الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٢٨
زكريا (ع) ، فلما واقعها سألها عن حاجتها ، فقالت : قتل يحيى بن زكريا عليهالسلام فلما كان في الثالثة بعث إلى يحيى فجاء به فدعا بطست ذهب فذبحه فيها وصبوه على الارض فيرتفع الدم ويعلو ، وأقبل الناس يطرحون عليه التراب فيعلو عليه الدم حتى صار تلا عظيما ، ومضى ذلك القرن فلما كان من أمر بخت نصر ماكان رأى ذلك الدم فسأل عنه فلم يجد أحدا يعرفه حتى دل على شيخ كبير ، فسأله فقال : أخبرني أبي عن جدي أنه كان من قصة يحيى بن زكريا عليهالسلام كذا وكذا ، وقص عليه القصة ، والدم دمه ، فقال بخت نصر : لا جرم لاقتلن عليه حتى يسكن ، فقتل عليه سبعين ألفا ، فلما وفى عليه سكن الدم. (١)
٢١ ـ وفي خبر آخر : إن هذه البغي كانت زوجة ملك جبار قبل هذا الملك ، وتزوجها هذا بعده ، فلما أسنت وكان لها ابنة من الملك الاول قالت لهذا الملك : تزوج أنت بها فقال : لاسأل يحيى بن زكريا عليهالسلام عن ذلك فإن أذن فعلت ، فسأله عنه فقال : لايجوز فهيأت بنتها وزينتها في حال سكره وعرضتها عليه ، فكان من حال قتل يحيى عليهالسلام ماذكر فكان ماكان. (٢)
٢٢ ـ ص : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن زكريا عليهالسلام كان خائفا فهرب فالتجأ إلى شجرة فانفرجت له وقالت : يازكريا ادخل في ، فجاء حتى دخل فيها ، فطلبوه فلم يجدوه ، فأتاهم إبليس وكان رآه فدلهم عليه فقال لهم : هو في هذه الشجرة فاقطعوها ، وقد كانوا يعبدون تلك الشجرة ، فقالوا : لانقطعها فلم يزل بهم حتى شقوها وشقوا زكريا عليهالسلام. (٣)
٢٣ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن الكوفي عن أبي عبدالله الخياط ، عن عبدالله بن القاسم ، عن عبدالله بن سنان قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : إن الله عزوجل إذا أراد أن ينتصر لاوليائه انتصر لهم بشرار خلقه ، وإذا أراد أن ينتصر لنفسه انتصر بأوليائه ، ولقد انتصر ليحيى بن زكريا عليهالسلام ببخت نصر. (٤)
__________________
(١ ـ ٤) قصص الانبياء مخطوط. والحديث الاخر لايخلو عن غرابة.
٢٤ ـ ص : في خبر آخر أن عيسى بن مريم عليهالسلام بعث يحيى بن زكريا عليهالسلام في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس وينهاهم عن نكاح ابنة الاخت ، قال : وكان لملكهم بنت أخت تعجبه ، وكان يريد أن يتزوجها ، فلما بلغ أمها أن يحيى عليهالسلام نهى عن مثل هذا النكاح أدخلت بنتها على الملك مزينة ، فلما رآها سألها عن حاجتها ، قالت : حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا ، فقال : سلي غير هذا ، فقالت : لا أسألك غير هذا ، فلما أبت عليه دعا بطشت ودعا بيحيى (ع) فذبحه فبدرت (١) قطرة من دمه فوقعت على الارض فلم تزل تعلو (٢) حتى بعث الله بخت نصر عليهم ، فجاءته عجوز من بني إسرائيل فدلته على ذلك الدم ، فألقى في نفسه أن يقتل على ذلك الدم منهم حتى يسكن ، فقتل عليها سبعين ألفا في سنة واحدة حتى سكن. (٣)
٢٥ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن عثمان ابن عيسى ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن عاقر ناقة صالح كان أزرق ابن بغي ، وإن قاتل يحيى بن زكريا عليهالسلام ابن بغي ، وإن قاتل علي (ع) ابن بغي ، وكانت مراد تقول : مانعرف له فينا أبا ولا نسبا ، وإن قاتل الحسين بن علي عليهالسلام ابن بغي ، وإنه لم يقتل الانبياء ولا أولاد الانبياء إلا أولاد البغايا. وقال في قوله تعالى جل ذكره : « لم نجعل له من قبل سميا » قال : يحيى بن زكريا عليهالسلام لم يكن له سمي قبله ، والحسين بن علي عليهالسلام لم يكن له سمي قبله ، وبكت السماء عليهما أربعين صباحا وكذلك بكت الشمس عليهما ، وبكاؤها أن تطلع حمراء وتغيب حمراء. وقيل : أي بكى أهل السماء وهم الملائكة. (٤)
بيان : قد يوجه بكاء السماء والارض كما ذكره الراوندي رحمه الله ، (٥) و يمكن أن يقال : كناية عن شدة المصيبة حتى كأنه بكى عليه السماء والارض ، أو عن
__________________
(١) اي اسرعت وسبقت.
(٢) في نسخة : فلم تزل تغلى.
(٣ و ٤) قصص الانبياء مخطوط.
(٥) في قوله : وقيل : أي بكى إه.
أنه وصل ضرر تلك المصيبة إلى السماء والارض وأثرت فيهما وظهر بها آثار التغير فيهما أو أنه أمطرت السماء دما ، (١) وكان يتفجر الارض دما عبيطا ، فهذا بكاؤهما كما فسر به في الخبر ، ولعل الاخير أظهر.
