بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٤١ ـ قب : في حديث خزيم بن أوس : سمعت النبي (ص) يقول هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي ، وهذه الشيماء بنت نفيلة الازدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود ، فقلت : يا رسول الله إن نحن دخلنا الحيرة فوجدنا (١) كما تصف فهي لي؟ قال : نعم هي لك ، قال : فلما فتحوا الحيرة تعلق بها وشهد له محمد بن مسيلمة (٢) ومحمد بن بشير الانصاريان بقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسلمها إليه خالد ، فباعها من أخيها بألف دينار.

أبوهريرة : قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ، والذي نفسي بيده لينفقن كنوزهما في سبيل الله.

جبير بن عبدالله قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله. تبنى مدينة بين دجلة ودجيل والصراة وقطر بل تجبى (٣) إليها خزائن الارض.

وفي رواية : تسكنها جبابرة الارض الخبر.

أبوبكرة : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن ناسا (٤) من امتي ينزلون بغائط يسمونه البصرة وعنده نهر يقال له : دجلة ، يكون لهم عليها جسر ويكثر أهلها ، ويكون من أمصار المهاجرين الخبر.

فضالة بن أبي فضالة الانصاري وعثمان بن صهيب إنه قال لعلي عليه‌السلام في خبر : أشقى الآخرين الذي يضربك على هذه ، وأشار إلى يافوخه (٥).

أنس بن الحارث قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن ابني هذا يعني الحسين يقتل بأرض من العراق ، فمن أدركه منكم فلينصره ، قال : فقتل أنس مع الحسين عليه‌السلام. وفيه حديث القارورة التي أعطى ام سلمة.

__________________

(١) في المصدر : فوجدناها.

(٢) هكذا في الكتاب ومصدره ، وفيه وهم ، والصحيح محمد بن مسلمة ، وهو محمد بن مسلمة

ابن سلمة الانصارى صحابى مشهور ، مات بعد الاربعين.

(٣) أى تجمع إليها.

(٤) في المصدر : إن اناسا من امتى.

(٥) اليافوخ : او اليأفوخ : الموضع الذى يتحرك من رأس الطفل ، وهو فراغ بين عظام جمجمته في مقدمتها وأعلاها لا يلبث أن تلتقى فيه العظام.

١٤١

وحديث الحسن بن علي عليهما‌السلام إنه سيصلح الله به فئتين.

وحديث فاطمة الزهراء عليها‌السلام وبكائها وضحكها عند وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله. وحديث كلاب الحوأب.

وحديث عمار : تقتلك الفئة الباغية.

حذيفة قال : لو احدثكم بماسمعت من رسول الله لوجمتموني (١) ، قالوا : سبحان الله نحن نفعل؟ قال : لو احدثكم أن بعض امهاتكم تأتيكم في كتيبة : كثير عددها ، شديد بأسها ، تقاتلكم صدقتم؟ قالوا : سبحان الله ومن يصدق بهذا؟ قال : تأتيكم امكم الحميراء في كتيبة يسوق بها أعلاجها من حيث تسوء وجوهكم.

ابن عباس : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيتكن صاحبة الجمل الاديب ، يقتل حولها ـ قتلى كثيرة بعد أن كادت.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أطولكن يدا أسرعكن لحوقا بي ، فكانت سودة أطولهن يدا بالمعروف.

ابن عمر : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يكون في ثقيف كذاب ومبير ، فكان الكذاب المختار (٢) والمبير الحجاج.

ومنه إخباره صلى‌الله‌عليه‌وآله باويس القرني.

حكى العقبي (٣) أن أبا أيوب الانصاري رئي عند خليج قسطنطينية فسئل عن حاجته ، قال : أما دنياكم فلاحاجة لي فيها ، ولكن إن مت فقدموني ما استطعتم في بلاد العدو ، فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : يدفن عند سور القسطنطينية رجل صالح من أصحابي ، وقد رجوت أن أكونه ، ثم مات ، فكانوا يجاهدون والسرير يحمل ويقدم ، فأرسل قيصر في ذلك ، فقالوا : صاحب نبينا وقد سألنا أن ندفنه في بلادك ونحن منفذون

__________________

(١) في المصدر : لرجمتمونى.

(٢) الحديث كما ترى مروى عن العامة ، ولا يعتمد عليه بعد ارساله وتعارضه مع ما ورد في حق المختار من الروايات المادحة.

(٣) في المصدر : القعبى. ولعله مصحف القعنبى.

١٤٢

وصيته ، قال : فإذا وليتم أخرجناه إلى الكلاب ، فقالوا : لو نبش من قبره ما ترك بأرض العرب نصراني إلا قتل ، ولا كنيسة إلا هدمت ، فبني على قبره قبة يسرج فيها إلى اليوم وقبره إلى الآن يزار في جنب سور القسطنطينية (١).

