بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٢٨
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

( أبواب قصص داود )

( باب ١ )

* ( عمره ووفاته وفضائله وما أعطاه الله ومنحه ) *

* ( وعلل تسميته وكيفية حكمه وقضائه ) *

الايات ، النساء والاسرى « ٤ و ١٧ » وآتينا داود زبورا ١٦٣ و ٥٥.

المائدة « ٥ » لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ٧٨ و ٧٩.

الانعام « ٦ » ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف و موسى وهرون وكذلك نجزي المحسنين ٨٤.

الانبياء « ٢١ » وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم و كنا لحكمهم شاهدين * ففهمناها سليمان وكلا آتيناه حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين * وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون ٧٨ ٨٠.

النمل « ٢٧ » ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ١٥.

سبا « ٣٤ » ولقد آتينا داود منا فضلا ياجبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد* أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير ١٠ و ١١.

١

١ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن محمد بن الحسين ، (١) عن محمد بن الفضيل ، عن عبدالرحمن بن يزيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : مات داود النبي (ع) يوم السبت مفجوءا ، فأظلته الطير بأجنحتها ، ومات موسى كليم الله في التيه فصاح صائح من السماء : مات موسى وأي نفس لاتموت؟. (٢)

ين : محمد بن الحسين مثله.

٢ ـ ل : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن ابن أبي عثمان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن الاول عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : إن الله اختار من الانبياء أربعة للسيف : إبراهيم ، وداود ، وموسى ، وأنا ، الخبر. (٣)

٣ ـ ن ، ع : سأل الشامي أمير المؤمنين عليه‌السلام عمن خلق الله من الانبياء مختونا ، فقال : خلق الله عزوجل آدم مختونا ، وولد شيث مختونا ، وإدريس ، ونوح ، وسام بن نوح وإبراهيم ، وداود ، وسليمان ، ولوط ، وإسماعيل ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد صلوات الله عليهم. (٤)

٤ ـ مع : معنى داود أنه داوى جرحه بود ، وقد قيل : داوى وده بالطاعة حتى قيل عبد. (٥)

أقول : سيأتي الخبر في ذلك في قصة النملة.

٥ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عمن ذكره ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى لم يبعث أنبياء ملوكا في الارض إلا أربعة بعد نوح : ذو القرنين وإسمه عياش ، وداود ، وسليمان ، ويوسف عليهم‌السلام فأما عياش فملك مابين المشرق والمغرب ، وأما داود فملك مابين الشامات إلى بلاد إصطخر وكذلك ملك سليمان ، وأما يوسف فملك مصر وبراريها لم يجاوزها إلى غيرها. (٦)

__________________

(١) هكذا في النسخ وهو وهم ، والصحيح كما في المصدر : محمد بن الحصين بالصاد.

(٢) فروع الكافي ١ : ٣١.

(٣) الخصال ١ : ١٠٧.

(٤) عيون الاخبار : ١٣٤ علل الشرائع : ١٩٨.

(٥) معاني الاخبار : ١٩.

(٦) الخصال ١ : ١١٨.

٢

٦ ـ فس : « ولقد آتينا داود » إلى قوله : « المؤمنين » قال : إن الله عزوجل أعطى داود وسليمان مالم يعط أحدا من أنبياء الله من الآيات : علمهما منطق الطير ، وألان لهما الحديد والصفر من غير نار ، وجعلت الجبال يسبحن (١) مع داود ، وأنزل عليه الزبور ، فيه توحيد وتمجيد ودعاء وأخبار رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما والائمة (ع) (٢) وأخبار الرجعة وذكر القائم عليه‌السلام لقوله : « ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادي الصالحون ». (٣)

٧ ـ فس : « ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه » أي سبحي لله » والطير وألنا له الحديد « قال : كان داود إذا مر في البراري يقرأ الزبور تسبح الجبال والطير معه والوحوش ، وألان الله له الحديد مثل الشمع حتى كان يتخذ منه ما أحب.

وقال الصادق عليه‌السلام : اطلبوا الحوائج يوم الثلثاء فإنه اليوم الذي ألان الله فيه الحديد لداود (ع). وقوله : « أن اعمل سابغات » قال : الدروع « وقدر في السرد » قال : المسامير التي في الحلقة « واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير ». (٤)

بيان : قال الطبرسي رحمه الله : « ياجبال أوبي معه » أي قلنا للجبال : ياجبال سبحي معه ، عن ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد ، قالوا : أمر الله الجبال أن تسبح معه إذا سبح فسبحت معه ، وتأويله عند أهل اللغة : رجعي معه التسبيح ، من آب يؤوب ، و يجوز أن يكون سبحانه فعل في الجبال ما يأتي به منها التسبيح معجزا له ، وأما الطير فيجوز أن يسبح ويحصل له من التميز مايتأتى منه ذلك بأن يزيد الله في فطنته فيفهم ذلك. انتهى. (٥)

أقول : يمكن أن يكون تسبيح الجبال كناية عن تسبيح الملائكة الساكنين بها ، أو بأن خلق الله الصوت فيها ، أو على القول بأن للجمادات شعورا فلا حاجة إلى كثير تكلف

__________________

(١) في نسخة : وجعلت الجبال تسبح مع داود.

(٢) في المصدر : والائمة من ذريتهما

(٣) تفسير القمي : ٤٧٦.

(٤) تفسير القمي : ٥٣٦.

(٥) مجمع البيان ٨ : ٣٨١.

٣

وأما الطيور فلا دليل على عدم تمييزها وقابليتها للتسبيح ، مع أن كثيرا من الاخبار دلت على أن لها تسبيحا ، وما سيأتي من قصة النمل يؤيده.

