بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

الحسن بن محمد بن سعيد مثله (١).

١٠٢ ـ شف : محمد بن (٢) أحمد بن الحسن بن شاذان ، عن أحمد بن محمد بن أيوب ، عن علي بن عنبسة ، عن بكر بن أحمد ، وحدثنا أحمد بن محمد الجراح ، عن أحمد بن الفضل ، عن بكر بن أحمد بن محمد ، عن علي ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن محمد بن علي ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها الحسين بن علي عليه‌السلام قال : حدثنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : لما دخلت الجنة رأيت فيها شجرة تحمل الحلي والحلل ، أسفلها خيل بلق وأوسطها حور عين ، وفي أعلاها الرضوان ، قلت : ياجبرئيل لمن هذه الشجرة؟ قال : هذه لابن عمك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فإذا أمر الله بدخول الجنة يؤتى بشيعة علي حتى ينتهي بهم إلى هذه الشجرة فيلبسون الحلي و الحلل ، ويركبون الخيل البلق (٣) ، وينادي مناد : هؤلاء شيعة علي ، صبروا في الدينا على الاذى ، فحبوا (٤) في هذا اليوم بهذا (٥).

١٠٣ ـ شف : من كتاب الخصائص العلوية لمحمد بن علي بن الفتح (٦) ، عن إسماعيل بن محمد بن الفضل ، عن عبدالوهاب بن أبي عبدالله ، عن محمد بن الحسن القطان ، عن إبراهيم بن عبدالله ، عن يحيى بن بكير ، عن جعفر الاحمر ، عن هلال الصيرفي ، عن أبي كثير الانصاري ، عن عبدالله بن أسعد بن زرارة ، عن أبيه قال : قال رسول الله (ص) لما اسري بي إلى السماء انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ فراشه من ذهب يتلالا ، فأوحى الله

__________________

(١) المحتضر : ١٤٣ ـ ١٤٦. وفيه اختلافات ذكرت بعضها.

(٢) فيه وهم ، لان ابن طاووس لا يروى عن ابن شاذان بلا واسطة ، بل رواه على ما في المصدر عن موفق بن أحمد الخوارزمى ، عنه. وفى رواية الخوارزمى ، عن ابن شاذان على ما في المصدر وهم لانه أيضا يروى عنه بواسطة نجم الدين ابى منصور محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد البغدادى ، والحسن بن أحمد العطار ، عن الشريف نورالهدى ابى طالب الحسين بن محمد الزينبى عنه.

(٣) البلق جمع الابلق : ماكان في لونه سواد وبياض.

(٤) حباه كذاو بكذا : أعطاه اياه بلا جزاء.

(٥) اليقين في امرة أمير المؤمنين : ٢١.

(٦) وصفه في المصدر : بالكاتب المعروف بالنطنزى.

٤٠١

إلي أنه لعلي عليه‌السلام ، وأوحى إلي في علي بثلاث خصال : أنه سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين (١).

بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن القاسم الفارسي عن أحمد بن مروان الضبي ، عن محمد بن أحمد ، عن ابن البلخي ، عن محمد بن علي بن خلف ، عن نصر بن مزاحم ، عن جعفر الاحول ، عن هلال بن مقلاص ، عن عبدالله بن أسعد ، عن أبيه مثله (٢).

١٠٤ ـ شف : من كتاب المناقب (٣) تأليف علي بن محمد بن الطبيب الشافعي ، عن محمد بن أحمد بن عثمان ، عن محمد بن العباس ، عن ابن أبي داود ، عن إبراهيم بن عباد ، عن يحيى بن أبي بكر ، عن معد بن زياد ، عن هلال الوزان ، عن أبي كثير الاسدي ، عن عبدالله بن أسعد بن زرارة (٤) قال : قال رسول الله (ص) : انتهيت ليلة اسري بي إلى السدرة المنتهى واوحي إلي في علي ثلاث : أنه إمام المتقين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم (٥).

١٠٥ ـ شف : عن علي بن محمد بن الطيب بإسناده قال : قال رسول الله : لما كان ليلة اسري بي إلى السماء إذا قصر أحمر من ياقوت يتلالا ، فاوحي إلي في علي أنه سيد المسلمين ، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين (٦).

١٠٦ ـ شى : عن عبدالصمد بن بشير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : أتى جبرئيل رسول الله (ص) وهو بالابطح بالبراق ، أصغر من البغل ، وأكبر من الحمار ، عليه ألف ألف محفة من نور ، فشمس البراق (٧) حين أدناه منه ليركبه ، فلطمه جبرئيل عليه‌السلام لطمة

__________________

(١) اليقين في امرة أمير المؤمنين : ١٧٩ و ١٨٠ ، وأخرجه من كتاب الخصائص بطريق أخر عن أسعد في ص ١٧٩ ، وعن كتاب كفاية الطالب في ص ١٧٧.

(٢) بشارة المصطفى : ٢٠٤. وفيه اختلاف لفظى راجعه.

(٣) في المصدر : مناقب أهل البيت.

(٤) الظاهر أن لفظة « عن أبيه » سقطت عن الكتاب ومصدره.

(٥) اليقين في امرة أمير المؤمنين : ١٨٥.

(٦) اليقين في امرة أمير المؤمنين : ١٨٥ و ١٨٦.

(٧) أى أبى ولا يمكن أن يركبه.

٤٠٢

عرق البراق منها ، ثم قال : اسكن فإنه محمد ، ثم رف به من بيت المقدس إلى السماء فتطايرت الملائكة من أبواب السماء ، فقال جبرئيل : الله أكبر ، الله أكبر ، فقالت الملائكة عبد مخلوق (١) ، قال : ثم لقوا جبرئيل فقالوا : يا جبرئيل من هذا؟ قال : هذا محمد فسلموا عليه ، ثم رف به إلى السماء الثانية فتطايرت الملائكة فقال جبرئيل : أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، فقالت الملائكة : عبد مخلوق ، فلقوا جبرئيل فقالوا : من هذا؟ فقال : محمد ، فسلموا عليه ، فلم يزل كذلك في سماء سماء ، ثم أتم الاذان ، ثم صلى بهم رسول الله في السماء السابعة وأمهم رسول الله (ص) ، ثم مضى به جبرئيل عليه‌السلام حتى انتهى به إلى موضع فوضع إصبعه على منكبه ، ثم رفعه ، فقال له : امض يا محمد ، فقال له : يا جبرئيل تدعني في هذا الموضع؟ قال : فقال له : يا محمد ليس لي أن أجوز هذا المقام ، ولقد وطئت موضعا ما وطئه أحد قبلك ، ولا يطأه أحد بعدك ، قال : ففتح الله له من العظيم ماشاء الله ،

قال : فكلمه الله : « آمن الرسول بما انزل إليه من ربه » قال : نعم يا رب « والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير » قال تبارك وتعالى : « لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت » قال محمد : « ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين (٢) » قال : قال الله : يا محمد من لامتك بعدك (٣)؟ فقال : الله أعلم ، قال : علي أمير المؤمنين ، قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : والله ما كانت ولايته إلا من الله مشافهة لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤).