بيان : في الصحاح : أصل الغائط : المطمئن من الارض الواسع ، ووجمه : دفعه و ضربه بجمع الكف ، والاعلاج جمع العلج بالكسر وهو الرجل القوي الضخم ، والرجل من كفار العجم وغيرهم.

قوله : بعد أن كادت ، أي أن تغلب وتظفر أو تهلك ، أو هو من الكيد بمعنى الحرب أو بمعنى المكر.

٤٢ ـ شى : عن عبدالله بن يحيى الكاهلي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : لما اسري برسول الله عليه وآله السلام أتاه جبرئيل بالبراق فركبها فأتى بيت المقدس فلقي من لقي من إخوانه من الانبياء ، ثم رجع فأصبح يحدث أصحابه أني أتيت بيت المقدس الليلة ، ولقيت إخوانا من الانبياء ، فقالوا : يا رسول الله وكيف أتيت بيت المقدس الليلة؟ فقال : جاءني جبرئيل عليه‌السلام بالبراق فركبته ، وآية ذلك أني مررت بعير لابي سفيان على ماء بني فلان وقد أضلوا جملا لهم وهم في طلبه ، قال : فقال القوم (٢) بعضهم لبعض : إنما جاء راكب سريع ، ولكنكم قد أتيتم الشام وعرفتموها ، فاسألوه عن أسواقها وأبوابها وتجارها ، قال : فسألوه فقالوا : يا رسول الله كيف الشام؟ وكيف أسواقها؟ وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا سئل عن الشئ لا يعرفه شق عليه حتى يرى ذلك في وجهه ، قال : فبينا هو كذلك إذ أتاه جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا رسول الله هذه الشام قد رفعت لك ، فالتفت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا هو بالشام وأبوابها وتجارها ، فقال : أين السائل عن الشام؟ فقالوا : أين بيت فلان ومكان فلان؟ فأجابهم في كل ما سألوه عنه ، قال : فلم يؤمن فيهم (٣) إلا

__________________

(١) مناقب آل أبى طالب ١ : ١٢١ و ١٢٢.

(٢) فقال له القوم خ ل.

(٣) فلم يؤمن منهم خ ل.

١٤٣

قليل ، وهو قول الله : « وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون (١) » فنعوذ بالله أن لا نؤمن بالله ورسوله : آمنا بالله ورسوله ، آمنا بالله وبرسوله (٢).

أقول : الابواب السالفة والآتية مشحونة بإخباره صلى‌الله‌عليه‌وآله بالغائبات ، لا سيما قصص بدر ، وإنما أوردنا في هذا الباب شطرا منها.

(باب ١٢)

*(آخر فيما أخبر بوقوعه بعده صلى‌الله‌عليه‌وآله)*

١ ـ ما : حمويه بن علي بن حمويه ، عن محمد بن محمد بن بكر ، عن الفضل بن حباب الجمحي ، عن مكي ، عن محمد بن يسار ، عن وهب بن حزام ، عن أبيه ، عن يحيى بن أيوب ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي سلمة ، عن عبدالرحمن ، عن ام سلمة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أوصى عند وفاته بخروج اليهود من جزيرة العرب ، فقال : الله الله في القبط ، فإنكم ستظهرون عليهم ، ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله (٣).

بيان : القبط بالكسر : أهل مصر.

٢ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن داود بن الهيثم ، عن جده إسحاق بن بهلول ، عن أبيه بهلول بن حسان ، عن طلحة بن زيد ، عن الوصين (٤) بن عطاء ، عن عمير بن هاني ، عن جنادة بن أبي امية ، عن عبادة بن الصامت ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ستكون فتن لا يستطيع المؤمن أن يغير فيها بيد ولا لسان ، فقال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : وفيهم (٥) يومئذ مؤمنون؟ قال : نعم قال : فينقص ذلك من إيمانهم شيئا؟ قال : لا إلا كما ينقص

__________________

(١) يونس : ١٠١.

(٢) تفسير العياشى : مخطوط.

(٣) امالى ابن الشيخ : ٢٥٨.

(٤) هكذا في النسخة ، والصحيح الوضين بالمعجمة كما في التقريب.

(٥) في المصدر : فقال على بن أبى طالب عليه‌السلام : يا رسول الله وفيهم.

١٤٤

القطر من الصفا ، إنهم يكرهونه بقلوبهم (١).

٣ ـ مع : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمرو بن جميع ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : إذا مشت امتي المطيطا (٢) وخدمتهم فارس والروم كان بأسهم بينهم. والمطيطا : التبختر ومد اليدين في المشي (٣).

٤ ـ ب : هارون ، عن ابن زياد ، عن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام أن رسول الله (ص) قال : تاركوا الحبشة ما تاركوكم ، فوالذي نفسي بيده لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين (٤).

بيان : قال في النهاية : في الحديث : لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة ، السويقة تصغير الساق وهي مؤنثة ، فلذلك ظهرت التاء في تصغيرها وإنما صغر الساقين لان الغالب على سوق الحبشة الدقة والحموشة. انتهى.