ثم قال رحمه الله : وقيل : معناه سيري معه ، فكانت الجبال والطير تسير معه أينما سار. والتأويب : السير بالنهار ، وقيل : معناه : ارجعي إلى مراد داود فيما يريده من حفر بئر ، واستنباط عين ، واستخراج معدن (١) « أن اعمل سابغات » أي قلنا له : اعمل من الحديد دروعا تامات « وقدر في السرد » أي عدل في نسج الدروع ، ومنه قيل لصانعها سراد وزراد ، والمعنى : لا تجعل المسامير دقاقا فتنفلق ، ولا غلاظا فتكسر الحلق ، (٢) وقيل : السرد : المسامير التي في حلق الدروع. (٣)

٩ ـ فس : « وعلمناه صنعة لبوس لكم » أي الزرد (٤) « لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون » (٥)

بيان : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : « وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير » : قيل : معناه سيرنا الجبال مع داود حيث سار ، فعبر عن ذلك بالتسبيح لما فيه من الآية العظيمة التي تدعو إلى تسبيح الله تعالى وتعظيمه وتنزيهه عن كل ما لايليق به ، وكذلك تسخير الطير له تسبيح يدل على أن مسخرها قادر لايجوز عليه مايجوز على العباد ، عن الجبائي وعلي بن عيسى ، وقيل : إن الجبال كانت تجاوبه بالتسبيح ، وكذلك الطير تسبح معه بالغداة والعشي معجزة له ، عن وهب ، وفي قوله : « وعلمناه صنعة لبوس لكم » أي علمناه كيف يصنع الدرع ، قال قتادة : أول من صنع الدرع داود ، إنما كانت صفائح ، جعل الله سبحانه الحديد في يده كالعجين ، فهو أول من سردها وحلقها فجمعت الخفة والتحصين وهو قوله : « لتحصنكم من بأسكم » أي ليحرزكم ويمنعكم من وقع السلاح فيكم ،

__________________

(١) في المصدر زيادة وهي : ووضع طريق « وألنا له الحديد » فصار في يده كالشمع يعمل به ما شاء من غير أن يدخله النار ولا أن يضربه بالمطرقة ، عن قتادة.

(٢) انفلق : انشق ، وفي المصدر فتفلق أي فتشق. وفي نسخة : فتنكسر الحلق.

(٣) مجمع البيان ٨ : ٣٨١ و ٣٨٢.

(٤) في المصدر : يعني الدرع.

(٥) تفسير القمي : ٤٣١.

٤

عن السدي ، وقيل : معناه من حربكم ، أي في حالة الحرب والقتال ، وقيل : إن سبب إلانة الحديد لداود عليه‌السلام أنه كان نبيا ملكا وكان يطوف في ولايته متنكرا يتعرف أحوال عما له ومتصرفيه ، فاستقبله جبرئيل ذات يوم على صورة آدمي وسلم عليه ، فرد السلام وقال : ماسيرة داود؟ فقال : نعمت السيرة لولا خصلة فيه ، قال : وما هي؟ قال : أنه يأكل من بيت مال المسلمين ، فشكره وأثنى عليه وقال : لقد أقسم داود إنه لا يأكل من بيت مال المسلمين ، فعلم الله سبحانه صدقه فألان له الحديد كما قال : « وألنا له الحديد ». (١)

١٠ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي عن الرضا عليه‌السلام في قوله تعالى لداود : « وألنا له الحديد » قال : هي الدرع ، والسرد : تقدير الحلقة بعد الحلقة. (٢)

بيان : كأنه تفسير لتقدير السرد.

١١ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله تعالى : « واذكر عبدنا داود ذا الايد » قال : ذا القوة. (٣)

١٢ ـ فس : « إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق » يعني إذا طلعت الشمس. (٤)

١٣ ص : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن محمد البرقي ، عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبي بكر ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله (ع) قال : إن داود عليه‌السلام كان يدعو أن يلهمه الله القضاء بين الناس بما هو عنده تعالى الحق ، فأوحى إليه : يا داود إن الناس

__________________

(١) مجمع البيان ٧ : ٥٨

(٢) قصص الانبياء مخطوط.

(٣) قصص الانبياء مخطوط. وقد أورد المصنف هذه الاية وما بعدها في الباب الاتي في ضمن الايات ، والمناسبة تقتضي ايرادها في هذا الباب.

(٤) تفسير القمي : ٥٦٢.

٥

لا يحتملون ذلك ، وإني سأفعل ، وارتفع إليه رجلان فاستعداه (١) أحدهما على الآخر فأمر المستعدى عليه أن يقوم إلى المستعدي فيضرب عنقه ففعل ، فاستعظمت بنو إسرائيل ذلك وقالت : رجل جاء يتظلم من رجل فأمر الظالم أن يضرب عنقه! فقال : رب أنقذني من هذه الورطة ، (٢) قال : فأوحى الله تعالى إليه : يا داود سألتني أن ألهمك القضاء بين عبادي بما هو عندي الحق ، وإن هذا المستعدي قتل أبا هذا المستعدى عليه ، فأمرت فضربت (٣) عنقه قودا بأبيه وهو مدفون في حائط كذا وكذا تحت شجرة كذا ، فأته فناده باسمه فإنه سيجيبك فسله ، قال : فخرج داود عليه‌السلام وقد فرح فرحا شديدا لم يفرح مثله فقال لبني إسرائيل : قد فرج الله ، فمشى ومشوا معه فانتهى إلى الشجرة فنادى : يافلان ، فقال : لبيك يانبي الله ، قال : من قتلك؟ قال : فلان ، فقالت بنو إسرائيل : لسمعناه يقول : يانبي الله ، فنحن نقول كما قال ، فأوحى الله تعالى إليه : ياداود إن العباد لا يطيقون الحكم بما هو عندي الحكم ، فسل المدعي البينة ، وأضف المدعى عليه إلى اسمي. (٤)

١٣ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى عن ابن محبوب ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر (ع) قال : إن داود (ع) سأل ربه أن يريه قضية من قضايا الآخرة ، فأوحى الله إليه : يا داود إن الذي سألتني لم أطلع عليه (٥) أحدا من خلقي ولا ينبغي لاحد أن يقضي به غيري ، قال : فلم يمنعه ذلك أن عاد فسأل الله أن يريه قضية من قضايا الآخرة ، قال : فأتاه جبرائيل فقال : لقد سألت ربك شيئا ما سأله قبلك نبي من أنبيائه صلوات الله عليهم ، يا داود إن الذي سألت لم يطلع الله عليه أحدا من خلقه ، ولا ينبغي لاحد أن يقضي به غيره ، فقد أجاب الله تعالى دعوتك وأعطاك ما سألت ، إن أول خصمين يردان عليك غدا القضية فيهما من قضايا الآخرة ، فلما أصبح

__________________

(١) اي استعان به واستنصره.

