بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٠
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

ومهاد تحتهم موضوع ، ومعايش تحييهم ، وآجال تفنيهم ، وأوصاب تهرمهم ، وأحداث تتتابع عليهم ، ولم يخل الله سبحانه خلقه من نبي مرسل ، أو كتاب منزل ، أو حجة لازمة ، أو محجة قائمة ، رسل لا يقصربهم فلة عددهم ، ولا كثيرة المكذبين لهم ، من سابق سمي له من بعده ، أو غابر عرفه من قبله ، على ذلك نسلت القرون ، (١) ومضت الدهور ، وسلفت الآباء ، وخلفت الابناء إلى أن بعث الله سبحانه محمدا لانجاز عدته ، وتمام نبوته ، إلى آخر الخطبة. (٢)

بيان : على الوحي أي على أدائه. واجتالتهم أي أدارتهم تارة هكذا وتارة هكذا. وواتر إليهم أي أرسلهم وترا بعد وتر. والاضاقة في دفائن العقول بتقدير « في » أي العلوم الكامنة في العقول ، أو بيانية أي العقول المغمورة في الجهالات. والاوصاب : الامراض. والاحداث : المصائب. على ذلك نسلت أي درجت ومضت.

ـــــــــــــــ

(١) أي مضت متتابعة.

(٢) نهج البلاغة : القسم الاول الخطبة الاولى ، وهى طويله يأتى قطعة منها في باب مبعث الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمامه في باب الخطب.

٦١

( باب ٢ )

* ( نقش خواتيمهم وأشغالهم وأمزجتهم وأحوالهم في حياتهم و ) *

* ( بعد موتهم صلوات الله عليهم ) *

١ ـ ن ، لى : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن أبي العقبة عن الحسين بن خالد الصير في قال : قلت لابي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، الرجل يستنجي وخاتمه في إصبعه ، ونقشه : « لا إله إلا الله » فقال : أكره ذلك له ، فقلت : جعلت فداك أوليس كان رسول الله (ص) وكل واحد من آبائك عليه‌السلام يفعل ذلك وخاتمة في إصبعه؟ قال : بلى ، ولكن اولئك كانوا (١) يتختمون في اليد اليمنى ، فاتقوا الله وانظروا لانفسكم ، قلت : ما كان نقش خاتم أمير المؤمنين عليه‌السلام؟ فقال : ولم لا تسألني عمن كان قبله؟ قلت : فإني أسألك ، قال : كان نقش خاتم آدم : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله « هبط به معه ».

وإن نوحا لما ركب السفينة أوحى الله عزوجل إليه ، يا نوح إن خفت الغرق فهللني ألفا ثم سلني النجاة انجك من الغرق ومن آمن معك ، قال : فلما استوى نوح و من معه في السفيننة ورفع القلس عصفت الريح عليهم ، فلم يأمن نوح الغرق فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلل ألف مرة ، فقال بالسريانية : « هلوليا ألفا ألفا يا ماريا أتقن » (٢) قال : فاستوى القلس ، واسمرت السفينة ، (٣) فقال نوح عليه‌السلام « إن كلاما نجاني الله به من الغرق لحقيق أن لا يفارقني ، قال : فنقش في خاتمه لا إله إلا الله ألف مرة يا رب أصلحني ».

ـــــــــــــــ

(١) في العيون : ولكن كانوا. م

(٢) في العيون : يا ماريا يا ماريا اتقن. م

(٣) في نسخة وفى العيون : فاستقرت السفينة. م

٦٢

قال : وإن إبراهيم عليه‌السلام لما وضع في كفة المنجنيق غضب جبرئيل عليه‌السلام فأوحى الله عزوجل إليه : ما يغضبك يا جبرئيل؟ قال : يارب خليلك ليس من يعبدك على وجه الارض غيره سلطت عليه عدوك وعدوه ، فأوحى الله إليه عزوجل : اسكت ، إنما يعجل العبد الذي يخاف الفوت مثلك ، فأما أنا فإنه عبدي آخذه إذا شئت ، قال : فطابت نفس جبرئيل (ع) فالتفت إلى إبراهيم عليه‌السلام فقال : هل لك من حاجة؟ فقال : أما إليك فلا فأهبط الله عزوجل عندها خاتما (١) فيه ستة أحرف ، « لا إلا إلا الله ، محمد رسول الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، فوضت أمري إلى الله » أسندت ظهري إلى الله ، حسبي الله « فأوحى الله جل جلاله إليه أن تختم بهذا الخاتم فإني أجعل النار عليك بردا وسلاما ».

قال : وكان نقش خاتم موسى عليه‌السلام حرفين اشتقهما من التوراة « اصبر توجر اصدق تنج » قال : وكان نقش خاتم سليمان (ع) : « سبحان من ألجم الجن بكلماته » وكان نقش خاتم عيسى عليه‌السلام حرفين اشتقها من الانجيل : « طوبى لعبد ذكر الله من أجله وويل لعبد نسي الله من أجله » وكان نقش خاتم محمد (ص) : « لا إله إلا الله محمد رسول الله » وكان نقش خاتم أميرالمؤمنين (ع) : « الملك لله » وكان نقش خاتم الحسن عليه‌السلام « العزة لله » وكان نقش خاتم الحسين (ع) « إن الله بالغ أمره » وكان علي بن الحسين عليهما‌السلام يتختم بخاتم أبيه الحسين (ع) ، وكان محمد بن علي عليه‌السلام يتختم بخاتم الحسين عليه‌السلام ، وكان نقش خاتم جعفر بن محمد عليه‌السلام « الله وليي (٢) وعصمتي من خلقه » وكان نقش خاتم أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) « حسبي الله » قال الحسين بن خالد : وبسط أبوالحسن الرضا عليه‌السلام كفه وخاتم أبيه عليهما‌السلام في إصبعه حتى أراني النقش (٣)

