بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

عجبت للجن وتجساسها

وشدها العيس بأحلاسها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى

ما خير الجن كأنجاسها

ومكان الثاني.

عجبت للجن وتطلابها

وشدها العيس بأقتابها

إلى قوله :

فارحل إلى الصفوة من هاشم

ليس قد اماها كأذنا بها

التجساس : تفعال من التجسس ، كالتطلاب من الطلب ، والقدامى : المتقدمون ،

والاذناب : المتأخرون

وروى فيه عن أبي هريرة أن قوما من خثعم كانوا عند صنم لهم جلوسا وكانوا يتحامون إلى أصنامهم ـ فيقال لابي هريرة : هل كنت تفعل ذلك؟ فيقول أبوهريرة : والله فعلت فأكثرت ، فالحمد لله الذي أنقذني بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ قال أبوهريرة : فالقوم مجتمعون عند صنمهم إذ سمعوا بهاتف يهتف :

يا أيها الناس ذوي الاجسام

ومسند والحكم إلى الاصنام

أكلكم أوره كالكهام

ألا ترون ما أرى أمامي

من ساطع يجلو دجى الظلام

قد لاح للناظر من تهام

قد بدأ للناظر الشئام

ذاك نبي سيد الانام

من هاشم في ذروة السنام

مستعلن بالبلد الحرام

جاء يهد الكفر بالاسلام

أكرمه الرحمن من إمام

قال أبوهريرة : فأمسكوا ساعة حتى حفظوا ذك ، ثم تفرقوا فلم تمض بهم ثالثة حتى جاءهم خبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قد ظهر بمكة.

أقول : الاوره : الاحمق ، ويقال كهمته الشدائد ، أي جبنته عن الاقدام ، وأكهم بصره : كل ورق ، ورجل كهام كسحاب : كليل عيي لاغناء عنده ، وقوم كهام : أيضا ، و المتكهم : المتعرض للشر. والشئام كفعال بالهمز نسبة إلى الشام ، أي يظهر نوره للشامي كما يظهر للتهامي.

١٠١

٤ ـ كنز الكراجكي : ذكروا أنه كان لسعد العشيرة صنم يقال له : فراص ، و كانوا يعظمونه ، وكان سادنه رجل من بني أنس الله بن سعد العشيرة يقال له : ابن وقشة ، فحدث رجل من بني أنس الله يقال له : ذباب بن الحارث بن عمرو قال : كان لابن وقشة رئي (١) من الجن يخبره بما يكون ، فأتاه ذات يوم فأخبره ، قال : فنظر إلي وقال : ياذباب ، اسمع العجب العجاب ، بعث أحمد بالكتاب ، يدعو بمكة لا يجاب ، قال : فقلت : ماهذا الذي تقول؟ قال : ما أدري هكذا قيل لي ، قال : فلم يكن إلا قليل حتى سمعنا بخروج النبي (ص) ، فقام ذباب إلى الصنم فحطمه ، ثم أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأسلم على يده وقال بعد إسلامه.

« شعر »

تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى

وخلفت فراصا بأرض هوان

شددت عليه شدة فتركته

كأن لم يكن والدهر ذوحدثان

ولما رأيت الله أظهر دينه

أجبت رسول الله حين دعاني

فمن مبلغ سعد العشيرة أنني

شريت الذي يبقي بآخر فاني؟

قال : وروي أنه كان لبني عذرة صنم يقال له حمام ، وكانوا يعظمونه ، وكان في بني هند بن حزام ، وكان سادنه رجل منهم يقال له : طارق ، وكانوا يعترون عنده العتائر ، قال زمل بن عمرو العذري : فلما ظهر النبي (ص) سمعنا منه صوتا وهو يقول : يا بني هند بن حزام ، ظهر الحق وأودى حمام ، ودفع الشرك الاسلام ، قال : ففزعنا لذلك وهالنا فمكثنا أياما ثم سمعنا صوتا آخر وهويقول : يا طارق يا طارق ، بعث النبي الصادق ، بوحي ناطق ، صدع صادع بأرض تهامة ، لناصريه السلامة ، ولخاذليه الندامة ، هذا الوداع مني إلى يوم القيامة ، ثم وقع الصنم لوجهه ، قال زمل : فخرجت حتى أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله و معي نفر من قومي فأخبرناه بما سمعنا ، فقال : ذاك كلام مؤمن من الجن ، ثم قال : يا معشر العرب إني رسول الله إلى الانام كافة ، أدعوهم (٢) إلى عبادة الله وحده وأني رسوله

__________________

(١) الرئى : الذى يرجع إلى رأيه.

(٢) في المصدر : أدعوكم.

١٠٢

وعبده ، وأن تحجوا البيت ، وتصوموا شهرا من اثني عشر شهرا وهو شهر رمضان ، فمن أجابني فله الجنة نزلا وثوابا ، ومن عصاني كانت له النار منقلبا وعقابا ، قال : فأسلمنا وعقد لي لواء وكتب لي كتابا ، فقال زمل عند ذلك.

*(شعر)*

إليك رسول الله أعملت نصها

اكلفها حزنا وقوزا من الرمل

لانصر خير الناس نصرا مؤزرا

وأعقد حبلا من حبالك في حبلي

وأشهد أن الله لا شئ غيره

آدين له ما أثقلت قدمي نعلي

قال : وذكروا أن عمرو بن مرة كان يحدث فيقول : خرجت حاجا في الجاهلية في جماعة من قومي ، فرأيت في المنام وأنا في الطريق كأن نورا قد سطع من الكعبة حتى أضاء إلى نخل يثرب ، وجبلي جهينة : الاشعر والاجرد ، وسمعت في النوم قائلا يقول : تقشعت الظلماء ، وسطع الضياء ، وبعث خاتم الانبياء ، ثم أضاء إضاءة اخرى حتى نظرت إلى قصور الحيرة وأبيض المدائن وسمعته يقول : أقبل حق فسطع ، ودمغ باطل فانقمع فانتبهت فزعا وقلت لاصحابي : والله ليحدثن بمكة في هذا الحي من قريش حدث ، ثم أخبرتهم بما رأيت ، فلما انصرفنا إلى بلادنا جاءنا مخبر يخبر أن رجلا من قريش يقال له : أحمد قد بعث ، وكان لنا صنم فكنت أنا الذي أسدنه فشددت عليه فكسرته ، وخرجت حتى قدمت عليه مكة فأخبرته ، فقال : يا عمرو بن مرة أنا النبي المرسل إلى العباد كافة ، أدعوهم إلى الاسلام ، وآمرهم بحقن الدماء ، وصلة الارحام ، وعبادة الرحمن ، ورفض الاوثان وحج البيت ، وصوم شهر رمضان ، فمن أجاب فله الجنة ، ومن عصى فله النار ، فآمن بالله يا عمرو بن مرة تأمن يوم القيامة من النار ، فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله آمنت بما جئت به من حلال وحرام من إن أرغم ذلك كثيرا من الاقوام ، وأنشأت أقول :