(٢) الورطة : كل امر تعسر النجاة منه.

(٣) هكذا في النسخ ، ولعله مصحف ( فضرب ) وان كان العنق قد يؤنث ، ويمكن ان يقرأ بالخطاب. والقود : القصاص وقتل القاتل بدل القتيل.

(٤) قصص الانبياء مخطوط. اضاف الشئ إلى الشئ : اماله واسنده وضمه.

(٥) أطلعه عليه : أظهره له.

٦

داود وجلس في مجلس القضاء أتى شيخ (١) متعلق بشاب ومع الشاب عنقود من عنب ، فقال الشيخ : يانبي الله إن هذا الشاب دخل بستاني ، وخرب كرمي ، وأكل منه بغير إذني ، (٢) قال : فقال داود للشاب : ماتقول؟ فأقر الشاب بأنه قد فعل ذلك ، فأوحى الله تعالى إليه : يا داود إن كشفت لك من قضايا الآخرة فقضيت بها بين الشيخ والغلام لم يحتملها قلبك ، ولا يرضى بها قومك ، (٣) ياداود إن هذا الشيخ اقتحم على والد هذا الشاب في بستانه فقتله ، وغصبه بستانه ، (٤) وأخذ منه أربعين ألف درهم ، فدفنها في جانب بستانه فادفع إلى الشاب سيفا ومره أن يضرب عنق الشيخ ، وادفع إليه البستان ومره أن يحفر في موضع كذا من البستان ويأخذ ماله ، قال : ففزع داود عليه‌السلام من ذلك ، وجمع علماء أصحابه وأخبرهم الخبر ، وأمضى القضية على ما أوحى الله إليه. (٥)

كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب مثله. (٦)

١٥ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق بإسناده إلى ابن أورمة ، عن فضالة ، عن داود ابن فرقد ، عن إسماعيل بن جعفر قال : اختصم رجلان إلى داود النبي في بقرة ، فجاء هذا ببينة ، (٧) وجاء هذا ببينه على أنها له فدخل داود المحراب فقال : يارب قد أعياني أن أحكم بين هذين ، فكن أنت الذي تحكم ، (٨) فأوحى الله تعالى : اخرج فخذ البقرة من الذي هي في يده وادفعها إلى آخر واضرب عنقه ، قال : فضجت بنو إسرائيل (٩) وقالوا : جاء هذا ببينة وجاء هذا ببينة مثل بينة هذا وكان أحقهم بإعطائها الذي هي في يده ، فأخذها منه

__________________

(١) في الكافي : قال فلما أصبح داود جلس في مجلس القضاء أتاه شيخ.

(٢) في الكافي هنا زيادة وهي : وهذا العنقود أخذه بغير اذني.

(٣) في الكافي : إني ان كشفت لك عن قضايا الاخرة فقضيت بها بين الشيخ والغلام لم يحتملها قلبك ولم يرض بها قومك.

(٤) في الكافي : وغصب بستانه.

(٥) القصص مخطوط. أمضى القضية : أجازها.

(٦) فروع الكافي ٢ : ٣٦١ و ٣٦٢.

(٧) في الكافي : فجاء هذا ببينة على أنها له.

(٨) في المصدر : فكن انت الذي يحكم.

(٩) في المصدر : فضجت بنو اسرائيل من ذلك.

٧

وضرب عنقه وأعطاها للآخر فدخل داود المحراب فقال : يارب قد ضجت بنو إسرائيل بما حكمت (١) فأوحى الله تعالى إليه : إن الذي كانت البقرة في يده لقي أبا الآخر فقتله و أخذ البقرة منه ، فإذا جاءك مثل هذا فاحكم بينهم بما ترى ، (٢) ولا تسألني أن أحكم بينهم حتى الحساب. (٣)

كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة مثله. (٤)

١٦ ـ ص بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن علي ابن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان على عهد داود (ع) سلسلة يتحاكم الناس إليها ، وإن رجلا أودع رجلا جوهرا فجحده إياه فدعاه إلى سلسلة فذهب معه إليها ، وقد أدخل الجوهر في قناة ، فلما أراد أن يتناول السلسلة قال له : أمسك هذه القناة حتى آخذ السلسلة ، فأمسكها ودنا الرجل من السلسلة فتناولها وأخذها وصارت في يده ، فأوحى الله تعالى إلى داود عليه‌السلام : أن احكم بينهم بالبينات وأضفهم إلى اسمي يحلفون به ، ورفعت السلسلة. (٥)

١٧ ـ ك : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، ومحمد العطار ، عن الاشعري ، عن محمد بن يوسف التميمي ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام ، عن النبي (ص) قال : عاش داود مائة سنة ، منها أربعون سنة ملكه. (٦)

١٨ ـ كا : أبوعلي الاشعري ، عن عيسى بن أيوب ، عن علي بن مهزيار ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما عرض على آدم ولده نظر إلى داود فأعجبه فزاده خمسين سنة من عمره ، قال : ونزل عليه جبرئيل وميكائيل فكتب عليه ملك الموت صكا

__________________

(١) في المصدر : قد ضجت بنو اسرائيل مما حكمت.

(٢) أي بما ترى من البينة وبالايمان.

(٣) قصص الانبياء مخطوط.

(٤) فروع الكافي ٢ : ٣٦٦.

(٥) قصص الانبياء مخطوط.

(٦) كمال الدين ٢٨٩. وفيه : منها اربعون سنة في ملكه.