٢ ـ ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن عبدالله بن أحمد ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن الحسين بن خالد قال : قلت لابي الحسن موسى بن جعفر (ع) : ما كان نقش خاتم آدم عليه‌السلام؟ فقال : لا إله إلا الله محمد رسول الله (ص) ، هبط به آدم معه من الجنة. و ساق الحديث إلى قوله : بردا وسلاما. (٤)

ـــــــــــــــ

(١) في العيون : عنده خاتما. م

(٢) انه وليى. م

(٣) عيون الاخبار : ٢١٧ ـ ٢٧٤ ، امالى الصدوق : ٢٧٣ ـ ٢٧٤. م

(٤) الخصال ج ١٠ : ١٦٢ ـ ١٦٣ مع اختلاف يسير. م

٦٣

بيان : قال الفيروز آبادي : القلس : حبل ضخم من ليك أو خوص أو غيرهما من قلوس سفن البحر. وما خرج من الحلق ملء الفم أو دونه. وغيثان النفس. وقذف الكأس والبحر امتلاء ، انتهى.

أقول : الظاهر أن المراد هناهو الاول ، أي تسوية شراع السفينة ، وإن احتمل الاخير على بعد. وضمير من أجله في الموضعين راجع إلى العبد ، ويحتمل إرجاعه في الاول إلى الله إن قرئ على بناء المعلوم ، ولا يخفى بعده.

٣ ـ فس : ياسر ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : ما بعث الله نبيا إلا صاحب مرة سوداء صافية. (١)

بيان : لما كان صاحب هذه المرة في غاية الحذق والفطانة والحفظ لكن قد يجامعها الخيالات الفاسدة والجبن والغضب والطيش فلذا وصفها عليه‌السلام بالصافية ، أي صافية عن هذه الامور التي تكون في غالب من استولى عليه هذه المرة من الاخلاق الرديئة.

٤ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن علي بن محمد الحسني ، عن جعفر بن محمد بن عيسى ، عن عبيد الله بن علي ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : رؤيا الانبياء وحي. (٢)

٥ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن محمد البرقي ، عمن ذكره ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « وكلا تبرنا تتبيرا » قال : يعني كسرنا تكسيرا ، قال : وهي بالنبطية. (٣)

٦ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن محمد بن عطية قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الله عزوجل أحب لانبيائه عليهم‌السلام من الاعمال الحرث والرعي ، لئلا يكرهوا شيئا من قطر السماء. (٤)

٧ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن فضال ، عن مروان بن مسلم ، عن عقبة ، عن أبي

ـــــــــــــــ

(١) تفسير على بن ابراهيم : ٦٥١. م

(٢) امالى الطوسى : ٢١٥. م

(٣) معانى الاخبار : ٦٦. م

(٤) علل الشرائع : ٢٣. م

٦٤

عبدالله عليه‌السلام قال : ما بعث الله نبيا قط حتى يسترعيه الغنم يعلمه بذلك رعيه الناس. (١)

٨ ـ ع : بالاسناد إلى وهب في قصة زكريا عليه‌السلام : ثم بعث الله الملائكة فغسلوا زكريا وصلوا عليه ثلاثة أيام من قبل أن يدفن ، وكذلك الانبياء لا يتغيرون ولا يأكلهم التراب ، ويصلى عليهم ثلاثه أيام يدفنون. (٢)

٩ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات » الآيات « والزبور » هو كتب الانبياء بالنبوة « والكتاب المنير » الحلال والحرام. (٣)

١٠ ـ ك : أبي ، عن أحمد بن إدريس ومحمد العطار معا ، عن الاشعري ، عن محمد بن يوسف التميمي ، (٤) عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام عن رسول الله (ص) قال : عاش آدم أبوالبشر تسعمائة (٥) وثلاثين سنة ، وعاش نوح ألفي سنة وأربع مائة سنة وخمسين سنة ، وعاش إبراهيم عليه‌السلام مائة وخمسا وسبعين سنة ، وعاش إسماعيل بن إبراهيم عليه‌السلام مائة وعشرين سنة ، وعاش إسحاق بن إبراهيم عليه‌السلام مائة وثمانين سنة ، وعاش يعقوب مائة سنة وعشرين سنة ، وعاش يوسف مائة وعشرين سنة ، وعاش موسى (ع) مائة وست وعشرين سنة ، وعاش هارون مائة وثلاثين سنة ، وعاش داود عليه‌السلام مائة سنة منها أربعون سنة ملكه ، وعاش سليمان بن داود سبعمائة سنة وإثني عشر سنة. (٦)

١١ ـ جا : محمد بن محمد بن طاهرالموسوي ، عن ابن عقدة ، عن يحيى بن زكريا ، عن محمد بن سنان ، عن أحمد بن سليمان القمي قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقول : إن كان النبي

ـــــــــــــــ

(١) علل الشرائع : ٢٣. م

(٢) علل الشرائع : ٣٨. م

(٣) تفسير على بن ابراهيم : ١١٦. م

(٤) لم نظفر بترجمته.

(٥) في المصدر : سبعائة وثلاثين سنة وهو مصحف ، قال اليعقوبى : وكانت حياة آدم تسعمائة سنة وثلاثين سنة اتفاقا. وأرخه ابى حبيب في المحبر ايضا بذلك ، وفى العرائس : ان الله تعالى اكمل لاوم الف سنة.

(٦) كمال الدين : ٢٨٩. وسيأتى ذكرالخلاف في مدة اعمارهم في باب احوالهم عليهم‌السلام.

