موسوعة الإمام الخوئي - المقدمة

الشيخ علي الغروي

موسوعة الإمام الخوئي - المقدمة

المؤلف:

الشيخ علي الغروي


الموضوع : الفقه
الناشر: مؤسسة إحياء آثار الإمام الخوئي قدّس سرّه
المطبعة: توحيد
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٥

مقدّمة الكتاب‌

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌

الحمد لله ربّ العالمين ، والصّلاة والسّلام على أشرف بريّته محمّد وآله الطيِّبين الطاهرين ، واللّعنة الدائمة على أعدائهم إلى يوم الدين. وبعد :

فهذا هو الجزء الأوّل من كتابنا ( التنقيح ) في شرح العروة الوثقى ، وهو دراسات في الفقه الجعفري وفّقت لاستيعابها ، وتحريرها من أبحاث سيِّدنا الأُستاذ ، فقيه الأُمّة في جامعة الشريعة ، المفسِّر الكبير ، قبلة الفضلاء المشتغلين ، آية الله العظمى في العالمين ، من ألقت إليه زعامة الدراسة أزمّتها ، ونقّح مسائل العلوم ، وأبان غوامضها ، وأحاط بكنهها : أُصولها وفروعها ، المولى المعظّم ، والمحقِّق الورع التقيّ « السيِّد أبو القاسم الموسوي الخوئي » متّع الله المسلمين عامّة والمحصِّلين خاصّة بشريف وجوده.

وقد جعل ( أدام الله أظلاله ) محور بحثه الشريف كتاب « العروة الوثقى » للفقيه الأعظم والنيقد المقدّم السيِّد محمّد كاظم الطباطبائي قدس‌سره لاشتماله على فروع مهمّة ، ومسائل كثيرة تعم بها البلوى ربّما لا تجدها في غيره ، ولا يزال هو المدار الوحيد في عصرنا هذا في البحث والتعليق والإفتاء عند فقهائنا الأعلام كثّر الله أمثالهم.

وبدأ من كتاب الطّهارة ، لأنّ مباحث الاجتهاد والتقليد وفروعهما قد تكرّرت منه ( دام ظلّه ) في المباحث الأُصوليّة. ولعلّنا نعود إلى تحرير فروعهما في زمن آخر غير بعيد إن شاء الله. وقد جاءت محاضراته القيِّمة شرحاً تفصيليّاً للكتاب ، وهي تقع في أجزاء متسلسلة يلقيها سيِّدنا الأُستاذ فتُكتب ثمّ تُنشر.

١

ثمّ إنِّي راعيت في ضبطها جهد الإمكان التحفّظ على نكات البحث ودقائقه من غير زيادة ولا نقصان ، واتّبعت سلاسة البيان لئلاّ يستعصى فهمها فيستشكل ، أو يؤخذ على غير وجهها فيستغرب ، وربّما بالغتُ في البسط والتوضيح حذراً من الإغلاق ، وأفردت ما خطر ببالي القاصر في صحائف مستقلّة لعلّ التوفيق يساعدني على نشرها في مستقبل الأيّام.

وقد جرى ديدن المؤلِّفين على أن يهدوا مجهودهم إلى عظيم من عظماء عصرهم ، أو زعيم نحلتهم ، وإذ نحن لا نجد أعظم من وليّ أمرنا المغيَّب ( عجّل الله فرجه الشريف ) ، فمن الجدير جدّاً أن نرفع إلى ساحته المقدّسة هذا المجهود الضّئيل مترنّماً بقوله سبحانه ( يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا ) بقبولها ( إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ).

وأسأله تعالى بحقّ مَنْ نحن في جواره صلوات الله وسلامه عليه ، أن يمدّني بتوفيقاته لإتمام هذا المجهود خدمة للعلم وأهله ، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وذخراً ليوم فقري ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلاّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) ، وينفعني به وزملائي الأفاضل المثقّفين ، فإنّه خير موفِّق ومعين ، وهو حسبي ونعم الوكيل.

المؤلف

٢