بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٢٨
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

الطير ، وإذا امرأة اوريا جالسة تغتسل ، فلما رأت ظل داود نشرت شعرها ، وغطت به بدنها ، فنظر إليها داود وافتتن بها ورجع إلى محرابه ونسي ما كان فيه ، وكتب إلى صاحبه في ذلك البعث أن يسيروا إلى موضع كيت وكيت ، ويوضع التابوت بينهم وبين عدوهم ، وكان التابوت في بني إسرائيل كما قال الله عزوجل : « فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة » وقد كان رفع بعد موسى عليه‌السلام إلى السماء لما عملت بنو إسرائيل بالمعاصي ، فلما غلبهم جالوت وسألوا النبي أن يبعث إليهم ملكا يقاتل في سبيل الله تقدس وجهه بعث إليهم طالوت وأنزل عليهم التابوت وكان التابوت إذا وضع بين بني إسرائيل وبين أعدائهم ورجع عن التابوت إنسان كفر وقتل ، ولا يرجع أحد عنه إلا ويقتل ، فكتب داود إلى صاحبه الذي بعثه أن ضع التابوت بينك وبين عدوك ، و قدم اوريا بن حنان بين يدي التابوت ، فقدمه وقتل ، فلما قتل اوريا دخل عليه الملكان ولم يكن تزوج امرأة اوريا وكانت في عدتها وداود في محرابه يوم عبادته ، فدخل عليه الملكان من سقف البيت وقعدا بين يديه ، ففزع داود منهما فقالا : « لاتخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط » ولداود حينئذ تسع وتسعون امرأة مابين مهيرة (١) إلى جارية ، فقال أحدهما لداود : « إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب » أي ظلمني وقهرني ، فقال داود كما حكى الله عزوجل : « لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه » إلى قوله : « وخر راكعا وأناب » قال : فضحك المستعدى عليه من الملائكة وقال : حكم الرجل على نفسه ، فقال داود : أتضحك وقد عصيت لقد هممت أن أهشم (٢) فاك ، قال : فعرجا ، وقال الملك المستعدى عليه : لو علم داود أنه أحق بهشم فيه مني ، ففهم داود الامر وذكر القضية (٣) فبقي أربعين يوما ساجدا يبكي ليله ونهاره ، ولا يقوم إلا وقت الصلاة حتى انخرق جبينه وسال الدم من عينيه.

__________________

(١) المهيرة من النساء : الحرة الغالية المهر.

(٢) هشم الشئ : كسره.

(٣) في نسخة : وذكر الخطيئة.

٢١

فلما كان بعد أربعين يوما نودي : يا داود مالك؟ أجائع أنت فنشبعك ، أم ظمآن فنسقيك ، أم عريان فنكسوك ، أم خائف فنؤمنك؟ فقال : أي رب وكيف لا أخاف وقد عملت ماعلمت (١) وأنت الحكم العدل الذي لايجوزك ظلم ظالم؟ فأوحى الله عزوجل إليه : تب ياداود ، فقال : أي رب وأنى لي بالتوبة؟ قال صر إلى قبر اوريا حتى أبعثه إليك (٢) واسأله أن يغفر لك فإن غفر لك غفرت لك ، قال : يا رب فإن لم يفعل؟ قال : أستوهبك منه ، فخرج داود عليه‌السلام يمشي على قدميه ويقرأ الزبور وكان إذا قرأ الزبور لايبقى حجر ولا شجر ولا جبل ولا طائر ولا سبع إلا يجاوبه حتى انتهى إلى جبل وعليه نبي عابد يقال له حزقيل فلما سمع دوي الجبال وصوت السباع علم أنه داود ، فقال : هذا النبي الخاطئ ، فقال داود : يا حزقيل أتأذن لي أن أصعد إليك؟ قال : لا ، فإنك مذنب ، فبكى داود عليه‌السلام فأوحى الله عزوجل إلى حزقيل : يا حزقيل لاتعير داود بخطيئته ، وسلني العافية ، فنزل حزقيل وأخذ بيد داود وأصعده إليه ، فقال له داود : يا حزقيل هل هممت بخطيئة قط؟ قال : لا ، قال : فهل دخلك العجب مما أنت فيه من عبادة الله عزوجل؟ قال : لا ، قال : فهل ركنت إلى الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهواتها ولذاتها؟ قال : بلى ربما عرص ذلك بقلبي ، قال فما تصنع؟ قال : أدخل هذا الشعب فأعتبر بما فيه ، قال : فدخل داود (ع) الشعب فإذا بسرير من حديد عليه جمجمة بالية ، وعظام نخرة ، (٣) وإذا لوح من حديد وفيه مكتوب ، فقرأه داود فإذا فيه : أنا أروى بن سلم ، ملكت ألف سنة ، وبنيت ألف مدينة وافتضضت ألف جارية ، وكان آخر أمري أن صار التراب فراشي ، والحجارة وسادي ، و الحيات والديدان جيراني ، فمن يراني فلا يغتر بالدنيا ، ومضى داود حتى أتى قبر اوريا فناداه فلم يجبه ، ثم ناداه ثانية فلم يجبه ، ثم ناداه ثالثة فقال اوريا : مالك يانبي الله لقد شغلتني عن سروري وقرة عيني؟ قال يا اوريا اغفر لي وهب لي خطيئتي ، فأوحى الله عز وجل : يا داود بين له ما كان منك ، فناداه داود فأجابه في الثالثة فقال : يا اوريا فعلت كذا

__________________

(١) في نسخة وفي المصدر : وقد عملت ما عملت.

(٢) في المصدر : حتى أبعثه لك.

(٣) نخر العظم : بلى وتفتت.

