بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٦ ـ ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبى أيوب عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما رأى إبراهيم ملكوت السماوات والارض التفت فرأى رجلا يزني فدعا عليه فمات ، ثم رأى آخر فدعا عليه فمات. حتى رأى ثلاثة فدعا عليهم فماتوا ، فأوحى الله عزوجل إليه : يا إبراهيم دعوتك مجابة ، فلا تدعو (١) على عبادي فإنى لو شئت لم أخلقهم ، إني خلقت خلقي على ثلاثة أصناف ، عبدا يعبدني لايشرك بي شيئا فأثيبه ; وعبدا يعبد غيري فلن يفوتني ; وعبدا يعبد غيري فأخرج من صلبه من يعبدني.

ثم التفت فرأى جيفة على ساحل البحر بعضها في الماء وبعضها في البر ، تجئ سباع البحر فتأكل ما في الماء ، ثم ترجع فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا ، ويجئ سباع البر فتأكل منها فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا ، فعند ذلك تعجب إبراهيم مما رأى وقال : يارب أرني كيف تحيي الموتى هذه أمم يأكل بعضها بعضا ، قال : أولم تؤمن؟ قال : بلى ولكن ليطمئن قلبي ـ يعني حتى أرى هذا (٢) كما رأيت الاشياء كلها ـ قال : خذ أربعة من الطير فقطعهن ، واخلطهن كما اختلطت هذه الجيفة في هذه السباع التي أكل بعضها بعضا فخلط ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا فلما دعاهن أجبنه كانت الجبال عشرة. قال : وكانت الطيور الديك والحمامة ، والطاووس والغراب. (٣)

فس : أبي ، عن ابن أبي عمير إلى قوله : من يعبدني. (٤)

شى : عن أبي بصير مثله. (٥)

ايضاح : إراءته ملكوت السماوات والارض يحتمل أن يكون ببصر العين بأن

__________________

(١) في نسخة : ولا تدع.

(٢) في المصدر : فتحيى حتى أرى هذا. م

(٣) علل الشرائع : ١٩٥. م

(٤) تفسير القمى : ١٩٤. م

(٥) مخطوط. م

٦١

يكون الله تعالى قوى بصره ، ورفع له كل منخفض وكشط له عن أطباق السماء والارض حتى رأى مافيهما ببصره ، وأن يكون المراد رؤية القلب بأن أنار قلبه حتى أحاط بها علما ، والاول أظهر نقلا والثاني عقلا ، والظاهر على التقديرين أنه أحاط علما بكل مافيهما من الحوادث والكائنات ، وأما حمله على أنه رأى الكواكب وما خلقه الله في الارض على وجه الاعتبار والاستبصار واستدل بها على إثبات الصانع فلا يخفى بعده عما يظهر من الاخبار.

٧ ـ ع ، ل : سمعت محمد بن عبدالله بن محمد بن طيفور يقول في قول إبراهيم (ع) : « رب أرني كيف تحيي الموتى » الآية : إن الله عزوجل أمر إبراهيم عليه‌السلام أن يزور عبدا من عباده الصالحين فزاره ، فلما كلمه قال له : إن الله تبارك وتعالى في الدنيا عبدا يقال له إبراهيم اتخذه خليلا ، قال إبراهيم : وما علامة ذلك العبد؟ قال : يحيي له الموتى ، فوقع لابراهيم أنه هو ، فسأله أن يحيي له الموتى ، قال : « أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي » يعني على الخلة ، ويقال : إنه أراد أن يكون له في ذلك معجزة كما كانت للرسل وإن إبراهيم سأل ربه عزوجل أن يحيي له الميت ، فأمره الله عزوجل أن يميت لاجله الحي سواء بسواء ، وهو لما أمره بذبح ابنه إسماعيل وإن الله عزوجل أمر إبراهيم عليه‌السلام بذبح أربعة من الطير : طاووسا ونسرا وديكا وبطا ، فالطاووس بريد به زينة الدنيا ، والنسر يريد به أمل الطويل ، والبط يريد به الحرص ، والديك يريد به الشهوة (١) يقول الله عزوجل : إن أحببت أن يحيي قلبك ويطمئن معي فاخرج عن هذه الاشياء الاربعة ، فإذا كانت هذه الاشياء في قلب فإنه لا يطمئن معي. وسألته كيف قال : « أو لم تؤمن » مع علمه بسره وحاله؟ فقال : إنه لما قال : « رب أرني كيف تحيي الموتى » كان ظاهر هذه اللفظة توهم أنه لم يكن بيقين ، فقرره الله عزوجل بسؤاله عنه إسقاطا للتهمة عنه وتنزيها له من الشك (٢)

٨ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن الحسين بن الحكم

__________________

(١) هذا تأويل للاية ذكره محمد بن عبدالله بن طيفور من عند نفسه لم يصححه خبر ولا رواية ، ولعله تأويل لانتخاب تلك الاربعة من بين الطيور.

(٢) علل الشرائع : ٢٤ ، الخصال ١ : ١٢٧. م

٦٢

قال : كتبت إلى العبد الصالح عليه‌السلام أخبره أني شاك وقد قال إبراهيم « رب أرني كيف تحيي الموتى » وإني احب أن تريني شيئا فكتب عليه‌السلام إلي : أن إبراهيم كان مؤمنا وأحب أن يزداد إيمانا وأن شاك والشاك لا خير فيه. (١)

٩ ـ ل : ماجيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا » الآية ، قال : أخذ الهدهد والصرد والطاووس والغراب فذبحهن وعزل رؤوسهن ثم نحز أبدانهن في المنحاز بريشهن ولحومهن وعظامهن حتى اختلطت ، ثم جز أهن عشرة أجزاء على عشرة أجبل ، ثم وضع عنده حبا وماء ثم جعل مناقيرهن بين أصابعه ، ثم قال : ايتين سعيا بإذن الله عزوجل ، فتطاير بعضها إلى بعض اللحوم والريش والعظام حتى استوت الابدان كما كانت ، وجاء كل بدن حتى التزق برقبته التي فيها رأسه والمنقار ، فخلى إبراهيم عن مناقيرهن فوقعن (٢) وشربن من ذلك الماء ، والتقطن من ذلك الحب ، ثم قلن : يا نبي الله أحييتنا أحياك الله ، فقال إبراهيم : بل الله يحيي ويميت ، فهذا تفسير الظاهر.