٦٥

من الانبياء ليبتلى بالجوع حتى يموت جوعا ، وإن كان النبي من الانبياء ليبتلى بالعطش حتى يموت عطشا ، وإن كان النبي من الانبياء ليبتلى بالعراء حتى يموت عريانا ، وإن كان النبي من الانبياء ليبتلى بالسقم والامراض حتى تتلفه ، وإن كان النبي ليأتي قومه فيقوم فيهم يأمرهم بطاعة الله ويدعوهم إلى توحيد الله ، ومعامعه مبيت ليلة فما يتر كونه يفرغ من كلامه ولا يستمعون إليه حتى يقتلوه ، وإنما يبتلي الله تبارك وتعالى عباده على قدر منازلهم عنده ، (١)

١٢ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن موسى بن عمر الصيقل ، عن محمد بن عيسى ، عن السكوني ، عن علي بن إسماعيل الميثمي ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما بعث الله عزوجل نبيا إلا حسن الصوت. (٢)

١٣ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه أو غير ، عن سعد ابن سعد ، عن الحسن بن الجهم ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : من أخلاق الانبياء التنظف والتطيب وحلق الشعرو كثرة الطروقة. (٣)

١٤ ـ كا : عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين (ع) : عشاء الانبياءبعد العتمة. (٤)

١٥ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : مامن نبي إلا وقد دعا لاكل الشعير وبارك عليه ، وما دخل جوفا إلا و أخرج كل داء فيه ، وهو قوت الانبياء وطعام الابرار ، أبى الله تعالى أن يجعل قوت أنبيائه إلا شعيرا. (٥)

ـــــــــــــــ

(١) مجالس المفيد : ٢٤. م

(٢) اصول الكافى ج ٢ : ٦١٦. م

(٣) فروع الكافى ج ١ : ٧٨. م

(٤) « « ج ٢ : ١٦٢. م

(٥) « « ج ٢ : ١٦٦. م

٦٦

١٦ ـ كا : علي بن محمد بن بندار ، عن أحمد بن عبدالله ، عن عثمان بن عيسى ، عن خالدبن نجيح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : السويق طعام المرسلين ، أو قال : النبيين. (١)

١٧ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اللحم باللبن مرق الانبياء عليهم‌السلام. (٢)

١٨ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال : كان أحب الاصباغ (٣) إلى رسول الله الخل والزيت ، وقال : هو طعام الانبياء. (٤)

١٩ ـ وبهذا الاسناد قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : ما افتقر أهل بيت يأتدمون بالخل الزيت وذلك ادم الانبياء. (٥)

٢٠ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا ، عن القاسم بن عروة ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : السواك من سنن المرسلين. (٦)

٢١ ـ كا : محمد ، عن أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل لم يبعث نبيا إلا بصدق الحديث وأداء الامانة إلى البر والفاجر. (٧)

٢٢ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما من نبي ولا وصي نبي يبقى في الارض أكثر من ثلاثة أيام حتى يرفع روحه وعظمه ولحمه وإلى السماء ، وإنما يؤتى مواضع آثارهم ، و يبلغونهم من بعيد السلام ، ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب. (٨)

ـــــــــــــــ

(١) فروع الكافى ج ٢ : ١٦٦.

(٢) فروع الكافى ج ٢ : ١٦٩.

(٣) جمع الصبغ بالكسر : الادام ، وهو بالفارسية : خورش.

(٤) و (٥) فروع الكافى ج ٢ : ١٧٢. م

(٦) « « « : ٢١٨.م

(٦) اصول الكافى ج ٢ : ١٠٤. م

(٧) فروع الكافى ج ١ : ٣٢٠. م

٦٧

٢٣ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن معمرو علي بن محمد بن بندار ، عن البرقي عن محمد بن عيسى ، عن معمر بن خلاد ، عن أبي الحسن (ع) قال : نظر أبوجعفر عليه‌السلام إلى رجل وهو يقول : اللهم إني أسألك من رزقك الحلال ، فقال أبوجعفر (ع) سألت قوت النبيين ، قل : اللهم إني أسألك رزقا واسعا طيبا من رزقك. (١)

٢٤ ـ كا : علي بن محمد ، عن سهل رفعه قال : قال أبوعبدالله (ع) : إن الله جعل أرزاق أنبيائه في الزرع والضرع لئلا يكرهوا شيئا من قطر السماء. (٢)

٢٥ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن أبي عبدالله البرقي يرفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل جعل اسمه الاعظم على ثلاثة وسبعين حرفا ، فأعطى آدم منها خمسة و عشرين حرفا ، وأعطى نوحا منها خمسة وعشرين حرفا ، وأعطى منها إبراهيم عليه‌السلام ثمانية أحرف ، (٣) وأعطى موسى منها أربعة أحرف ، وأعطى عيسى منها حرفين ، وكان يحيي بهما الموتى ، ويبرئ بهما الاكمه والابرص ، وأعطى محمدا اثنين وسبعين حرفا ، واحتجب حرفا لئلا يعلم ما في نفسه ويعلم ما في نفس العباد. (٤)

٢٦ ـ ير : محمد بن عبدالجبار ، عن أبي عبدالله البرقي ، عن فضالة ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان مع عيسى بن مريم حرفان يعمل بهما ، وكان مع

ـــــــــــــــ

(١) اصول ج ٢ : ٥٥٢. م

(٢) فروع الكافى ج ١ : ٤٠٣.

(٣) قال المحدث الجزائرى رحمه‌الله : أما آدم اعطى من الاسم الاعظم ازيد من ابراهيم ، و كذلك اعطى نوح عليه‌السلام فلا يلزم منه فضلهما وشرفهما على إبراهيم عليه‌السلام ، لان الا فضلية لا يلزم ان يكون بكل فرد فرد وشخص شخص من انواع التكامل في التفاضل بين اولى العزم الاربعة الذى يظهر من اشارت الاخبار انه الخليل لامور سيأتى التنبيه عليها في مواضعها. قلت : كما ان اسماء الله الحسنى مظاهر ومجال لنعوت كمالية وصفات جمالية له تعالى فكذلك هذه الحروف وكما ان بعض تلك الاسماء اعظم من غيره لجامعيته وشدة اقتضائه ومنشأيته للاثار فكذلك حال هذه الحروف ، فالتفاضل لايكون بحسب وجدان كثرة افراد الحروف وقلتها ، بل يكون بحسب وجدان ماهو الاجمع والابسط والاقوى للاقتضاء والتأثير ، فلعل ما اعطاه الله ابراهيم عليه‌السلام كان من هذه الحروف الجامعة ، او كان إعطاء الازيد غيره لامور خارجة من خصيصة زمانية او مكانية او جبت ذلك.