٢٢

وكذا ، وكيت وكيت ، (١) فقال اوريا أيفعل الانبياء مثل هذا؟! فناداه فلم يجبه ، فوقع داود عليه‌السلام على الارض باكيا ، فأوحى الله عز وجل إلى صاحب الفردوس ليكشف عنه ، فكشف عنه ، فقال اوريا : لمن هذا؟ فقال لمن غفر لداود خطيئته ، فقال : يارب قد وهبت له خطيئته ، فرجع داود عليه‌السلام إلى بني إسرائيل وكان إذا صلى قام وزيره يحمد الله ويثني عليه ، (٢) ويثني على الانبياء عليهم‌السلام ثم يقول : كان من فضل نبي الله داود قبل الخطيئة كيت وكيت ، فاغتم داود عليه‌السلام فأوحى الله عزوجل إليه : ياداود قد وهبت لك خطيئتك وألزمت عار ذنبك بني إسرائيل ، قال : يارب كيف وأنت الحكم العدل الذي لا تجور؟ قال : لانه لم يعاجلوك النكير ، (٣) وتزوج داود عليه‌السلام بامرأة اوريا بعد ذلك ، فولد له منها سليمان عليه‌السلام ، ثم قال عز وجل : « فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب. »

وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « وظن داود » أي علم « و أناب » أي تاب ، وذكر أن داود كتب إلى صاحبه أن لاتقدم اوريا بين يدي التابوت و رده ، فقدم اوريا إلى أهله ومكث ثمانية أيام ثم مات. (٤)

بيان : اعلم أن هذا الخبر محمول على التقية (٥) لموافقته لما روته العامة في ذلك ، وسيأتي تحقيق القول فيه. (٦)

٢ ـ ن : الهمداني والمكتب والوراق جميعا ، عن علي بن إبراهيم ، عن القاسم بن محمد البرمكي ، عن أبي الصلت الهروي قال : سأل الرضا عليه‌السلام علي بن محمد بن الجهم فقال : مايقول من قبلكم في داود (ع)؟ فقال : يقولون : إن داود عليه‌السلام كان في محرابه يصلي إذ تصور له إبليس على صورة طير أحسن مايكون من الطيور ، فقطع داود صلاته و

__________________

(١) كيت وكيت وقد يكسر آخره : يكنى بهما عن الحديث والخبر.

(٢) المصدر خال عن قوله : ويثنى عليه.

(٣) في المصدر : لم يعاجلوك بالنكير.

(٤) تفسير القمي : ٥٦٢ ٥٦٥.

(٥) مع معارضته لرواية ابي الجارود وأبي الصلت وغيرهما.

(٦) في الحديث آلاتي وفي آخر الباب.

٢٣

قام ليأخذ الطير ، فخرج الطير إلى الدار ، فخرج في أثره ، فطار الطير إلى السطح فصعد في طلبه فسقط الطير في دار اوريا بن حنان ، فاطلع داود عليه‌السلام في أثر الطير فإذا بامرأة اوريا تغتسل ، فلما نظر إليها هواها ، وكان قد أخرج اوريا في بعض غزواته ، فكتب إلى صاحبه أن قدم اوريا أمام الحرب ، (١) فقدم فظفر اوريا بالمشركين ، فصعب ذلك على داود ، فكتب إليه ثانية أن قدمه أمام التابوت فقدم فقتل اوريا رحمه الله وتزوج داود بامرأته قال : فضرب عليه‌السلام بيده على جبهته وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لقد نسبتم نبيا من أنبياء الله عليهم‌السلام إلى التهاون بصلاته حين خرج في أثر الطير ، ثم بالفاحشة ، ثم بالقتل ، فقال يا ابن رسول الله : فما كانت خطيئته؟ فقال عليه‌السلام : ويحك إن داود (ع) إنما ظن أن ماخلق الله عزوجل خلقا هو أعلم منه ، فبعث الله عزوجل إليه الملكين فتسورا المحراب فقالا : « خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط * إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب » فعجل داود (ع) على المدعى عليه فقال : « لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه »

ولم يسأل المدعي البينة على ذلك ، ولم يقبل على المدعى عليه فيقول له : ماتقول؟ فكان هذا خطيئة حكم (٢) لا ماذهبتم إليه ، ألا تسمع الله عزوجل يقول : « ياداود إنا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق » إلى آخر الآية؟ فقال : يا ابن رسول الله فما قصته مع اوريا؟ قال الرضا عليه‌السلام : إن المرأة في أيام داود كانت إذا مات بعلها أو قتل لاتتزوج بعده أبدا ، وأول من أباح الله عزوجل أن يتزوج بامرأة قتل بعلها داود عليه‌السلام فتزوج بامرأة اوريا لما قتل وانقضت عدتها منه ، فذلك الذي شق على اوريا. (٣)

بيان : قد مر الخبر بتمامه وبيانه مع أخبار أخر في باب عصمتهم.

__________________

(١) في المصدر : أمام التابوت.

(٢) أي كان خلاف آداب القضاء والحكم.

(٣) عيون الاخبار : ١٠٧ ١٠٨ وفيه : فذلك الذي شق على الناس من قتل اوريا. قلت فلعل مافي المتن أصوب.

٢٤

٣ ـ ك ، لى : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن الصادق جعفر بن محمد (ع) قال : إن داود (ع) (١) خرج ذات يوم يقرأ الزبور ، وكان إذا قرأ الزبور لايبقى جبل ولا حجر ولا طائر ولا سبع إلا جاوبه ، فما زال يمر حتى انتهى إلى جبل ، فإذا على ذلك الجبل نبي عابد يقال له حزقيل ، فلما سمع دوي الجبال وأصوات السباع والطير علم أنه داود عليه‌السلام ، فقال داود : ياحزقيل أتأذن لي فأصعد إليك؟ قال : لا ، فبكى داود عليه‌السلام فأوحى الله جل جلاله إليه : يا حزقيل لاتعير داود وسلني العافية ، فقام حزقيل فأخذ بيد داود فرفعه إليه ، فقال داود : ياحزقيل هل هممت بخطيئة قط؟ قال : لا ، قال : فهل دخلك العجب مما أنت فيه من عبادة الله عزوجل؟ قال : لا ، قال : فهل ركنت إلى الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهوتها ولذتها؟ قال : بلى ربما عرض بقلبي ، قال : فماذا تصنع إذا كان ذلك؟ (٢) قال : أدخل هذا الشعب فأعتبر بما فيه ، قال : فدخل داود النبي عليه‌السلام الشعب فإذا سرير من حديد عليه جمجمة بالية ، وعظام فانية ، وإذا لوح من حديد فيه كتابة فقرأها داود عليه‌السلام فإذا هي : أنا أروى سلم (٣) ملكت ألف سنة ، وبنيت ألف مدينة ، وافتضضت ألف بكر ، فكان آخر أمري أن صار التراب فراشي ، والحجارة وسادتي ، والديدان والحيات جيراني ، فمن رآني فلا يغتر بالدنيا. (٤)

٤ ـ نبه : دخل داود غارا من غيران بيت المقدس فوجد حزقيل يعبد ربه وقد يبس

__________________

(١) في المصدر : انه قال في حديث يذكر فيه قصة داود عليه‌السلام انه خرج إه. قلت : فالروايات الواردة في قصة داود عليه‌السلام ورميه بما يخالف مذهب الحق كلها واحدة مرجعها إلى هشام بن سالم ، والظاهر انه لما كان كثيرا يناظر العامة ويخالطهم ذكر الصادق عليه‌السلام قصة داود عليه‌السلام على مايزعمون لتبكيتهم وشناعة آرائهم وبيان مزعمتهم الباطلة ، والا فالمعروف بين المسلمين قديما وحديثا أن الامامية وائمتهم عليهم‌السلام قائلون بعصمة الانبياء وتنزيههم عن السهو والخطاء وعن كل مايلطخ أذيالهم المقدسة بوسمة الخطيئات والزلات ، وحسبك في ذلك كتاب الشريف المرتضى المعروف بتنزيه الانبياء.