قال (ع) : وتفسيره في الباطن : خذ أربعة ممن يحتمل الكلام فاستودعهم علمك ، ثم ابعثهم في أطراف الارضين حججا لك على الناس ، وإذا أردت أن يأتوك دعوتهم بالاسم الاكبر يأتوك سعيا بإذن الله عزوجل.

قال الصدوق رضي‌الله‌عنه : الذي عندي في ذلك أنه عليه‌السلام امر بالامرين جميعا ، و روي أن الطيور التي أمر بأخذها : الطاووس والنسر والديك والبط. (٣)

بيان : قال الجوهري : النحز : الدق بالمنحاز وهو الهاون.

١٠ ـ يد ، ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن حمدان بن سليمان ، عن علي بن محمد بن الجهم قال : سأل مأمون الرضا (ع) عن قول إبراهيم عليه‌السلام : « رب أرني كيف تحيي الموتى

__________________

(١) لم نجده. م

(٢) في نسخة : فوقفن.

(٣) الخصال ١ : ١٢٧. م

٦٣

قال أو لم تومن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي » قال الرضا عليه‌السلام : إن الله تبارك وتعالى كان أوحى إلى إبراهيم عليه‌السلام : أني متخذ من عبادي خليلا إن سألني إحياء الموتى أجبته ، فوقع (١) في نفس إبراهيم عليه‌السلام أنه ذلك الخليل ، فقال : « رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي » على الخلة « قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم » فأخذ إبراهيم عليه‌السلام : نسرا وبطاوطاووسا وديكا فتطعهن فخلطهن ، ثم جعل على كل جبل من الجبال التي حوله ـ وكانت عشرة ـ منهن جزءا ، وجعل مناقيرهن بين أصابعه ثم دعاهن بأسمائهن ووضع عنده حبا وماء ، فتطايرت تلك الاجزاء بعضها إلى بعض حتى استوت الابدان وجاء كل بدن حتى انضم إلى رقبته ورأسه ، فخلى إبراهيم عليه‌السلام عن مناقيرهن فطرن ثم وقعن (٢) فشربن من ذلك الماء والتقطن من ذلك الحب وقلن : يا نبي الله أحييتنا أحياك الله ، فقال إبراهيم عليه‌السلام : بل الله يحيي الموتى و هو على كل شئ قدير. الخبر. (٣)

ج : مرسلا مثله. (٤)

بيان : هذا أحد وجوه التأويل في هذه الآية ، وقد ذكره جماعة من المفسرين ورووه عن ابن عبالس وابن جبير والسدي.

والثاني أنه أحب أن يعمل ذلك علم عيان بعد ما كان عالما به من جهة الاستدلال و البرهان لتزول الخواطر والوساوس ، وإليه يومى خبر أبي بصير وغيره.

والثالث أن سبب السؤال منازعة نمرود إياه في الاحياء فقال : « أنا أحيي وأميت » وأطلق محبوسا وقتل إنسانا ، فقال إبراهيم : ليس هذا بإحياء ، وقال : يا رب أرني كيف تحيي الموتى ليعلم نمرود ذلك. وروي أن نمرود توعده بالقتل إن لم يحيي الله الميت بحيث يشاهده فلذلك قال : « ليطمئن قلبي » أي بأن لا يقتلني الجبار.

__________________

(١) وقع الكلام في نفسه : أثر فيها.

(٢) في التوحيد : ثم وقفن. م

(٣) توحيد الصدوق : ١٢١ ـ ١٢٢ عيون الاخبار : ١١٠. م

(٤) الاحتجاج : ٢٣٤. م

٦٤

١١ ـ فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام إن إبراهيم (ع) نظر إلى جيفة على ساحل البحر تأكلها سباع البر وسباع البحر ، ثم يثب السباع بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا ، فتعجب إبراهيم عليه‌السلام فقال : « رب أرني كيف تحيي الموتى » فقال الله له : « أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إلكى ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن بأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم » فأخذ إبراهيم الطاووس والديك والحمام والغراب ، قال الله عزوجل : « فصرهن إليك » أي قطعهن ثم اخلط لحماتهن وفرقها على عشرة جبال (١) ثم خذ مناقيرهن وادعهن يأتينك سعيا ، ففعل إبراهيم ذلك وفرقهن على عشرة جبال ثم دعاهن فقال : اجيبيني بإذن الله تعالى ، فكانت يجتمع ويتألف لحم كل واحد وعظمه إلى رأسه ، وطارت إلى إبراهيم ، فعند ذلك قال إبراهيم : إن الله عزيز حكيم. (٢)

بيان : قال الطبرسي رحمه‌الله : قرأ أبوجعفر وحمزة وخلف ورويس عن يعقوب « فصرهن بكسر الصاد والباقون » فصرهن « بضم الصاد. ثم قال : صرته أصوره أي أملته ، وصرته أصوره : قطعته. قال أبوعبيدة : فصرهن من الصور وهو القطع. وقال أبوالحسن : وقد قالوا بمعنى القطع أصار يصير أيضا ، فمن جعل » فصر هن إليك « بمعنى أملهن إليك حذف من الكلام ، والمعنى أملهن إليك فقطعهن ، ومن قدر » فصرهن « على معنى فقطعهن كان لم يحتج إلى إضمار. (٣) وقال البيضاوى : أي فأملهن واضممهن إليك لتتأملها وتعرف شأنها لئلا تلتبس عليك بعد الاحياء. (٤) وقال الجوهري : صاره يصوره ويصيره أي أماله ، وقرئ » فصرهن إليك » بضم الصاد وكسرها. قال الاخفش : يعني وجههن ، يقال : صر إلي وصر وجهك إلي أي اقبل علي ، وصرت الشئ أيضا قطعته وفصلته ، فمن قال هذا جعل في الآية تقديما وتأخيرا

__________________

(١) في نسخة : وفرقها على كل عشرة جبال.

