المؤلّف
المطبعة: العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٣

تولوا فاعلم ) ( فان تولوا فخذوهم ) ٣ ـ اعرض ( فان تولوا فانما ) ( ومن تولى ) ( وتولى عنهم ) ( فتول عنهم ) ٤ ـ انهزم ( فلا تولوهم ) ( وليتم مدبرين ).

( و هـ ب ) ١ ـ العطيّة ( قال رب هب لى ) ( فهب لى من ) ٢ ـ اجعل لنا ( يقولون ربنا هب لنا ).

( ى )

( ىء س ) ١ ـ القنوط ( ولا تيأسوا من روح ) ( لا ييأس ) ٢ ـ يتبين ( أفلم ييأس الذين آمنوا ).

( ى د و ) ١ ـ الفعل ( عملته ايديهم ) ( قدمت يداك ) ( يدا أبى لهب ) ٢ ـ القدرة ( يد الله ) ( لما خلقت بيدى ) ٣ ـ العطاء ( يد الله مغلولة ) ( بل يداه مبسوطتان ) ( يدك مغلولة الى ) ٤ ـ الجارحة المألوفة ( وايديكم الى المرافق ) ( ونزع يده فاذا ) ( وخذ بيدك ).

( ى س ر ) ١ ـ الهيّن ( على الله يسير ) ٢ ـ خفيّ ( قبضا يسيرا ) ٣ ـ سريعا ( كيل يسير ) ٤ ـ الرخصة ( يريد الله بكم اليسر ) ٥ ـ التيسير والتسهيل ( يسّرناه بلسانك ) ( يسرنا القرآن ) ( من امره يسرا ) ٦ ـ الرخاء ( من عسر يسرا ) ٧ ـ العدة الحسنة ( قولا ميسورا ).

( ى ق ن ) ١ ـ التصديق ( بنبإ يقين ) ( يوقنون ) ٢ ـ الموت ( يأتيك اليقين ) ( أتانا اليقين ) ٣ ـ العيان ( علم اليقين ) ٤ ـ العلم ( ما قتلوه يقينا ).

( ى م ن ) ١ ـ القوة ( ضربا باليمين ) ( مطويات بيمينه ) ٢ ـ الحلف ( اللغو فى ايمانكم ) ( جهد أيمانهم ) ٣ ـ العهد ( ايمان علينا ) ( نكثوا ايمانهم ) ( ولا تتخذوا ايمانكم ) ٤ ـ اليد اليمنى ( وبايمانهم ) ( كتابه بيمينه ) ( ما تلك بيمينك يا موسى ) ٥ ـ الملك ( ملكت ايمانكم ) ٦ ـ الدين ( تأتوننا عن اليمين ) ( وعن ايمانهم ) ٧ ـ الجنّة ( واصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ) ( الا أصحاب

١٢١

اليمين ) ٨ ـ الجانب الايمن مى الشيء ( عن اليمين وعن ) ( الطور الأيمن ) ٩ ـ الحجّة ( لأخذنا منه باليمين ).

( ى و م ) ١ ـ اليوم من الايام الستة التى خلقت فيها الأرض ( فى يومين ) ( وان يوما عند ربك ) ( اليه فى يوم مقداره ) ٢ ـ يوم القيامة ( اليوم نختم ) ( ليوم فى شغل ) ( ليوم القيامة ) ( اليوم تجزى ) ٣ ـ حين ( يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيّا ) ( يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث ) ( يوم ظعنكم ويوم اقامتكم ) ( يوم حصاده ) ٤ ـ يوم غلبت الروم فارس ( ويومئذ يفرح المؤمنون ) ٥ ـ المدة الواقعة بين طلوع الشمس وبين مغيبها ( يوم يأتى بعض آيات ربك ).

١٢٢

( الفصل الثالث )

فى البناء القرآنى الايقاعى الصوتى :

( الصوت ) مصدر صات الشيء يصوت صوتا فهو صائت وصوت تصويتا فهو مصوت وهو عام ولا يختص يقال صوت الانسان وصوت الحمار وفى الكتاب الكريم ( إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) « لقمان : ١٩ ».

وقال الراجز :

كأنما اصواتها فى الوادى

أصوات حج من عمان غاد

والحج جمع حاج.

وقال جرير بن عطية :

لما تذكرت بالديرين ارّقنى

صوت الدجاج وقرع بالنواقيس

والصوت مذكر لانه مصدر كالضرب والقتل وقد ورد مؤنثا على ضرب من التأوّل قال رويشد بن كثير الطائى :

يا ايها الراكب المزجى مطيته

بلغ بنى أسد ما هذه الصوت

فأراد الاستغاثة :

ويقال رجل صائت أى شديد الصوت كما يقال رجل نال اى كثير النوال وقولهم ( لفلان صيت ) اذا انتشر ذكره من لفظ الصوت الا ان واوه انقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها كما قالوا : قيل من القول.