(٢) في كمال الدين : فما كنت تصنع اذا كان ذلك؟

(٣) في نسخة وفي المصدر : أروى شلم.

(٤) كمال الدين : ٢٨٩ ٢٩٠ أمالي الصدوق : ٦١.

٢٥

جلده على عظمه فسلم عليه ، فقال : أسمع صوت شبعان ناعم ، (١) فمن أنت؟ قال : أنا داود ، قال : الذي له كذا وكذا امرأة؟ وكذا وكذا أمة؟ قال : نعم ، وأنت في هذه الشدة؟! قال : ما أنا في شدة ، ولا أنت في نعمة حتى تدخل الجنة. (٢)

٥ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن علي بن أحمد ، عن محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن موسى النخعي ، عن الحسين بن أبي سعيد ، (٣) عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام ما تقول فيما يقول الناس في داود امرأة اوريا؟ فقال : ذلك شئ تقوله العامة. (٤)

٦ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن حماد ابن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن الشحام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لو أخذت أحدا يزعم أن داود عليه‌السلام وضع يده عليها لحددته حدين : حدا للنبوة ، وحدا لما رماه به. (٥)

أقول : روت العامة مثله عن أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٧ ـ شى : عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مابكى أحد بكاء ثلاثة : آدم ، ويوسف ، وداود ، فقلت : مابلغ من بكائهم؟ فقال : أما آدم (ع) فبكى حين أخرج من الجنة ، وكان رأسه في باب من أبواب السماء فبكى حتى تأذى به أهل السماء فشكوا ذلك إلى الله فحط من قامته ، فأما داود فإنه بكى حتى هاج العشب من دموعه ، وإن كان ليزفر الزفرة فيحرق ما نبت من دموعه ، (٦) وأما يوسف عليه‌السلام فإنه كان يبكي على

__________________

(١) نعم الرجل : رفه ، عيشه : طاب ولان واتسع.

(٢) تنبيه الخواطر : ١ : ٦٧ ٦٨.

(٣) هو الحسين أو الحسن على اختلاف بن هاشم بن حيان المكارى أبوعبدالله الواقفي الثقة في الحديث.

(٤ و ٥) قصص الانبياء مخطوط. قلت وقد بان من الحديث ومما قبله ما اخترته قبلا ، فانت ترى كيف ينكر ويشدد الامام الصادق عليه‌السلام على قائل هذه المزعمة ، حتى يقول : لو ظفرت بقائلها لحددته حدين.

(٦) لاتخفى غرابته وغرابة ماقبله. وزفر الرجل أخرج نفسه مع مده إياه.

٢٦

أبيه يعقوب وهو في السجن فتأذى به أهل السجن ، فصالحهم على أن يبكي يوما ويسكت يوما. (١)

٨ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أسباط ، عن أبي إسحاق الخراساني ، (٢) عن بعض رجاله قال : إن الله عز وجل أوحى إلى داود : إني قد غفرت ذنبك وجعلت عار ذنبك على بني إسرائيل ، فقال : كيف يارب وأنت لاتظلم؟ قال : إنهم لن يعاجلوك بالنكرة. (٣)

عرائس الثعلبي : قال : لما علم داود بعد نزول الملكين أنهما نزلا لتنبيهه على الخطاء خر ساجدا أربعين يوما لايرفع رأسه إلا لحاجة ولوقت صلاة مكتوبة ، ثم يعود ساجدا ثم لايرفع رأسه إلا لحاجة لابد منها ، ثم يعود فيسجد تمام أربعين يوما (٤) لايأكل ولا يشرب ، وهو يبكي حتى نبت العشب حول رأسه ، وهو ينادي ربه عزوجل ويسأله التوبة ، وكان يقول في سجوده : « سبحان الملك الاعظم الذي يبتلي الخلق بما يشاء ، سبحان خالق النور ، (٥) إلهي لم أتعظ بما وعظت به غيري ، سبحان خالق النور ، إلهي أنت خلقتني وكان في سابق علمك ما أنا صائر إليه ، سبحان خالق النور ، إلهي يغسل الثوب فيذهب درنه ووسخه والخطيئة لازمة لي لاتذهب عني ، سبحان خالق النور ، إلهي أمرتني أن أكون لليتيم كالاب الرحيم وللارملة كالزوج الرحيم (٦) فنسيت عهدك ،

__________________

(١) تفسير العياشي مخطوط.

(٢) لم نقف على اسمه وعلى ترجمته وحاله ، مضافا إلى إرساله وكون الرواية موقوفة ، و الظاهر أن الحديث قطعة من حديث هشام بن سالم المتقدم تحت رقم ١.

(٣) فروع الكافي ١ : ٣٤٣ وفيه : انهم لم يعاجلوك بالنكير.

(٤) في المصدر : خر ساجدا أربعين يوما لايرفع رأسه الا لحاجة لابد منها أو صلاة مكتوبة ، ثم يعود فيسجد تمام اربعين يوما.

(٥) في المصدر هنا زيادة وهي هذه : سبحان الحائل بين القلوب ، الهي خليت بيني وبين عدوى إبليس فلم أتنبه لفتنته إذ زل بي قدمي ، سبحان خالق النور ، الهي تبكي الثكلى على ولدها اذ فقدته ويبكي داود على خطيئته ، سبحان خالق النور ، انتهى. قلت : الجملة الثانية لاتخلو عن غرابة لوضوح أن الله لايخلى بين أنبيائه وعدوه ابليس.

(٦) في المصدر : كالزوج العطوف.

