العقائد الاسلامية - ج ٢

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية

العقائد الاسلامية - ج ٢

المؤلف:

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز المصطفى للدراسات الإسلامية
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-119-2 /
ISBN الدورة:
964-319-117-6

الصفحات: ٤٣٧

الاَعلى. ثم دنا فتدلى. فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى. ما كذب الفؤاد ما رأى. أفتمارونه على ما يرى. ولقد رآه نزلة أخرى. عند سدرة المنتهى. عندها جنة المأوى. إذ يغشى السدرة ما يغشى. ما زاغ البصر وما طغى. لقد رأى من آيات ربه الكبرى. النجم ١ ـ ١٨

قال أهل البيت : رأى ربه بفؤاده ورأى آياته بعينيه

تقدم في الفصول السابقة عدد من الاَحاديث عن النبي وآله صلى‌الله‌عليه‌وآله في تفسير هذه الآية ، ونضيف إليها هنا مايلي :

ـ روى الصدوق في كتاب التوحيد ص ١٠٨ :

أبي رحمه‌الله قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا ابن أبي نصر ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلامقال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما أسري بي إلى السماء بلغ بي جبرئيل مكاناً لم يطأه جبرئيل قط ، فكشف لي فأراني الله عز وجل من نور عظمته ما أحب.

ـ وفي ص ١١٦ :

حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن مرازم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلامقال : سمعته يقول : رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ربه عز وجل يعني بقلبه ، وتصديق ذلك : ما حدثنا به محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه‌الله قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن الفضيل قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلامهل رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ربه عز وجل؟ فقال : نعم بقلبه رآه ، أما سمعت الله عز وجل يقول : ما كذب الفؤاد ما رأى ، أي لم يره بالبصر ، لكن رآه بالفؤاد.

ـ وقد عقد الصدوق في التوحيد باباً بعنوان ( ما جاء في الرؤية ) ص ١٠٧ ، نورد بعض روايته قال :

٣٢١

حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : مر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على رجل وهو رافع بصره إلى السماء يدعو ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : غض بصرك فإنك لن تراه.

وقال : ومر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على رجل رافع يديه إلى السماء وهو يدعو ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أقصر من يديك فإنك لن تناله.

حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه‌الله ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن علي بن أبي القاسم ، عن يعقوب بن إسحاق قال : كتبت إلى أبي محمد عليه‌السلامأسأله كيف يعبد العبد ربه وهو لا يراه؟ فوقع عليه‌السلاميا أبا يوسف جل سيدي ومولاي والمنعم عليّ وعلى آبائي أن يرى.

قال : وسألته هل رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ربه؟ فوقع عليه‌السلامإن الله تبارك وتعالى أرى رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحب.

حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه‌الله ، عن أبيه ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، قال : ذاكرت أبا عبدالله عليه‌السلامفيما يروون من الرؤية ، فقال : الشمس جزء من سبعين جزءاً من نور الكرسي ، والكرسي جزء من سبعين جزءاً من نور العرش ، والعرش جزء من سبعين جزءاً من نور الحجاب ، والحجاب جزء من سبعين جزءاً من نور الستر ، فإن كانوا صادقين فليملؤوا أعينهم من الشمس ليس دونها سحاب.

ـ وفي علل الشرائع ج ١ ص ١٣١

حدثنا محمد بن أحمد بن السناني وعلي بن أحمد بن محمد الدقاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب وعلي بن عبدالله الوراق رضي الله عنهم ، قالوا حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي الاَسدي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن ثابت بن دينار ، قال سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلامعن الله جل

٣٢٢

جلاله هل يوصف بمكان؟ فقال : تعالى عن ذلك. قلت : فلم أسرى بنبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السماء؟ قال : ليريه ملكوت السموات وما فيها من عجائب صنعه وبدايع خلقه. قلت فقول الله عز وجل : ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى؟ قال : ذاك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دنا من حجب النور فرأى ملكوت السموات ، ثم تدلى صلى‌الله‌عليه‌وآله فنظر من تحته إلى ملكوت الاَرض حتى ظن أنه في القرب من الاَرض كقاب قوسين أو أدنى.

ـ وروى النيسابوري في روضة الواعظين ص ٣٣

قال عكرمة : بينما ابن عباس يحدث الناس إذ قام نافع بن الاَزرق فقال : يابن عباس ، تفتي في النملة والقملة ، صف لنا إلَهك الذي تعبده. فأطرق ابن عباس إعظاماً لله عز وجل ، وكان الحسين بن علي قاعداً في موضع فقال : إليَّ يابن الاَزرق ، فقال : لست إياك أسأل ، فقال ابن عباس : يابن الاَزرق إنه من أهل بيت النبوة وهم ورثة العلم ، فأقبل نافع بن الاَزرق نحو الحسين فقال الحسين عليه‌السلام : يا نافع ، إن من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في التباس ، مائلاً على المنهاج ظاعناً في الاِعوجاج ، ضالاً عن السبيل قائلاً غير الجميل ، يابن الاَزرق أصف إلَهي بما وصف به نفسه وأعرفه بما عرف به نفسه : لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ، فهو قريب غير ملتصق ، وبعيد غير منفصل ، يوحد ولا يبعض ، معروف بالآيات ، موصوف بالعلامات ، لا إلَه إلا هو الكبير المتعال.