١٢٣

قال الفاضل الفيومى فى المصباح المنير :

الصوت فى العرف جرس الكلام والجمع أصوات وهو مذكر واما قوله :

سائل بنى أسد ما هذه الصوت :

فانما أنّث ذهابا الى الصيحة وكثيرا ما تفعل العرب مثل ذلك اذا ترادف المذكر والمؤنث على مسمى واحد فتقول : اقبلت العشاء على معنى العشية وهذه العشية على معنى العشاء ورجل صائت اذا صاح وصيت وصيّت قوى الصوت والصيت بالكسر الذكر الجميل فى الناس اه (١).

وقال الجرجانى : هو كيفية قائمة بالهواء يحملها الى الصماخ (٢).

وقال الأحمد نكرى فى الدستور :

الصوت هواء متموج بتصادم جسمين (٣).

وفى رسالة الحدود والحقائق للآتى صرح بما لفظه : الصوت ما تسمع من الهواء المنضغط اما من قرع بعنف أو قلع بشدة (٤).

وقال ابو طاهر البغدادى فى قانون البلاغة : الصوت هو آلة اللفظ والذى به يبلغ السامع ما يدركه الفكر وقال فى تعريف الفكر : هو مستنبط الحكمة ومستثار الصوت ومستوضح غوامض الأدلة وكاشف ضباب الغفلة عن الأفئدة (٥).

__________________

(١) المصباح المنير ص ٣٥ ط قم منشورات دار الهجرة.

(٢) تعريفات الجرجانى ص ٥٩.

(٣) دستور العلماء ج ٢ ص ٢٥٤.

(٤) رسالة الحدود والحقائق ص ٢١ ط قم.

(٥) قانون البلاغة ص ٧٥ ط بيروت سنة ١٩٨١ م.

١٢٤

كيفية حدوث الصوت فى جهاز النطق

لحدوث الصوت البشرى مصادر متعددة الا ان الذى يهمنا منها ما كان سبب حدوثه الهواء الخارج من الرئتين المار عبر الفم ( الجهاز النطفى لدى الانسان ) فيحدث بسبب ذلك صوتا حيث يخرج مستطيلا ساذجا متموجا حتى يعرض له فى الحلق والفم والشفتين مقاطع تثنيه عن امتداده فيسمى المقطع اينما عرض له حرفا وكيفية ذلك ان الارادة الانسانية عند ما يحصل عندها شوق وميل وباعث للنطق بصوت معين مخصوص يتشكل أحد الاعضاء التكوينية للجهاز النطقى من حلق او شفتين او لسان ونحوها اثناء مرور الهواء عبره اذا تعلق الغرض به تلقائيا بفعل تحريك وادارة مركزية مقرها مقطع خاص فى الدماغ والمخ موظفة لأداء تلك الوظيفة عند حدوث باعث على اصدار ذلك الصوت المراد احداثه وايجاده فى المقطع الصوتى الخاص به فيصدم تموج الصوت به بشدّة أو بلين او بانحراف او تقلقل او نحو ذلك فيظهر بمظاهر مختلفة حسب طلب الارادة الفاعلة وتأثيرها فى اعضاء النطق.

كيفية تشخيص وتعيين مخرج كل حرف من حروف الهجاء

لمعرفة موضع مخرج الحرف طريقتان :

( الأولى ) هى ان تلفظ بهمزة وصل وتأتى بالحرف الذى تريد معرفة مخرجه بعدها مسكنا ثم تصغى اليه فحيث انقطع صوته كان مخرجه المحقق فيقال على سبيل المثال فى الألف « آ » وفى الجيم « ج » وفى السين « اس » وفى الميم « ام » وهكذا وأول من ابتدع ذلك الخليل ابن احمد الفراهيدى وقد استفاد منه فى وضع أول قاموس لغة عرفته البشرية فضلا عن الأقطار العربية واستفاد منه كل من اتى من بعده.

( الثانية ) هى ان تشدد الحرف الذى تريد معرفة مخرجه المحقق وتجعل الأول منهما مفتوحا والثانى ساكنا فحيث انقطع الصوت كان مخرجه المحقق نحو « طط » ، « قق » « جج » ونحو ذلك.

١٢٥

( الاصوات الاصلية ذات المخارج المحققة )

قال سيبويه : أصل حروف العربية تسعة وعشرون حرفا (١) وقال ابن سنان فى سر الفصاحة :

الحروف تختلف باختلاف مقاطع الصوت حتى شبه بعضهم الحلق والفم بالناى لأن الصوت يخرج مستطيلا ساذجا فاذا وضعت الأنامل على خروقه ووقعت المزاوجة بينها سمع لكل حرف منها صوت لا يشبه صاحبه فكذلك اذا وقع الصوت فى الحلق والفم بالاعتماد على جهات مختلفة سمعت الأصوات المختلفة التى هى حروف ولهذا يوجد فى صوت الحجر وغيره لأنه لا مقاطع فيه للصوت وليس يحتاج الى حصر الحروف التى يتعلق بها وانما الغرض ذكر ما فى اللغة العربية هى التى كلامنا عليها لأن فى غيرها من اللغات حروفا ليست فيها كلغة الأرمن وما جرى مجراها (٢).