شهدت بأن الله حق وأنني

لآلهة الاحجار أول تارك

وشمرت عن ساقي الازار مهاجرا

إليك أجوب (١) الوعث بعد الدكادك

لاصحب خير الناس نفسا ووالدا

رسول مليك الناس فوق الحبائك

ثم قلت : يا رسول الله ابعثني إلى قومي لعل الله تبارك وتعالى أن يمن بي عليهم

__________________

(١) جاب البلاد : قطعها.

١٠٣

كما من علي بك ، فبعثني وقال : عليك بالرفق ، والقول السديد ، ولاتك فظا غليظا ، ولا مستكبرا ولا حسودا ، فأتيت قومي فقلت : با بني رفاعة بل يا معشر جهينة (١) إن الله واله الحمد قد جعلكم خيار من أنتم منه ، وبغض إليكم في جاهليتكم ما حبب إلى غيركم من العرب ، الذين كانوا يجمعون بين الاختين ، ويخلف الرجل منهم على امرأة أبيه ، وإغارة في الشهر الحرام ، فأجيبوا هذا الذي من لوي تنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة وسارعوا في أمره يكن بذلك لكم عنده فضيلة ، قال : فأجابوني إلا رجل منهم فإنه قام فقال : يا عمرو بن مرة أمر الله عيشك ، أتأمرنا برفض آلهتنا ، وتفريق جماعتنا ، ومخالفة دين آبائنا ، ومن مضى من أوائلنا إلى ما يدعوك إليه هذا المضري من تهامة ، لا ولا حبا ولا كرامة ، ثم أنشأ يقول :

*(شعر)*

إن ابن مرة قد أتى بمقالة

ليست مقالة من يريد صلاحا

إني لاحسب قوله وفعاله

يوما وإن طال الزمان ذباحا

يسفه الاحلام (٢) ممن قد مضى

من رام ذلك لا أصاب فلاحا

فقال له عمرو : الكذاب مني ومنك أمر الله عيشه ، وأبكم لسانه ، وأكمه إنسانه (٣) قال عمرو : فو الله لقد عمي ، ومامات حتى سقط فوه ، وكان لا يقدر على الكلام ، ولا يبصر شيئا وافتقروا احتاج (٤).

بيان : في النهاية : النص : التحريك حتى يستخرج أقصى سير الناقة ، وفي القاموس القوز : المستدير من الرمل ، والكثيب المشرف ، وقال : الوعث : المكان السهل الدهش تغيب فيه الاقدام ، والطريق العسر ، وقال : الدكداك من الرمل : ما يكبس ، أو ما التبد منه بالارض أو هي أرض فيها غلظ والجمع دكادك. وقال الجوهري : الحباك والحبيكة :

__________________

(١) في المصدر : يا معشر جهينة أنا رسول الله إليكم ، أدعوكم إلى الجنة وأحذركم من النار ، يا معشر جهينة اه. أقول : فيه سقط ، والصحيح : أنا رسول رسول الله إليكم.

(٢) في المصدر : أتسفه الاشياخ ممن قد مضى * من رام ذلك لا أصاب فلاحا.

(٣) أى عينه.

(٤) كنز الكراجكى : ٩٢ ـ ٩٤.

١٠٤

الطريقة في الرمل ونحوه ، وجمع الحباك الحبك ، وجمع الحبيكة حبائك ، وقوله تعالى : « والسماء ذات الحبك (١) » قالوا : طرائق النجوم ، وقال في النهاية : في حديث كعب بن مرة وشعره : إني لاحسب ، البيت ، هكذا جاء في الرواية ، والذباح : القتل ، وهو أيضا نبت يقتل آكله.

(باب ١١)

*(معجزاته في اخباره صلى‌الله‌عليه‌وآله بالمغيبات ، وفيه)*

*(كثير مما يتعلق بباب اعجاز القرآن)*

١ ـ نجم : من كتاب الدلائل تصنيف عبدالله بن جعفر الحميري بإسناده عن الصادق عليه‌السلام قال : طلب قوم من قريش إلى النبي (ص) حاجة ، فقال : إنكم تمطرون غدا ، فأصبحت (٢) كأنها زجاجة وارتفع النهار ، قال : فأتاه رجل عظيم عند الناس ، فقال : ما كان أغناك عما تكلمت به أمس؟ ما رأيناك هكذا قط ، فارتفعت سحابة من قبل الصورين. فاطردت الاودية وجاءهم من المطر ماجاءوا إلى رسول الله (ص) فقالوا : اطلب إلى الله أن يكفها عنا ، فقال : « اللهم حوالينا ولا علينا » فارتفع السحاب يمينا وشمالا (٣).

بيان : قال الفيروز آبادي : صورة بالضم : موضع من صدر يلملم ، وصوران : قرية باليمن ، وموضع بقرب المدينة.

٢ ـ ب : اليقطيني ، عن ابن ميمون ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : قال أبي : كان النبي (ص) أخذ من العباس يوم بدر دنانير كانت معه ، فقال : يا رسول الله ما عندي غيرها فقال : فأين الذي استخبيته عند ام الفضل؟ فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ،

__________________

(١) الذاريات : ٧.

(٢) أى السماء.

(٣) فرج المهموم : ٢٢٢.

١٠٥

ما كان معها أحد حين استخبيتها (١).