٢٧

سبحان خالق النور ، الويل لداود إذا كشف عنه الغطاء فيقال : هذا داود الخاطئ ، سبحان خالق النور ، إلهي بأي عين أنظر إليك يوم القيامة وإنما ينظر الظالمون من طرف خفي؟ إلهي بأي قدم أقوم أمامك يوم تزل أقدام الخاطئين؟ (١) سبحان خالق النور ، إلهي الخطيئة لازمة لي (٢) سبحان خالق النور ، إلهي من أين يطلب العبد المغفرة إلا من عند سيده؟ سبحان خالق النور ، إلهي مطرت السماء ولم تمطر حولي ، سبحان خالق النور ، إلهي أعشبت الارض ولم تعشب حولي لخطيئتي ، سبحان خالق النور ، إلهي أنا الذي لا أطيق حر شمسك فكيف أطيق حر نارك؟ سبحان خالق النور ، إلهي أنا الذي لا أطيق صوت رعدك فكيف أطيق صوت جهنم؟ سبحان خالق النور ، إلهي كيف يستتر الخاطئون بخطاياهم وأنت شاهدهم حيث كانوا ، سبحان خالق النور ، إلهي قرح الجبين (٣) وجمدت العينان من مخافة الحريق على جسدي ، سبحان خالق النور ، إلهي تسبح لك الطير بأصوات ضعاف تخافك وأنا العبد الخاطئ الذي لم أرع وصيتك ، سبحان خالق النور ، إلهي الويل لداود من الذنب العظيم الذي أصاب ، سبحان خالق النور (٤) إلهي أسألك يا إله إبراهيم (٥) وإسماعيل وإسحاق ويعقوب أن تعطيني سؤلي ، فإن إليك رغبتي ، سبحان خالق النور ، اللهم برحمتك اغفر لي ذنوبي ولا تباعدني من رحمتك بهواي ، (٦) اللهم إني أعوذ بك من دعوة لا تستجاب ، وصلاة لا تقبل ، وعمل لا يقبل (٧) سبحان خالق النور ، اللهم اغفر لي بنور وجهك الكريم ذنوبي التي أو بقتني (٨) سبحان

__________________

(١) في المصدر زيادة وهي : يوم القيامة من سوء الحساب.

(٢) في المصدر : الهي مضت النجوم وكنت أعرفها بأسمائها فتؤنسني فتركتني والخطيئة لازمة لى. قلت : لعل لاضطرابها أسقطه المصنف.

(٣) في المصدر : الهي رق القلب.

(٤) في المصدر هنا زيادة وهي هذه : الهي انا المستغيث وانت المغيث فمن يدعو المغيث إلا المستغيث؟ سبحان خالق النور.

(٥) في المصدر : الهي أسألك بأبي ابراهيم.

(٦) في المصدر : لهواني فانك أرحم الراحمين ، سبحان خالق النور.

(٧) في المصدر : وصلاة لاتقبل ، وذنب لايغفر وعذاب لايفتر.

(٨) في المصدر : الهي اني أعوذ بك وبنور وجهك الكريم من ذنوبي التي أوبقتني.

٢٨

خالق النور ، إلهي فررت إليك بذنوبي ، (١) واعترفت بخطيئتي فلا تجعلني من القانطين ، ولاتخزني يوم الدين ، سبحان خالق النور ، إلهي قرح الجبين (٢) وفنيت الدموع ، وتناثر الدود من ركبتي ، وخطيئتي ألزم بي من جلدي ، سبحان خالق النور.

قالوا : فأتاه نداء : ياداود أجائع أنت فتطعم؟ أم ظمآن أنت فتسقى؟ أمظلوم أنت فتنصر؟ ولم يجبه في ذكر خطيئته ، فصاح صيحة هاج ماحوله ، ثم نادى : يارب الذنب الذي أصبت ، فنودي : ياداود ارفع رأسك ، فقد غفرت لك ، فلم يرفع رأسه حتى جاءه جبرئيل فرفعه.

وروي أنه لما نادى اوريا فلم يجبه بعد ذكر مافعل بزوجته قام عند قبره ، وجعل يحثو التراب على رأسه ، ثم نادى : الويل لداود ثم الويل لداود ، سبحان خالق النور ، الويل لداود ثم الويل له حين يؤخذ بذقنه فيدفع إلى المظلوم ، سبحان خالق النور ، الويل لداود ثم الويل الطويل له حين يسحب على وجهه مع الخاطئين إلى النار ، سبحان خالق النور ، الويل لداود ثم الويل الطويل له حين تقر به الزبانية مع الظالمين إلى النار ، سبحان خالق النور. قال : فأتاه نداء من السماء : يا داود قد غفرت لك ذنبك ، و رحمت بكاءك ، واستجبت دعاءك ، وأقلت عثرتك. (٣)

وعن أبي العالية (٤) قال : كان من دعاء داود عليه‌السلام : سبحانك إلهي إذا ذكرت خطيئتي ضاقت علي الارض برحبها ، وإذا ذكرت رحمتك ارتدت إلي روحي ، إلهي أتيت أطباء عبادك ليداووا لي خطيئتي فكلهم عليك يدلني.

وعن النبي (ص) قال : خد الدموع في وجه داود عليه‌السلام خديد الماء (٥) في الارض. (٦)

__________________

(١) في المصدر : من ذنوبي.

(٢) في المصدر : فرغ الحنين.

(٣) اختصره المصنف وهو طويل لا يسعنا ذكره.

(٤) في المصدر : اخبرنا ابن فتحويه عن عثمان بن أبي عاتكة أنه قال إه.

(٥) في المصدر : خد الماء. قلت : خد الارض : شقها. والخد : جدول الماء.

(٦) العرائس : ١٥٧ ١٥٩ قلت : قد سقطت عن المصدر المطبوع جملة كثيرة مما اخرجه المصنف.

٢٩

تذنيب : قال الطبرسي رحمه الله : اختلف في استغفار داود عليه‌السلام من أي شئ كان؟ فقيل : إنه حصل منه على سبيل الانقطاع إلى الله تعالى ، والخضوع له ، والتذلل بالعبادة والسجود ، كما حكى سبحانه عن إبراهيم عليه‌السلام بقوله : « والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين » (١) وأما قوله : « فغفرنا له ذلك » فالمعنى أنا قبلناه منه وأثبناه عليه ، فأخرجه على لفظ الجزاء مثل قوله : « يخادعون الله وهو خادعهم » (٢) وقوله : « الله يستهزئ بهم » (٣) فلما كان المقصود من الاستغفار والتوبة القبول قيل في جوابه : « غفرنا » وهذا قول من ينزه الانبياء عن جميع الذنوب من الامامية وغيرهم ، (٤) ومن جوز على الانبياء الصغائر قال : إن استغفاره عليه‌السلام كان لصغيرة.

ثم إنهم اختلفوا في ذلك على وجوه : أحدها أن اوريا بن حنان خطب امرأة فكان أهلها أرادوا أن يزوجوها منه ، فبلغ داود جمالها فخطبها أيضا فزوجوها منه وقدموه على اوريا ، فعوتب داود عليه‌السلام على الحرص على الدنيا ، عن الجبائي.

