العقائد الإسلاميّة - ج ٣

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية

العقائد الإسلاميّة - ج ٣

المؤلف:

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز المصطفى للدراسات الإسلامية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-120-6
ISBN الدورة:
964-319-117-6

الصفحات: ٤٩٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

ـ الكافي ج ٢ ص ١٧٦

علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حدثني جبرئيل عليه‌السلام أن الله عز وجل أهبط إلى الأرض ملكاً فأقبل ذلك الملك يمشي حتى وقع إلى باب عليه رجل يستأذن على رب الدار ، فقال له الملك ما حاجتك إلى رب هذه الدار ؟ قال : أخ لي مسلم زرته في الله تبارك وتعالى ، قال له الملك : ما جاء بك إلا ذاك ؟ فقال : ما جاء بي إلا ذاك ، فقال : إني رسول الله إليك وهو يقرؤك السلام ويقول : وجبت لك الجنة . وقال الملك : إن الله عز وجل يقول : أيما مسلم زار مسلماً ، فليس إياه زار ، إياي زار وثوابه عليَّ الجنة .

٥ ـ من يدعو للمؤمنين

ـ الكافي ج ٢ ص ٥٠٧

علي بن محمد ، عن محمد بن سليمان ، عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمد التميمي ، عن حسين بن علوان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من مؤمن دعا للمؤمنين والمؤمنات إلا رد الله عز وجل عليه مثل الذي دعا لهم به من كل مؤمن ومؤمنة مضى من أول الدهر أو هو آت إلى يوم القيامة . إن العبد ليؤمر به إلى النار يوم القيامة فيسحب فيقول المؤمنون والمؤمنات : يا رب هذا الذي كان يدعو لنا فشفعنا فيه ، فيشفعهم الله عز وجل فيه ، فينجو من النار برحمة الله عز وجل . ورواه في وسائل الشيعة ج ٤ ص ٥٤١ وفي مستدرك الوسائل ج ٥ ص ٢٤٢ عن أمالي الشيخ الطوسي .

٦ ـ شفاعة الملائكة لأهل مجلس الدعاء

ـ الكافي ج ٢ ص ١٨٧

الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعاً ، عن علي بن محمد بن سعد ، عن

١٢١
 &

محمد بن مسلم ، عن أحمد بن زكريا ، عن محمد بن خالد بن ميمون ، عن عبد الله بن سنان ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما اجتمع ثلاثة من المؤمنين فصاعداً إلا حضر من الملائكة مثلهم فإن دعوا بخير أمَّنوا وإن استعاذوا من شر دعوا الله ليصرفه عنهم ، وإن سألوا حاجة تشفعوا إلى الله وسألوه قضاها . وما اجتمع ثلاثة من الجاحدين إلا حضرهم عشرة أضعافهم من الشياطين . ورواه في وسائل الشيعة ج ١١ ص ٥٦٨

٧ ـ من شيع جنازة مسلم

ـ الكافي ج ٣ ص ١٧٣

أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن ميسر قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : من تبع جنازة مسلم أعطي يوم القيامة أربع شفاعات ولم يقل شيئاً إلا وقال الملك : ولك مثل ذلك . ورواه في من لا يحضره الفقيه ج ١ ص ١٦١ وفي تهذيب الأحكام ج ١ ص ٤٥٥

٨ ـ من حفظ على أمتي أربعين حديثاً

ـ وسائل الشيعة ج ١٨ ص ٦٧

وعن طاهر بن محمد ، عن حياة الفقيه ، عن محمد بن عثمان الهروي ، عن جعفر بن محمد بن سوار ، عن علي بن حجر السعدي ، عن سعيد بن نجيح ، عن ابن جريح ، عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من السنة كنت له شفيعاً يوم القيامة .

ـ وسائل الشيعة ج ١٨ ص ٧٠

محمد بن علي الفارسي في روضة الواعظين قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من حفظ من أمتي أربعين حديثاً من السنة كنت له شفيعاً يوم القيامة . ورواه في العمدة ص ١٧ بلفظ ( من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من سنتي أدخلته يوم القيامة في شفاعتي ) .

١٢٢
 &

٩ ـ من عاهد أخاه المؤمن على الشفاعة

ـ مستدرك الوسائل ج ٦ ص ٢٧٨

قال في ضمن أعمال هذا اليوم المبارك ( يوم الغدير ) : وينبغي عقد الأخوة في هذا اليوم مع الإخوان بأن يضع يده اليمنى على يمنى أخيه المؤمن ويقول : واخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله ، وعاهدت الله وملائكته وكتبه ورسله وأنبياءه والأئمة المعصومين عليهم‌السلام على أني إن كنت من أهل الجنة والشفاعة وأذن لي بأن أدخل الجنة ، لا أدخلها إلا وأنت معي . فيقول الأخ المؤمن : قبلت ، فيقول : أسقطت عنك جميع حقوق الإخوة ما خلا الشفاعة ، والدعاء ، والزيارة .