وقال في جامع الاصول : الكنز مال كان معدا فيها من نذور كانت تحمل إليهما قديما وغيرها ، وقال الطيبي في شرح المشكاة : قيل : هو كنز مدفون تحت الكعبة ، وقال الكرماني في شرح البخاري : ومنه يخرب الكعبة ذوالسويقتين ، وهذا عند قرب الساعة حيث لا يبقى قائل الله الله (٥) ، وقيل : يخرب بعد رفع القرآن من الصدور والمصحف بعد موت عيسى عليه‌السلام انتهى.

٥ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام أن رسول الله (ص) قال : إذا ظهرت القلانس (٦) المتركة ظهر الرياء (٧).

__________________

(١) أمالى ابن الشيخ ، ٣٠٢.

(٢) هكذا في الكتاب ، والصحيح المطيطاء بالمد.

(٣) معانى الاخبار ٨٧.

(٤) قرب الاسناد ٤٠.

(٥) كذا في النسخة مكررا.

(٦) المشركة خ ل.

(٧) الزنا خ ل أقول : الحديث يوجد في قرب الاسناد : ٤١ وفيه : إذا ظهرت القلانيس المشتركة ظهر الزنا وأخرجه الشيخ الحر العاملى في الوسائل في ب ٣١ من الملابس وفيه : إذا



١٤٥

بيان : في بعض النسخ المشركة بالشين ، ولعله من الشراك ، أي القلانس التي فيه خطوط وطرائق ، كما تلبسه البكتاشية ، أو من الشرك بمعنى الحبالة ، أى قلانس أهل الشيد ، فعلى الوجهين يناسب نسخة الرياء بالراء المهملة والياء المثناة التحتانية ، ويحتمل أن يكون من الشرك بالكسر بمعنى الكفر ، أي قلانس الاعاجم وأهل الشرك فيناسب نسخة الزنا بالزاي المعجمة والنون ، وفى بعض النسخ بالتاء المثناة الفوقانية ، وقيل : إنه منسوب إلى طائفة الترك ، وسيأتي مزيد شرح له في باب القلانس إن شاءالله تعالى.

٦ ـ ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى عليه وآله : سيأتي على امتي زمان تخبث فيه سرائرهم ، و تحسن فيه علانيتهم ، طمعا في الدنيا ، لا يريدن به ما عند الله عزوجل ، يكون أمرهم رياء لا يخالطه خوف ، يعمهم الله منه بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجاب لهم (١).

٧ ـ ثو : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. سيأتي على امتي زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ، ولا من الاسلام إلا اسمه ، يسمون (٢) به وهم أبعد الناس منه ، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود (٣).

٨ ـ كا : أبوعلي الاشعري ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن العباس بن عامر ،

__________________

ظهرت القلانس المتركة ظهر الزنا. ويوجد مثل ذلك بألفاظه في فروع الكافى ٢ : ٢١٣ باسناد الكلينى عن على بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلى عن السكونى ، وقال المصنف في شرحه على ذلك : يحتمل أن يكون المتركة مأخوذامن الترك الذى يطلق في لغة الاعاجم أى ما يكون فيه أعلام محيطة ، كالمعروف عندنا بالبكتاشى ونحوه ، أو من الترك بالمعنى العربى ، أى يكون فيه زوائد متروكة فوق الرأس وهو معروف عندنا بالشروانى ، وهى القلانس الطويلة العرضية التى يكسر بعضهافوق الرأس وبعضها من جهة الوجه ، أو بمعنى التركية بهذا المعنى أيضا ، فانها منسوبة اليهم : أو من التركة بمعنى البيضة من الحديدة ، أى ما يشبهها من القلانس.

(١) ثواب الاعمال : ٢٤٤. وفيه : لا يخالطهم خوف يعمهم الله بعقاب.

(٢) يتسمون خ ل.

(٣) ثواب الاعمال : ٢٤٤.

١٤٦

عن العرزمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : سيأتي على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلا بالقتل والتجبر (١) ، ولا الغنى إلا بالغصب والبخل ، ولا المحبة إلا باستخراج الدين واتباع الهوى ، فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى ، وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة ، وصبر على الذل وهو يقدر على العز آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي (٢).

أقول : قد مضت الاخبار من هذا الباب في باب أشراط الساعة ، وستأتي في باب علامات قيام القائم عليه‌السلام.

__________________

(١) والتجرى خ ل.

(٢) اصول الكافى ٢ : ٩١.

١٤٧

(ابواب)

*(أحواله صلى‌الله‌عليه‌وآله من البعثة إلى نزول المدينة)*

(باب ١)

*(المبعث واظهار الدعوة وما لقى صلى‌الله‌عليه‌وآله من القوم)*

*(وما جرى بينه وبينهم ، وجمل أحواله إلى دخول الشعب ، )*

*(وفيه اسلام حمزة رضي‌الله‌عنه ، وأحوال كثير من)*

*(أصحابه وأهل زمانه)*

الايات ، البقرة « ٢ » : ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ١٠٥.