٢٦ ـ ص : عن أبي عبدالله عليهالسلام إن الحسين بن علي عليهالسلام بكى لقتله السماء و الارض واحمرتا ، ولم يبكيا على أحد قط إلا على يحيى بن زكريا عليهالسلام. (٢)
٢٧ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن محمد بن علي الحلبي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله تعالى : « فما بكت عليهم السماء والارض » قال : لم تبك السماء على أحد قبل قتل يحيى بن زكريا عليهالسلام وبعده حتى قتل الحسين عليهالسلام فبكت عليه. (٣)
٢٨ ـ مل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال عن مروان ابن مسلم ، عن إسماعيل بن كثير قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : كان قاتل
__________________
(١) كما في خبر رواه ابن قولويه في الكامل : ٩٠ باسناد ذكره عن عمر بن وهب ( عمرو بن ثبيت خ ل ) عن ابيه ، عن علي بن الحسين عليهالسلام قال : قلت : اي شئ كان بكاؤها؟ قال : كانت اذا استقبلت بالثوب وقع عليه شبه أثر البراغيث من الدم. واخرجه في البرهان عن كتاب محمد بن العباس عن ابن قولويه الا ان فيه : عمر بن ثابت. وفي خبر آخر رواه ابن قولويه ايضا في الكامل : لما قتل الحسين بن علي عليهالسلام امطرت السماء ترابا أحمر. وفي خبر آخر : بكت السماء على الحسين عليهالسلام أربعين صباحا بالدم ، والارض بكت أربعين صباحا بالسواد ، والشمس بكت اربعين صباحا بالحمرة. راجع الكامل ، وقد اخرج البحراني روايات كثيرة تناسب الباب في تفسير البرهان عن كتاب تأويل الايات للسيد شرف الدين وهو قدسسره أخرجها عن كتاب ما انزل من القرآن في اهل البيت عليهمالسلام للشيخ الاقدم الثقة محمد بن العباس بن مروان بن الماهيار المعروف بابن الحجام.
(٢) قصص الانبياء مخطوط. قلت : اخرجه ابن قولويه في الكامل : ٨٩ باسناده عن محمد بن جعفر ، عن محمد بن الحسين ، عن وهيب بن حفص النحاس ، عن ابي بصير ، عن ابي عبدالله عليه السلام ، وباسناده عن ابيه عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن الحسين ، وفيه : الا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي عليهماالسلام.
(٣) قصص الانبياء مخطوط ، واخرجه ابن قولويه في كامل الزيارات : ٨٩ باسناده عن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، الا ان فيه : منذ قتل يحيى بن زكريا.
الحسين بن علي (ع) ولد زنا ، وكان قاتل يحيى بن زكريا عليهالسلام ولد زنا ، ولم تبك السماء والارض إلا لهما. وذكر الحديث. (١)
٢٩ ـ مل : محمد بن جعفر ، عن محمد بن الحسين ، عن صفوان ، عن داود بن فرقد ، عن أبي عبدالله (ع) قال : كان الذي قتل الحسين بن علي (ع) ولد زنا ، والذي قتل يحيى ابن زكريا عليهالسلام ولد زنا. (٢)
٣٠ ـ مل : أبي وابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن عبدالخالق ، عن أبي عبدالله عليهالسلام مثله. (٣)
أقول : أوردنا بعض الاخبار في ذلك في باب أحوال الحسين عليهالسلام.
٣١ ـ شى : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن زكريا لما دعا ربه أن يهب له فنادته الملائكة بما نادته به فأحب أن يعلم أن ذلك الصوت من الله أوحي إليه أن آية ذلك أن يمسك لسانه عن الكلام ثلاثة أيام ، قال : لما أمسك لسانه ولم يتكلم
__________________
(١) كامل الزيارات : ٧٩.
(٢) كامل الزيارات : ٧٨ ، واخرجه ايضا في ص ٩٣ باسناده عن ابيه ، عن محمد بن الحسن بن مهزيار ، عن ابيه ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن فضالة بن ايوب ، عن داود بن فرقد مثله ، وزاد : وقال : احمرت السماء حين قتل الحسين بن علي عليهالسلام سنة ، ثم قال : بكت السماء والارض على الحسين بن علي ويحيى بن زكريا عليهمالسلام وحمرتها بكاؤها. واخرجه البحراني في التفسير عن كتاب محمد بن العباس عن علي بن مهزيار ، عن ابيه ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة مثله الا انه اسقط قوله : سنة. قلت : قوله : علي بن مهزيار عن ابيه لايخلو عن وهم.
(٣) كامل الزيارات : ٧٨ ، واخرجه البحراني في تفسيره ٣ : ٤ عن كتاب محمد بن العباس باسناده عن حميد بن زياد ، عن احمد بن الحسين بن بكر ، وقال : حدثنا الحسن بن علي بن فضال باسناده إلى عبدالخالق قال : سمعت ابا عبدالله عليهالسلام وذكر نحوه ، وللحديث فيه صدر و هو هكذا : سمعت ابا عبدالله عليهالسلام يقول في قول الله عزوجل : « لم نجعل له من قبل سميا » قال : ذلك يحيى بن زكريا لم يكن من قبل له سميا ، وكذلك الحسين عليهالسلام لم يكن له من قبل سميا ولم تبك السماء الا عليهما اربعين صباحا ، قلت : فما بكاؤها؟ قال : تطلع الشمس حمراء انتهى وروى الزيادة ابن قولويه في الكامل باسناده عن ابيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن عبدالخالق بن عبد ربه نحوه ، وفيه : تطلع حمراء وتغرب حمراء.
علم أنه لا يقدر على ذلك إلا الله ، وذلك قول الله : « رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ». (١)
بيان : يمكن أن يقال : اشتبه عليه في خصوص هذا الموضع لحكمة فاحتاج إلى استعلام ذلك ، أو يقال : إنه عليهالسلام إنما فعل ذلك لزيادة اليقين كما في سؤال إبراهيم عليهالسلام.
٣٢ ـ ل ، ع ، ن : في أسئلة الشامي عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : ويوم الاربعاء قتل يحيى بن زكريا عليهالسلام. (٢)
٣٣ ـ شى : عن حماد ، عمن حدثه ، عن أحدهما عليهماالسلام قال : لما سأل ربه أن يهب له ذكرا فوهب الله له يحيى فدخله من ذلك (٣) فقال : « رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا » فكان يؤمي برأسه وهو الرمز. (٤)
٣٤ ـ شى : عن إسماعيل الجعفي ، عن أبي جعفر عليهالسلام « وسيدا وحصورا » الحصور الذي لا يأتي النساء « ونبيا من الصالحين ». (٥)
٣٥ ـ شى : عن حسين بن أحمد ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سمعته يقول : إن طاعة الله خدمته في الارض ، فليس شئ من خدمته تعدل الصلاة ، فمن ثم نادت الملائكة زكريا وهو قائم يصلي في المحراب. (٦)
٣٦ ـ م : قال الله تعالى في قصة يحيى : « يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا » قال : لم يخلق أحدا قبله اسمه يحيى ، فحكى الله قصته إلى قوله : « يايحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا » قال : ومن ذلك الحكم أنه كان صبيا فقال له الصبيان : هلم نلعب ، فقال : أوه والله ماللعب خلقنا ، وإنما خلقنا
__________________
(١ و ٤ و ٥ و ٦) تفسير العياشي مخطوط ، وقد ذكر الصدوق الحديث الاخير مرسلا في الفقيه ١ : ٦٧.