١٠ ـ مجموعة أعمال وصفات توجب الشفاعة

ـ من لا يحضره الفقيه ج ٤ ص ١٧

ألا ومن مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك ، فإن مات وهو على ذلك وكل الله عز وجل به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره ويبشرونه ويؤنسونه في وحدته ويستغفرون له حتى يبعث .

ألا ومن أذن محتسباً يريد بذلك وجه الله عز وجل أعطاه الله ثواب أربعين ألف شهيد وأربعين ألف صديق ، ويدخل في شفاعته أربعون ألف مسيء من أمتي إلى الجنة .

ألا وإن المؤذن إذا قال ( أشهد أن لا إلۤه إلا الله ) صلى عليه سبعون ألف ملك ويستغفرون له وكان يوم القيامة في ظل العرش حتى يفرغ الله من حساب الخلائق ويكتب له ثواب قوله ( أشهد أن محمداً رسول الله ) أربعون ألف ملك .

*       *

هذا ، وتوجد أحاديث كثيرة ضمنت الجنة لبعض أصناف الناس على أعمالهم الحسنة ، وهي تصلح بنحوٍ للإستدلال على شمول الشفاعة لهم ، لأن الوعد من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قد يكون بسبب شمولهم لشفاعته ، ونذكر منهم :

١٢٣
 &

١ ـ من شفع لأخيه المؤمن في حاجة

ـ وسائل الشيعة ج ١١ ص ٥٦٢

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن شفع لأخيه شفاعة طلبها ، نظر الله إليه فكان حقاً على الله أن لا يعذبه أبداً ، فإن هو شفع لأخيه شفاعة من غير أن يطلبها ، كان له أجر سبعين شهيداً .

٢ ـ من قام بخدمة لمجتمع المسلمين

ـ الكافي ج ٢ ص ١٦٤

عنه عن علي بن الحكم ، عن مثنى بن الوليد الحناط ، عن فطر بن خليفة ، عن عمر بن علي بن الحسين ، عن أبيه صلوات الله عليهما قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من رد عن قوم من المسلمين عادية ماء أو نار ، وجبت له الجنة .

 ٣ ـ من ربَّى بنتاً أو أكثر

ـ الكافي ج ٦ ص ٦

علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات ، وجبت له الجنة فقيل : يا رسول الله واثنتين ؟ فقال : واثنتين ، فقيل : يا رسول الله وواحدة ؟ فقال : وواحدة .

٤ ـ من احترم نعمة الله تعالى

ـ من لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٢٧

ودخل أبو جعفر الباقر عليه‌السلام الخلاء فوجد لقمة خبز في القذر فأخذها وغسلها ودفعها إلى مملوك كان معه فقال : تكون معك لآكلها إذا خرجت ، فلما خرج عليه‌السلام قال للمملوك : أين اللقمة ؟ قال أكلتها يا ابن رسول الله ، فقال : إنها ما استقرت في

١٢٤
 &

جوف أحد إلا وجبت له الجنة فاذهب فأنت حر ، فإني أكره أن استخدم رجلاً من أهل الجنة .

٥ ـ أصناف أخرى موعودون بالجنة

ـ من لا يحضره الفقيه ج ١ ص ١٤٠

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ضمنت لستة الجنة : رجل خرج بصدقة فمات فله الجنة ، ورجل خرج يعود مريضاً فمات فله الجنة ، ورجل خرج مجاهداً في سبيل الله فمات فله الجنة ، ورجل خرج حاجاً فمات فله الجنة ، ورجل خرج إلى الجمعة فمات فله الجنة ، ورجل خرج في جنازة رجل مسلم فمات فله الجنة .

ـ من لا يحضره الفقيه ج ٤ ص ١٧

ألا ومن تصدق بصدقة ، فله بوزن كل درهم مثل جبل أحد من نعيم الجنة ، ومن مشى بصدقه إلى محتاج ، كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شيء ، ومن صلى على ميت صلى عليه سبعون ألف ملك وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فإن أقام حتى يدفن ويحثى عليه التراب ، كان له بكل قدم نقلها قيراط من الأجر ، والقيراط مثل جبل أحد .

