بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٢٨
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

فقال لها : (١) اقتحمي ، قال : فاقتحمت النار ، وهم أصحاب الاخدود. (٢)

أقول : قال الطبرسي رحمه الله : روى مسلم في الصحيح ، (٣) عن هدية بن (٤) خالد ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، (٥) عن صهيب ، عن رسول الله (ص) قال : كان ملك فيمن كان قبلكم له ساحر ، (٦) فلما مرض الساحر قال : إني قد حضر أجلي فادفع إلي غلاما أعلمه السحر ، فدفع إليه غلاما ، وكان يختلف إليه ، وبين الساحر والملك راهب ، فمر الغلام بالراهب فأعجبه كلامه وأمره ، فكان يطيل عنده القعود فإذا أبطأ عن الساحر ضربه ، وإذا أبطأ عن أهله ضربوه ، فشكا ذلك إلى الراهب فقال : يا بني إذا استبطأك الساحر فقل : حبسني أهلي ، وإذا استبطأك أهلك فقل : حبسني الساحر ، فبينما هو ذات يوم إذا بالناس قد غشيتهم (٧) دابة عظيمة فظيعة ، فقال : اليوم أعلم أمر الساحر أفضل أم أمر الراهب ، فأخذ حجرا فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك فاقتل هذه الدابة ، فرمى فقتلها ومضى الناس فأخبر بذلك الراهب فقال : أي بني إنك ستبتلى فإذا ابتليت فلا تدل علي.

قال : وجعل يداوي الناس فيبرئ الاكمه والابرص ، فبينما هو كذلك إذ عمى

__________________

(١) في المصدر : فقال لها صبيها.

(٢) محاسن البرقي : ٢٤٩ و ٢٥.

(٣) راجع صحيح مسلم ٨ : ٢٢٩ من طبعة محمد علي صبيح. أخرج الطبرسي مختصره ومعناه.

(٤) هكذا في النسخ وفي مجمع البيان ، وفيه تصحيف ، صوابه : هدبة بضم الهاء وسكون الدال بعدها الباء الموحدة ويقال له أيضا هداب بفتح الهاء وتثقيل الدال وهو الموجود في صحيح مسلم ، قال المقدسي في الجمع بين رجال الصحيحين ج ٢ س ٥٥٦ : هدبة بن خالد بن الاسود ابن هدبة أبوخالد القيسي البصري أخو امية ويقال : هداب ، سمع هما ما عندهما وحماد بن سلمة وسليمان بن المغيرة عند مسلم ، روى عنه البخاري ومسلم ، مات سنة ست أو سبع أو ثمان ، و قيل : خمس وثلاثين ومأتين. وترجمه أيضا ابن حجر في التقريب : ٥٣١ وقال نحو ذلك.

(٥) في مجمع البيان : ثابت بن عبدالرحمن بن أبي ليلى وفيه تصحيف ، والصواب ثابت ، عن عبدالرحمن ، والظاهر أن ثابت هذا هو البناني ، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب والمقدسي في الجمع بين رجال الصحيحين في ترجمة حماد بن سلمة : روى عن ثابت البناني.

(٦) في صحيح مسلم : وكان له ساحر فلما كبر قال للملك : اني قد كبرت فابعث إلي غلاما.

(٧) في نسخة : قد حبستهم.

٤٤١

جليس للملك ، فأتاه وحمل إليه مالا كثيرا فقال : اشفني ولك ما ههنا ، فقال : إني لا أشفي أحدا ، ولكن يشفي الله ، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك. قال : فآمن فدعا الله له فشفاه ، فذهب فجلس إلى الملك فقال : يافلان من شفاك؟ قال : ربي ، قال : أنا؟ قال : لا ربي وربك الله ، قال : أو أن لك ربا غيري؟ قال : نعم ربي وربك الله ، فأخذه فلم يزل به (١) حتى دله على الغلام ، فبعث إلى الغلام فقال : لقد بلغ من أمرك أن تشفي الاكمه والابرص؟ قال : ما أشفي أحدا ، ولكن ربي يشفي ، قال : أو أن لك ربا غيري؟ قال نعم ربي وربك الله ، فأخذه فلم يزل به حتى دله على الراهب فوضع المنشار عليه فنشره حتى وقع شقين ، (٢) وقال للغلام : ارجع عن دينك ، فأبى فأرسل معه نفرا فقال : اصعدوا به جبل كذا وكذا ، فإن رجع عن دينه وإلا فدهدهوه منه ، (٣) قال : فعلوا به الجبل فقال : اللهم اكفنيهم بم شئت ، قال : فرجف بهم الجبل فتدهدهوا أجمعون وجاء إلى الملك فقال : ماصنع أصحابك؟ قال : كفانيهم الله ، فأرسل به مرة أخرى ، قال : انطلقوا به فلججوه (٤) في البحر ، فإن رجع وإلا فغرقوه ، فانطلقوا به في قرقور (٥) فلما توسطوا به البحر قال : اللهم اكفنيهم بما شئت ، قال فانكفأت (٦) بهم السفينة ، وجاء حتى قام بين يدي الملك ، فقال : ماصنع أصحابك؟ قال : كفانيهم الله ، ثم قال : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به : اجمع الناس ثم اصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضعه على كبد القوس ثم قل : باسم رب الغلام ، فإنك ستقتلني ، قال : فجمع الناس وصلبه ، ثم أخذ سهما من كنانته فوضعه على كبد القوس وقال : باسم رب الغلام ، ورمى فوقع السهم في صدغه ومات ، فقال الناس : آمنا برب الغلام ، فقيل له :

__________________

(١) في هامش المطبوع : وفي رواية « فلم يزل يعذبه » في الموضعين. قلت : هو الموجود في صحيح مسلم.

(٢) في نسخة وفي الصحيح : حتى وقع شقاه.

(٣) أي فدحرجوه منه.

(٤) لعل الصحيح : فلججوا في البحر من لجج القوم : ركبوا اللجة.