وقال تعالى : كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم و يعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون ١٥١.

وقال تعالى : واذكروا نعمت الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شئ عليم ٢٣١.

وقال تعالى : تلك الآيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين ٢٥٢.

آل عمران « ٣ » : واذكروا نعمت الله عليكم إذا كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ١٠٣.

وقال تعالى : لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ١٦٤.

١٤٨

النساء « ٤ » : ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك و أرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا * من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ٧٩ و ٨٠.

وقال تعالى : إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين ـ إلى قوله ـ : لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ١٦٣ ـ ١٦٦.

المائدة « ٥ » يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ٦ وقال تعالى : ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون ٩٩.

الانعام « ٦ » قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والارض وهو يطعم ولا يطعم قل إني امرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين ١٤. إلى آخر الآيات.

وقال تعالى : قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ٣٣.

وقال تعالى : قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين ٩٠.

وقال تعالى : اتبع ما اوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين* ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل * ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل امة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون ١٠٦ ـ ١٠٨.

إلى قوله تعالى : وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولوشاء ربك ما فعلوه فذرهم ومايفترون * ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون ١١٢ و ١١٣.

إلى قوله تعالى : أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون * وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون ١٢٢ و ١٢٣.

١٤٩

الاعراف « ٧ » : قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والارض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ١٥٨.

وقال : خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ١٩٩.

الانفال « ٨ » ، وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم * وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون * وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون * وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء و تصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ٣٢ ـ ٣٥.

التوبة « ٩ » : هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون ٣٣.

يونس « ١٠ » : وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون ٤٦.

يوسف « ١٢ » : نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن و إن كنت من قبله لمن الغافلين ٣.

وقال تعالى : قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ١٠٨.

الرعد « ١٣ » : إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ٧.

وقال تعالى : وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ و علينا الحساب ٤٠.

الحجر « ١٥ » : لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين * وقل إني أنا النذير المبين ، كما أنزلنا على المقتسمين * الذين جعلوا القرآن عضين * فوربك لنسئلنهم أجمعين ، عما كانوا يعملون * فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين * إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها آخر

١٥٠

فسوف يعلمون * ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ٨٨ ـ ٩٩.

النحل « ١٦ » : وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ٦٤.

وقال تعالى : ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ٨٩.

وقال تعالى : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ١٢٥.

الاسرى « ١٧ » : نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذهم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ٤٧ و ٤٨.

الكهف « ١٨ » : واتل ما اوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا ٢٧.

مريم « ١٩ » : أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لاوتين مالا وولدا * أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا * كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا * ونرثه ما يقول ويأتينا فردا ٧٧ ـ ٨٠.

وقال تعالى : فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ٩٧.

طه « ٢٠ » : كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا* من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيمة وزرا ٩٩ و ١٠٠.

الانبياء « ٢١ » : وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا * أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون ٣٦.

الحج « ٢٢ » : ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد* كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير ٣ و ٤.

وقال تعالى : قل يا أيها الناس إنما أنالكم نذيرمبين ٤٩.

١٥١

وقال تعالى : لكل امة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الامر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم ٦٧.

الفرقان « ٢٥ » : وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا * قال ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا * وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكف به بذنوب عباده خبيرا ٥٦ ـ ٥٨.

الشعراء « ٢٦ » : لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين * إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ٣ و ٤.

وقال تعالى : وأنذر عشيرتك الاقربين ٢١٤.

فاطر « ٣٥ » : إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور * إن أنت إلا نذير * إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ٢٢ ـ ٢٤.

يس « ٣٦ » لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ٧٠.

المؤمن « ٤٠ » : فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون ٧٧.

حمعسق « ٤٢ » : فلذلك فادع واستقم كما امرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وامرت لاعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير ١٥.

وقال تعالى : ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم* صراط الله الذي له ما في السموات وما في الارض ألا إلى الله تصير الامور ٥٢ و ٥٣.

الزخرف « ٤٣ » : فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون * أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون * فاستمسك بالذي اوحي إليك إنك على صراط مستقيم * وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون ٤١ ـ ٤٤.

الفتح « ٤٨ » : إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * لتؤمنوا بالله ورسوله و تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا ٨ و ٩.

١٥٢

الذاريات « ٥١ » : فتول عنهم فما أنت بملوم * وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ٥٤ و ٥٥.

الطور « ٥٢ » : فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون ٢٩.

النجم « ٥٣ » : فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحيوة الدنيا ـ إلى قوله تعالى ـ هذا نذير من النذر الاولى ٢٩ ـ ٥٦.