(٢) تفسير القمي : ٨١. م

(٣) مجمع البيان ٢ : ٣٧١. م

(٤) انوار التنزيل ١ : ٦٥. م

٦٥

كأنه قال : خذ إليك أربعة من الطير فصرهن.

أقول : يظهر ممامر من الاخبار وما سيأتي أنه بمعنى التقطيع وإن أمكن أن يكون بيانا لحاصل المعنى.

١٢ ـ ل : ابن موسى ، عن العلوي ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن محمد ابن الحسين بن زيد الزيات ، عن محمد بن زياد الازدي : عن المفضل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمد (ع) قال : سألته عن قول الله عزوجل : « وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات » ما هذه الكلمات؟ قال هي الكلمات التي تلقاها آدم عليه‌السلام من ربه فتاب عليه ، وهو أنه قال : « يارب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي » فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم ; فقلت له : يا ابن رسول الله فما يعني عزوجل بقوله : « فأتمهن »؟ قال : يعني فأتمهن إلى القائم عليه‌السلام اثني عشر إماما ، تسعة من ولد الحسين عليه‌السلام قال المفضل : فقلت له : ياابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عزوجل : « وجعلها كلمة باقية في عقبه » قال : يعني بذلك الامامة جعلها الله في عقب الحسين عليه‌السلام إلى يوم القيامة ، قال : فقلت له : يا ابن رسول الله فكيف صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولدا رسول الله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟ فقال عليه‌السلام : إن موسى و هارون كانا نبيين مرسلين أخوين ، فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى ، ولم يكن لاحد أن يقول : لم فعل الله ذلك؟ فإن الامامة خلافة الله (١) عزوجل ليس لاحد أن يقول : لم جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن؟ لان الله هو الحكيم في أفعاله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. (٢)

ولقول الله تبارك وتعالى « وإذابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن » وجه آخر و ما ذكرناه أصله ، والابتلاء على ضربين :

أحدهما مستحيل على الله تعالى ذكره والآخر جائز ، فأما ما يستحيل فهو أن

__________________

(١) في نسخة : وان الامامة خلافة الله.

(٢) الظاهر أن قوله : « وهم يسألون » تمام الخبر ، وبعده من كلام الصدوق قدس‌سره.

٦٦

يختبره ليعلم ما تكشف الايام عنه وهذا ما لا يصح ، (١) لانه عزوجل علام الغيوب. والضرب الآخر من الابتلاء أن يبتليه حتى يصبر فيما يبتليه به فيكون ما يعطيه من العطاء على سبيل الاستحقاق ، ولينظر إليه الناظر فيقتدي به فيعلم من حكمة الله عز وجل أنه لم يكل أسباب الامامة إلا إلى الكافي المستقل (٢) الذي كشفت الايام عنه بخير ، فأما الكلمات فمنها ما ذكرناه ، ومنها اليقين ، وذلك قول الله عزوجل : « وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين ».

ومنها المعرفة بقدم بارئه وتوحيده وتنزيهه عن التشبيه حين نظر إلى الكوكب و القمر والشمس ، واستدل بأفول كل واحد منها على حدثه ، وبحدثه على محدثه ، ثم علمه بأن الحكم بالنجوم خطأ في قوله عزوجل : « فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم » وإنما قيده الله سبحانه بالنظرة الواحدة لان النظرة الواحدة لا توجب الخطاء إلا بعد النظرة الثانية بدلالة قول النبي (ص) لما قال لامير المؤمنين عليه‌السلام : يا علي أول النظرة لك ، والثانية عليك لا لك.

ومنها الشجاعة وقد كشفت الاصنام عنه بدلالة قوله عزوجل : « إذ قال لابيه و قومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون * قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين. قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين. قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين. قال بل ربكم رب السموات والارض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين. وتالله لاكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين. فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون » ومقاومة الرجل الواحد الوفا من أعداء الله عزوجل تمام الشجاعة. ثم الحلم مضمن معناه في قوله عزوجل : « إن إبراهيم لحليم أواه منيب » ثم السخاء وبيانه في حديث ضيف إبراهيم المكرمين. ثم العزلة عن أهل البيت والعشيرة مضمن معناه في قوله : « وأعتزلكم وما تدعون من دون الله » الآية. والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بيان ذلك في قوله عزوجل : « يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا * يا أبت

__________________

(١) في نسخة : وهذا مما لا يصح.

(٢) في نسخة : إلى الكافى المستقل بها.

٦٧

إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويلاً * يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا * يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولياً » ودفع السيئة بالحسنة وذلك لما قال أبوه : « أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لارجمنك واهجرني مليا » فقال : في جواب أبيه : « سأستغفر لك (١) ربي إنه كان بي حفياً » والتوكل بيان ذلك في قوله : « الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني و يسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين. والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ».

ثم الحكم والانتماء إلى الصالحين في قوله : « رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين » يعني بالصالحين الذين لا يحكمون إلا بحكم الله عزوجل ولا يحكمون بالآراء والمقائيس حتى يشهد له من يكون بعده من الحجج بالصدق ، بيان ذلك في قوله : « واجعل لي لسان صدق في الآخرين » أراد به هذه الامة الفاضلة ، فأجابه الله وجعل له ولغيره من أنبيائه لسان صدق في الآخرين وهو علي بن أبي طالب عليه‌السلام و ذلك قوله عزوجل : « وجعلنا لهم لسان صدق عليا » والمحنة في النفس حين جعل في المنجنيق وقذف به في النار. ثم المحنة في الولد حين أمر بذبح ابنه إسماعيل. ثم المحنة بالاهل (٢) حين خلص الله عزوجل حرمته من عزازة (٣) القبطي في الخبر المذكور في هذه القصة.