(٢) الخصال ٢ : ٢٨ ، علل الشرائع : ١٩٩ ، عيون الاخبار : ١٣٧ ، والحديث طويل اخرجه بتمامه في كتاب الاحتجاجات راجع ج ١٠ ص ٧٥ ٨٢.
(٣) اي دخله من ذلك شك انه من الله او من الشيطان. ولا يخفى اضطراب المتن وغرابته.
للجد لامر عظيم ، ثم قال : « وحنانا من لدنا » يعني تحننا ورحمة على والديه وسائر عبادنا « وزكوة » يعني طهارة لمن آمن به وصدقه « وكان تقيا » يتقي الشرور والمعاصي « وبرا بوالديه » محسنا إليهما ، مطيعا لهما « ولم يكن جبارا عصيا » يقتل على الغضب و يضرب على الغضب ، لكنه مامن عبد لله (١) عزوجل إلا وقد أخطأ أو هم بخطيئة ماخلا يحيى بن زكريا عليهالسلام ، فإنه لم يذنب ولم يهم بذنب ، ثم قال الله عزوجل : « وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ».
وقال أيضا في قصة يحيى : (٢) « هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء » يعني لما رأى زكريا عليهالسلام عند مريم فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء وقال لها : « يامريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب » وأيقن زكريا أنه من عند الله إذ كان لايدخل عليها أحد غيره قال عند ذلك في نفسه : إن الذي يقدر أن يأتي مريم بفاكهة الشتاء في الصيف و فاكهة الصيف في الشتاء لقادر أن يهب لي ولدا وإن كنت شيخا وكانت امرأتي عاقرا ، فهنالك دعا زكريا ربه فقال : « رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء » قال الله عزوجل : « فنادته الملائكة » يعني نادت زكريا « وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله » قال : مصدقا بعيسى ، يصدق يحيى بعيسى (٣) « وسيدا » يعني رئيسا في طاعة الله على أهل طاعته « وحصورا » وهو الذي لايأتي النساء « ونبيا من الصالحين » قال : وكان أول تصديق يحيى بعيسى أن زكريا كان لايصعد إلى مريم في تلك الصومعة غيره يصعد إليها بسلم ، فإذا نزل أقفل عليها ثم فتح لها من فوق الباب كوة صغيرة يدخل عليها منها الريح ، فلما وجد مريم وقد حبلت ساءه ذلك و قال في نفسه : ماكان يصعد إلى هذه أحد غيري وقد حبلت ، والآن أفتضح في بني إسرائيل لايشكون أني أحبلتها ، فجاء إلى امرأته فقال لها ذلك ، فقالت : يا زكريا لاتخف فإن
__________________
(١) في المصدر : ماعبد عبد لله.
(٢) في المصدر : في قصة يحيى وزكريا.
(٣) المصدر : خلى عن قوله : يصدق يحيى بعيسى.
الله لن يصنع بك إلا خيرا ، وايتني بمريم أنظر إليها وأسألها عن حالها ، فجاء بها زكريا عليهالسلام إلى امرأته ، فكفى الله مريم مؤونة الجواب عن السؤال ، فلما دخلت إلى أختها هي الكبرى ، ومريم الصغرى لم تقم إليها امرأة زكريا ، فأذن الله ليحيى وهو في بطن أمه فنخس في بطنها وأزعجها ونادى أمه : تدخل إليك سيدة نساء العالمين مشتملة على سيد رجال العالمين فلا تقومين إليها؟! فانزعجت وقامت إليها ، وسجد يحيى وهو في بطن أمه لعيسى بن مريم ، فذلك أول تصديقه ، (١) فكذلك قول رسول الله (ص) (٢) في الحسن والحسين عليهماالسلام : إنهما سيدا شباب أهل الجنة إلا ماكان من ابني الخالة يحيى وعيسى. (٣)
بيان : نخسه أي غرزه بعود أو إصبع أو نحوهما ، وفي بعض النسخ : بيده. ثم اعلم أن المؤرخين اختلفوا في أن إيشاع أم يحيى هل كانت أخت مريم أو خالته ، والخبر يدل على الاول ، وسيأتي تأويل آخر الخبر في قصة المباهلة.
٣٧ ـ كا : علي بن محمد ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن الحكم ، عن ربيع بن محمد ، عن عبدالله بن سليم العامري ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن عيسى بن مريم (ع) جاء إلى قبر يحيى بن زكريا عليهالسلام وكان سأل ربه أن يحييه له ، فدعاه فأجابه وخرج إليه من القبر فقال له : ماتريد مني؟ فقال له : أريد أن تؤنسني كما كنت في الدنيا ، فقال له : يا عيسى ماسكنت عني حرارة الموت وأنت تريد أن تعيدني إلى الدنيا وتعود إلي حرارة الموت! (٤) فتزكه فعاد إلى قبره. (٥)
٣٨ ـ إرشاد القلوب : كان يحيى عليهالسلام لباسه الليف ، وأكله ورق الشجرة. (٦)
__________________
(١) في المصدر : فذلك أول تصديقه به.
(٢) في نسخة : ولذلك قول رسول الله.
(٣) تفسير العسكري : ٢٧٧ ٢٧٨.
(٤) في نسخة من المصدر : مرارة الموت.
(٥) فروع الكافي ١ : ٧٢.
(٦) ارشاد القلوب : ١٩٢.