وقال يحيى اليمنى فى كتاب الطراز : ما من واحد من الأحرف ...

العربية الا وهو مختص بنوع فضيلة لكنها متفاوتة فى الصفاء والرقة ولهذا فانك تجد ( العين ) انصع الحروف جرسا وألذّها سماعا والقاف مختصة بالوضوح والمتانة وشدة الجهر فاذا وقعا فى كلمة حسناها لما فيهما من تلك المزية وهكذا كل حرف منها له مزية لا يشاركه فيها غيره فسبحان من انفذ فى الأشياء دقيق حكمته واحكم المكونات بعجيب صنعته فمتى روعيت هذه الاعتبارات وألّفت الكلمة من هذه الأحرف السهلة كان الكلام فى نهاية العذوبة وجرى على اسلات الألسنة بالسلاسة وخفة المنطق وهذا هو المراد بكون الكلام فصيحا كما سنوضح القول » (٣)

__________________

(١) الكتاب ج ٢ ص ٤٠٤ ط بولاق

(٢) سر الفصاحة ص ٢٦ ط بيروت دار الكتب العلمية.

(٣) الطراز ج ١ ص ١٠٦ ط ١ بيروت دار الكتب العلمية.

١٢٦

( مخارج الحروف العربية )

المخارج جمع مخرج وهو الحيز المولد للحرف وموضعه الذى ينشأ فيه وينقطع عنده صوته.

واما مخارج الحروف العربية الأصول فعند المحققين ومتقدمى النّحاة كالخليل بن احمد الفراهيدى واصحابه وابن سينا فى رسالة افردها فى ذلك سبعة عشر.

وقال سيبويه واتباعه وكثير من النحاة بانها ستة عشر مخرجا باسقاط الحروف الجوفية التى هى حروف المد واللين وجعلوا مخرج الألف من أقصى الحلق والواو من مخرج الحروف المتحركة وكذلك الياء لانها أصوات تتصل بالهواء وتنتهى فيها وليس فيها حيّز محقق واليه جنح الشيخ ميثم البحرانى فى كتابه أصول البلاغة.

وعند الفراء والجرمى وقطرب وابن دريد وابى عمرو وابن كيسان ومن والاهم أربعة عشر مخرجا باسقاط مخرج النون واللام والراء وجعلوها من مخرج واحد وهو طرف اللسان وزاد صاحب مفتاح الكرامة فى رسالته فى التجويد مذهبا رابعا هو القول بانها خمسة عشر مخرجا والغريب انه ادعى بعد ذكره له انه المشهور ولا يخفى بعده ولم اعثر على قائل به سوى الطوفي البغداوى فى كتابه الاكسير فى علم التفسير ص ٧١ حيث قال : ان المخارج خمسة عشر وهذه النون اى المخرج السادس عشر ليست من التسعة والعشرين وهى خيشومية لا عمل للسان فيها اه ونسب اللويمى فى بداية الهداية الى سيبويه والخليل القول باتفاقهما فى المذهب وهو ستة عشر مخرجا ونعتمد منها على الأول وهو سبعة عشر مخرجا.

( المخرج الاول )

( الجوف ) بفتح الجيم واسكان الواو بطن الفم وفيه أربعة أحرف الألف اللينة والهمزة والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها

١٢٧

وهذه هى حروف المد لانها تكون حينئذ فى حقيقتها امتداد لأصوات الحركات الثلاث الضمة والفتحة والكسرة قال الخليل (رض) : الياء والواو والألف والهمزة هوائية فى حيز واحد لانها لا يتعلق بها شىء.

واذا اسكنت وانفتح ما قبلها كثوب وسيف وقيام سمّيت حروف لين لخروجها بلين من غير كلفة لاتساع مخرجها وهو جوف الحلق والفم وانه متى اتسع انتشر الصوت وامتد ولان واذا ضاق انضغط فيه الصوت وصلب وكل حرف مسا ولمخرجه ولا يتعداه الاّ هى ـ اى حروف المد ـ ولذلك قبلت الزيادة ونسبت الى الجوف لأنه آخر انقطاع مخرجها.

وتسمى بجملتها بالحروف الهوائية والجوفية وهى أحد قسمى حروف الهجاء والأخرى يقال لها الحروف الصحيحة وهى ما سواها وأصل هذه الحروف الثلاثة هى حروف العلة لكن لما كان طرو عوامل عارضة على نحو ما تقدم الاشارة اليه صارفا لذواتها الى مسمّيات اخرى تغيّرت وانسلخت عما كانت عليه قال الخليل :

وانما نسبن الى الجوف لانه آخر انقطاع مخرجهن انتهى.