القمر « ٥٤ » : فتول عنهم ٦.

القلم « ٦٨ » : فلاتطع المكذبين * ودوا لو تدهن فيدهنون * ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم * مناع للخير معتد أثيم * عتل بعد ذلك زنيم. إلى آخر الآيات ٨ ـ ٥٢.

المعارج « ٧٠ » : سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج ١ ـ ٣.

وقال تعالى : فما للذين كفروا قبلك مهطعين * عن اليمين وعن الشمال عزين* أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم. إلى آخر السورة ٣٦ ـ ٤٤.

المزمل « ٧٢ » : إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا * فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا ١٥ و ١٦.

المدثر « ٧٤ » يا أيها المدثر * قم فأنذر ـ إلى قوله : ـ ذرني ومن خلقت وحيدا* وجعلت له مالا ممدودا * وبنين شهودا * ومهدت له تمهيدا * ثم يطمع أن أزيد* كلا إنه كان لآياتنا عنيدا * سارهقه صعودا * إنه فكر وقدر * فقتل كيف قدر* ثم قتل كيف قدر * ثم نظر * ثم عبس وبسر * ثم أدبر واستكبر * فقال إن هذا إلا سحر يؤثر * إن هذا إلا قول البشر * ساصليه سقر ١ ـ ٢٦ إلى قوله تعالى : ـ فما لهم عن التذكرة معرضين * كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة * بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة ٤٩ ـ ٥٢.

القيمة « ٧٥ » : فلا صدق ولا صلى * ولكن كذب وتولى * ثم ذهب إلى أهله يتمطى * أولى لك فأولى * ثم أولى لك فأولى ٣١ ـ ٣٥.

١٥٣

النبأ « ٨٧ » : عم يتسائلون * عن النبأ العظيم * ألذي هم فيه مختلفون ١ ـ ٣.

عبس « ٨٠ » : قتل الانسان ما أكفره * من أي شئ خلقه * من نطفة خلقه فقدره * ثم السبيل يسره * ثم أماته فأقبره * ثم إذا شاء أنشره * كلا لما يقض ما أمره ١٧ ـ ٢٣.

التكوير « ٨١ » : إنه لقول رسول كريم ، ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين * وما صاحبكم بمجنون * ولقد رآه بالافق المبين * وما هو على الغيب بضنين* وما هو بقول شيطان رجيم * فأين تذهبون * إن هو إلا ذكر للعالمين * لمن شاء منكم أن يستقيم ١٩ ـ ٢٨.

المطففين « ٨٣ » : إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون * وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين * وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون * وما ارسلوا عليهم حافظين * فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون* على الارائك ينظرون * هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون ٢٩ ـ ٣٦.

الاعلى « ٨٧ » : سنقرئك فلا تنسى * إلا ماشاء الله إنه يعلم الجهروما يخفى* ونيسرك لليسرى ، فذكر إن نفعت الذكرى ، سيذكر من يخشى * ويتجنبها الاشقى * الذي يصلى النار الكبرى * ثم لا يموت فيها ولا يحيى ٦ ـ ١٣.

الغاشية « ٨٨ » : فذكر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمصيطر * إلا من تولى وكفر * فيعذبه الله العذاب الاكبر * إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم ٢١ ـ ٢٦.

البلد « ٩٠ » : لا اقسم بهذا البلد * وأنت حل بهذا البلد * ووالد وما ولد* لقد خلقنا الانسان في كبد * أيحسب أن لن يقدرعليه أحد * يقول أهلكت مالا لبدا* أيحسب أن لم يره أحد * ألم نجعل له عينين * ولسانا وشفتين * وهديناه النجدين ١ ـ ١٠.

العلق « ٩٦ » : اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرء وربك الاكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم إلى آخر السورة ١ ـ ١٩.

البينة « ٩٨ » لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى

١٥٤

تأتيهم البينة * رسول من الله يتلو صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة * ما تفرق الذين اوتوا الكتاب إلا من بعدما جاءتهم البينة ١ ـ ٤.

القريش « ١٠٦ » : لايلاف قريش * إيلافهم رحلة الشتاء والصيف. السورة ١ ـ ٤.

الماعون « ١٠٧ » أرأيت الذى يكذب بالدين. ١ ـ ٧

الجحد « ١٠٩ » : قل يا أيها الكافرون. السورة ١ ـ ٦.

تبت « ١١١ » : تبت يدا أبي لهب. السورة ١ ـ ٥.

الفلق « ١١٣ » : قل أعوذ برب الفلق. إلى آخر السورة ١ ـ ٥.

تفسير : قال البيضاوي : « من خير » فسر الخير بالوحي وبالعلم والنصرة ، ولعل المراد به ما يعم ذلك (١).

« ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون » أي بالفكر والنظر ، إذ لا طريق إلى معرفته سوى الوحي (٢).