ـ وقال الطوسي في تفسير التبيان ج ٩ ص ٤٢٤

وقوله : ما كذب الفؤاد ما رأى ، قال ابن عباس : رأى ربه بقلبه ، وهو معنى قوله علمه ، وإنما علم ذلك بالآيات التي رآها.

وقال ابن مسعود وعائشة وقتادة : رأى محمد جبرائيل على صورته.

وقال الحسن : يعني ما رأى من مقدورات الله تعالى وملكوته.

وقال الحسن : عرج بروح محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السماء وجسده في الاَرض.

وقال أكثر المفسرين وهو الظاهر من مذهب أصحابنا والمشهور في أخبارهم : أن

٣٢٣

الله تعالى صعد بجسمه حياً سليماً حتى رأى ملكوت السموات وما ذكره الله بعيني رأسه ، ولم يكن ذلك في المنام بل كان في اليقظة ..... ومعنى : ما كذب الفؤاد ، أي ما توهم أنه يرى شيئاً وهو لا يراه من جهة تخيله لمعناه ، كالرائي للسراب بتوهمه ماء ويرى الماء من بعيد فيتوهمه سراباً. ومن شدد أراد لم يكذب فؤاد محمد ما رأت عيناه من الآيات الباهرات فعداه.

ـ وفي تفسير نور الثقلين ج ٥ ص ١٥٥

في تفسير علي بن ابراهيم : حدثني أبي ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن علي بن موسى الرضا عليه‌السلامقال قال لي : يا أحمد ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد؟ فقلت : جعلت فداك قلنا نحن بالصورة ، للحديث الذي روى أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رأى ربه في صورة شاب ، وقال هشام بن الحكم بالنفي للجسم ، فقال : يا أحمد إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أسري به إلى السماء وبلغ عند سدرة المنتهى ، خرق له في الحجب مثل سم الاِبرة فرأى من نور العظمة ما شاء الله أن يرى وأردتم أنتم التشبيه ، دع هذا يا أحمد لا ينفتح عليك منه أمر عظيم.

ـ ورواه في بحار الاَنوار ج ٣ ص ٣٠٧ ، وقال : المراد بالحجب إما الحجب المعنوية ، وبالرؤية الرؤية القلبية ، أو الحجب الصورية ، فالمراد بنور العظمة آثار عظمته برؤية عجائب خلقه.

ـ وفي بحار الاَنوار ج ٤ ص ٣٧

بيان : إعلم أن المفسرين اختلفوا في تفسير تلك الآيات قوله تعالى : ما كذب الفؤاد ما رأى ، يحتمل كون ضمير الفاعل في رأى راجعاً إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإلى الفؤاد. قال البيضاوي : ما كذب الفؤاد ما رأى ببصره من صورة جبرئيل ، أو الله ، أي ما كذب الفؤاد بصره بما حكاه له ، فإن الاَمور القدسية تدرك أولاً بالقلب ثم تنتقل منه إلي البصر ، أو ما قال فؤاده لما رآه : لم أعرفك ، ولو قال ذلك كان كاذباً ، لاَنه عرفه بقلبه كما رآه بصره ، أو ما رآه بقلبه ، والمعنى لم يكن تخيلاً كاذباً. ويدل عليه أنه سئل عليه‌السلامهل رأيت ربك فقال : رأيته بفؤادي ، وقرىَ ( ما كذَّب ) أي صدقه ولم يشك فيه ....

٣٢٤

قوله تعالى : ولقد رآه نزلة أخرى ، قال الرازي : يحتمل الكلام وجوهاً ثلاثة : الاَول الرب تعالى ، والثاني جبرئيل عليه‌السلام ، والثالث الآيات العجيبة الاِلَهية. انتهى. أي ولقد رآه نازلاً نزلة أخرى فيحتمل نزوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونزول مرئية.

فإذا عرفت محتملات تلك الآيات عرفت سخافة استدلالهم بها على جواز الرؤية ووقوعها بوجوه :

الاَول : أنه يحتمل أن يكون المرئي جبرئيل ، إذا المرئي غير مذكور في اللفظ ، وقد أشار أمير المؤمنين عليه‌السلامإلى هذا الوجه في الخبر السابق.

وروى مسلم في صحيحه بإسناده عن زرعة عن عبدالله : ما كذب الفؤاد ما رأى ، قال : رأى جبرئيل عليه‌السلامله ستمائة جناح. وروى أيضاً بإسناده عن أبي هريرة ، ولقد رآه نزلة أخرى قال : رأى جبرئيل عليه‌السلامبصورته التي له في الخلقة الاَصلية.

الثاني : ما ذكره عليه‌السلامفي هذا الخبر وهو قريب من الاَول لكنه أعم منه.

الثالث : أن يكون ضمير الرؤية راجعاً إلى الفؤاد ، فعلى تقدير إرجاع الضمير إلى الله تعالى أيضاً لا فساد فيه.

الرابع : أن يكون على تقدير إرجاع الضمير إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله وكون المرئي هو الله تعالى ، المراد بالرؤية غاية مرتبة المعرفة ونهاية الاِنكشاف.

وأما استدلاله عليه‌السلامبقوله تعالى : ليس كمثله شيء ، فهو إما لاَن الرؤية تستلزم الجهة والمكان وكونه جسماً أو جسمانياً ، أو لاَن الصورة التي تحصل منه في المدركة تشبهه.