وليس لهن حيّز وهى بالصوت أشبه ويتميزن عنه بتصعّد الألف وتسفل الياء واعتراض الواو ولو تحركت الواو والياء او سكنتا ولم يجانسهما ما قبلهما من الحروف فانه يصير لهما حيّز محقق ومن ثم كان لهما مخرجان وهذه غيرها حينئذ قال الجزرى فى كتابه النشر فى القراءات العشر : امكنهن عند الجمهور الألف » (١)

( المخرج الثانى )

( أقصى الحلق ) أى أبعده مما يلى الصدر وفيه حرفان :

( الهمزة والهاء ) فقيل على مرتبة واحدة وقيل : الهمزة أوّل وقيل عكس ذلك وقال اللويمى بتقديم الهمزة على الهاء ثم الألف بعدها فى المخرج.

__________________

(١) ج ١ ص ٢٠٤.

١٢٨

وذكر الشاطبى وغيره الألف معهما لأن مبدأها مبدأ الحلق ثم تمتد وتمرّ على كل المخارج لكنه جعلها بعدهما وغيره بينهما والأكثر لم يذكرها البتة.

( المخرج الثالث )

( وسط الحلق ) وفيه حرفان ( العين والحاء ) المهملتان فنص مكى على ان العين قبل الحاء وهو ظاهر كلام سيبويه وغيره ونصّ شريح على ان الحاء قبل وهو ظاهر كلام المهدوى وغيره واستقربه اللويمى فى بدايته.

( المخرج الرابع )

( أدنى الحلق ) الى الفم أى اقربه مما يليه وهو ( للغين والخاء ) المعجمتين ونص شريح على ان الغين قبل وهو ظاهر ما ذهب اليه سيبويه ايضا قال ابو الحسن النحوى : ان سيبويه يقصد ترتيبا فيما هو من مخرج واحد ونص مكى على تقديم الخاء.

( وتسمى هذه الحروف الستة الخارجة من المخرج الثانى والثالث والرابع حروف الحلق ) لكون خروجها ومبدأها منه.

( المخرج الخامس )

يقع ما بين اقصى اللسان أى أبعده مما يلى الحلق وأوّل اللهاة وهى اللحمة المشرفة على الحلق وما يحاذيه من الحنك الاعلى ويخرج منه حرف القاف فقط ، قال شريح : ان مخرجها من اللهاة مما يلى الحلق ومخرج الخاء.

( المخرج السادس )

يقع فى أقصى اللسان ايضا لكن اسفل من مخرج القاف قليلا وما يحاذيه من الحنك الاعلى وهو مخرج الكاف ايضا.

وهذان الحرفان ـ القاف والكاف ـ حرفان لهويان لانهما يخرجان من آخر اللسان عند اللهاة وهى اللحمة المشتبكة بآخر اللسان المشرفة على الحلق

١٢٩

كما تقدم بين الفم والحلق ويقال لها اللسان الصغير.

( المخرج السابع )

يقع فى وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك الأعلى وهو مخرج الجيم والشين المثلثة المعجمة والياء غير المدية ـ المنقوطة بنقطتين من تحت وقيل ان الجيم قبلهما وقال المهدوى ان الشين تلا الكاف والجيم والياء يليان السين ويقال لهذه الحروف الشجرية بسكون الجيم المعجمة لخروجها من شجرة الفم.

قال الخليل : اى مفرج الفم اى منفتح ما بين اللحيين.

وقال آخر : انها مجمع اللحيين العنفقة وهى اسم لشعر الشفة السفلى والأحرف الشجرية عند الخليل الجيم والشين والضاد.

( المخرج الثامن )

ويقع من أول حافة اللسان ويستطيل الى ما يليه من الأضراس من الجانب الأيسر وهو اكثرى ـ اى ان اكثر الناس يخرجه من الجانب الأيسر ـ او من الأيمن وهو قليل وذهب سيبويه الى انها تكون من الجانبين وقال الخليل : انها ايضا شجرية يعنى من مخرج الثلاثة الأحرف الواقعة قبلها والتى مر ذكرها فى المخرج السابع.

( المخرج التاسع )

ويقع من أقصى حافة اللسان الى منتهى طرفه وما بينهما وبين ما يليها من الحنك لأعلى مما فويق الضاحك والناب والرباعية والثنيّة ويخرج منه حرف اللام.

( المخرج العاشر )

ويقع من طرف اللسان بينه وبين ما فوق الثنايا أسفل مخرج اللام قليلا ويخرج منه حرف النون.

