العقائد الإسلاميّة - ج ١

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية

العقائد الإسلاميّة - ج ١

المؤلف:

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز المصطفى للدراسات الإسلامية
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-118-4
ISBN الدورة:
964-319-117-6

الصفحات: ٣٧٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

التبع كقولك صلى الله على النبي وآله ، فلا كلام فيها ، وأما إذا أفرد غيره من أهل البيت بالصلاة كما يفرد هو ، فمكروه لأن ذلك صار شعاراً لذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولأنه يؤدي إلى الإتهام بالرفض ! ( راجع تفسير الكشاف ج ٢ ص ٥٤٩ )

ولا يخفى ما فيه فإن ما ذكره برهان لا قياس ، وإن البرهان من العقل والنقل كتاباً وسنة كما نقله ، ومثله قوله تعالى : وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ، فإنها تدل على أن صلوات الله على من يقول هذا بعد المصيبة ، ولا شك في صدوره كذلك عن أهل البيت بل غيرهم أيضاً . فإذا ثبت لهم الصلاة من الله فيجوز القول بذلك لهم ، وهو ظاهر اقتضى جوازه مطلقاً ، بل الإنفراد بخصوصه فلا مجال للتفصيل . . . . وإنما صار ذلك شعار الرافضة لأنهم فعلوا ذلك ، وتركه غيرهم بغير وجه ، وإلا فهو مقتضى البرهان ، ومع ذلك لا يستلزم كونه شعاراً لهم ، ومتداولاً بينهم تركه ، وإلا يلزم ترك العبادات كذلك فإنها شعارهم .

وبالجملة لا ينبغي منع ما يقتضي العقل والنقل جوازه بل استحبابه وكونه عبادة ، بسبب أن جماعة من المسلمين يفعلون هذه السنة والعبادة ، فإن ذلك تعصب وعناد محض ، وليس فيه تقرب إلى الله تعالى وطلب لمرضاته وعمل لله تعالى وهو ظاهر ، ولا يناسب من العلماء العمل إلا لله .

ولهم أمثال ذلك كثيرة ، مثل ما ورد في تسنيم القبور أن المستحب هو التسطيح ، ولكن هو شعار للرافضة فالتسنيم خير منه ، وكذلك في التختم باليمين وغير ذلك ، ومنه ذكر ( على ) بعد قوله صلى الله عليه وعلى آله ، وترك الآل معه صلی الله عليه وسلم مع أنه مرغوب بغير نزاع ، وإنما النزاع كان في الإفراد ، فإنهم يتركون الآل معه ويقولون صلى الله عليه !

والعجب أنهم يتركون الآل وفي حديث كعب حيث يقولون سأله عن كيفية الصلاة عليه ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله قولوا : اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على

٣٠١
 &

إبراهيم وآل إبراهيم . . إلخ . فتأمل .

ـ وقال ابن أبي جمهور الإحسائي عن الصلاة البتراء في كتابه غوالي اللئالي ج ٢ ص٤٠ : وبمعناه ما رواه الإمام السخاوي الشافعي في القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع في الباب الأول ، في الأمر بالصلاة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولفظ الحديث : ويروى عنه صلی الله عليه وسلم مما لم أقف على إسناده : لا تصلوا عليَّ الصلاة البتيرا ، قالوا وما الصلاة البتيرا يا رسول الله ؟ قال : تقولوا : اللهم صل على محمد وتمسكون ، بل قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد . أخرجه أبو سعد في شرف المصطفى . انتهى .

ملاحظة : كان أكثر علماء السنة في القرون الماضية يصلون على النبي في كتبهم بصيغة ( صلی الله عليه وآله ) ونلاحظ ذلك بوضوح في مخطوطات كتبهم التي وصلت إلينا سالمة ولم تمسها يد المحرفين والنواصب . ويظهر أن حذف الصلاة على آل النبي صلی الله عليه وآله انتشر مع موجة التعصب العثماني الأخيرة ضد الشيعة . وقد ورث هذه الموجة وأفرط فيها الوهابيون و ( المحققون ) والناشرون الذين أطعموهم من سحت أموالهم ، فمدوا أيديهم إلى كتب التراث وخانوا مؤلفيها فحذفوا منها وحرفوا كثيراً من المواضع ، ومن ذلك عبارة صلی الله عليه وآله ووضعوا بدلها صلی الله عليه وسلم .

والحمد لله أنه بقي في المحققين والناشرين أفراد أمناء وأصحاب ضمائر مستقيمة أثبتوا الصلاة على آل النبي كما وردت في مخطوطات المؤلفين مثل مستدرك الحاكم . كما بقيت النسخ المخطوطة ومصوراتها وستبقى شاهدة على نواصب التحقيق والنشر .

كما ينبغي الإشارة إلى أن المسلمين الأوائل فهموا معنى التسليم في قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ، بأنه التسليم لأمر النبي وليس السلام عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله لأنه لم يقل وسلموا سلاماً . ولذا نجد أن الصلاة عليه استعملت مجردة في القرون الأولى بدون ( وسلم ) وإن كان الدعاء بتسليم الله عليه من نوع الدعاء بالصلاة

٣٠٢
 &

عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم تسليماً كثيراً ، ولكني أظن أنهم بعد أن حذفوا كلمة ( وآله ) التي كانت سائدة عند الجميع قروناً طويلة وجدوا خلأً فملؤوه بكلمة ( وسلم ) . وهذا موضوع مهم ، يحتاج الى بحث واسع موثق .