(٤) بصائر الدرجات : ٥٦. م

٦٨

موسى عليه‌السلام أربعة أحرف ، وكان مع إبراهيم ستة أحرف ، وكان مع آدم خمسة وعشرون حرفا ، وكان مع نوح ثمانية ، وجمع ذلك كله لرسول الله (ص) ، إن اسم الله ثلاثة وسبعون حرفا ، وحجب عنه واحد. (١)

٢٧ ـ ص : بإسناد عن ابن فضال ، عن الرضا عليه‌السلام قال : لما أشرف نوح على الغرق دعا الله بحقنا فدفع الله عنه الغرق : لما رمي إبراهيم في النار دعا الله بحقنا فجعل الله النار عليه بردا وسلاما ، وإن موسى عليه‌السلام لما ضرب طريقا في البحر دعا الله بحقنا فجعله يبسا ، وإن عيسى عليه‌السلام لما أراد اليهود قتله دعا الله بحقنا فنجاه من القتل ورفعه إليه. (٢)

٢٨ ـ نى : عن أبان بن تغلب ، (٣) عن أبي عبدالله عليه‌السلام في وصف القائم عليه‌السلام قال : فإذا نشر راية رسول الله (ص) هبط لها تسعة آلاف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا وهم الذين كانوا مع نوح في السفينة ، والذين كانوا مع إبراهيم حين القي في النار ، وهم الذين كانوا مع موسى لما فلق البحر ، والذين كانوا مع عيسى لما رفعه الله إليه. الخبر. (٤)

وفي آخر عنه عليه‌السلام مثله ، وفيه : ثلاثة عشر ألفا وثلاث مائة وثلاثة عشر ملكا. (٥)

٢٩ ـ ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسين بن علي الزعفراني ، عن البرفي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن أشد الناس بلاء الانبياء صلوات الله عليهم ثم الذين يلونهم ، ثم لامثل فالامثل. (٦)

ـــــــــــــــ

(١) بصائر الدرجات : ٥٦.

(٢) قصص الانبياء : مخلوط.

(٣) رواه النعمانى باسناده عن احمد بن محمد بن سعيد ، عن على بن الحسين التيمى ، عن الحسن ومحمد ابنى على بن يوسف ، عن سعدان بن مسلم ، عن ابان بن تغلب.

(٤) غيبة النعمانى : ١٦٩ ، ويأتى تمام الحديث في احوال القائم عليه‌السلام.

(٥) « « « ، وقد رواه النعمانى باسناده عن عبدالواحد بن عبدالله بن يونس ، عن محمد بن جعفر بن القرشى ، عن ابى جعفر الهمدانى ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم الحضرمى ، عن عمربن ابان الكلبى ، عن ابان بن تغلب.

(٦) امالى ابن اشيخ : ٥٨. م

٦٩

( باب ٣ )

* ( علة المعجزة وانه لم خص الله كل نبى بمعجزة خاصة ) *

١ ـ ع ، ن : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن أبي عبدالله السياري ، (١) عن أبي يعقوب البغدادي (٢) قال : قال ابن السكيت (٣) لابي الحسن الرضا عليه‌السلام : لماذا بعث الله موسى بن عمران بيده البيضاء والعصا وآلة السحر؟ وبعث عيسى بالطب؟ وبعث محمدا (ص) بالكلام والخطب؟.

فقال له أبوالحسن عليه‌السلام إن الله تبارك وتعالى لما بعث موسى عليه‌السلام كان الاغلب على أهل عصره السحر ، فأتاهم من عندالله عزوجل بمالم يكن في وسع القوم مثله ، (٤) وبما أبطل به سحرهم وأثبت به الحجة عليهم ، وأن الله تبارك وتعالى بعث عيسى في وقت ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب ، فأتاهم من عندالله عزوجل بمالم يكن عندهم مثله ، وبما أحيالهم الموتى وأبرأ الاكمه والابرص بإذن الله ، وأثبت به الحجة عليهم ، وإن الله تبارك وتعالى بعث محمدا في وقت كان الاغلب على أهل عصره الخطب والكلام ـ وأظنه قال : والشعر ـ فأتاهم من كتاب الله عزوجل ومواعظه وأحكامه ما أبطل (٥) به قولهم وأثبت الحجة عليهم ، فقال ابن السكيت : تالله ما رأيت مثل اليوم قط ، (٦) فما

ـــــــــــــــ

(١) هو احمد بن محمد بن سيار ابوعبدالله الكتاب البصرى ، تقدم ترجمته في ج ١ : ١٦٢.

(٢) هو يزيد بن حماد الانبارى السلمى تقدم ترجمة في ج ١ ص ١٠٥.

(٣) هو يعقوب بن إسحاق السكيت ابويوسف الامامى الثقة الثبت ، كان وجيها في علم العربية واللغة ، ثقة مصدق لا يطعن عليه ، وكان مقدما عند ابى جعفر الثانى وابى الحسن عليهما‌السلام له كتب كثيرة في اللغة والادب وغيرهما ، قتل رحمه‌الله في سادس شهر رجب سنة ٢٤٤ ، قتله المتوكل لاجل تشيعه وقصته مشهور.

(٤) في العيون : بما لم يكن عند القوم وفى سعتهم. م

(٥) في نسخة : بما ابطل به ، وفي الاحتجاج : فاتاهم من عند الله من مواعظه واحكامه ما ابطل.