ثم الصبر على سوء خلق سارة. ثم استقصار النفس في الطاعة في قوله : « ولا تخزني يوم يبعثون » ثم النزاهة في قوله عزوجل : « ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين » ثم الجمع لاشراط الطاعات في قوله : « إن صلاتي و نسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك امرت وأنا أول المسلمين » فقد جمع في قوله : « محياي ومماتي لله رب العالمين » جميع أشراط الطاعات كلها حتى لا يعزب عنها عازبة ، ولا تغيب عن معانيها منها غائبة. ثم استجابة الله عزوجل دعوته حين قال :

__________________

(١) في نسخة : سلام عليك سأستغفر لك.

(٢) في نسخة : ثم المحنة في الاهل.

(٣) في نسخة : عزارة.

٦٨

« رب أرني كيف تحيي الموتى »؟ وهذه آية متشابهة معناها أنه سأل عن الكيفية ، والكيفية من فعل الله عزوجل ، متى لم يعلمها العالم لم يلحقه عيب ولا عرض في توحيده نقص فقال الله عزوجل : « أو لم تؤمن قال بلى » هذا شرط عام من آمن به متى سئل واحد منهم أولم تؤمن؟ وجب أن يقول : بلى كما قال إبراهيم عليه‌السلام ولما قال لله عزوجل لجيمع أرواح بني آدم : « ألست ربكم قالوا بلى » قال : أول من قال بلى محمد (ص) فصار بسبقه إلى بلى سيد الاولين والآخرين وأفضل النبيين والمرسلين ، فمن لم يجب عن هذه المسألة بجواب إبراهيم فقد رغب عن ملته ، قال الله عزوجل : « ممن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه » ثم اصطفاء الله عزوجل إياه في الدنيا ثم شهادته في العاقبة إنه من الصالحين في قوله عزوجل : « ولقد أصطفيناه في الدينا وإنه في الآخرة لمن الصالحين » والصالحون هم النبي والائمة (١) صلوات الله عليهم ، الآخذون عن الله أمره ونهيه ، والملتمسون للصلاح من عنده والمجتنبون للرأي والقياس في دينه في قوله عزوجل : « إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين » ثم اقتداء من بعده من الانبياء عليهم‌السلام في قوله عزوجل : « ووصى إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون » و في قوله عزوجل لنبيه (ص) : « ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين » وفي قوله عزوجل : « ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل » و أشراط كلمات الامام مأخذوة من جهته مما يحتاج إليه الامة من مصالح الدنيا والآخرة وقول إبراهيم عليه‌السلام : « ومن ذريتي » من حرف تبعيض ليعلم أن من الذرية من يستحق الامامة ، ومنهم من لا يستحق الامامة هذا من جملة المسلمين وذلك أنه يستحيل أن يدعو إبراهيم (ع) بالامامة للكافر أو للمسلم الذي ليس بمعصوم ، فصح أن باب التبعيض وقع على خواص المؤمنين ، والخواص إنما صاروا خواصا بالبعد من الكفر ، ثم من اجتنب الكبائر صار من جملة الخواص أخص ، ثم المعصوم هو الخاص الاخص ، ولو كان للتخصيص صورة أدنى عليه لجعل ذلك من أوصاف الامام.

وقد سمى الله عزوجل عيسى من ذرية إبراهيم وكان ابن ابنته من بعده ، و

__________________

(١) في نسخة : هم النبيون والائمة.

٦٩

لما صح أن ابن البنت ذرية ودعا إبراهيم لذريته بالامامة وجب على محمد (ص) الاقتداء به في وضع الامامة في المعصومين من ذريته حذو النعل بالنعل بعد ما أوحى الله عز وجل إليه وحكم عليه بقوله : « ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا » الآية ، ولو خالف ذلك لكان داخلا في قوله عزوجل : « ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه » جل نبي الله عن ذلك ، وقال الله عزوجل : « إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا » وأمير المؤمنين أبوذرية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأوضع الامامة فيه وضعها في ذرية المعصومين ، وقوله عزوجل : « لا ينال عهدي الظالمين » عنى به أن الامامة لا تصلح لمن قد عبد صنما أو وثنا أو أشرك بالله طرفة عين وإن أسلم بعد ذلك ، والظلم : وضع الشئ في غير موضعه ، وأعظم الظلم الشرك قال الله عزوجل : « إن الشرك لظلم عظيم » وكذلك لايصلح الامامة لمن قد ارتكب (١) من المحارم شيئا صغيرا كان أو كبيرا وإن تاب منه بعد ذلك ، وكذلك لايقيم الحد من في جنبه حد ، فإذا لا يكون الامام إلا معصوما ، ولا تعلم عصمته إنه بنص الله عليه على لسان نبيه (ص) لان العصمة ليست في ظاهر الخلقة فترى كالسواد والبياض وما أشبه ذلك ، وهي مغيبة لا تعرف إلا بتعريف علام الغيوب عزوجل ». (٢)

مع : الدقاق ، عن العلوي مثله إلى آخر ما أضاف إليه من كلامه. (٣)

بيان : قوله : « ثم علمه بأن الحكم بالنجوم خطاء » مبني على أن نظره عليه‌السلام إنما كان موافقة للقوم والحكم بالسقم للتورية كمامر.

١٣ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن أبن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، عن أبى عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « وإبراهيم الذي وفى » قال : إنه كان يقول إذا أصبح وأمسى : « أصبحت وربي محمود ، أصبحت لا أشرك بالله شيئا ، ولا أدعو مع الله إلها آخر ، ولا أتخذ من دونه وليا » فسمي بذلك عبدا شكورا. (٤)

__________________

(١) في نسخة : وكذلك لا يصلح للامامة من ارتكب اه.