(٥) القرقور بالضم : السفينة الطويلة.

(٦) أي فانقلبت.

٤٤٢

أرأيت ما كنت تخاف قد نزل والله بك ، آمن الناس ، فأمر بالاخدود فخددت على أفواه السكك ، ثم أضرمها نارا فقال : من رجع عن دينه فدعوه ومن أبى فاقحموه فيها ، فجعلوا يقتحمونها ، وجاءت امرأة بابن لها فقال لها : يا أمة اصبري فإنك على الحق. (١)

وقال ابن المسيب : كنا عند عمر بن الخطاب إذ ورد عليه أنهم احتفروا فوجدوا ذلك الغلام وهو واضع يده على صدغه ، فكلما مدت يده عادت إلى صدغه ، فكتب عمر : واروه حيث وجدتموه.

وروى سعيد بن جبير قال : لما انهزم أهل اسفندهان قال عمر بن الخطاب : ماهم بيهود ولا نصارى ، ولا لهم كتاب وكانوا مجوسا ، فقال علي بن أبي طالب (ع) : بلى قد كان لهم كتاب ولكنه رفع ، وذلك أن ملكا لهم سكر فوقع على ابنته أو قال : على أخته فلما أفاق قال لها : كيف المخرج مما وقعت فيه؟ قالت : تجمع أهل مملكتك و تخبرهم أنك ترى نكاح البنات وتأمرهم أن يحلوه ، فجمعهم فأخبرهم ، فأبوا أن يتابعوه فخد لهم أخدودا في الارض وأوقد فيه النيران وعرضهم عليها ، فمن أبى قبول ذلك قذفه في النار ، ومن أجاب خلى سبيله.

وقال الحسن : كان النبي (ص) إذا ذكر عنده أصحاب الاخدود تعوذ بالله من جهد البلاء.

وروى العياشي بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أرسل علي عليه‌السلام إلى أسقف نجران يسأله عن أصحاب الاخدود فأخبره بشئ ، فقال علي عليه‌السلام : ليس كما ذكرت ، ولكن سأخبرك عنهم ، إن الله بعث رجلا حبشيا نبيا وهم حبشية فكذبوه فقاتلهم فقتلوا أصحابه وأسروه وأسروا أصحابه ، ثم بنوا له حيرا ، (٢) ثم ملؤوه نارا ، ثم جمعوا الناس فقالوا : من كان على ديننا وأمرنا فليعتزل ، ومن كان على دين هؤلاء فليرم نفسه في النار معه ، فجعل أصحابه يتهافتون في النار ، فجاءت امرأة معها صبي لها ابن شهر ، فلما هجمت على النار هابت ورقت على ابنها ، فناداها الصبي : لاتهابي وارمي بي وبنفسك

__________________

(١) إلى هنا تم الخبر في صحيح مسلم وفيه اختلافات كثيرة راجعه.

(٢) الحير : الحظيرة. والموضع الذي يتحير فيه الماء.

٤٤٣

في النار فإن هذا والله في الله قليل ، فرمت بنفسها في النار وصبيها وكان ممن تكلم في المهد.

وبإسناده عن ميثم التمار قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام وذكر أصحاب الاخدود فقال : كانوا عشرة ، وعلى مثالهم عشرة يقتلون في هذا السوق.

وقال مقاتل : كان أصحاب الاخدود ثلاثة : واحد منهم بنجران ، والآخر بالشام ، والآخر بفارس ، حرقوا بالنار ، أما الذي بالشام فهو أنطياخوس الرومي ، وأما الذي بفارس فهو بخت نصر ، وأما الذي بأرض العرب فهو يوسف بن ذي نواس ، فأما ماكان (١) بفارس والشام فلم ينزل الله تعالى فيهما قرآنا ، وأنزل في الذي كان بنجران ، وذلك أن رجلين مسلمين ممن يقرؤون الانجيل أحدهما بأرض تهامة والآخر بنجران اليمن آجر أحدهما نفسه في عمل يعمله ، وجعل يقرء الانجيل ، فرأت ابنة المستأجر النور يضئ من قراءة الانجيل ، فذكرت ذلك لابيها فرمق (٢) حتى رآه ، فسأله فلم يخبره ، فلم يزل به حتى أخبره بالدين والاسلام فتابعه مع سبعة وثمانين إنسانا من رجل وامرأة ، وهذا بعد مارفع عيسى عليه‌السلام إلى السماء فسمع يوسف بن ذي نواس بن سراحيل بن (٣) تبع الحميري فخد لهم في الارض ، وأوقد فيها ، فعرضهم على الكفر فمن أبى قذفه في النار ، ومن رجع عن دين عيسى عليه‌السلام لم يقذف فيها ، وإذا امرأة جاءت ومعها ولد صغير لا يتكلم ، فلما قامت على شفير الخندق نظرت إلى ابنها فرجعت ، فقال لها : يا أماه إني أرى أمامك نارا لا تطفأ ، فلما سمعت من ابنها ذلك قذفا في النار ، فجعلها الله وابنها في الجنة ، و قذف في النار سبعة وسبعون. (٤)

قال ابن عباس : من أبى أن يقع في النار ضرب بالسياط ، فأدخل (٥) أرواحهم إلى الجنة قبل أن تصل أجسامهم إلى النار. (٦)

__________________

(١) الصواب كما في المصدر : فاما من كان.

(٢) رمقه : لحظه لحظا خفيفا. أطال النظر اليه.

(٣) في المصدر : « شراحيل » وهو الصحيح.

(٤) في المصدر : سبعة وسبعون انسانا.

(٥) في المصدر : فأدخل الله أرواحهم في الجنة.

(٦) مجمع البيان ١٠ : ٤٦٤ ٤٦٦.