١٣٠

( المخرج الحادى عشر )

ويقع من رأس اللسان الى اسفل مخرج النون مع انحراف ظهر اللسان قليلا ويخرج منه حرف الراء المهملة ويقال لهذه الأحرف وهى اللام والنون والراء حروف ذلقية لخروجها من ذلق اللسان.

وعند سيبويه والفراء ان مخرجها اى هذه الأحرف الذلقية ـ واحد وهو طرف اللسان ومستدقه ويعزى هذا القول ايضا لقطرب محمد بن المستنير النحوى والجرسى صالح بن اسحاق النحوى ويحيى بن المبارك العدوى.

( المخرج الثانى عشر )

ومكانه من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا مصعدا الى جهة الحنك الأعلى ويخرج منه الظاء والدال والتاء ويقال لها حروف نطعية بكسر النون واسكان الطاء لخروجها من ثنايا الاسنان المتقدمة ونطع الحنك الأعلى وهو جلد فيه غار وهو أى الحنك الأعلى سقفه.

( المخرج الثالث عشر )

ويقع من طرف اللسان فويق الثنايا السفلى ومن بين الثنايا العليا والسفلى ويخرج منه الصاد والزاى والسّين وتسمى هذه الحروف الأسلية بفتح الهمزة والسين وكسر اللام لكون مبدأ خروجها من أسلة اللسان قال الخليل : وهى مستدق طرفه وتسمى ايضا حروف الصّفير ويقال للزاى زاء بالمدّ وزىّ بالكسر والتشديد وهما خلاف الفصيح.

( المخرج الرابع عشر )

ويقع من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا ويخرج منه الظاء والذال المعجمتان والثاء وتسمى لثويّة بكسر اللام نسبة الى اللثة العليا وهى اللحم

١٣١

النابت فيه الأسنان العليا.

( المخرج الخامس عشر )

باطن الشّفة السّفلى واطراف الثنايا العليا ويخرج منه حرف الفاء.

( المخرج السادس عشر )

بين الشفتين ويخرج منه الواو غير المدية والباء الموحدة التحتية والميم الا ان الواو بجمع الشفتين والباء والميم بانطباقهما ولذلك افرد لها اى الواو بعضهم مخرجا كما هو الصحيح وقد تقدم ذكره فى المخرج الأوّل.

وهذه الأربعة اعنى الفاء والواو والباء والميم يقال لها شفوية او شفهية لخروجها من الشفتين ولذلك نسبت الى الموضع الذى تخرج منه.

( المخرج السابع عشر )

الخيشوم ويراد به خياشيم الأنف مما يلى حلمتى الشمّ عند قبض الانف او هو بعبارة اخرى خرق لأنف المنجذب الى داخل الفم ويخرج منه احرف الغنّة وهى الميم الساكنة والتنوين حال ادغامهما بغنة واخفائهما او قلبهما وكذلك الميم والنون المشددتان والميم اذا ادغمت او أخفيت عند الباء فإنّ النون والميم يتحوّلان فى تلك الأحوال عن مخرجهما الأصلى على القول الصحيح الذى هو رأس اللسان فى الأوّل وما بين الشفتين فى الثانى الى الخيشوم كما يتحوّل مخرج حروف المد من مخرجهما الى الجوف على الصواب وقال ابن الجزرى : ان قول سيبويه فى ان مخرج النون الساكنة من مخرج النون المتحركة انما يريد به النّون الساكنة المظهرة انتهى.

وكيف كان فمعنى الغنّة هى الصوت الخارج من الخيشوم وهو الثّقب الواصل من الأنف الى الفم ولا عمل للّسان فيه وقيل فى وصفه انه شبيه بصوت الغزالة اذا ضاع عنها ولدها.

١٣٢

جدول بيانى يوضح توزيع الحروف على المخارج

المخرج

من اقصى الحلق

من وسط الحلق

من آخر الحلق

من آخر اللهات

من اول اللهات

من الشجر

من النطع

من الأسلة

من اللثة

من الذلق

من الشفة

من الجوف

حروفه

اء ه

ح ع

خ غ

ق

ك

ض ج ش

ط ت د

ز س ص

ر ل ن

ظ د ث

ب م وف

الياء الواو الألف

( صفاتها )

الصفات جمع صفة وهى لغة ما قام بالشىء من المعانى كالعلم والسواد واصطلاحا كيفية عارضة للحرف عند حصوله فى المخرج من الجهر والرخاوة والهمس والشدة ونحوها وتبلغ عدتها سبع عشرة صفة ويقع الكلام عنها فى أربعة اطراف :

١٣٣

( الطرف الاول )

فيما له ضد من الصفات ويبلغ عددها مع ضدها عشر صفات :

( الصفة الأولى ) الجهر وهو لغة الاعلان تقول جهر بكذا اذا اعلنه وقد جهر بكلامه وقراءته رفع صوته بهما واصطلاحا هو أن يقوى الاعتماد على الحرف فى مخرجه فينحصر جرى النفس مع تحركه وبعبارة أوضح هو عدم جريان النفس وانحباسه عند النطق بالحرف لقوة الاعتماد على المخرج وانقباض فتحة المزمار وانبساطها.

