بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٨ ـ ج ، يد ، ن : في خبر طويل رواه الحسن بن محمد النوفلي ، عن الرضا عليه‌السلام فيما احتج به على جاثليق النصارى أن قال عليه‌السلام : إن اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسى عليه‌السلام : مشى على الماء وأحيا الموتى وأبرأ الاكمه والابرص فلم تتخذه امته ربا. الخبر.(١)

٩ ـ قب : روي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله سمع صوتا من قلة جبل : اللهم اجعلني من الامة المرحومة المغفورة ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا بشيخ أشيب ، قامته ثلاث مائة ذراع ، (٢) فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله عانقه ، ثم قال : إنني آكل في كل سنة مرة واحدة وهذا أوانه ، فإذا هو بمائدة انزل(٣) من السماء فأكلا ، وكان إلياس عليه‌السلام.(٤)

١٠ ـ فس : قوله : « أتدعون بعلا » قال : كان لهم صنم يسمونه بعلا ، وسأل رجل أعرابيا عن ناقة واقفة فقال : لمن هذه الناقة؟ فقال الاعرابي : أنا بعلها ، وسمي الرب بعلا. ثم ذكر عزوجل آل محمد عليهم‌السلام فقال : « وتركنا عليه في الآخرين * سلام على آل سين » (٥) فقال : ياسين : محمد ، وآل محمد الائمة صلوات الله وسلامه عليهم.(٦) أقول : روى الثعلبي بإسناده عن رجل من أهل عسقلان أنه كان يمشي بالاردن عند نصف النهار ، فرأى رجلا فقال : يا عبدالله من أنت؟ فجعل لا يكلمني ، فقلت : يا عبدالله من أنت؟(٧) قال : أنا إلياس ، قال : فوقعت علي رعدة(٨) فقلت : ادع الله أن يرفع عني ما

_________________

(١) الاحتجاج : ٢٢٨ ، توحيد الصدوق : ٤٣٤ ، عيون الاخبار : ٩٠ راجع الخبر الثامن من باب قصة حزقيل وذيله.

(٢) فيه غرابة جدا وكذا فيما بعده ، والحديث من مرويات العامة كما ترى.

(٣) في المصدر : انزلت.

(٤) مناقب آل أبى طالب ١ : ١١٨ ـ ١١٩.

(٥) باضافة آل على ياسين ، على قراءة نافع وابن عامر ويعقوب.

(٦) تفسير القمى : ٥٥٩ ـ ٥٦٠.

(٧) هكذا في النسخ ، وفى المصدر : فقال : يا عبدالله من أنت؟ قال : أنا الياس. وهو الصحيح

(٨) في المصدر : رعدة شديدة.

٤٠١

أجد حتى أفهم حديثك وأعقل عنك ، قال : فدعا لي بثمان دعوات(١) « يا بر يا رحيم يا حنان يا منان يا حي يا قيوم » ودعوتين بالسريانية فلم أفهمهما ، (٢) فرفع الله عني ما كنت أجد ، فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي ، (٣) فقلت له : يوحى إليك اليوم؟ قال : منذ بعث محمد رسولا فإنه ليس يوحى إلي ، قال : قلت له : فكم من الانبياء اليوم أحياء؟ قال : أربعة : اثنان في الارض واثنان في السماء ، ففي السماء عيسى و إدريس عليهما‌السلام وفي الارض إلياس والخضر عليهما‌السلام ، قلت : كم الابدال؟(٤) قال : ستون رجلا : خمسون منهم من لدن عريش المصر(٥) إلى شاطئ الفرات ، ورجلان بالمصيصة ، و رجل بعسقلان ، وسبعة في سائر البلاد ، وكلما أذهب الله تعالى بواحد منهم جاء سبحانه بآخر ، بهم يدفع الله عن الناس البلاء ، وبهم يمطرون ، قلت : فالخضر أنى يكون؟ قال. في جزائر البحر ، قلت : فهل تلقاه؟ قال : نعم ، قلت : أين؟ قال : بالموسم ، قلت : فما يكون من حديثكما؟ قال : يأخذ من شعري وآخذ من شعره ، قال : وذاك حين كان بين مروان ابن الحكم وبين أهل الشام القتال ، فقلت : فما تقول في مروان بن الحكم؟ قال : ما تصنع به؟ رجل جبار عات على الله عزوجل ، القاتل والمقتول والشاهد في النار ، قلت : فإني شهدت فلم أطعن برمح ولم أرم بسهم ولم أضرب بسيف وأنا أستغفر الله تعالى من ذلك المقام لن أعود(٦) إلى مثله أبدا ، قال : أحسنت ، هكذا فكن ، فإني وإياه قاعدان(٧) إذ وضع بين يديه رغيفان أشد بياضا من الثلج فأكلت أنا وهو رغيفا وبعض آخر ، ثم رفع فما رأيت

_________________

(١) في المصدر : وهن : يابر اه.

(٢) في المصدر زيادة وهى : وقيل : هما « باهيا شراهيا » ولعل الصحيح « آهية اشراهية » والاول بمعنى واجب الوجود.

(٣) في المصدر : بين يدى. ولعله مصحف.

(٤) حديث الابدال رواه العامة وهو بالوضع أشبه.

(٥) في المصدر : من لدن عريش مصر.

(٦) في المصدر : أن أعود.

(٧) في المصدر : قال فبينما أنا وإياه قاعدان.

٤٠٢

أحدا وضعه ولا أحدا رفعه ، وله ناقة (١) ترعى في واد الاردن ، فرفع رأسه إليها فما دعاها حتى جاءت فبركت بين يديه فركبها ، قلت : اريد(٢) أن أصحبك ، قال : إنك لا تقدر على صحبتي ، قال : قلت : إني خلق(٣) مالي زوجة ولا عيال ، فقال : تزوج و إياك والنساء الاربع : إياك والناشزة والمختلعة والملاعنة والمبارئة ، وتزوج ما بدا لك من النساء ، قال : قلت : إني احب لقاءك ، قال : إذا رأيتني فقد رأيتني ، (٤) ثم قال لي : إني اريد أن أعتكف في بيت المقدس في شهر رمضان ، ثم حالت بيني وبينه شجرة فو الله ما أدري كيف ذهب.(٥)

_________________

(١) في المصدر : ثم رفعت رأسى وقد رفع باقى الرغيف الاخر ، فما رأيت احدا وضعه ولا رأيت أحدا رفعه ، قال : وله ناقة اه. قلت : لعل الصحيح : وكان له ناقة.