٣ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن حبة العرني قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول إن يوشع بن نون عليه‌السلام كان وصي موسى بن عمران عليه‌السلام وكانت ألواح موسى عليه‌السلام من زمرد أخضر ، فلما غضب موسى عليه‌السلام ألقى الالواح من يده ، فمنها ما تكسر ، ومنها ما بقي ، ومنها ما ارتفع ، فلما ذهب عن موسى عليه‌السلام الغضب قال يوشع بن نون عليه‌السلام : أعندك تبيان ما في الالواح؟ قال : نعم ، فلم يزل يتوارثها رهط من بعد رهط حتى وقعت في أيدي أربعة رهط من اليمن ، وبعث الله محمدا (ص) بتهامة وبلغهم الخبر ، فقالوا : ما يقول هذا النبي؟ قيل : ينهى عن الخمر والزنا ، ويأمر بمحاسن الاخلاق وكرم الجوار ، فقالوا : هذا أولى بما في أيدينا منا ، فاتفقوا أن يأتوه في شهر كذا وكذا ، فأوحى الله إلى جبرئيل ائت النبي فأخبره ، فأتاه فقال : إن فلانا وفلانا وفلانا وفلاناو رثوا ألواح موسى عليه‌السلام وهم يأتوك في شهر كذا وكذا ، في ليلة كذا وكذا ، فسهر لهم تلك الليلة ، فجاء الركب فدقوا عليه الباب وهم يقولون : يا محمد ، قال : نعم يا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان ، أين الكتاب الذي توارثتموه من يوشع بن نون وصي موسى بن عمران؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنك محمدا رسول الله ، والله ماعلم به أحد قط منذ وقع عندنا قبلك ، قال : فأخذه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا هو كتاب بالعبرانية دقيق (٢) ، فدفعه إلي ، ووضعته عند رأسي فأصبحت بالغداة (٣) وهو كتاب بالعربية جليل ، فيه علم ما خلق الله منذ قامت السماوات والارض إلى أن تقوم الساعة فعلمت ذلك (٤).

٤ ـ ص : الصدوق : عن عبدالله بن حامد ، عن الحسن بن محمد بن إسحاق : عن الحسين بن إسحاق الدقاق ، عن عمر بن خالد ، عن عمر بن راشد ، عن عبدالرحمن بن حرملة

__________________

(١) قرب الاسناد : ١١.

(٢) رقيق خ ل.

(٣) في المصدر : وأصبحت بالكتاب.

(٤) بصائر الدرجات : ٣٩.

١٠٦

عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما جالسا فاطلع عليه علي عليه‌السلام مع جماعة ، فلما رآهم تبسم ، قال : جئتموني تسألوني عن شئ إن شئتم أعلمتكم بما جئتم ، وإن شئتم تسألوني ، فقالوا : بل تخبرنا يا رسول الله ، قال : جئتم تسألونني عن الصنائع لمن تحق ، فلا ينبغي أن يصنع إلا لذي حسب أو دين ، وجئتم تسألونني عن الجهاد المرأة ، فإن جهاد المرأة حسن التبعل (١) لزوجها ، وجئتم تسألونني عن الارزاق من أين أبى الله أن يرزق عبده إلا من حيث لا يعلم ، فإن العبد إذا لم يعلم وجه رزقه كثر دعائه (٢).

بيان : الصنائع جمع الصنيعة وهي العطية والكرامة والاحسان.

٥ ـ ص : الصدوق : عن عبدالله بن حامد ، عن محمد بن جعفر ، عن عبدالله بن أحمد ابن إبراهيم ، عن عمر بن حصين الباهلي ، عن عمر بن مسلم ، عن عبدالرحمن بن زياد ، عن مسلم بن يسار قال : قال أبوعقبة الانصاري : كنت في خدمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فجاء نفر من اليهود فقالوا لي : استأذن لنا على محمد ، فأخبرته فدخلوا عليه ، فقالوا : أخبرنا عما جئنا نسألك عنه ، قال : جئتموني تسألونني عن ذي القرنين ، قالوا : نعم ، فقال : كان غلاما من أهل الروم ، ناصحا لله عزوجل فأحبه الله وملك الارض ، فسار حتى أتى مغرب الشمس ، ثم سار إلى مطلعها ، ثم سار إلى خيل (٣) يأجوج ومأجوج فبنى فيها السد ، قالوا : نشهد أن هذا شأنه وأنه لفي التوراة (٤).

٦ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق بإسناده إلى ابن عباس قال : دخل أبوسفيان على النبي (ص) يوما فقال : يا رسول الله اريد أن أسألك عن شئ ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن شئت أخبرتك قبل أن تسألني ، قال : افعل ، قال : أردت أن تسأل عن مبلغ عمري ، فقال : نعم يا رسول الله ، فقال : إني أعيش ثلاثا وستين سنة ، فقال : أشهد أنك صادق ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : بلسانك دون قبلك ، قال ابن عباس : والله ما كان إلا منافقا ، قال : ولقد كنا في محفل فيه

__________________

(١) التبعل : طاعة المرأة لزوجها وحسن العشرة معه.

(٢) قصص الانبياء : مخطوط.

(٣) جبل خ ل.

(٤) قصص الانبياء : مخطوط.

١٠٧

أبوسفيان وقد كف بصره وفينا علي عليه‌السلام فأذن المؤذن ، فلما قال : أشهد أن محمدا رسول الله قال أبوسفيان : ههنا من يحتشم؟ قال واحد من القوم : لا ، فقال : لله در أخي بني هاشم ، انظروا أين وضع اسمه؟ فقال علي عليه‌السلام : أسخن الله عينك يا باسفيان ، الله فعل ذلك بقوله عز من قائل : « ورفعنا لك ذكرك (١) » فقال أبوسفيان : أسخن الله عين من قال : ليس هيهنا من يحتشم (٢).

بيان : أسخن الله عينه : أبكاه.

٧ ـ ص : الصدوق ، عن عبدالله بن حامد ، عن محمد بن جعفر ، عن علي بن حرب ، عن محمد بن حجر ، عن عمه سعيد ، عن أبيه ، عن امه ، عن وائل بن حجر قال : جاء نا ظهور النبي (ص) وأنا في ملك عظيم وطاعة من قومي ، فرفضت ذلك وآثرت الله ورسوله وقدمت على رسول الله (ص) فأخبرني أصحابه أنه بشرهم قبل قدومي بثلاث ، فقال : هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أرض بعيدة ، من حضر موت ، راغبا في الاسلام طائعا بقية أبناء الملوك ، فقلت : يا رسول الله أتانا ظهورك وأنا في ملك ، فمن الله علي أن رفضت ذلك وآثرت الله ورسوله ودينه راغبا فيه ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : صدقت ، اللهم بارك في وائل وفي ولده وولد ولده (٣).

