بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٠
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

عيسى ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر (ع) قال : لما قرب ابنا آدم عليه‌السلام القربان فتقبل من هابيل ولم يتقبل من قابيل دخل قابيل من ذلك حسد شديد وبغى قابيل على هابيل ، فلم يزل يرصده ويتبع خلواته حتى خلابه متنحيا عن آدم (ع) فوثب عليه فقتله ، وكان من قصتهما ما قد بينه الله في كتابه من المحاورة قبل أن قتله. (١)

٣١ ـ ص : بالاسناد عن الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن ابن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن قابيل أتى هبة الله عليه‌السلام فقال : إن أبي قد أعطاك العلم الذي كان عنده ، وأنا كنت أكبر منك وأحق به منك ، ولكن قتلت ابنه فغضب علي فآثرك بذلك العلم علي ، وإنك والله إن ذكرت شيئا مما عندك من العلم الذي ورثك أبوك لتتكبربه علي وتفتخر علي لاقتلنك كما قتلت أخاك ، واستخفى هبة الله بما عنده من العلم لينقضي دولة قابيل ، ولذلك يسعنا في قومنا التقية ، لان لنا في ابن آدم اسوة ، قال : فحدث هبة الله ولده بالميثاق سرا فجرت والله السنة بالوصية من هبة الله في ولده يتوارثونها عالم بعد عالم ، فكانوا يفتحون الوصية كل سنة يوما فيحدثون أن أباهم قد بشرهم بنوح عليه‌السلام ، قال : وإن قابيل لما رأى النار التي قبلت قربان هابيل ظن قابيل أن هابيل كان يعبد تلك النار ولم يكن له علم بربه ، فقال قابيل : لا أعبد النار التي عبدها هابيل ، ولكن أعبد نارا واقرب قربانا لها ، فبنى بيوت النيران. (٢)

٣٢ـ ص : بالاسناد عن الصدوق ، عن ابن المتوكل، عن الاسدي ، عن النخعي عن النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : كان أبوجعفر الباقر عليه الصلاة والسلام جالسا في الحرم وحوله عصابة من أوليائه إذ أقبل طاوس اليماني في جماعة ، فقال : من صاحب الحلقة؟ قيل : محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام ، قال : إياه أدرت ، فوقف بحياله وسلم وجلس ثم قال : أتأذن لي في السؤال؟ فقال الباقر عليه‌السلام : قد آذناك فسل ، قال : أخبرني بيوم هلك ثلث الناس ، فقال : وهمت

ـــــــــــــــ

(١ و ٢) مخطوط. م

٢٤١

يا شيخ أردت أن تقول ربع الناس (١) وذلك يوم قتل هابيل ، كانوا أربعة : قابيل وهابيل و آدم وحواء (ع) فهلك ربعهم ، فقال : أصبت ووهمت أنا ، فأيهما كان الاب للناس القاتل أو المقتول؟ قال : لا واحد منها ، بل أبوهم شيث بن آدم عليه‌السلام. (٢)

بيان : لعل المراد الناس الموجودون في ذلك الزمان ، لئلا ينافي مامر في خبر ابن أبي الديلم (٣) أنه لم يرث منه ولده إلا عبادة النيران بأن تكون أولاده قد انقرضوا في زمن نوح عليه‌السلام أو قبله ، لكن الجمع بين ذلك الخبر والخبر الثاني من الباب لا يخلو من إشكال إلا أن يتجوز في الاولاد ، أو يقال : لعله وقع له أيضا تزويج من جنية أو غيرها ، أو يقال : يمكن أن يكون أولاده من الزنا ، ويؤيد الاوسط مامر من كتاب المحتضر وما سيأتي من خبر الحضرمي وخبر سليمان بن خالد. وقال ابن الاثير في الكامل : ثم انقرض ولد قابيل ولم يتركوا عقبا إلا قليلا ، وذرية آدم كلهم جهلت أنسابهم وانقطع نسلهم إلا ما كان من شيث فمنه كان النسل ، وأنساب الناس اليوم كلهم إليه دون أبيه آدم عليه‌السلام. (٤)

٣٣ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق بإسناده إلى وهب قال : لما أراد قابيل أن يقتل أخاه ولم يدر كيف يصنع عمد إبليس إلى طائر فرضح رأسه بحجر (٥) فقتله فتعلم قابيل ، فساعة قتله ارعش جسده ولم يعلم ما يصنع أقبل غراب يهوي على الحجر الذي دمغ أخاه (٦) فجعل يمسع الدم بمنقاره ، وأقبل غراب آخر حتى وقع بين يديه فوثب الاول على الثاني فقتله ، ثم هز بمنقاره فواراه فتعلم قابيل. (٧)

٣٤ ـ وروي أنه لم يوار سوأة أخيه وانطلق هاربا حتى أتى واديا من أودية اليمن في شرقي عدن ، فكمن فيه زمانا ، وبلغ آدم عليه‌السلام ما صنع قابيل بهابيل ، فأقبل فوجده قتيلا ثم دفنه ، وفيه وفي إبليس نزلت : ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والانس نجعلهما

ـــــــــــــــ

(١) راجع ما تقدم بعد الخبر السابع وذيله.