٨

بالخمسين سنة ، (١) فلما حضرته الوفاة نزل عليه ملك الموت ، فقال آدم : قد بقي من عمري خمسون سنة ، فقال : فأين الخمسون التي جعلتها لابنك داود؟ قال : فإما أن يكون نسيها أو أنكرها ، فنزل عليه جبرئيل وميكائيل وشهدا عليه فقبضه ملك الموت ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : وكان أول صك كتب في الدنيا. (٢)

٨ ـ شى : عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى أهبط ظللا من الملائكة على آدم وهو بواد يقال له الروحاء (٣) وهو واد بين الطائف و مكة ، ثم صرخ بذريته وهم ذر (٤) قال فخرجوا كما يخرج النحل من كورها (٥) فاجتمعوا على شفير الوادي ، فقال الله لآدم : انظر ماذا ترى؟ فقال آدم : ذرا كثيرا (٦) على شفير الوادي ، فقال الله : يا آدم هؤلاء ذريتك ، أخرجتهم من ظهرك لآخذ عليهم الميثاق لي بالربوبية ، ولمحمد بالنبوة ، كما أخذته عليهم في السماء ، قال آدم : يارب وكيف وسعتهم ظهري؟ قال الله : يا آدم بلطف صنيعي ونافذ قدري ، قال آدم : يارب فما تريد منهم في الميثاق؟ قال الله : أن لا يشركوا بي شيئا ، قال آدم : فمن أطاعك منهم يارب فما جزاؤه؟ قال الله : أسكنه جنتي ، قال آدم : فمن عصاك فما جزاؤه؟ قال : أسكنه

__________________

(١) قد نص فيما تقدم من الاخبار في قصص آدم عليه‌السلام وفيما ياتي بعد ذلك أن كتابة الصك صارت سنة بعد مانسى ذلك آدم عليه‌السلام فتامل. ويعارضها ذلك وخبر تقدم هناك ، وعلى اي لا صعد القول بصدورها تقية لانها تشتمل على السهو الذي يخالف مذهب الامامية والعامة رووها بطرق مختلفة. والصك : كتاب الاقرار بالمال أو غيره.

(٢) فروع الكافي ٢ : ٣٤٨ ٣٤٩.

(٣) الروحاء : من عمل الفرع على نحو من اربعين يوما ، أو ست وثلاثين يوما ، أو ثلاثين على اختلاف ذكره ياقوت ، والفرع : قرية من نواحي المدينة عن يسار السقيا بينها وبين المدينة ثمانية برد على طريق مكة ، وقيل أربع ليال. وتقدم في الحديث الثاني من الباب الثامن من قصص آدم عليه‌السلام وادي الدخيا وغيره ، وذكرنا هناك ما يقتضى المقام ، وبذلك يعرف ان ما تقدم هناك مصحف راجع ١١ : ٢٥٩

(٤) في نسخة : ثم خرج بذريته وهم ذر.

(٥) الكور بالضم : موضع الزنابير.

(٦) في نسخة : ذر كثير.

٩

ناري ، قال آدم : يارب لقد عدلت فيهم وليعصينك أكثرهم إن لم تعصمهم. قال أبوجعفر (ع) : ثم عرض الله على آدم أسماء الانبياء وأعمارهم ، قال : فمر آدم باسم داود النبي (ع) فإذا عمره أربعون سنة ، فقال : يارب ما أقل عمر داود وأكثر عمري! يارب إن أنا زدت داود من عمري ثلاثين سنة أينفذ ذلك له؟ قال : نعم يا آدم ، قال : فإني قد زدته من عمري ثلاثين سنة ، فأنفذ ذلك له وأثبتها له عندك واطرحها من عمري ، قال : فأثبت الله لداود من عمره ثلاثين سنة ، ولم يكن له عند الله مثبتا ، ومحا من عمر آدم ثلاثين سنة وكانت له عند الله مثبتا. فقال أبوجعفر (ع) : فذلك قول الله : « يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب » قال : فمحا الله ما كان عنده مثبتا لآدم ، وأثبت لداود مالم يكن عنده مثبتا.

قال : فلما دنا عمر آدم هبط عليه ملك الموت عليه‌السلام ليقبض روحه ، فقال له آدم (ع) : ياملك الموت قد بقي من عمري ثلاثين سنة ، فقال له ملك الموت : ألم تجعلها لابنك داود النبي عليه‌السلام ، وطرحتها من عمرك حيث عرض الله عليك أسماء الانبياء من ذريتك ، وعرض عليك أعمارهم وأنت بوادي الروحاء؟ فقال آدم : يا ملك الموت ما أذكر هذا ، فقال له ملك الموت : يا آدم لاتجهل ، ألم تسأل الله أن يثبتها لداود ويمحوها من عمرك؟ فأثبتها لداود في الزبور ومحاها من عمرك من الذكر ، قال : فقال آدم : احضر الكتاب حتى أعلم ذلك ، قال أبوجعفر عليه‌السلام : وكان آدم صادقا لم يذكر ، قال أبوجعفر (ع) : فمن ذلك اليوم أمر الله العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى أجل مسمى لنسيان آدم وجحود ماجعل على نفسه. (١)

أقول : قد مضت الاخبار في ذلك في أبواب قصص آدم عليه‌السلام وفي بعضها أنه زاد في عمر داود عليه‌السلام ستين سنة تمام المائة ، وهو أوفق بسائر الاخبار ، والله يعلم.

١٩ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبان بن عثمان ، عمن أخبر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : في كتاب علي (ع) : إن نبيا من الانبياء شكا إلى ربه القضاء ، فقال : كيف أقضي بما لم ترعيني ولم تسمع أذني؟ فقال : اقض بينهم بالبينات وأضفهم إلى اسمي يحلفون به. وقال : إن داود عليه‌السلام قال : يارب أرني

__________________

(١) تفسير العياشي مخطوط.

١٠

الحق كما هو عندك حتى أقضي به ، فقال : إنك لا تطيق ذلك ، فألح على ربه حتى فعل ، فجاءه رجل يستعدي على رجل ، فقال : إن هذا أخذ مالي ، فأوحى الله عزوجل إلى داود : إن هذا المستعدي قتل أبا هذا وأخذ ماله ، فأمر داود بالمستعدي فقتل فأخذ ماله فدفعه إلى المستعدى عليه ، قال : فعجب الناس (١) وتحدثوا حتى بلغ داود عليه‌السلام ودخل عليه من ذلك ما كره ، فدعا ربه أن يرفع ذلك ففعل ، ثم أوحى الله عزوجل إليه أن احكم بينهم بالبينات ، وأضفهم إلى اسمي يحلفون به. (٢)

