العقائد الإسلاميّة - ج ٣

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية

العقائد الإسلاميّة - ج ٣

المؤلف:

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز المصطفى للدراسات الإسلامية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-120-6
ISBN الدورة:
964-319-117-6

الصفحات: ٤٩٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

مدفوع بأنه لا إجماع على خلود الكافر في النار مطلقاً حتى مثل هذا بعد التوبة .

هذا مضافاً إلى معارضتها مع عمومات قبول التوبة ، حيث أن ظاهرها القبول فيما يتعلق بأمر الآخرة من العقاب ، فتدل بظاهرها على أن المرتد تقبل توبته ولا يخلد في النار بعد التوبة ، بل يدخل الجنة فيكون مسلماً ، للإجماع على خلود الكافر في النار .

فكما يمكن تقييد هذه بغير المرتد الفطري كذلك يمكن تقييد مثل الرواية والأخبار المستفيضة بعدم قبول التوبة في دفع ما يحكم عليه بحدث الكفر من مفارقة المال والزوجة والحياة . وبعد التعارض يجب الرجوع إلى الأصل .

هذا مضافاً إلى قول الباقر عليه‌السلام المروي في باب إعادة الحج : من كان مؤمناً فحج وعمل في إيمانه خيراً ثم أصابته فتنة فكفر ثم تاب وآمن ؟ قال : يحسب له كل عمل صالح عمله في إيمانه ولا يبطل منه شيء .

هذا كله مع أن لنا أن نكتفي بالأصل ، ونستدل على طهارته بما دل على طهارة المسلمين .

الروايات التي توافق هذا الرأي عند إخواننا السنيين

ـ صحيح البخاري ج ٧ ص ٢٠٣

عن أنس رضي‌الله‌عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يجمع الله الناس يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا ؟ فيأتون آدم فيقولون أنت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك فاشفع لنا عند ربنا ، فيقول : لست هناكم ويذكر خطيئته ويقول : إئتوا نوحاً أول رسول بعثه الله فيأتونه فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته ، إئتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلاً ، فيأتونه فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته ، ائتوا موسى الذي كلمه الله فيأتونه فيقول : لست هناكم ، فيذكر خطيئته ، إئتوا عيسى فيأتونه فيقول : لست هناكم ، إئتوا

١٨١
 &

محمداً فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فيأتوني فأستأذن على ربي فإذا رأيته وقعت ساجداً فيدعني ما شاء الله ثم يقال : إرفع رأسك ، سل تعطه ، قل يسمع ، واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمني ثم أشفع فيحد لي حداً ، ثم أخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ، ثم أعود فأقع ساجداً مثله في الثالثة أو الرابعة حتى ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن . وكان قتادة يقول عند هذا : أي وجب عليه الخلود . انتهى .

وقد روت مصادر السنيين عبارة ( إلا من حبسه القرآن ) وفسرتها رواياتهم ومفسروهم بالتأبيد . .

وممن رواها البخاري في ج ٨ ص ١٨٣ كما تقدم

ورواها أيضاً في ج ٥ ص ١٤٧ وفيه ( إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود . ثم قال البخاري : إلا من حبسه القرآن يعنى قول الله تعالى : خَالِدِينَ فِيهَا )

وقال في ج ٧ ص ٢٠٣ ( إلا من حبسه القرآن ، وكان قتادة يقول عند هذا : أي وجب عليه الخلود )

ورواها في ج ٨ من ص ١٧٣ ( إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود )

وفي ج ٨ ص ١٨٤ : إلا من حبسه القرآن ، أي وجب عليه الخلود . انتهى .

ورواها مسلم في ج ١ ص ١٢٤ وص ١٢٥ وأحمد ج ٣ ص ١١٦ وص ٢٤٤ مثل رواية البخاري الأخيرة .

ورواها ابن ماجة ج ٢ ص ١٤٤٣ ، وكنز العمال ج ١٤ ص ٣٩٧ عن أحمد والبيهقي والترمذي وغيرهم .

ـ سنن الترمذي ج ٤ ص ٩٥

باب ما جاء في خلود أهل الجنة وأهل النار : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد ثم يطلع عليهم رب العالمين فيقول ألا يتبع كل إنسان ما كانوا يعبدون . . . .