(٢) في المصدر : فقلت له إني اه.

(٣) في المصدر : قال : فقلت له : انى خلو.

(٤) في المصدر : إذا رأيتنى فقد لقيتنى.

(٥) عرائس الثعلبى : ١٤٦.

٤٠٣

(باب ١٧)

*(قصص ذى الكفل عليه السلام)*

الايات ، الانبياء « ٢١ » وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين * و أدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين ٨٥ و ٨٦.

ص « ٣٨ » وذا الكفل وكل من الاخيار ٤٨.

١ ـ ص : الصدوق ، عن الطالقاني ، عن أحمد بن قيس ، عن أحمد بن محمد بن أبي البهلول ، عن الفضل بن نفيس ، عن الحسن بن شجاع ، عن سليمان بن الربيع ، عن بارح بن أحمد ، عن مقاتل بن سليمان ، عن عبدالله بن سعد ، عن عبدالله بن عمر قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله فقيل له : ما كان ذو الكفل؟ فقال : كان رجل من حضرموت واسمه عويديا بن ادريم ، قال : من يلي أمر الناس بعدي على أن لا يغضب؟ قال : فقام فتى فقال : أنا ، فلم يلتفت إليه ، ثم قال كذلك فقام الفتى ، فمات ذلك النبي ، وبقي ذلك الفتى وجعله الله نبيا ، وكان الفتى يقضي أول النهار ، فقال إبليس لاتباعه : من له؟ فقال واحد منهم يقال له الابيض : أنا ، فقال إبليس : فاذهب إليه لعلك تغضبه ، فلما انتصف النهار جاء الابيض إلى ذي الكفل وقد أخذه مضجعه فصاح وقال : إني مظلوم ، فقال : قل له : تعال فقال : لا أنصرف ، قال : فاعطاه خاتمه ، فقال : اذهب وايتني بصاحبك ، فذهب حتى إذا كان من الغد جاء تلك الساعة التي أخذ هو مضجعه ، فصاح : إني مظلوم ، وإن خصمي لم يلتفت إلى خاتمك ، فقال له الحاجب : ويحك(١) دعه ينم ، فإنه لم ينم البارحة ولا أمس ، قال : لا أدعه ينام وأنا مظلوم ، فدخل الحاجب وأعلمه فكتب له كتابا وختمه و دفعه إليه ، فذهب حتى إذا كان من الغد حين أخذ مضجعه جاء فصاح فقال : ما التفت إلى شئ من أمرك ، ولم يزل يصيح حتى قام وأخذ بيده في يوم شديد الحر لو وضعت فيه

_________________

(١) في نسخة : ويلك.

٤٠٤

بضعة لحم على الشمس لنضجت ، فلما رأى الابيض ذلك انتزع يده من يده ويئس منه أن يغضب ، فأنزل الله تعالى جل وعلا قصته على نبيه ليصبر على الاذى كما صبر الانبياء عليهم‌السلام على البلاء.(١)

بيان : لعله سقط من أول الخبر شئ ، ورأيت في بعض الكتب هكذا : لما كبر اليسع عليه‌السلام قال : لو أني استخلفت رجلا يعمل على الناس في حياتي فأنظر كيف يعمل فجمع الناس فقال لهم : من يتقبل مني ثلاثا(٢) أستخلفه بعدي : أن يصوم النهار و يقول الليل ولا يغضب ، فقام رجل تزدريه الاعين(٣) فقال : أنا ، فرده ، ثم قال في اليوم الثاني كذلك ، فسكت الناس وقام ذلك الرجل وقال : أنا ، فاستخلفه ، فجعل إبليس(٤) يقول للشياطين : عليكم بفلان ، وساق الحديث نحوا مما مر.(٥)

أقول : فظهر أن القائل نبي آخر غير ذي الكفل ، والقائل الذي وفى بالعهد ولم يغضب هو ذو الكفل عليه‌السلام.

٢ ـ ص : الصدوق ، عن الدقاق ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني قال : كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه‌السلام أسأله عن ذي الكفل ما اسمه؟ وهل كان من المرسلين؟ فكتب صلوات الله وسلامه عليه : بعث الله تعالى جلى ذكره مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبيا ، المرسلون منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، وإن ذا الكفل منهم صلوات الله عليهم ، وكان بعد سليمان بن داود عليه‌السلام ، وكان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود ، ولم يغضب إلا لله عزوجل ، وكان اسمه عويديا وهو الذي ذكره الله تعالى جلت عظمته في كتابه حيث قال : « واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الاخيار ».(٦)

_________________

(١) قصص الانبياء مخطوط. وفى نسخة : على البلايا.

(٢) في العرائس : من يتكفل لى بثلاث.

(٣) أى تحتقره.

(٤) وفيه أيضا سقط ، وصحيحه على ما في العرائس : قال : فلما رأى ابليس ذلك جعل يقول للشياطين : عليكم بفلان.

(٥) ذكر الثعلبى في العرائس : ١٤٧ نحوه ، وفى آخره : فسمى ذا الكفل لانه تكفل بامر فوفى به.

(٦) قصص الانبياء مخطوط.

٤٠٥

بيان : قال الشيخ أمين الدين الطبرسي : أما ذو الكفل فاختلف فيه فقيل : إنه كان رجلا صالحا ولم يكن نبيا ، ولكنه تكفل لنبي صوم النهار ، وقيام الليل ، وأن لا يغضب ، ويعمل بالحق ، فوفى بذلك فشكر الله ذلك له ، عن أبي موسى الاشعري وقتادة ومجاهد ، وقيل : هو نبي اسمه ذو الكفل ، عن الحسن ، قال : ولم يقص الله خبره مفصلا ، وقيل : هو إلياس ، عن ابن عباس ، وقيل : كان نبيا وسمي ذا الكفل بمعنى أنه ذو الضعف فله ضعف ثواب غيره ممن هو في زمانه ، لشرف عمله ، عن الجبائي ، وقيل : هو اليسع بن خطوب الذي كان مع إلياس ، وليس اليسع الذي ذكره الله في القرآن ، تكفل لملك جبار إن هو تاب دخل الجنة ، ودفع إليه كتابا بذلك ، فتاب الملك وكان اسمه كنعان فسمي ذا الكفل ، والكفل في اللغة : الخط.