٢٠ ـ يه : قال أبوجعفر (ع) : دخل علي عليه‌السلام المسجد فاستقبله شاب وهو يبكي وحوله قوم يسكتونه ، فقال علي عليه‌السلام : ما أبكاك؟ فقال : يا أمير المؤمنين إن شريحا قضى علي بقضية ما أدري ماهي ، إن هؤلاء النفر خرجوا بأبي معهم في سفرهم فرجعوا ولم يرجع أبي ، فسألتهم عنه فقالوا : مات ، فسألتهم عن ماله فقالوا : ماترك مالا ، فقدمتهم إلى شريح فاستحلفهم ، وقد علمت يا أمير المؤمنين أن أبي خرج ومعه مال كثير ، فقال لهم أمير المؤمنين (ع) : ارجعوا ، فردهم جميعا والفتى معهم إلى شريح ، فقال له : ياشريح كيف قضيت بين هؤلاء؟ قال : يا أمير المؤمنين ادعى هذا الفتى على هؤلاء النفر أنهم خرجوا في سفر وأبوه معهم فرجعوا ولم يرجع أبوه ، فسألتهم عنه فقالوا : مات ، وسألتهم عن ماله فقالوا : ماخلف شيئا ، فقلت للفتى : هل لك بينة على ماتدعي؟ قال : لا ، فاستحلفتهم ، فقال عليه‌السلام لشريح : ياشريح هيهات! هكذا تحكم في مثل هذا؟ فقال : كيف هذا يا أمير المؤمنين؟ (٣) فقال علي عليه‌السلام : ياشريح والله لاحكمن فيه بحكم ماحكم به خلق قبلي إلا داود النبي عليه‌السلام يا قنبر ادع لي شرطة الخميس ، (٤) فدعاهم ، فوكل بهم (٥)

__________________

(١) في نسخة. فتعجب الناس.

(٢) فروع الكافي ٢ : ٣٥٩.

(٣) في التهذيب : كيف كان هذا يا أمير المؤمنين؟

(٤) الشرطة بالضم : هم اول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت وطائفة من أعوان الولاة ، سموا بذلك لانهم اعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها ، والمراد منه هنا لعله الاول. الخميس : الجيش سمى به لانه مقسوم بخمسة أقسام : المقدمة والساقة والميمنة والميسرة والقلب ، وسئل الاصبغ ابن نباتة : كيف سميتم شرطة الخميس؟ فقال : انا ضمنا له الذبح وضمن لنا الفتح ، يعني امير المؤمنين عليه‌السلام.

(٥) التهذيب خال عن كلمة « بهم ».

١١

بكل واحد منهم رجلا من الشرطة ، ثم نظر أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى وجوههم فقال : ماذا تقولون؟ أتقولون إني لا أعلم ماصنعتم بأب هذا الفتى؟ إني إذا لجاهل ، ثم قال : فرقوهم وغطوا رؤوسهم ، ففرق بينهم وأقيم كل واحد منهم إلى أسطوانة من أساطين المسجد ورؤوسهم مغطاة بثيابهم ، ثم دعا بعبيد الله بن أبي رافع كاتبه ، فقال : هات صحيفة ودواتا ، وجلس علي عليه‌السلام في مجلس القضاء واجتمع الناس إليه ، فقال : إذا أنا كبرت فكبروا ، ثم قال للناس : افرجوا ، ثم دعا بواحد منهم فأجلسه بين يديه فكشف عن وجهه ، ثم قال لعبيد الله : اكتب إقراره وما يقول ، ثم أقبل عليه بالسؤال ، ثم قال له : في أي يوم خرجتم من منازلكم وأبوهذا الفتى معكم؟ فقال الرجل : في يوم كذا وكذا ، فقال : وفي أي شهر؟ قال : في شهر كذا وكذا ، (١) قال : وإلى أين بلغتم من سفركم حين مات أبوهذا الفتى؟ قال : إلى موضع كذا وكذا ، قال : وفي أي منزل مات؟ قال : في منزل فلان ابن فلان ، قال : وما كان من مرضه؟ (٢) قال : كذا وكذا ، قال : كم يوما مرض؟ قال : كذا وكذا يوما ، قال : فمن كان يمرضه؟ وفي أي يوم مات؟ ومن غسله؟ و أين غسله؟ ومن كفنه؟ وبما كفنتموه؟ ومن صلى عليه؟ ومن نزل قبره؟ فلما سأله عن جميع ما يريد كبر علي عليه‌السلام وكبر الناس معه ، فارتاب أولئك الباقون ولم يشكوا أن صاحبهم قد أقر عليهم وعلى نفسه ، فأمر أن يغطى رأسه وأن ينطلقوا به إلى الحبس ، ثم دعا بآخر فأجلسه بين يديه وكشف عن وجهه ، ثم قال : كلا ، زعمت أني لا أعلم ما صنعتم؟ فقال : يا أمير المؤمنين ما أنا إلا واحد من القوم ، ولقد كنت كارها لقتله ، فأقر ، ثم دعا بواحد بعد واحد وكلهم يقر بالقتل وأخذ المال ، ثم رد الذي كان أمر به إلى السجن فأقر أيضا فألزمهم المال والدم.

وقال شريح : يا أمير المؤمنين وكيف كان حكم داود عليه‌السلام؟ فقال : إن داود النبي عليه‌السلام مر بغلمة يلعبون وينادون بعضهم : مات الدين ، فدعا منهم غلاما فقال له : يا غلام ما اسمك؟ فقال : اسمي مات الدين ، فقال له داود : من سماك بهذا الاسم؟ قال : أمي ،

__________________

(١) في التهذيب زيادة وهي : فقال : في أي سنة؟ قال : في سنة كذا وكذا.