١٨٢
 &

فإذا أدخل الله تعالى أهل الجنة الجنة وأهل النار النار أتى بالموت ملبباً فيوقف على السور الذي بين أهل الجنة وأهل النار ، ثم يقال : يا أهل الجنة فيطلعون خائفين ثم يقال : يا أهل النار فيطلعون مستبشرين يرجون الشفاعة ، فيقال لأهل الجنة ولأهل النار : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون هؤلاء وهؤلاء : قد عرفناه هو الموت الذي وكل بنا ، فيضجع فيذبح ذبحاً على السور ، ثم يقال : يا أهل الجنة خلود لا موت ، ويا أهل النار خلود لا موت . هذا حديث حسن صحيح . ورواه أحمد في ج ٢ ص ٣٦٨

ـ مستدرك الحاكم ج ٤ ص ٤٩٦

فإذا أراد الله عز وجل أن لا يخرج منها أحد غير وجوههم وألوانهم ، قال فيجيء الرجل فينظر ولا يعرف أحداً فيناديه الرجل فيقول : يا فلان أنا فلان ، فيقول : ما أعرفك ، فعند ذلك يقول : ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ، فيقول عند ذلك : إخسؤوا فيها ولا تكلمون ، فإذا قال ذلك أطبقت عليهم فلا يخرج منهم بشر . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .

ـ الدر المنثور ج ١ ص ١٦٦

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ قال : أولئك أهلها الذين هم أهلها .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الأوزاعي قال سمعت ثابت بن معبد قال : ما زال أهل النار يأملون الخروج منها حتى نزلت : وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ .

ـ الدر المنثور ج ٢ ص ١٦٣

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : وَإِن تَكُ حَسَنَةً ، وزن ذرة زادت على سيآته يضاعفها ، فأما المشرك فيخفف به عنه العذاب ولا يخرج من النار أبداً .

ـ الدر المنثور ج ٦ ص ٢٥٧

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه

١٨٣
 &

والبيهقي في البعث والنشور عن ابن مسعود أنه ذكر عنده الدجال فقال : يفترق ثلاث فرق فرقة تتبعه ، وفرقة تلحق بأرض آبائها منابت الشيح ، وفرقة تأخذ شط الفرات فيقاتلهم ويقاتلونه حتى يجتمع المؤمنون بقرى الشام . . . وما يترك فيها أحداً فيه خير ، فإذا أراد الله أن لا يخرج منها أحداً غير وجوههم وألوانهم ، فيجيء الرجل من المؤمنين فيشفع فيقال له من عرف أحداً فيخرجه فيجيء الرجل فينظر فلا يعرف أحداً فيقول الرجل للرجل يا فلان أنا فلان فيقول ما أعرفك فيقولون ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ، فيقول إخسؤوا فيها ولا تكلمون ، فإذا قال ذلك أطبقت عليهم فلم يخرج منهم بشر .

ـ مجمع الزوائد ج ١٠ ص ٣٩٥

باب الخلود لأهل النار في النار وأهل اليمان في الجنة . عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يؤتي بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ثم ينادي مناد : يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا ، قال فيقال : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون نعم ربنا هذا الموت ، فيذبح كما يذبح الكبش ، فيأمن هؤلاء وينقطع رجاء هؤلاء . رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط بنحوه والبزار ورجالهم رجال الصحيح غير نافع بن خالد الطاحي وهو ثقة .

وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن فلما قدم عليه قال : يا أيها الناس إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم يخبركم أن المرد إلى الله ، وإلى جنة أو نار ، خلود بلا موت ، وإقامة بلا ظعن .

ـ الدر المنثور ج ٣ ص ٣٥٠

وأخرج البيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله : إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ، قال فقد شاء ربك أن يخلد هؤلاء في النار ، وأن يخلد هؤلاء في الجنة .

وأخرج أبو الشيخ عن السدي في قوله : فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا . . . الآية ، قال : فجاء بعد

١٨٤
 &

ذلك من مشيئة الله فنسخها فأنزل الله بالمدينة : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا . . إلى آخر الآية ، فذهب الرجاء لأهل النار أن يخرجوا منها وأوجب لهم خلود الأبد . وقوله وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا . . الآية قال : فجاء بعد ذلك من مشيئة الله ما نسخها فأنزل بالمدينة : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ . . إلى قوله ظلاً ظليلاً ، فأوجب لهم خلود الأبد .