١٠٧ ـ شى : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن جبرئيل احتمل رسول الله (ص) حتى أتى به إلى مكان من السماء ثم تركه ، وقال له : ما وطئ

__________________

(١) هكذا في الكتاب ، والظاهر أن في الحديث سقط وتصحيف ، يعلم ذلك مما سبق ، ولعلهم قالوا ذلك عقيب قوله : أشهد أن محمدا رسول الله.

(٢) راجع آخر سورة البقرة.

(٣) في نسخة : من بعدك؟

(٤) تفسير العياشى مخطوط.

٤٠٣

نبي قط مكانك (١).

١٠٨ ـ شى : عن هشام بن سالم ، عن الصادق عليه‌السلام قال : لما اسري برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حضرت الصلاة فأذن وأقام جبرئيل ، فقال : يا محمد تقدم ، فقال رسول الله : تقدم يا جبرئيل ، فقال له : إنا لا نتقدم الآدميين منذ امرنا بالسجود لآدم عليه‌السلام (٢).

١٠٩ ـ شى : عن هارون بن خارجة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا هارون كم بين منزلك وبين المسجد الاعظم؟ فقلت : قريب ، قال : يكون ميلا؟ فقلت : أظنه أقرب (٣) فقال : فما تشهد الصلاة كلها فيه؟ فقلت : لا والله جعلت فداك ربما شغلت : فقال لي : أما إني لو كنت بحضرته ما فاتتني فيه صلاة ، قال : ثم قال هكذا بيده : ما من ملك مقرب ولانبي مرسل ولاعبد صالح إلا وقد صلى في مسجد كوفان حتى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لي اسري به مر به جبرئيل فقال : يا محمد هذا مسجد كوفان ، فقال استأذن لي حتى اصلي فيه ركعتين ، فاستأذن له فهبط به وصلى فيه ركعتين ، ثم قال : أما علمت أن عن يمينه روضة من رياض الجنة ، وعن يساره روضة من رياض الجنة؟ أما علمت أن الصلاة المكتوبة فيه تعدل ألف صلاة في غيره؟ والنافلة خمس مائة صلاة؟ والجلوس فيه من غير قراءة القرآن عبادة؟ قال : ثم قال هكذا بإصبعه فحركها : مابعد المسجدين أفضل من مسجد كوفان (٤).

١١٠ ـ فس : أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن العباس ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « ماضل صاحبكم وما غوى » يقول : ما ضل في علي وماغوى « وما ينطق » فيه « عن الهوى » وما كان ماقال فيه إلا بالوحي الذي اوحي إليه ، ثم قال « علمه شديد القوى » ثم أذن له فوفد إلى السماء ، وقال : « ذو مرة فاستوى وهو بالافق الاعلى * ثم دنا فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى » وكان بين لفظه وبين سماع محمد (ص) كما بين وترالقوس وعودها « فأوحى إلى عبده ما أوحى » فسئل رسول الله (ص) عن ذلك

__________________

(١ و ٢ و ٤) تفسير العياشى : مخطوط.

(٣) في نسخة : لكنه أقرب.

٤٠٤

الوحي ، فقال : اوحي إلي أن عليا سيد المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، وأول خليفة يستخلفه خاتم النبيين (١).

١١١ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم أو غيره ، عن سيف بن عميرة ، عن بشار ، عن أبي داود ، عن بريدة قال : كنت جالسا مع رسول الله (ص) وعلي معه إذ قال : يا علي ألم أشهدك معي سبع مواطن؟ حتى ذكر الموطن الرابع : ليلة الجمعة ، اريت ملكوت السماوات والارض رفعت لي ، حتى نظرت إلى ما فيها ، فاشتقت إليك فدعوت الله ، فإذا أنت معي ، فلم أرمن ذلك شيئا إلا وقد رأيت (٢).

١١٢ ـ فس : أبي ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي داود ، عن أبي بردة الاسلمي (٣) قال سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي : يا علي إن الله أشهدك معي في سبع مواطن : أما أول ذلك فليلة أسرى بي إلي السماء قال لي جبرئيل : أين أخوك؟ قلت : خلفته ورائي ، قال : ادع الله فليأتك به ، فدعوت وإذا مثالك معي ، وإذا الملائكة وقوف صفوف ، فقلت : يا جبرئيل من هؤلاء؟ قال : هم الذين يباهيهم الله بك يوم القيامة فدنوت فنطقت بما كان وبما يكون إلى يوم القيامة.

والثانى : حين أسرى بي في المرة الثانية فقال لي جبرئيل : أين أخوك؟ قلت : خلفته ورائي ، قال : ادع الله فليأتك به ، فدعوت الله فإذا مثالك معي ، فكشط لي عن سبع سماوات حتى رأيت سكانها وعمارها وموضع كل ملك منها.

والثالث : حين بعثت إلى الجن فقال لي جبرئيل : أين أخوك؟ قلت : خلفته ورائي فقال : ادع الله فليأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي ، فما قلت لهم : شيئا ولا ردوا علي شيئا إلا سمعته.

__________________

(١) تفسير القمى : ٥٦١.

(٢) بصائر الدرجات : ٣٠ و ٣١.

(٣) هكذا في الكتاب ومصدره ، والظاهر أنه مصحف بريدة الاسلمى كما تقدم في الحديث السابق ، ويأتى. ولم نجد في التراجم أبا بردة الاسلمى بل الموجود أبا برزه بالزاى وهو نضلة بن عبيد ، صحابى أسلم قبل الفتح ، والرجل المذكور في الاحاديث الثلاثة واحد وهو بريدة الاسلمى بقرينة راويه : أبى داود.

٤٠٥

والرابع : خصصنا بليلة القدر وليست لاحد غيرنا.