(٢) الخصال ج ١ : ١٤٦ ـ ١٤٩. م

(٣) معانى الاخبار : ٤٢ ـ ٤٤. م

(٤) علل الشرائع : ٢٤. م

٧٠

١٤ ـ ل ، مع : على بن عبدالله الاسواري ، عن أحمد بن محمد بن قيس الشجري (١) عن عمرو بن حفص ، عن عبدالله بن محمد بن أسد ، عن الحسين بن إبراهيم ، عن يحيى بن سعيد البصري ، عن ابن جريح ، عن عطا ، عن عتبة بن عمير الليثي ، عن أبي ذر رحمه‌الله عن النبي (ص) قال : أنزل الله على إبراهيم عشرين صحيفة ، قلت : يارسول الله ما كانت صحف إبراهيم؟ قال : كانت أمثالا كلها ، وكان فيها : أيها الملك المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ولكن (٢) بعثتك لترد عني دعوة المظلوم ، فإني لا أردها وإن كانت من كافر ، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا أن يكون له ثلاث ساعات : ساعة يناجي فيها ربه عزوجل ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يتفكر فيما صنع الله عزوجل إليه ، وساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال ، فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات ، واستجمام للقلوب وتوزيع لها ، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه فإن من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه ، وعلى العاقل أن يكون طالبا لثلاث : مرمة لمعاش ، أو تزود لمعاد ، أو تلذذ في غير محرم ، قلت : يا رسول الله فما كانت صحف موسى (ع)؟ قال : كانت عبرا كلها ، (٣) وفيها : عجب (٤) لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ ولمن أيقن بالنار لم يضحك؟ ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها لم يطمئن إليها؟ ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصب؟ ولمن أيقن بالحساب لم لا يعمل؟ قلت : يا رسول الله هل في أيدينا مما أنزل الله عليك شئ مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال : يا أباذر اقرء « قد أفلح من تزكي * وذكر اسم ربه فصلى. بل تؤثرون الحيوة الدنيا * والآخرة خير وأبقى* إن هذا لفي الصحف الاولى. صحف إبراهيم وموسى ». (٥)

__________________

(١) بفتح الشين والجيم نسبة إلى شجرة وهى قرية بالمدينة ، أو إلى غيرها. وفى الخصال المطبوع السجرى ، وفى نسخة. السحرى ، ولعلهما مصحف السجزى بكسر السين وسكون الجيم نسبة إلى سجستان على غير قياس.

(٢) في نسخة : ولكنى.

(٣) في نسخة : كان عبرا كلها ، وفى المصدر : كانت عبرانية كلها. م

(٤) في نسخة : وفيها : عجبا.

(٥) الخصال ج ٢ : ١٠٤ ـ ١٠٥. م

٧١

بيان : مالم يكن مغلوبا أي بالمرض أو بالعدو أو بالمصائب أو على عقله فيكون تأكيدا. وقوله (ع) : « وساعة يخلو » معطوف على قوله : « ثلاث ساعات » ولعله كان أربع ساعات كما في الاخبار الاخر ، وقوله : « ينصب » من النصب بمعنى التعب.

١٥ ـ ير : محمد ، عن الجحال ، عن ثعلبة ، عن عبدالرحيم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في هذه الآية : « وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين » قال : كشط له عن الارض حتى رآها ومن فيها ، وعن السماء حتى رآها ومن فيها ، والملك الذي يحملها ، والعرش ومن عليه ، وكذلك أرى صاحبكم. (١)

شى : عن زرارة مثله. (٢)

١٦ ـ شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله (ع) في قول الله : « وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين » فقال أبوجعفر : كشط له عن السماوات حتى نظر إلى العرش وما عليه ، قال : والسماوات والارض والعرش والكرسي. وقال أبوعبدالله عليه‌السلام : كشط له الارض حتى رآها ، وعن السماء وما فيها والملك الذي يحملها ، والكرسي وما عليه. (٣)

١٧ ـ وفي رواية اخرى عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام « وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والارض » قال : أعطي بصره من القوة مايعدو السماوات فرأى مافيها ، ورأى العرش وما فوقه ، ورأى مافي الارض وما تحتها. (٤)

١٨ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن ابن مسكان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : « وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين » قال : كشط لابراهيم عليه‌السلام السماوات السبع حتى نظر إلى مافوق العرش ، وكشط له الارض حتى رأى مافي الهواء ، وفعل بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله مثل ذلك ، وإني لارى صاحبكم والائمة من بعده قد فعل بهم مثل ذلك. (٥)

__________________

(١ و ٥) بصائر الدرجات : ١٢٠. م

(٢ ـ ٤) مخطوط. م

٧٢

شى : عن عبدالرحيم مثله. (١)

أقول : سيأتي بعض الاخبار في أبواب فضائل الائمة عليهم‌السلام.

١٩ ـ شى : روى أبوبصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كانت الجبال عشرة وكانت الطيور والديك والحمامة والطاووس والغراب ، وقال : فخذ أربعة من الطير فصرهن فقطعهن بلحمهن وعظامهن وريشهن ، ثم أمسك رؤوسهن ، ثم فرقهن على عشرة جبل منهن جزءا ؛ فجعل ما كان في هذا الجبل يذهب إلى هذا الجبل برأسه ولحمه ودمه ، ثم يأتيه حتى يضع رأسه في عنقه حتى فرغ من أربعتهن. (٢)

٢٠ ـ شى : عن معروف بن خر بوذ قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن الله لما أوحى إلى إبراهيم عليه‌السلام أن خذ أربعة من الطير عمد إبراهيم فأخذ النعامة والطاووس والوزة (٣) والديك ، فنتف ريشهن بعد الذبح ، ثم جعلهن في مهراسة (٤) فهرسهن ، ثم فرقهن على جبال الادرن ، وكانت يومئذ عشرة أجبال ، فوضع على كل جبل منهن جزءا ، ثم دعاهن بأسمائهن فأقبلن إليه سعيا ـ يعني مسرعات ـ فقال إبراهيم عند ذلك : أعلم أن الله كل شئ قدير. (٥)

٢١ ـ شى : عن علي بن أسباط ، أن أبا الحسن الرضا عليه‌السلام سئل عن قول الله : « قال بلى ولكن ليطمئن قلبي » أكان في قلبه شك ، قال : لا ولكنه أراد من الله الزيادة في يقينه قال : والجزء واحد من عشرة. (٦)

٢٢ ـ شى : عن عبدالصمد بن بشير قال : جمع لابي جعفر (٧) جميع القضاة فقال لهم رجل أوصى بجزء من ماله فكم الجزء؟ فلم يعلموا كم الجزء واشتكوا إليه فيه ، فأبرد بريدا إلى صاحب المدينة أن يسأل جعفر بن محمد (ع) : رجل أوصى بجزء من ماله فكم الجزء فقد أشكل ذلك على القضاة فلم يعلموا كم الجزء؟ فإن هو أخبرك به وإلا فاحمله

__________________

(١ و ٢ و ٥ و ٦) مخطوط. م

(٣) الوزة لغة في الاوز : البط.