ـ الأحكام في الحلال والحرام ج ١ ص ٣٥

وأن من دخل الجنة أو النار من الأبرار والفجار فإنه غير خارج من أيهما ، صار إليها وحل بفعله فيها أبد الأبد ، لا ما يقول الجاهلون من خروج المعذبين من العذاب المهين إلى دار المتقين ومحل المؤمنين ، وفي ذلك ما يقول رب العالمين : خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ، ويقول عز وجل : يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ . ففي كل ذلك يخبر أن كل من دخل النار فهو مقيم فيها ، غير خارج منها من بعد مصيره إليها ، فنعوذ بالله من الجهل والعمى .

سبب خلود أهل النار فيها

ـ الكافي ج ٢ ص ٨٥

علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن أحمد بن يونس ، عن أبي هاشم قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إنما خلد أهل النار في النار ، لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبداً ، وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبداً ، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء ، ثم تلا قوله تعالى : قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ ، قال على نيته . ورواه الصدوق في الهداية ص ١٢ وفي علل الشرائع ج ٢ ص ٥٢٣ والعياشي في تفسيره ج ٢ ص ٣١٦ والبرقي في المحاسن ج ٢ ص ٣٦

١٨٥
 &

آيات الخلود في الجنة والنار

ـ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . البقرة ـ ٣٩

ـ بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . البقرة ـ ٨١ ـ ٨٢

ـ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ . البقرة ـ ١٦٢

ـ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . البقرة ـ ٢١٧

ـ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ، أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . البقرة ـ ٢٥٧

ـ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ، ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ، وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ، فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ، وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . البقرة ـ ٢٧٥

ـ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ . آل عمران ٨٧ ـ ٨٩

ـ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . آل عمران ـ ١١٦

ـ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ . النساء ـ ١٤

١٨٦
 &

ـ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا . النساء ـ ٩٣

ـ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ . الأنعام ـ ١٢٨

ـ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . الأعراف ـ ٣٦

ـ أُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ . التوبة ـ ١٧

ـ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ، ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ . التوبة ـ ٦٣

ـ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ، هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ . التوبة ـ ٦٨

ـ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ، كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . يونس ـ ٢٧

ـ ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ . وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ يونس ٥٢ ـ ٥٣

ـ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ، خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ، وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ، عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ . هود ١٠٦ ـ ١٠٨

ـ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَـٰئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . الرعد ـ ٥

١٨٧
 &

ـ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ، فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ . النحل ـ ٢٩

ـ مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا ، خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا . طه ١٠٠ ـ ١٠١

ـ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ، لَوْ كَانَ هَـٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ . الأنبياء ٩٨ ـ ٩٩

ـ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ، أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ . المؤمنون ـ ١٠٣ ـ ١٠٥

ـ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ . السجدة ـ ١٤

ـ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا . الأحزاب ـ ٦٥

ـ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ . الزمر ـ ٧٢

ـ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ . غافر ـ ٧٦

ـ ذَٰلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ . فصلت ـ ٢٨

ـ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ، لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ، وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ، وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ، قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ . الزخرف ـ ٧٤ ـ ٧٧

ـ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ، كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ . محمد ـ ١٥

١٨٨
 &

ـ لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . المجادلة ـ ١٧

ـ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ، وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ . الحشر ـ ١٧

ـ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ . التغابن ـ ١٠

ـ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا . الجن ـ ٢٣

ـ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ، أُولَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ . البينة ـ ٦

ـ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ ، وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ ، يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ، فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ، خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ، وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ . هود ١٠٣ ـ ١٠٨

ـ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ، إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ، وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ، كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ . البقرة ١٦٥ ـ ١٦٧

ـ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ . المائدة ٣٦ ـ ٣٧

١٨٩
 &

عدم خلود الموحدين في النار في مصادرنا

تقدم رأي أهل البيت عليهم‌السلام في شمول الشفاعة للمسلمين بشروط ، وأوردنا فيه حديث ابن أبي عمير عن الإمام الكاظم عليه‌السلام من توحيد الصدوق ص ٤٠٧ وفيه ( لا يخلد الله في النار إلا أهل الكفر والجحود والضلال والشرك . . . ) انتهى . ورواه المجلسي في بحار الأنوار ج ٨ ص ٣٥١ ووصف الشيخ الأنصاري في مكاسبه ص ٣٣٥ روايته بأنها حسنة .