وفي كتاب النبوة بالاسناد عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني وذكر نحوا مما مر انتهى.(١)

وقال البيضاوي : « وذا الكفل » يعني إلياس ، وقيل : يوشع ، وقيل زكريا.(٢)

أقول : وقال بعض المؤرخين أنه بشر بن أيوب الصابر وذهب أكثرهم إلى أنه كان وصي اليسع ، وقد مر في الباب الاول أنه يوشع ، وقد مر منا فيه كلام ، وإنما أوردناه في تلك المرتبة تبعا لاكثر المؤرخين ، وإن كان يظهر من الخبر أنه كان بعد سليمان عليه‌السلام ، وذكر المسعودي أن حزقيل وإلياس وذا الكفل وأيوب كانوا بعد سليمان عليه‌السلام وقبل المسيح عليه‌السلام.

وقال الثعلبي في كتاب العرائس : وقال بعضهم : ذو الكفل بشر بن أيوب الصابر ، بعثه الله بعد أبيه رسولا إلى أرض الروم ، فآمنوا به وصدقوه واتبعوه ، ثم إن الله تعالى أمره(٣) بالجهاد فكاعوا(٤) عن ذلك وضعفوا ، وقالوا : يا بشر إنا قوم نحب الحياة ونك الموت ، ومع ذلك نكره أن نعصي الله ورسوله ، فإن سألت الله تعالى أن يطيل أعمارنا

_________________

(١) مجمع البيان ٧ : ٥٩ ـ ٦٠ ، وفيه : اسمه عدويا بن ادارين.

(٢) انوار التنزيل ٢ : ٨٩.

(٣) في المصدر : أمرهم.

(٤) في المصدر : فكفوا.

٤٠٦

ولا يميتنا إلا إذا شئنا لنعبده ونجاهد أعداءه ، فقال لهم بشر بن أيوب : لقد سألتموني عظيما وكلفتموني شططا ، ثم إنه قام وصلى ودعا وقال : « إلهي أمرتني أن نجاهد(١) أعداءك ، وأنت تعلم أني لا أملك إلا نفسي ، وإن قومي قد سألوني ما أنت أعلم به مني ، فلا تأخذني(٢) بجريرة غيري ، فإني أعوذ برضاك من سخطك ، وبعفوك من عقوبتك » قال : وأوحى الله تعالى إليه : يا بشر إني سمعت مقالة قومك ، وإني قد أعطيتهم ما سألوني ، فطولت أعمارهم فلا يموتون إلا إذا شاؤوا ، فكن كفيلا لهم مني بذلك ، فبلغهم بشر رسالة الله فسمي ذا الكفل ، ثم إنهم توالدوا وكثروا ونموا حتى ضاقت بهم بلادهم ، وتنغصت عليهم معيشتهم ، وتأذوا بكثرتهم ، فسألوا بشرا أن يدعو الله تعالى أن يردهم إلى آجالهم ، فأوحى الله تعالى إلى بشر : أما علم قومك إن اختياري لهم خير من اختيارهم لانفسهم؟ ثم ردهم إلى أعمارهم فماتوا بآجالهم ، قال : فلذلك كثرت الروم حتى يقال : إن الدنيا خمسة أسداسها الروم ، وسموا روما لانهم نسبوا إلى جدهم روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم عليه‌السلام ، قال وهب : وكان بشر بن أيوب مقيما بالشام عمره حتى مات ، وكان عمره خمسا وتسعين سنة.(٣)

وقال السيد بن طاوس في سعد السعود : قيل : إنه تكفل لله تعالى جل جلاله أن لا يغضبه قومه فسمي ذا الكفل ، وقيل : تكفل لنبي من الانبياء أن لا يغضب فاجتهد إبليس أن يغضبه بكل طريق فلم يقدر فسمي ذا الكفل لوفائه لنبي زمانه أنه لا يغضب.(٤)

_________________

(١) في المصدر : قال : الهى أمرتنى بتبليغ الرسالة فبلغتها ، وأمرتنى أن اجاهد إه.

(٢) في المصدر : فلا تؤاخذنى.

(٣) العرائس : ٩٥ ، وذيل الخبر لا يلائم ما تقدم مما أعطاهم الله من طول العمر حتى ضاقت عليهم الارض من كثرة الاولاد.

(٤) سعد السعود : ٢٤١.

٤٠٧

(باب ١٨)

*(قصص لقمان وحكمه)*

الايات ، لقمان « ٣١ » ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد * وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم * ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فانبئكم بما كنتم تعملون * يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الارض يأت بها الله إن الله لطيف خبير * يا بني أقم الصلوة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الامور * ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور * واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الاصوات لصوت الحمير ١١ ـ ١٩.

تفسير : « أن اشكر » أي لان اشكر ، أو أي اشكر ، فإن إيتاء الحكمة في معنى القول « وهنا » أي ذات وهن ، أو تهن وهنا على وهن ، أي تضعف ضعفا فوق ضعف « وفصاله » أي فطامه في انقضاء عامين ، وكانت الام ترضعه في تلك المدة « أن اشكر » تفسير لوصينا أو علة له ، أو بدل من والديه بدل الاشتمال « إنها » أي الخصلة من الاساءة والاحسان « إن تك » مثلا في الصغر كحبة الخردل « فتكن » في أخفى مكان وأحرزه كجوف صخرة أو أعلاه كمحدب السماوات أو أسفله كمقعر الارض يحضرها الله فيحاسب عليها « من عزم الامور » أي مما عزمه الله من الامور ، أي قطعه قطع إيجاب « ولا تصعر خدك للناس » أي لا تمله عنهم ، ولا تولهم صفحة وجهك كما تفعله المتكبرون « مرحا »

٤٠٨

أي فرحا وبطرا « واقصد في مشيك » أي توسط بين الدبيب والاسراع « واغضض من صوتك » أي اخفضه إلا في موضع الحاجة ، أو توسط في ذلك أيضا.

١ ـ فس : « وهنا على وهن » يعني ضعفا على ضعف ، وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « واتبع سبيل من أناب إلي » يقول : اتبع سبيل محمد. قال علي بن إبراهيم : ثم عطف على خبر لقمان وقصته فقال : « يا بني إنها إن تك مثقال حبة » قال : من الرزق « يأتيك به الله ».