يج : مرسلا مثله ، وفيه : فلما قدمت عليه أدناني وبسط لي ردائه فجلست عليه ، فصعد المنبر وقال : هذا وائل بن حجر قد أتانا راغبا في الاسلام طائعا بقية أبناء الملوك ، اللهم بارك في وائل وولده وولد ولده.

٨ ـ ص : الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد. عن البرقي ، عن ابن محبوب ، عن هشام ابن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله باسارى فأمر بقتلهم ما خلا رجلا من بينهم ، فقال الرجل : كيف أطلقت عني من بينهم؟ فقال : اخبرني جبرئيل عن الله تعالى ذكره أن فيك خمس خصال يحبه الله ورسوله : الغيرة الشديدة على حرمك ، والسخاء ، وحسن الخلق ، وصدق اللسان : والشجاعة ، فأسلم الرجل وحسن إسلامه (٤).

__________________

(١) الشرح : ٤.

(٢ ـ ٤) قصص الانبياء : مخطوط.

١٠٨

٩ ـ ص : الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن الحسن بن سعيد ، عن النضر ، عن موسى بن بكر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ضلت ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة تبوك ، فقال المنافقون : يحد ثنا عن الغيب ولايعلم مكان ناقته! فأتاه جبرئيل عليه‌السلام فأخبره بما قالوا ، وقال : إن ناقتك في شعب كذا ، متعلق زمامها بشجرة كذا ، فنادى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصلاة جامعة ، قال : فاجتمع الناس فقال : أيها الناس إن ناقتي بشعب كذا ، فبادروا إليها حتى أتوها (١).

١٠ ـ ير : موسى بن عمر ، عن عثمان بن عيسى ، عن خالد بن نجيح قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك سمى رسول الله أبابكر الصديق؟ قال : نعم ، قال : فكيف؟ قال : حين كان معه في الغار قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني لارى سفينة جعفر بن أبي طالب تضطرب في البحر ضالة ، قال : يا رسول الله وإنك لتراها؟ قال : نعم ، قال : فتقدر أن ترينيها؟ قال : ادن منى قال : فدنا منه فمسح على عينيه ثم قال : انظر ، فنظر أبوبكر فرأى السفينة وهي تضطرب في البحر ، ثم نظر إلى قصور أهل المدينة فقال في نفسه : الآن صدقت أنك ساحر ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصديق أنت! (٢).

بيان : قوله : الصديق أنت على سبيل التهكم.

١١ ـ عم ، يج : روي أن ناقته افتقدت فأرجف (٣) المنافقون فقالوا : يخبرنا بخبر السماء ولا يدري أين هو ناقته؟ فسمع ذلك فقال : إني وإن كنت اخبركم بلطائف الاسرار لكني لا أعلم من ذلك إلا ما علمني الله ، فلما وسوس لهم الشيطان دلهم على حالها ، ووصف لهم الشجرة التي هي متعلقة بها ، فأتوها فوجدوها على ما وصف قد تعلق خطامها (٤) بشجرة (٥).

__________________

(١) قصص الانبياء : مخطوط.

(٢) بصائر الدرجات : ١٢٥.

(٣) أرجف : خاض في الاخبار السيئة قصد أن يهيج الناس ، أى خاضوا في تشكيك الناس و

الطعن عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٤) قد تعلق خطامها بشجرة أشار اليها خ ل.

(٥) إعلام الورى : ١٨ و ١٩ ط ١ و ٣٨ ط ٢. وأقول : ألفاظ الحديث من الخرائج ، وأما إعلام

الورى فالفاظه يخالف ذلك. راجعه.

١٠٩

١٢ ـ يج : روي أن من كان بحضرته من المنافقين كانوا لا يكونون في شئ من ذكره إلا أطلعه الله عليهم وبينه فيخبرهم به ، حتى كان بعضهم يقول لصاحبه : اسكت وكف ، فو الله لو لم يكن عندنا إلا الحجارة لاخبرته حجارة البطحاء ، لم يكن ذلك منه ولا منهم مرة ولا مرات ، بل يكثر ذلك أن يحصى عدده حتى يظن ظان أن ذلك كان بالظن والتخمين ، كيف وهو يخبرهم بما قالوا على ما لفظوا ، ويخبرهم عما في ضمائرهم ، فكلما ضوعفت عليهم الآيات ازدادوا عمى لعنادهم (١).

١٣ ـ يج : روي أنه أتى يهود النضير مع جماعة من أصحابه فاندس له رجل منهم ولم يخبر أحدا ، ولم يؤامر (٢) بشرا إلا ما أضمره عليه ، وهو يريد أن يطرح عليه صخرة وكان قاعدا في ظل اطم من آطامهم ، فنذرته (٣) نذارة الله ، فقام راجعا إلى المدينة وأنبأ القوم بما أراد صاحبهم ، فسألوه فصدقهم وصدقوه ، وبعث الله على الذي أراد كيده أمس الخلق به (٤) رحما فقتله ، فنفل (٥) ماله رسول الله كله.

بيان : قوله : فاندس أي اختفى ، والاطم بضمتين : القصر وكل حصن مبني بحجارة ، وكل بيت مربع مسطح ، والجمع آطام واطوم.

١٤ ـ يج : روي أن عليا قال : بعثني رسول الله والزبير والمقداد معي فقال : انطلقوا حتى تبلغوا روضة خاخ فإن فيها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين فانطلقنا وأدركناها وقلنا : أين الكتاب؟ قال : ما معي كتاب ، ففتشها الزبير والمقداد وقالا : ما نرى معها كتابا ، فقلت : حدث به رسول الله وتقولان : ليس معها؟ لتخرجنه أو لاجردنك ، فأخرجته من حجزتها (٦) ، فلما عادوا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا حاطب

__________________

(١) قوله : لم يكن ذلك إلى آخره من الكلام الراوندى.

(٢) أى لم يشاور.

(٣) فبدرته خ ل.

(٤) أى أقربهم به رحما.

(٥) نقل خ ل. أقول : نفل ماله أى أعطاه الناس وقسمه بينهم نافلة.

(٦) الحجزة : معقد الازار.

١١٠

ما حملك على هذا؟ قال : أردت أن يكون لي يد عند القوم وما ارتددت،فقال :صدق حاطب ، لا تقولوا له إلا خيرا.

وفي هذا إعلام (١) بمعجزات : منها إخباره عن الكتاب وعن بلوغ المرأة روضة خاخ ومنها شهادته لحاطب بالصدق ، فقد وجد كل ذلك كما أخبر.