(٦) في العيون : مثلك اليوم قط. م

٧٠

الحجة على الخلق اليوم؟ فقال عليه‌السلام : العقل تعرف به الصادق على الله فتصدقه ، والكاذب على الله فتكذبه ، فقال ابن السكيت : هذا والله الجواب. (١)

ج : مرسلا مثله. (٢)

٢ ـ ع : علي بن أحمد ، عن محمد بن أبي عبدالله ، عن موسى بن عمران ، عن عمه ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : لاي علة أعطى الله عزوجل أنبياءه ورسله وأعطاكم المعجزة؟ فقال : ليكون دليلا على صدق من أتى به ، والمعجزة علامة لله لا يعطيها إلا أنبياءه ورسله وحججه ليعرف به صدق الصادق من كذب الكاذب. (٣)

ـــــــــــــــ

(١) علل الشرائع : ٥٢. عيون الاخبار : ٢٣٤. م

(٢) الاحتجاج : ٢٣٧ مع اختلاف. وقال الطبرسى في آخر الحديث : قد ضمن الرضا (ع) في كلامه هذا ان العالم لايخلوفي زمان التكليف من صادق من قبل الله يلتجئ إليه المكلف فيما اشتبه عليه من امر الشريعة صاحب دلالة تدل على صدقه عليه تعالى يتوصل المكلف إلى معرفته بالعقل ، ولولاه لما عرف الصادق من الكاذب فهوحجة الله على الخلق اولا.قلت : قد اخرج الحديث الكينى ايضا في الكافى في كتاب العقل والجهل.

(٣) علل الشرائع : ٥٢. م

٧١

( باب ٤ )

* ( عصمة النبياء عليهم‌السلام ، وتاويل ما يوهم خطأهم وسهوهم ) *

عد : اعتقادنا في الانبياء والرسل والائمة والملائكة صلوات الله عليهم أنهم معصومون مطهرون من كل دنس ، وأنهم لايذنبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا ، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، ومن نفى عنهم العصمة في شئ من أحوالهم فقد جهلهم ، واعتقادنا فيهم أنهم موصوفون بالكمال والتمام والعلم من أوائل امورهم إلى أواخرها ، لا يوصفون في شئ من أحوالهم بنقص ولاجهل. (١)

١ ـ لى : الهمداني ، علي بن إبراهيم ، عن القاسم بن محمد البرمكي ، عن أبي الصلت الهروي قال : لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا (ع) أهل المقالات من أهل الاسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصائبين وسائر أهل المقالات فلم يقم أحد إلا وقد ألزم حجته كأنه قد القم حجرا ، فقام إليه علي بن محمد بن الجهم فقال له : يابن رسول الله أتقول بعصمة الانبياء؟ قال : بلى ، قال : فما تعمل في قول الله عزوجل : « وعصى آدم ربه فغوى » وقوله عزوجل : « وذالنون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه » وقوله في يوسف : « ولقد همت به وهم بها » وقوله عزوجل في داود : « وظن داود أنما فتناه » وقوله في نبيه محمد (ص) : « وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه »؟

فقال مولانا الرضا (ع) : ويحك يا علي اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله والفواحش ولا تتأول كتاب الله برأيك ، فإن الله عزوجل يقول : « وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم » أما قوله عزوجل في آدم عليه‌السلام : و « عصى آدم ربه فغوى فإن الله عزوجل خلق آدم حجة في أرضه ، وخليفته في بلاده ، لم يخلقه للجنة ، وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في الارض لتتم مقادير أمر الله عزوجل ، فلما اهبط إلى الارض وجعل حجة وخليفة عصم بقوله عزوجل » إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين.

ـــــــــــــــ

(١) اعتقادات الصدوق : ٩٩

٧٢

وأما قوله عزوجل : وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه « إنما ظن أن الله عزوجل لا يضيق عليه رزقه ألا تسمع قول الله عزوجل : « وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه »؟ أي ضيق عليه ، ولو ظن أن الله لا يقدر عليه لكان قد كفر ».

وأما قوله عزوجل في يوسف : « ولقد همت به وهم بها » فإنها همت بالمعصية ، وهم يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ما داخله ، فصرف الله عنه قتلها والفاحشة ، وهو قوله : « كذلك لنصرف عنه السوء » يعني القتل « والفحشاء » يعني الزنا.

وأما داود فما يقول من قبلكم فيه؟ فقال علي بن الجهم : يقولون : إن داود كان في محرابه يصلي إذ تصور له إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور ، فقطع صلاته وقام ليأخذ الطير فخرج إلى الدار ، فخرج في أثره فطار الطير إلى السطح ، فصعد في طلبه فسقط الطير في دار اوريا بن حنان ، فاطلع داود في أثر الطير فإذا بامرأة اوريا تغتسل ، فلما نظر إليها هواها ، وكان اوريا قد أخرجه في بعض غزواته ، فكتب إلى صاحبه أن قدم اوريا أمام الحرب ، فقدم فظفر اوريا بالمشركين ، فصعب ذلك على داود ، فكتب الثانية أن قدمه أمام التابوت ، فقتل اوريا رحمه‌الله ، وتزوج داود بامرأته ، فضرب الرضا عليه‌السلام بيده على جبهته وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لقد نسبتم نبيا من أنبياء الله إلى التهاون بصلاته حتى خرج في أثر الطير ، ثم بالفاحشة ، ثم بالقتل! فقال : يابن رسول الله فما كانت خطيئته؟ فقال : ويحك إن داود إنما ظن أن ما خلق الله عزوجل خلقا هو أعلم منه ، فبعث الله عزوجل إليه الملكين فتسورا المحرب فقالا : « خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط * إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب » فعجل داود عليه‌السلام على المدعى عليه فقال : « لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه » فلم يسأل المدعي البينة على ذلك ، ولم يقبل على المدعى عليه فيقول : ما تقول؟ فكان هذا خطيئة حكمه ، لا ما ذهبتم إليه ، ألا تسمع قول الله عزوجل يقول : « يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق » إلى آخر الآية ، فقلت : يابن رسول الله فما قصته مع اوريا؟ فقال الرضا عليه‌السلام إن المراة

٧٣

في أيام داود كانت إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوج بعده أبدا ، وأول من أباح الله عزوجل له أن يتزوج بامرأة قتل بعلها داود ، فذلك الذي شق على اوريا.