٣٩ ـ يه : قال الصادق (ع) : إن رجلا جاء إلى عيسى بن مريم عليهالسلام فقال له : يا روح الله إني زنيت فطهرني ، فأمر عيسى عليهالسلام أن ينادى في الناس : لايبقى أحد إلا خرج لتطهير فلان ، فلما اجتمع واجتمعوا وصار الرجل في الحفرة نادى الرجل في الحفرة : لا يحدني من لله تعالى في جنبه حد ، فانصرف الناس كلهم إلا يحيى وعيسى عليهماالسلام ، فدنا منه يحيى فقال له : يا مذنب عظني ، فقال له : لاتخلين بين نفسك وبين هواها فتردى ، (١) قال : زدني ، قال لاتعيرن خاطئا بخطيئته ، قال : زدني ، قال : لاتغضب ، قال : حسبي. (٢)
٤٠ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن الحسن بن الجهم ، عن إبراهيم بن مهزم ، (٣) عن أبي الحسن الاول عليهالسلام قال : كان يحيى بن زكريا (ع) يبكي ولايضحك ، وكان عيسى بن مريم (ع) يضحك ويبكي ، وكان الذي يصنع عيسى (ع) أفضل من الذي كان يصنع يحيى عليهالسلام. (٤)
٤١ ـ ص : الصدوق بإسناده إلى ابن أورمة ، عن الحسن بن علي ، عن الحسن بن الجهم ، عن الرضا عليهالسلام مثله. (٥)
أقول : قال صاحب الكامل : لما دعا زكريا ربه وسأله الولد بينا هو (٦) يصلي في المذبح الذي لهم فإذا برجل شاب وهو جبرئيل عليهالسلام ، ففزع زكريا منه ، فقال : « إن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله » (٧) ويحيى أول من آمن بعيسى وصدقه ، وذلك أن أمه كانت حاملا (٨) فاستقبلت مريم وهي حامل بعيسى عليهالسلام فقالت لها : يا
__________________
(١) في المصدر : فترداك.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ٤٧٥.
(٣) في المصدر : ابراهيم بن مهزم عمن ذكره عن ابي الحسن الاول عليهالسلام.
(٤) اصول الكافي ٢ : ٦٦٥.
(٥) قصص الانبياء مخطوط.
(٦) في المصدر : فبينما هو.
(٧) في المصدر : يعني عيسى بن مريم.
(٨) في المصدر : كانت حاملا به.
مريم أحامل أنت؟ قالت : لماذا تسأليني؟ قالت : إني أرى (١) مافي بطني يسجد لما في بطنك ، فذلك تصديقه ، وقيل : صدق المسيح عليهالسلام وله ثلاث سنين ، وإنما ولد قبل المسيح عليهالسلام بثلاث سنين ، وقيل : بستة أشهر ، وكان يأكل العشب وأوراق الشجر ، وقيل : كان يأكل خبز الشعير ، فمر به إبليس ومعه رغيف شعير فقال : أنت تزعم أنك زاهد وقد ادخرت رغيف شعير؟ فقال يحيى : يا ملعون هو القوت ، فقال إبليس : إن أقل من القوت (٢) يكفي لمن يموت ، فأوحى الله إليه : اعقل مايقول لك. ونبئ صغيرا ، فكان يدعو الناس إلى عبادة الله ، ويلبس الشعر ، ولم يكن له دينار ولا درهم ولا بيت يسكن إليه ، (٣) أينما جنه الليل أقام ، ولم يكن له عبد ولا أمة ، فنهى ملك زمانه عن تزويج بنت أخيه أو بنت زوجته فقتله ، فلما سمع أبوه بقتله فر هاربا فدخل بستانا عند بيت المقدس فيه أشجار فأرسل الملك في طلبه ، فمر زكريا عليهالسلام بشجرة فنادته : هلم إلي يانبي الله ، فلما أتاها انشقت فدخل فيها فانطبقت عليه فبقي في وسطها ، فأتى عدو الله إبليس فأخذ هدب ردائه فأخرجه من الشجرة ليصدقوه إذا أخبرهم ، ثم لقي الطلب (٤) فقال لهم : ما تريدون؟ فقالوا : نلتمس زكريا ، فقال : إنه سحر هذه الشجرة فانشقت له فدخلها ، قالوا : لانصدقك ، فأراهم طرف ردائه ، (٥) فأخذوا الفأس وقطعوا الشجرة وشقوها بالمنشار فمات زكريا عليهالسلام فيها ، فسلط الله عليهم أخبث أهل الارض فانتقم به منهم ، وقيل : إن السبب في قتله أن إبليس جاء إلى مجالس بني إسرائيل فقذف زكريا بمريم ، وقال لهم ما أحبلها غيره ، وهو الذي كان يدخل عليها ، فطلبوه فهرب ، إلى آخر مامر. (٦)
أقول : قال الشيخ في المصباح : في أول يوم من المحرم استجاب الله تعالى دعوة
__________________
(١) في المصدر : لما اني ارى.
(٢) في المصدر : ان الاقل من القوت.
(٣) في المصدر : ولا مسكن يسكن اليه.
(٤) الطلب : جمع الطالب.
(٥) في المصدر : قال : فان لي علامة تصدقوني بها فأراهم طرف ردائه.
(٦) الكامل ١ : ١٧٠ ١٧١ ١٧٤ ١٧٥.
زكريا (ع) ، (١) وكذا روى السيد في الاقبال عن المفيد ، (٢) ورواه الصدوق في الفقيه أيضا ، (٣) وسيأتي بعض أخبار هذا الباب في أبواب قصص مريم وعيسى (ع) ، وبعضها في باب أحوال بخت نصر.
٤٢ ـ ك : بإسناده عن أبي رافع ، عن النبي (ص) قال : لما رفع الله عيسى بن مريم (ع) واستخلف في قومه شمعون بن حمون فلم يزل شمعون في قومه يقوم بأمر الله عزوجل حتى استخلص ربنا تبارك وتعالى وبعث في عباده نبيا من الصالحين وهو يحيى بن زكريا عليهالسلام فمضى شمعون وملك عند ذلك أردشير بن اشكاس (٤) أربعة عشر سنة وعشرة أشهر ، وفي ثمان سنين من ملكه قتلت اليهود يحيى بن زكريا عليهالسلام فلما أراد الله أن يقبضه أوحى إليه أن يجعل الوصية في ولد شمعون ، ألى آخر ماسيأتي في باب أحوال ملوك الارض. (٥)
بيان : الجمع بين الاخبار الدالة على تقدم وفاة يحيى عليهالسلام على رفع عيسى عليهالسلام وبين مادل على تأخرها عنه مشكل إلا أن يحمل بعضها على التقية ، أو يقال : إن الله أحيا يحيى بعد موته وبعثه إليهم. والله يعلم. (٦)
__________________
(١) راجع مصباح المتهجد : ٥٣٧.