والخامس : دعوت الله فيك ، وأعطاني (١) فيك كل شئ إلا النبوة ، فإنه قال : خصصتك بها وختمتها بك.

وأما السادس : لما اسري بي إلى السماء جمع الله لي النبيين فصليت بهم ، ومثالك خلفي.

والسابع : هلاك الاحزاب بأيدينا (٢).

١١٣ ـ ير : محمد بن عيسى ، عن أبي عبدالله المؤمن ، عن علي بن حسان ، عن أبي داود السبيعي ، عن بريدة الاسلمي ، عن رسول الله (ص) قال : قال رسول الله (ص) : يا علي إن الله أشهدك معي سبع مواطن ، حتى ذكر الموطن الثاني : أتاني جبرئيل فأسرى بي إلى السماء فقال : أين أخوك؟ فقلت : ودعته خلفي ، قال : فقال : فادع الله يأتيك به ، قال : فدعوت الله فإذا أنت (٣) معي ، فكشط لي عن السماوات السبع ، والارضين السبع حتى رأيت سكانها وعمارها وموضع كل ملك منها ، فلم أر من ذلك شيئا إلا وقد رأيته كما رأيته (٤).

١١٤ ـ ما : الحفار ، عن الجعابي ، عن سعيد بن عبدالله بن عجب الانصاري (٥) عن خلف بن درست ، عن القاسم بن هارون ، عن سهل بن سفيان ، عن همام ، عن قتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله (ص) : لما عرج بي إلى السماء دنوت (٦) من ربي عزوجل حتى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى فقال : يا محمد من تحب من الخلق؟ قلت : يارب عليا ، قال : التفت يا محمد ، فالتفت عن يساري فإذا علي بن أبي طالب (٧).

__________________

(١) في المصدر : فأعطانى.

(٢) تفسير القمى : ١١١.

(٣) أى مثالك كما تقدم.

(٤) بصائر الدرجات : ٣٠.

(٥) في المصدر : الانبارى.

(٦) المراد بالدنو : الدنو المعنوى ، وهو عروجه صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الملكوت العليا والى مقام المصطفين الاخيار.

(٧) امالى ابن الشيخ : ٢٢٥.

٤٠٦

١١٥ ـ ع : الوراق ، عن سعد ، عن ابن عيسى والفضل بن عامر ، عن سليمان بن مقبل ، عن محمد بن زياد الازدي ، عن عيسى بن عبدالله الاشعري ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : حدثنى أبي ، عن جدي ، عن أبيه عليهم‌السلام قال ، قال رسول الله (ص) لما : اسري بي إلى السماء حملني جبرئيل على كتفه الايمن ، فنظرت إلى بقعة بأرض الجبل حمراء أحس لونا من الزعفران ، وأطيب ريحا من المسك ، فإذا فيها شيخ على رأسه برنس ، فقلت لجبرئيل : ما هذه البقعة الحمراء التي هي أحسن لونا من الزعفران ، وأطيب ريحا من المسك ، قال : بقعة شيعتك وشيعة وصيك علي ، فقلت : من الشيخ صاحب البرنس؟ قال : إبليس ، قلت : فمايريد منهم؟ قال يريد أن يصدهم عن ولاية أمير المؤمنين ، و يدعوهم إلى الفسق والفجور ، فقلت : يا جبرئيل أهو بنا إليهم ، فأهوى بنا إليهم أسرع من البرق الخاطف. والبصر اللامح ، فقلت : قم يا ملعون ، فشارك أعداءهم في أموالهم وأولادهم ونسائهم ، فإن شيعتي وشيعة علي ليس لك عليهم سلطان فسميت قم (١).

١١٦ ـ ع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الصفار ولم يحفظ إسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما اسري بي إلى السماء سقط من عرقي فنبت منه الورد فوقع في البحر ، فذهب السمك ليأخذها ، وذهب الدعموص ليأخذها ، فقالت السمكة : هي لي ، وقال الدعموص : هي لي ، فبعث الله عزوجل إليهما ملكا يحكم بينهما ، فجعل نصفها للسمكة ، وجعل نصفها للدعموص.

قال الصدوق ـ رحمه‌الله ـ : قال أبي رضي‌الله‌عنه : وترى أوراق الورد تحت جلناره وهي خمسة : اثنتان منها على صفة السمك ، واثنتان منها على صفة الدعموص ، وواحدة منها نصفها على صفة السمك ، ونصفها على صفة الدعموص (٢).

بيان : المراد بأوراق الورد الاوراق الخضر الملتصقة بالاوراق الحمر المحيطة بها قبل انفتاحها ، فاثنتان منها ليس على طرفيهما ريشة على مثال ذنب الدعموص ، واثنتان منها على طرفيهما رياش على مثال ذنب السمك ، وواحدة منها على أحد طرفيها رياش دون الطرف

__________________

(١) علل الشرائع : ١٩١.

(٢) علل الشرائع ٢٠٠.

٤٠٧

الآخر ، فنصفها يشبه السمك ، ونصفها يشبه الدعموص ، والدعموص : دويبة أو دودة سوداء تكون في الغدران إذا نشت ، ذكره الفيروزآبادي.

١١٧ ـ ع : عن محمد بن جعفر البندار ، عن سعيد بن أحمد بن أبي سالم ، عن يحيى بن الفضل الوراق ، عن يحيى بن موسى ، عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس قال : فرضت على النبي (ص) ليلة اسري به الصلاة خمسين ، ثم نقصت فجعلت خمسا ثم نودي يا محمد : إنه لا يبدل القول لدي فإن لك بهذه الخمس خمسون (١).

١١٨ ـ فس : أبي ، عن بعض أصحابه رفعه قال : قال رسول الله (ص) لفاطمة إنه لما اسري بي إلى السماء وجدت مكتوبا على صخرة بيت المقدس : « لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أيدته بوزيره ، ونصرته بوزيره » فقلت لجبرئيل : ومن وزيري؟ فقال : علي بن أبي طالب عليه‌السلام فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها : « إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي ، محمد صفوتي من خلقي (٢) أيدته بوزيره ونصرته بوزيره » فقلت لجبرئيل : ومن وزيري؟ قال : علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش رب العالمين وجدت مكتوبا على كل قائمة من قوائم العرش : « أنا الله لا إله إلا أنا ، محمد حبيبي أيدته بوزيره ، ونصرته بوزيره »!.