قوله : « ولا تصعر خدك للناس » أي لا تذل للناس طمعا فيما عندهم « ولا تمش في الارض مرحا » أي فرحا. وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « ولا تمش في الارض مرحا » يقول : بالعظمة.(١)

وقال علي بن إبراهيم في قوله : « واقصد في مشيك » : أي لا تعجل « واغضض من صوتك » أي لا ترفعه.(٢)

بيان : تفسير تصعير الخد بالتذلل خلاف المشهور بين اللغويين والمفسرين ، لكن لا يبعد كثيرا عن أصل المعنى اللغوي ، فإن التصعير إمالة الوجه ، فكما يكون عن الناس تكبرا يكون إلى الناس تذللا ، بل هو أنسب باللام.

قال الطبرسي رحمه‌الله : أي ولا تمل وجهك عن الناس تكبرا ، ولا تعرض عمن يكلمك استخفافا به ، وهذا معنى قول ابن عباس وأبي عبدالله عليه‌السلام ، يقال : أصاب البعير

صعر أي داء يلوي منه عنقه.(٣)

٢ ـ فس : أبي ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن حماد قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن لقمان وحكمته التي ذكرها الله عزوجل ، فقال : أما والله ما اوتي لقمان الحكمة بحسب ولا مال ولا أهل ولا بسط في جسم ولا جمال ، ولكنه كان رجلا قويا في أمر الله ، متورعا في الله ، ساكتا ، سكينا ، عميق النظر ، طويل الفكر ، حديد النظر ، مستغن بالعبر ، لم ينم نهارا قط ، ولم يره أحد من الناس على بول ولا غائط

_________________

(١) في المصدر : يعنى بالعظمة.

(٢) تفسير القمى : ٥٠٨ ـ ٥٠٩.

(٣) مجمع البيان ٨ : ٣١٩.

٤٠٩

ولا اغتسال لشدة تستره وعموق نظره وتحفظه في أمره ، ولم يضحك من شئ قط مخافة الاثم ، ولم يغضب قط ، ولم يمازح إنسانا قط ، ولم يفرح لشئ إن أتاه من أمر الدنيا ، (١) ولا حزن منها على شئ قط ، وقد نكح من النساء وولد له الاولاد الكثيرة وقدم أكثرهم إفراطا(٢) فما بكى على موت أحد منهم ، ولم يمر برجلين يختصمان أو يقتتلان إلا أصلح بينهما ، ولم يمض عنهما حتى تحاجزا ، ولم يسمع قولا قط من أحد استحسنه إلا سأل عن تفسيره وعمن أخذه ، وكان يكثر مجالسة الفقهاء والحكماء ، وكان يغشى القضاة والملوك والسلاطين فيرثي للقضاة مما ابتلوا به ، (٣) ويرحم الملوك والسلاطين لغرتهم بالله وطمأنينتهم في ذلك ، ويعتبر ويتعلم ما يغلب به نفسه ، ويجاهد به هواه ، ويحترز به من الشيطان ، وكان يداوي قلبه بالتفكر ، ويداري نفسه بالعبر ، وكان لا يظعن إلا فيما يعنيه ، فبذلك اوتي الحكمة ، ومنح العصمة ، وإن الله تبارك وتعالى أمر طوائف من الملائكة حين انتصف النهار وهدأت العيون(٤) بالقائلة فنادوا لقمان حيث يسمع ولا يراهم فقالوا : يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الارض ، تحكم بين الناس؟ فقال لقمان : إن أمرني ربي بذلك فالسمع والطاعة ، لانه إن فعل بي ذلك أعانني عليه وعلمني وعصمني ، وإن هو خيرني قبلت العافية ، فقالت الملائكة : يا لقمان لم؟ قال : لان الحكم بين الناس بأشد المنازل من الدين ، وأكثر فتنا وبلاء ما يخذل ولا يعان ، ويغشاه الظلم من كل مكان ، وصاحبه منه بين أمرين : إن أصاب فيه الحق فبالحري أن يسلم ، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة ، ومن يكن في الدنيا ذليلا وضعيفا كان أهون عليه في المعاد من أن يكون فيه حكما سريا شريفا. ومن اختار الدنيا على الآخرة يخسرهما كلتيهما ، تزول هذه ولا تدرك تلك. قال : فتعجبت الملائكة من حكمته ، واستحسن الرحمن منطقه ، فلما أمسى وأخذ مضجعه من الليل أنزل الله عليه الحكمة فغشاه بها من قرنه إلى قدمه وهو نائم ، وغطاه بالحكمة غطاء ، فاستيقظ وهو أحكم الناس في زمانه ، وخرج على الناس

_________________

(١) في المصدر وفى نسخة : ولم يفرح بشئ أتاه من أمر الدنيا.

(٢) من أفرط فلان ولدا أى مات له ولد صغير قبل أن يبلغ.

(٣) في المصدر : بما ابتلوا به.

(٤) أى حين نام الناس ، والقائلة : منتصف النهار.

٤١٠

ينطق بالحكمة ويبينها(١) فيها ، قال : فلما اوتي الحكم(٢) ولم يقبلها أمر الله الملائكة فنادت داود بالخلافة فقبلها ولم يشترط فيها بشرط لقمان ، فأعطاه الله الخلافة في الارض وابتلي فيها غير مرة ، وكل ذلك يهوي في الخطاء يقيله الله ويغفر له ، وكان لقمان يكثر زيارة داود عليه‌السلام ويعظه بمواعظه وحكمته وفضل علمه ، وكان يقول داود له : طوبى لك يا لقمان اوتيت الحكمة ، وصرفت عنك البلية ، واعطي داود الخلافة ، وابتلي بالخطاء(٣) والفتنة.

ثم قال أبوعبدالله في قول الله : « وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم » قال : فوعظ لقمان ابنه بآثار حتى تفطر وانشق ، وكان فيما وعظه به يا حماد أن قال : يا بني إنك منذ سقطت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الآخرة ، فدار أنت إليها تسير أقرب إليك من دار أنت عنها متباعد. يا بني جالس العلماء وازحمهم بركبتيك ، ولا تجادلهم فيمنعوك ، وخذ من الدنيا بلاغا ، ولا ترفضها فتكون عيالا على الناس ، ولا تدخل فيها دخولا يضر بآخرتك ، وصم صوما يقطع شهوتك ، ولا تصم صياما يمنعك من الصلاة ، فإن الصلاة أحب إلى الله من الصيام. يا بني إن الدنيا بحر عميق ، قد هلك فيها عالم كثير ، فاجعل سفينتك فيها الايمان ، واجعل شراعها التوكل ، واجعل زادك فيها تقوى الله ، فإن نجوت فبرحمة الله ، وإن هلكت فبذنوبك. يا بني إن تأدبت صغيرا انتفعت به كبيرا ، ومن عنى بالادب اهتم به ، ومن اهتم به تكلف علمه ، ومن تكلف علمه اشتد له طلبه ، ومن اشتد له طلبه أدرك منفعته فاتخذه عادة ، فإنك تخلف في سلفك ، وتنفع به من خلفك ، (٤) ويرتجيك فيه راغب ، ويخشى صولتك راهب ، وإياك والكسل عنه بالطلب لغيره ، فإن غلبت على الدنيا فلا تغلبن على الآخرة ، فإذا فاتك طلب العلم في مظانه فقد غلبت على الآخرة ، واجعل في أيامك ولياليك وساعاتك لنفسك نصيبا

_________________

(١) في نسخة : ويبثها.