ألا ومن ذرفت عيناه من خشية الله عز وجل كان له بكل قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنة مكللاً بالدر والجوهر ، فيه ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .

*       *

أصناف لا تنالهم الشفاعة

١ ـ السلطان الظالم الغشوم

ـ قرب الأسناد ص ٦٤

وعنه ، عن مسعدة بن صدقه قال : حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : قال

١٢٥
 &

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صنفان لا تنالهما شفاعتي : سلطان غشوم عسوف ، وغال في الدين مارق منه ، غير تائب ولا نازع .

ـ الخصال ص ٦٣

حدثنا محمد بن الحسن رضي‌الله‌عنه قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن عبد الجبار بإسناده يرفعه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : رجلان لا تنالهما شفاعتي : صاحب سلطان عسوف غشوم ، وغال في الدين مارق . ورواه في مناقب أمير المؤمنين ج ٢ ص ٣٣٠ ونحوه في مستدرك الوسائل ج ١٢ ص ٩٩

ـ تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٩٦

أربع من فعلهن فقد خرج من الإسلام : من رفع لواء ضلالة ، ومن أعان ظالماً أو سار معه أو مشى معه وهو يعلم أنه ظالم ، ومن اخترم بذمة .

ورجلان لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة : أمير ظلوم ، ورجل غال في الدين مارق منه . والأمير العادل لا ترد دعوته .

٢ ـ المنان والبخيل والنمام

ـ من لا يحضره الفقيه ج ٤ ص ١٧

ثم قال عليه‌السلام : يقول الله عز وجل : حرَّمت الجنة على المنان والبخيل والقتات ، وهو النمام . انتهى .

ولا نطيل في تعداد هذه الأصناف ، وهي في مصادرنا مشابهة لما يأتي في مصادر إخواننا السنيين ، مع تأكيدها على عدم شمول الشفاعة لمن عصى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في مودة أهل بيته وولايتهم وإطاعتهم .

الذين يخرجون من النار بالشفاعة يكونون أدنى درجة

تفردت مصادر أهل البيت عليهم‌السلام ببيان أن الموحدين الذين يخرجون من النار دخلون جنة أخرى أدنى درجةً ، وهي غير الجنة التي يسكنها أولياء الله تعالى .

١٢٦
 &

ـ ففي بحار الأنوار ج ٨ ص ٣٦١

ين : فضالة ، عن عمر بن أبان ، عن آدم أخي أيوب ، عن حمران قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنهم يقولون ألا تعجبون من قوم يزعمون أن الله يخرج قوماً من النار فيجعلهم من أصحاب الجنة مع أوليائه ؟ فقال : أما يقرؤون قول الله تبارك وتعالى : ومن دونهما جنتان ، إنها جنة دون جنة ، ونار دون نار ، إنهم لا يساكنون أولياء الله ! وقال : بينهما والله منزلة ، ولكن لا أستطيع أن أتكلم ، إن أمرهم لأضيق من الحلقة ، إن القائم لو قام لبدأ بهؤلاء .

*       *

رأي السنيين القريب من رأي أهل البيت عليهم‌السلام

وهو الرأي القائل بأن الشفاعة تشمل بعض العاصين من المسلمين وليس كلهم .

ويدل عليه من مصادرهم :

أولاً : أحاديث كثيرة صحيحة السند عندهم ، لكن دلالتها ضاعت ، لأنها مخلوطة بأحاديث توسيع الشفاعة وشمولها لكل العاصين والمنافقين !

ونكتفي منها بالأحاديث التي نصت على أن عدداً من صحابة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سيغيرون ويبدلون بعده ، فلا يشفع لهم يوم القيامة ، فيؤمر بهم إلى النار . فقد روى البخاري في صحيحه ج ٧ ص ٢٠٨ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم ، فقلت أين ؟ قال إلى النار والله ! قلت وما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ! ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم ، قلت أين ؟ قال إلى النار والله ! قلت ما شأنهم ؟ ! قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ! ! فلا أراه يخلص منهم إلا مثل هَمَل النعم . انتهى .

١٢٧
 &

وروى شبيهاً به في ج ٧ ص ١٩٥ وص ٢٠٧ ـ ٢١٠ وفي نفس المجلد أيضاً ص ٨٤ و ٨٧ وج ٨ ص ٨٦ و ٨٧ وروى نحوه مسلم في ج ١ ص ١٥٠ وج ٧ ص ٦٦ وابن ماجة ج ٢ ص ١٤٤٠ وأحمد في ج ٢ ص ٢٥ وص ٤٠٨ وج ٣ ص ٢٨ وج ٥ ص ٢١ وص ٢٤ وص ٥٠ وج ٦ ص ١٦ ورواه البيهقي في سننه ج ٤ ص ١٤ ونقل رواياته المتعددة في كنز العمال في ج ١٣ ص ١٥٧ وج ١٤ ص ٤٨ وج ١٥ ص ٦٤٧ وقال رواه ( مالك والشافعي حم م ن ـ عن أبي هريرة ) انتهى .