فلما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى أصلها في دار علي ، وما في الجنة قصر ولا منزل إلا وفيها فتر (٣) منها ، وأعلاها أسفاط (٤) حلل من سندس وإستبرق ، يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط ، في كل سفط مائة ألف حلة ، ما فيها حلة يشبه الاخرى على ألوان مختلفة ، وهي ثياب أهل الجنة ، وسطها ظل ممدود ، عرض الجنة كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله ، يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مائة عام

__________________

(١) لم نجد الحديث علل الشرائع ، لكنه موجود في كتاب الخصال ١ : ١٢٩ ، ولعل (ع) مصحف ( ل ).

(٢) في نسخة وفى المصدر : محمد حبيبى.

(٣) في نسخة : قتر ، وفى اخرى : قنو. وتقدم في خبر هشام بن سالم : وفيها قتر منها.

(٤) السفط : وعاء كالقفة أو الجوالق. ما يعبأ فيه الطيب وما أشبهه من أدوات النساء.

٤٠٨

فلا يقطعه ، وذلك قوله : « وظل ممدود (١) » وأسفلها ثمار أهل الجنة ، وطعامهم متدلى في بيوتهم ، يكون في القضيب منها مائة لون من الفاكهة مما رأيتم في دار الدنيا (٢) ومما لم تروه ، وما سمعتم به وما لم تسمعوا مثلها ، وكلما يجتنى منها شئ نبتت مكانها اخرى لا مقطوعة ولا ممنوعة ، وتجري نهر في أصل تلك الشجرة تنفجر (٣) منها الانهار الاربعة نهر من ماء غير آسن ، ونهر من لبن لم يتغير طعمه ، ونهر من خمر لذة للشاربين ، ونهر من عسل مصفى. الخبر (٤).

١١٩ ـ ما : المفيد : عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن بكر بن صالح ، عن الحسن بن علي ، عن عبدالله بن إبراهيم ، عن الحسين بن زيد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : لما اسري بي إلى السماء وانتهيت إلى سدرة المنتهى نوديت : يا محمد استوص بعلي خيرا ، فإنه سيد المسلمين وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين يوم القيامة (٥).

١٢٠ ـ فس : أبي ، عن حماد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : لما اسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قيعان يقق ، ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وربما أمسكوا ، فقلت لهم : ما بالكم ربما بنيتم وربما أمسكتم فقالوا : حتى تجيئنا النفقة ، فقلت : ومانفقتكم؟ فقالوا : قول المؤمن في الدنيا : « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر » فإذا قال بنينا ، وإذا أمسك أمسكنا (٦).

١٢١ ـ وقال : قال رسول الله (ص) : لما أسرى بي ربي إلى سبع سماواته أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فأجلسني على درنوك من درانيك الجنة ، فناولني سفرجلة فانفلقت نصفين ، فخرجت من بينها حوراء ، فقامت بين يدي فقالت : السلام عليك يا محمد السلام عليك يا أحمد ، السلام عليك يا رسول الله ، فقلت : وعليك السلام من أنت؟ فقالت :

__________________

(١) الواقعة : ٣٠.

(٢) في نسخة : من ثمار الدنيا.

(٣) في المصدر : يتفجر.

(٤) تفسير القمى : ٦٥٣.

(٥) أمالى ابن شيخ : ١٢١.

(٦) تفسير القمى : ٢٠.

٤٠٩

أنا الراضية المرضية خلقنى الجبار (١) من ثلاثة أنواع أسفلي من المسك ، ووسطي من العنبر ، وأعلاي من الكافور ، وعجنت بماء الحيوان ، ثم قال جل ذكره لي : كوني فكنت لاخيك ووصيك علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

بيان : قال الجزري : اليقق المتناهي في البياض ، يقال : أبيض يقق ، وقد تكسر القاف الاولى ، أي شديد البياض.

١٢٢ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن محمد النوفلي ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن محبوب ، عن ابن بكير ، عن حمران قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل في كتابه : « ثم دنافتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى » فقال : أدنى الله محمدا منه ، فلم يكن بينه وبينه إلا قنص لؤلؤ فيه فراش (٣) ، يتلالا فاري صورة ، فقيل له : يا محمد أتعرف هذه الصورة؟ فقال : نعم هذه صورة علي بن أبي طالب ، فأوحى الله إليه أن زوجة فاطمة واتخذه وصيا (٤) أقول : سيأتي خبر طويل في وصف المعراج في باب جوامع الآيات النازلة في أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وأكثر أخبارها مبثوثة على الابواب السابقة واللاحقة.

(باب ٤)

*(الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر عليه‌السلام)*

*(والنجاشى (ه) رحمه‌الله)*

الايات : آل عمران : « ٣ » وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل إليكم وما انزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا اولئك لهم اجرهم عند ربهم

__________________

(١) في نسخة : جعلني الله. وفى المصدر : خلقنى الله.

(٢) تفسير القمى : ٢٠.

(٣) في المصدر : فيه : فراش من ذهب.

(٤) كنز جامع الفوائد : ٣١٤.

(٥) قال الفيروز آبادي : النجاشي بتشديد الياء وبتخفيفها أفصح ، ويكسر نونها ، أو هو أفصح أصحمة ملك الحبشة انتهى وقال الجزرى : فيه ذكر النجاشى في غير موضع ، وهو اسم ملك الحبشة والياء مشددة ، وقيل : الصواب تخفيفها.

٤١٠

إن الله سريع الحساب ١١٩.

المائدة : « ٥ » لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين و رهبانا وأنهم لا يستكبرون * وإذا سمعوا ما انزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين * وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين * فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين ٨٢ ـ ٨٥.

تفسير : قوله تعالى : « وإن من أهل الكتاب » قال الطبرسي رحمه‌الله : اختلفوا في نزولها ، فقيل : نزلت في النجاشي ملك الحبشة واسمه أصحمة ، وهو بالعربية عطية وذلك أنه لما مات نعاه جبرئيل لرسول الله (ص) في اليوم الذي مات فيه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم ، قالوا : ومن هو؟ قال : النجاشي فخرج رسول الله (ص) إلى البقيع وكشف له من المدينة إلى أرض الحبشة ، فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه.