(٢) راجع الاقبال ١ : ٥٤٤.
(٣) راجع من لايحضره الفقيه : ١٧٢.
(٤) في نسخة : اردشير بن زاركا ، ولعله مصحف بابكان أو بابك.
(٥) اكمال الدين : ١٣٠ ، والحديث طويل اخرجه بتمامه مسندا في آخر الكتاب.
(٦) تتميم : قد ساق المسعودي في كتابه اثبات الوصية الوصاية من سليمان بن داود عليهالسلام إلى آصف بن برخيا ، ومنه إلى صفورا بن آصف ثم إلى منبه بن صفورا ثم إلى هندوا بن منبه ثم إلى اسفر بن هندوا ثم إلى ابنه رامن ثم إلى اسحاق بن رامن ثم إلى ايم بن اسحاق ثم إلى زكريا ابن ايم بن اسحاق ثم إلى اليسابغ ثم إلى روبيل بن اليسابغ ثم بعث الله المسيح عيسى بن مريم عليهالسلام.
وقال اليعقوبي : زكريا بن برخيا بن شوا بن نحرائيل بن سهلون بن ارسوا بن شويل بن ( بعود )؟ ( كذا ) ابن موسى بن عمران.
وفي المحبر : زكريا بن بشوى وابنه يحيى من ولد هارون بن عمران. وقال الثعلبي : هو زكريا بن يوحنا بن ادن بن مسلم بن صدوق بن يجسار بن داود بن سليمان بن مسلم بن صديقة بن ناحور بن سدوم ابن ثهفاساطين بن ابيا بن رحبعم بن سليمان بن داود عليهماالسلام.
( ابواب )
* ( قصص عيسى وامه وأبويها ) *
( باب ١٦ )
* ( قصص مريم وولادتها وبعض أحوالها صلوات الله عليها ) *
* ( وأحوال أبيها عمران ) *
الايات ، ال عمران « ٣ » إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم * إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك مافي بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم * فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم * فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ٣٣ ٣٧.
« وقال تعالى » : وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين * يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين * ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون * إذ قالت الملائكة يامريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين * ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين * قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق مايشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون * ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة
الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الاكمه والابرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين * ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون * إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ٤٢ ٥١.
١ ـ كا : حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالاعلى مولى آل سام قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : تؤتى بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها ، فتقول : يارب حسنت خلقي حتى لقيت ما لقيت ، فيجاء بمريم عليهاالسلام فيقال : أنت أحسن أم هذه؟ قد حسناها فلم تفتتن. (١)
أقول : قد مر تمامه في باب قصص أيوب عليهالسلام.
٢ ـ شى : عن الحكم بن عيينة (٢) قال : سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله في الكتاب « إذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين » اصطفاها مرتين ، والاصطفاء إنما هو مرة واحدة ، قال : فقال لي : ياحكم إن لهذا تأويلا و تفسيرا ، فقلت له : ففسره لنا أبقاك الله ، قال : يعني اصطفاها أولا من ذرية الانبياء المصطفين المرسلين ، وطهرها من أن يكون في ولادتها من آبائها وأمهاتها سفاح ، و اصطفاها بهذا في القرآن « يامريم اقنتي لربك واسجدي واركعي » شكرا لله ، ثم قال لنبيه محمد (ص) يخبره بما غاب عنه من خبر مريم وعيسى : يامحمد « ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك » في مريم وابنها وبما خصهما الله به وفضلهما وأكرمهما حيث قال : « وما كنت لديهم » يامحمد « إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم » حين أيتمت من أبيها وفي رواية ابن خرزاد : أيهم يكفل مريم حين أيتمت من أبويها « وما كنت لديهم » يامحمد « إذ يختصمون » في مريم عند ولادتها بعيسى أيهم يكفلها ويكفل ولدها ، قال : فقلت له : أبقاك الله فمن كفلها؟ فقال : أما تسمع لقوله : « وكفلها زكريا » الآية.
__________________
(١) روضة الكافي : ٢٢٨.
(٢) هكذا في النسخ وفي تفسير البرهان وهو وهم ، والصواب عتيبة.
وزاد علي بن مهزيار (١) في حديثه : « فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم » قال : قلت : أكان يصيب مريم مايصيب النساء من الطمث؟ قال : نعم ماكانت إلا امرأة من النساء. وفي رواية أخرى : « إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم » قال : قال استهموا عليها فخرج سهم زكريا فكفل بها.
وقال زيد بن ركانة : اختصموا في بنت حمزة كما اختصموا في مريم ، قال : قلت له : جعلت فداك حمزة استن السنن والامثال ، كما اختصموا في مريم اختصموا في بنت حمزة؟ قال : نعم « واصطفاك على نساء العالمين » قال : نساء عالميها ، قال : وكانت فاطمة عليهاالسلام سيدة نساء العالمين. (٢)
بيان : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : « يامريم إن الله اصطفاك » أي اختارك وألطف لك حتى تفرغت لعبادته واتباع مرضاته ، وقيل : معناه : اصطفاك لولادة المسيح وطهرك بالايمان عن الكفر ، وبالطاعة عن المعصية ، أو طهرك عن الادناس والاقذار التي تعرض للنساء مثل الحيض والنفاس حتى صرت صالحة لخدمة المسجد ، أو طهرك عن الاخلاق الذميمة والطبائع الرديئة « واصطفاك على نساء العالمين » أي على نساء عالمي زمانك ، لان فاطمة عليهاالسلام سيدة نساء العالمين. وقال أبوجعفر (ع) : معنى الآية : اصطفاك من ذرية الانبياء ، وطهرك من السفاح ، واصطفاك لولادة عيسى من غير فحل ، وخرج بهذا من أن يكون تكرارا.