٤٤٤

( باب ٢٩ )

* ( قصة جرجيس عليه السلام ) *

١ ـ ص : الصدوق ، عن جعفر بن محمد بن شاذان ، عن أبيه ، عن الفضل ، عن محمد بن زياد ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رض‌الله‌عنه قال : بعث الله جرجيس (ع) إلى ملك بالشام يقال له : داذانة (١) يعبد صنما ، فقال له : أيها الملك اقبل نصيحتي ، لاينبغي للخلق أن يعبدوا غير الله تعالى ، ولا يرغبوا إلا إليه ، فقال له الملك : من أي أرض أنت؟ قال : من الروم قاطنين بفلسطين ، فأمر بحبسه ، ثم مشط جسده بأمشاط من حديد حتى تساقط لحمه ونضح جسده بالخل ، (٢) ودلكه بالمسوح الخشنة ، ثم أمر بمكاوي (٣) من حديد تحمى فيكوى بها جسده ، ولما لم يقتل أمر بأوتاد من حديد فضربوها في فخذيه وركبتيه وتحت قدميه ، فلما رأى أن ذلك لم يقتله أمر بأوتاد طوال من حديد فوقذت (٤) في رأسه فسال منها دماغه ، وأمر بالرصاص فأذيب و صب على أثر ذلك ، ثم أمر بسارية (٥) من حجارة كانت في السجن لم ينقلها إلا ثمانية عشر رجلا فوضعت على بطنه ، فلما أظلم الليل وتفرق عنه الناس رآه أهل السجن وقد جاءه ملك فقال له : يا جرجيس إن الله تعالى جلت عظمته يقول : اصبر وابشر ولاتخف ، إن

__________________

(١) في الكامل : دازانة. وفي العرائس : راذانة.

(٢) أي بل جسده بالخل. وفي المطبوع « نزح » وهو مصحف.

(٣) المكاوى جمع المكواة : حديدة يكوى بها.

(٤) هكذا في النسخ ، وقذه بمعنى ضربه شديدا حتى أشرف على الموت لكنه لايناسب المقام ، وفي الكامل والعرائس : فسمر بها رأسه. ولعله أوفق ، يقال : سمر العين أي فقأها بمسامير محماة.

(٥) السارية : الاسطوانة ، وعند الملاحين : العمود الذي ينصب في وسط السفينة لتعليق القلوع به. والاول هو المراد هنا.

٤٤٥

الله معك يخلصك ، وإنهم يقتلونك أربع مرات في كل ذلك أرفع عنك الالم والاذى.

فلما أصبح الملك دعاه فجلده بالسياط على الظهر والبطن ، ثم رده إلى السجن ، ثم كتب إلى أهل مملكته أن يبعثوا إليه بكل ساحر ، فبعثوا بساحر استعمل كل ماقدر عليه من السحر فلم يعمل فيه ، ثم عمل إلى سم فسقاه فقال جرجيس : « بسم الله الذي يضل عند صدقه كذب الفجرة وسحر السحرة » فلم يضره ، فقال الساحر : لو أني سقيت بهذا أهل الارض لنزعت قواهم ، وشوهت خلقهم ، وعميت أبصارهم ، فأنت يا جرجيس النور المضئ ، والسراج المنير ، والحق اليقين ، أشهد أن إلهك حق ، ومادونه باطل ، آمنت به وصدقت رسله ، وإليه أتوب بما فعلت ، فقتله الملك. ثم أعاد جرجيس عليه‌السلام إلى السجن وعذبه بألوان العذاب ، ثم قطعه أقطاعا ، وألقاها في جب ، (١) ثم خلا الملك الملعون و أصحابه على طعام له وشراب فأمر الله تعالى جل وعلا أعصارا أنشأت سحابة سوداء وجاءت بالصواعق ورجفت الارض وتزلزلت الجبال حتى أشفقوا أن يكون هلاكهم ، وأمر الله ميكائيل فقام على رأس الجب وقال : قم يا جرجيس بقوة الله الذي خلقك فسواك ، فقام جرجيس حيا سويا وأخرجه من الجب ، وقال : اصبر وابشر ، فانطلق جرجيس حتى قام بين يدي الملك وقال : بعثني الله ليحتج بي عليكم ، فقام صاحب الشرطة وقال : آمنت بإلهك الذي بعثك بعد موتك ، وشهدت أنه الحق ، وجميع الآلهة دونه باطل ، واتبعه أربعة آلاف آمنوا وصدقوا جرجيس عليه‌السلام فقتلهم الملك جميعا بالسيف ، ثم أمر بلوح من نحاس أوقد عليه النار حتى احمر فبسط عليه جرجيس ، وأمر بالرصاص فأذيب وصب في فيه ، ثم ضرب الاوتاد في عينيه ورأسه ، ثم ينزع ويفرغ بالرصاص مكانه ، فلما رأى أن

__________________

(١) لم يذكر الثعلبي وابن الاثير هذا بل ذكرا أن رجلا صنع صورة ثور مجوف ثم حشاها نفطا ورصاصا وكبريتا وزرنيخا وأدخل جرجيس في وسطها ، ثم أوقد تحت الصورة النار حتى التهب وذاب كل شئ فيها واختلط ومات جرجيس في جوفها ، فلما مات أرسل الله ريحا عاصفا فملاءت السماء سحابا أسود فيه رعد وبرق وصواعق ، وأرسل الله أعصارا ملاءت بلادهم عجاجا وقتاما حتى اسود ما بين السماء والارض ، فمكثوا اياما متحيرين في تلك الظلمة لايفصلون بين الليل والنهار ، وأرسل الله ميكائيل فاحتمل الصورة التي فيها جرجيس حتى إذا أقلها ضرب بها الارض ففزع من روعها أهل الشام فخروا لوجوههم صاعقين وانكسرت الصورة فخرج منها جرجيس حيا. انتهى.