١٥ ـ يج : روي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنفذ عمارا في سفر ليستقي ، فعرض له شيطان في صورة عبد أسود فصرعه ثلاث مرات ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الشيطان قد حال بين عمار وبين الماء في صورة عبد أسود ، وإن الله أظفر عمارا ، فدخل فأخبر بمثله.

١٦ ـ يج : روي أن أبا سعيد الخدري قال : كنا نخرج في غزوات مترافقين تسعة وعشرة ، فنقسم العمل ، فيقعد بعضنا في الرحال ، وبعضنا يعمل لاصحابه ويسقي ركابهم ويصنع طعامهم ، وطائفة تذهب إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فاتفق في رفقتنا رجل يعمل عمل ثلاثة نفر : يخيط ، ويسقي ، ويصنع طعاما ، فذكر ذلك للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ذلك رجل من أهل النار ، فلقينا العدو وقاتلناهم فجرح وأخذ الرجل سهما فقتل به نفسه فقال : أشهد أني رسول الله وعبده.

١٧ ـ يج روي عن ابن عباس قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا في ظل حجر كاد أن ينصرف عنه الظل فقال : إنه سيأتيكم رجل ينظر إليكم بعين شيطان ، فإذا جاءكم فلا تكلموه فلم يلبثوا أن طلع عليهم رجل أزرق فدعاه وقال : على ما تشتموني أنت وأصحابك؟ فقال : لا نفعل ، قال : دعني آتك بهم ، فدعاهم فجعلوا يحلفون بالله ما قالوا وما فعلوا ، فأنزل الله : « يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم (٢)».

١٨ ـ يج : من معجزات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن أبا الدرداء كان يعبد صنما في الجاهلية وأن عبدالله بن رواحة ومحمد بن مسلمة ينتظران خلوة أبي الدرداء فغاب فدخلا على بيته و كسرا صنمه ، فلما رجع قال لاهله : من فعل هذا؟ قالت : لا أدري ، سمعت صوتا فجئت وقد خرجوا ، ثم قالت : لوكان الصنم يدفع لدفع عن نفسه ، فقال : أعطيني حلتي فلبستها (٣) ،

__________________

(١) قوله : وفى هذا إعلام اه من كلام الراوندي.

(٢) المجادلة : ١٨.

(٣) اى اعطاها اياه ليلبسها.

١١١

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا أبوالدرداء يجئ ويسلم ، فإذا هو جاء وأسلم.

ومنها : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبر أباذر بما جرى عليه بعد وفاته ، فقال : كيف بك إذا اخرجت من مكانك؟ قال : أذهب إلى المسجد الحرام ، قال : كيف بك إذا اخرجت منه؟ قال : أذهب إلى الشام ، قال : كيف بك إذا اخرجت منها؟ قال : أعمد إلى سيفي فأضرب به حتى اقتل ، قال : لا تفعل ، ولكن اسمع وأطع ، فكان ما كان ، حتى أخرج إلى الربذة.

ومنها : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لفاطمة : إنك أول أهل بيتي لحاقابي فكانت أول من مات بعده.

ومنها : أنه قال لازواجه : أطولكن يدا أسرعكن بي لحوقا ، قالت عائشة : كنا نتطاول بالايدي حتى ماتت زينب بنت جحش.

ومنها : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ذكر زيد بن صوحان فقال : زيد ، وما زيد؟! يسبق منه عضو إلى الجنة ، فقطعت يده يوم نهاوند في سبيل الله (١).

ومنها : ما أخبر عن ام ورقة (٢) الانصارية فكان يقول : انطلقوا بنا إلى الشهيدة نزورها ، فقتلها غلام وجارية لها ، بعد وفاته.

ومنها : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال في محمد (٣) بن الحنفية : يا علي سيولد لك ولد قد نحلته اسمي وكنيتي.

ومنها : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : رأيت في يدي سوارين من ذهب فنفختهما فطارا ، فأولتهما هذين الكذابين : مسيلمة كذاب اليمامة ، وكذاب صنعاء العبسي.

ومنها : أن عبدالله بن الزبير قال : احتجم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخذت الدم لا هريقه ، فلما برزت حسوته (٤) ، فلما رجعت قال : ما صنعت؟ قلت : جعلته في أخفى مكان ، قال :

__________________

(١) فكان كما قال خ.

(٢) روقة خ ل. أقول : هو مصحف ، والصحيح مافى المتن ، وهى ام ورقة بنت عبدالله بن الحارث بن عويمر الانصارية الصحابية. وترجمها ابن حجر في التقريب : ٦٧٠.

(٣) بل قال صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك في ابنه أبى القاسم محمد بن الحسن الامام الثانى عشر المهدى المنتظر عجل الله ظهوره الشريف.

(٤) حسا المرق. شربه شيئا بعد شئ.

١١٢

ألفاك (١) شربت الدم؟ ثم قال : ويل للناس منك ، وويل لك من الناس.

ومنها : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الاديب ، تخرج فتنبحها كلاب الحوأب.

وروي لما أقبلت عائشة مياه بني عامر ليلا نبحتها كلاب الحوأب ، قالت : ماهذا؟ قالوا : الحوأب ، قالت : ما أظنني إلا راجعة ، ردوني ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لنا ذات يوم : كيف بإحداكن إذا نبح عليها كلاب الحوأب؟

ومنها : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أخبرني جبرائيل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف ، فجاءني بهذه التربة فأخبرني أن فيها مضجعه.

ومنها : أن ام سلمة قالت : كان عمار ينقل اللبن بمسجد الرسول ، وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يمسح التراب عن صدره ويقول : تقتلك الفئة الباغية (٢).

ومنها : ماروى أبوسعيد الخدري أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قسم يوما قسما ، فقال رجل من تميم اعدل ، فقال : ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل؟! قيل : نضرب عنقه؟ قال : لا ، إن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته وصيامه مع صلاتهم وصيامهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، رئيسهم (٣) رجل أدعج إحدى (٤) ثدييه مثل ثدي المرأة ، قال أبوسعيد : إني كنت مع علي حين قتلهم فالتمس في القتلى بالنهروان فاتي به على النعت الذي نعته رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ومنها : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : تبنى مدينة بين دجلة ودجيل ، وقطربل والصراة ، تجبى إليها خزائن الارض ، يخسف بها ـ يعني بغداد ـ وذكر أرضا يقال لها : البصرة إلى جنبها نهر يقال له : دجلة ، ذو نخل ينزل بها بنو قنطورا ، يتفرق الناس فيه ثلاث فرق : فرقة تلحق بأهلها فيهلكون ، وفرقة تأخذ على أنفسها فيكفرون ، وفرقة تجعل ذراريهم خلف

__________________

(١) أى أجدك شربت ذلك؟

(٢) فقتله معاوية وأصحابه عليهم لعائن الله.