فلو كانت الشفاعة تشمل كل الخلق أو كل الموحدين أو كل المسلمين ، لشملت هؤلاء الصحابة المعروفين ! فلا بد من القول بأن شفاعته صلى‌الله‌عليه‌وآله مشروطة بشروط من أولها الإسلام وعدم الإنحراف الكبير الذي ارتكبه هؤلاء الصحابة المطرودون !

ثانياً : أحاديث اشترطت شروطاً أخرى فوق الشهادتين للشفاعة ، كالذي رواه البخاري ج ٨ ص ١٣٩ : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ! قالوا يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى . انتهى . وفيه تصريح أن المستثنى هم الذين عصوا الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله من أمته وأنهم لا يدخلون الجنة ! ورواه الحاكم أيضاً بلفظ قريب منه في ج ١ ص ٥٥ وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .

والذي رواه النسائي في سننه ج ٧ من ص ٨٨ عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من جاء يعبد الله ولا يشرك به شيئاً ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويجتنب الكبائر ، كان له الجنة . فسألوه عن الكبائر فقال : الإشراك بالله ، وقتل النفس المسلمة ، والفرار يوم الزحف .

والذي رواه أحمد في ج ٢ ص ١٧٦ عن عبد الله بن عمرو أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما عمل الجنة ؟ قال : الصدق ، وإذا صدق العبد برَّ ، وإذا بر آمن ، وإذا آمن دخل الجنة .

١٢٨
 &

قال يا رسول الله ما عمل النار ؟

قال : الكذب ، إذا كذب فجر ، وإذا فجر كفر ، وإذا كفر دخل . . يعني النار . انتهى .

فهذه الأحاديث تشترط لدخول الجنة شروطاً أخرى غير التوحيد ، فلو كان التوحيد وحده كافياً لما كان لهذه الشروط معنى .

ثالثاً : أحاديث نصت على أن الشفاعة تشمل أصنافاً معينين من الناس ، نذكر منها :

١ ـ من قضى لاخيه حاجة

ـ الدر المنثور ج ٣ ص ٧١

وأخرج أبو نعيم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قضى لأخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه ، فإن رجح ، وإلا شفعت له .

ـ الدر المنثور ج ٣ ص ٢٥٦

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ثم أمر منادياً ينادي : ألا ليقم أهل المعروف في الدنيا فيقومون حتى يقفوا بين يدي الله فيقول الله أنتم أهل المعروف في الدنيا ، فيقولون نعم فيقول : وأنتم أهل المعروف في الآخرة فقوموا مع الأنبياء والرسل فاشفعوا لمن أحببتم فأدخلوه الجنة ، حتى تدخلوا عليهم المعروف في الآخرة كما أدخلتم عليهم المعروف في الدنيا .

٢ ـ من صلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

ـ في مسند أحمد ج ٤ ص ١٠٨

من صلى على محمد وقال : اللهم أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة ، وجبت له شفاعتي . ورواه في فردوس الأخبار ج ٤ ص ٢١ ح ٥٥٥٥

١٢٩
 &

ـ وفي مسند أحمد في ج ٤ ص ٦١ ح ٥٦٨٠

أبو الدرداء : من صلى ( عليَّ ) حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً ، أدركته شفاعتي يوم القيامة . ورواه في مجمع الزوائد ج ١٠ ص ١٢٠ و ١٦٣

٣ ـ من زار قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

ـ وفي الدر المنثور ج ١ ص ٢٣٧

وأخرج الحكيم الترمذي والبزار وابن خزيمة وابن عدي والدارقطني والبيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من زار قبري وجبت له شفاعتي . ( ورواه في سنن الدارقطني ج ٢ ص ٢٧٨ ح ١٩٤ والذهبي في تاريخ الاسلام ج ١١ ص ٢١٢ ورواه بنص آخر : من زارني بعد موتي وجبت شفاعتي ) .

وأخرج الطبراني عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جاءني زائراً لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقاً على أن أكون له شفيعاً يوم القيامة .

وأخرج الطيالسي والبيهقي في الشعب عن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من زار قبري كنت له شفيعاً أو شهيداً ، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله في الآمنين يوم القيامة .