٤٤٦

ذلك لم يقتله فأوقد عليه النار حتى مات وأمر برماده فذر في الرياح ، فأمر الله تعالى رياح الارضين في الليلة فجمعت رماده في مكان ، فأمر ميكائيل فنادى جرجيس فقام حيا سويا بإذن الله ، فانطلق جرجيس إلى الملك وهو في أصحابه ، فقام رجل وقال : إن تحتنا أربعة عشر منبرا ومائدة بين أيدينا وهي من عيدان شتى ، منها مايثمر ومنها ما لايثمر ، فسل ربك أن يلبس كل شجرة منها لحاها ، وينبت فيها ورقها وثمرها ، فإن فعل ذلك فإني أصدقك ، فوضع جرجيس ركبتيه على الارض ودعا ربه تعالى عظم شأنه فما برح مكانه حتى أثمر كل عود فيها ثمرة ، فأمر به الملك فمد بين الخشبتين ووضع المنشار على رأسه فنشر حتى سقط المنشار من تحت رجليه ثم أمر بقدر عظيمة فألقي فيها زفت وكبريت ورصاص وألقي فيها جسد جرجيس فطبخ حتى اختلط ذلك كله جميعا ، فأظلمت الارض لذلك ، و بعث الله إسرافيل فصاح صيحة خر منها الناس لوجوههم ، ثم قلب إسرافيل القدر فقال : قم يا جرجيس بإذن الله ، فقام حيا سويا بقدرة الله ، وانطلق جرجيس إلى الملك ، ولما رأى الناس عجبوا منه فجاءته امرأة وقالت : أيها العبد الصالح كان لنا ثور نعيش به فمات ، فقال لها جرجيس : خذي عصاي هذه فضعيها على ثورك وقولي : إن جرجيس يقول : قم بإذن الله ، ففعلت فقام حيا فآمنت بالله. فقال الملك : إن تركت هذا الساحر أهلك قومي فاجتمعوا كلهم أن يقتلوه ، فأمر به أن يخرج ويقتل بالسيف ، فقال جرجيس عليه‌السلام لما أخرج : لا تعجلوا علي ، فقال : اللهم إن أهلكت أنت عبدة الاوثان أسألك أن تجعل اسمي وذكري صبرا لمن يتقرب إليك عند كل هول وبلاء ، ثم ضربوا عنقه فمات ، ثم أسرعوا إلى القرية فهلكوا كلهم. (١)

أقول : هذه القصة مذكورة في التواريخ أطول من ذلك تركنا إيرادها لعدم الاعتماد على سندها. (٢)

__________________

(١) قصص الانبياء مخطوط.

(٢) ذكرها الثعلبي مفصلا في العرائس : ٢٤٣ ٢٤٦ وابن الاثير في الكامل ١ : ٢١٤ ٢٢٩ ، والقصة كما ترى مروية من طرق العامة ، ولم يرد من أئمتنا فيها شئ ، وأمرها موكولة إلى الله انه هو العالم بالصواب.

٤٤٧

( باب ٣٠ )

* ( قصة خالد بن سنان العبسي عليه السلام ) *

١ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه وأحمد بن محمد الكوفي ، عن علي بن عمرو بن أعين (١) جميعا ، عن محسن بن أحمد بن معاذ ، عن أبان بن عثمان ، عن بشير النبال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : بينا رسول الله (ص) جالس إذ جاءته امرأة فرجب بها (٢) و أخذ بيدها وأقعدها ، ثم قال : ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان ، دعاهم فأبوا أن يؤمنوا وكانت نار يقال لها نار الحدثان ، تأتيهم كل سنة فتأكل بعضهم ، وكانت تخرج في وقت معلوم ، فقال لهم : إن رددتها عنكم تؤمنون؟ قالوا : نعم ، قال : فجاءت فاستقبلها بثوبه فردها ثم تبعها حتى دخلت كهفها ودخل معها ، وجلسوا على باب الكهف وهم يرون أن لا يخرج أبدا ، فخرج وهو يقول : هذا هذا ، وكل هذا من ذا ، زعمت بنو عبس أني لا أخرج وجبيني يندى ، ثم قال : تؤمنون بي؟ قالوا : لا ، قال : فإني ميت يوم كذا و كذا ، فإذا أنا مت فادفنوني فإنه سيجئ عانة من حمر يقدمها عير أبتر حتى يقف على قبري فانبشوني وسلوني عما شئتم ، فلما مات دفنوه ، وكان ذلك اليوم إذ جاءت العانة اجتمعوا وجاؤوا يريدون نبشه ، فقالوا : ما آمنتم به في حياته ، فكيف تؤمنون به بعد وفاته؟! ولئن نبشتموه ليكونن سبة عليكم ، فاتركوه فتركوه. (٣)

بيان : قال السيوطي في شرح شواهد المغني ناقلا عن العسكري (٤) في ذكر أقسام النار : نار الحرتين كانت في بلاد عبس تخرج من الارض فتؤذي من مر بها ، وهي التي دفنها خالد بن سنان النبي عليه‌السلام.

قال خليل : « كنار الحرتين لها زفير * تصم مسامع الرجل السميع » انتهى.

__________________

(١) في المصدر : علي بن عمرو بن أيمن.

(٢) رحب بها أي أحسن وفده ودعاه إلى الرحب وقال له : مرحبا.

(٣) روضة الكافي : ٣٤٢ و ٣٤٣.

(٤) هو أبوهلال الحسن بن عبدالله بن سهل العسكري المتوفى سنة ٣٩٥ صاحب التصانيف الممتعة.

٤٤٨

وقال القزويني في كتاب عجائب المخلوقات : نار الحرتين كانت ببلاد عبس ، و إذا كان الليل تسطع من الماء ، وكانت بنو طئ تنفس منها إبلها من مسيرة ثلاث ، وربما بدرت منها عنق فتأتي كل شئ يقربها فتحرقها ، وإذا كان النهار كانت دخانا ، فبعث الله تعالى خالد بن سنان العبسي وهو أول نبي من بني إسماعيل فاحتفر لها بئرا وأدخلها فيها ، وإن الناس ينظرون حتى غيبها. وقال الصفدي في شرح لامية العجم : قال بعضهم : النار عند العرب أربعة عشر نارا إلى أن قال : ونار الحرتين التي أطفأها الله بخالد ابن سنان العبسي ، احتفر لها بئرا ، ثم أدخلها فيها والناس يرونه ثم اقتحم فيها حتى غيبها وخرج منها انتهى. (١)

فظهر أنه كان « نار الحرتين » فصحف بما ترى. قوله : ( هذا هذا ) أي شأني وأمري هذا ( وكل هذا من ذا ) أي من الله تعالى. قوله : ( يندى ) كيرضى أي يبتل من العرق.