(٣) أيتهم خ ل.

(٤) أحد ثدييه خ ل.

١١٣

ظهورهم يقاتلون ، قتلاهم شهداء يفتح الله على بقيتهم (١).

بيان : قال في النهاية : في الحديث أنه قال لنسائه : أسرعكن لحوقا في أطولكن يدا ، كنى بطول اليد عن العطاء والصدقة ، يقال : فلان طويل الباع : إذا كان سمحا جوادا ، وكان زينب تحت الصدقة وهي ماتت قبلهن ، وقال في قوله : الادبب : أراد الادب ، فترك الادغام لاجل الحوأب ، والادب : الكثير وبر الوجه ، والنباح : صياح الكلب ، والحوأب : منزل بين البصرة ومكة ، والادعج : الاسود العين ، وقيل : المراد به هنا سواد الوجه.

وقال الفيروز آبادي : قطر بل بالضم وتشديد الباء الموحدة ، أو بتخفيفها وتشديد اللام : موضعان : أحدهما بالعراق ينسب إليه الخمر ، وقال. الصراة : نهر بالعراق.

وقال الجزري : في حديث حذيفة : يوشك بنو قنطورا أن يخرجوا أهل العراق من عراقهم ـ ويروى أهل البصرة منها ـ كأني بهم خنس الانوف ، خزر العيون ، عراض الوجوه ، قيل : إن قنطورا كانت جارية لابراهيم الخليل عليه‌السلام ولدت له أولادا منهم الترك والصين ، ومنه حديث ابن عمر : ويوشك بنو قنطورا أن يخرجوكم من أرض البصرة ، و حديث أبي بكرة : إذا كان آخر الزمان جاء بنو قنطورا ، وقال : وفيه تقاتلون قوما خنس الانف ، الخنس بالتحريك : انقباض قصبة الانف ، وعرض الارنبة (٢) ، والمراد بهم الترك لانه الغالب على آنافهم وهو شبيه بالفطس (٣).

١٩ ـ يج : روي أن رجلا أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : إني خرجت وامرأتي حائض ورجعت وهي حبلى ، فقال : من تتهم؟ قال : فلانا وفلانا ، قال : ائت بهما ، فجاءبهما فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن يكن من هذا فسيخرج قططا (٤) كذا وكذا ، فخرج كما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٢٠ ـ يج روي أن رجلا جاء إلى النبي (ص) فقال : ما طعمت طعاما منذ يومين ،

__________________

(١) على يقينهم خ ل.

(٢) الارنبة واحدة الارنب : طرف الانف.

(٣) الفطس : انخفاص قصبة الانف.

(٤) رجل قطط : قصير الشعر جعدة.

١١٤

فقال : عليك بالسوق ، فلما كان من الغد دخل فقال : يا رسول الله أتيت السوق أمس فلم أصب شيئا ، فبت بغير عشاء ، قال : فعليك بالسوق ، فأتى بعد ذلك أيضا فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليك بالسوق ، فانطلق إليها فإذاعير قد جاءت وعليها متاع فباعوه ففضل بدينار (١) فأخذه الرجل وجاء إلى رسول الله (ص) وقال : ما أصبت شيئا ، قال : هل أصبت من عيرآل فلان شيئا؟ قال : لا ، قال : بلى ضرب لك فيها بسهم وخرجت منها بدينار ، قال : نعم قال : فما حملك على أن تكذب؟ قال : أشهد أنك صادق ، ودعاني إلى ذلك إرادة أن أعلم أتعلم ما يعمل الناس ، وأن أزداد خيرا إلى خير ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : صدقت من استغنى أغناه الله ومن فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه سبعين بابا من الفقر لا يسد أدناها شئ فمارئي سائلا بعد ذلك اليوم ، ثم قال : إن الصدقة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي (٢) أي لا يحل له أن يأخذها وهو يقدر أن يكف نفسه عنها.

٢١ ـ يج : روي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : بينما رسول الله (ص) يوما جالسا إذ قام متغير اللون فتوسط المسجد ثم أقبل يناجي طويلا ثم رجع إليهم ، قالوا : يا رسول الله رأينا منك منظرا ما رأيناه فيما مضى ، قال : إني نظرت إلى ملك السحاب اسماعيل ولم يهبط إلى الارض إلا بعذاب ، فو ثبت مخافة أن يكون قد نزل في امتي شئ (٣) ، فسألته ما أهبطه؟ فقال : استأذنت ربي في السلام عليك فأذن لي ، قلت : فهل امرت فيها (٤) بشئ؟ قال : نعم ، في يوم كذا ، وفي شهر كذا ، في ساعة كذا ، فقام المنافقون وظنوا أنهم على شئ ، فكتبوا ذلك اليوم وكان أشد يوم حرا ، فأقبل القوم يتغامزون ، فقال رسول الله (ص) : لعلي عليه‌السلام انظر هل ترى في السماء شيئا؟ فخرج ثم قال : أرى في مكان كذا كهيئة الترس غمامة ، فما لبثوا أن جللتهم سحابة سوداء ، ثم هطلت عليهم حتى ضج الناس.

__________________

(١) بفضل دينار خ ل.

(٢) في النهاية : فيه لا تحل الصدقة لغنى ولذى مرة سوى ، المرة : القوة ، والشدة ، والسوى : الصحيح الاعضاء.

(٣) بشئ خ ل.

(٤) أمرت فينا خ ل.

١١٥

بيان : الهطل : تتابع المطر.

٢٢ ـ يج : روي عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : مر رسول الله (ص) يوما على علي عليه‌السلام والزبير قائم معه (١) يكلمه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما تقول له؟ > فو الله لتكونن أول العرب تنكث بيعته.

٢٣ ـ يج : روي أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لجيش بعثهم إلى اكيدر دومة الجندل : أما إنكم تأتونه فتجدونه يصيد البقر فوجدوه كذلك.