فقال المنافقون : انظروا إلى هذا يصلي على علج نصراني حبشي لم يره قط وليس على دينه ، فأنزل الله هذه الآية ، عن جابر بن عبدالله ، وابن عباس وأنس وقتادة ، وقيل : نزلت في أربعين رجلا من أهل نجران من بني الحارث بن كعب ، واثنين وثلاثين من أرض الحبشة ، وثمانية من الروم كانوا على دين عيسى عليه‌السلام فآمنوا بالنبي (ص) عن عطاء ، وقيل : نزلت في جماعة من اليهود كانوا أسملوا ، منهم عبدالله بن سلام ومن معه عن ابن جريح وابن زيد وابن إسحاق وقيل : نزلت في مؤمني أهل الكتاب كلهم ، لان الآية قد نزلت على سبب ، وتكون عامة في كل ما يتناوله عن مجاهد (١).

وقال رحمه‌الله في قوله : « ولتجدن أقربهم مودة » : قال (٢) المفسرون ائتمرت قريش أن يفتنوا المؤمنين عن دينهم ، فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين يوذونهم

__________________

(١) مجمع البيان ٢ : ٥٦١.

(٢) زاد في المصدر قبل ذلك نزلت في النجاشى وأصحابه.

٤١١

ويعذبونهم ، فافتتن من افتتن ، وعصم الله منهم من شاء ، ومنع الله ورسوله بعمه أبي طالب فلما رأى رسول الله ما بأصحابه ولم يقدر على منعهم ولم يؤمر بعد بالجهاد أمرهم بالخروج إلى أرض الحبشة ، وقال : إن بها ملكا صالحا لا يظلم ولا يظلم عنده أحد ، فاخرجوا إليه حتى يجعل الله عزوجل للمسلمين فرجا ، وأراد به النجاشي واسمه أصحمة (١) ، وإنما النجاشي اسم الملك ، كقولهم : كسرى وقيصر ، فخرج إليها سرا أحد عشر رجلا ، و أربع نسوة ، وهم عثمان بن عفان ، وامرأته رقية بنت رسول الله (ص) ، والزبير بن العوام وعبدالله بن مسعود ، وعبدالرحمان بن عوف ، وأبوحذيفة بن عتبة ، وامرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو ، ومصعب بن عمير ، وأبوسلمة بن عبدالاسد ، وامرأته ام سلمة بنت أبي امية ، وعثمان بن مظعون ، وعامر بن ربيعة ، وامرأته ليلى بنت أبي خيثمة ، وحاطب بن عمرو ، وسهيل بن بيضاء ، فخرجوا إلى البحر وأخذوا سفينة إلى أرض الحبشة بنصف دينار ، و ذلك في رجب في السنة الخامسة من مبعث رسول الله ، وهذه هي الهجرة الاولى ، ثم خرج جعفر بن أبي طالب ، رضي‌الله‌عنه وتتابع المسلمون إليها ، وكان جميع من هاجر من المسلمين إلى الحبشة اثنين وثمانين رجلا سوى النساء والصبيان ، فلما علمت قريش بذلك وجهواعمرو بن العاص وصاحبه عمارة بن الوليد بالهدايا إلى النجاشي وإلى بطارقته (٢) ليردوهم إليهم ، وكان عمارة بن الوليد شابا حسن الوجه ، وأخرج عمرو بن العاص أهله معه ، فلما ركبوا السفينة شربوا الخمر ، فقال عمارة لعمرو بن العاص : قل لاهلك : تقبلني ، فأبى ، فلما انتشى (٣) عمرو دفعه عمارة في الماء ونشب (٤) عمرو في صدر السفينة واخرج من الماء ، وألقى الله بينهما العداوة في مسيرهما قبل أن يقدما إلى النجاشي ، ثم وردا على النجاشي فقال عمرو بن العاص : أيها الملك إن قوما خالفونا في ديننا ، وسبوا آلهتنا ، وصاروا إليك ، فردهم إلينا ، فبعث النجاشي إلى جعفر فجاء وقال : أيها الملك سلهم أنحن عبيد لهم؟ فقال : لابل أحرار ، فقال : سلهم ألهم علينا ديون يطالبوننا بها؟ قال : لا مالنا

__________________

(١) زاد في المصدر بعد ذلك : وهو بالحبشية عطية.

(٢) البطريق : القائد من قواد الجيش.

(٣) اى سكر.

(٤) أى علق.

٤١٢

عليكم ديون ، قال : فلكم في أعناقنا دماء تطالبوننا بها؟ قال عمرو : لا ، قال : فما تريدون منا؟ آذيتمونا فخرجنا من دياركم ، ثم قال : أيها الملك بعث الله فينا نبيا أمرنا بخلع الانداد ، وترك الاستقسام بالازلام ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والعدل والاحسان ، و إيتاء ذي القربى ونهانا عن الفحشاء والمنكر والبغي ، فقال النجاشي : بهذا بعث الله عيسى عليه‌السلام ثم قال النجاشي لجعفر : هل تحفظ مما أنزل الله على نبيك شيئا؟ قال : نعم ، فقرأ سورة مريم (١) ، فلما بلغ قوله : « وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا (٢) » قال : هذا والله هو الحق ، فقال عمرو : إنه مخالف لنا فرده إلينا ، فرفع النجاشى يده و ضرب وجه عمرو ، وقال : اسكت ، والله إن ذكرته بسوء لافعلن بك ، وقال : أرجعوا إلى هذا هديته ، وقال لجعفر وأصحابه : امكثوا فإنكم سيوم ، والسيوم : الآمنون ، وأمر لهم بما يصلحهم من الرزق ، فانصرف عمرو وأقام المسلمون هناك بخير دار ، وأحسن جوار إلى أن هاجر رسول الله (ص) وعلا أمره ، وهادن قريشا ، وفتح خيبر ، فوافى جعفر إلى رسول الله (ص) بجميع من كانوا معه. فقال رسول الله (ص) : لا أدري أنا بفتح خيبر أسر أم بقدوم جعفر؟ ووافى جعفر وأصحاب رسول الله (ص) في سبعين رجلا ، منهم اثنان و ستون من الحبشة ، وثمانية من أهل الشام ، فيهم بحيرا الراهب ، فقرأ عليهم رسول الله (ص سورة « يس (٣) » إلى آخرها ، فبكوا حين سمعوا القرآن وآمنوا ، وقالوا : ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى عليه‌السلام؟ فأنزل الله فيهم هذه الآيات ، وقال مقاتل والكلبي : كانوا أربعين رجلا اثنان وثلاثون من الحبشة (٤) ، وثمانية روميون من أهل الشام « لتجدن أشد الناس » وصف اليهود والمشركين بأنهم أشد الناس عداوة للمؤمنين ، لان اليهود ظاهروا المشركين على المؤمنين ، مع أن المؤمنين يؤمنون بنبوة موسى والتوراة التي أتى بها ، فكان ينبغي أن يكونوا إلى من وافقهم في الايمان بنبيهم وكتابهم أقرب ، وإنما

__________________

(١) السورة : ١٩.