رأي الشيعة الزيدية في نفي الرؤية

ـ مختصر في العقيدة للدكتور المرتضى بن زيد المحطوري ص ١١

٨ ـ الله سبحانه وتعالى لا يرى بالاَبصار. لاَنه ليس جسماً ولا عرضاً لا يُرى ، والدليل على ذلك ـ عقلاً ونقلاً :

٣٢٥

دليل العقل : إن حاسة الرؤية إذا كانت سليمة ولم يمنع مانع من الرؤية من ظلام أو إضاءة زائدة أو بعد أو قرب ملاصق للعين ، فعندما توجد شروط الرؤية المذكورة تستطيع العين رؤية الموجودات. والله سبحانه وتعالى موجود ولم نره ، ولا يصح لنا أن نراه ، لاَن المرئي يجب أن يكون جسماً يرى ، وله لون ، وفي جهة من الجهات ، والله سبحانه وتعالى ليس كذلك ، فعظمته سبحانه في خفائه بدليل أن أعظم سر نبحث عنه هو الحياة والروح والعقل والتفكير والتمييز والفرح والحزن ونحو ذلك مما لا نقدر على وضع اليد عليه مع علمنا بوجوده ، فالكائنات الحية معجزة في تكوينها.ولكن الروح التي لا ندركها معجزة أكبر ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ) فكيف يرى الله والروح بعض أسراره؟

وكيف يخفى والشمس بعض آياته؟!

نراه سبحانه بعيون التصديق والاِيمان في آياته الباهرة وآثاره الظاهرة ، نراه بالبصائر لا بالاَبصار.

ومن زعم أنه يرى في الآخرة فقد استدل بقوله سبحانه ( إلى ربها ناظرة ) وهي مؤولة بحذف مضاف والتقدير إلى رحمة ربها ناظرة لاَنها مقابلة للآية التي بعدها (تظن أن يفعل بها فاقرة ) والمقابلة تقتضي ذلك فوجوه منتظرة لرحمة الله ، ووجوه تتوقع غضبه ونقمته.

ومن جهة ثانية : فقد ورد ناظر بمعنى منتظر كما في قوله سبحانه ( ما ينظرون إلا صيحة ) والصيحة لا تنظر بالعين وإنما تنتظر. وكذلك قوله تعالى ـ حكاية عن بلقيس ـ ( فناظرة بم يرجع المرسلون ). والدليل إذا طرقه الاِحتمال بطل الاِستدلال به.

كما أن أهل البيت عليهم‌السلام مجمعون على عدم تجويز رؤية الله ، وإجماعهم حجة ، كما قال ابن تيمية وغيره ، والاَحاديث الواردة في هذا الشأن تعرض على القرآن ، والقرآن ينفي عن الله الرؤية لاَنها تقتضي التشبيه.

فالحديث الذي يقول ( إنكم ترون ربكم كالقمر ) يؤدي إلى تشبيه الله بخلقه

٣٢٦

كالقمر ، وإن كان الحديث لا يفيد ذلك ، فهو الذي نريد ويكون معناه ترون وعده ووعيده وصدق ما أخبركم به كالقمر عياناً ، وإلا توقفنا عن العمل بحديث ظني يؤدي إلى التشبيه والتجسيم تعالى الله عن ذلك ، والاَخذ بالآية المحكمة أولى من الاَخذ بالمتشابه.

تفسيرهم الموافق لمذهبنا

ـ صحيح مسلم ج ١ ص ١٠٩

ـ عن أبي ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل رأيت ربك قال : نور ، أنى أراه!

عن عبدالله بن شقيق قال قلت لاَبي ذر : لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته ، فقال عن أى شيء كنت تسأله؟ قال كنت أسأله هل رأيت ربك؟ قال أبوذر : قد سألته فقال : رأيت نوراً.

حدثنا عباد وهو ابن العوام حدثنا الشيباني قال سألت زر بن حبيش عن قول الله عز وجل : فكان قاب قوسين أو أدنى ، قال أخبرني ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح.

عن زر ، عن عبدالله قال : ما كذب الفؤاد ما رأى ، قال : رأى جبريل عليه‌السلامله ستمائة جناح.

زر بن حبيش ، عن عبدالله قال : لقد رأى من آيات ربه الكبرى ، قال : رأى جبريل في صورته له ستمائة جناح.

عن عطاء ، عن أبي هريرة : ولقد رآه نزلة أخرى ، قال : رأى جبريل.

عن عبد الملك عن عطاء ، عن ابن عباس قال : رآه بقلبه.

عن أبي العالية ، عن ابن عباس قال : ما كذب الفؤاد ما رأى ، ولقد رآه نزلة أخرى ، قال : رآه بفؤاده مرتين. انتهى.

٣٢٧

ـ وروى الترمذي في ج ٥ ص ٧٠ ، عدة روايات في رؤية النبي لربه في الاِسراء بقلبه ، وروايتين في رؤيته له بعينه ، قال : عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : ما كذب الفؤاد ما رأى ، قال رآه بقلبه. هذا حديث حسن ....

عن قتادة ، عن عبدالله ابن شقيق ، قال قلت لاَبي ذر لو أدركت النبي صلى الله عليه وسلم لسألته ، فقال عما كنت تسأله؟ قلت : أسأله هل رأى محمد ربه؟ فقال : قد سألته فقال : نوراً ، أنى أراه! هذا حديث حسن.