وثانيها : أنه أخرج اوريا إلى بعض ثغوره فقتل فلم يجزع عليه جزعه على أمثاله من جنده (٥) إذ مالت نفسه إلى نكاح امرأته ، فعوتب على ذلك بنزول الملكين. (٦)

وثالثها : أنه كان في شريعته أن الرجل إذا مات وخلف امرأة فأولياؤه أحق بها إلا أن يرغبوا عن التزويج بها ، فحينئذ يجوز لغيرهم أن يتزوج بها ، فلما قتل اوريا خطب داود امرأته ومنعت هيبة داود وجلالته أولياءه أن يخطبوها فعوتب على ذلك.

ورابعها : أن داود كان متشاغلا بالعبادة فأتاه رجل وامرأة محاكمين (٧) إليه فنظر إلى المرأة ليعرفها بعينها وذلك نظر مباح ، فمالت نفسه (٨) ميل الطباع ، ففصل بينهما

__________________

(١) الشعراء : ٨٢.

(٢) النساء : ١٤٢.

(٣) البقرة : ١٥.

(٤) وهو الذي اختاره الشريف المرتضى في تنزيه الانبياء وغيره في غيره.

(٥) أو قل جزعه على ذلك على ماقيل.

(٦) ذكره وما قبله الثعلبي أيضا في العرائس.

(٧) في المصدر : متحاكمين.

(٨) في المصدر : فمالت نفسه إليها.

٣٠

وعاد إلى عبادة ربه ، فشغله الفكر في أمرها عن بعض نوافله فعوتب.

وخامسها : أنه عوتب على عجلته في الحكم قبل التثبت ، وكان يجب عليه حين سمع الدعوى من أحد الخصمين أن يسأل الآخر عما عنده فيه ، ولايحكم عليه قبل ذلك ، وإنما أنساه التثبت في الحكم فزعه من دخولهما عليه في غير وقت العادة. انتهى. (١)

وقال الرازي بعد رد الرواية المشهورة والطعن فيها وإقامة الدلائل على بطلانها و ذكر بعض الوجوه السابقة وتزييفها :

روي أن جماعة من الاعداء طمعوا في أن يقتلوا نبي الله داود عليه‌السلام وكان له يوم يخلو فيه بنفسه ويشتغل بطاعة ربه فانتهزوا الفرصة في ذلك اليوم وتسوروا المحراب فلما دخلوا عليه وجدوا عنده أقواما يمنعونه منهم فخافوا ووضعوا كذبا فقالوا : « خصمان بغى بعضنا على بعض » إلى آخر القصة. وليس في لفظ القرآن مايمكن أن يحتج به في إلحاق الذنب بداود إلا ألفاظ أربعة : أحدها قوله : « وظن داود أنما فتناه » وثانيها : قوله : « فاستغفر ربه » وثالثها : قوله : « وأناب » ورابعها قوله : « فغفرنا له ذلك » ثم نقول : وهذه الالفاظ لا يدل شئ منها على ماذكروه ، وتقريره من وجوه :

الاول : أنهم لما دخلوا عليه لطلب قتله بهذا الطريق وعلم داود عليه‌السلام دعاه الغضب إلى أن يشتغل بالانتقام منهم إلا أنه مال إلى التصفح والتجاوز عنهم طلبا لمرضات الله تعالى ، فكانت هذه الواقعة هي الفتنة ، لانها جارية مجرى الابتلاء والامتحان ، ثم إنه استغفر ربه مما هم به من الانتقام منهم ، وتاب عن ذلك الهم وأناب ، فغفرنا له (٢) ذلك القدر من الهم والعزم.

والثاني : أنه وإن غلب على ظنه أنهم دخلوا عليه ليقتلوه إلا أنه ندم على ذلك الظن ، وقال : لما لم تقم دلالة ولا أمارة على أن الامر كذلك فبئس ما عملت بهم حين ظننت بهم هذا الظن الردئ ، فكان هذا هو المراد من قوله : « وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب » منه فغفر الله له ذلك.

__________________

(١) مجمع البيان ٨ : ٤٧١ ٤٧٢.

(٢) في المصدر : فغفر له ذلك.

٣١

الثالث : أن دخولهم عليه كان فتنة لداود إلا أنه عليه‌السلام استغفر لذلك الداخل العازم على قتله ، وقوله : « فغفرنا له ذلك » أي لاحترام داود عليه‌السلام وتعظيمه انتهى. (١)

وقال البيضاوي : أقصى مافي هذه الاشعار بأنه عليه‌السلام ود أن يكون له ما لغيره وكان له أمثاله ، فنبهه الله بهذه القضية فاستغفر وأناب عنه. انتهى. (٢)

أقول : لما ثبت بما قدمنا عصمتهم عليهم‌السلام عن جميع الذنوب (٣) لابد من رد ما يدل على صدور ذنب عنه عليه‌السلام في ذلك ، وأما الوجوه التي يمكن حملها على ترك الاولى والافضل كأكثر الوجوه السالفة فهي محتملة ، ولايمكن القطع بها إلا بعد ثبوتها ، وقد عرفت مايظهر من الاخبار والله يعلم حقيقة الحال. (٤)

__________________

(١) مفاتيح الغيب ٧ : ١٣٧.

(٢) أنوار التنزيل ٢ : ٣٤٣.

(٣) راجع ١١ : ٧٢ ٩٦.

(٤) وقد ذكر هذه الوجوه الشريف المرتضى رضوان الله تعالى عليه في كتاب تنزيه الانبياء ص ٩١ ممن جوز على الانبياء الصغائر ثم عقبها بقوله : وكل هذه الوجوه لايجوز على الانبياء عليهم السلام ، لان فيها ماهو معصية وقد بينا أن المعاصي لا تجوز عليهم ، وفيها ما هو منفر وان لم يكن معصية مثل أن يخطب امرأة قد خطبها رجل من أصحابه فتقدم عليه وتزوجها ، وأما الاشتغال عن النوافل فلا يجوز أن يقع عليه عتاب لانه ليس بمعصية ولا هو ايضا منفر ، فاما من زعم أنه عرض اوريا للقتل وقدمه أمام التابوت عمدا حتى يقتل فقوله أوضح فسادا من أن يتشاغل برده ، وقد روى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : لا اوتى برجل يزعم أن داود عليه‌السلام تزوج بامرأة اوريا إلا جلدته حدين : حد النبوة وحد الاسلام انتهى. وذكر في معنى الاية ماذكره الطبرسي وبعض ما ذكره الرازي أخيرا. قلت : قوله في الاشتغال بالنوافل : فلا يجوز أن يقع عليه عتاب ، قلت : هو كذلك في أفراد الامة ، وأما بالنسبة إلى الانبياء والصديقين والابرار فهم ربما بعاتبون على ترك الاولى وفعل ما كان تركه الاولى ، وعلى أي فأصح الوجوه ماتقدم عن الرضا عليه‌السلام في الخبر الثاني.