ـ بحار الأنوار ج ٨ ص ٣٦١

عيون أخبار الرضا : فيما كتب الرضا عليه‌السلام للمأمون من محض الإسلام : إن الله لا يدخل النار مؤمناً وقد وعده الجنة ، ولا يخرج من النار كافراً وقد أوعده النار والخلود فيها ، ومذنبو أهل التوحيد يدخلون النار ويخرجون منها ، والشفاعة جائزة لهم .

ـ بحار الأنوار ج ٨ ص ٣٦٦

قال العلامة رحمه‌الله في شرحه على التجريد : أجمع المسلمون كافة على أن عذاب الكافر مؤبد لا ينقطع ، واختلفوا في أصحاب الكبائر من المسلمين ، فالوعيدية على أنه كذلك ، وذهبت الإمامية وطائفة كثيرة من المعتزلة والأشاعرة إلى أن عذابه منقطع ، والحق أن عقابهم منقطع لوجهين :

الأول : أنه يستحق الثواب بإيمانه لقوله تعالى : فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ، والإيمان أعظم أفعال الخير ، فإذا استحق العقاب بالمعصية فإما يقدم الثواب على العقاب وهو باطل بالإجماع ، لأن الثواب المستحق بالإيمان دائم على ما تقدم ، أو بالعكس وهو المراد ، والجمع محال .

الثاني : يلزم أن يكون من عبَد الله تعالى مدة عمره بأنواع القربات إليه ، ثم عصى في آخر عمره معصية واحدة مع بقاء إيمانه ، مخلداً في النار ، كمن أشرك بالله مدة عمره ! وذلك محال لقبحه عند العقلاء .

١٩٠
 &

ـ الكافي للحلبي ص ٤٨١

إن قيل : فإذا كان الوعيد ثابتاً بكل معصية ومن جملته صريح الخلود والتأبيد ، كيف يتم لكم ما تذهبون اليه من انقطاع عقاب بعض العصاة ؟

قيل : ثبوت الوعيد على كل معصية لا ينافي قولنا في عصاة أهل القبلة ، لأنا نقول بموجبه ، وإنما نمنع من دوامه لغير الكفار ، وثبوته منقطعاً يجوز سقوطه بأحد ما ذكرناه ، ولا يمنع منه إجماع ولا ظاهر قرآن ، من حيث كان الإجماع حاصلاً باستحقاق العقاب دون دوامه . . . وإنما يعلم به دوام عقاب الكفر .

ـ الكافي للحلبي ص ٤٩٢

وأهل النار من الأولين والآخرين ضربان : كفار مخلدون وإن زاد عقاب بعض على بعض بحسب كفره ، وفساق مقطوع على خروجهم من النار بعفو مبتدأ ، أو عند شفاعة ، أو انتهاء عقابهم إلى غاية مستحقه ، وحالهم في مراتب التعذيب بحسب عصيانهم . ولا يجوز أن يبلغ عقابهم في العظم عقاب الكفار ، لاقتران ما استحقوا به العقاب من المعصية بالمعرفة بالمعصي تعالى والخوف منه والرجاء لفضله ، وتسويف التوبة ، وانتفاء ذلك أجمع عن عصيان الكفار . ولا سبيل إلى العلم بمقدار إقامتهم فيها .

عدم خلود الموحدين في النار في مصادر السنيين

ـ صحيح البخاري ج ١ ص ١٩٥

عن أبي هريرة : أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ؟ قالوا لا ، يا رسول الله . قال : فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا لا ، قال : فإنكم ترونه كذلك . يحشر الناس يوم القيامة فيقول : من كان يعبد شيئاً فليتبع ، فمنهم من يتبع الشمس ، ومنهم من يتبع القمر ، ومنهم من يتبع الطواغيت . وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله

١٩١
 &

عز وجل فيقول أنا ربكم ! فيقولون : هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا ! فيدعوهم فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم ، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل ، وكلام الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم ، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان ، هل رأيتم شوك السعدان ؟ قالوا نعم ، قال : فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله ، تخطف الناس بأعمالهم ، فمنهم من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثم ينجو ، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار ، أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود ، فيخرجون من النار ، فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود ، فيخرجون من النار قد امتحشوا ، فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل . . . ورواه البخاري أيضاً في ج ٧ ص ٢٠٥

ـ صحيح البخاري ج ١ ص ١٦

عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يخرج من النار من قال : لا إلۤه إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إلۤه الا الله وفي قلبه وزن برة من خير ، ويخرج من النار من قال : لا إلۤه إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير ، قال : أبو عبد الله قال : أبان ، حدثنا قتادة ، حدثنا أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم : من إيمان ، مكان خير .

ـ صحيح البخاري ج ٧ ص ٢٠٢

عن جابر رضي‌الله‌عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يخرج من النار بالشفاعة كأنهم الثعارير ! قلت : ما الثعارير ؟ قال الضغابيس ! وكان قد سقط فمه فقلت لعمرو بن دينار : أبا محمد سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يخرج بالشفاعة من النار ؟ قال : نعم .

حدثنا هدبة بن خالد ، حدثنا همام ، عن قتادة ، حدثنا أنس بن مالك عن النبي

١٩٢
 &

صلى الله عليه وسلم قال : يخرج قوم من النار بعدما مسهم منها سفع فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة الجهنميين . . .

عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يقول الله : من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه ، فيخرجون قد امتحشوا وعادوا حمماً ، فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ، أو قال حمية السيل ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألم تروا أنها تنبت صفراء ملتوية .

ـ وفي ص ٢٠٣

عمران بن حصين رضي‌الله‌عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة ، يسمون الجهنميين .

ـ سنن النسائي ج ٢ ص ٢٢٩

عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد قال : كنت جالساً إلى أبي هريرة وأبي سعيد فحدث أحدهما حديث الشفاعة والآخر منصت ، قال : فتأتي الملائكة فتشفع وتشفع الرسل ، وذكر الصراط ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأكون أول من يجيز ، فإذا فرغ الله عز وجل من القضاء بين خلقه ، وأخرج من النار من يريد أن يخرج أمر الله الملائكة والرسل أن تشفع ، فيعرفون بعلاماتهم أن النار تأكل كل شيء من ابن آدم إلا موضع السجود ، فيصب عليهم من ماء الجنة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل .

ـ الدر المنثور ج ٣ ص ٣٤٩

أما قوله فمنهم شقي وسعيد ، فهم قوم من أهل الكبائر من أهل هذه القبلة يعذبهم الله بالنار ما شاء بذنوبهم ، ثم يأذن في الشفاعة لهم ، فيشفع لهم المؤمنون فيخرجهم من النار فيدخلهم الجنة ، فسماهم أشقياء حين عذبهم في النار . فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك ، حين أذن في الشفاعة لهم وأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ، وهم هم . وأما

١٩٣
 &

الذين سعدوا يعني بعد الشقاء الذي كانوا فيه ، ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك ، يعني الذين كانوا في النار .

ـ الدر المنثور ج ٢ ص ٢٨٠

قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم ) الآيتين : أخرج مسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يخرج من النار قوم فيدخلون الجنة ، قال يزيد بن الفقير : فقلت لجابر بن عبد الله : يقول الله يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا ؟ قال : أتل أول الآية : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ألا إنهم الذين كفروا .

وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن طلق بن حبيب قال : كنت من أشد الناس تكذيباً للشفاعة ، حتى لقيت جابر بن عبد الله فقرأت عليه كل آية أقدر عليها يذكر الله فيها خلود أهل النار ، قال : يا طلق أتراك أقرأ لكتاب الله وأعلم لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مني ؟ ! إن الذين قرأت هم أهلها هم المشركون ، ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوباً ثم خرجوا منها ، ثم أهوى بيده إلى أذنيه فقال : صمَّتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يخرجون من النار بعد ما دخلوا ، ونحن نقرأ كما قرأت .

وأخرج ابن جرير عن عكرمة أن نافع بن الأزرق قال لابن عباس : وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا ؟ فقال ابن عباس : ويحك إقرأ ما فوقها ، هذه للكفار .