وعدة الحروف المتصفة به تسعة عشر حرفا وهى :

الهمزة والألف والباء والجيم والذال والدال والراء والزاى والعين والغين والضاد والطاء والظاء والقاف واللام والميم والنون والهاء والواو.

غير ان الميم والنون من جملة هذه الحروف قد يعتمد لها فى الفم والخياشيم فتصير فيها غنّة.

وسميت هذه الحروف بذلك لأنه يجهر بها عند النطق لقوتها وقوة الاعتماد عليها ومنع النفس ان يجرى معها.

( الصفة الثانية ) الهمس وهو ضد الجهر ولغة الخفاء واصطلاحا جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج وحروفه عشرة يجمعها بيت الجزرية :

« فحثّه شخص سكت » وجمعها آخر بقوله « ستشحثك خصفه » وهى ما عدا حروف الجهر وذكرها سيبويه فى كتابه على هذا النحو : الهاء والحاء والخاء والكاف والشين والسين والتاء والصاد والثاء والفاء.

وبامكانك معرفة الحرف المهموس عن طريق تمكنك من تكرير الحرف مع جرى الصوت بدون انقطاع نحو ( سسسسس ) ولو تكلّفت مثل ذلك فى الحرف المجهور لما امكنك.

١٣٤

( الصفة الثالثة ) الشدّة : وهى لغة القوة واصطلاحا انحباس وامتناع جرى الصوت عند النطق بالحرف لكمال الاعتماد على المخرج الا ترى انك لو قلت ( الحق ـ الشط ) ثم اردت مد صوتك فى القاف والطاء لكان ذلك ممتنعا.

وحروفه مجموعة فى قولك : ( أجدك قطبت ) وفى قولك ( أجدت طبقك ) وهى ثمانية احرف وسميت بذلك لانها تمنع جريان الصوت والنفس معها لانها قويت فى مواضعها فلزمت الشدّة كما فى دال ( اقعد ) وباء ( اضرب ) ونحو ذلك ما تقدم التمثيل به.

( الصفة الرابعة ) الرخاوة وهى ضد الشدة وهى لغة اللين واصطلاحا جريان النفس مع الحرف عند النطق به لضعف الاعتماد على المخرج وحروفها خمسة عشر :

الثاء المثلثة النقاط الفوقانية والحاء المهملة والخاء المعجمة من فوق والذال والزاى والسين والشين والغين والصاد والظاء المعجمة والفاء والهاء والواو والياء.

وهى ما عدا حروف الشدة والتوسط وسميت بذلك للينها وجريان الصوت معها حتى لانت عند النطق وضعف الاعتماد عليها كما فى سين ( اجلس ) وشين ( افرش )

وقيل ثلاثة عشر حرفا كما جاء فى بداية الهداية للويمى وكتاب سيبويه وهو القول الأصح باستثناء الواو والياء وعلى كل فقد جمعت فى اوائل كلم هذا البيت :

هذا فتى غير ذى خلف سما شرفا

ثبت ذكى حلف صدق ضابط ظهرا

( تفريع فى حروف التوسط )

وهى خمسة مجموعة فى قولك ( عن رمل ) او ( لم نرع ) او ( لن عمر ) وتشارك هذه الحروف حروف الرخاوة فى كونها ضدا للشدة وتتوسط حروفه الشدّة والرخاوة وعلة تسميتها بذلك لأن الصوت لم ينحبس معها انحباسه مع الشديدة ولم يجر معها جريانه مع الرخوة وقيل عددها ثمانية باضافة الألف والياء والواو وجمعت

١٣٥

بهذا فى لفظ ( لم يروعنا ).

( الصفة الخامسة ) الاستعلاء وهو لغة الارتفاع واصطلاحا ارتفاع اللسان عند النطق بالحرف الى الحنك الأعلى اى اتصال اللسان بالحنك الاعلى عند النطق بالحرف فيرتفع اللسان بالحروف المستعلية الى الحنك ومن ثمّ امتنعت الامالة غالبا وحروفه التى تتصف به سبعة « خص ضغط قظّ » (١) والقاف أقوى منها كافة.

ولحروف الاستعلاء بحسب القوة والضعف الناشئتين من اختلاف احوالها ثلاثة أضرب حكاها ابن طلحان الاندلسى :

( الأول ) ما يتمكن فيه التفخيم وهو ما كان مفتوحا.

( الثانى ) ما كان دونه ايضا وهو المضموم.

( الثالث ) ما كان دونه ايضا وهو المكسور.

وزاد محمد بن محمد الجزرى ضربين :

( الأول ) ما كان بعد الألف.