وتجب معرفتهم لأنهم أهل الذكر الذين أمرنا الله بسؤالهم

ـ بصائر الدرجات ص ٣٧ ـ ٤١

حدثنا العباس بن معروف ، عن حماد بن عيسى ، عن عمرو بن يزيد ، قال قال أبو جعفر عليه‌السلام : وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ، قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته أهل الذكر وهم المسؤولون .

حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينه ، عن بريد ، عن معاوية قال أبو جعفر عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ، قال : إنما عنانا بها ، نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون . . . .

حدثنا أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان ، عن أبي عثمان ، عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تعالى : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ، قال هم آل محمد ، فذكرنا له حديث الكلبي أنه قال : هي في أهل الكتاب ، قال فلعنه وكذبه .

حدثنا السندي بن محمد ، عن علا ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قلت له إن من عندنا يزعمون أن قول الله تعالى : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ، أنهم اليهود والنصارى ، قال : إذاً يدعونهم إلى دينهم ، ثم أشار بيده إلى صدره فقال : نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون .

حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تعالى : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ، قال : كتاب الله الذكر ،

٣٠٣
 &

وأهله آل محمد الذين أمر الله بسؤالهم ولم يؤمروا بسؤال الجهال . وسمى الله القرآن ذكراً فقال : وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ .

ـ روضة الواعظين ص ٢٠٣

وقال الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ، قال نحن أهل الذكر . قال أبو زرعة : صدق محمد بن علي ، ولعمري إن أبا جعفر لمن أكبر العلماء .

ـ العمدة ص ٣٠٣

ومنها قوله تعالى : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ . وهذا أيضاً غاية في الأمر باتباعه ، لموضع الأمر بسؤاله ، وبجعله تعالى أهل الذكر ، والذكر هو القرآن ، وهو أهله بنص كتاب الله تعالى ، فوجب اتباعه واتباع ذريته ، لموضع الأمر بسؤالهم .

ـ نهج الحق ص ٢١٠

الثالثة والثمانون : روى الحافظ ، محمد بن موسى الشيرازي من علماء الجمهور ، واستخرجه من التفاسير الإثني عشر ، عن ابن عباس في قوله تعالى : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ، قال : هم محمد ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين . هم أهل الذكر ، والعلم ، والعقل ، والبيان ، وهم أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، والله ما سمي المؤمن مؤمناً إلا كرامة لأمير المؤمنين . ورواه سفيان الثوري عن السدي عن الحارث .

ـ أمان الأمة ص ١٩٦

وأخرج الثعلبي في تفسيره الكبير في تفسير قوله تعالى : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ، عن جابر قال : قال علي بن أبي طالب : نحن أهل الذكر . وأخرجه الطبري في تفسيره . وأخرج الحسكاني في ذلك روايات غيرها .

ـ الخطط السياسية لتوحيد الأمة ص ٩٧

وما يؤكد أنهم أولو الأمر وأهل الذكر : أن الهداية لا تدرك بعد النبي إلا بالقرآن

٣٠٤
 &

وبهم معاً ، وأن الضلالة لا يمكن تجنبها إلا بالقرآن وبهم معاً ، فهم أحد الثقلين بالنص ، وإن كنت في شك من ذلك فارجع مشكوراً إلى صحيح الترمذي ج ٥ ص ٣٢٨ حديث ٣٨٧٤ ، وجامع الأصول لابن الأثير ج ١ ص ١٨٧ حديث ٦٥ ، والمعجم الكبير للطبراني ص ١٣٧ ، ومشكاة المصابيح ج ٢ ص ٢٥٨ ، وإحياء الميت للسيوطي بهامش الإتحاف ص ١١٤ ، والفتح الكبير للنبهاني ج ١ ص ٥٠٣ وج ٣ ص ٣٨٥ والصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٤٧ و ٢٢٦ ، والمعجم الصغير للطبراني ج ١ ص ١٣٥ ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ١٠٤ ، والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٩٤ ، وخصائص النسائي ص ٢١ ، ومجمع الزوائد للهيثمي ج ٥ ص ١٩٥ . ولولا الرغبة بالإختصار لذكرت لك ١٩٢ مرجعاً .

ـ الخطط السياسية لتوحيد الأمة ص ٢٦٦

فإذا ذكر ذاكر أن الله تعالى قد أذهب الرجس عن أهل البيت وطهرهم تطهيراً ، جاءك الجواب سريعاً ، إن أهل البيت هم نساء النبي وحدهن ، ومنهم من يتبرع بالمباهلة إذا كان أهل البيت غير نساء النبي !

وإذا قيل إن النبي لا يسأل أجراً إلا المودة في القربى ، قيل : كل قريش قرابة النبي ، بل كل العالم أقارب النبي ، وهو جد التقي ولو كان عبداً حبشياً !

وإذا قيل : هم أهل الذكر . قيل لك : إن العلماء هم أهل الذكر ، وهم ورثة الأنبياء !