وأما محمد نبيه (ص) وقول الله عزوجل له : « وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه » فإن الله عزوجل عرف نبيه أسماء أزواجه في دار الدنيا ، وأسماء أزواجه في الآخرة ، وأنهن امهات المؤمنين ، وأحد من سمى له زينب بنت جحش وهي يومئذ تحت زيدبن حارثة ، فأخفى (ص) اسمها في نفسه ولم يبد له لكيلا يقول أحد من منافقين ، إنه قال في امرأة في بيت رجل : إنها أحد أزواجه من امهات المؤمنين ، وخشي قول المنافقين ، قال الله عزوجل : « والله أحق أن تخشاه » في نفسك ، وأن الله عزوجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا ترويج حواء من آدم ، وزينب من رسول الله (ص) ، وفاطمة من علي عليه‌السلام ، قال : فبكى علي بن الجهم وقال : يابن رسول الله أنا تائب إلى الله عزوجل أن أنطق في أنبياء الله عزوجل بعد يومي هذا إلا بما ذكرته. (١)

ن : الهمداني والمكتب والوارق جميعا عن علي بن إبراهيم إلى آخر الخبر. (٢)

بيان : قوله عليه‌السلام : « وكانت المعصية من آدم في الجنة » ظاهره يوهم تجويز الخطيئة عليه على بعض الجهات ، إما لانها كانت في الجنة وإنما تجب عصمتهم في الدنيا ، أو لانها كانت قبل البعثة وإنما تجب عصمتهم بعد النبوة ، وكلاهما خلاف ما أجمعت عليه الامامية رضوان الله عليهم من وجوب عصمتهم على جميع الاحوال ، ودلت عليه الاخبار المستفيضة على ما سيأتى في هذا الكتاب وكتاب الامامة وغيرهما ، فيمكن أن يحمل كلامه عليه‌السلام على أن المراد بالخطيئة ارتكاب المكروه ويكونون بعد البعثة معصومين عن مثلها أيضا ، ويكون ذكر الجنة لبيان كون النهي تنزيهيا وإرشاديا إذ لم تكن دار تكليف حتى يتصور فيها النهي التحريمي.

ويحتمل أن يكون إيراد الكلام على هذا النحو لنوح من التقية مما شاة مع العامة لموافقة بعض أقوالهم كما سنشير إليه ، أو على سبيل التنزل والاستظهار ردا على من جوز

ـــــــــــــــ

(١) امالى الصدوق ٥٥ ـ ٥٧. م

(٢) عيون الاخبار : ١٠٧ ـ ١٠٨. وبينهما اختلافات يسيرة. م

٧٤

الذنب مطلقا عليهم صلوات الله عليهم ، وفي تنزيه يونس عليه‌السلام في العيون زيادة وهي قوله : « إنما ظن بمعنى استيقن أن الله لن يضيق عليه رزقه » ففي تفسير الظن باليقين فائدتان : إحداهما أنه لولم يستيقن ذلك لما خرج من بين القوم وإن كان مغاضبا لهم ، الثانية أن لا يتوهم فيه نسبة خطاء ومنقصة على هذا التفسير أيضا بأنه لم يستيقن رزاقيته تعالى لاسيما بالنسبة إلى أوليائه. وأما ظن داود عليه‌السلام فيحتمل أن يكون عليه‌السلام ظن أنه أعلم أهل زمانه ، وهذا وإن كان صادقا إلا أنه لما كان مصادفا لنوح من العجب نبهه الله تعالى بإرسل الملكين ، وعلى تقدير أن يكون المراد ظن أنه أعلم من السابقين أيضا فيحتمل أن يكون المراد التجويز والاحتمال بأن يقال : لم يكن ظهر عليه بعد أعلميتهم بالنسبة إليه ، أو يخص بعلم المحاكمة ، أو يكون ذلك الظن كناية عن نهاية الاعجاب بعلمه ، وأما تعجيله عليه‌السلام في حال الترافع فليس المراد أنه حكم بظلم المدعى عليه قبل البينة ، إذ المراد بقوله : « لقد ظلمك » إنه لو كان كما تقول فقد ظلمك ، بل كان الاصواب والاولى أن لايقول ذلك أيضا إلا بعد وضوح الحكم.

٢ ـ ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ومحمد العطار معا ، عن الاشعري رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ثلاث لم يعر منها نبي فمن دونه : الطيرة ، والحسد ، والتفكر في الوسوسة في الخلق.

قال الصدوق رحمة الله : معنى الطيرة في هذا الموضع هو أن يتطير منهم قومهم ، فأما هم عليهم‌السلام فلا يتطيرون ، وذلك كما قال الله عزوجل عن قوم صالح : « قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عندالله » (١) وكما قال آخرون لانبيائهم : « إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم » (٢) الآية ، وأما الحسد في هذا الموضع هو أن يحسدوا ، لا أنهم يحسدون غيرهم ، وذلك كما قال الله عزوجل : « أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما » (٣) وأما التفكر في الوسوسة في الخلق فهو بلواهم (ع) بأهل الوسوسة لا غير ذلك ، وذلك كما حكى الله عن

ـــــــــــــــ

(١) النمل : ٤٧.

(٢) يس : ١٨.