«واذكروا نعمت الله عليكم» التي من جملتها الهداية وبعثة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بالشكر و القيام بحقوقها « وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة » القرآن والسنة « يعظكم به» بما أنزل عليكم (٣).

« إذ كنتم أعداء » أي في الجاهلية متقاتلين « فألف بين قلوبكم » بالاسلام « فأصبحتم بنعمته إخوانا » متحابين مجتمعين على الاخوة في الله ، وقيل كان الاوس والخزرج أخوين لابوين فوقع بين أولادهما العداوة ، وتطاولت الحروب مأة وعشرين سنة حتى أطفأها الله بالاسلام ، وألف بينهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

« وكنتم على شفا حفرة من النار » مشرفين على الوقوع في نار جهنم لكفر كم ، إذ لو أدرككم الموت في تلك الحالة لوقعتم في النار « فأنقذكم منها » بالاسلام ، وشفا البئر : طرفها وجانبها (٤).

__________________

(١) أنوار التنزيل ١ : ١٠٤.

(٢) أنوار التنزيل ١ : ١٢٣.

(٣) أنوار التنزيل ١ : ١٦١.

(٤) أنوار التنزيل ١ : ٢٢٤.

١٥٥

قال الطبرسى رحمه‌الله : قال مقاتل : افتخر رجلان من الاوس والخزرج : ثعلبة بن غنم بن الاوس ، وأسعد بن زرارة من الخزرج ، فقال الاوسي : منا خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، ومنا حنظلة غسيل الملائكة ، ومنا عاصم بن ثابت بن أفلح حمى الديار (١) ، ومنا سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن له ، ورضي الله بحكمه في بني قريظة ، وقال الخزرجي : منا أربعة أحكموا القرآن : ابي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبوزيد ، ومنا سعد بن عبادة خطيب الانصار ورئيسهم ، فجرى الحديث بينهما تعصبا و تفاخرا (٢) ، وناديا فجاء الاوس إلى الاوسي ، والخزرج إلى الخزرجي ، ومعهم السلاح فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فركب حمارا وأتاهم فأنزل الله هذه الآيات ، فقرأها عليهم فاصطلحوا (٣).

قوله تعالى : « من أنفسهم » قال البيضاوي : من نسبهم ، أو من جنسهم عربيا مثلهم ليفهموا كلامه بسهولة ، ويكونوا واقفين على حاله في الصدق والامانة مفتخرين به ، و قرئ «من أنفسهم» أي من أشرفهم ، لانه صلى‌الله‌عليه‌وآله كان من أشرف القبائل «ويزكيهم» يطهرهم من دنس الطبائع وسوء العقائد والاعمال « وإن كانوا » إن هي المخففة (٤).

« ما أصابك من حسنة » من نعمة « فمن الله » أي تفضلا منه « وما أصابك من سيئة » من بلية « فمن نفسك » لانها السبب فيها لاجتلابها بالمعاصي (٥).

قال الطبرسي : قيل : خطاب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمراد به الامة ، وقيل : خطاب للانسان ، أي ما أصابك أيها الانسان (٦).

قوله ، « حفيظا » أي تحفظ عليهم أعمالهم وتحاسبهم عليها ، إنما عليك البلاغ و

__________________

(١) في المصدر : حمى الدين.

(٢) في المصدر : فغضبا وتفاخرا.

(٣) مجمع البيان ٢ : ٤٨٢.

(٤) أنوار التنزيل ١ : ٢٤٢.

(٥) أنوار التنزيل ١ : ٢٨٩.

(٦) مجمع البيان ٣ : ٧٩.

١٥٦

علينا الحساب (١).

« إنا أوحينا إليك كما أوحينا » : قال البيضاوي : جواب لاهل الكتاب عن اقتراحهم أن ينزل عليهم كتابا من السماء واحتجاج عليهم بأن أمره في الوحي كسائر الانبياء « لكن الله يشهد » استدراك عن مفهوم ما قبله ، وكأنه لما تعنتوا عليه بسؤال كتاب ينزل عليهم من السماء ، واحتج عليهم بقوله : « إنا أوحينا إليك » قال : إنهم لا يشهدون ولكن الله يشهد ، أو إنهم أنكروه ولكن الله يثبته ويقرره « بما أنزل إليك » من القرآن المعجز الدال على نبوتك ، روي أنه لما نزلت « إنا أوحينا إليك » قالوا : ما نشهد لك ، فنزلت ، « أنزله بعلمه » أنزله متلبسا بعلمه الخاص به ، وهو العلم بتأليفه على نظم يعجز عنه كل بليغ ، أو بحال من يستعد النبوة ويستأهل نزول الكتاب عليه ، أو بعلمه الذي يحتاج إليه الناس في معاشهم ومعادهم « والملائكة يشهدون » أيضا بنبوتك « وكفى بالله شهيدا » أي وكفى بما أقام من الحجج على صحة نبوتك عن الاستشهاد بغيره (٢).