(٢) هكذا في نسخ وفى المصدر ، وفى نسخة : فلما اوتى الخلافة ولم يقبلها.

(٣) في نسخة : وابتلى بالحكم بالخطاء.

(٤) في المصدر : وينفع به من خلفك.

٤١١

في طلب العلم ، فإنك لم تجد له تضييعا أشد من تركه ، (١) ولا تمارين فيه لجوجا ، ولا تجادلن فقيها ، ولا تعادين سلطانا ، ولا تماشين ظلوما ، ولا تصادقنه ، ولا تؤاخين فاسقا ، ولا تصاحبن متهما ، واخزن علمك كما تحزن ورقك.

يا بني خف الله خوفا لو أتيت يوم القيامة ببر الثقلين خفت أن يعذبك ، وارج الله رجاء لو وافيت القيامة بإثم الثقلين رجوت أن يغفر الله لك.

فقال له ابنه : يا أبه وكيف اطيق هذا وإنما لي قلب واحد؟ فقال له لقمان : يا بني لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران : نور للخوف ، ونور للرجاء ، لو وزنا ما رجح(٢) أحدهما على الآخر بمثقال ذرة ، فمن يؤمن بالله يصدق ما قال الله ، ومن يصدق ما قال الله يفعل ما أمر الله ، ومن لم يفعل ما أمر الله لم يصدق ما قال الله ، فإن هذه الاخلاق يشهد بعضها لبعض ، فمن يؤمن بالله إيمانا صادقا يعمل لله خالصا ناصحا ، ومن يعمل لله خالصا ناصحا فقد آمن بالله صادقا ، ومن يطع الله خافه(٣) ومن خافه فقد أحبه ، ومن أحبه اتبع أمره ، ومن اتبع أمره استوجب جنته ومرضاته ، ومن لم يتبع رضوان الله فقد هان عليه سخطه ، نعوذ بالله من سخط الله.

يا بني لا تركن إلى الدنيا ، ولا تشغل قلبك بها ، فما خلق الله خلقا هو أهون عليه منها ، ألا ترى أنه لم يجعل نعيمها ثوابا للمطيعين ، ولم يجعل بلاءها عقوبة للعاصين.(٤)

بيان : تحاجزا : تصالحا وتمانعا. قوله : ( لا يظعن ) أي لا يسافر ، قوله عليه‌السلام : ( ما يخذل ) أي هو شئ يخذل صاحبه ، أو بتقدير اللام ، أي هو أكثر فتنا وبلاء لما يخذل صاحبه ، أو هو أكثر فتنا ما دام يخذل صاحبه ولا يعينه الله ، أو الموصول مبتدأ وأكثر خبره ، ولعل الثالث أظهر الوجوه ، ويؤيده أن في رواية الثعلبي(٥) هكذا : « لان الحاكم بأشد المنازل وآكدها ، يغشاه الظلم من كل مكان ، إن يعن فبالحري أن ينجو (٦)

_________________

(١) في نسخة : فان فاتك لم تجد ، وفى المصدر : فان فاتك لن تجد.

(٢) في نسخة : لما رجح.

(٣) في المصدر : ومن أطاع الله خافه.

(٤) تفسير القمى : ٥٠٦ ـ ٥٠٨.

(٥) ذكر نحو الحديث في العرائس : ١٩٣ و ١٩٤. وفيه : وأكدرها.

(٦) في العرائس : ان أصاب فأرجو أن ينجو ، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة.

٤١٢

ولا يبعد زيادة الواو في « يغشاه » فيكون « ما يخذل » متعلقا به ، وفي القصص : لان الحكم بين الناس أشد المنازل من الدين وأكثرها فتنا وبلاء ، يخذل صاحبه ولا يعان ، ويغشاه الظلم من كل مكان. والسري : الشريف. قوله : ( ويبينها فيها ) أي في جماعة الناس أو في الدنيا ، والاظهر « يبثها فيهم » كما في القصص.

قوله عليه‌السلام : ( حتى تفطر وانشق ) كناية عن غاية تأثير الحكمة فيه. قوله : ( وازحمهم ) قال الفيروز آبادي : زحمه كمنعه : ضايقه ، وزاحم الخمسين : قاربها ، أي ادخل بينهم ولو بمشقة ، ويحتمل أن يكون كناية عن القرب منهم.

قوله عليه‌السلام : (ومن عنى بالادب) أي اعتنى به وعرف فضله. قوله عليه‌السلام : ( فإنك تخلف ) أي تكون من حيث الاتصاف بتلك العادات الحسنة خليفة من مضى من المتخلقين بها. قوله عليه‌السلام : ( من تركه ) أي ترك طلب العلم يفضي إلى ضياع ما حصلته. ٣ ـ لى : ابن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن القاساني ، عن المنقري عن حماد بن عيسى ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : كان فيما أوصى به لقمان ابنه ناتان أن قال له : يا بني ليكن مما تتسلح به على عدوك فتصرعه المماسحة وإعلان الرضى عنه ، ولا تزاوله بالمجانبة(١) فيبدو له ما في نفسك فيتأهب لك ، يا بني خف الله خوفا لو وافيته ببر الثقلين خفت أن يعذبك الله ، وارج الله رجاء لو وافيته بذنوب الثقلين رجوت أن يغفر لك ، يا بني إني حملت الجندل(٢) والحديد وكل حمل ثقيل فلم أحمل شيئا أثقل من جار السوء ، وذقت المرارات كلها فلم أذق شيئا أمر من الفقر.(٣)

بيان : قال الفيروزآبادي : تماسحا : تصادقا أو تبايعا فتصافقا ، وماسحا : لاينا في القول غشا.