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال : إن الله إذا فرغ من القضاء بين خلقه أخرج كتاباً من تحت عرشه فيه : رحمتي سبقت غضبي وأنا أرحم الراحمين ، قال فيخرج من النار مثل أهل الجنة ، أو قال مثلي أهل الجنة ، مكتوب هاهنا منهم ، وأشار إلى نحره عتقاء الله تعالى .

فقال رجل لعكرمة : يا أبا عبد الله فإن الله يقول : يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا ؟ قال : ويلك أولئك هم أهلها الذين هم أهلها .

١٩٤
 &

ـ الدر المنثور ج ٢ ص ١١١

ابن جرير والحاكم عن عمرو بن دينار قال : قدم علينا جابر بن عبد الله في عمرة فانتهيت إليه أنا وعطاء فقلت : وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ؟ قال : أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم الكفار ، قلت لجابر فقوله : إنك من تدخل النار فقد أخزيته ؟ قال وما أخزاه حين أحرقه بالنار ؟ ! وإن دون ذلك خزياً .

ـ الدر المنثور ج ٤ ص ٩٣

وأخرج ابن أبي حاتم وابن شاهين في السنة عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أصحاب الكبائر من موحدي الأمم كلها الذين ماتوا على كبائرهم غير نادمين ولا تائبين ، من دخل منهم جهنم لا تزرق أعينهم ولا تسود وجوههم ، ولا يقرنون بالشياطين ولا يغلون بالسلاسل ، ولا يجرعون الحميم ولا يلبسون القطران ، حرم الله أجسادهم على الخلود من أجل التوحيد . . . الخ . وقد تقدم ذلك في روايات الرأي الثاني القائل بأن التوحيد وحده كافٍ لدخول الجنة ، وأن الموحدين كلهم يخرجون من جهنم ويدخلون الجنة ، ويسمون الجهنميين ، ويلاحظ كثرة روايات الجهنميين في مصادر السنيين .

ـ الإمام الصادق للشيخ محمد أبي زهرة ص ٢٢٧

اتفقت الإمامية على أن من عذب بذنبه من أهل الإقرار والمعرفة لم يخلد في العذاب . . . وإن هذا الرأي . . . يتفق مع رأي الجمهور . . . وقد نسبه إليه ( الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام ) أبو جعفر القمي . . .

ـ شرح مسلم للنووي ج ١ ص ٦٩

لا يخلد في النار أحد مات على التوحيد ، وهذه قاعدة متفق عليها عند أهل السنة .

*       *

١٩٥
 &

روايات في الصحاح تقول بخلود الموحدين في النار

ولكن توجد في مصادر السنيين أحاديث تعارض الإجماع المذكور والأحاديث المتقدمة ، وتنص على خلود بعض الأصناف من أهل القبلة في جهنم !

ـ كالذي رواه النسائي في ج ٤ ص ٦٦

عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى خالداً مخلداً فيها أبداً . ومن تحسَّى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً . ومن قتل نفسه بحديدة . . كانت حديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً . ورواه أحمد في ج ٢ ص ٢٥٤ وبعضه أبو داود في ج ٢ ص ٢٢٢

ـ وكالذي رواه الدارمي في ج ٢ ص ٢٦٦

عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار ، وحرم عليه الجنة . فقال له رجل : وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله ! قال : وإن قضيبا من أراك ! !

ـ والذي رواه ابن ماجة في ج ٢ ص ١٥٧

عن أبي شريح الخزاعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصيب بدم أو خبل ( والخبل الجرح ) فهو بالخيار بين إحدى ثلاث ، فإن أراد الرابعة فخذوا على يديه : أن يقتل ، أو يعفو ، أو يأخذ الدية . فمن فعل شيئاً من ذلك فعاد ، فإن له نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً . انتهى .

ـ والذي رواه الطبراني في المعجم الكبير ج ١٢ ص ٨

عن ابن عباس : وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا قال : ليس لقاتل توبة ما نسختها آية !