قوله تعالى : « بلغ ما انزل إليك من ربك » أقول : سيأتي أنها نزلت في ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام.

« والله يعلم ما تبدون وما تكتمون » أي من تصديق أو تكذيب أو الاعم.

قوله تعالى : « قل أغير الله » قال الطبرسي رحمه‌الله : قيل : إن أهل مكة قالوا لرسول الله (ص) : يا محمد تركت ملة قومك وقد علمنا أنه لا يحملك على ذلك إلا الفقر ، فإنا نجمع لك من أموالنا حتى تكون من أغنانا ، فنزلت (٣).

قوله تعالى : « قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون » قال الطبرسي رحمه‌الله ، أي ما يقولون : إنك شاعر أو مجنون ، وأشباه ذلك « فإنهم لا يكذبونك » قرأ نافع والكسائي والاعشي عن أبي بكر «لا يكذبونك» بالتخفيف ، وهو قراءة علي عليه‌السلام والمروي عن الصادق عليه‌السلام ، والباقون بفتح الكاف والتشديد ، واختلف في معناه على وجوه : أحدها : لا يكذبونك بقلوبهم اعتقادا ، وإن كانوا يظهرون بأفواههم التكذيب عنادا

__________________

(١) انوار التنزيل ١ : ٢٢.

(٢) انوار التنزيل ١ : ٣١٧ و ٣١٨.

(٣) مجمع البيان ٤ : ٢٧٩.

١٥٧

وهو قول أكثر المفسرين ، ويؤيده ما روي عن سلام بن مسكين ، عن أبي يزيد المدني أن رسول الله (ص) لقي أبا جهل فصافحه أبوجهل ، فقيل له في ذلك فقال : والله إني لاعلم أنه صادق ، ولكن متى كنا تبعا لعبد مناف؟! فأنزل الله هذه الآية.

وثانيها : أن المعنى لا يكذبونك بحجة ولا يتمكنون من إبطال ما جئت به ببرهان ، ويؤيده ما روي عن علي عليه‌السلام أنه كان يقرأ لا يكذبونك ويقول : إن المراد بها أنهم لا يؤتون بحق هو أحق من حقك.

وثالثها : أن المراد لا يصادفونك كاذبا.

ورابعها : أن المراد لاينسبونك إلى الكذب فيما أتيت به ، لانك كنت عندهم أمينا صدوقا ، وإنما يدفعون ما أتيت به ويقصدون التكذيب بآيات الله.

وخامسها : أن المراد أن تكذيبك راجع إلي ، ولست مختصا به لانك رسول ، فمن رد عليك فقد رد علي (١).

قوله تعالى : « قل لا أسألكم عليه » أي على التبليغ ، وقيل : القرآن « أجرا » أي جعلا من قبلكم « إن هو » أي التبليغ ، وقيل : القرآن ، أو الغرض « إلا ذكرى للعالمين » تذكير وعظة لهم (٢).

قوله تعالى : « ولا تسبوا » قال الطبرسي رحمه‌الله : قال ابن عباس : لما نزلت « إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم (٣) » الآية ، قال المشركون : يا محمد لتنتهين عن سب آلهتنا ، أو لنهجون ربك؟ فنزلت الآية ، وقال قتادة : كان المسلمون يسبون أصنام الكفار فنهاهم الله عن ذلك لئلا يسبوا الله ، فإنهم قوم جهلة ، وسئل أبوعبدالله عليه‌السلام عن قول النبي (ص) : «إن الشرك أخفى من دبيب النمل على صفوانة سوداء في ليلة ظلماء» فقال : كان المؤمنون يسبون ما يعبد المشركون من دون الله ، وكان المشركون يسبون ما يعبد المؤمنون ، فنهى الله المؤمنين عن سب آلهتهم لكيلا يسبوا ـ الكفار ـ إله المؤمنين ، فيكون

__________________

(١) مجمع البيان ٤ : ٢٩٣ و ٢٩٤.

(٢) أنوار التنزيل ١ : ٣٩٠.

(٣) الانبياء : ٩٨.

١٥٨

المؤمنون قد أشركوا من حيث لا يعلمون (١).

وفي قوله : « أومن كان ميتا » قيل : إنها نزلت في حمزة بن عبدالمطلب وأبي جهل وذلك أن أباجهل آذى رسول الله (ص) ، فاخبر بذلك حمزة وهو على دين قومه ، فغضب و جاء ومعه قوس فضرب بها رأس أبي جهل وآمن ، عن ابن عباس ، وقيل : نزلت في عماربن ياسر حين آمن وأبي جهل ، عن عكرمة ، وهو المروي عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وقيل : إنها عامة في كل مؤمن وكافر (٢).