أقول : يظهر مما رواه أن فيما عندنا من نسخة العياشي سقطا. (٣)
ثم قال : « يامريم اقنتي لربك » أي اعبديه واخلصي له العبادة ، أو أديمي الطاعة له ، أو أطيلي القيام في الصلاة « واسجدي واركعي مع الراكعين » أي كما يعمل الراكعون
__________________
(١) الظاهر أن الحديث كانت له أسناد متعددة ، وحيث اسقط ناسخ التفسير الاسانيد وقعت الرواية هكذا مشوشة غير منتظمة.
(٢) تفسير العياشي مخطوط. أخرجه البحراني أيضا في تفسير البرهان ١ : ٢٨٣
(٣) وسيأتي تمام ذلك من غير سقط عن تفسير القمي تحت رقم ٨.
والساجدون ، أو يكون ذلك أمرا لها بأن تعمل السجود والركوع معهم في الجماعة ، و قيل : معناه : واسجدي لله شكرا واركعي أي وصلي مع المصلين ، ثم قال : « وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم » التي يكتبون بها التوراة في الماء ، وقيل : أقلامهم أقداحهم (١) للاقتراع جعلوا عليها علامات يعرفون بها من يكفل مريم على جهة القرعة « أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون » فيه دلالة على أنهم قد بلغوا في التشاح (٢) عليها إلى حد الخصومة. وفي وقت التشاح قولان :
أحدهما : حين ولادتها وحمل أمها إياها إلى الكنيسة ، فتشاحوا في الذي يحضنها ويكفل تربيتها ، وقال بعضهم : كان ذلك وقت كبرها وعجز زكريا عن تربيتها. (٣)
وقال رحمه الله في قوله تعالى : « إذ قالت امرأة عمران » اسمها حنة جدة عيسى ، وكانتا أختين : إحداهما عند عمران بن أشهم (٤) من ولد سليمان بن داود عليهماالسلام وقيل : هو عمران بن ماثان ، عن ابن عباس ومقاتل ، وليس عمران أبا موسى وبينهما ألف وثمان مائة سنة ، وكان بنو ماثان رؤوس بني إسرائيل ، والاخرى كانت عند زكريا ايشاع (٥) واسم أبيها فاقود بن فتيل ، فيحيى ومريم ابنا خالة « رب إني نذرت لك ما في بطني محررا » أي أوجبت لك أن أجعل مافي بطني محررا ، أي خادما للبيعة يخدم في متعبداتنا ، وقيل : محررا للعبادة ، أي مخلصا لها ، وقيل : عتيقا خالصا لطاعتك لا أستعمله في منافعي ولا أصرفه في الحوائج ، قالوا : وكان المحرر إذا حرر جعل في الكنيسة يقوم عليها ويكنسها ويخدمها ، لا يبرح حتى يبلغ الحلم ، ثم يخير فإن أحب أن يقيم فيه أقام ، وإن أحب أن يذهب ذهب حيث شاء ، قالوا : وكانت حنة قد أمسك عنها الولد حتى آيست ،
__________________
(١) الاقداح جمع القدح بالكسر فالسكون سهم الميسر.
(٢) تشاحوا على الشئ : أراد كل منهم ان يستأثر به.
(٣) مجمع البيان ٢ : ٤٤٠ و ٤٤١.
(٤) في المصدر : عمران بن الهشم. وفي تاريخ الطبري : عمران بن ياشهم. وفي العرائس : عمران بن ساهم.
(٥) هكذا في النسخ وفيه سقط ، والصحيح كما في المصدر : اسمها ايشاع.
فبينما هي تحت شجرة إذ رأت طائرا يزق (١) فرخا له ، فتحرك نفسها للولد فدعت الله أن يرزقها ولدا فحملت بمريم « فتقبل مني » أي نذري قبول رضى « إنك أنت السميع » لما أقول « العليم » بما أنوي « فلما وضعتها » خجلت واستحيت وقالت منكسة رأسها : « رب إني وضعتها أنثى » وقيل فيه قولان :
أحدهما : أن المراد به الاعتذار من العدول عن النذر لانها أنثى ، والآخر أن المراد تقديم الذكر في السؤال لها بأنها أنثى لان سعيها أضعف وعملها أنقص ، (٢) فقدم ذكرها ليصح القصد لها في السؤال بقولها : « وإني أعيذها بك » « والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى » لانها لاتصلح لما يصلح له الذكر ، وإنما كان يجوز لهم التحرير في الذكور دون الاناث ، لانها لاتصلح لما يصلح الذكر له من التحرير لخدمة بيت المقدس لما يلحقها من الحيض والنفاس والصيانة عن التبرج للناس ، وقال قتادة : لم يكن التحرير إلا في الغلمان فيما جرت به العادة ، وقيل : أرادت أن الذكر أفضل من الانثى على العموم وأصلح للاشياء « وإني سميتها مريم » وهي بلغتهم العابدة والخادمة فيما قيل ، (٣) وروى الثعلبي بإسناده عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : حسبك من نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وآسية (٤) امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد « وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم » خافت عليها ما يغلب على النساء من الآفات فقالت ذلك ، وقيل : إنما استعاذتها من طعنة الشيطان في جنبها التي لها يستهل الصبي صارخا ، فوقاها الله وولدها عيسى عليهالسلام منه بحجاب ، وقيل : إنما استعاذت من إغواء الشيطان الرجيم إياها « فتقبلها ربها » مع أنوثتها ورضي بها في النذر التي نذرته (٥) حنة للعبادة في بيت المقدس ، ولم يتقبل قبلها أنثى في ذلك المعنى
__________________
(١) زق الطائر فرخه : اطعمه بمنقاره.
(٢) في المصدر : وعقلها أنقص.
(٣) في المصدر : هنا زيادة وهي : وكانت مريم أفضل النساء في وقتها وأجملهن.
(٤) في المصدر : وآسية بنت مزاحم.
(٥) في المصدر : في النذر الذي نذرته.
وقيل : معناه : تكفل بها في تربيتها والقيام بشأنها ، عن الحسن. وقبوله إياها أنه ماعرتها علة ساعة في ليل أو نهار « بقبول حسن » أصله : بتقبل حسن ، وقيل : معناه : سلك بها طريق السعداء ، عن ابن عباس » وأنبتها نباتا حسنا « أي جعل نشوءها نشوءا حسنا ، وقيل : سوى خلقها فكانت تنبت في يوم ماينبت غيرها في عام ، عن ابن عباس ، وقيل : أنبتها في رزقها و غذائها حتى تمت امرأة بالغة تامة ، عن بان جريح.