ـ عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبدالله : ما كذب الفؤاد ما رأى ، قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبرائيل في حلة من رفرف قد ملأ ما بين السماء والاَرض. هذا حديث حسن صحيح.

عن عكرمة عن ابن عباس قال : رأى محمد ربه ، قلت أليس الله يقول : لا تدركه الاَبصار وهو يدرك الاَبصار ، قال ويحك ذاك إذا تجلى بنوره الذى هو نوره وقد رأى محمد ربه مرتين. هذا حديث حسن غريب.

عن ابن عباس في قول الله : ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى ، فأوحى إلى عبده ما أوحى. فكان قاب قوسين أو أدنى. قال ابن عباس : قد رآه النبي صلى الله عليه وسلم. هذا حديث حسن. انتهى.

ـ وروى أحمد في مسنده ج ١ ص ٢٢٣

عن ابن عباس في قوله عز وجل : ما كذب الفؤاد ما رأى ، قال : رأى محمد ربه عز وجل بقلبه مرتين.

ـ وقال السيوطي في الدر المنثور ج ٦ ص ١٢٣

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبوالشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه وأبونعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قوله ما كذب الفؤاد ما رأى ، قال : رأى صلى الله عليه وسلم جبريل عليه حلتا رفرف أخضر قد ملأ ما بين السماء والاَرض.

٣٢٨

وأخرج مسلم وأحمد والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الاَسماء والصفات عن ابن عباس في قوله : ما كذب الفؤاد ما رأى ولقد رآه نزلة أخرى ، قال : رأى محمد ربه بقلبه مرتين.

وأخرج عبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن عباس في قوله : ما كذب الفؤاد ما رأى ، قال : رآه بقلبه.

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قالوا يا رسول الله هل رأيت ربك؟ قال لم أره بعيني ، ورأيته بفؤادي مرتين.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ قال : رأيت نهراً ورأيت وراء النهر حجاباً ، ورأيت وراء الحجاب نوراً لم أره غير ذلك.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي العالية في قوله : ما كذب الفؤاد ما رأى ، قال : محمد ، رآه بفؤاد ولم يره بعينيه.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي صالح في قوله : ما كذب الفؤاد ما رأى ، قال : رآه مرتين بفؤاده.

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال : ما أزعم أنه رآه ، وما أزعم أنه لم يره.

وأخرج مسلم والترمذي وابن مردويه عن أبي ذر قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال نور ، أنى أراه؟! وأخرج مسلم وابن مردويه عن أبي ذر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال رأيت نوراً!

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي ذر قال : رآه بقلبه ولم يره بعينيه.

وأخرج النسائي عن أبي ذر قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه بقلبه ولم يره ببصره.

٣٢٩

وأخرج مسلم والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة في قوله : ولقد رآه نزلة أخرى ، قال : رأى جبريل عليه‌السلام.

وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال : رأى جبريل في صورته.

وأخرج عبد بن حميد عن مرة الهمداني قال : لم يأته جبريل في صورته إلا مرتين ، فرآه في خضر يتعلق به الدر.

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ولقد رآه نزلة أخرى ، قال : رأى نوراً عظيماً عند سدرة المنتهى.

وأخرج أبوالشيخ وابن مردويه عن ابن مسعود ولقد رآه نزلة أخرى ، قال : رأى جبريل معلقاً رجله بسدرة عليه الدر كأنه قطر المطر على البقل.

وأخرج أبوالشيخ عن ابن مسعود : ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى ، قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته عند السدرة له ستمائة جناح ، جناح منها سد الاَفق يتناثر من أجنحته التهاويل الدر والياقوت ما لا يعلمه إلا الله.

وأخرج آدم بن أبي إياس والبيهقي في الاَسماء والصفات عن مجاهد ، إذ يغشى السدرة ما يغشى ، قال : كان أغصان السدرة من لؤلؤ وياقوت ، وقد رآها محمد بقلبه ورأى ربه.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان أول شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى في منامه جبريل بأجياد ثم خرج لبعض حاجته فصرخ به جبريل يا محمد يا محمد ، فنظر يميناً وشمالاً فلم ير شيئاً ثلاثاً ، ثم رفع بصره فإذا هو ثان إحدى رجليه على الاَخرى على أفق السماء ، فقال يا محمد جبريل جبريل يسكنه ، فهرب النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل في الناس ، فنظر فلم ير شيئاً ، ثم خرج من الناس فنظر فرآه ، فذلك قول الله : والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى إلى قوله : ثم دنا فتدلى ، يعني جبريل إلى محمد ، فكان قاب قوسين أو أدنى ، يقول القاب نصف الاِصبع ، فأوحى إلى عبده ما أوحى ، جبريل إلى عبد ربه.

٣٣٠

وروى حديث ( في حلة من رفرف ) أحمد في ج ١ ص ٣٩٤ و ص ٤١٨ والحاكم ج ٢ ص ٤٦٨ ، وكلها عن عبدالله بن عمر ، وقال الحاكم ( صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه )

ـ الجواهر الحسان للثعالبي ج ٣ ص ٢٥٢

أنكر جمهور العلماء الاَشاعرة من أهل السنة حديث مشرك بن أبي خمر الذي يثبت فيه الدنو والتدلي لرب العزة ، سبحانه وتعالى عما يصفون .... ذهب البيهقي إلى ترجيح ما روي عن عائشة وابن مسعود وأبي هريرة ومن حملهم هذه الآيات ( ثم دنى فتدلى .. ) عن رؤية جبرئيل ، ورواية شريك تنقضها رواية أبي ذر الصحيحة ، قال يا رسول الله هل رأيت ربك؟ قال : نور ، أنى أراه!