(٤) المهراس : الهاون.

(٧) أى المنصور الدوانيقى.

٧٣

على البريد ووجهه إلي فأتى صاحب المدينة أبا عبدالله عليه‌السلام فقال له : إن أبا جعفر بعث إلي أن أسألك عن رجل أوصى بجزء من ماله وسأل من قبله من القضاة فلم يخبروه ماهو ، وقد كتب إلي إن فسرت ذلك له ، وإلا حملتك على البريد إليه فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : هذا في كتاب الله بين إن الله يقول ـ لما قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ـ : إلى كل جبل منهن جزءا (١) فكانت الطير أربعة والجبال عشرة ، يخرج الرجل من كل عشرة أجزاء جزءا واحدا ; وإن إبراهيم دعا بمهراس فدق فيه الطيور جميعا وحبس الرؤوس عنده ، ثم إنه دعا بالذي أمر به فجعل ينظر إلى الريش كيف يخرج وإلى العروق عرقا عرقا حتى تم جناحه مستويا فأهوى نحو إبراهيم ، فقال إبراهيم ببعض الرؤوس فاستقبله به ، فلم يكن الرأس الذي استقبله به لذلك البدن حتى انتقل إليه غيره فكان موافقا للرأس فتمت العدة وتمت الابدان. (٢)

٢٣ ـ شى : عن حريز بن عبدالله ، عمن ذكره ، عن أحدهما عليهما‌السلام أنه كان يقرء هذه الآية : « رب اغفرلي ولولدي » يعني إسماعيل وإسحاق. (٣)

٢٤ ـ وفي رواية أخرى عمن ذكره ، عن أحدهما أنه قرأ : « ربنا اغفر لي و لوالدي » قال : هذه كلمة صحفها الكتاب إنما كان استغفار إبراهيم لابيه عن موعدة وعدها إياه وإنما قال : « ربنا اغفر لى ولولدي » يعني إسماعيل وإسحاق ، والحسن والحسين والله ابنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله . (٤)

٢٥ ـ غو : في الحديث أن إبراهيم عليه‌السلام لقي ملكا فقال له : من أنت؟ قال : أنا ملك الموت ، فقال : أتستطيع أن تريني الصورة التي تقبض فيها روح المؤمن؟ قال : نعم اعرض عني ، فأعرض عنه فإذا هو شاب حسن الصورة ، حسن الثياب ، حسن الشمائل ، طيب الرائحة ، فقال : ياملك الموت لو لم يلق المؤمن إلا حسن صورتك لكان حسبه ، ثم قال له : هل تستطيع أن تريني الصورة التي تقبض فيها روح الفاجر؟ فقال : لا تطيق ؛

__________________

(١) هكذا في النسخ ، وفى تفسير البرهان هكذا : « رب ارنى كيف تحيى الموتى » إلى قوله تعالى : « ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ».

(٢ ـ ٤) مخطوط. م

٧٤

فقال : بلى ، قال : فأعرض عني ، فأعرض عنه ثم التفت إليه فإذا هو رجل أسود ، قائم الشعر ، منتن الرائحة ، أسود الثياب ، يخرج من فيه ومن مناخره النيران والدخان ، فغشي على إبراهيم ثم أفاق وقد عاد ملك الموت إلى حالته الاولى ، فقال : ياملك الموت لو لم يلق الفاجر إلا صورتك هذه لكفته.

٢٦ ـ كا : علي ، عن أبيه ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن عبدالرحمن بن سيابة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل أمر إبراهيم عليه‌السلام فقال : « اجعل على كل جبل منهن جزءا » وكانت الجبال يومئذ عشرة. (١)

٢٧ ـ كا : علي ، عن أبيه وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله. (٢)

٢٨ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن حماد ، عن أبان بن تغلب قال : قال أبوجعفر (ع) : الجزء واحد من عشرة لان الجبال كانت عشرة والطيور أربعة. (٣)

٢٩ ـ كا : بإسناده عن أبي عبدالله (ع) : قال : قال النبي (ص) : انزل صحف إبراهيم (ع) في أول ليلة من شهر رمضان. (٤)

__________________

(١ ـ ٣) فروع الكافى ج ٢ : ٢٤٥. م

(٢) لم نجده. م

٧٥

( باب ٤ )