(٢) في التهذيب : وما كان مرضه؟

١٢

فانطلق إلى أمه ، فقال : يا امرأة ما اسم ابنك هذا؟ قالت : مات الدين ، فقال لها : ومن سماه بهذا الاسم؟ قالت : أبوه ، قال : وكيف كان ذلك؟ قالت : إن أباه خرج في سفر له ومعه قوم وهذا الصبي حمل في بطني ، فانصرف القوم ولم ينصرف زوجي فسألتهم عنه ، فقالوا : مات ، قلت : أين ماترك؟ (١) قالوا : لم يخلف مالا ، فقلت : أوصاكم بوصية؟ فقالوا : نعم ، زعم أنك حبلى ، فما ولدت من ولد ذكر أو أنثى فسميه مات الدين ، فسميته ، فقال : أتعرفين القوم الذين كانوا خرجوا مع زوجك؟ قالت : نعم ، قال : فأحياء هم أم أموات؟ قالت : بل أحياء ، قال : فانطلقي بنا إليهم ، ثم مضى معها فاستخرجهم من منازلهم فحكم بينهم بهذا الحكم فثبت عليهم المال والدم ، ثم قال للمرأة : سمي ابنك عاش الدين. (٢)

يب : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله. (٣)

٢١ ـ يه : التفليسي ، عن السمندي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أوحى الله تعالى إلى داود عليه‌السلام : إنك نعم العبد لولا أنك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئا ، قال : فبكى داود عليه‌السلام فأوحى الله تعالى إلى الحديد : أن لن لعبدي داود ، فألان الله تعالى له الحديد ، فكان يعمل كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم ، فعمل عليه‌السلام ثلاث مائة وستين درعا (٤) فباعها بثلاث مائة وستين ألفا ، واستغنى عن بيت المال. (٥)

٢٢ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعلي بن محمد جميعا ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان ابن داود ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله (ع) قال : من تعذرت عليه الحوائج فليلتمس طلبها يوم الثلثاء ، فإنه اليوم الذي ألان الله فيه الحديد لداود عليه‌السلام. (٦)

__________________

(١) في نسخة : اين ماله؟

(٢) من لا يحضره الفقيه : ٣٢٢.

(٣) التهذيب ٢ : ٩٦ ٩٧.

(٤) في المصدر : فعمل عليه‌السلام بيده ثلاث مائة وستين درعا.

(٥) من لايحضره الفقيه : ٣٥٥.

(٦) روضة الكافي : ١٤٣.

١٣

٢٣ ـ شا : روى عبدالله بن عجلان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا قام قائم آل محمد عليه وعليهم‌السلام حكم بين الناس بحكم داود ، لايحتاج إلى بينة ، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه. (١)

أقول : قال صاحب الكامل : كان داود بن إيشا (٢) من أولاد يهودا ، وكان قصيرا أزرق ، قليل الشعر ، فلما قتل طالوت أتى بنو إسرائيل داود وأعطوه خزائن طالوت وملكوه عليهم ، (٣) وقيل : إن داود ملك قبل أن يقتل جالوت ، (٤) فلما ملك جعله الله نبيا ملكا ، وأنزل عليه الزبور وعلمه صنعة الدروع ، وألان له الحديد ، وأمر الجبال والطير أن يسبحن معه إذا سبح ، ولم يعط الله أحدا مثل صوته ، كان إذا قرأ الزبور تدنو الوحش حتى يؤخذ بأعناقها ، وكان شديد الاجتهاد ، كثير العبادة والبكاء ، وكان يقوم الليل ، ويصوم نصف الدهر ، وكان يحرسه كل يوم وليلة أربعة آلاف ، وكان يأكل من كسب يده أربعة آلاف ، قيل : أصاب الناس في زمان داود (ع) طاعون جازف ، (٥) فخرج بهم إلى موضع بيت المقدس ، وكان يرى الملائكة تعرج منه إلى السماء ، فلهذا قصده ليدعو فيه ، فلما وقف موضع الصخرة دعا الله تعالى في كشف الطاعون عنهم ، فاستجاب الله ورفع الطاعون ، فاتخذوا ذلك الموضع مسجدا ، وكان الشروع في بنائه لاحد عشر سنة مضت من ملكه ، وتوفي قبل أن يستتم بناؤه وأوصى إلى سليمان بإتمامه.

ثم إن داود عليه‌السلام توفي ، وكانت له جارية تغلق الابواب كل ليلة وتأتية بالمفاتيح ويقوم إلى عبادته ، فأغلقتها ليلة فرأت في الدار رجلا ، فقالت : من أدخلك الدار؟ قال : أنا الذي أدخل على الملوك بغير إذن ، فسمع داود (ع) قوله فقال : أنت ملك الموت؟ فهلا أرسلت إلي فأستعد للموت؟ قال : قد أرسلنا إليك كثيرا ، قال : من كان رسولك؟ قال : أين أبوك وأخوك وجارك ومعارفك؟ قال : ماتوا ، قال : فهم كانوا رسلي إليك بأنك تموت

__________________

(١) الارشاد : ٣٤٥.

(٢) هو داود بن ايشا بن عوبذ بن باعز بن سلمون بن نحشون بن عمى ناذب بن رام بن حصرون ابن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم.

(٣) اي صيروه ملكا.

(٤) طالوت ( ظ ).

(٥) الصحيح كما في المصدر : « طاعون جارف » والجارف : الموت العام.

١٤

كما ماتوا ، ثم قبضه ، فلما مات ورث سليمان ملكه وعلمه ونبوته ، وكان له تسعة عشر ولدا ، فورثه سليمان دونهم ، وكان عمر داود عليه‌السلام لما توفي مائة ، صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت مدة ملكه أربعين سنة. (١)

٢٤ ـ كتاب البيان لابن شهرآشوب : يقال : إن داود عليه‌السلام جزأ ساعات الليل والنهار على أهله ، فلم يكن ساعة إلا وإنسان من أولاده في الصلاة ، فقال تعالى : « اعملوا آل داود شكرا ». (٢)

٢٥ ـ نهج : وإن شئت ثلثت بداود عليه‌السلام صاحب المزامير ، وقارئ أهل الجنة ، فلقد كان يعمل سفائف الخوص بيده ، ويقول لجلسائه : أيكم يكفيني بيعها؟ ويأكل قرص الشعير من ثمنها. (٣)

بيان : قال الفيروزآبادي : مزامير داود عليه‌السلام ما كان يتغنى به من الزبور ، وقال ابن أبي الحديد : إن داود عليه‌السلام أعطي من طيب النغم ولذة ترجيع القراءة ما كانت الطيور لاجله تقع عليه وهو في محرابه ، والوحش تسمعه ، فتدخل بين الناس ولا تنفر منهم لما قد استغرقها من طيب صوته. وسفائف الخوص جمع سفيفة وهي النسيجة منه. والخوص : ورق النخل. (٤)

أقول : لعل هذا كان قبل أن ألان الله له الحديد.