ـ مصابيح السنة للبغوي ج ٤ ص ٣٠

عن زرارة بن أوفى : أن رسول الله ( ص ) قال لجبرئيل : هل رأيت ربك؟ فانتفض جبرئيل وقال : يا محمد إن بيني وبينه سبعين حجاباً من نور ، لو دنوت من بعضها لاحترقت.

ونفى قدماء المتصوفة الرؤية بالعين في الدنيا

ـ التعرف لمذهب أهل التصوف للكلاباذي المتوفى سنة ٣٨٠ قال في ص ٤٣ :

وأجمعوا أنه لا يرى في الدنيا بالاَبصار ولا بالقلوب إلا من جهة الاِيقان ، لاَنه غاية الكرامة وأفضل النعم ، ولا يجوز أن يكون ذلك إلا في أفضل المكان ، ولو أعطوا في الدنيا أفضل النعم لم يكن بين الدنيا الفانية والجنة الباقية فرق ، ولما منع الله سبحانه كليمه موسى عليه‌السلامذلك في الدنيا ، وكان من هو دونه أحرى. وأخرى أن الدنيا دار فناء ، ولا يجوز أن يرى الباقي في الدار الفانية ، ولو رأوه في الدنيا لكان الاِيمان به ضرورة.

والجملة أن الله تعالى أخبر أنها تكون في الآخرة ، ولم يخبر أنها تكون في الدنيا فوجب الاِنتهاء إلى ما أخبر الله تعالى به.

٣٣١

واختلفوا في النبي صلى الله عليه وسلم : هل رأى ربه ليلة المسرى ، فقال الجمهور منهم والكبار إنه لم يره محمد صلى الله عليه وسلم ببصره ، ولا أحد من الخلائق في الدنيا ، على ما روي عن عائشة أنها قالت : من زعم أن محمداً رأى ربه فقد كذب.....

وقال بعضهم : رآه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المسرى ، وإنه خص من بين الخلائق بالرؤية كما خص موسى عليه‌السلامبالكلام ، واحتجوا بخبر ابن عباس وأسماء وأنس ، منهم أبو عبدالله القرشي والشبلي وبعض المتأخرين.

وقال بعضهم : رآه بقلبه ولم يره ببصره ، واستدل بقوله : ما كذب الفؤاد ما رأى.

ولا نعلم أحداً من مشايخ هذه العصبة المعروفين منهم والمتحققين به ، ولم نر في كتبهم ولا مصنفاتهم ولا رسائلهم ، ولا في الحكايات الصحيحة عنهم ، ولا سمعنا ممن أدركنا منهم من زعم أن الله تعالى يرى في الدنيا أو رآه أحد من الخلق ، إلا طائفة لم يعرفوا بأعيانهم.

بل زعم بعض الناس أن قوماً من الصوفية ادعوها لاَنفسهم ، وقد أطبق المشايخ كلهم على تضليل من قال ذلك وتكذيب من ادعاه ، وصنفوا في ذلك كتباً ، منهم أبو سعيد الخراز ، وللجنيد في تكذيب من ادعاه وتضليله رسائل وكلام كثير. وزعموا أن من ادعى ذلك فلم يعرف الله عز وجل ، وهذه كتبهم تشهد على ذلك.

تفسيرهم الذي فيه تجسيم

يلاحظ أن روايات إخواننا التي ادعت أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رأى ربه تعالى بعينه ، ورد قليل منها في حادثة الاِسراء والمعراج ، وأكثرها ورد في حادثة غير مفهومة ادعى راويها أنها وقعت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في المدينة ، وبعض رواياتها نصت على أنها منام ، أو شك راويها في أن تكون في المنام .. الخ.

٣٣٢

ـ شرح مسلم للنووي ـ الساري ج ٢ ص ٩٤

قوله عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى : ما كذب الفؤاد ما رأى ، قال رأى جبريل له ستمائة جناح ، وهو مذهبه في هذه الآية .. وذهب الجمهور من المفسرين إلى أن المراد أنه رأى ربه سبحانه وتعالى. انتهى.

ويلاحظ أنه نسب القول بالرؤية بالعين إلى جمهور المفسرين ، وهم نوعاً مفسروا العهد الاَموي من تلامذة كعب الاَحبار وجماعته أو من الرواة عنهم! ولكنه عاد ونسبها إلى أكثر العلماء ، فقال في هامش الساري ج ٢ ص ٩٢ :

الراجح عند أكثر العلماء أن رسول الله ( ص ) رأى ربه يعني بعيني رأسه ليلة الاِسراء. انتهى. وهذا إن صحّ فهو يعني أن أكثرية علماء إخواننا قلدوا المفسرين من تلاميذ كعب وأعرضوا عن الاَحاديث الصحيحة المعارضة لها.