قوله تعالى : « إني رسول الله إليكم » قال البيضاوي : الخطاب عام ، وكان رسول الله مبعوثا إلى كافة الثقلين وسائر الرسل إلى أقوامهم « جميعا » حال من إليكم «الذي له ملك السماوات والارض» صفة لله ، أو مدح منصوب ، أومرفوع ، أو مبتدأ خبره «لا إله إلا هو» و على الوجوه الاول بيان لما قبله « يحيي ويميت » مزيد تقرير لاختصاصه بالالوهية (٣).

قوله تعالى : « وإذ قالوا اللهم » قال الطبرسي رحمه‌الله : القائل لذلك النضر بن الحارث وروي في الصحيحين أنه من قول أبي جهل ، « وما كان الله ليعذبهم » أي أهل مكة بعذاب الاستيصال « وأنت فيهم » أي وأنت مقيم بن أظهرهم ، قال ابن عباس إن الله لم يعذب قومه حتى أخرجوه منها « وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون » أي وفيهم بقية المؤمنين بعد خروجك من مكة ، وذلك أن النبي (ص) لما خرج من مكة بقيت فيها بقية من المؤمنين لم يهاجروا لعذر وكانوا على عزم الهجرة ، فرفع الله العذاب عن مشركي مكة لحرمة استغفارهم ، فلما خرجوا أذن الله في فتح مكة ، وقيل : معناه وما يعذبهم الله بعذاب الاستيصال في الدنيا وهم يقولون : غفرانك ربنا ، وإنما يعذبهم على شركهم في الآخرة ، وفي تفسير علي بن إبراهيم لما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لقريش : إني أقتل جميع ملوك الدنيا ، وأجر الملك إليكم فأجيبوني إلى ما أدعوكم إليه تملكون بها العرب ، ويدين لكم العجم ، فقال أبو جهل : «اللهم إن كان هذا هو الحق» الآية حسدا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال : غفرانك اللهم ربنا ، فأنزل الله «وما كان الله ليعذبهم» الآية ، ولما هموا بقتل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله و

__________________

(١) مجمع البيان ٤ : ٣٤٧.

(٢) مجمع البيان ٤ : ٣٥٩.

(٣) أنوار التنزيل ١ : ٤٥٠ و ٤٥١.

١٥٩

أخرجوه من مكة أنزل الله سبحانه « وما لهم أن لا يعذبهم الله » الآية ، فهذبهم الله بالسيف يوم بدر وقتلوا ، وقيل : معناه لو استغفروا لم يعذبهم ، وفي ذلك استدعاء للاستغفار ، وقال مجاهد : وفي أصلابهم من يستغفر « وما كانوا » أي المشركون « أولياءه » أي أولياء المسجد الحرام « إن أولياءه » أي ما أولياء المسجد الحرام « إلا المتقون » هذا هو المروي عن أبي جعفر عليه‌السلام « وما كان صلاتهم » أي صلاة هؤلاء المشركين الصادين عن المسجد الحرام « إلا مكاء وتصدية ».

قال ابن عباس : كانت قريش يطوفون بالبيت عراة يصفرون ويصفقون : وصلاتهم معناه دعاؤهم ، أي يقيمون المكاء والتصدية مكان الدعاء والتسبيح ، وقيل : أراد ليست لهم صلاة ولا عبادة ، وإنما يحصل منهم ما هو ضرب من اللهو واللعب ، فالمسلمون الذين يطيعون الله ويعبدونه عند هذا البيت أحق بمنع المشركين منه.

وروي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا صلى في المسجد الحرام قام رجلان من بني عبد الدار عن يمينه فيصفران ، ورجلان عن يساره فيصفقان بأيديهما ، فيخلطان عليه صلاته ، فقتلهم الله جميعاببدر ، ولهم يقول ولبقية بني عبد الدار : « فذوقوا العذاب » أي عذاب السيف يوم بدر ، أو عذاب الآخرة (١).

« بعض الذي نعدهم » أي من العقوبة في الدنيا ومنها وقعة بدر « أو نتوفينك » أي نميتنك قبل أن ينزل ذلك بهم ، قيل : إن الله سبحانه وعد نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله أن ينتقم له منهم إما في حياته أو بعد وفاته ، ولم يحده بوقت.

قوله تعالى : « وإن كنت من قبله » أي قبل الوحي أو القرآن « لمن الغافلين » عن الحكم والقصص التي في القرآن.

« قل هذه سبيلي » أي طريقتي وسنتي « أدعو إلى الله » أي إلى توحيده وعدله ودينه « على بصيرة » على يقين ومعرفة وحجة ، لا على وجه التقليد والظن « أنا ومن اتبعني » أي أدعوكم أنا ، ويدعوكم أيضا من آمن بي واتبعني ، وسيأتي أن المراد به أمير المؤمنين عليه‌السلام « وسبحان الله » أي سبح الله تسبيحا ، أو قل : سبحان الله ، وقيل : اعتراض بين الكلامين.

__________________

(١) مجمع البيان ٤ : ٥٣٩ ـ ٥٤١.

١٦٠