( الثانى ) ما كان مفتوحا هن غير الف بعدها.

وقال الاستاذ الفاضل السيد رءوف فى المنهل :

أربعة منها فيها مع استعلائها اطباق وهن ما عدا ( خ غ ق ) فلا اطباق فيها مع استعلائها.

( الصفة السادسة ) الاستفال : وهو ضد الاستعلاء ويقال له ايضا التسفّل والانخفاض وهو لغة الانخفاض واصطلاحا انخفاض اللسان عند خروج الحرف من الحنك الى قاع الفم وعدم استعلاء اللسان بالصوت الى الحنك عند النطق بالحرف.

وسميت بذلك لتسفّلها وانخفاض اللسان عند النطق بها عن الحنك وحروفه

__________________

(١) ( قظ ) فعل امر من القيظ و ( الخص ) البيت المتخذ من جريد النخل والقصب و ( الضغط ) الضيق والمعنى اقنع من الدنيا بأن تسكن فى القيض فى عريش ضيق.

١٣٦

واحد وعشرون حرفا.

( الهمزة ، الباء ، التاء ، الثاء ، الجيم ، الحاء المهملة ، الدال ، الذال ، الراء ، الزاى ، السين ، الشين ، العين ، الفاء ، الكاف ، اللام ، الميم ، النون ، الهاء ، الواو ، الياء ).

وهى غير حروف الاستعلاء.

( الصفة السابعة ) الاطباق وهو لغة : الالتصاق واصطلاحا انطباق وتلاصق ما يحاذى اللسان من الحنك الأعلى عند النطق بالحرف او هو انحصار الصوت لانطباق اللسان عند النطق بالحرف على ما يحاذيه من الحنك فينطبق الحنك على مخرج الحرف.

وحروفه اربعة وهى ( الصاد ، الضاد ، الطاء ، الظاء ).

وسمّيت بذلك لانطباق طائفة من الاسنان بها على الحنك الأعلى عند النطق.

وكان الخليل (رض) يسمّى الميم مطبقة لانها تطبق الفم اذا نطق بها.

فحروف الاستعلاء أقوى الحروف واقواها حروف الاطباق ومن ثم امتنعت الامالة فيها لاستحقاقها التفخيم المنافى للامالة.

والصاد المهملة مع قوتها أضعف حروف الاطباق لانه مهموس.

( الصفة الثامنة ) الانفتاح : وهو ضد الانطباق وينفتح ويفترق فيه الصوت والنفس ما بين اللسان والحنك الاعلى عند النطق بحروفه وهى ما عدا الاربعة المطبقة ( الهمزة ، التاء ، الثاء ، الباء ، الجيم ، الحاء ، الخاء ، الدال ، الذال ، الراء الزاى السين العين الغين ، القاف ، الفاء ، الكاف ، اللام ، الميم النون ، الهاء ، الواو ، الياء ).

وسمّيت بذلك لانفتاح ما بين اللسان والحنك وخروج الريح من بينها عند النطق بها.

( الصفة التاسعة ) الذلاقة ويراد بها اخراج الحروف من ذلق اللسان وهو

١٣٧

صدره وطرفه.

وهى فى اللغة : الطرف وفى الاصطلاح : الاعتماد على ذلق (١) اللسان والشفة أى طرفيهما.

والحروف الذلقية والشفوية ستة يجمعها قولك : « فرّ من لب » أو « مر بنفل » ثلاثة منها ذلقية ( ر ، ل ، ن ) وثلاثة منها شفوية وهى ( الفاء والباء والميم ) مخرجها من بين الشفتين خاصة قال الخليل (رض) وانما سميت هذه الحروف ذلقا لأن الذلاقة فى المنطق انما هى بطرف أسلة اللسان والشفتين وهما مدرجتا هذه الأحرف الستة.

وقيل انما سميت بذلك لسهولتها على اللسان حتى لا تعمل الشفتان فى شىء من الحروف الصحاح الا فى هذه الاحرف الثلاثة فقط ولا ينطق اللسان الا بالراء واللام والنون. حتى لا يكاد ينفك رباعى او خماسى عن شىء منهما.

قال الخليل (رض) : فان وردت عليك كلمة رباعية أو خماسية معراة من حروف الذلق أو الشفوية ولا يكون فى تلك الكلمة من هذه الحروف حرف واحد أو اثنان أو فوق ذلك فاعلم ان تلك الكلمة محدثة مبتدعة ليست من كلام العرب لأنك لست واجدا من يسمع من كلام العرب كلمة واحدة رباعية أو خماسية الاّ وفيها من حروف الذلق والشفوية واحد أو اثنان أو اكثر. (٢) وقال يحيى اليمنى فى كتاب الطراز :

الأحرف الشفهية أخف الأحرف موقعا وألذها سماعا واسلسها جريا على الألسنة وحروف الذلاقة منها ... ويكثر استعمالها فى الكلام وما ذاك الا من أجل خفّة مجراها وطيب نغمتها وسهولتها على النطق .. فدخول هذه الأحرف فى الأبنية من أجل ترقيقها وتلطيفها وحسنها على المسموع (٣).