٤ ـ لى : أبي ، عن الحسين بن موسى ، عن الصفار ولم يحفظ الحسين(٤) الاسناد

_________________

(١) أى لا تعالجه بالمباعدة عنه.

(٢) الجندل : الصخر العظيم.

(٣) أمالى الصدوق : ٣٩٦ و ٣٩٧.

(٤) في المصدر : الحسن بن موسى ولعله أصح ، فعليه يلزم أن يكون ما قبله أيضا مصحفا.

٤١٣

قال : قال لقمان لابنه : يا بني اتخذ ألف صديق وألف قليل ، ولا تتخذ عدوا واحدا والواحد كثير ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام :

تكثر من الاخوان ما اسطعت إنهم

عماد إذا ما استنجدوا وظهور (١)

وليس كثيرا ألف خل وصاحب

وإن عدوا واحدا لكثير (٢)

٥ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له : يا بني ليعتبر من قصر يقينه وضعفت نيته في طلب الرزق أن الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره وأتاه رزقه ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة ، إن الله تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة ، أما أول ذلك فإنه كان في رحم امه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا يؤذيه حر ولا برد ، ثم أخرجه من ذلك وأجرى له رزقا من لبن امه يكفيه به ويربيه وينعشه(٣) من غير حول به ولا قوة ، ثم فطم(٤) من ذلك فأجرى له رزقا من كسب أبويه برأفة ورحمة له من قلوبهما لا يملكان غير ذلك حتى أنهما يؤثرانه على أنفسهما في أحوال كثيرة ، حتى إذا كبر وعقل واكتسب لنفسه ضاق به أمره وظن الظنون بربه وجحد الحقوق في ماله ، وقتر على نفسه وعياله مخافة إقتار رزق ، وسوء يقين بالخلف(٥) من الله تبارك وتعالى في العاجل والآجل ، فبئس العبد هذا يا بني.(٦) ص : مرسلا مثله.(٧)

بيان : لا يملكان غير ذلك أي لا يستطيعان ترك ذلك لما جبلهما الله عليه من حبه

_________________

(١) استنجد فلانا وبه : استعان.

(٢) امالى الصدوق : ٣٩٧. وقال المصنف في الهامش : في الديوان المنسوب اليه عليه‌السلام هكذا :

عليك باخوان الصفا فانهم

عماد اذا استنجدتهم وظهور

وما بكثير الف خل وصاحب

وان عدوا واحدا لكثير

(٣) نعشه : تداركه من هلكة جبره بعد فقره.

(٤) فطم الولد : فصله عن الرضاع.

(٥) الخلف : البدل والعوض

(٦) الخصال ١ : ٦٠ و ٦١.

(٧) قصص الانبياء مخطوط.

٤١٤

أو ينفقان عليه كسبهما وإن لم يكونا يملكان غيره.

٦ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قيل للقمان : ما الذي أجمعت عليه(١) من حكمتك؟ قال : قال : لا أتكلف ما قد كفيته ، ولا اضيع ما وليته.(٢)

٧ ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن ابن عامر ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن حما بن عيسى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان فيما وعظ لقمان ابنه أن قال له : يا بني اجعل في أيامك ولياليك وساعاتك نصيبا لك في طلب العلم ، فإنك لن تجد له تضييعا مثل تركه.(٣)

٨ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال لقمان لابنه : يا بني لكل شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها ، وإن للدين ثلاث علامات : العلم ، والايمان ، والعمل به. وللايمان ثلاث علامات : الايمان بالله وكتبه ورسله.

وللعالم ثلاث علامات : العلم بالله ، وبما يحب ، وما يكره ، وللعامل ثلاث علامات : الصلاة ، والصيام ، والزكاة ، وللمتكلف ثلاث علامات : ينازع من فوقه ، ويقول مالا يعلم ، ويتعاطى مالا ينال ، وللظالم ثلاث علامات : يظلم من فوقه بالمعصية ، ومن دونه بالغلبة ، ويعين الظلمة ، وللمنافق ثلاث علامات : يخالف لسانه قلبه ، وقلبه فعله ، وعلانيته سريرته ، وللآثم ثلاث علامات : يخون ، ويكذب ، ويخالف ما يقول ، وللمرائي ثلاث علامات : يكسل إذا كان وحده ، وينشط إذا كان الناس عنده ، ويتعرض في كل أمر للمحمدة ، وللحاسد ثلاث علامات : يغتاب إذا غاب ، ويتملق إذا شهد ، ويشمت بالمصيبة ، وللمسرف ثلاث علامات : يشتري ما ليس له ، ويلبس ما ليس له ، ويأكل ما ليس له ، و للكسلان ثلاث علامات : يتوانى حتى يفرط ، ويفرط حتى يضيع ، ويضيع حتى يأثم ، وللغافل ثلاث علامات : السهو ، واللهو ، والنسيان.

_________________

(١) أى عزمت عليه من حكمتك أن تعمل به.

(٢) قرب الاسناد : ٣٥.

(٣) أمالى الطوسى : ٤٢ ، وفيه : فانك لن تجد لك.

٤١٥

قال حماد بن عيسى : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ولكل واحدة من هذه العلامات شعب يبلغ العلم بها أكثر من ألف باب وألف باب وألف باب ، فكن يا حماد طالبا للعلم في آناء الليل والنهار ، (١) فإن أردت أن تقر عينك وتنال خير الدنيا والآخرة فاقطع الطمع مما في أيدي الناس ، وعد نفسك في الموتى ، ولا تحدث لنفسك أنك فوق أحد من الناس ، واخزن لسانك كما تحزن مالك.(٢)

٩ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي رفعه ، (٣) قال : قال لقمان لابنه : يا بني صاحب مائة ولا تعاد واحد ، يا بني إنما هو خلاقك وخلقك ، فخلاقك دينك ، وخلقك بينك وبين الناس ، فلا تبتغض إليهم ، وتعلم محاسن الاخلاق ، يا بني كن عبدا للاخيار ولا تكن ولدا للاشرار ، يا بني أد الامانة تسلم لك دنياك وآخرتك ، وكن أمينا تكن غنيا.(٤)

بيان : الخلاق بالفتح : الحظ والنصيب ، والمراد هنا : نصيبك في الآخرة.(٥)

١٠ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن أبيه ، عن درست ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : كان لقمان عليه‌السلام يقول لابنه : يا بني إن الدنيا بحر وقد غرق فيها جيل(٦) كثير ، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله تعالى ، وليكن جسرك إيمانا بالله ، وليكن شراعها التوكل ، لعلك يا بني تنجو وما أظنك ناجيا! يا بني كيف لا يخاف الناس ما يوعدون(٧) وهم ينتقصون في كل يوم ، و كيف لا يعد(٨) لما يوعد من كان له أجل ينفذ ، يا بني خذ من الدنيا بلغة ، ولا تدخل

_________________

(١) في المصدر : وأطراف النهار :

(٢) الخصال ١ : ٦٠.