* ( جمل أحواله ووفاته عليه السلام ) *

١ ـ لى : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن محمد بن عمران ، عن أبيه عمران بن إسماعيل ، عن أبي علي الانصاري ، عن محمد بن جعفر التميمي قال : قال الصادق جعفر بن محمد (ع) : بينا إبراهيم خليل الرحمن عليه‌السلام في جبل بيت المقدس يطلب مرعى لغنمه إذ سمع صوتا ، فإذا هو برجل قائم يصلي ، طوله اثنا عشر شبرا ، فقال له : يا عبدالله لمن تصلي؟ قال : لاله السماء ، فقال له إبراهيم (ع) هل بقي أحد من قومك غيرك؟ قال : لا ، قال : فمن أين تأكل؟ قال : أجتني من هذا الشجر في الصيف وآكله في الشتاء قال له : فأين منزلك؟ قال : فأومأ بيده إلى جبل ، فقال له إبراهيم عليه‌السلام هل لك أن تذهب بي معك فأبيت عندك الليلة؟ فقال : إن قدامي ماء لا يخاض ، قال : كيف تصنع؟ قال : أمشي عليه ، قال : فاذهب بي معك فلعل الله أن يرزقني مارزقك ، قال : فأخذ العابد بيده فمضيا جميعا حتى انتهيا إلى الماء فمشى ومشى إبراهيم عليه‌السلام معه حتى انتهيا إلى منزله ، فقال له إبراهيم عليه‌السلام : أي الايام أعظم؟ فقال له العابد : يوم الدين ، يوم يدان الناس بعضهم من بعض ، قال : فهل لك أن ترفع يدك وأرفع يدي فندعو الله عزوجل أن يؤمننا من شر ذلك اليوم؟ فقال : وما تصنع بدعوتي فو الله إن لي لدعوة منذ ثلاث سنين فما أجبت فيها بشئ؟ فقال له إبراهيم عليه‌السلام : أولا أخبرك لاي شئ احتبست دعوتك؟ قال : بلى ، قال له : إن الله عزوجل إذا أحب عبدا احتبس دعوته ليناجيه ويسأله ويطلب إليه ، وإذا أبغض عبدا عجل له دعوته أو ألقى اليأس في قلبه منها. ثم قال له : وما كانت دعوتك؟ قال : مر بي غنم ومعه غلام له ذؤابة فقلت : ياغلام لمن هذا الغنم؟ فقال : لابراهيم خليل الرحمن ، فقلت : اللهم إن كان لك في الارض خليل فأرنيه ، فقال له إبراهيم : فقد استحاب الله لك إنا إبراهيم خليل الرحمن ، فعانقه ، فلما بعث الله محمدا (ص) جاءت المصافحة. (١)

__________________

(١) امالى الصدوق : ١٧٨ ، ١٧٩. م

٧٦

٢ ـ ع : ماجيلويه ، عن علي بن إبراهيم ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي الجارود رفعه فيما يروي إلى علي (ع) قال : إن إبراهيم (ع) مر ببانقيا فكان يزلزل بها (١) فبات بها فأصبح القوم ولم يزلزل بهم ، فقالوا : ماهذا وليس حدث؟ قالوا : ههنا شيخ ومعه غلام له ، قال : فأتوه فقالوا له : يا هذا إنه كان يزلزل بنا كل ليلة ولم يزلزل بنا هذه الليلة فبت عندنا ، فبات فلم يزلزل بهم ، فقالوا : أقم عندنا ونحن نجري عليك (٢) ما أحببت ، قال : لا ولكن تبيعوني هذا الظهر ولا يزلزل بكم ، قالوا : فهو لك ، قال : لا آخذه إلا بالشرى ، قالوا : فخذه بما شئت ، فاشتراه بسبع نعاج وأربعة أحمرة ، فلذلك سمي بانقيا لان النعاج بالنبطية نقيا ، قال : فقال له غلامه : يا خليل الرحمن ما تصنع بهذا الظهر ليس فيه زرع ولا ضرع؟ فقال له : اسكت فإن الله عزوجل يحشر من هذا الظهر سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب يشفع الرجل منهم لكذا وكذا. (٣)

بيان : قال الفيروز آبادي : بانقيا قرية بالكوفة.

أقول : المراد به ظهر الكوفة وهو الغري.

٣ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد الواسطي ، عن أبي عبدالله (ع) قال : أوحى الله عزوجل إلى إبراهيم عليه‌السلام أن الارض قد شكت إلي الحياء من رؤية عورتك ، فاجعل بينك وبينها حجابا ، فجعل شيئا هو أكثر من الثياب ومن دون السراويل ، فلبسه فكان إلى ركبتيه. (٤)

بيان : قوله عليه‌السلام : « هو أكثر من الثياب » أي زائد على سائر أثوابه ، والظاهر : هو أكبر من التبان ; قال في النهاية : التبان : سراويل صغبر يستر العورة المغلظة فقط ، ويكثر لبسه الملاحون.

٤ ـ ع : بإسناد العمري إلى أمير المؤمنين (ع) قال : إن النبي (ص) سئل مما خلق الله عزوجل الجزر؟ فقال : إن إبراهيم (ع) كان له يوما ضيف ولم يكن عنده ما يمون

__________________

(١) في نسخة : فكان نزل بها.

(٢) في المصدر : تجزى. م

(٣ و ٤) علل الشرائع : ١٩٥. م

٧٧

ضيفه ، فقال في نفسه : أقوم إلى سقفي فأستخرج من جذوعه فأبيعه من النجار فيعمل صنما فلم يفعل ، وخرج ومعه إزار إلى موضع وصلى ركعتين ، فجاء ملك وأخذ من ذلك الرمل والحجارة فقبضه في إزار إبراهيم عليه‌السلام وحمله إلى بيته كهيئة رجل ، فقال لاهل إبراهيم عليه‌السلام : هذا إزار إبراهيم فخذيه ، ففتحوا الازار فإذا الرمل قد صار ذرة ، وإذا الحجارة الطوال قد صارت جزرا. وإذا الحجارة المدورة قد صارت لفتا. (١)

٥ ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن الاشعري ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سليمان ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر (ع) قال : أول اثنين تصافحا على وجه الارض ذو القرنين وإبراهيم الخليل ، استقبله إبراهيم فصافحه ، وأول شجرة على وجه الارض النخلة. (٢)

٦ ـ لى : سيجئ في أخبار المعراج أن النبي (ص) مر على شيخ قاعد تحت شجرة وحوله أطفال فقال رسول الله (ص) : من هذا الشيخ يا جبرئيل؟ قال : هذا أبوك إبراهيم قال : فما هؤلاء الاطفال حوله؟ قال : هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يغذوهم. (٣)

٧ ـ ع ، لى : الدقاق ، عن الصوفي ، عن عبدالله بن موسى الطبري ، عن محمد بن الحسين الخشاب ، عن محمد بن محسن ، عن يونس بن ظبيان ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : لما أراد الله تبارك وتعالى قبض روح إبراهيم (ع) أهبط إليه ملك الموت فقال : السلام عليك يا إبراهيم ، قال : وعليك السلام يا ملك الموت أداع أم ناع؟ قال : بل داع يا إبراهيم فأجب ، قال إبراهيم : فهل رأيت خليلا يميت خليله؟ قال : فرجع ملك الموت حتى وقف بين يدي الله جل جلاله فقال : إلهي قد سمعت بما قال خليلك إبراهيم ، فقال الله جل جلاله : ياملك الموت اذهب إليه وقل له : هل رأيت حبيبا يكره لقاء حبيبه ، إن الحبيب يحب لقاء حبيبه. (٤)

__________________

(١) علل الشرائع : ١٨٥. واللفت : الشلجم.