ـ مختصر تاريخ دمشق ج ١ جزء ٢ ص ٤٠٦

وعن علي بن أبي طالب قال : من سأل لرسول الله ( ص ) الدرجة الوسيلة حلت له شفاعته يوم القيامة ومن زار قبر رسول الله ( ص ) كان في جوار رسول الله (ص ) .

ـ هامش طبقات المحدثين بإصبهان ج ٢ ص ٤٢٠ ، ١٦٧

عن ابن عمر قال : قال رسول الله ( ص ) : من جاءني زائراً لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقاً على الله أن أكون له شفيعاً يوم القيامة . وشبيهه في ج ١ ص ٥٥ .

وراجع أيضاً مجمع الزوائد ج ٤ ص ٢ وكنز العمال ج ١٥ ص ٣٨٣ وص ٦٥١

١٣٠
 &

وقد اقتصرنا من أحاديث زيارة قبره صلى‌الله‌عليه‌وآله على ما ورد فيه ذكر الشفاعة وسنورد بقية أحاديثها في محلها إن شاء الله تعالى مع جواب شبهة الوهابيين في تحريمهم زيارة القبور وخيرها وأشرفها قبر سيد المرسلين صلى‌الله‌عليه‌وآله !

٤ ـ من دعا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالوسيلة

ـ روى البخاري ج ٥ ص ٢٢٨

من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة .

ورواه أيضاً في ج ١ جزء ١ ص ١٥٢ ورواه البيهقي في سننه ج ١ ص ٤٠٩ ومجمع الزوائد ج ١ ص ٣٣٣ والنويري في نهاية الإرب ج ٣ جزء ٥ ص ٣٠٨ .

٥ ـ من حفظ من أحاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أربعين حديثاً

ـ روى الديلمي في فردوس الأخبار ج ٤ ص ٩١ ح ٥٧٧٨

عن ابن عباس : من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها ، فهو من العلماء وكنت له شفيعاً يوم القيامة . ونحوه في كنز العمال ج ١٠ ص ١٥٨

ـ وفي كتاب المجروحين لابن حبان ج ٢ ص ١٣٣

عن أبي الدرداء قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ما حد العلم الذي إذا بلغه الرجل كان فقيهاً ؟ فقال : من حفظ على أمتي أربعين حديثاً في أمر دينها بعثه الله فقيهاً ، وكنت له شافعاً وشهيداً .

٦ ـ من حفظ أسماء الله الحسنى

ـ صحيح البخاري ج ٨ ص ١٦٩

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن لله تسعة وتسعين إسماً مائة إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة .

١٣١
 &

ونحوه في ج ٧ ص ١٦٩ ونحوه في مستدرك الحاكم ج ١ ص ١٦

٧ ـ من قرأ بعض سور القرآن

ـ روى في فردوس الأخبار ج ٤ ص ٣٠ ح ٥٥٨٧

أبو الدرداء : من قرأ مائتي آية في كل يوم شفع في سبع قبور حول قبره وخفف الله عز وجل عن والديه وإن كانا مشركين . وفي ص ٣٤ ح ٥٥٩٨ : ابن عباس : من قرأ سورة الأعراف جعل الله بينه وبين إبليس ستراً وكان آدم شفيعاً له يوم القيامة . انتهى .

فهذه المجموعة من الأحاديث تدل على أن بعض المسلمين من أصحاب الأعمال الحسنة يستحقون الدخول في شفاعة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله . ولو كانت الشفاعة تشمل كل المسلمين لما صح جعلها ميزة لأصناف معينة من أصحاب الأعمال الحسنة ، كما نصت هذه المجموعة .

ولا يضر بالإستدلال بها أن يكون بعضها ضعيفاً أو مكذوباً ، لأن الاستدلال بمجموعها ، بل حتى لو كانت كلها موضوعة فهي تدل على أن المرتكز في أذهان المسلمين أن الشفاعة مخصوصة بأصناف من المسلمين وليست عامة .

رابعاً : أحاديث نصت على أن الشفاعة لا تشمل أصنافاً من الناس ، أو دلت على أنهم لا يدخلون الجنة ، بسبب سوء أعمالهم ، نذكر منها :

١ ـ السلطان الظلوم الغشوم

ـ روى الديلمي في فردوس الأخبار ج ٢ ص ٥٥٨ ح ٣٥٩٨

أبو أمامة : صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي ولن أشفع لهما ولن يدخلا شفاعتي : سلطان ظلوم غشوم عسوف ، وغال مارق عن الدين . انتهى . ورواه السيوطي في الدر المنثور ج ١ صفحة ٣٥٢ عن الطبراني وفي كنز العمال ج ٦ ص ٢١ وص ٣٠ وفي مجمع الزوائد ج ٥ ص ٢٣٥ وص ٢٣٦

١٣٢
 &

وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أشد أهل النار عذاباً يوم القيامة من قتل نبياً ، أو قتله نبي ، أو إمام جائر . قلت : في الصحيح بعضه ، رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات . ورواه البزار إلا أنه قال : وإمام ضلالة ، ورجاله ثقات ، وكذلك رواه أحمد .