(٢) الاية : ٢٥.

(٣) السورة : ٣٦.

(٤) في المصدر : وثمانية من أهل الشام ، وقال عطاء كانوا ثمانين رجلا أربعون من أهل نجران من بنى الحارث بن كعب ، واثنان وثلاثون من الحبشة ، وثمانية روميون من أهل الشام.

٤١٣

فعلوا ذلك حسدا للنبي (ص) « ولتجدن أقربهم » إلى قوله : « إنا نصارى » يعني النجاشي وأصحابه ، أو الذين جاؤوا مع جعفر مسلمين « قسيسين » أي عبادا أو علماء « ورهبانا » أي أصحاب الصوامع « وأنهم لا يستكبرون » عن اتباع الحق والانقياد له « مما عرفوا من الحق » أي لمعرفتهم أن المتلو عليهم كلام الله تعالى وأنه الحق « مع الشاهدين » أي مع محمد وامته الذين يشهدون بالحق ، وقيل : مع الذين يشهدون بالايمان « وما لنا لانؤمن » معناه لاي عذر لا نؤمن بالله ، وهذا جواب لمن قال لهم من قومهم تعنيفا لهم : لم آمنتم؟ أو عن سؤال مقدر (١).

١ ـ فس : « لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركواو لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى » فإنه كان سبب نزولها أنه لما اشتدت قريش في أذى رسول الله (ص) وأصحابه الذين آمنوا بمكة قبل الهجرة أمرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يخرجوا إلى الحبشة ، وأمر جعفر بن أبي طالب أن يخرج معهم ، فخرج جعفر ومعه سبعون رجلا من المسلمين حتى ركبوا البحر ، فلما بلغ قريشا خروجهم بعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلى النجاشي ليردهم إليهم ، وكان عمرو وعمارة متعاديين فقالت قريش : كيف نبعث رجلين متعاديين؟ فبرئت بنو مخزوم من جناية عمارة وبرئت بنوسهم من جناية عمرو بن العاص ، فخرج عمارة وكان حسن الوجه شابا مترفا ، فأخرج عمرو بن العاص أهله معه ، فلما ركبوا السفينة شربوا الخمر ، فقال عمارة لعمرو بن العاص : قل لاهلك تقبلني ، فقال عمرو : أيجوز (٢) سبحان الله؟ فسكت عمارة ، فلما انتشى عمرو ، وكان على صدر السفينة فدفعه عمارة وألقاه في البحر ، فتشبت عمرو بصدر السفينة وأدركوه وأخرجوه ، فوردوا على النجاشي وقد كانوا حملوا إليه هدايا ، فقبلها منهم ، فقال عمروبن العاص : أيها الملك إن قوما منا خالفونا في ديننا ، وسبوا آلهتنا ، وصاروا إليك فردهم إلينا ، فبعث النجاشي إلى جعفر فجاء فقال : يا جعفر ما يقول هؤلاء؟ فقال جعفر : أيها الملك وما يقولون؟ قال : يسألون أن أردكم إليهم ، قال : أيها الملك سلهم أعبيد نحن لهم؟ قال عمرو : لابل أحرار

__________________

(١) مجمع البيان ٣ : ٢٣٣ و ٢٣٤.

(٢) في المصدر : أيجوز هذا؟

٤١٤

كرام ، قال : فاسألهم ألهم علينا ديون يطالبوننا بها؟ فقال : لا مالنا عليكم ديون ، قال : فلكم في أعناقنا دماء تطالبوننا بذحول؟ فقال عمرو : لا ، قال ، فما تريدون منا؟ آذيتمونا فخرجنا من بلادكم ، فقال عمرو بن العاص : أيها الملك خالفونا في ديننا ، وسبوا آلهتنا ، وأفسدوا شباننا ، وفرقوا جماعتنا ، فردهم إلينا لنجمع أمرنا ، فقال جعفر : نعم أيها الملك خالفناهم : بعث الله فينا نبيا أمرنا بخلع الانداد ، وترك الاستقسام بالازلام ، وأمرنا بالصلاة والزكاة ، وحرم الظلم والجور وسفك الدماء بغير حقها ، والزنا والربا والميتة والدم ، وأمرنا بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى ، ونهانا عن الفحشاء والمنكر و البغي ، فقال النجاشي : بهذا بعث الله عيسى بن مريم عليهما‌السلام ، ثم قال النجاشي : يا جعفر هل تحفظ مما أنزل الله على نبيك شيئا؟ قال : نعم ، فقرأ عليه سورة مريم (١) ، فلما بلغ إلى قوله : « وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي وقري عينا (٢) » فلما سمع النجاشي بهذا بكى بكاء شديدا ، وقال : هذا والله هو الحق ، وقال عمروبن العاص : إيها الملك إن هذا مخالف لنا فرده إلينا ، فرفع النجاشي يده فضرب بها وجه عمرو ، ثم قال : اسكت ، والله لئن ذكرته بسوء لافقدنك نفسك ، فقام عمروبن العاص من عنده والدماء تسيل على وجهه وهو يقول : إن كان هذا كما تقول أيها الملك فإنا لا نتعرض له ، وكانت على رأس النجاشي وصيفة له تذب عنه ، فنظرت إلى عمارة بن الوليد وكان فتى جميلا فأحبته ، فلما رجع عمرو بن العاص إلى منزله قال لعمارة : لو راسلت (٣) جارية الملك ، فراسلها فأجابته ، فقال عمرو : قل لها : تبعث إليك من طيب الملك شيئا ، فقال لها. فبعثت إليه ، فأخذ عمرو من ذلك الطيب ، وكان الذي فعل به عمارة في قلبه حين ألقاه في البحر ، فأدخل الطيب على النجاشي فقال : أيها الملك إن حرمة الملك عندنا وطاعته علينا عظيم ، ويلزمنا إذا دخلنا بلاده ونأمن فيه أن لا نغشه ولا نريبه ، وإن صاحبي هذا الذي معي قد راسل إلى حرمتك وخدعها وبعثت إليه من طيبك ، ثم

__________________

(١) السورة : ١٩.