وقال ابن عباس : لما بلغت تسع سنين صامت النهار وقامت الليل وتبتلت حتى غلبت الاحبار « وكفلها زكريا » بالتشديد أي ضمها الله عز اسمه إلى زكريا وجعله كفيلها ليقوم بها ، وبالتخفيف معناه : ضمها زكريا إلى نفسه ، وضمن القيام بأمرها ، وقالوا إن أم مريم أتت بها ملفوفة في خرقة إلى المسجد وقالت : دونكم النذيرة ، فتنافس فيها الاحبار لانها كانت بنت إمامهم وصاحب قربانهم ، فقال لهم زكريا عليهالسلام : أنا أحق بها لان خالتها عندي ، فقالت له الاحبار : إنها لو تركت لاحق الناس بها لتركت لامها التي ولدتها ، ولكنا نقرع عليها فتكون عند من خرج سهمه ، فانطلقوا وهم تسعة وعشرون رجلا إلى نهر جار فألقوا أقلامهم في الماء فارتفع قلم زكريا فوق الماء و رسبت أقلامهم ، عن ابن إسحاق وجماعة ، وقيل : بل تلبث قلم زكريا (١) وقام فوق الماء كأنه في طين ، وجرت أقلامهم مع جرية الماء فذهب بها الماء ، عن السدي ، فسهمهم زكريا وقرعهم وكان رأس الاحبار ونبيهم فذلك قوله تعالى : « وكفلها زكريا ».
قالوا : فلما ضم زكريا مريم إلى نفسه بنى لها بيتا واسترضع لها ، وقال محمد بن إسحاق : ضمها إلى خالتها أم يحيى حتى إذا شبت وبلغت مبلغ النساء بنى لها محرابا في المسجد وجعل بابه في وسطها لا يرقى إليها إلا بسلم مثل باب الكعبة ، ولا يصعد إليها غيره ، وكان يأتيها بطعامها وشرابها ودهنها كل يوم « كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا » يعني وجد زكريا عندها فاكهة في غير أوانها ، فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف غضا طريا ، وقيل : إنها لم ترضع قط وإنما كان يأتيها رزقها من الجنة « قال يامريم أنى لك هذا » يعني قال لها زكريا : كيف لك ومن أين لك هذا؟
__________________
(١) في المصدر : بل ثبت قلم زكريا.
كالمتعجب منه « قالت هو من عند الله » أي من الجنة ، وهذه تكرمة من الله لها وإن كان ذلك خارقا للعادة ، فإن عندنا يجوز أن تظهر الآيات الخارقة للعادة على غير الانبياء من الاولياء والاصفياء ، ومن منع ذلك من المعتزلة قالوا فيه قولين :
أحدهما : أنه كان ذلك تأسيسا لنبوة عيسى عليهالسلام ، عن البلخي ، والآخر أنه كان بدعاء زكريا عليهالسلام لها بالرزق في الجملة ، وكانت معجزة له ، عن الجبائي « إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ». (١)
٣ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبدالرحمن بن سالم ، عن مفضل بن عمر قال : قلت لابي عبدالله (ع) من غسل فاطمة (ع)؟ قال : ذاك أمير المؤمنين عليهالسلام ، كأنما استفظعت ذلك من قوله ، فقال لي : كأنك ضقت مما أخبرتك؟ فقلت : قد كان جعلت فداك ، فقال : لاتضيقن فإنها صديقة لم يكن يغسلها إلا صديق ، أما علمت أن مريم عليهاالسلام لم يغسلها إلا عيسى عليهالسلام. (٢)
٤ ـ شى : عن سيف ، عن نجم ، عن أبي جعفر (ع) قال : إن فاطمة عليهاالسلام ضمنت لعلي (ع) عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت ، وضمن لها علي عليهالسلام ماكان خلف الباب : نقل الحطب ، (٣) وأن يجئ بالطعام ، فقال لها يوما : يا فاطمة هل عندك شئ؟ قالت : والذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاث إلا شئ آثرتك به ، (٤) قال : أفلا أخبرتني؟ قالت : كان رسول الله (ص) نهاني أن أسألك شيئا ، فقال : لا تسألي ابن عمك شيئا ، إن جاءك بشئ عفوا وإلا فلا تسأليه ، قال : فخرج عليهالسلام فلقي رجلا فاستقرض منه دينارا ، ثم أقبل به وقد أمسى ، فلقي المقداد بن الاسود فقال للمقداد : ما أخرجك في هذه الساعة؟ قال : الجوع ، والذي عظم حقك يا أمير المؤمنين ، قال : فهو أخرجني وقد
__________________
(١) مجمع البيان ٢ : ٤٣٤ ٤٣٥ و ٤٣٦ ٤٣٧.
(٢) فروع الكافي ١ : ٤٤ ، ورواه أيضا في الاصول ١ : ٤٥٩ باسناده عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن احمد بن محمد بن ابي نصر ، عن عبدالرحمن بن سالم. وفي نسخة : كأنك استضقت. وفي الطريق الثاني : كانى استعظمت.
(٣) في نسخة من البرهان : من نقل الحطب.
(٤) في البرهان : منذ ثلاث ايام شئ نقريك به.
استقرضت دينارا وسأؤثرك به ، فدفعه إليه ، فأقبل فوجد رسول الله (ص) جالسا وفاطمة تصلي وبينهما شئ مغطى ، فلما فرغت أحضرت ذلك الشئ ، فإذا جفنة من خبز ولحم قال : يافاطمة أنى لك هذا؟ قالت : هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فقال رسول الله (ص) : ألا أحدثك بمثلك ومثلها؟ قال : بلى ، قال : مثل زكريا إذا دخل على مريم المحراب فوجد عندها رزقا قال : يامريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فأكلوا منها شهرا وهي الجفنة التي يأكل منها القائم عليهالسلام وهو عنده. (١)
٥ ـ ل : الفامي وابن مسرور معا ، عن ابن بطة ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن حماد ، عن حريز ، عمن أخبره ، عن أبي جعفر (ع) قال : أول من سوهم عليه مريم بنت عمران ، وهو قول الله : « وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم » والسهام ستة. الخبر. (٢)
يه : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم وابن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عمن أخبره ، عن حريز عنه عليهالسلام مثله. (٣)
بيان : قوله عليهالسلام : ( والسهام ستة ) ظاهره أن السهام في تلك الواقعة كانت ستة لكون المتنازعين ستة ، فيدل على بطلان مامر في كلام الطبرسي رحمه الله أنهم كانوا تسعة وعشرين ، ويحتمل أن يكون المراد كون سهام القرعة مطلقا ستة إذا لم يزد المطلوب عليها بضم السهام المبهمة كما دل عليه بعض الاخبار لكنه بعيد.