٢ ـ الذي يكذب على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

ـ روى البخاري في ج ١ ص ٣٥

عن سلمة بن الأكوع قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من يقل عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار .

وروى نحوه أيضاً في ج ١ من ص ٣٦ وج ٢ ص ٨١ وج ٤ ص ١٤٥ وص ١٥٦ و ج ٦ ص ٨٤ وص ١١٨ ورواه مسلم في ج ١ ص ٧ و ٨ وص ٥٧ وج ٧ ورواه غيرهما من مصادر السنة والشيعة .

٣ ـ الذي يبغض ذرية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أو يظلمهم

ـ لسان الميزان ج ٣ ص ٢٧٦

عن أنس رضي‌الله‌عنه مرفوعاً : من أحبني فليحب علياً ، ومن أبغض أحداً من أهل بيتي حرم شفاعتي . . الحديث .

ـ كنز العمال ج ١٢ ص ١٠٣

عن الطبراني والرافعي عن ابن عباس : من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليه وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي . انتهى .

والأحاديث في ذلك كثيرة ، سنوردها في مسائل الإمامة إن شاء الله .

١٣٣
 &

٤ ـ أصحاب البدع المخالفين للسنة

ـ قال الشاطبي في الإعتصام ج ١ ص ١٢٠

البدعة مانعة من شفاعة محمد ، لما روى أنه صلى الله عليه وسلم قال : حلت شفاعتي لأمتي إلا صاحب بدعة .

ـ قال السبكي في طبقات الشافعية ج ٦ ص ٢٩١

حديث : إن لله ملكاً ينادي كل يوم : من خالف السنة لم تنله الشفاعة ( ورد في إحياء الغزالي ) .

٥ ـ من طلب العلم للدنيا أو طلب الدنيا بعمل الآخرة

ـ في مجمع الزوائد ج ١ ص ١٨٤

عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء في المجالس ، لم يرح رائحة الجنة . ورواه في كنز العمال ج ١٠ ص ٢٠١ ـ ٢٠٣

ـ وفي كنز العمال ج ٣ ص ٤٧٤ عن الديلمي عن ابن عباس : ريح الجنة توجد من مسيرة خمسمائة عام ، ولا يجدها من طلب الدنيا بعمل الآخرة .

٦ ـ من يؤذي جيرانه

ـ صحيح مسلم ج ١ ص ٤٩

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه .

ـ وفي مستدرك الحاكم ج ١ ص ١١

عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المؤمن من أمنه الناس ، والمسلم من

١٣٤
 &

سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر السوء ، والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه .

ـ وفي مسند أحمد ج ٢ ص ٤٤٠

عن أبي هريرة قال قال رجل : يا رسول الله إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها ، غير أنها تؤذى جيرانها بلسانها ! قال : هي في النار . قال يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها ، وأنها تصدق بالأتوار من الأقط ، ولا تؤذي جيرانها بلسانها ، قال : هي في الجنة .

٧ ـ الذي يسيء إدارة من تحت يده

ـ روى البخاري في ج ٨ ص ١٠٧ بروايتين : عن معقل : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة . ونحوه في كنز العمال ج ٤ ص ٥٦٧ عن ابن سعد وابن عساكر ، وفي ج ٦ ص ٢٠ وص ٣٥ ( عق ش م حم طب وابن عساكر عن معقل بن يسار ) .

ـ وفي سنن الترمذي ج ٣ ص ٢٢٥

عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يدخل الجنة سيء الملكة . انتهى . ورواه أحمد في مسنده ج ١ ص ٧ وص ١٢ وج ٥ ص ٢٢ والهيثمي في مجمع الزوائد ج ٥ ص ٢١١

ـ وفي كنز العمال ج ٦ ص ٣٩

من ولى ذا قرابة محاباةً وهو يجد خيراً منه ، لم يجد رائحة الجنة .