وباختصار فلا تجد نصاً في القرآن الكريم يتعلق بأهل البيت الكرام أو ببني هاشم ، إلا وقد حضرت له البطون ومن والاها عشرات التفسيرات والتأويلات لإخراجه عن معناه الخاص بأهل البيت الكرام ! ولا تجد فضلاً اختص به أهل البيت الكرام إلا وقد أوجدت بطون قريش لرجالاتها فضلاً يعادله عن طريق التفسير والتأويل ! ومع سيطرة البطون وإشرافها على وسائل الأعلام ، وهيمنتها على الدولة الإسلامية خلطت كافة الأوراق ، حتى إذا أخرجت يدك لم تكد تراها .

٣٠٥
 &

ـ معالم الفتن لسعيد أيوب ج ١ ص ١٢٣

والخلاصة : إن الروايات التي فسرت الآية بينت أن الذكر رسول الله وأن عترته أهله . وروي في قوله عز وجل : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ، إن الآية مكية وعلى هذا فالمراد بقوله : أهلك ، بحسب وقت النزول خديجة زوج النبي صلی الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب ، وكان من أهله وفي بيته أو هما وبعض بنات النبي صلی الله عليه وسلم . وعلى هذا فإن القول بأن أهله جميع متبعيه من أمته غير سديد . . . . وروي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ظل يأمر أهله بالصلاة في مكة والمدينة حتى فارق الدنيا .

وفي الدر المنثور أخرج الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان بسند صحيح عن عبد الله بن سلام قال : كان النبي صلی الله عليه وسلم إذا نزلت بأهله شدة أو ضيق أمرهم بالصلاة وتلا : وأمر أهلك بالصلاة ، وروي أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يجئ إلى باب علي وفاطمة ثمانية أشهر ، وفي رواية تسعة أشهر ويقول : الصلاة رحمكم الله . إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا . . . .

وتجب معرفتهم لأن الأعمال لا تقبل إلا بولايتهم

ـ الكافي ج ١ ص ١٨٣

ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول ، وهو ضال متحير والله شانئ لأعماله ، ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها ، فهجمت ذاهبة وجائية يومها ، فلما جنها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها ، فحنت إليها واغترت بها ، فباتت معها في مربضها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها ، فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بها فصاح بها الراعي : الحقي براعيك ، وقطيعك فأنت تائهة متحيرة عن راعيك

٣٠٦
 &

وقطيعك ، فهجمت ذعرة متحيرة تائهة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها ، فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها ، وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل . انتهى . ونحوه في المحاسن ص ٩٢ ، وتفسير العياشي ج ٢ ص ٢٥٢

ـ علل الشرائع ج ١ ص ٢٥٠

حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمه‌الله عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن يحيى بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن صباح المدايني ، عن المفضل بن عمر ، أن أبا عبد الله عليه‌السلام كتب إليه كتاباً فيه : إن الله تعالى لم يبعث نبياً قط يدعو إلى معرفة الله ليس معها طاعة في أمر ولا نهي ، وإنما يقبل الله من العباد العمل بالفرايض التي فرضها الله على حدودها ، مع معرفة من دعا إليه . ومن أطاع وحرم الحرام ظاهره وباطنه وصلى وصام وحج واعتمر وعظم حرمات الله كلها ولم يدع منها شيئاً ، وعمل بالبر كله ومكارم الأخلاق كلها وتجنب سيئها .

ومن زعم أنه يحل الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يحل لله حلالاً ولم يحرم له حراماً ، وإن من صلى وزكى وحج واعتمر وفعل ( البر ) كله بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته ، فلم يفعل شيئاً من ذلك ، لم يصل ولم يصم ولم يزك ولم يحج ولم يعتمر ولم يغتسل من الجنابة ولم يتطهر ولم يحرم لله ، وليس له صلاة وإن ركع وإن سجد ، ولا له زكاة ولا حج ، وإنما ذلك كله يكون بمعرفة رجل مَنَّ الله تعالى على خلقته بطاعته وأمر بالأخذ عنه ، فمن عرفه وأخذ عنه أطاع الله .

ومن زعم أن ذلك إنما هي المعرفة وأنه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب وأشرك ، وإنما قيل إعرف واعمل ما شئت من الخير فإنه لا يقبل منك ذلك بغير معرفة ، فإذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قل أو كثر ، فإنه مقبول منك . انتهى . ورواه في وسائل الشيعة ج ١ ص ٩٥

٣٠٧
 &

ـ وسائل الشيعة ج ١ ص ٩٠

وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعن عبد الله بن الصلت جميعاً ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ( في حديث ) قال : ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمان الطاعة للإمام بعد معرفته ، أما لو أن رجلاً قام ليله وصام نهاره ، وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ، ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه وتكون جميع أعماله بدلالته إليه ، ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان . ورواه البرقي في المحاسن عن عبد الله بن الصلت بالإسناد .

ـ وعن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه عقبة بن خالد ، عن ميسر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ( في حديث ) قال : إن أفضل البقاع ما بين الركن والمقام ، وباب الكعبة وذاك حطيم إسماعيل ووالله لو أن عبداً صف قدميه في ذلك المكان ، وقام الليل مصلياً حتى يجيئه النهار ، وصام النهار حتى يجيئه الليل ، ولم يعرف حقنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه شيئاً أبداً .