٣٢

( باب ٣ )

* ( ما اوحى اليه عليه السلام وصدر عنه من الحكم ) *

الايات ، الانبياء « ٢١ » ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادي الصالحون ١٠٥.

تفسير : قال الطبرسي قدس الله سره : فيه أقوال :

أحدها : أن الزبور : كتب الانبياء ، والذكر : اللوح المحفوظ ، وثانيها : أن الزبور : الكتب المنزلة بعد التوراة ، والذكر : التوراة ، وثالثها : أن الزبور : زبور داود والذكر : التوراة « أن الارض » أي أرض الجنة ، وقيل : هي الارض المعروفة يرثها أمة محمد (ص) وقال أبوجعفر (ع) : هم أصحاب المهدي عليه‌السلام في آخر الزمان. (١)

١ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : نزل الزبور في ليلة ثمان عشرة مضت من شهر رمضان. (٢)

وبإسناده (٣) عن داود بن حفص ، عنه (ع) عن النبي (ص) مثله. (٤)

٢ ـ ع : بإسناده عن يزيد بن سلام أنه سأل النبي (ص) لم سمي الفرقان فرقانا؟ فقال : لانه متفرق الآيات والسور ، أنزلت في غير الالواح وغير الصحف ، والتوراة و الانجيل والزبور أنزلت كلها جملة في الالواح والورق. الحديث. (٥)

__________________

(١) مجمع البيان ٧ : ٦٦ ، وقال بعد ذلك : ويدل على ذلك مارواه الخاص والعام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : ( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلا صالحا من أهل بيتي يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ) انتهى ثم أخرج اخبارا كثيرة عن طرق العامة في هذا المعنى.

(٢) فروع الكافي ١ : ٢٠٦.

(٣) والاسناد في المصدر هكذا : علي بن ابراهيم عن أبيه ، ومحمد بن القاسم ، عن محمد بن سليمان عن داود ، عن حفص بن غياث.

(٤) اصول الكافي ٢ : ٦٢٨ و ٦٢٩.

(٥) علل الشرائع : ١٦١ ، ذكره المصنف مسندا في حديث طويل راجعه.

٣٣

٣ ـ لى : الدقاق ، عن الصوفي ، عن عبيد الله بن موسى الطبري ، عن محمد بن الحسين الخشاب ، عن محمد بن محصن ، عن يونس بن ظبيان ، عن الصادق جعفر بن محمد (ع) قال : إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى داود عليه‌السلام : مالي أراك وحدانا؟ قال : هجرت الناس وهجروني فيك ، قال : فمالي أراك ساكتا؟ قال : خشيتك أسكتتني ، قال : فمالي أراك نصبا (١) قال : حبك أنصبني ، قال : فمالي أراك فقيرا وقد أفدتك؟ (٢) قال : القيام بحقك أفقرني ، قال : فمالي أراك متذللا؟ قال عظيم جلالك الذي لايوصف ذللني ، وحق ذلك لك يا سيدي ، قال الله جل جلاله : فابشر بالفضل مني ، فلك ما تحب يوم تلقاني ، خالط الناس وخالقهم بأخلاقهم ، وزايلهم (٣) في أعمالهم تنل ما تريد مني يوم القيامة وقال الصادق عليه‌السلام : أوحى الله عزوجل إلى داود عليه‌السلام : يا داود بي فافرح ، وبذكري فتلذذ ، وبمناجاتي فتنعم ، فعن قليل أخلي الدار من الفاسقين ، وأجعل لعنتي على الظالمين. (٤)

ص : بالاسناد عن الصدوق ، عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن ابن أبان ، عن ابن أورمة وعن علي بن أحمد ، عن محمد بن هارون ، عن عبيد الله بن موسى مثله. (٥)

٤ ـ لى : ابن المغيرة ، عن جده ، عن جده ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه (ع) (٦) قال : قال النبي (ص) : أوحى الله عزوجل إلى داود (ع) : يا داود كما لاتضيق الشمس على من جلس فيها كذلك لاتضيق رحمتي على من دخل فيها ، وكما لاتضر الطيرة من لا يتطير منها كذلك لا ينجو من الفتنة المتطيرون ، وكما أن أقرب الناس مني يوم القيامة المتواضعون كذلك أبعد الناس مني يوم القيامة المتكبرون. (٧)

٥ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن النهدي ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : أوحى الله عزوجل إلى داود (ع) إن

__________________

(١) لعل المعنى : مالي أراك مجدا مجتهدا في العبادة متعبا نفسك فيها؟

(٢) أي وقد أعطيتك

(٣) أي باينهم وفارقهم في اعمالهم الرديئة وافعالهم الرذيلة.

(٤) أمالي الصدوق : ١١٨.

(٥) قصص الانبياء مخطوط.

(٦) في المصدر : عن أبيه عن آبائه.

(٧) امالي الصدوق : ١٨٣ ١٨٤.

٣٤

العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي ، قال : فقال داود عليه‌السلام : يارب وماتلك الحسنة؟ قال : يدخل على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة ، قال : فقال داود عليه‌السلام : حق لمن عرفك أن لايقطع رجاءه منك (١)

ص : بإسناده إلى الصدوق مثله. (٢)

٦ ـ مع ، ن : ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن داود بن سليمان ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهم‌السلام قال : أوحى الله عزوجل إلى داود عليه‌السلام : إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأدخله الجنة ، قال : يارب وماتلك الحسنة؟ قال : يفرج عن المؤمن كربته ولو بتمرة ، قال : فقال داود عليه‌السلام : حق لمن عرفك أن لا ينقطع رجاؤه منك. (٣)

٧ ـ ب : ابن طريف ، (٤) عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه (ع) قال : قال رسول الله (ص) ، وذكر نحوه ، وفيه : قال : كربة ينفسها عن مؤمن بقدر تمرة ، أو شق تمرة. (٥)

٨ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه (ع) إن داود قال لسليمان : يا بني إياك وكثرة الضحك ، فإن كثرة الضحك تترك العبد حقيرا (٦) يوم القيامة ، يابني عليك بطول الصمت إلا من خير ، فإن الندامة على طول الصمت مرة واحدة خير من الندامة على كثرة الكلام مرات ، يابني لو أن الكلام كان من فضة كان ينبغي للصمت أن يكون من ذهب. (٧)

__________________

(١) امالي الصدوق : ٣٥٩.