٨ ـ المتكبر ولو مثقال حبة خردل

ـ روى مسلم في صحيحه ج ١ ص ٦٥

عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يدخل الجنة من كان في قلبه

١٣٥
 &

مثقال ذرة من كبر . انتهى . ورواه ابن ماجة في ج ٢ ص ١٣٩٧ وأحمد ج ١ ص ٤١٢ وص ٤١٦ وص ٤٥١ وج ٢ ص ١٦٤ وص ٢٤٨ والحاكم في ج ٣ ص ٤١٦

ـ وفي مجمع الزوائد ج ٦ ص ٢٥٥

وعن نافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يدخل الجنة مسكين مستكبر ، ولا شيخ زان ، ولا منان على الله تعالى بعمله . رواه الطبراني وتابعه الصباح بن خالد بن أبي أمية لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات .

ـ وقال السيوطي في الدر المنثور ج ٤ ص ١١٦

وأخرج البيهقي عن جابر قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل رجل ، فلما رآه القوم أثنوا عليه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم قال : إني لأرى على وجهه سفعة من النار ، فلما جاء وجلس قال : أنشدك بالله أجئت وأنت ترى أنك أفضل القوم ؟ قال نعم . انتهى .

وقد ورد عن أهل البيت عليهم‌السلام أن التكبر المانع من دخول الجنة هو التكبر عن قبول الحق وليس التكبر العادي وإن كان معصية كبيرة .

ويؤيده ما رواه الحاكم في المستدرك ج ١ ص ٢٦ : عن عبد الله بن مسعود رضي‌الله‌عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : لا يدخل الجنة من كان في قلبه حبة من كبر ، فقال رجل : يا رسول الله إنه ليعجبني أن يكون ثوبي جديداً ورأسي دهيناً وشراك نعلي جديداً ، قال وذكر أشياء حتى ذكر علاقة سوطه ، فقال : ذاك جمال ، والله جميل يحب الجمال ، ولكن الكبر من بطر الحق وازدرى الناس . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد احتجا جميعاً برواته .

 ٩ ـ من قتل نفسه

ـ مسند أحمد ج ٢ ص ٤٣٥

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : الذي يطعن نفسه إنما يطعنها في

١٣٦
 &

النار ، والذي يتقحم فيها يتقحم فيها في النار ، والذي يخنق نفسه يخنقها في النار .

١٠ ـ من نبت لحمه من سحت

ـ روى أحمد في ج ٣ ص ٣٢١

قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لكعب بن عجرة : يا كعب بن عجرة ، الصوم جنة ، والصدقة تطفيء الخطيئة ، والصلاة قربان أو قال برهان . يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت ، النار أولى به .

ورواه في ج ٣ ص ٣٩٩ وفي مجمع الزوائد ج ١٠ ص ٢٣٠ وص ٢٩٣

١١ ـ من زنى بذات محرم

ـ في مجمع الزوائد ج ٦ ص ٢٦٩

وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة من أتى ذات محرم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ، غير يحيى بن حسان الكوفي وهو ثقة .

١٢ ـ من نسب نفسه إلى غير أبيه

ـ روى ابن ماجة في ج ٢ ص ٨٧٠

عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله ( ص ) : من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام . انتهى . ورواه أحمد في ج ٢ ص ٧١ وفيه ( وإن ريحها ليوجد من قدر سبعين عاماً ) ورواه في ج ٢ ص ١٧١ وص ١٩٤ وفي مجمع الزوائد ج ١ ص ٩٨ وص ١٤٨ وكنز العمال ج ٦ ص ١٩٥ وج ١٦ ص ٣٢

١٣ ـ مدمن الخمر وقاطع الرحم والنمام وقاسي القلب . . . الخ .

ـ مسند أحمد ج ٤ ص ٣٩٩

من حديث أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة لا يدخلون الجنة : مدمن خمر ، وقاطع رحم ، ومصدق بالسحر .

١٣٧
 &

وفي ج ٢ ص ٦٩ : ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة : مدمن الخمر ، والعاق ، والديوث الذي يقر في أهله الخبث .

ونحوه في ج ٢ ص ١٦٤ وص ٢٠١ و ٢٠٣ وفي سنن البيهقي ج٨ ص ٢٨٨

وفي ج ٨ ص ١٦٦ : عن إبراهيم عن همام قال : كنت جالساً عند حذيفة فمر رجل فقالوا : هذا يرفع الحديث إلى السلطان ، فقال حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة قتات . قال الأعمش : والقتات النمام . أخرجه مسلم في الصحيح .