ـ روى أحمد في مسنده ج ٤ ص ٦٦ وج ٥ ص ٣٧٨ وفي ج ١ ص ٣٦٨ :

عن أبي قلابة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أتاني ربي عز وجل الليلة في أحسن صورة أحسبه يعني في النوم فقال يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الاَعلى؟ قال قلت لا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو قال نحري ، فعلمت ما في السموات وما في الاَرض ، ثم قال يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الاَعلى؟ قال قلت نعم يختصمون في الكفارات والدرجات ، قال وما الكفارات والدرجات؟ قال المكث في المساجد والمشي على الاَقدام إلى الجمعات وابلاغ الوضوء في المكاره ، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه! وقال : يا محمد أصليت اللهم إني أسألك الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة أن تقبضني إليك غير مفتون ، قال والدرجات : قل إذا بذل الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام.

٣٣٣

ـ ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج ٧ ص ١٧٦ ـ ١٧٨ بعدة روايات ، وقال عن رواية ابن عايش : رواه أحمد ورجاله ثقات. وقال : عن ربيع بن أنس أن النبي ( ص ) قال رأيت ربي .... قال أحمد بن حنبل : أنا أقول بحديث ابن عباس بعينه ، رآه رآه حتى انقطع نفس أحمد.

ـ وروى الترمذي في سننه ج ٥ ص ٤٤ وقال :

وقد ذكروا بين أبي قلابة وبين ابن عباس في هذا الحديث رجلاً وقد رواه قتادة عن أبي قلابة ، عن خالد بن اللجلاج ، عن ابن عباس.

ورواه في ٢ ص ٤٥ وص ٤٦ بروايتين أيضاً وقال : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ، قال : وفي الباب عن معاذ بن جبل وعبدالرحمن بن عائش ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ـ وقال النويري في نهاية الاِرب ج ٨ جزء ١٦ ص ٢٩٥ :

عن ربيع بن أنس أن النبي ( ص ) قال رأيت ربي .... ثم ذكر قول أحمد : أنا أقول بحديث بن عباس بعينه رآه رآه ، حتى انقطع نفس أحمد.

ـ وقال السهيلي في الروض الاَنف ج ٢ ص ١٥٦ وقال : سئل ابن حنبل عن الرؤية قال : رآه رآه رآه حتى انقطع صوته.

ورواه أيضاً عن أبي هريرة وابن عباس .... وروى : رأى ربه في أحسن صورة ووضع يديه بين كتفيه حتى وجد بردها بين ثدييه.

ـ وقال الذهبي في تاريخ الاِسلام ج ١ ص ٢٥٧

وأما الروايات عن ابن مسعود فإنما فيها تفسير ما في النجم ، وليس في قوله ما يدل على نفي الرؤية لله.

ـ تاريخ الاِسلام للذهبي ج ١٦ ص ٤٢٩

عن نعيم عن .... أم الطفيل أنها سمعت النبي ( ص ) يقول رأيت ربي في أحسن صورة ، شاباً ، موقراً ، رجلاه في مخصر ، عليه نعلان من ذهب.

٣٣٤

ـ وقال السيوطي في الدر المنثور ج ٣ ص ٢٤

وأخرج أحمد وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الاَسماء والصفات عن عبدالرحمن بن عائش الحضرمي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : رأيت ربي في أحسن صورة....

ـ وقال الذهبي في ميزان الاِعتدال ج ١ ص ٥٩٣

إبراهيم زبن أبي سويد ، وأسود بن عامر ، حدثنا حماد ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً : رأيت ربي جعداً أمرد ، عليه حلة خضراء.

وقال ابن عدي : حدثنا عبدالله بن عبدالحميد الواسطي ، حدثنا النضر بن سلمة شاذان ، حدثنا الاَسود بن عامر ، عن حماد ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن محمداً رأى ربه في صورة شاب أمرد ، دونه ستر من لؤلؤ ، قدميه أو رجليه في خضرة.

وحدثنا ابن أبي سفيان الموصلي وابن شهريار قالا : حدثنا محمد بن رزق الله بن موسى ، حدثنا الاَسود بنحوه. وقال عفان : حدثنا عبدالصمد بن كيسان ، حدثنا حماد ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رأيت ربي.

وقال أبوبكر بن أبي داود : حدثنا الحسن بن يحيى بن كثير ، حدثنا أبي ، حدثنا حماد بنحوه ، فهذا من أنكر ما أتى به حماد بن سلمة ، وهذه الرؤية رؤية منام إن صحت. قال المرودي قلت لاَحمد : يقولون لم يسمع قتادة عن عكرمة! فغضب وأخرج كتابه بسماع قتادة عن عكرمة في ستة أحاديث. ورواه الحكم بن أبان ، عن زيرك ، عن عكرمة. وهو غريب جداً. انتهى. وروى نحوه الدارمي في سننه ج ٢ ص ١٢٦ والبغوي في مصابيحه ج ١ ص ٢٩٠ والسهيلي في الروض الاَنف ج ١ ص ٢٦٨ وابن الاَثير في أُسد الغابة ج ٣ ص ٤٦٥ وج ٧ ص ٣٥٦ ورواه الهندي في كنز العمال ج ١٥ ص ٨٩٧ ـ ٥٩٨ وفي ج ١٦ ص ٢٤٥ ـ ٢٤٧ بروايات متعددة وقال في مصادره ( عب ، حم وعبد بن حميد ، ت عن ابن عباس ) ( ت ، ك عن معاذ ) ( كر ) ( ابن مندة ، والبغوي ، ق ، كر ). والنويري في نهاية الاِرب ج ٨ جزء ١٦ ص ٢٩٥ والمنذري في الترغيب والترهيب ج ١ ص ٢٦٢

٣٣٥

ـ وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج ٦ ص ٢٠٤

عبدالرحمن بن عائش الحضرمي ، روي عنه حديث : رأيت ربي في أحسن صورة.