وروى صاحب الكامل (٢) هكذا : لادخلنها وهي تلظى ، ولاخرجن منها وبناني تندى. (٣)

والعانة : القطيع من حمر الوحش ، والعير الحمار الوحشي. والابتر : المقطوع الذنب. والسبة بالضم : العار ، أي نبش قبر نبيكم عار لكم ، أو عدم إيمانكم به مع ظهور تلك المعجزات عار لكم ، ويؤيد الاول ما رواه صاحب الكامل حيث قال : وكره

__________________

(١) وقال الجاحظ في كتاب الحيوان ١ : ٢١٧ بعد ذكر النيران وأقسامها : ونار اخرى وهي نار الحرتين ، وهي نار خالد بن سنان أحد بني مخزوم من بني قطيعة بن عبس ، ولم يكن في بني إسماعيل نبي قبله ، وهو الذي أطفأ الله به نار الحرتين ، وكانت حرة ببلاد بني عبس ، فاذا كان الليل فهي نار تسطع في السماء ، وكانت طئ تتبين بها إبلها من مسيرة ثلاث ، وربما بدرت منها العنق فتأتي كل شئ فتحرقه ، وإذا كان النهار فانما هي دخان يفور ، فبعث الله خالد بن سنان فاحتفر لها بئرا ثم أدخلها فيها والناس ينظرون ، ثم اقتحم فيها حتى غيبها إه.

(٢) الكامل ١ : ١٣١.

(٣) في الكامل : وهو يقول : بددا بددا كل هاد مؤد إلى الله الاعلى ، لادخلنها وهي تلظى ، ولاخرجن منها وثيابي تندى. وفي كتاب الحيوان : يقول : كذب ابن راعية المعز ، لاخرجن منها وجبتي تندل.

٤٤٩

ذلك بعض لهم وقالوا : نخاف إن نبشناه نسبنا العرب بأنا نبشنا ميتا لنا ، فتركوه. (١)

٢ ـ ص : الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن علي بن شجرة ، عن عمه ، عن بشير النبال ، عن الصادق عليه‌السلام قال : بينا رسول الله (ص) جالس إذا امرأة أقبلت تمشي حتى انتهت إليه فقال لها : مرحبا بابنة نبي ضيعه قومه أخي خالد ابن سنان العبسي ، ثم قال : إن خالدا دعا قومه فأبوا أن يجيبوه ، وكانت نار تخرج في كل يوم فتأكل ماتليها من مواشيهم وما أدركت لهم ، فقال لقومه : أرأيتم إن رددتها عنكم أتؤمنون بي وتصدقونني؟ قالوا : نعم ، فاستقبلها فردها بقوة حتى أدخلها غارا وهم ينظرون ، فدخل معها فمكث حتى طال ذلك عليهم ، فقالوا : إنا لنراها قد أكلته فخرج منها ، فقال : أتجيبونني وتؤمنون بي؟ قالوا : نار خرجت ودخلت لوقت ، فأبوا أن يجيبوه فقال لهم : إني ميت بعد كذا فإذا أنا مت فادفنوني ، ثم دعوني أياما فانبشوني ، ثم سلوني أخبركم بما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، فلما كان الوقت جاء ما قال فقال بعضهم : لم نصدقه حيا نصدقه ميتا؟ فتركوه ، وإنه كان بين النبي (ص) وعيسى عليه‌السلام ولم يكن بينهما فترة. (٢)

بيان : أي لم تكن فترة كاملة بحيث لايبعث نبي أصلا.

٣ ـ ك : ابن الوليد ، عن محمد بن الوليد الخزاز (٣) والسندي بن محمد معا ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان الاحمر ، عن بشير النبال ، عن أبي جعفر الباقر وأبي عبدالله الصادق (ع) قال : جاءت ابنة خالد بن سنان العبسي إلى رسول الله (ص) فقال لها : مرحبا يابنت أخي ، وصافحها وأدناها وبسط لها رداءه ، ثم أجلسها عليه إلى جنبه ، ثم قال : هذه ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان العبسي ، وكانت اسمها محياة ابنة خالد بن سنان. (٤)

__________________

(١) في كتاب الحيوان : وذهبوا ينبشونه اختلفوا فصاروا فرقتين ، وابنه عبدالله في الفرقة التي أبت أن تنبشه وهو يقول : اذا ادعى ابن المنبوش ، فتركوه.

(٢) قصص الانبياء مخطوط.

(٣) في المصدر : ابن الوليد ، عن سعد ، عن محمد بن الوليد الخزاز. وهو الصحيح.

(٤) كمال الدين : ٣٧٠ و ٣٧١.

٤٥٠

٤ ـ ج : قال الصادق (ع) في أسئلة الزنديق الذي سأله عن مسائل ، فكان فيما سأله : أخبرني عن المجوس هل بعث إليهم خالد بن سنان؟ قال عليه‌السلام : إن خالدا كان عربيا بدويا وما كان نبيا ، وإنما ذلك شئ يقوله الناس. (١)

بيان : الاخبار الدالة على نبوته أقوى وأكثر.

( باب ٣١ )

* ( ماورد بلفظ نبي من الانبياء وبعض نوادر أحوالهم ) *

* ( وأحوال اممهم وفيه ذكر نبي المجوس ) *

الايات ، آل عمران « ٣ » وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين * وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين * فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين ١٤٦ ١٤٨.

الانعام « ٦ » ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤن ١٠.