٦ ـ فس : « والتي أحصنت فرجها » قال : مريم لم ينظر إليها شئ « فنفخنا فيها من روحنا » قال : روح مخلوقة لله. (٤)
__________________
(١) تفسير العياشي مخطوط ، وأخرجه ايضا البحراني في البرهان ١ : ٢٨٢ وفيه : وهي عندنا.
(٢) الخصال ١ : ٧٥
(٣) من لايحضره الفقيه : ٣٣٦.
(٤) تفسير القمي : ٤٣٣ وفيه : قال : روح مخلوقة يعني امرنا.
٧ ـ فس : أبي ، عن داود بن محمد النهدي قال : دخل أبوسعيد المكاري (١) على أبي الحسن الرضا عليهالسلام فقال له : أبلغ من قدرك أن تدعي ما ادعى آباؤك؟ فقال له الرضا عليهالسلام : مالك أطفأ الله نورك وأدخل الفقر بيتك؟ أما علمت أن الله أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا فوهب له مريم ووهب لمريم عيسى؟ فعيسى بن مريم من مريم ، ومريم من عيسى ، ومريم وعيسى واحد ، وأنا من أبي ، وأبي مني ، وأنا وأبي شئ واحد الخبر. (٢)
مع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن داود بن محمد النهدي مثله. (٣)
٨ ـ فس : « إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك مافي بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم » فإن الله تبارك وتعالى أوحى إلى عمران إني واهب لك ذكرا يبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى بإذن الله ، (٤) فبشر عمران زوجته بذلك فحملت فقالت : « رب إني نذرت لك مافي بطني محررا » للمحراب ، وكانوا إذا نذروا نذرا محررا جعلوا ولدهم للمحراب « فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى » وأنت وعدتني ذكرا « وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم » فوهب الله لمريم عيسى عليهالسلام ، قال : وحدثني أبي ،
__________________
(١) هو هاشم ( او هشام ) بن حيان أبوسعيد المكاري على اختلاف ، ترجمع النجاشي والشيخ و غيرهما ، وكان وجها في الواقفة ، ذكر أبوعمرو الكشي الحديث في ابنه قال : حدثني حمدويه عن الحسن بن موسى قال : كان ابن أبي سعيد المكاري واقفا ، حدثني حمدويه قال : حدثني الحسن بن موسى قال : رواه علي بن عمر الزيات ، عن ابن أبي سعيد المكاري قال : دخل على الرضا عليهالسلام فقال له : فتحت بابك للناس وقعدت للناس تفتيهم ولم يكن ابوك يفعل هذا ، قال : ليس علي من هارون بأس ، فقال له : أطفأ الله نور قلبك وأدخل الفقر بيتك اما علمت ان الله اوحى إلى مريم أن في بطنك نبيا فولدت مريم عيسى؟ ثم ذكر نحو الحديث مع ذيل.
(٢) تفسير القمي : ٥٥١.
(٣) معاني الاخبار : ٦٥ ٦٦ ، وفيه : النهدى ، عن بعض اصحابنا قال : دخل ابن ابي سعيد المكاري. وللحديث فيه ذيل.
(٤) في نسخة : باذني.
عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن قلنا لكم في الرجل منا قولا فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك ، إن الله أوحى إلى عمران إني واهب لك ذكرا مباركا يبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى بإذني ، وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل ، فحدث امرأته حنة بذلك وهي أم مريم فلما حملت بها كان حملها عند نفسها غلاما فلما وضعتها أنثى قالت رب إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالانثى لان البنت لا تكون رسولا ، (١) يقول الله : « والله أعلم بما وضعت » فلما وهب الله لمريم عيسى عليهالسلام كان هو الذي بشر الله به عمران ووعده إياه ، فإذا قلنا لكم في الرجل منا شيئا وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك ، فلما بلغت مريم صارت في المحراب وأرخت على نفسها سترا وكان لايراها أحد ، وكان يدخل عليها زكريا المحراب فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف ، فكان يقول لها : « أنى لك هذا » فتقول : « هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ».
« وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين » قال : اصطفاها مرتين : أما الاولى فاصطفاها أي اختارها ، وأما الثانية فإنها حملت من غير فحل فاصطفاها بذلك على نساء العالمين ، قوله : « يامريم اقنتي لربك واسجدي و اركعي مع الراكعين » وإنما هو : واركعي واسجدي ، ثم قال الله لنبيه : « ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك » يامحمد « وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون » قال : لما ولدت اختصموا آل عمران فيها وكلهم قالوا : نحن نكفلها ، فخرجوا وضربوا بالسهام بينهم ، فخرج سهم زكريا عليهالسلام فكفلها زكريا (ع) ، قوله : « وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين » أي ذووجه وجاه. (٢)
٩ ـ ل : محمد بن علي بن إسماعيل ، عن أبي القاسم بن منيع ، (٣) عن شيبان بن
__________________
(١) في نسخة : الابنة لا تكون رسولا.
(٢) تفسير القمي : ٩١ و ٩٢ ، وفيه : ذا وجه وجاه.
(٣) في نسخة : عن منيع ، وحكى في ذيل الخصال المطبوع جديدا عن النسخ المخطوطة أنه أبوالعباس بن منيع ، قلت : فيهما وهم والصحيح ما في المتن وما في الخصال المطبوع والظاهر أنه ابوالقاسم عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البغوي الحافظ كان ابن بنت أحمد بن منيع البغوي ، ولد سنة