٢٤ ـ يج : روي أنه لما نزلت : « إذا جاء نصر الله والفتح (٢) » قال : نعيت (٣) إلى نفسي أني (٤) مقبوض ، فمات في تلك السنة.

وقال لما بعث معاذبن جبل إلى اليمن : إنك لا تلقاني بعد هذا.

٢٥ ـ يج : روي عن الصادق عليه‌السلام قال : أصابت رسول الله (ص) في غزوة المصطلق ريح شديدة فقلبت (٥) الرحال وكادت تدقها ، فقال رسول الله (ص) : أما إنها موت منافق قالوا : فقدمنا المدينة فوجدنا رفاعة بن زيد مات في ذلك اليوم ، وكان عظيم النفاق ، وكان أصله من اليهود ، فضلت ناقة رسول الله (ص) في تلك (٦) الريح فزعم يزيد بن الاصيب (٧) وكان في منزل عمارة بن حزم كيف يقول : إنه يعلم الغيب ولا يدري أين ناقته؟ قال (٨) : بئس ما قلت ، والله ما يقول هو إنه يعلم الغيب ، وهو صادق ، فاخبر النبي بذلك فقال لا يعلم الغيب إلا الله وإن الله أخبرني أن ناقتي في هذا الشعب تعلق زمامها بشجرة ، فوجدوها كذلك ، ولم يبرح أحد من ذلك الموضع ، فأخرج عمارة ابن الاصيب (٩) من منزله.

٢٦ ـ يج : روي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كتب إلى قيس بن عرنة البجلي يأمره بالقدوم

__________________

(١) قائم بين يديه خ ل.

(٢) النصر : ١.

(٣) أى أخبرت بوفاتى.

(٤) وانى خ ل.

(٥) فبتت خ ل.

(٦) في تلك الليلة خ ل.

(٧) زيد بن الاصب خ ل.

(٨) قالوا خ ل.

(٩) ابن الاصب خ ل.

١١٦

عليه ، فأقبل ومعه خويلد بن الحارث الكلبي حتى إذا دنا من المدينة هاب الرجل أن يدخل ، فقال له قيس : أما إذا أبيت أن تدخل فكن في هذا الجبل حتى آتيه ، فإن رأيت الذي تحب (١) أدعوك فاتبعني ، فأقام ومضى قيس حتى إذا دخل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المسجد فقال : يا محمد أنا آمن؟ قال : نعم وصاحبك الذي تخلف في الجبل ، قال : فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، فبايعه ، وأرسل إلى صاحبه فأتاه ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا قيس إن قومك قومي ، وإن لهم في الله وفي رسوله خلفا.

٢٧ ـ قب ، يج : روي أن أباذر قال : يا رسول الله إني قد اجتويت المدينة أفتأذن لي أن أخرج أنا وابن أخي إلى الغابة فتكون بها؟ فقال : إني أخشى أن تغير حي من العرب فيقتل ابن أخيك فتأتي فتسعى فتقوم بين يدي متكئا على عصاك فتقول : قتل ابن أخي ، واخذ السرح (٢) ، فقال : يا رسول الله لا يكون إلا (٣) خير ، فأذن له فأغارت خيل بني فزارة ، فأخذوا السرح وقتلوا ابن أخيه ، فجاء أبوذر معتمدا على عصاه ووقف عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبه طعنة قد جافته (٤) فقال : صدق الله رسوله (٥).

بيان : قال الجزري : في الحديث العرنيين : فاجتووا المدينة ، أي أصابهم الجوى وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول ، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها ، يقال : اجتويت البلد : إذا كرهت المقام فيه وإن كنت في نعمة انتهى. والغابة : موضع بالحجاز ،

__________________

(١) نحب خ ل.

(٢) السرح : الماشية.

(٣) على خير خ ل.

(٤) أجافته خ ل.

(٥) مناقب آل أبى طالب ١ : ١٠٠ ط النجف ، ألفاظ الحديث فيه هكذا : واستأذن أبوذر رسول الله أن يكون في مزينة مع ابن أخيه ، فقال : انى أخشى أن تغير عليك خيل من العرب فتقتل ابن أخيك فتأتينى شعثا فتقوم بين يدى متكئا على عصى فتقول : قتل ابن أخى واخذ السرح ، ثم أذن له فخرج ولم يلبث الا قليلا حتى أغارعليه عيينة بن حصن وأخذ السرح وقتل ابن أخيه و أخذت امرأته ، فأقبل أبوذر يستند حتى وقف بين يدى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبه طعنة جائفة ، فاعتمد على عصاه وقال : صدق الله ورسوله ، اخذ السرح ، وقتل ابن أخى ، وقمت بين يديك على عصاى ، فصاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المسلمين فخرجوا بالطلب فردوا السرح.

١١٧

ثم إن هذا من أبي ذر رضي‌الله‌عنه على تقدير صحته لعله كان قبل كمال إيمانه واستقرار أمره.

٢٨ ـ يج : روي أن رسول الله (ص) لقي في غزوة ذات الرقاع رجلا من محارب يقال له : عاصم ، فقال له : يا محمد أتعلم الغيب؟ قال : لا يعلم الغيب إلا الله ، قال : والله لجملي هذا أحب إلي من إلهك ، قال : لكن الله أخبرني (١) من علم غيبه أنه تعالى يبعث عليك قرحة في مسبل (٢) لحيتك حتى تصل إلى دماغك فتموت والله إلى النار ، فرجع فبعث الله قرحة فأخذت في لحيته حتى وصلت إلى دماغه ، فجعل يقول : لله در القرشي إن قال بعلم أو زجر أصاب (٣).

٢٩ ـ يج : روي أن وابصة بن معبد الاسدي أتاه وقال في نفسه : لا أدع من البر والاثم شيئا إلا سألته ، فلما أتاه قال له بعض أصحابه : إليك يا وابصة عن سؤال رسول الله ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : دعوا وابصة ، ادن فدنوت (٤) ، فقال : تسأل عما جئت له أم أخبرك؟ قال : أخبرني ، قال : جئت تسأل عن البر والاثم ، قال : نعم فضرب يده على صدره ثم قال : البر ما اطمأنت إليه النفس والبر ما اطمأن إليه الصدر ، والاثم ما تردد في الصدر وجال في القلب ، وإن أفتاك الناس وإن أفتوك.