(٣) النساء : ٥٤

٧٥

الوليد بن المغيرة المخزومي : « إنه فكر وقدر * فقتل كيف قدر » (١) يعني قال للقرآن : « إن هذا إلا سحر يؤثر * إن هذا إلا قول البشر ». (٢)

بيان : ما ذكره رحمه‌الله توجيه وجيه ، لكن في الكافي وغيره ورد فيه تتمة تأبى عنه ، وهي : لكن المؤمن لايظهر الحسد. ويمكن أن يكون المراد بالحسد أعم من الغبطة ، أو يقال : القليل منه مع عدم إظهاره ليس بمعصية. والطيرة : هي التشؤم بالشئ وانفعال النفس بما يراه أو يسمعه مما يتشأم به ، ولا دليل على أنه لا يجوز ذلك على الانبياء ، والمراد بالتفكر في الوسوسة في الخلق التفكر فيما يحصل في نفس الانسان من الوساوس في خالق الاشياء ، وكيفية خلقها وخلق أعمال العباد ، والتفكر في الحكمة في خلق بعض الشرور في العالم من غير استقرار في النفس وحصول شك بسببها ، ويحتمل أن يكون المراد بالخلق المخلوقات وبالتفكر في الوساوس التفكر وحديث النفس بعيوبهم وتفتيش أحوالهم ، ويؤيد كلا من الوجهين بعض الاخبار ، كما سيأتي في أبواب المكارم ، وبعض أفراد هذا الاخير أيضا على الوجهين لا يستبعد عروضها لهم عليهم‌السلام.

٣ ـ ن : فيما كتب الرضا عليه‌السلام (٣) للمأمون : من دين الامامية لا يفرض الله طاعة من يعلم أنه يضلهم ويغويهم ، ولايختار لرسالته ولا يصطفي من عباده من يعلم أنه يكفر به وبعبادته ويعبد الشيطان دونه. (٤)

٤ ـ مع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن صالح بن سعيد ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله (ع) قال : سألته عن قول الله عزوجل في قصة إبراهيم عليه‌السلام « قال بل فعله كبيرهم هذا فسئلواهم إن كانوا ينطقون » قال : ما فعله كبيرهم ، وما كذب إبراهيم (ع) ، فقلت : وكيف ذاك؟ قال : إنما قال إبراهيم (ع) : « فسئلوهم إن كانوا ينطقون » إن نطقوا فكبيرهم فعل ، وإن لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئا ، فما نطقوا و ما كذب إبراهيم عليه‌السلام. فقلت قوله عزوجل في يوسف : « أيتها العير إنكم لسارقون »

ـــــــــــــــ

(١) المدثر : ١٨ و ١٩.

(٢) الخصال ج ١ : ٤٤. م

(٣) تقدم الحديث بتما في كتاب الاحتجاجات في ابواب احتجاج الرضا عليه‌السلام.

(٤) عيون الاخبار : ٢٦٧ ـ ٢٦٨. م

٧٦

قال : إنهم سرقوا يوسف من أبيه ، ألاترى أنه قال لهم حين قال : (١) « ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك » ولم يقل سرقتم صواع الملك ، إنما عنى سرقتم يوسف من أبيه ، فقلت قوله : « إني سقيم »؟ قال : ما كان إبراهيم سقيما وما كذب ، إنما عنى سقيما في دينه (٢) مرتادا.

وقد روي أنه عنى بقوله : « إني سقيم » أي سأسقم ، وكل ميت سقيم ، وقد قال الله عزوجل لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنك ميت » أي ستموت. (٣)

وقد روي أنه عنى : إني سقيم بما يفعل بالحسين بن علي عليه‌السلام (٤)

ج : مرسلا مثله إلى قوله : مرتادا. (٥)

بيان : قوله : « وكل ميت سقيم » لعل المراد أنه عند الاشراف على الموت يعرض السقم لا محالة بوجه إما بمرض أو بجرح.

٥ ـ فس : سئل أبوعبدالله عليه‌السلام عن قول إبراهيم : « هذا ربي » لغير الله ، هل أشرك في قوله : « هذا ربي » (٦) فقال : من قال هذا اليوم فهو مشرك ، ولم يكن من إبراهيم شرك ، وإنما كان في طلب ربه ، وهو من غيره شرك. (٧)

٦ ـ فس : « وما كان استغفار إبراهيم لابيه إلا عن موعدة وعدها إياه » قال إبراهيم لابيه : إن لم تعبدالاصنام استغفرت لك ، فلما لم يدع الاصنام تبرأ منه. (٨)

٧ ـ فس : « فنظر نظرة في النجوم فقال إنى سقيم » فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : والله ماكان سقيما وما كذب ، وإنما عنى سقيما في دينه مرتادا. (٩)

ـــــــــــــــ

(١) الظاهر انه مصحف « قالوا ».

(٢) اى سقيما في دين يظنون انه عليه وهو دينهم ، طالبا للحق ودينه.

(٣) في نسخة : إنك ستموت.

(٤) معانى الاخبار : ٦٣ ـ ٦٤. م

(٥) الاحتجاج : ١٩٤ مع اختلاف في الالفاظ. م

(٦) يأتى توجيه لذلك عن الرضا عليه‌السلام في الخبر الاتى تحت رقم ١٠.

(٧) تفسير على بن ابراهيم : ١٩٥. وفيه : فقال : لابل من قال هذا اليوم اه. م

(٨) « « « : ٢٨٢. م

(٩) « « « : ٥٥٧. م

٧٧

٨ ـ ن : تميم القرشي ، عن أبيه عن حمدان بن سليمان ، عن علي بن محمد بن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى عليه‌السلام فقال له المأمون : يابن رسول الله أليس من قولك إن الانبياء معصومون؟ قال : بلى ، قال : فما معنى قول الله عز وجل : « وعصى آدم ربه فغوى »؟ فقال عيله السلام : إن الله تبارك وتعالى قال لآدم : « اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة » وأشار لهما إلى شجرة الحنطة « فتكونا من الظالمين » ولم يقل لهما لا تأكلا من هذه الشجرة ، ولا مما كان من جنسها ، فلم يقربا تلك الشجرة ، وإنما أكلامن غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما وقال : « ما نهكما ربكما عن هذه الشجرة » وإنما نها كما أن تقربا غيرها ، ولم ينهكما عن الاكل منها « إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين * وقاسمها إني لكمالمن الناصحين » ولم يكن آدم وحواء شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا « فدلا هما بغرور » فأكلا منها ثقة بيمينه بالله ، وكان ذلك من آدم قبل النبوة ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار ، وإنما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الانبياء قبل نزول الوحي عليهم ، (١) فلما اجتباه الله وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة ، قال الله عزوجل : « وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى » وقال عزوجل « إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين » فقال له المأمون : فما معنى قول الله عزوجل : « فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما »؟ فقال الرضا (ع) : إن حوا ولدت لآدم خمسمائة بطن ، في كل بطن ذكرا وانثى ، وإن آدم وحواء عاهدا الله عزوجل ودعواه ، وقالا : « لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين » فلما آتاهما صالحا من النسل خلقا سويا بريا من الزمانة والعاهة كان ما آتاهما صنفين : صنفا ذكرانا وصنفا إناثا ، فجعل الصنفان لله تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما ، ولم يشكراه كشكر أبويهما له عزوجل ، قال الله عزوجل : « فتعالى الله عما يشركون ». (٢)