(٢) امالى الشيخ ص ١٣٤. م

(٣) امالى الصدوق : ٢٧٠. م

(٤) علل الشرائع : ٢٤ ، أمالى الصدوق : ١١٨. م

٧٨

بيان : المراد بالداعي أن يكون طلبه على سبيل التخيير والرضى كما هو المتعارف فيمن يدعو ضيفا لكرامته ، وبالناعي أن يكون قاهرا طالبا على الجزم والحتم ، وكان غرض إبراهيم عليه‌السلام الشفاعة والدعاء لطلب البقاء ليكثر من عبادة ربه إن علم الله صلاحه في ذلك.

٨ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر أو أبي عبدالله (ع) قال : إن إبراهيم عليه‌السلام لما قضى مناسكه رجع إلى الشام فهلك ، وكان سبب هلاكه أن ملك الموت أتاه ليقبضه فكره إبراهيم الموت فرجع ملك الموت إلى ربه عزوجل فقال : إن إبراهيم كره الموت ، فقال : دع إبراهيم فإنه يحب أن يعبدني ; قال : حتى رأى إبراهيم شيخا كبيرا يأكل ويخرج منه ما يأكله فكره الحياة وأحب الموت فبلغنا أن إبراهيم أتى داره فإذا فيها أحسن صورة ما رآها قط ، قال : من أنت؟ قال : أنا ملك الموت ، قال : سبحان الله من الذي يكره قربك وزيارتك و أنت بهذه الصورة؟ فقال : يا خليل الرحمن إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا بعثني إليه في هذه الصورة ، وإذا أراد بعيد شرا بعثني إليه في غير هذه الصورة ، فقبض عليه‌السلام بالشام ، وتوفي بعده إسماعيل وهو ابن ثلاثين ومائة سنة ، فدفن في الحجر مع امه. (١)

٩ ـ ع : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن محمد بن القاسم وغيره ، عن أبي عبدالله (ع) قال : إن سارة قالت لابراهيم عليه‌السلام : ياإبراهيم قد كبرت فلو دعوت الله أن يرزقك ولدا تقر أعيننا به فإن الله قد اتخذك خليلا وهو مجيب لدعوتك إن شاء ، قال عليه‌السلام : فسأل إبراهيم ربه أن يرزقه غلاما عليما فأوحى الله عزوجل إليه : أني واهب لك غلاما عليما ثم أبلوك بالطاعة لي ، قال أبوعبدالله عليه‌السلام : فمكث إبراهيم بعد البشارة ثلاث سنين ثم جاءته البشارة من الله عزوجل وإن سارة قد قالت لابراهيم : إنك قد كبرت وقرب أجلك ، فلو دعوت الله عزوجل أن ينسئ في أجلك (٢) وأن يمد لك في العمر فتعيش معنا وتقر أعيننا ، قال : فسأل إبراهيم ربه ذلك ، قال :

__________________

(١) علل الشرائع : ٢٤. م

(٢) أى يؤخر في أجلك ، يقال : أنسأ الله أجله وفى أجله أى أخره.

٧٩

فأوحى الله عزوجل إليه : سل من زيادة العمر ما أحببت تعطه ، (١) قال : فأخبر إبراهيم سارة بذلك فقالت له : سل الله أن لا يميتك حتى تكون أنت الذي تسأله الموت ، قال : فسأل إبراهيم ربه ذلك ، فأوحى الله عزوجل إليه : ذلك لك ، قال : فأخبر إبراهيم سارة بما أوحى الله عزوجل إليه في ذلك فقالت سارة لابراهيم : اشكر لله واعمل طعاما وادع عليه الفقراء وأهل الحاجة ، قال : ففعل ذلك إبراهيم ودعا إليه الناس ، فكان فيمن أتى رجل كبير ضعيف مكفوف (٢) معه قائد له فأجلسه على مائدته ، قال : فمد الاعمى يده فتناول لقمة وأقبل بها نحو فيه فجعلت تذهب يمينا وشمالا من ضعفه ، ثم أهوى بيده إلى جبهته فتناول قائده يده فجاء بها إلى فمه ، ثم تناول المكفوف لقمة فضرب بها عينه ، قال : و إبراهيم (ع) ينظر إلى المكفوف وإلى ما يصنع ، قال : فتعجب إبراهيم من ذلك و سأل قائده عن ذلك ، فقال له القائد : هذا الذي ترى من الضعف ، فقال إبراهيم في نفسه : أليس إذا كبرت أصير مثل هذا؟ ثم إن إبراهيم عليه‌السلام سأل الله عزوجل حيث رأى من الشيخ ما رأى فقال : اللهم توفني في الاجل الذي كتبت لي فلا حاجة لي في الزيادة في العمر بعد الذي رأيت. (٣)

١٠ ـ ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد والحميري معا ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : خرج إبراهيم ذات يوم يسير في البلاد ليعتبر مر (٤) بفلاة من الارض فإذا هو برجل قائم يصلي قد قطع إلى السماء صوته ولباسه شعر فوقف عليه إبراهيم وعجب منه وجلس ينتظر (٥) فراغه فلما طال ذلك عليه حركه بيده وقال له : إن لي حاجة فخفف ، قال : فخفف الرجل (٦) وجلس إبراهيم ، فقال له إبراهيم : لمن تصلي؟ فقال : لاله إبراهيم ، فقال له : ومن إله

__________________

(١) في المصدر : نعطه. م

(٢) كف بصره : عمى.

(٣) علل الشرائع : ٢٤ ـ ٢. م

(٤) في المصدر : فمر. م

(٥) في المصدر : وجعل ينتظر. م

(٦) في المصدر : ان لى حاجة فخفف الرجل اه. م

٨٠