(٢) قصص الانبياء مخطوط.

(٣) معاني الاخبار : ١٠٦ عيون الاخبار : ١٧٤

(٤) هكذا في النسخ وفيه وهم ، والصحيح كما في المصدر وكتب الرجال « ظريف » بالظاء وهو الحسن بن ظريف بن ناصح الكوفي.

(٥) قرب الاسناد : ٥٦ وفيه : ان عبدا من عبادي ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فاحكم ( فاحكمه خ ) بالجنة. فقال داود : وماتلك الحسنة؟.

(٦) في نسخة وفي المصدر : تترك العبد فقيرا.

(٧) قرب الاسناد : ٣٣.

٣٥

٩ ـ ما : المفيد ، عن الحسين بن محمد التمار ، عن محمد بن القاسم الانباري ، عن أبيه ، عن الحسين بن سليمان الزاهد قال : سمعت أبا جعفر الطائي الواعظ يقول : سمعت وهب ابن منبه يقول : قرأت في زبور داود أسطرا منها ما حفظت ومنها مانسيت ، فما حفظت قوله : ياداود اسمع مني ما أقول والحق أقول ، من أتاني وهو يحبني أدخلته الجنة ، ياداود اسمع عني (١) ما أقول والحق أقول ، من أتاني وهو مستحي من المعاصي التي عصاني بها غفرتها له ، وأنسيتها حافظيه ، ياداود اسمع مني ما أقول والحق أقول ، من أتاني بحسنة واحدة أدخلته الجنة ، قال داود : يارب وما هذه الحسنة؟ قال : من فرج عن عبد مسلم ، فقال داود : إلهي لذلك لا ينبغي لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك. (٢)

١٠ ـ ما : المفيد ، عن الحسن بن حمزة العلوي ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن هارون ، عن ابن زياد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه (ع) قال : في حكمة آل داود : يا ابن آدم كيف تتكلم بالهدى وأنت لاتفيق عن الردى؟! يا ابن آدم أصبح قلبك قاسيا ، ولعظمة الله ناسيا ، (٣) فلو كنت بالله عالما وبعظمته عارفا لم تزل منه خائفا ولموعده راجيا ، ويحك كيف لاتذكر لحدك وانفرادك فيه وحدك؟! (٤)

١١ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أحمد بن سعيد بن يزيد ، عن محمد بن سلمة الاموي ، عن أحمد بن القاسم الاموي ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود (ع) : ياداود إن العبد ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكمه (٥) بها في الجنة ، قال داود عليه‌السلام : يا رب وما هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة؟ قال : عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم أحب قضاءها قضيت له أم لم تقض. (٦)

__________________

(١) في المصدر : اسمع مني.

(٢) الامالي : ٦٥.

(٣) في المصدر : وأنت لعظمة الله ناسيا.

(٤) الامالي : ١٢٦ ١٢٧.

(٥) حكمه : ولاه وأقامه حاكما. حكمه في الامر : فوض اليه الحكم.

(٦) الامالي : ٣٢٨.

٣٦

١٢ ـ فس : « ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر » قال : الكتب كلها ذكر « أن الارض يرثها عبادي الصالحون » قال : القائم عليه‌السلام وأصحابه ، قال : والزبور فيه ملاحم وتحميد وتمجيد ودعاء. (١)

بيان : قال المسعودي : أنزل الله عليه الزبور بالعبرانية مائة وخمسين سورة. و جعله ثلاثة أثلاث ، فالثلث الاول فيه ما يلقون من بخت نصر ومايكون من أمره في المستقبل ، وفي الثلث الثاني مايلقون من أهل الثور ، وفي الثلث الثالث مواعظ وترغيب ليس فيه أمر ولانهي ولا تحليل ولا تحريم. (٢)

١٣ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن الثمالي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تعالى أوحى إلى داود عليه‌السلام : أن بلغ قومك أنه ليس من عبد منهم آمره بطاعتي فيطيعني إلا كان حقا علي أن أعينه على طاعتي ، فإن سألني أعطيته ، وإن دعاني أجبته وإن اعتصم بي عصمته ، وإن استكفاني كفيته ، وإن توكل علي حفظته ، وإن كاده جميع خلقي كدت دونه. (٣)

١٤ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن ابن أبان ، عن ابن أورمة ، وعن علي بن أحمد ، عن محمد بن هارون ، عن عبيد الله بن موسى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن محصن ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبدالله (ع) قال : إن الله تعالى أوحى إلى داود عليه‌السلام إن العباد تحابوا بالالسن ، وتباغضوا بالقلوب ، وأظهروا العمل للدنيا ، وأبطنوا الغش والدغل. (٤)

١٥ ـ ص : بهذا الاسناد عن ابن أورمة ، عن الحسن بن علي رفعه قال : أوحى الله تعالى إلى داود عليه‌السلام : اذكرني في أيام سرائك حتى أستجيب لك في أيام ضرائك. (٥)

١٦ ـ ص : الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر ،

__________________

(١) تفسير القمي : ٤٣٤ ٤٣٥.

(٢) مروج الذهب في هامش الكامل ١ : ٧٤.

(٣ ـ ٥) قصص الانبياء مخطوط.

٣٧

عن إسرائيل رفعه إلى النبي (ص) قال : قال الله عزوجل لداود عليه‌السلام : أحبني وحببني إلى خلقي ، قال : يارب نعم أنا أحبك فكيف أحببك إلى خلقك؟ قال : اذكر أيادي عندهم فإنك إذا ذكرت ذلك لهم أحبوني. (١)