٢٦ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله (ع) قال : كان رسول الله (ص) أول مابعث كان يصوم حتى يقال ما يفطر ويفطر حتى يقال مايصوم ، ثم ترك ذلك وصام يوما وأفطر يوما ، وهو صوم داود عليه‌السلام الخبر. (٥)

__________________

(١) كامل ابن الاثير ١ : ٧٦ و ٧٧ و ٧٨.

(٣) مخطوط

(٣) نهج البلاغة ١ : ٢٩٣.

(٤) شرح النهج ٢ : ٤٧١.

(٥) فروع الكافي ١ : ١٨٧.

١٥

الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء ، عن حماد بن عثمان ، عنه عليه‌السلام مثله. (١)

٢٧ ـ كا : أبوعلي الاشعري ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن علي بن مهزيار عن عثمان بن عيسى ، عن ابن مسكان ، عمن رواه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال إن داود عليه‌السلام لما ( وقف )؟ الموقف بعرفة نظر إلى الناس وكثرتهم ، فصعد الجبل فأقبل يدعو ، فلما قضى نسكه أتاه جبرئيل فقال له : يا داود يقول لك ربك : لم صعدت الجبل؟ ظننت أنه يخفى علي صوت من صوت؟! ثم مضى به إلى البحر إلى جدة فرسب (٢) به في الماء مسيرة أربعين صباحا في البر ، فإذا صخرة ففلقها فإذا فيها دودة ، فقال : يا داود يقول لك ربك : أنا أسمع صوت هذه في بطن هذه الصخرة في قعر هذا البحر ، فظننت أنه يخفى علي صوت من صوت؟! (٣)

بيان : لعله إنما ظن هذا غيره فنسب إليه ليعلم غيره ذلك ، أو أنه ظن أن من أدب الدعاء أن لاتكون الاصوات مختلطة فنبه بذلك على خلافه ، أو أن فعله لما كان مظنة ذلك عوتب بذلك وإن لم يكن غرضه ذلك والله يعلم.

٢٨ ـ ين : النضر ، عن محمد بن سنان ، عن موسى بن بكر ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال داود النبي عليه‌السلام : لاعبدن الله اليوم عبادة ولاقرأن قراءة لم أفعل مثلها قط ، فدخل محرابه ففعل ، فلما فرغ من صلاته إذا هو بضفدع في المحراب ، فقال له : يا داود أعجبك اليوم ما فعلت من عبادتك وقراءتك؟ فقال : نعم ، فقال : لا يعجبنك ، فاني أسبح الله في كل ليلة ألف تسبيحة يتشعب لي مع كل تسبيحة ثلاثة آلاف تحميدة ، وإني لاكون في قعر الماء فيصوت الطير في الهواء فأحسبه جائعا فأطفوله (٤) على الماء ليأكلني وما لي ذنب. (٥)

__________________

(١) فروع الكافي ١ : ١٨٧ ، والفاظ الحديث يخالف مارواه محمد بن مسلم بكثير الا انه بمعناه.

(٢) رسب الشئ في الماء : سقط إلى اسفله.

(٣) فروع الكافي ١ : ٢٢٤.

(٤) طفا : علا فوق الماء ولم يرسب ومنه السمك الطافي وهو الذي يموت في الماء فيعلو و يظهر. (٥) مخطوط.

١٦

٢٩ ـ ين : الحسن بن محمد ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن داود النبي عليه‌السلام كان ذات يوم في محرابه إذ مرت به دودة حمراء صغيرة تدب حتى انتهت إلى موضع سجوده ، فنظر إليها داود وحدث في نفسه : لم خلقت هذه الدودة؟ فأوحى الله إليها : تكلمي ، فقالت له : ياداود هل سمعت حسي أواستبنت (١) على الصفا أثري؟ فقال لها داود : لا ، قالت : فإن الله يسمع دبيبي ونفسي وحسي ويرى أثر مشيي فاخفض من صوتك. (٢)

عرائس الثعلبي : قال وهب : إن داود عليه‌السلام لما تاب الله عليه بكى على خطيئته ثلاثين سنة لا يرقأ له دمعة (٣) ليلا ولا نهارا ، فقسم الدهر على أربعة أيام : يوم للقضاء بين بني إسرائيل ، ويوم لنسائه ، ويوم يسبح فيه في الفيافي والجبال والساحل ، ويوم يخلو في دار له فيها أربعة آلاف محراب ، فيجتمع إليه الرهبان فينوح معهم على نفسه ويساعدونه على ذلك ، فإذا كان يوم سياحته يخرج إلى الفيافي فيرفع صوته بالمزامير فيبكي ويبكي معه الشجر والمدر والرمال والطير والوحوش والحيتان ودواب البحر وطير الماء والسباع ، ويبكي معه الجبال والحجارة والدواب والطير حتى يسيل من دموعهم مثل الانهار ، ثم يجئ إلى البحار فيرفع صوته بالمزامير ويبكي فتبكي معه الحيتان ودواب البحر ، فإذا أمسى رجع ، وإذا كان يوم نوحه على نفسه نادى مناديه : إن اليوم يوم نوح داود على نفسه فليحضر من يساعده ، قال : فيدخل الدار التي فيها المحاريب فيبسط له ثلاثة فرش من مسوح (٤) حشوها الليف فيجلس عليها ويجئ الرهبان أربعة آلاف راهب عليهم البرانس وفي أيديهم العصي ، فيجلسون في تلك المحاريب ، ثم يرفع داود صوته بالبكاء والنوح على نفسه ويرفع الرهبان معه أصواتهم ، فلا يزال يبكي حتى يغرق الفراش من

__________________

(١) أي استوضحته وعرفته بينا.

(٢) مخطوط أورده المسعودي أيضا في اثبات الوصية ، وفيه : فأوحى الله إليه أن تكلمه ، فقالت له : أنا على صغري وتهاونك بي اكثر لذكر الله منك ، ياداود هل سمعت حسي أو تبينت أثري؟

(٣) أي لا يجف ولا ينقطع.

(٤) جمع المسح : البلاس يقعد عليه.