(٣) في المصدر : عن البرقى ، عن بعض أصحابه رفعه.

(٤) معانى الاخبار : ٧٤.

(٥) أو الاعم منها لان الدين يتضمن سعادة الدنيا والاخرة ، ويبلغ المتدين به حظهما.

(٦) الجيل : الصنف من الزمان. القرن. أهل الزمان الواحد.

(٧) أى الحشر والنشر وأهوال الاخرة والعذاب المعد فيها للمذنبين. قوله ( ينتقصون ) أى أى تنقص بنيتهم وقواهم ، أو ينتقصون من أعمالهم الحسنة وخيراتهم.

(٨) أى كيف لا يتهيأ لما يوعد من دار آخر من كان له أجل ينفد؟ وأنفاسه كلها خطوات تقر به إلى الدار الاخر.

٤١٦

فيها دخولا تضر فيها بآخرتك ، ولا ترفضها فتكون عيالا على الناس ، وصم صياما يقطع شهوتك ، ولا تصم صياما يمنعك من الصلاة ، فإن الصلاة أعظم عند الله من الصوم ، يا بني لا تتعلم العلم لتباهي به العلماء ، أو تماري به السفهاء ، أو ترائي به في المجالس ، ولا تترك العلم زهادة فيه ورغبة في الجهالة ، يا بني اختر المجالس على عينيك ، فإن رأيت قوما يذكرون الله فاجلس إليهم ، فإنك إن تكن عالما ينفعك علمك ويزيدوك علما ، وإن تكن جاهلا يعلموك ، ولعل الله تعالى أن يظلهم برحمة فيعمك معهم. وقال : قيل للقمان : ما يجمع من حكمتك؟ قال : لا أسأل عما كفيته ، ولا أتكلف مالا يعنيني.(١)

١١ ـ ص : بهذا الاسناد عن ابن عيسى ، عن الحسين ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال يا بني إن تك في شك من الموت فارفع عن نفسك النوم ولن تستطيع ذلك ، وإن كنت في شك من البعث فادفع عن نفسك الانتباه ولن تستطيع ذلك ، فإنك إذا فكرت في هذا علمت أن نفسك بيد غيرك ، وإنما النوم بمنزلة الموت ، وإنما اليقظة بعد النوم بمنزلة البعث بعد الموت.

وقال : قال لقمان عليه‌السلام : يا بني لا تقترب فيكون أبعد لك ، ولا تبعد فتهان ، كل دابة تحب مثلها وابن آدم لا يحب مثله؟! لا تنشر بزك(٢) إلا عند باغيه ، وكما ليس بين الكبش والذئب خلة كذلك ليس بين البار والفاجر خلة ، من يقترب من الزفت تعلق كذلك من يشارك الفاجر يتعلم من طرقه ، (٣) من يحب المراء يشتم ، ومن يدخل مدخل السوء يتهم ، ومن يقارن قرين السوء لا يسلم ، ومن لا يملك لسانه يندم. وقال : يا بني صاحب مائة ولا تعاد واحدا ، يا بني إنما هو خلاقك وخلقك ، فخلاقك دينك ، وخلقك بينك وبين الناس ، فلا تبغضن إليهم ، وتعلم محاسن الاخلاق ،

_________________

(١) قصص الانبياء مخطوط. وتقدم ذيل الحديث عن قرب الاسناد بصورة اخرى تحت رقم ٦.

(٢) البز : الثياب من الكتان او القطن. السلاح.

(٣) جمع الطريق أى يتعلم من آرائه الفاسدة وخلقه القبيحة ، أو بضم الطاء وسكون الراء ، أى يتعلم من دأبه وعادته.

٤١٧

يا بني كن عبدا للاخيار ، ولا تكن ولدا للاشرار ، يا بني أد الامانة تسلم دنياك وآخرتك ، وكن أمينا فإن الله تعالى جل وعلا لا يحب الخائنين ، يا بني لا تر الناس أنك تخشى الله وقلبك فاجر.(١)

بيان : لا تقترب أي من الناس في المعاشرة كثيرا فيصير سببا لكثرة البعد عنهم ، والغرض بيان أن ما ينبغي في معاشرتهم هو رعاية الوسط ، فإن كثرة الخلطة وبث الاسرار أقرب إلى المفارقة ، والبعد عنهم يوجب الاهانة. قوله عليه‌السلام : (لا تنشر بزك) أي لا تعرض متاعك من العلم والحكمة إلا عند طالبه ومن هو أهله.

١٢ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقري ، عن حماد بن عيسى ، عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : لما وعظ لقمان ابنه فقال : أنا منذ سقطت إلى الدنيا استدبرت(٢) واستقبلت الآخرة ، فدار أنت إليها تسير أقرب من دار أنت منها متباعد ، يا بني لا تطلب من الامر مدبرا ، ولا ترفض منه مقبلا ، فإن ذلك يضل الرأي ويزري بالعقل ، يا بني ليكن مما تستظهر به على عدوك الورع عن المحارم ، والفضل في دينك ، والصيانة لمروتك ، (٣) والاكرام لنفسك أن تدنسها بمعاصي الرحمن ومساوي الاخلاق وقبيح الافعال ، واكتم سرك ، وأحسن سريرتك ، فإنك إذا فعلت ذلك أمنت بستر الله أن يصيب عدوك منك عورة ، أو يقدر منك على زلة ، ولا تأمنن مكره فيصيب منك غرة(٤) في بعض حالاتك ، وإذا استمكن منك وثب عليك ولم يقلك عثرة ، وليكن مما تتسلح به على عدوك إعلان الرضى عنه ، واستصغر الكثير في طلب المنفعة ، واستعظم الصغير في ركوب المضرة ، يا بني لا تجالس الناس بغير طريقتهم ، ولا تحملن عليهم فوق طاقتهم فلا يزال جليسك عنك نافرا ، والمحمول عليه فوق طاقته مجانبا لك ، فإذا أنت فرد لا صاحب لك يؤنسك ، ولا أخ لك يعضدك ، فإذا بقيت وحيدا كنت

_________________

(١) قصص الانبياء مخطوط.