ـ مسند أحمد ج ٢ ص ١٣٤

قال عبد الله رضي‌الله‌عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق والديه والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال والديوث . وثلاثة لا ينظر الله اليهم يوم القيامة : العاق بوالديه ، والمدمن الخمر ، والمنان بما أعطى . وروى نحوه في ج ٢ ص ٦٩ وص ١٣٤ والحاكم ج ١ ص ٧٢

ـ وفي مسند أحمد ج ١ ص ١٩٠

عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أربى الربا الإستطالة في عرض مسلم بغير حق ، وإن هذه الرحم شجنة من الرحمن فمن قطعها حرم الله عليه الجنة .

ـ وفي مسند أحمد ج ٣ ص ١٤

عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة صاحب خمس : مدمن خمر ، ولا مؤمن بسحر ، ولا قاطع رحم ، ولا كاهن ، ولا منان . ونحوه مسند أحمد ج ٣ ص ٢٨

ـ وفي مجمع الزوائد ج ٨ ص ١٤٩ ونحوه في ج ٥ ص ١٢٥

فإن ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام ، والله لا يجده عاق ، ولا قاطع رحم ،

١٣٨
 &

والباغي فإنه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة بغي ، ولا قاطع رحم ، ولا شيخ زان ، ولا جارُّ إزاره خيلاء .

ـ وفي مجمع الزوائد ج ٦ ص ٢٥٧ ونحوه في ج ٨ ص ١٤٨

وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يدخل الجنة عاق ، ولا مدمن خمر ، ولا منان ، ولا ولد زنية . قلت : رواه النسائي غير قوله ولا ولد زنية . رواه أحمد والطبراني وفيه جابان وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح .

ـ سنن الترمذي ج ٣ ص ٢٣٢

عن أبي بكر الصديق ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة خب ، ولا بخيل ، ولا منان . هذا حديث حسن غريب . ونحوه في كنز العمال ج ٣ ص ٥٤٦

ـ وفي مجمع الزوائد ج ١٠ ص ٢٤٣

وعن نافع قال سمع ابن عمر رجلاً يقول : الشحيح أعذر من الظالم ، فقال ابن عمر : كذبت ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الشحيح لا يدخل الجنة .

ـ وفي مجمع الزوائد ج ٨ ص ١٥٥

عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن لكل شجرة ثمرة وثمرة القلب الولد ، إن الله لا يرحم من لا يرحم ولده . والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا رحيم . قلنا يا رسول الله : كلنا يرحم ، قال : ليس رحمته أن يرحم أحدكم صاحبه ، إنما الرحمة أن يرحم الناس .

ـ وفي كنز العمال ج ١٦ ص ٥٣

لا يدخل الجنة ولد زنى ، ولا مدمن خمر ، ولا عاق ، ولا منان ( ابن جرير ع ـ عن أبي سعيد ) .

١٣٩
 &

١٤ ـ الذي يقتل أحداً من أهل الذمة

ـ في صحيح البخاري ج ٤ ص ٦٥

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً . ونحوه في ج ٨ ص ٤٧ وابن ماجة ج ٢ ص ٨٩٦ والترمذي ج ٢ ص ٤٢٩ والحاكم في ج ٢ ص ١٢٦ والبيهقي في سننه ج ٨ ص ١٣٣ وج ٩ ص ٢٠٥ والنسائى ج ٨ ص ٢٤ وفيه ( وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاماً ) ورواه في مسند أحمد ج ٢ ص ١٨٦ وج ٤ ص ٦١ وص ٢٣٧ وج ٥ ص ٤٦ و ٥٠ و ٥١ و ٣٦٩ و ٣٧٤ والهيثمي في مجمع الزوائد ج ٦ ص ٢٩٣

ونعم ما علق به الفخر الرازي على هذا الموضوع حيث قال في تفسيره ج ٢ جزء٣ ص ١٥١ : عن الحسن ، عن أبي بكرة ، قال عليه‌السلام : من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة . وإذا كان في قتل الكفار هكذا ، فما ظنك بقتل أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ !

١٥ ـ الذي يغش العرب

ـ في مسند أحمد ج ١ ص ٧٢

عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي . انتهى . ورواه البغوي في مصابيح السنه ج ٤ ص ١٤٢ والديلمي في فردوس الأخبار ج ٤ ص ١٨٠ ح ٦٠٧٥ وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان ج ٢ ص ٦٤٠

١٦ ـ اللعان الفحاش

ـ صحيح مسلم ج ٨ ص ٢٤

حدثني سويد بن سعيد ، حدثني حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده ، فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه فكأنه أبطأ عليه فلعنه ، فلما صبح قالت له أم الدرداء :

١٤٠