ـ علي بن إبراهيم في تفسيره ، عن أحمد بن علي ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن السندي بن محمد ، عن أبان ، عن الحارث ، عن عمرو ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ، قال : ألا ترى كيف اشترط ولم تنفعه التوبة والإيمان والعمل الصالح حتى اهتدى ؟ والله لو جهد أن يعمل ما قبل منه حتى يهتدي ، قال : قلت : إلى من جعلني الله فداك ؟ قال : إلينا . أقول : والأحاديث في ذلك كثيرة جداً .

ـ مستدرك الوسائل ج ١ ص ١٤٩ ـ ١٥٥

وعن سلام بن سعيد المخزومي عن يونس بن حباب عن علي بن الحسين عليه‌السلام

٣٠٨
 &

قال قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم وآل عمران فرحوا واستبشروا ، وإذا ذكر عندهم آل محمد اشمأزت قلوبهم ! والذي نفس محمد بيده لو أن عبداً جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبياً ما قبل الله ذلك منه حتى يلقى الله بولايتي وولاية أهل بيتي !

ورواه ابن الشيخ الطوسي في أماليه ، عن أبيه ، عن المفيد ، عن علي بن خالد المراغي ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن إسماعيل بن محمد المزني ، عن سلام بن أبي عمرة ، عن سعد بن سعيد ، مثله .

( وقال في هامشه : كتاب سلام بن ابي عمرة ص ١١٧ ، أمالي الطوسي ج ١ ص ١٤٠ باختلاف يسير وعنه في بحار الأنوار ج ٢٧ ص ١٧٢ ح ١٥ ) .

ـ أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن ، عن خلاد المقري ، عن قيس بن الربيع ، عن ليث بن سليمان ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحسين بن علي عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إلزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله وهو يودنا أهل البيت دخل الجنة بشفاعتنا . والذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعلمه إلا بمعرفة حقنا .

( وقال في هامشه : المحاسن ص ٦١ ح ١٠٥ ، أمالي المفيد ص ٤٣ ح ٢ باختلاف يسير . أمالي المفيد ص ١٣ ح ١ ، عنه في بحار الأنوار ج ٧٥ ص ١٠١ ح ٧ )

ـ وعن أبيه ، عن أبي منصور السكري ، عن جده علي بن عمر عن العباس بن يوسف الشكلي ، عن عبيد الله بن هشام ، عن محمد بن مصعب ، عن الهيثم بن حماد عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، قال رجعنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قافلين من تبوك فقال لي في بعض الطريق ألقوا لي الأحلاس والأقتاب ففعلوا ، فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال معاشر : الناس ما لي إذا ذكر آل ابراهيم تهللت وجوهكم ، وإذا ذكر آل محمد كأنما يفقأ في وجوهكم حب الرمان ، فوالذي بعثني بالحق نبياً لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجئ بولاية علي بن أبي طالب أكبه الله عز وجل في النار .

٣٠٩
 &

( وقال في هامشه : أمالي الطوسي ج ١ ص ٣١٤ باختلاف يسير ، عنه في بحار الأنوار ج ٢٧ ص ١٧١ ح ١٢ . الأحلاس : واحدة حلس بكسر فسكون كحمل وأحمال : كساء يوضع على ظهر البعير تحت القتب ـ لسان العرب ج ٦ ص ٥٤ ، مجمع البحرين ج ٤ ص ٦٣ حلس ، والأقتاب : جمع قتب وهو بالتحريك : رحل البعير ـ لسان العرب ج ١ ص ٦٦٠ ، مجمع البحرين ج ٢ ص ١٣٩ قتب ) .

ـ الغدير للأميني ج ٢ ص ٣٠١

ـ عن ابن عباس في حديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو أن رجلاً صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد ، دخل النار . أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ ص ١٤٩ وصححه ، والذهبي في تلخيصه .

ـ وأخرج الطبراني في الأوسط من طريق أبي ليلى ، عن الإمام السبط الشهيد ، عن جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : إلزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا . و ذكره الهيثمي في المجمع ٩ ص ١٧٢ ، وابن حجر في الصواعق ، ومحمد سليمان محفوظ في أعجب ما رأيت ١ ص ٨ . والنبهاني في الشرف المؤبد ص ٩٦ والحضرمي في رشفة الصادي ص ٤٣ .

ـ وأخرج الحافظ السمان في أماليه بإسناده عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو أن عبداً عبد الله سبعة آلاف سنة و ( هو ) عمر الدنيا ثم أتى الله عز وجل يبغض علي بن أبي طالب جاحداً لحقه ناكثاً لولايته ، لأتعس الله خيره وجدع أنفه . وذكره القرشي في شمس الأخبار ص ٤٠ .

ـ وأخرج الخوارزمي في المناقب ص ٣٩ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال لعلي : يا علي لو أن عبداً عبد الله عز وجل مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله ، ومد في عمره حتى حج ألف عام على قدميه ، ثم قتل بين الصفا والمروة

٣١٠
 &

مظلوماً ، ثم لم يوالك يا علي ، لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها .

ـ عن أم سلمة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : يا أم سلمة أتعرفينه ؟ قلت : نعم هذا علي بن أبي طالب . قال : صدقت ، سجيته سجيتي ودمه دمي وهو عيبة علمي ، فاسمعي واشهدي لو أن عبداً من عباد الله عز وجل عبد الله ألف عام بين الركن والمقام ثم لقي الله عز وجل مبغضاً لعلي بن أبي طالب وعترتي ، أكبه الله تعالى على منخره يوم القيامة في نار جهنم .

أخرجه الحافظ الكنجي بإسناده من طريق الحافظ أبي الفضل السلامي ثم قال : هذا حديث سنده مشهور عند أهل النقل .

ـ وأخرج ابن عساكر في تاريخه مسنداً عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث : يا علي لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا ، وصلوا حتى يكونوا كالأوتار ، ثم أبغضوك لأكبهم الله في النار .

وذكره الكنجي في الكفاية ص ١٧٩ ، وأخرجه الفقيه ابن المغازلي في المناقب ، ونقله عنه القرشي في شمس الأخبار ص ٣٣ ورواه شيخ الإسلام الحمويني في الفرايد في الباب الأول . وهناك أخبار كثيرة تضاهي هذه في ولاء أمير المؤمنين وعترته لا يسعنا ذكرها . . .

ـ قال الشيخ أبوبكر بن شهاب السقاف ، وهو شيخ محمد بن عقيل الحضرمي صاحب النصائح الكافية :

حب آل البيت قربَهْ

وهو أمسى الحب رتبَهْ

ذنب من والاهم

يغسله مزن المحبَّهْ

والذي يبغضهم لا

يسكن الإيمان قلبَهْ

علمه والنسك رجسٌ

عسلٌ في ضَرْعِ كلبَهْ

لعن الله عدو الآل

إبليس وحزبَهْ

٣١١
 &

وتجب معرفتهم لأنهم محال معرفة الله تعالى

ـ الكافي ج ٤ ص ٥٧٨

محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن هارون بن مسلم ، عن علي بن حسان ، عن الرضا عليه‌السلام قال : سئل أبي ، عن إتيان قبر الحسين عليه‌السلام فقال : صلوا في المساجد حوله ويجزي في المواضع كلها أن تقول : السلام على أولياء الله وأصفيائه ، السلام على أمناء الله وأحبائه ، السلام على أنصار الله وخلفائه ، السلام على محال معرفة الله ، السلام على مساكن ذكر الله ، السلام على مظهري أمر الله ونهيه ، السلام على الدعاة إلى الله ، السلام على المستقرين في مرضات الله ، السلام على الممحصين في طاعة الله ، السلام على الأدلاء على الله ، السلام على الذين من والاهم فقد وال الله ومن عاداهم فقد عادى الله ومن عرفهم فقد عرف الله ومن جهلهم فقد جهل الله ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله . انتهى . ورواه في من لا يحضره الفقيه ج ٢ ص ٦٠٨

ـ من لا يحضره الفقيه ج ٢ ص ٦٠٩

. . . السلام على أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى وأعلام التقى ، وذوی النهى ، وأولى الحجى ، وكهف الورى ، وورثة الأنبياء ، والمثل الأعلى ، والدعوة الحسنى ، وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى ، ورحمة الله وبركاته ، السلام على محال معرفة الله ، ومساكن بركة الله ، ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله ، وحملة كتاب الله ، وأوصياء نبي الله ، وذرية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورحمة الله وبركاته . . . .

ـ المزار ص ١٧٦

باب زيارة جامعة لسائر الأئمة عليهم‌السلام وتجزؤك في جميع المشاهد على ساكنيها السلام أن تقول : السلام على أولياء الله وأصفيائه ، السلام على أمناء الله وأحبائه ، السلام على أنصار الله وخلفائه ، السلام على محال معرفة الله ، السلام على معادن

٣١٢
 &

حكمة الله ، السلام على مساكن ذكر الله ، السلام على عباد الله المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول ، وهم بأمره يعملون . . . .

وتجب معرفتهم لأنها طريق معرفة الله تعالى

ـ الكافي ج ١ ص ١٨٠

الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء قال : حدثنا محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال قال لي أبو جعفر عليه‌السلام : إنما يعبد الله من يعرف الله ، فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالاً . قلت : جعلت فداك فما معرفة الله ؟ قال : تصديق الله عز وجل وتصديق رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وموالاة علي عليه‌السلام والإئتمام به وبأئمة الهدى عليهم‌السلام والبراءة إلى الله عز وجل من عدوهم ، وهكذا يعرف الله عز وجل .

ـ علل الشرائع ج ١ ص ٩

حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان ، عن عبد الكريم بن عبد الله ، عن سلمة ابن عطا ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : خرج الحسين بن علي عليهما‌السلام على أصحابه فقال أيها الناس : إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه ، فإذا عرفوه عبدوه فإذا عبدوا استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه .

فقال له رجل : يا بن رسول الله بأبي أنت وأمي فما معرفة الله ؟ قال معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته ؟

قال مصنف هذا الكتاب يعني ذلك : أن يعلم أهل كل زمان أن الله هو الذي لا يخليهم في كل زمان عن إمام معصوم ، فمن عبد رباً لم يقم لهم الحجة فإنما عبد غير الله عز وجل .