(٢) استظهر في هامش المطبوع أن الصواب : استدبرتها.

(٣) أصلها « المروءة » أى كمال الرجولية ، ويقال بالفارسية « مردانكى » فقلب الهمزة واوا ثم ادغم.

(٤) الغرة بالكسر : الغفلة ، أى فيصيب منك غفلة في بعض حالاتك فيضرك.

٤١٨

مخذولا وصرت ذليلا ، ولا تعتذر إلى من لا يحب أن يقبل لك عذرا ، ولا يرى لك حقا ، ولا تستعن في امورك إلا بمن يحب أن يتخذ في قضاء حاجتك أجرا ، (١) فإنه إذا كان كذلك طلب قضاء حاجتك لك كطلبه لنفسه ، لانه بعد نجاحها لك كان ربحا في الدنيا الفانية ، وحظا وذخرا له في الدار الباقية ، فيجتهد في قضائها لك ، وليكن إخوانك وأصحابك الذين تستخلصهم وتستعين بهم على امورك أهل المروة والكفاف والثروة والعقل والعفاف ، الذين إن نفعتهم شكروك ، وإن غبت عن جيرتهم ذكروك.(٢) ايضاح : لا تطلب من الامر مدبرا أي الامر الذي لم يتهيأ أسبابه ويبعد حصوله ، أو امور الدنيا فإن كلها مدبرة فانية. وقال الفيروزآبادي : أزرى بأخيه : أدخل عليه عيبا أو أمرا يريد أن يلبس عليه ، به وبالامر : تهاون.

١٣ ـ ص : بهذا الاسناد عن الصادق عليه‌السلام قال : قال لقمان : يا بني إن تأدبت صغيرا انتفعت به كبيرا ، ومن عنى بالادب اهتم به ، ومن اهتم به تكلف علمه ، ومن تكلف علمه اشتد له طلبه ، ومن اشتد له طلبه أدرك به منفعة فاتخذه عادة ، وإياك والكسل منه والطلب بغيره ، وإن غلبت على الدنيا فلا تغلبن على الآخرة ، وإنه إن فاتك طلب العلم فإنك لن تجد تضييعا أشد من تركه ، يا بني استصلح الاهلين والاخوان من أهل العلم إن استقاموا لك على الوفاء ، واحذرهم عند انصراف الحال بهم عنك ، فإن عداوتهم أشد مضرة من عداوة الاباعد لتصديق الناس إياهم لاطلاعهم عليك.(٣)

١٤ ـ ص : بالاسناد المتقدم عن الصادق عليه‌السلام قال : قال لقمان : يا بني إياك والضجر(٤) وسوء الخلق وقلة الصبر فلا يستقيم على هذه الخصال صاحب ، وألزم نفسك التؤدة(٥) في امورك ، وصبر(٦) على مؤونات الاخوان نفسك ، وحسن مع جميع الناس

_________________

(١) أى أجرا اخرويا.

(٢) قصص الانبياء مخطوط. قوله ( عن جيرتهم ) أى من جوارهم ، وفى نسخة : عن حيرتهم ، والحير : الحمى.

(٣) قصص الانبياء مخطوط.

(٤) الضجر : ضيق النفس والقلق من غم.

(٥) التؤدة : الرزانة والتأنى.

(٦) صبره : طلب منه أن يصبر. أمره بالصير.

٤١٩

خلقك ، يا بني إن عدمك ما تصل به قرابتك وتتفضل به على إخوانك فلا يعد منك حسن الخلق وبسط البشر ، فإنه من أحسن خلقه أحبه الاخيار وجانبه الفجار ، واقنع بقسم الله ليصفو عيشك ، (١) فإن أردت أن تجمع عز الدنيا فاقطع طمعك مما في أيدي الناس ، فإنما بلغ الانبياء والصديقون ما بلغوا بقطع طمعهم.

وقال الصادق عليه‌السلام : قال لقمان عليه‌السلام : يا بني إن احتجت إلى سلطان فلا تكثر الالحاح عليه ، ولا تطلب حاجتك منه إلا في مواضع الطلب ، وذلك حين الرضى وطيب النفس ، ولا تضجرن بطلب حاجة فإن قضاءها بيد الله ولها أوقات ، ولكن ارغب إلى الله وسله وحرك إليه أصابعك ، (٢) يا بني إن الدنيا قليل وعمرك قصير ، يا بني احذر الحسد فلا يكونن من شأنك ، واجتنب سوء الخلق فلا يكونن من طبعك ، فإنك لا تضر بهما إلا نفسك ، وإذا كنت أنت الضار لنفسك كفيت عدوك أمرك ، لان عداوتك لنفسك أضر عليك من عداوة غيرك ، يا بني اجعل معروفك في أهله وكن فيه طالبا لثواب الله ، وكن مقتصدا ، ولا تمسكه تقتيرا ، ولا تعطه تبذيرا.

يا بني سيد أخلاق الحكمة دين الله تعالى ، ومثل الدين كمثل شجرة نابتة ، فالايمان بالله ماؤها ، والصلاة عروقها ، والزكاة جذعها ، والتأخي في الله شعبها ، والاخلاق الحسنة ورقها ، (٣) والخروج عن معاصي الله ثمرها ، ولا تكمل الشجرة إلا بثمرة طيبة ، كذلك الدين لا يكمل إلا بالخروج عن المحارم ، يا بني لكل شئ علامة يعرف بها وإن للدين ثلاث علامات : العفة ، والعلم ، والحلم.(٤)

١٥ ـ ص : بالاسناد المتقدم عن سليمان بن داود المنقري ، عن ابن عيينة ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال : قال لقمان : يا بني إن أشد

_________________

(١) أى لطيب عيشك. الصفو ضد الكدر.

(٢) تحريك الاصابع يمينا وشمالا في حال التوجه إلى الله والدعاء يسمى التضرع ، ورفعها في السماء ووضعها يسمى التبتل ، وكأنه بذلك يشير إلى تحيره واستكانته ، ويأسه عن المخلوقين ، راجع الوسائل ب ١٣ من الدعاء.

(٣) في نسخة : والاخلاق الحصينة ورقها.

(٤) قصص الانبياء مخطوط.

٤٢٠