ـ وقال النيسابوري في الوسيط ج ٢ ص ٩٦ : وقوله : فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا . . إلى آخر الآية ، وعيدٌ شديدٌ لمن قتل مؤمناً متعمداً حرم الله قتله وحظر سفك دمه ، وقد

١٩٦
 &

وردت في قتل المؤمن أخبار شداد ، فإن ابن عباس سأله رجل فقال : رجل قتل مؤمناً متعمداً ؟ فقال ابن عباس : جزاؤه جهنم خالداً فيها ، قال : فإن تاب وآمن وعمل صالحاً ؟ فقال ابن عباس : وأَنَّى له التوبة ، وقد سمعت نبيكم يقول : ويحٌ له قاتل المؤمن . . .

عن القاسم بن أبي بزة أنه سأل سعيداً : هل لمن قتل مؤمناً توبة ؟ فقال لا . . . وعن حميد عن أنس عن النبي قال : إن الله أبى أن يجعل لقاتل المؤمن توبة . . . وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله : والذي نفسي بيده لقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا . . .

ومذهب أهل السنة : أن قاتل المؤمن عمداً له توبة ، عن عطاء عن ابن عباس أن رجلاً سأله : ألقاتل المؤمن توبة ؟ فقلت لك توبة ، لكي لا يلقي بيده إلى التهلكة . انتهى .

ولكن هذه الرواية التي استندوا عليها عن ابن عباس تؤكد عدم قبول توبته ، ولا تدل عليها ! فلا بد لهم من طرح روايات خلود قاتل المسلم في النار وأكثالها ، والقول بأن رواياته تشديدٌ من الرواة لتخويف القاتل في مجتمع كان يستسهل القتل !

ـ وقد حاول النووي تأويلها فقال في شرح مسلم ج ٩ جزء ١٧ ص ٨٣

وأما قوله تعالى : وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ ، فالصواب في معناها أن جزاؤه جهنم ، وقد يجازى به وقد يجازى بغيره ، وقد لا يجازى بل يعفى عنه ، فإن قتل عمداً مستحلاً له بغير حق ولا تأويل فهو كافر مرتد ، يخلد به في جهنم بالإجماع . . . ثم أخبر أنه لا يخلد من مات موحداً فيها ، فلا يخلد هذا ولكن قد يعفى عنه فلا يدخل النار أصلاً . . . انتهى .

وقد تضمنت محاولة النووي عدة وجوه ضعيفة ، أقواها : القول بأن القاتل عمداً يخرج بقتله عن التوحيد فيجري عليه حكم المشرك في الآخرة .

ونحن نعتقد بصحة الأحاديث التي تقول إن بعض الأعمال توجب سلب التوحيد

١٩٧
 &

من صاحبها قبل الموت ، فلا يموت على التوحيد كما سيأتي ، ولكنه ذلك يحتاج في موردنا إلى دليل .

ما دل من مصادرنا على أن الدار الآخرة لا موت فيها

ـ بحار الأنوار ج ٨ ص ٣٤٩

الكافي : علي ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وساق الحديث في مراتب خلق الأشياء يغلب كل واحد منها الآخر حيث بغى وفخر ، إلى أن قال : ثم إن الإنسان طغى وقال : من أشد مني قوة ؟ فخلق الله له الموت وقهره وذل الإنسان ، ثم إن الموت فخر في نفسه ، فقال الله عز وجل لا تفخر فإني ذابحك بين الفريقين أهل الجنة وأهل النار ، ثم لا أحييك أبداً فترجى أو تخاف . . الحديث .

تذنيب : إعلم أن خلود أهل الجنة في الجنة مما أجمع عليه المسلمون ، وكذا خلود الكفار في النار ودوام تعذيبهم ، قال شارح المقاصد : أجمع المسلمون على خلود أهل الجنة في الجنة وخلود الكفار في النار .

فإن قيل : القوى الجسمانية متناهية ، فلا يعقل خلود الحياة ، وأيضاً الرطوبة التي هي مادة الحياة تفنى بالحرارة سيما حرارة نار جهنم ، فيفضي إلى الفناء ضرورة ، وأيضاً دوام الإحراق مع بقاء الحياة خروج عن قضية العقل !

قلنا : هذه قواعد فلسفة غير مسلمة عند المليين ، ولا صحيحة عند القائلين بإسناد الحوادث إلى القادر المختار ، على تقدير تناهي القوى وزوال الحياة ، لجواز أن يخلق الله البدل فيدوم الثواب والعقاب ، قال الله تعالى : كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ .

ـ تفسير القمي ج ٢ ص ٥٠

وقال علي بن إبراهيم في قوله : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ

١٩٨
 &

وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ، فإنه حدثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي ولاد الحناط ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال سئل عن قوله : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ ؟ قال : ينادي مناد من عند الله ، وذلك بعد ما صار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار : يا أهل الجنة ويا أهل النار هل تعرفون الموت في صورة من الصور ؟ فيقولون لا ، فيؤتى بالموت في صورة كبش أملح ، فيوقف بين الجنة والنار ، ثم ينادون جميعاً : أشرفوا وانظروا إلى الموت فيشرفون ، ثم يأمر الله به فيذبح ، ثم يقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت أبداً ، ويا أهل النار خلود فلا موت أبداً . وهو قوله : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ . أي قضي على أهل الجنة بالخلود ، وعلى أهل النار بالخلود فيها .

ما دل من مصادر السنيين على أن الدار الآخرة لا موت فيها

ـ صحيح البخاري ج ٧ ص ٢٠٠

عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار ، جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ، ثم يذبح ، ثم ينادي مناد : يا أهل الجنة لا موت ، يا أهل النار لا موت ، فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم . ورواه أحمد في ج ٢ ص ١١٨ وص ١٢٠ وص ١٢١

ـ وفي مسند أحمد ج ٢ ص ١٣٠

عن : عبد الله بن عمر قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يدخل أهل الجنة الجنة ، قال أبي وحدثناه سعد قال : يدخل الله أهل الجنة الجنة ، وأهل النار ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول : يا أهل الجنة لا موت ، ويا أهل النار ، لا موت ، كل خالد فيما هو فيه . ورواه الترمذي في ج ٤ ص ٩٥

ـ وفي الدر المنثور ج ٤ ص ٢٧٢

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود رضي‌الله‌عنه في قوله : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ ، قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يأتي الموت

١٩٩
 &

في صورة كبش أملح حتى يوقف بين الجنة والنار ، ثم ينادي منادي أهل الجنة : هذا الموت الذي كان يميت الناس في الدنيا ، ولا يبقى أحد في عليين ولا في أسفل درجة من الجنة إلا نظر إليه ، ثم ينادي يا أهل النار هذا الموت الذي كان يميت الذي في الدنيا ، فلا يبقى أحد في ضحضاح من النار ولا في أسفل درك من جهنم إلا نظر إليه ، ثم يذبح بين الجنة والنار ، ثم ينادي يا أهل الجنة هو الخلود أبد الآبدين ، ويا أهل النار هو الخلود أبد الآبدين ، فيفرح أهل الجنة فرحة لو كان أحد ميتاً من فرحة ماتوا ، ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد ميتاً من شهقة ماتوا ، فذلك قوله : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ ، يقول إذا ذبح الموت .

ـ وقال الرازي في تفسيره ج ١٣ جزء ٢٦ ص ١٣٩

إن أهل الجنة لا يعلمون في أول دخولهم في الجنة أنهم لا يموتون ، فإذا جيء بالموت على صورة كبش أملح وذبح ، فعند ذلك يعلمون أنهم لا يموتون .

ـ وقال في الأحاديث القدسية ج ١ ص ١٦٠

شرح حديث ذبح الموت وأنه يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط . . الخ . وإنه لا مانع عقلاً من أن يخلق الله تعالى الموت على صوررة حيوان ويوقف ويذبح . . . ونحن نؤمن بما ثبت عن رسول الله ، ولا نبحث عن كيفية تحقيقه . انتهى .

*       *

عودة إلى رأي عمر بفناء النار

في هذا الجو من آيات الخلود في النار وإجماع المسلمين على خلود الجنة والنار . . نرى الخليفة عمر من دون الصحابة يخالف المتفق عليه بين الجميع ويقول بفناء النار وانتهائها ، ونقل أهلها الى الجنة ! !

وقد أخذ الخليفة ذلك من بعض أحبار اليهود الذين كان يثق بعلمهم ، لأن من مقولاتهم أن الله تعالى وعد يعقوب بأن لا يدخل أبناءه الى النار إلا تحلة القسم ، وأن

٢٠٠