فقال المأمون : أشهد أنك ابن رسول الله حقا ، فأخبرني عن قول الله عزوجل في

ـــــــــــــــ

(١) راجع بيان المصنف بعد الخبر الاول.

(٢) ولو كان الضمير راجعا إلى آدم وحواء لقال : تعالى الله عما يشركان.

٧٨

إبراهيم عليه‌السلام : « فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي » فقال الرضا عليه‌السلام : إن إبراهيم عليه‌السلام وقع إلى ثلاثة أصناف : صنف يعبد الزهرة ، وصنف يعبد القمر ، وصنف يعبد الشمس ، وذلك حين خرج من السرب (١) الذي اخفي فيه ، فلما جن عليه الليل فرأى الزهرة فقال : « هذا ربي » على الانكار والاستخبار « فلما أفل » الكوكب « قال لا احب الآفلين » لان الافول من صفات الحدث لامن صفات القدم (٢) « فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي » على الانكار والاستخبار « فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين » يقول : لولم يهدني ربي لكنت من القوم الضالين « فلما » أصبح و « رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر » من الزهرة والقمر على الانكار والاستخبار لا على الاخبار والاقرار « فلما أفلت » قال للاصناف الثلاثة من عبدة الزهرة والقمر و الشمس : « ياقوم إني برئ مما تشركون * إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا وما أنا من المشركين » وإنما أراد إبراهيم بما قال أن يبين لهم بطلان دينهم ، ويثبت عندهم أن العبادة لا تحق لما كان بصفة الزهرة والقمر والشمس ، وإنما تحق العبادة لخالقها وخالق السماوات والارض ، وكان ما احتج به على قومه بما ألهمه الله عزوجل وآتاه ، كما قال عزوجل : « وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه ».

ققال المأمون : لله درك يابن رسول الله ، فأخبرني عن قول إبراهيم : « رب أرني كيف تحيي الموتى * قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي » قال الرضا عليه‌السلام : إن الله تبارك وتعالى كان أوحى إلى إبراهيم عليه‌السلام : أني متخذ من عبادي خليلا إن سألني إحياء الموتى أجبته ، فوقع في نفس إبراهيم عليه‌السلام : أنه ذلك الخليل ، فقال : « رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي » على الخلة : « قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزء ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم » فأخذ إبراهيم عليه‌السلام نسرا وبطا وطاووسا وديكا ، فقطعهن وخلطهن ثم جعل على كل جبل من الجبال التي حوله ـ وكانت عشرة ـ منهن جزء ، وجعل

ـــــــــــــــ

(١) السرب بفتح السين والراء : الحفير تحت الارض.

(٢) في نسخة : من صفات الحديث لامن صفات القديم ، وفي المصدر : من صفات المحدث لامن صفات القديم.

٧٩

مناقيرهن بين أصابعه ، ثم دعاهن بأسمائهن ووضع عنده حبا وماء ، فتطائرت تلك الاجزاء بعضها إلى بعض حتى استوت الابدان ، وجاء كل بدن حتى انضم إلى رقبته ورأسه ، فخلى إبراهيم عليه‌السلام عن مناقيرهن ، فطرن ثم وقعن فشر بن من ذلك الماء والتقطن من ذلك الحب ، وقلن : يا نبي الله أحييتنا أحياك الله ، فقال إبراهيم عليه‌السلام : بل الله يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير.

قال المأمون : بارك الله فيك يا أبا الحسن ، فأخبرني عن قول الله عزوجل : « فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان » قال الرضا عليه‌السلام : إن موسى (ع) دخل مدينة من مدائن فرعون على حين غفلة من أهلها وذلك بين المغرب والعشاء « فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوة فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه » فقضى موسى (ع) على العدو بحكم الله تعالى ذكره « فوكزه » فمات « قال هذا من عمل الشيطان » يعني الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين ، لاما فعله موسى عليه‌السلام من قتله « إنه » يعنى الشيطان « عدو مضل » قال المأمون : فما معنى قول موسى : « رب إنى ظلمت نفسي فاغفرلي »؟ قال : يقول : إني وضعت نفسي غير موضعها بدخولي هذه المدينة « فاغفرلي » أي استرني من أعدائك لئلا يظفروابي فيقتلوني « فغفر له إنه هو الغفور الرحيم قال موسى رب بما أنعمت علي » من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة « فلن أكون ظهيرا للمجرمين » بل اجاهد في سبيلك بهذه القوة حتى ترضى « فأصبح » موسى « في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالامس يستصرخه » على آخر « قال له موسى إنك لغوي مبين » قاتلت رجلا بالامس وتقاتل هذا اليوم لاؤد بنك ، (١) وأراد أن يبطش به « فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما » وهو من شيعته « قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالامس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الارض وما تريد أن تكون من المصلحين ».

قال المأمون : جزاك الله خيرا يا أبا الحسن ، فما معنى قول موسى لفرعون : « فعلتها إذا وأنا من الضالين » قال الرضا عليه‌السلام : إن فرعون قال لموسى لما أتاه : وفعلت فعلتك

ـــــــــــــــ

(١) في المصدر : لا وذينك « لاؤدبنك خ ل » م

٨٠