« وقال تعالى » : ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ماكذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ٣٤ « وقال تعالى » : ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء و الضراء لعلهم يتضرعون * فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ماكانوا يعملون * فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ٤٢ ٤٥ « وقال » : وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ١١٢.

__________________

(١) الاحتجاج : ١٨٩ والحديث طويل أخرجه في كتاب الاحتجاجات راجع ج ١٠ : ١٧٩ ، ويأتي قطعة منه أيضا في الباب الاتي تحت رقم ٢٦.

٤٥١

الاعراف « ٧ » وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون * فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين ٤ و ٥.

يونس « ١٠ » ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين ٢٣ « وقال تعالى » : ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لايظلمون ٤٧.

هود « ١١ » ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد * وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شئ لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب * وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ١٠٠ ١٠٢ « وقال تعالى » : فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الارض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين * وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ١١٦ و ١١٧.

الرعد « ١٣ » ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب ٣٢.

الاسراء « ١٧ » وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح ١٧.

مريم « ١٩ » وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورءيا ٧٤ « وقال تعالى » : وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا. ٩٨

طه « ٢٠ » أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لاولي النهى ١٢٨.

الانبياء « ٢١ » وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين * فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون * لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون * قالوا ياويلنا إنا كنا ظالمين * فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين ١١ ١٥ « وقال تعالى » : ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ماكانوا به يستهزؤن ٤١.

الحج « ٢٢ » وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير ٤٨.

٤٥٢

« وقال تعالى » : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم * ليجعل مايلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد ٥٢ ٥٤.

الشعراء « ٢٦ » وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون * ذكرى وما كنا ظالمين ١٠٨ و ١٠٩.

النمل « ٢٧ » قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ٦٩.

القصص « ٢٨ » وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين * وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ٥٨ و ٥٩.

التنزيل « ٣٢ » أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون ٢٦.

سبأ « ٣٤ » وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون * وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا ومانحن بمعذبين ٣٤ و ٣٥.

ص « ٣٨ » كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص ٣.

المؤمن « ٤٠ » أولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الارض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق * ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب ٢١ ٢٢.

الزخرف « ٤٣ » وكم أرسلنا من نبي في الاولين * وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزؤن * فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الاولين ٦ ٨ « وقال تعالى » : و كذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون * قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون * فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين ٢٣ ٢٥.

٤٥٣

ق « ٥٠ » وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص ٣٦.

الذاريات « ٥١ » كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون ٥٢.

التغابن « ٦٤ » ألم يأتكم نبؤ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم * ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد ٥ ٦.

١ ـ فس : « الربيون » الجموع الكثيرة ، والربة الواحدة : عشرة آلاف « فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله » من قتل نبيهم. « وإسرافنا في أمرنا » يعنون خطاياهم. (١)

« وكذلك جعلنا لكل نبي » يعني مابعث الله نبيا إلا وفي أمته « شياطين الانس والجن يوحي بعضهم إلى بعض » أي يقول بعضهم لبعض : لاتؤمنوا بزخرف القول غرورا فهذا وحي كذب. (٢)

قوله : « فجاءها بأسنا بياتا » أي عذابا بالليل « أو هم قائلون » يعني وقت القيلولة نصف النهار. (٣)

وقال البيضاوي : « منها قائم » أي باق كالزرع القائم « وحصيد » أي ومنها عافي الاثر كالزرع المحصود. (٤)

٢ ـ فس : « غير تتبيب » أي غير تخسير (٥) « فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم » أي طولت لهم الامل ثم أهلكتهم. (٦)

أقول : لعله : بيان لحاصل المعنى ، والاملاء : الامهال.

__________________

(١) تفسير القمي : ١٠٨ ١٠٩.

(٢) تفسير القمي : ٢٠١ ٢٠٢.

(٣) تفسير القمي : ٢١١.

(٤) تفسير البيضاوي ١ : ٥٧٧.

(٥) تفسير القمي : ٣١٤.

(٦) تفسير القمي : ٣٤٢.

٤٥٤

٣ ـ فس : قال علي بن إبراهيم في قوله : « هم أحسن أثاثا ورءيا » قال : عنى به الثياب والاكل والشرب ، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الاثاث : المتاع ، ورءيا : الجمال والمنظر الحسن. (١)

٤ ـ فس : « تسمع لهم ركزا » أي حسا ، حدثنا جعفر بن أحمد ، عن عبيد الله بن موسى ، (٢) عن ابن البطائني ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت : قوله : « وكم أهلكنا » الآية ، قال : أهلك الله من الامم ما لايحصون ، (٣) فقال : يامحمد « هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا » أي ذكرا. (٤)

بيان : قال البيضاوي الركز : الصوت الخفي. (٥)

٥ ـ فس : « أفلم يهد لهم » يقول : يبين لهم. (٦) وقال البيضاوي : « يركضون » يهربون مسرعين راكضين دوابهم أو مشبهين بهم من فرط إسراعهم « حصيدا » مثل الحصيد وهو النبت المحصود « خامدين » ميتين من خمدت النار. (٧) قوله تعالى : « بطرت معيشتها » أي بسبب معيشتها. قال البيضاوي : « في أمها » أي في أصلها التي هي أعمالها ، (٨) لان أهلها يكون أفطن وأنبل. (٩)

٦ ـ فس : « ولات حين مناص » أي ليس هو وقت مفر. (١٠) وقال البيضاوي :

__________________

(١) تفسير القمي : ٤١٣.

(٢) في المصدر : عبدالله بن موسى.

(٣) في المصدر : ما لاتحصون.

(٤) تفسير القمي : ٤١٦ و ٤١٧.

(٥) أنوار التنزيل ٢ : ٤٩.

(٦) تفسير القمي : ٤٢٥.

(٧) أنوار التنزيل ٢ : ٧٧.

(٨) أعمال البلد : ما يكون تحت حكمها ويضاف اليها.

(٩) أنوار التنزيل ٢ : ٢٢١.

(١٠) تفسير القمي : ٥٦١.