ـ الاَحاديث القدسية من الصحاح ج ١ ص ١٥٨

ـ حديث : أتاني ربي في أحسن صورة ، أخرجه الترمذي عن ابن عباس : إن الله وضع يده على كتف رسول الله ( ص ) حتى وجد رسول الله بردها بين ثدييه أو قال في خدي. وروى نحوه أيضاً في ج ٢ ص ٤٤ والقسطلاني في إرشاد الساري ج ٧ ص ٣٢٠ وص ٣٥٩

ـ وقال أبو الشيخ في طبقات المحدثين ج ٢ ص ٤٣٢

عن عبدالله بن عباس أن رسول الله ( ص ) خرج يوماً على أصحابه مستبشراً .. فقال لهم : إن ربي أتاني الليلة في أحسن صورة .... فوضع يده على كتفي فوجدت بردها بين ثديي .. الخ.

ـ وقال في ج ١ ص ١٢٩

عن عبدالرحمن بن المبارك بن فضالة عن أبيه : كان الحسن يحلف بالله أن محمداً ( ص ) قد رأى ربه تبارك وتعالى.

ـ وقال الطبري في تفسيره ج ٧ ص ١٦٢

خالد الحلاج ، قال سمعت عبدالرحمن بن عياش ، يقول صلى بنا رسول الله ( ص ) ذات غداة فقال له قائل : ما رأيت أسعد منك الغداة ، قال : ومالي وقد أتاني ربي في أحسن صورة فقال : فيم يختصم الملأ الاَعلى يا محمد؟ قلت أنت أعلم ، فوضع يده على كتفي فعلمت ما في السموات والاَرض .... الخ.

ـ وقال الدميري في حياة الحيوان ج ٢ ص ٣٥٩

من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس ، فخرج سريعاً فَثَوَّبَ بالصلاة فصلى وتجوز في صلاته .... ثم انفتل إلينا فقال : أما إني سأحدثكم ما

٣٣٦

حبسني عنكم الغداة : إني قمت من الليل فتوضأت وصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استثقلت ، فإذا أنا بربي تعالى في أحسن صورة! فقال يا محمد .... فيم يختصم الملاَ الاَعلى .... الخ.

ـ وقال السيوطي في الدر المنثور ج ٥ ص ٣١٩

أخرج عبدالرزاق وأحمد وعبد ابن حميد والترمذي وحسنه ومحمد بن نصر ... الخ.

وأخرج الترمذي وصححه ومحمد بن نصر والطبراني والحاكم وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه .... الخ.

وأخرج الطبراني في السنة وابن مردويه عن جابر بن سمرة رضي الله عنه .... عن أبي هريرة رضي الله عنه ...

وأخرج الطبراني في السنة والشيرازي في الاَلقاب ....

وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ....

وأخرج ابن نصر والطبراني وابن مردويه عن أبي أمامة ....

وأخرج الطبراني في السنة والخطيب عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ....

وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة والطبراني في السنة عن عبدالرحمن بن عابس الحضرمي رضي الله عنه ....

ـ وقال السيوطي في الدر المنثور ج ٦ ص ١٢٤

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال قال صلى الله عليه وسلم رأيت ربي في أحسن صورة فقال لي : يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الاَعلى؟ فقلت لا يا رب ، فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فعلمت ما في السماء والاَرض ، فقلت يا رب في الدرجات والكفارات ونقل الاَقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فقلت يا رب إنك اتخذت ابراهيم خليلاً وكلمت موسى تكليماً وفعلت وفعلت فقال : ألم أشرح لك صدرك ألم أضع عنك وزرك ألم أفعل بك ألم أفعل ،

٣٣٧

فأفضى إليَّ بأشياء لم يؤذن لي أن أحدثكموها فذلك قوله : ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى. فجعل نور بصري في فؤادي فنظرت إليه بفؤادي. انتهى.

ـ قال الذهبي في سيره ج ٢ ص ١٦٦

ولم يأتنا نص جلي بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الله تعالى بعينيه. وهذه المسألة مما يسع المرء المسلم في دينه السكوت عنها ، فأما رؤية المنام فجاءت من وجوه متعددة مستفيضة ، وأما رؤية الله عياناً في الآخرة فأمر متيقن تواترت به النصوص. جمع أحاديثها الدارقطني والبيهقي وغيرهما.

ـ وقال السيوطي في الدر المنثور ج ٦ ص ١٢٣

وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن الشعبي قال : لقي ابن عباس كعباً بعرفة ، فسأله عن شيء فكبر حتى جاوبته الجبال فقال ابن عباس إنا بنو هاشم نزعم أو نقول إن محمداً قد رأى ربه مرتين ، فقال كعب : إن الله قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد عليهما‌السلامفرأى محمد ربه مرتين وكلم موسى مرتين.

قال مسروق فدخلت على عائشة فقلت هل رأى محمد ربه؟ فقالت لقد تكلمت بشيء قَفَّ له شعري ، قلت رويداً ، ثم قرأت لقد رأى من آيات ربه الكبرى ، قالت أين يذهب بك! إنما هو جبريل. من أخبرك أن محمداً رأى ربه أو كتم شيئاً مما أمر به أو يعلم الخمس التي قال الله إن الله عنده علم الساعة الآية ، فقد أعظم الفرية ، ولكنه رأى جبريل لم يره في صورته إلا مرتين ، مرة عند سدرة المنتهى ، ومرة عند جياد له ستمائة جناح قد سد الاَفق.