__________________

(١) بفتح الذال المعجمة واللام.

(٢) كتاب العين ج ١ ص ٥٢ ط قم دار الهجرة سنة ١٤٠٥ هـ

(٣) الطراز ج ١ ص ١٠٥ ـ ١٠٦ ط ١ بيروت دار الكتب العلمية

١٣٨

( الصفة العاشرة ) الاصمات وهو ضد الذلاقة مأخوذ من الصمت وهو المنع لامتناع اجتماع أربعة منها فى كلمة واحدة على أربعة أحرف أو خمسة أصول وحروفه ثلاثة وعشرون حرفا :

الهمزة ، التاء ، الثاء ، الجيم ، الحاء ، الخاء ، الدال الذال ، الزاى ، السين الشين ، العين ، الغين ، الصاد ، الضاد ، الطاء ، الظاء ، القاف ، الفاء ، الكاف ، الهاء الواو ، الياء.

( استدراك )

١ ـ والحقت بهذه الصفات صفة الهتة وحرفها الهاء قال الخليل لو لا هتة فى الهاء يعنى العصرة التى فيها لا شبهت الحاء المهملة.

وقال ابن جنى : الحرف المهتوت الهاء لما فيها من الضعف والخفاء وذهب بعضهم الى انه التاء لخفائها وسرعتها من « هت الكلام » أى سرده بسرعة.

٢ ـ وكذلك الحقت بها صفة أخرى وهى الهوى : وهو الصعود بخلاف فتح الهاء وهو النزول وحرفه الألف وسمى هاويا لاتساع هواء الصوت به أشد من اتساع مخرج الواو والياء فهو صوت يخرج من أقصى الحلق صاعدا الى الفم بين الهمزة والهاء.

( الطرف الثانى ) فى الصفات التى لا ضد لها :

وهى كمال السبع عشرة المتضادة المتقدم بيانها :

( فأولها الصفير ) وهو صوت زائد يخرج من الشفتين عند النطق بأحد حروفه الثلاثة وهى الصاد والزاى والسين ويكون مصاحبا لها وهو شبيه بصوت بعض الطيور ،

( وثانيها القلقلة ) وتسمى المشربة وعرّفت بانها التى تحفز فى الوقف

١٣٩

وتضغط عن مواضعها لأنك لا تستطيع الوقوف عليها الا بصوت وذلك لشدة الحفز والضغط وقيل هى صوت كالنبرة يتبع الحرف عند الوقوف عليه دون الوصل فينضم الى الشدّة ضغط فى الوقف على الحرف.

وبعبارة ثالثة اكثر وضوحا من سابقتيها هى عبارة عن تقلقل المخرج وهو اللسان بالحرف عند خروجه ساكنا حتى يسمع له نبرة قوية تظهر حال النطق وذلك بحرف من حروفها الخمسة التى يجمعها قولك « قطب جد ».

وقيل ان أصل الصفة للقاف وشبه به أخواته.

وسميت بذلك لأن اللسان يتقلقل أى يتحرك بها عند النطق ساكنة ولأن صوتها لا يكاد يتبين به سكونها ما لم تخرج الى شبه المتحرك لشدة امرها واذا كان الحرف فى وسط الكلمة كانت القلقلة صغرى وذلك اذا كانت حروف القلقلة الخمسة المتقدمة ساكنة وكان سكونها اصليا نحو « يقطعون » و « يطعمون » و « يجعلون » و « يدعون » و « لتبلون ».

واذا كان الحرف فى آخر الكلمة كانت القلقلة كبرى أى أشد وأقوى وذلك اذا كانت حروف القلقلة ساكنة وسكونها عارضا فى الوقف نحو « خلاق » و « صراط » و « عذاب » و « بهيج » و « شديد » فهذه تقلقل فى حالة الوقف فقط لا فى حالة الوصل والدرج.

قال النراقى فى مستند الشيعة :

ان من الحروف ما يظهر بمجرد وصول الهواء الصوتى بمخرجه وهى غير الحروف المتقلقلة كالخاء والعين وغيرهما فلا يلزم فيها غير الايصال المذكور ومنها ما لا يكفى فيه ذلك بل يلزم فى ظهوره بحيث يصدق التكلّم به عرفا من مجاوزة الهواء الصوتى عن مخرجه بعد الوصول اليه وهو المراد بالتقلقل وهى الحروف المتقلقلة فالظاهر لزوم التقلقل فيهما فلو اكتفى بوضع اللسان على مخرج الدال مثلا من غير رفعه عنه لم يكف فى ادائها بل يلزم التقلقل وما ذكر هو القدر

١٤٠