٣٠ ـ يج : روي أنه أتاه وفد عبدالقيس فدخلوا عليه ، فلما أدركوا حاجتهم قال : ائتوني بتمر أرضكم مما معكم ، فأتاه كل واحد منهم بنوع منه فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا يسمى كذا ، وهذا يسمى كذا ، فقالوا : أنت أعلم بتمر أرضنا منا ، فوصف لهم أرضهم ، فقالوا أدخلتها؟ قال : لا ، لكن فسح لي فنظرت إليها ، فقام رجل منهم فقال : يا رسول الله هذا خالي به خبل ، فأخذ بردائه وقال : اخرج يا عبدالله (٥) ثلاثا ثم أرسله فبرئ ، ثم

__________________

(١) قد أخبرنى خ ل.

(٢) مشتبك لحيتك خ ل. ومسبل اللحية : الدائرة في وسط الشفة العليا او الذقن.

(٣) فأصاب خ ل. أقول : الزجر : التكهن. والتفاءل بطير ان الطير إن كان عن يمين ، او التطير منه إن كان عن يسار.

(٤) هكذا في النسخة ، ولعله مصحف فدنى.

(٥) يا أبا عبدالله خ ل. والصحيح يا عدو الله ـ خطابا للشيطان ـ راجع ج ١٧ ص ٢٢٩.

١١٨

أتوه بشاة هرمة فأخذ إحدى اذنيها بين إصبعيه فصار لها ميسما ثم قال : خذوها فإن هذا ميسم في آذان ماتلد إلى يوم القيامة فهي تتوالد كذلك.

٣١ ـ يج : روي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال للعباس : ويل لذريتي من ذريتك ، فقال : يا رسول الله فأختصي؟ قال : إنه أمر قد قضي ، أى لا ينفع الخصا (١) فعبد الله قد ولد وصار له ولد.

٣٢ ـ يج : روي أن ناقة ضلت لبعض أصحابه في سفر كان فيه ، فقال صاحبها : لو كان نبيا لعلم أين الناقة ، فبلغ ذلك النبي (ص) فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : الغيب لا يعلمه إلا الله ، انطلق يا فلان فإن ناقتك في مكان كذا (٢) ، قد تعلق زمامها بشجرة ، فوجدها كما قال.

٣٣ ـ يج : من معجزاته صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه أخبر الناس بمكة بمعراجه وقال : آية ذلك أنه ند لبني فلان في طريقي بعير فدللتهم عليه ، وهو الآن يطلع (٣) عليكم من ثنية كذا ، يقدمها جمل أورق ، عليه غرارتان (٤) : احداهما سوداء والاخرى برقاء ، فوجدوا الامر على ما قال.

ومنها : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله رأى عليا عليه‌السلام نائما في بعض الغزوات في التراب ، فقال : يا أبا تراب ، ألا احدثك بأشقى الناس أخي ثمود (٥) ، والذي يضربك على هذا ـ ووضع يده على قرنه ـ حتى تبل هذه من هذا؟ وأشار إلى لحيته.

ومنها : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي عليه‌السلام : تقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين ، فكان كذلك.

ومنها : قوله لعمار : ستقتلك الفئة الباغية ، وآخر زادك ضياح من لبن ، فاتي عمار بصفين بلبن فشربه فبارز (٦) فقتل.

__________________

(١) وعبدالله خ ل. أقول : قوله : أى لا ينفع اه من كلام الراوندى.

(٢) بمكان كذا خ ل.

(٣) وهى الان تطلع عليكم خ ل.

(٤) الغرارة : الجوالق.

(٥) احيمر ثمود خ ل.

(٦) وبارز خ ل.

١١٩

ومنها : أنه لما كانت قريش تحالفوا وكتبوا بينهم صحيفة ألا يجالسوا واحدا من بني هاشم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم محمدا ليقتلوه ، وعلقوا تلك الصحيفة في الكعبة ، وحاصروا بني هاشم في الشعب شعب عبدالمطلب أربع سنين فأصبح النبي (ص) يوما وقال لعمه أبي طالب : إن الصحيفة التي كتبتها قريش في قطيعتنا قد بعث الله عليها دابة فلحست كل ما فيها غير اسم الله ، وكانواقد ختموها بأربعين خاتما من رؤساء قريش ، فقال أبوطالب : يا ابن أخي أفأصير (١) إلى قريش فاعلمهم بذلك؟ قال : إن شئت ، فصار أبوطالب رضي الله عنه إليهم فاستبشروا بمصيره إليهم واستقبلوه بالتعظيم والاجلال ، وقالوا : قد علمنا الآن أن رضى قومك أحب إليك مما كنت فيه ، أفتسلم إلينا محمدا ولهذا جئتنا؟ فقال : يا قوم قد جئتكم (٢) بخبر أخبرني به ابن أخي محمد ، فانظروا في ذلك ، فإن كان كما قال فاتقوا الله وارجعوا عن قطيعتنا ، وإن كان بخلاف ما قال سلمته إليكم واتبعت مرضاتكم ، قالوا وما الذي أخبرك؟ قال : أخبرني أن الله قد بعث على صحيفتكم دابة فلحست ما فيها غير اسم الله ، فحطوها فإن كان الامر بخلاف ما قال سلمته إليكم ، ففتحوها فلم يجدوا فيها شيئا غير اسم الله فتفرقوا وهم يقولون : سحر سحر ، وانصرف أبوطالب رضي‌الله‌عنه.

بيان : ند البعير : شرد ونفر ، والبرقاء : ما اجتمع فيه سواد وبياض ، والضياح بالفتح : اللبن الرقيق يصب فيه ماء ثم يخلط ، واللحس باللسان معروف ، واللحس أيضا أكل الدود الصوف ، وأكل الجراد الخضر.

٣٤ ـ يج : روي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يوما جالسا وحوله علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام فقال لهم : كيف بكم إذا كنتم صرعى وقبوركم شتى؟ فقال الحسين عليه‌السلام أنموت موتا أو نقتل قتلا؟ فقال : بل تقتل يا بني ظلما ، ويقتل أخوك ظلما ويقتل أبوك ظلما ، وتشرد ذراريكم في الارض ، فقال الحسين عليه‌السلام : ومن يقتلنا؟ قال : شرار الناس ، قال : فهل يزورنا أحد؟ قال : نعم طائفة من أمتي يريدون بزيارتكم بري وصلتي ، فإذا كان يوم

__________________

(١) أأمضى خ ل.

(٢) انى قد جئتكم خ ل.

١٢٠