(٢) الاية : ٢٥ و ٢٦.

(٣) راسله : بعث اليه رسالة.

٤١٥

وضع الطيب بين يديه ، فغضب النجاشي وهم بقتل عمارة ، ثم قال : لا يجوز قتله ، فإنهم دخلوا بلادي بأمان ، فدعا النجاشي السحرة فقال لهم : اعملوا به شيئا أشد عليه من القتل فأخذوه ونفخوا في إحليله الزيبق ، فصار مع الوحش يغدو ويروح ، وكان لا يأنس بالناس فبعثت قريش بعد ذلك فكمنوا له في موضع حتى ورد الماء مع الوحش فأخذوه ، فما زال يضطرب في أيديهم ويصيح حتى مات ، ورجع عمرو إلى قريش فأخبرهم أن جعفرا في أرض الحبشة في أكرم كرامة ، فلم يزل بها حتى هادن رسول الله (ص) قريشا وصالحهم وفتح خيبر أتى بجميع من معه (١) وولد لجعفر بالحبشة من أسماء بنت عميس عبدالله بن جعفر وولد للنجاشي ابنا فسماه النجاشي محمدا ، وكانت ام حبيب بنت أبي سفيان تحت عبدالله فكتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى النجاشي يخطب ام حبيب ، فبعث إليها النجاشي فخطبها لرسول الله (ص) فأجابته ، فزوجها منه ، وأصدقها أربعمائة دينار ، وساقها عن رسول الله (ص) وبعث إليها بثياب وطيب كثير وجهزها وبعثها إلى رسول الله (ص) ، وبعث إليه بمارية القبطية ام إبراهيم ، وبعث إليه بثياب وطيب وفرس ، وبعث ثلاثين رجلا من القسيسين فقال لهم : انظروا إلى كلامه ، وإلى مقعده (٢) ومشربه ومصلاه ، فلما وافوا المدينة دعاهم رسول الله (ص) إلى الاسلام وقرأ عليهم القرآن ، « وإذ قال الله يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك » إلى قوله : « فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين (٣) ».

فلما سمعوا ذلك من رسول الله بكوا وآمنوا ورجعوا إلى النجاشي وأخبروه خبر رسول الله (ص) ، وقرؤوا عليه ما قرأ عليهم ، فبكي النجاشي ، وبكى القسيسون ، وأسلم النجاشي ولم يظهر للحبشة إسلامه ، وخافهم على نفسه ، وخرج من بلاد الحبشة يريد النبي (ص) ، فلما عبر البحر توفي ، فأنزل الله على رسوله : « لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود » إلى قوله : « وذلك جزاء المحسنين ».

__________________

(١) في المصدر : فوافى بجميع من معه.

(٢) في المصدر : والى مطعمه ومشربه.

(٣) المائدة : ١١٠.

٤١٦

[ عم : لما اشتد قريش في أذى رسول الله (ص). إلى قوله : فسماه محمدا ، وسقته أسماء من لبنها (١) ].

بيان : المترف : الذي أترفته النعمة وسعة العيش ، أي أطغته وأبطرته. والانتشاء : أول السكر ، والذحل : الوتر وطلب المكافاة بجناية (٢) جنيت عليه من قتل أو جرح ، والمهادنة : المصالحة ، وعبدالله زوج ام حبيب هو عبدالله بن جحش الاسدي ، كان قد هاجر إلى الحبشة مع زوجته فتنصر هناك ومات.

٢ ـ ما : المفيد ، عن أحمد بن الحسين بن اسامة ، عن عبيدالله بن محمد الواسطي ، عن أبي جعفر محمد بن يحيى ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام أنه قال : أرسل النجاشي ملك الحبشة إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه فدخلوا عليه وهو في بيت له جالس على التراب ، وعليه خلقان الثياب ، قال. فقال جعفر بن أبي طالب : فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال ، فلما رأى ما بنا وتغير وجوهنا قال : الحمد لله الذي نصر محمدا وأقر عيني به ، ألا ابشركم ، فقلت : بلي أيها الملك ، فقال : إنه جاءني الساعة من نحو أرضكم عين من عيوني هناك ، وأخبرني أن الله قد نصرنبيه محمدا (ص) ، وأهلك عدوه ، واسر فلان وفلان ، وقتل فلان وفلان (٣) ، التقوا بواد يقال له : بدر ، كأني (٤) أنظر إليه حيث كنت أرعى لسيدي (٥) هناك ، وهو رجل من بني ضمرة ، فقال له جعفر : أيها الملك الصالح مالي أراك جالسا على التراب؟ وعليك هذه الخلقان (٦)؟ فقال : يا جعفر إنا نجد فيما انزل (٧) على عيسى صلى الله عليه أن من حق الله على عباده أن يحدثوا لله تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة ، فلما أحدث الله تعالى لي نعمة بنبيه

__________________

(١) اعلام الورى ٥٣ ـ ٥٥ ط ٢ وما بين العلامتين لا يوجد في النسختين المطبوعتين

(٢) في نسخة : لجناية.

(٣) في المصدر : كرره ثلاثا ، وكذا ما قبله.

(٤) في المصدر : لكأنى. وفى الكافى : يقال له : بدر ، كثير الاراك ، لكانى.

(٥) لعله من كلام الجاسوس.

(٦) الخلق : البالى. والجمع خلقان.

(٧) في المصدر والكافى : فيما أنزل الله.

٤١٧

محمد (ص) أحدثت لله هذا التواضع ، قال : فلما بلغ النبي (ص) ذلك قال لاصحابه : إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة فتصدقوا يرحمكم الله ، وإن التواضع يزيد صاحبه رفعة فتواضعوا يرفعكم الله ، وإن العفو يزيد صاحبه عزا فاعفوا يعزكم الله (١).

كا : علي ، عن أبيه ، عن هارون مثله (٢).

٣ ـ ل ، ن : المفسر بإسناده إلى أبي محمد العسكري ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : إن رسول الله (ص) لما أتاه جبرئيل بنعي (٣) النجاشي بكى بكاء حزين عليه ، و قال : إن أخاكم أصحمة ـ وهو اسم النجاشي ـ مات ، ثم خرج إلى الجبانة (٤) وكبر سبعا ، فخفض الله له كل مرتفع حتى رأى جنازته وهو بالحبشة (٥).