٤٥٥

( لا ) هي المشبهة بليس زيدت عليها تاء التأنيث للتأكيد. (١) وقال : « فنقبوا في البلاد » أي فخرقوا في البلاد وتصرفوا فيها ، أو جالوا في الارض كل مجال حذر الموت « هل من محيص » لهم من الله أو من الموت. (٢)

٧ ـ فس : قوله : « وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا » يعني مابعث الله نبيا إلا وفي أمته « شياطين الانس والجن يوحي بعضهم إلى بعض » أي يقول بعضهم لبعض : لا تؤمنوا بزخرف القول غرورا ، فهذا وحي كذب. (٣) قوله : « بياتا » أي عذابا بالليل « أو هم قائلون » يعني نصف النهار. (٤) قوله : « بطرت معيشتها » أي كفرت. (٥) قوله : « من واق » أي من دافع. (٦) قوله : « أشد منهم بطشا » أي من قريش (٧) قوله : « فنقبوا في البلاد » أي مروا. (٨)

٨ ـ ع : بإسناد العلوي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : إن نبيا من أنبياء الله بعثه الله عزوجل إلى قومه فبقي فيهم أربعين سنة فلم يؤمنوا به ، فكان لهم عيد في كنيسة فأتبعهم ذلك النبي فقال لهم : آمنوا بالله ، قالوا له : إن كنت نبيا فادع لنا الله أن يجيئنا بطعام على لون ثيابنا ، وكانت ثيابهم صفراء ، فجاء بخشبة يابسة فدعا الله عزوجل عليها فاخضرت وأينعت وجاءت بالمشمش حملا ، فأكلوا ، فكل من أكل ونوى أن يسلم على يد ذلك النبي خرج مافي جوف النوى من فيه حلوا ، ومن نوى أنه لايسلم خرج ما في جوف النوى من فيه مرا. (٩)

٩ ـ ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن الانصاري ، عن الهروي قال : سمعت علي

__________________

(١) أنوار التنزيل ٢ : ٣٣٧.

(٢) أنوار التنزيل ٢ : ٤٦٠.

(٣) تفسير القمي : ٢٠١ و ٢٠٢. تقدم تفسير الاية قبل ذلك وهو مكرر.

(٤) تفسير القمي : ٢١١.

(٥) تفسير القمي : ٤٩٠.

(٦) تفسير القمي : ٥٨٥.

(٧) تفسير القمي : ٦٠٧.

(٨) تفسير القمي : ٦٤٦.

(٩) علل الشرائع : ١٩١.

٤٥٦

ابن موسى الرضا عليه‌السلام يقول : أوحى الله عزوجل إلى نبي من أنبيائه : إذا أصبحت فأول شئ يستقبلك فكله ، والثاني فاكتمه ، والثالث فاقبله ، والرابع فلا تؤيسه ، والخامس فاهرب منه. قال : فلما أصبح مضى فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف وقال : أمرني ربي أن آكل هذا ، وبقي متحيرا ، ثم رجع إلى نفسه فقال : إن ربي جل جلاله لا يأمرني إلا بما أطيق ، فمشى إليه ليأكله ، فكلما دنا منه صغر حتى انتهى إليه فوجده لقمة فأكلها فوجدها أطيب شئ أكله ، ثم مضى فوجد طستا من ذهب فقال : أمرني ربي أن أكتم هذا ، فحفر له وجعله فيه ، وألقى عليه التراب ، ثم مضى فالتفت فإذا الطست قد ظهر فقال : قد فعلت ما أمرني ربي عزوجل فمضى ، فإذا هو بطير وخلفه بازي فطاف الطير حوله فقال : أمرني ربي أن أقبل هذا ، ففتح كمه فدخل الطير فيه ، فقال له البازي أخذت صيدي وأنا خلفه منذ أيام ، فقال : إن الله عزوجل أمرني أن لا أؤيس هذا ، فقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه ثم مضى ، فلما مضى إذا هو بلحم ميتة منتن مدود فقال : أمرني ربي عزوجل أن أهرب من هذا ، فهرب منه ورجع.

ورأى في المنام كأنه قد قيل له : إنك قد فعلت ما أمرت به ، فهل تدري ماذا كان؟ قال : لا ، قال له : أما الجبل فهو الغضب ، إن العبد إذا غضب لم ير نفسه وجهل قدره من عظم الغضب ، فإذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيبة التي أكلتها ، وأما الطست فهو العمل الصالح إذا كتمه العبد وأخفاه أبى الله عزوجل إلا أن يظهره ليزينه به مع مايدخر له من ثواب الآخرة ، وأما الطير فهو الرجل الذي يأتيك بنصيحة فاقبله واقبل نصيحته ، وأما البازي فهو الرجل الذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه ، وأما اللحم المنتن فهي الغيبة فاهرب منها. (١)

١٠ ـ ص : الصدوق ، عن ابن موسى ، عن محمد بن هارون ، عن عبيد الله بن موسى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن محصن ، عن يونس بن ظبيان قال : قال الصادق (ع) : إن الله تعالى أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل : إن أحببت أن تلقاني غدا في حظيرة القدس فكن في الدنيا وحيدا غريبا مهموما محزونا مستوحشا من الناس بمنزلة الطير الواحد

__________________

(١) عيون الاخبار : ١٥٢ ١٥٣.