وتجب معرفتهم لحديث : من مات ولم يعرف إمام زمانه

هذا الحديث بصيغه المتعددة متواتر في مصادرنا ومصادر إخواننا السنة ، ولكن

٣١٣
 &

المهم معرفة صيغته الأصلية وظروفه التي قاله فيها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأنه نص على الوصية بنظام الإمامة من بعده صلى‌الله‌عليه‌وآله .

لذلك نورد صِيَغَه وتطبيقاته على مذهب أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم على مذاهب إخواننا السنة ، لكي نستكشف منها أصل الحديث . وقد أوردنا عدداً من صيغه ومصادره في ( معجم أحاديث الإمام المهدي عليه‌السلام ) ونضيف إليها هنا ما عثرنا عليه مجدداً .

صيغ الحديث في مصادر مذهب أهل البيت

المجموعة الأولى : في وجوب معرفة الإمام من أهل البيت عليهم‌السلام

ـ روى البرقي في المحاسن ج ١ ص ١٥٣ :

عنه ( أحمد بن أبي عبد الله البرقي ) عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن بشير الدهان قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، ثم قال : فعليكم بالطاعة ، قد رأيتم أصحاب علي ، وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته ، لنا كرائم القرآن ، ونحن أقوام افترض الله طاعتنا ، ولنا الأنفال ولنا صفو المال .

ـ وروى في ص ١٥٤ : عنه ( أحمد بن عبد الله البرقي ) عن أبيه ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن حسين بن أبي العلاء قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات ليس له إمام مات ميتة جاهلية ، فقال : نعم ، لو أن الناس تبعوا علي بن الحسين عليهما‌السلام وتركوا عبد الملك بن مروان اهتدوا ، فقلنا من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ميتة كفر ؟ فقال : لا ، ميتة ضلال .

ـ وفي تفسير العياشي : ج ٢ ص ٣٠٣ ، عن عمار الساباطي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لا تترك الأرض بغير إمام يحل حلال الله ويحرم حرامه ، وهو قول الله : يوم ندعو

٣١٤
 &

كل أناس بإمامهم ، ثم قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية . فمدوا أعناقهم ، وفتحوا أعينهم ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : ليست الجاهلية الجهلاء .

ـ وروى الكليني في الكافي ج ١ ص ٣٧٦

الحسين بن محمد ، عن معلي بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي أذينة ، عن الفضيل بن يسار قال : إبتدأنا أبو عبد الله عليه‌السلام يوماً وقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات وليس عليه إمام فميتته ميتة جاهلية . فقلت : قال ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال : إي والله قد قال . قلت : فكل من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية ؟ قال : نعم .

ـ وفيها : الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء قال : حدثني عبد الكريم بن عمرو ، عن ابن أبي يعفور قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية ، قال قلت ميتة كفر ؟ قال : ميتة ضلال ، قلت : فمن مات اليوم وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية ؟ فقال : نعم .

ـ وفي ص ٣٧٧ : أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن الفضيل ، عن الحارث بن المغيرة قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات لا يعرف إمامه ، مات ميتة جاهلية ؟ قال : نعم ، قلت : جاهلية جهلاء جاهلية لا يعرف امامه ؟ قال : جاهلية كفر ونفاق وضلال .

ـ وفي ص ٣٧٨ : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا حماد ، عن عبد الأعلى قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول العامة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال فقال : الحق والله . . . . الحديث ـ كما في روايته الثانية بتفاوت .

ـ وفي ج ١ ص ٣٧١ : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن النعمان عن محمد بن مروان ، عن فضيل بن يسار قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية ، ومن مات وهو عارف لإمامه لم يضره تقدم هذا أو تأخر . ومن مات وهو عارف لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه .

٣١٥
 &

ـ وفي ج ١ ص ٣٩٠ : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان عن سدير قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : إني تركت مواليك مختلفين يتبرأ بعضهم من بعض قال : فقال : وما أنت وذاك ، إنما كلف الناس ثلاثة : معرفة الأئمة ، والتسليم لهم فيما ورد عليهم ، والرد إليهم فيما اختلفوا فيه .

ـ وفي ج ٨ ص ١٤٦ : يحيى الحلبي ، عن بشير الكناسي قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : وصلتم وقطع الناس ، وأحببتم وأبغض الناس ، وعرفتم وأنكر الناس ، وهو الحق ، إن الله اتخذ محمداً صلى‌الله‌عليه‌وآله عبداً قبل أن يتخذه نبياً وإن علياً عليه‌السلام كان عبداً ناصحاً لله عز وجل فنصحه وأحب الله عز وجل فأحبه ، إن حقنا في كتاب الله بين ، لنا صفو الأموال ولنا الأنفال وإنا قوم فرض الله عز وجل طاعتنا وإنكم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ، عليكم بالطاعة فقد رأيتم أصحاب علي عليه‌السلام .

ـ الغيبة للنعماني ص ١٢٧ ـ ١٣٠ : كما في المحاسن ، بسند آخر ، عن معاوية بن وهب . . . .

ـ رجال الكشي ص ٤٢٤ : قريباً من رواية الكافي الخامسة .