١٧ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الوشاء عن علي بن سوقه ، عن عيسى الفراء وأبي علي العطار ، عن رجل ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : بينا داود عليه‌السلام جالس وعنده شاب رث الهيئة يكثر الجلوس عنده ويطيل الصمت إذ أتاه ملك الموت فسلم عليه وأحد (٢) ملك الموت النظر إلى الشاب ، فقال داود عليه‌السلام : نظرت إلى هذا ، فقال : نعم ، إني أمرت بقبض روحه (٣) إلى سبعة أيام في هذا الموضع ، فرحمه داود فقال : ياشاب هل لك امرأة؟ قال : لا وما تزوجت قط قال داود عليه‌السلام : فأت فلانا رجلا كان عظيم القدر في بني إسرائيل فقل له : إن داود يأمرك أن تزوجني ابنتك ، وتدخلها الليلة ، وخذ من النفقة ماتحتاج إليه وكن عندها ، فإذا مضت سبعة أيام فوافني في هذا الموضع ، فمضى الشاب برسالة داود عليه‌السلام فزوجه الرجل ابنته وأدخلوها عليه ، (٤) وأقام عندها سبعة أيام ، ثم وافى داود يوم الثامن ، فقال له داود (ع) : ياشاب كيف رأيت ما كنت فيه؟ قال : ما كنت في نعمة ولا سرور قط أعظم مما كنت فيه ، قال داود : اجلس فجلس وداود ينتظر أن يقبض روحه ، فلما طال قال : انصرف إلى منزلك فكن مع أهلك ، فإذا كان يوم الثامن (٥) فوافني ههنا ، فمضى الشاب ثم وافاه يوم الثامن وجلس عنده ، ثم انصرف أسبوعا آخر ثم أتاه وجلس ، فجاء ملك الموت إلى داود عليه‌السلام فقال داود : ألست حدثتني بأنك أمرت بقبض روح هذا الشاب إلى سبعة أيام؟ قال : بلى ، فقال : فقد مضت ثمانية وثمانية وثمانية ، قال : ياداود إن الله تعالى رحمه برحمتك له فأخر في أجله ثلاثين سنة. (٦)

١٨ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى عن ابن

__________________

(١ و ٦) قصص الانبياء مخطوط. م

(٢) أحد اليه النظر : بالغ في النظر اليه.

(٣) في نسخة : اني امرت أن أقبض روحه.

(٤) أي أدخلها أهلها عليه. (٥) كذا.

٣٨

أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله (ع) قال : أوحى الله تعالى إلى داود عليه‌السلام : إن خلادة (١) بنت أوس بشرها بالجنة ، وأعلمها أنها قرينتك في الجنة ، فانطلق إليها فقرع الباب عليها ، فخرجت وقالت : هل نزل في شئ؟ قال : نعم ، قالت : و ماهو؟ قال : إن الله تعالى أوحى إلي وأخبرني أنك قرينتي في الجنة وأن أبشرك بالجنة ، قالت : أو يكون اسم وافق اسمي؟ قال : إنك لانت هي ، قالت : يانبي الله ما أكذبك ، ولا والله ما أعرف من نفسي ماوصفتني به ، قال داود (ع) : أخبريني عن ضميرك وسريرتك ماهو؟ قالت : أما هذا فسأخبرك به ، أخبرك أنه لم يصبني وجع قط نزل بي كائنا ما كان ، وما نزل ضر بي حاجة وجوع (٢) كائنا ماكان إلا صبرت عليه ولم أسأل الله كشفه عني حتى يحوله الله عني إلى العافية والسعة ، ولم أطلب بها بدلا ، وشكرت الله عليها وحمدته ، فقال داود (ع) : فبهذا بلغت مابلغت ، ثم قال أبوعبدالله (ع) : وهذا دين الله الذي ارتضاه للصالحين. (٣)

١٩ ـ ختص : قال الله لداود : ياداود احذر القلوب المعلقة بشهوات الدنيا فإن عقولها محجوبة عني. (٤).

٢٠ ـ كا : أبوعلي الاشعري ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن عثمان بن عيسى ، عن سعيد بن يسار ، عن منصور بن يونس ، عن أبي عبدالله (ع) قال : في حكمة آل داود (ع) : على العاقل أن يكون عارفا بزمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه. (٥)

٢١ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن عبدالله بن القاسم ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : فيما أوحى الله عزوجل إلى داود عليه‌السلام : يا داود كما أن أقرب الناس من الله المتواضعون ، كذلك أبعد الناس من الله المتكبرون. (٦)

__________________

(١) في قصص الانبياء للجزائري : « جلادة » بالجيم.

(٢) في نسخة : ومانزل ضر بي وحاجة وجوع.

(٣) قصص الانبياء مخطوط.

(٤) الاختصاص مخطوط.

(٥) اصول الكافي : ٢ : ١١٦.

(٦) اصول الكافي : ٢ : ١٢٣.

٣٩

٢٢ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله (ع) قال : قال الله عزوجل لداود (ع) : ياداود بشر المذنبين ، وأنذر الصديقين قال : كيف أبشر المذنبين وأنذر الصديقين؟ قال : يا داود بشر المذنبين أني أقبل التوبة وأعفو عن الذنب ، وأنذر الصديقين أن لايعجبوا بأعمالهم فإنه ليس عبد أنصبه للحساب إلا هلك. (١)

٢٣ ـ ارشاد القلوب : روي أن الله أوحى إلى داود (ع) : من أحب حبيبا صدق قوله ، ومن آنس بحبيب قبل قوله ورضي فعله ، ومن وثق بحبيب اعتمد عليه ، ومن اشتاق إلى حبيب جد في السير إليه ، ياداود ذكري للذاكرين ، وجنتي للمطيعين ، وزيارتي للمشتاقين ، وأنا خاصة للمطيعين. (٢)

٢٤ ـ وإن الله أوحى إلى داود : قل لفلان الجبار : إني لم أبعثك لتجمع الدنيا على الدنيا ، ولكن لترد عني دعوة المظلوم وتنصره ، فإني آليت على نفسي أن أنصره وأنتصر له ممن ظلم بحضرته ولم ينصره. (٣)

٢٥ ـ وأوحى الله إلى داود (ع) : اشكرني حق شكري ، قال : إلهي أشكرك حق شكرك وشكري إياك نعمة منك ، فقال : الآن شكرتني ، (٤) وقال داود (ع) : يا رب وكيف كان آدم يشكرك حق شكرك وقد جعلته أب أنبيائك وصفوتك ، وأسجدت له ملائكتك؟ فقال : إنه عرف أن ذلك من عندي فكان اعترافه بذلك حق شكري. (٥)

٢٦ ـ وروي أن داود عليه‌السلام خرج مصحرا منفردا ، فأوحى الله إليه : يا داود مالي أراك وحدانيا؟ فقال : إلهي اشتد الشوق مني إلى لقائك ، وحال بيني وبينك خلقك ، (٦)

__________________

(١) اصول الكافي ٢ : ٣١٤.

(٢) ارشاد القلوب ١ : ٧٣ ٧٤ وفيه : للمحبين.

(٣) ارشاد القلوب ١ : ٩٣.

(٤) في المصدر : كيف أشكرك حق شكرك وشكري اياك نعمة منك؟ فقال : الان شكرتني حق شكري.

(٥) ارشاد القلوب ١ : ١٥٠

(٦) في المصدر : وحال بيني وبين خلقك. قلت : اي حال الشوق اليك بيني وبينهم فتركتهم واقبلت اليك.

٤٠