٤ ـ عم ، ص : قال أبوطالب يحض النجاشي على نصرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأتباعه و أشياعه.

تعلم مليك الحبش أن محمدا

نبي كموسى والمسيح بن مريم

أتى بالهدى مثل الذي أتيابه

وكل بحمد الله يهدي ويعصم (٦)

وإنكم تتلونه في كتابكم

بصدق حديث لا حديث المرجم (٧)

ولا تجعلوا لله ندا وأسلموا

فإن طريق الحق ليس بمظلم (٨)

٥ ـ عم ، ص : فيما رواه أبو عبدالله الحافظ عن محمد بن إسحاق أن رسول الله (ص) بعث عمرو بن امية الضمري إلى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه. وكتب معه كتابا.

بسم الله الرحمان الرحيم : من محمد رسول الله إلى النجاشي الاصحم صاحب

__________________

(١) أمالى ابن الشيخ : ٩.

(٢) اصول الكافى ٢ : ١٢١.

(٣) النعى خير الموت.

(٤) الجبانة : المقبرة. الصحراء.

(٥) الخصال ٢ : ١١ ، عيون أخبار الرضا : ١٥٤ ، في الخصال : وصلى عليه وكبر سبعا.

(٦) في اعلام الورى : بامرالله.

(٧) حديث مرجم : لا يوقف على حقيقته.

(٨) اعلام الورى : ٣٠ ، ط ١ ، قصص الانبياء مخطوط.

٤١٨

الحبشة (١) ، سلام عليك ، إني أحمد إليك الله (٢) الملك القدوس المؤمن المهيمن ، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة ، فحملت بعيسى فخلقه من روحه ونفخه ، كما خلق آدم بيده ونفخه فيه ، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له ، والموالاة على طاعته. وأن تتبعني وتؤمن بي وبالذي جاءني فإني رسول الله ، قد بعثت إليكم ابن عمي جعفر بن أبي طالب معه نفر من المسلمين ، فإذا جاؤوك فاقرهم (٣) ودع التجبر ، فإني أدعوك وجيرتك (٤) إلى الله تعالى ، وقد بلغت ونصحت ، فاقبلوا نصيحتي ، والسلام على من اتبع الهدى.

فكتب إليه النجاشي : بسم الله الرحمان الرحيم : إلى محمد رسول الله من النجاشي الاصحم بن أبحر ، سلام عليك يا نبي الله من الله (٥) ورحمه‌الله وبركاته ، لا إله إلا هو الذي هداني إلى الاسلام ، وقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى ، فورب السماء والارض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت ، وقد عرفنا مابعثت به إلينا ، وقد قرينا ابن عمك وأصحابه ، وأشهد أنك رسول الله صادقا مصدقا (٦) ، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك ، وأسلمت على يديه لله رب العالمين ، وقد بعثت إليك يا رسول الله أريحا بن الاصحم بن أبحر ، فإني لا أملك إلا نفسي ، إن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله ، إني أشهد أن ما تقول حق.

ثم بعث إلى رسول الله هدايا (٧) وبعث إليه بمارية القبطية ام إبراهيم ، وبعث إليه بثياب وطيب كثير وفرس ، وبعث إليه بثلاثين رجلا من القسيسين لينظروا إلى كلامه

__________________

(١) في المصدر : ملك الحبشة.

(٢) في نسخة : انى مهدى اليك سلام الله.

(٣) من قرى الضيف : أضافه ، أو من أقر فلانا في المكان : ثبته وسكنه فيه. وفى المصدر : فأقر أى اعترف وأذعن بما جاؤوك به.

(٤) في المصدر : وجنودك.

(٥) المصدر خال من « من الله ».

(٦) في المصدر : صادق مصدق.

(٧) في المصدر : بهدايا.

٤١٩

ومقعده ومشربه ، فوافوا المدينة ودعاهم رسول الله (ص) إلى الاسلام فآمنوا ورجعوا إلى النجاشي (١).

٦ ـ عم : وفي حديث جابر بن عبدالله : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صلى على النجاشي (٢).

٧ ـ يج : روي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال يوما : توفي أصحمة رجل صالح من الحبشة ، فقوموا وصلوا عليه ، فكان كذلك.

٨ ـ يج : وروي عن ابن مسعود قال : بعثنا رسول الله (ص) إلى أرض النجاشي و نحن ثمانون رجلا ، ومعنا جعفر بن أبي طالب ، وبعث قريش خلفنا عمارة ابن الوليد وعمرو بن العاص مع هدايا فأتوه بها فقبلها وسجدوا له وقالوا : إن قوما منا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك فابعث إلينا ، فقال لنا جعفر : لا يتكلم أحد منكم ، أنا خطيبكم اليوم ، فانتهينا إلى النجاشي فقال عمرو وعمارة : إنهم لا يسجدون لك ، فلما انتهينا إليه زبرنا (٣) الرهبان أن اسجدوا للملك ، فقال لهم جعفر : لا نسجد إلا لله ، فقال النجاشي : وما ذلك؟ قال : إن الله بعث فينا رسوله ، وهو الذي بشر به عيسى ، اسمه أحمد ، فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا ، وأن نقيم الصلاة ، وأن نؤتي الزكاة ، وأمرنا بالمعروف ، ونهانا عن المنكر ، فأعجب النجاشي قوله ، فلما رأي ذلك عمرو قال : أصلح الله الملك ، إنهم يخالفونك في ابن مريم فقال النجاشي : ما يقول صاحبك في ابن مريم؟ قال : يقول فيه : قول الله : هو روح الله و وكلمته ، أخرجه من العذراء البتول التي لم يقربها بشر ، فتناول النجاشي عودا من الارض فقال : يا معشر القسيسين والرهبان ما يزيد هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما يزن (٤) هذا ، ثم قال النجاشي لجعفر : أتقرأ شيئا مما جاء به محمد؟ قال : نعم قال له : اقرأ وأمر الرهبان أن ينظروا في كتبهم ، فقرأ جعفر «كهيعص (٥)» إلى آخر قصة عيسى عليه‌السلام (٦) ، فكانوا

__________________

(١) اعلام الورى : ٣١ و ٣٢. قصص الانبياء مخطوط.

(٢) اعلام الورى : ٣١.

(٣) أى زجرنا.

(٤) زنه بكذا : اتهمه ، وفي نسخة : ما يزيد هذا.

(٥) هو سورة مريم.

(٦) وهو آية : ٣٥.

٤٢٠