ـ وروى الطبري في تفسيره ج ٩ ص ٣٤ ما يوهم قرب النبي المادي من الله تعالى في الاِسراء ، قال : عن عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع في قوله : وقربناه نجيا ، قال : من لقي أصحاب النبي أنه قرب للرب حتى سمع صريف القلم من الشوق إليه. انتهى.

٣٣٨

ـ وروى النويري في نهاية الاِرب ج ٨ جزء ١٦ ص ٢٩٨

قال جعفر بن محمد .... والدنو من الله لا حد له ، ومن العباد بالحدود. انتهى. ويقصد بجعفر الاِمام جعفر الصادق عليه‌السلام.

والملاحظات على هذه الروايات كثيرة : منها تعارض نصوصها ، واضطرابها ، وأن سؤال الله تعالى لنبيه عن اختصام الملأ الأعلى غير مفهوم ، بل غير منطقي! وكذا تأخر النبي عن صلاة الصبح ، وطريقة تحديثه المسلمين بالقصة ، ثم شباهة متونها بأحاديث اليهود مثل قوله ( فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فعلمت ما في السماء والاَرض ). هذا مضافاً إلى أن بعضها خلط بين القصة المزعومة وبين روايات المعراج وآياته ، والمعراج كان في مكة ، وهذه القصة المزعومة في المدينة.

كل ذلك ، وغيره ، يوجب الشك في هذه الرواية والتريث في الحكم بصحتها ، خاصة أن بعضها اشتمل على التناقض كرواية الطبري التي يذكر في أولها أنه رآه في أحسن صورة ، وفي آخرها أنه رآه بفؤاده!

وبعضها روي عن صاحبها ما يناقضها كرواية ابن عباس ، وقد شهد ابن قيم أن روايتي الرؤية بالعين وضدها كلتاهما صحتا عن ابن عباس ، فلابد أن تكون إحداهما مكذوبة! قال في زاد المعاد ج ٣ ص ٢٩ ـ ٣٠ : واختلف الصحابة رضي الله عنهم ، هل رأى ربه تلك الليلة أم لا؟ فصح عن ابن عباس أنه رأى ربه وصح عنه أنه قال : رآه بفؤاده. انتهى.

وقد علق على ذلك ناشر الكتاب الشيخ عبد القادر عرفان فقال في هامشه : لم أقف على هذه الرواية في الصحيح ، بل الذي صح عن ابن عباس رضي الله عنه ما جاء عند مسلم في الاِيمان ١٧٦ ـ ٢٨٥ في قوله تعالى : ما كذب الفؤاد ما رأى ، وقوله تعالى : ولقد رأه نزلة أخرى ، قال رآه بفؤاده مرتين. وأخرجه الترمذي في التفسير ٣٢٨٠.

ثم قال ابن قيم : وصح عن عائشة وابن مسعود إنكار ذلك وقالا إن قوله : ولقد رآه

٣٣٩

نزلة أخرى عند سدرة المنتهى ، إنما هو جبريل. وصح عن أبي ذر أنه سأله هل رأيت ربك فقال صلى الله عليه وسلم : نور ، أنى أراه! أي : حال بيني وبين رؤيته النور ، كما قال في لفظ آخر : رأيت نوراً. وقد حكى عثمان بن سعيد الدارمي اتفاق الصحابة على أنه لم يره.

ثم قال ابن قيم : قال شيخ الاِسلام ابن تيمية ... وقد صح عنه أنه قال : رأيت ربي تبارك وتعالى ولكن لم يكن هذا في الاِسراء ، ولكن كان في المدينة لما احتبس عنهم في صلاة الصبح ، ثم أخبرهم عن رؤية ربه تبارك وتعالى تلك الليلة في منامه ، وعلى هذا بنى الاِمام أحمد رحمه‌الله وقال : نعم رآه حقاً ، فإن رؤيا الاَنبياء حق ولا بد ، ولكن لم يقل أحمد رحمه‌الله : إنه رآه بعيني رأسه يقظة ، ومن حكى عنه ذلك فقد وهم عليه ، ولكن قال مرة رآه ، ومرة قال رآه بفؤاده ، فحكيت عنه روايتان ، وحكيت عنه الثالثة من تصرف بعض أصحابه : أنه رآه بعيني رأسه ، وهذه نصوص أحمد موجودة ، ليس فيها ذلك. انتهى.

راجع ما تقدم في أول الباب من أن جمهور الصحابة كانوا يوافقون عائشة على نفي الرؤية بالعين.

وجهل بعضهم فنسب الدنو والتدلي إلى الله تعالى!

ـ تاريخ الاِسلام للذهبي ج ١ ص ٢٦٧

وقال سليمان بن بلال .. وذكر حديث الاِسراء وفيه ثم عرج به محمد ( ص ) إلى السماء السابعة ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله حتى جاء إلى سدرة المنتهى ، ودنا الجبار رب العزة فتدلى ....

ـ تفسير الطبري ج ١٢ ص ١٤

عبد الله بن عمر ، قال سمعت نبي الله ( ص ) يقول يدنو المؤمن من ربه حتى يضع عليه كتفه!

٣٤٠