ـ كمال الدين ج ٢ ص ٤١٣ : عن سليم بن قيس الهلالي أنه سمع من سلمان ومن أبي ذر ومن المقداد حديثاً عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من مات . . وليس له إمام مات ميتة جاهلية ، ثم عرضه على جابر وابن عباس فقالا : صدقوا وبروا ، وقد شهدنا ذلك وسمعناه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإن سلمان قال : يا رسول الله إنك قلت من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ، من هذا الإمام ؟ قال : من أوصيائي يا سلمان ، فمن مات من أمتي وليس له إمام منهم يعرفه فهي ميتة جاهلية ، فإن جهله وعاداه فهو مشرك ، وإن جهله ولم يعاده ولم يوال له عدواً فهو جاهل وليس بمشرك . انتهى . ومثله في الإمامة والتبصرة ص ٣٣

ـ ثواب الأعمال ص ٢٠٥ : قريباً من رواية الكافي الخامسة .

٣١٦
 &

ـ عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٥٨ : عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات وليس له إمام من ولدي مات ميتة جاهلية ، ويؤخذ بما عمل في الجاهلية والإسلام .

ـ الإختصاص ص ٢٦٨ : عن عمر بن يزيد ، عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام قال سمعته يقول : من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ، إمام حي يعرفه ، فقلت : لم أسمع أباك يذكر هذا يعني إماماً حياً فقال : قد والله قال ذاك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات وليس له إمام يسمع له ويطيع مات ميتة جاهلية .

ـ رسائل المفيد ص ٣٨٤ : كما في المحاسن ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : خبر صحيح يشهد به إجماع أهل الآثار ويقوي منار صريح القرآن حيث يقول جل اسمه : يوم ندعو كل أناس بإمامهم ، فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم ولا يظلمون فتيلاً .

ـ دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧ : وعنه ( الإمام الصادق عليه‌السلام ) أنه قال في قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات لا يعرف إمام دهره مات ميتة جاهلية ، فقال : إماماً حياً . قيل له : لم نسمع حياً ، قال : قد قال والله ذلك ، يعني رسول الله .

وعنه عليه‌السلام أنه قال في قول الله عز وجل يوم ندعو كل أناس بإمامهم ، فقال : بمن كانوا يأتمون به في الدنيا ، يدعى عليٌّ بالقرن الذي كان فيه ، والحسن بالقرن الذي كان فيه ، والحسين بالقرن الذي كان فيه ، وعدد الأئمة ، ثم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات لا يعرف إمام دهره مات ميتة جاهلية . انتهى . ورواه في مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٢١٢ وج ٢ ص ٢٤٦ وج ٣ ص ١٨ وص ٤١٣ ، بعدة روايات . ورواه الحر العاملي في وسائل الشيعة ج ١٣ ص ٣٥٢

ـ وروى نحوه في ج ١٨ ص ٥٦٥ وفي ج ١١ ص ٤٩١ وقال : ورواه علي بن عيسى في كشف الغمة نقلاً عن الطبرسي في إعلام الورى . وفي كنز الفوائد ص ١٥١ : بسند آخر ، عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ـ كما في رواية العيون . وفي تلخيص الشافي ج

٣١٧
 &

٤ ص ١٣٢ : كما في رسائل المفيد ، مرسلاً . وفي إثبات الهداة ج ١ ص ٨٧ : عن روايات الكافي . وفي غاية المرام ص ٢٦٦ ـ عن رواية الكافي الخامسة بتفاوت يسير . وفي ص ٢٧٣ ـ عن رواية العياشي الثانية . وفي تفسير البرهان ج ١ ص ٣٨٢ ـ عن رواية الكافي الخامسة . وفي ص ٣٨٦ ـ عن رواية العياشي الأولى . وفي ج ٢ ص ٤٣٠ ـ عن رواية العياشي الثانية . وفي تفسير نور الثقلين ج ١ ص ٥٠٣ ـ عن روايتي الكافي السادسة والخامسة . وفي بحار الأنوار ج ٨ ص ١٢ ـ عن رواية العياشي الثانية . وفي ج ٢٣ ص ٧٦ ـ عن رواية المحاسن الأولى . وفي ص ٨١ ـ عن رواية العيون . وفي ص ٩٢ ـ عن كنز الكراجكي بتفاوت يسير . وفي ص ٧٨ ـ عن النعماني . وفي ص ٨٥ ـ عن ثواب الأعمال . وفي ص ٨٨ ـ عن كمال الدين . وفي ص ٨٩ ـ عن رجال الكشي . وفي ص ٩٢ ـ عن الإختصاص . وفي ج ٦٨ ص ٣٣٧ ـ عن رواية الكافي السادسة . وفي ص ٣٨٧ ـ عن رواية العياشي الأولى ، وفيه ( عيسى بن السري ، بدل يحيى بن السري ) .