٤٥٧

فإذا كان الليل آوى وحده استوحش من الطيور واستأنس بربه. (١)

١١ ـ شى : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر (ع) في قول الله : « فأتى الله بنيانهم من القواعد » قال : كان بيت غدر يجتمعون فيه. (٢)

١٢ ـ شى : عن أبي السفاتج ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام إنه قرأ « فأتى الله بيتهم من القواعد » يعني بيت مكرهم. (٣)

١٣ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن الهيثم بن واقد الجزري قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الله عز وجل بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه ، وأوحى إليه أن قل لقومك : إنه ليس من أهل قرية ولا ناس (٤) كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سراء فتحولوا عما أحب إلى ما أكره إلا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون ، وليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عما أكره إلى ما أحب إلا تحولت لهم عما يكرهون إلى ما يحبون ، وقل لهم : إن رحمتي سبقت غضبي ، فلا تقنطوا من رحمتي فإنه لا يتعاظم عندي ذنب أغفره ، وقل لهم : لا يتعرضوا معاندين لسخطي ولا يستخفوا بأوليائي فإن لي سطوات عند غضبي لايقوم لها شئ من خلقي. (٥)

١٤ ـ كتاب المحتضر للحسن بن سليمان : من كتاب الشفاء والجلاء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : مر نبي من أنبياء بني إسرائيل برجل بعضه تحت حائط وبعضه خارج قد

__________________

(١) قصص الانبياء مخطوط.

(٢) تفسير العياشي مخطوط. وأخرجه البحراني أيضا في البرهان ٢ : ٣٦٧ ، وأخرج مثله أيضا باسناده عن محمد بن مسلم وفي آخره : اذا ارادوا الشر.

(٣) تفسير العياشي مخطوط ، أخرجه ايضا البحراني في البرهان ٢ : ٣٦٧. وقد عرفت مرارا أن الروايات المشعرة للتحريف مأولة أو مطروحة.

(٤) في نسخة من المصدر : ولا اناس.

(٥) اصول الكافي ٢ : ٢٧٤ و ٢٧٥.

٤٥٨

نقبته الطير ومزقته الكلاب ، ثم مضى فرفعت له مدينة فدخلها فإذا هو عظيم من عظمائها ميت على سرير مسجى بالديباج حوله المجامر ، فقال : يارب أشهد أنك حكم عدل لاتجور ، عبدك لم يشرك بك طرفة عين أمته بتلك الميتة ، وهذا عبدك لم يؤمن بك طرفة عين أمته بهذه الميتة ، قال الله عزوجل : عبدي! أنا كما قلت حكم عدل لا أجور ، ذاك عبدي كانت له عندي سيئة وذنب أمته بتلك الميتة لكي يلقاني ولم يبق عليه شئ ، وهذا عبدي كانت له عندي حسنة فأمته بهذه الميتة لكي يلقاني وليس له عندي شئ. (١)

١٥ ـ كا : علي بن إبراهيم الهاشمي ، عن جده محمد بن الحسن بن محمد بن عبدالله ، (٢) عن سليمان الجعفري ، عن الرضا عليه‌السلام قال : أوحى الله عزوجل إلى نبي من الانبياء : إذا أطعت رضيت ، وإذا رضيت باركت ، وليس لبركتي نهاية ، وإذا عصيت غضبت ، وإذا غضبت لعنت ، ولعنتي تبلغ السابع من الوراء. (٣)

بيان : الوراء : ولد الولد.

١٦ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن عيسى ، عن الدهقان عن درست ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : شكا نبي من الانبياء إلى الله عزوجل الضعف ، فقيل له : اطبخ اللحم باللبن فإنهما يشدان الجسم. (٤)

١٧ ـ كا : بالاسناد المقدم عن ابن سنان ، عنه عليه‌السلام قال : إن نبيا من الانبياء شكا إلى الله الضعف وقلة الجماع فأمره بأكل الهريسة. (٥)

__________________

(١) الحديث ساقط في بعض نسخ الكتاب ولم نجده في المصدر ايضا.

(٢) هكذا في النسخ ، والصحيح كما في المصدر : عبيد الله ، وهو أبوالحسن الجواني علي ابن ابراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام ، المترجم في كتب رجالنا ويوجد ذكر ابنه محمد وآبائه في مقاتل الطالبيين.

(٣) اصول الكافي ٢ : ٢٧٥.

(٤) فروع الكافي ٢ : ١٦٩.

(٥) فروع الكافي ٢ : ١٧٠.

٤٥٩

١٨ ـ كا : بهذا الاسناد عنه عليه‌السلام قال : شكا نبي من الانبياء إلى الله عزوجل قلة النسل ، فقال : كل اللحم بالبيض. (١)

١٩ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن فرات بن أحنف أن بعض أنبياء بني إسرائيل شكا إلى الله عزوجل قسوة القلب وقلة الدمعة ، فأوحى الله إليه أن كل العدس فأكل العدس فرق قلبه وكثرت دمعته. (٢)

٢٠ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن بكر بن صالح رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : شكا نبي من الانبياء إلى الله عزوجل الغم ، فأمره عزوجل بأكل العنب. (٣)

٢١ ـ كا : محمد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن سليمان بن رشيد ، عن مروك (٤) بن عبيد ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله (ع) قال : مابعث الله عزوجل نبيا إلا ومعه رائحة السفرجل. (٥)

٢٢ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي أسامة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : العطر من سنن المرسلين. (٦)

٢٣ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : الطيب في الشارب من أخلاق النبيين. (٧)

__________________

(١) فروع الكافي ٢ : ١٧١.

(٢) فروع الكافي ٢ : ١٧٦. فيه : وجرت دمعته.

(٣) فروع الكافي ٢ : ١٧٨ فيه : وأمره الله.

(٤) مروك بفتح الميم وسكون الراء وفتح الواو هو مروك بن عبيد بن سالم أبي حفصة مولى بني عجل ، واسم مروك صالح ، واسم أبي حفصة زياد ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الجواد عليه‌السلام ، وقال في الفهرست : له كتاب. وترجمه الكشي والنجاشي في رجالهما ووثقه الاول.

(٥) فروع الكافي ٢ : ١٨٠. ولعله اراد بذلك الترغيب في أكل السفرجل وأنه نافع للجسد وأن الانبياء كانوا يكثرون أكله حتى يستشم منهم رائحته ، أو كناية عن أن الانبياء كانت اجسادهم كأرواحهم طيبة.

(٦) فروع الكافي ٢ : ٢٢٢.

(٧) الخصال ٢ : ١٥٥.

٤٦٠