١٧

دموعه ، ويقع داود فيها مثل الفرخ يضطرب ، فيجئ ابنه سليمان عليه‌السلام فيحمله ، ويأخذ داود من تلك الدموع بكفيه ثم يمسح بها وجهه ويقول : يارب اغفر ماترى ، فلو عدل بكاء داود ودموعه ببكاء أهل الدنيا ودموعهم لعدلها ، وقال وهب : لما تاب الله على داود عليه‌السلام كان يبدأ بالدعاء ويستغفر للخاطئين قبل نفسه ، فيقول : اللهم اغفر للخاطئين ، فعساك تغفر لداود معهم.

وروي أنه عليه‌السلام كان بعد الخطيئة لا يجالس إلا الخاطئين ، ثم يقول : تعالوا إلى داود الخاطئ ، ولا يشرب شرابا إلا وهو ممزوج بدموع عينيه ، وكان يذر عليه الملح و الرماد (١) فيقول وهو يأكل : هذا أكل الخاطئين ، وكان قبل الخطيئة يقوم نصف الليل ويصوم نصف الدهر ، وبعدها صام الدهر كله ، وقام الليل كله. (٢)

__________________

(١) فيه غرابة ظاهرة وكذا فيما تقدم من قوله : حتى يغرق الفراش من دموعه ، وهو بالاغراق والمبالغة أشبه.

(٢) العرائس : ١٥٩.

١٨

( باب ٢ )

* ( قصة داود عليه السلام واوريا وما صدر عنه من ترك الاولى ) *

* ( وماجرى بينه وبين حزقيل عليهما السلام (١) ) *

الايات ، ص « ٣٨ » واذكر عبدنا داود ذا الايد إنه أواب * إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق * والطير محشورة كل له أواب * وشددنا ملكه و آتيناه الحكمة وفصل الخطاب * وهل أتاك نبؤ الخصم إذ تسوروا المحراب * إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لاتخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط * إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب * قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب * فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب * ياداود إنا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ١٧ ـ ٢٦.

تفسير : « الايد » القوة « أواب » أي رجاع إلى الله تعالى ومرضاته « والاشراق » هو حين تشرق الشمس ، أي تضئ وتصفو شعاعها وهو وقت الضحى ، أو وقت شروق الشمس وطلوعها ، والحاصل وقت الرواح والصباح « محشورة » أي مجموعة إليه تسبح الله معه » كل له « من الجبال والطير لاجل تسبيحه رجاع إلى التسبيح » وشددنا ملكه « أي قويناه بالهيبة والنصرة وكثرة الجنود » وآتيناه الحكمة « أي النبوة ، أو كمال العلم وإتقان العمل » وفصل الخطاب « قيل : يعني الشهود والايمان ، وقيل : هو علم القضاء والفهم » إذ تسوروا المحراب « أي تصعدوا سور الغرفة ، تفعل من السور » ففزع منهم « لانهم

__________________

(١) في أكثر النسخ « خرقيل » بالخاء ، وكذلك في الروايات الاتية.

١٩

نزلوا عليه من فوق في يوم الاحتجاب والحرس على الباب « ولا تشطط » أي ولا تجر علينا في حكمك « إلى سواء الصراط » أي وسطه وهو العدل « والنعجة » الانثى من الضأن « أكفلنيها » أي ملكنيها ، وحقيقته : اجعلني أكفلها كما أكفل ماتحت يدي ، وقيل : اجعلها كفلي أي نصيبي « وعزني في الخطاب » أي غلبني في مخاطبته إياي محاجة بأن جاء بحجاج ولم أقدر رده ، أو في مغالبته إياي في الخطبة « وقليل ماهم » أي وهم قليل ، وما مزيدة للابهام والتعجب من قلتهم « أنما فتناه » أي امتحناه « وخر راكعا » قال الاكثر : أي ساجدا ، وقيل : خر للسجود راكعا ، أي مصليا.

١ ـ فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن الصادق عليه‌السلام قال : إن داود عليه‌السلام لما جعله الله عز وجل خليفة في الارض ، وأنزل عليه الزبور أوحى الله عز و جل إلى الجبال والطير أن يسبحن معه ، وكان سببه أنه إذا صلى يقوم وزيره (١) بعد مايفرغ من الصلاة فيحمد الله ويسبحه ويكبره ويهلله ، ثم يمدح الانبياء عليهم‌السلام نبيا نبيا ، ويذكر من فضلهم وأفعالهم وشكرهم وعبادتهم لله سبحانه ، والصبر على بلائه ، ولا يذكر داود عليه‌السلام ، فنادى داود ربه فقال : يارب قد أثنيت (٢) على الانبياء بما قد أثنيت عليهم ولم تثن علي ، فأوحى الله عزوجل إليه : هؤلاء عباد ابتليتهم فصبروا ، وأنا أثني عليهم بذلك ، فقال : يا رب فابتلني حتى أصبر ، فقال : ياداود تختار البلاء على العافية؟ إني أبليت هؤلاء ولم أعلمهم ، وأنا أبليك وأعلمك أنه يأتيك بلائي في سنة كذا و شهر كذا في يوم كذا ، وكان داود يفرغ نفسه لعبادته يوما ، ويقعد في محرابه ، ويوم يقعد لبني إسرائيل فيحكم بينهم ، فلما كان في اليوم الذي وعده الله عزوجل اشتدت عبادته وخلا في محرابه وحجب الناس عن نفسه وهو في محرابه يصلي ، فإذا بطائر قد وقع بين يديه ، جناحاه من زبرجد أخضر ، ورجلاه من ياقوت أحمر ، ورأسه ومنقاره من اللؤلؤ و الزبرجد ، فأعجبه جدا ونسي ما كان فيه ، فقام ليأخذه ، فطار الطائر فوقع على حائط بين داود وبين اوريا بن حنان ، وكان داود قد بعث اوريا في بعث ، فصعد داود الحائط ليأخذ

__________________

(١) في المصدر : يقوم ببني اسرائيل وزيره.

(٢) لعل إسناد الثناء إليه تعالى كان بواسطة أمره الوزير بذلك ، أو تشريعه ذلك في التوراة.

٢٠