المجموعة الثانية : في أن معرفتهم وولايتهم من دعائم الإسلام

ـ روى الكليني في الكافي ج ٢ ص ١٩

محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن صفوان بن يحيى ، عن عيسى بن السري اليسع قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أخبرني بدعائم الإسلام التي لا يسع أحد التقصير عن معرفة شئ منها ، الذي من قصر عن معرفة شئ منها فسد دينه ولم يقبل الله منه عمله ، ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه وقبل منه عمله ، ولم يضق به مما هو فيه لجهل شئ من الأمور جهله ؟

فقال : شهادة أن لا إلۤه إلا الله ، والإيمان بأن محمداً رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والإقرار بما جاء به من عند الله ، وحق في الأموال الزكاة ، والولاية التي أمر الله عز وجل بها ولاية آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله . قال : فقلت له : هل في الولاية فضل يعرف لمن أخذ به ؟

قال : نعم قال الله عز وجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي

٣١٨
 &

الْأَمْرِ مِنكُمْ . وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية . وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان علياً عليه‌السلام وقال الآخرون : كان معاوية ، ثم كان الحسن عليه‌السلام ثم كان الحسين عليه‌السلام وقال الآخرون : يزيد بن معاوية وحسين بن علي ، ولا سواء ولا سواء .

قال : ثم سكت ثم قال : أزيدك ؟ فقال له حكم الأعور : نعم جعلت فداك قال : ثم كان علي بن الحسين ثم كان محمد بن علي أبو جعفر وكانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان أبو جعفر ففتح لهم وبين لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس ، وهكذا يكون الأمر ، والأرض لا تكون إلا بإمام ، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، وأحوج ما تكون إلى ما أنت عليه إذا بلغت نفسك هذه ، وأهوى بيده إلى حلقه ، وانقطعت عنك الدنيا تقول : لقد كنت على أمر حسن . انتهى . ومثله في تفسير العياشي ج ١ ص ٢٥٢

ـ وفي الكافي ج ٢ ص ٢١ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن حماد بن عثمان ، عن عيسى بن السرى قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام . . . . كما في رواية العياشي الأولى ، وزاد فيه : وأحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت نفسه هاهنا قال وأهوى بيده إلى صدره ، يقول حينئذ : لقد كنت على أمر حسن . انتهى . ونحوه في المحاسن ص ٩٢ ونحوه في وسائل الشيعة ج ٢٠ ص ٢٨٧ عن النجاشي ٢٠٩ وخلاصة الرجال ص ٦٠ والشيخ ص ٢٥٧ والفهرست ص ١٤٣ وجامع الرواة ج ص ٦٥١ والكشي ص ١٣٦ .

ـ وفي رجال الكشي ص ٤٢٤ : جعفر بن أحمد ، عن صفوان ، عن أبي اليسع قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام حدثني عن دعائم الإسلام التي بني عليها ولا يسع أحداً من الناس تقصير عن شئ منها . . . . كما في رواية الكافي الثانية بتفاوت . وفي ثواب الأعمال ص ٢٠٥ ـ كما في رواية الكافي الأخيرة . وفي تفسير الصافي ج ١ ص ٤٦٣ ـ عن رواية الكافي الثانية . وفي تفسير البرهان ج ١ ص ٣٨٣ ـ عن رواية الكافي الثانية ،

٣١٩
 &

بتفاوت يسير . وفي بحار الأنوار ج ٢٣ ص ٢٨٩ ب ٤ ح ٣٥ ـ عن رواية الكافي الثانية . وفي تفسير نور الثقلين ج ١ ص ٥٠٣ ـ عن رواية الكافي الثانية . وفي تنقيح المقال ص ٣٦٠ ـ عن الكشي .

المجموعة الثالثة : في أن الإمام من أهل البيت قد يغيب

ـ روى الصدوق في كمال الدين ج ٢ ص ٤٠٩

حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي‌الله‌عنه قال : حدثني أبو علي بن همام قال : سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول : سمعت أبي يقول سئل أبو محمد الحسن بن علي عليهما‌السلام وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهم‌السلام : إن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلى يوم القيامة ، وإن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ، فقال : إن هذا حق كما أن النهار حق ، فقيل له : يا ابن رسول الله فمن الحجة والإمام بعدك ؟ فقال : إبني محمد هو الإمام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية ، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ، ويهلك فيها المبطلون ، ويكذب فيها الوقاتون ، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة .

ـ وفي كفاية الأثر ص ٢٩٢ : أخبرنا أبو المفضل رحمه‌الله قال : حدثني أبو همام قال : سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول : ـ كما في كمال الدين .

ـ وفي إعلام الورى ص ٤١٥ و٤٤٢ ـ كما في كمال الدين بتفاوت يسير عن الإمام الباقر . وفي كشف الغمة ج ٣ ص ٣١٨ ـ عن إعلام الورى ، بتفاوت يسير . وفي إثبات الهداة ج ٣ ص ٤٨٢ ـ عن كمال الدين ، وقال : ورواه علي بن محمد الخزاز في كتاب الكفاية . وفي وسائل الشيعة ج ١١ ص ٤٩١ ـ أوله ، عن إعلام الورى . وفي حلية الأبرار ج ٢ ص ٥٥٢ ـ كما في كمال الدين ، عن ابن بابويه . وفي بحار الأنوار ج ٥٨ ص ١٦٠ ـ عن كمال الدين ، وأشار إلى مثله عن كفاية الأثر . وفي منتخب الأثر ص ٢٢٦ ـ عن كفاية الأثر .

٣٢٠