(٢ و ٧) قصص الانبياء مخطوط. م

(٣) المتقدم تحت رقم ١٦.

(٤) كامل التواريخ ج ١ : ٢٣. م

(٥) أى دق رأسه. وفى نسخة : ورضخ بالخاء المعجمة ومعناهما واحد.

(٦) دمغه : شجه حتى بلغت الشجة دماغه فهلكه.

٢٤٢

تحت أقدامنا ليكونا من الاسفلين لان قابيل أول من سن القتل ، ولا يقتل مقتول إلى يوم القيامة إلا كان فيه له شركة. (١)

٣٥ ـ وسئل الصادق عليه‌السلام عن قوله تعالى : « وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والانس » قال : هما هما. (٢)

٣٦ ـ ص : بالاسناد إلى وهب (٣) قال : إن عوج بن عناق كان جبارا عدوا لله وللاسلام ، وله بسطة في الجسم والخلق ، وكان يضرب يده فيأخذ الحوت من أسفل البحر ثم يرفع إلى السماء فيشويه في حر الشمس فيأكله ، وكان عمره ثلاثة آلاف و ستمائة سنة. (٤)

٣٧ ـ وروي أنه لما أراد نوح عليه‌السلام أن يركب السفينة جاء إليه عوج فقال له : احملني معك ، فقال نوح : إني لم اومر بذلك ، فبلغ الماء إليه وما جاوز ركبتيه ، وبقي إلى أيام موسى عليه‌السلام فقتله موسى عليه‌السلام. (٥)

٣٧ ـ ير : علي بن إسماعيل ، عن محمد بن عمرو الزيات ، عن أبيه ، عن ابن مسكان عن سدير الصير في قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إني لاعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل انطباق الارض إلى الفئة التي قال الله تعالى في كتابه : « ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون » لمشاجرة كانت فيما بينهم وأصلح بينهم ورجع ولم يقعد فمر بنطفكم (٦) فشرب منها يعني الفرات ، ثم مر عليك يا أبا الفضل يقرع عليك بابك ، ومر برجل عليه مسوح معقل به عشرة موكلون يستقبل في الصيف عين الشمس ويوقد حوله النيران ويدورون به حذاء الشمس حيث دارت ، كلما مات من العشرة واحد أضاف إليه أهل القرية واحدا ، الناس يموتون والعشرة لا ينقصون ، فمر به رجل فقال : ما قصتك

ـــــــــــــــ

(١ و ٢ و ٤ و ٥) مخطوط.

(٣) هو وهب بن منبه بن كامل اليمانى أبوعبدالله الابناوى الصنعانى الاخبارى من رجال العامة وقصاصهم ، له كتاب قصص الانبياء جمع فيه من الغث والسمين وما يخالف مذهب الامامية في الانبياء ، والعامة وان وثقوه واعتمدوا عليه الا أن اصحابنا لم يعتمدوا على منقولاته واستثناه القميون من رجال نوادر الحكمة. راجع فهرستى النجاشى والشيخ في ترجمة محمد بن احمد بن يحيى الاشعرى القمى.

(٦) النطفة : الماء الصافى قل أو كثر.

٢٤٣

قال له الرجل : إن كنت عالما فما أعرفك بأمري؟ ويقال : إنه ابن آدم القاتل. وقال محمد ابن مسلم : وكان الرجل محمد بن على عليه‌السلام. (١)

توضيح : قبل انطباق أي عند انطباق بعض طبقات الارض وأجزائها على بعض ليسرع السير أو نحو ذلك ، أو بذلك السبب.

٣٩ ـ شى : عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن آدم ولد له أربعة ذكور ، فأهبط الله إليهم أربعة من الحور العين ، فزوج كل واحد منهم واحدة فتوالدوا ، ثم إن الله رفعهن وزوج هؤلاء الاربعة أربعة من الجن فصار النسل فيهم ، فما كان من حلم فمن آدم ، وما كان من جمال فمن قبل الحور العين ، وما كان من قبح أو سوء خلق فمن الجن. (٢)

٤٠ ـ شى : عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال لي : ما يقول الناس في تزويج آدم ولده؟ قال : يقولون : إن حواء كانت تلد لآدم في كل بطن غلاما وجارية فتزوج الغلام الجارية التي من البطن الآخر الثاني ، وتزوج الجارية الغلام الذي من البطن الآخر الثاني ، حتى توالدوا ، فقال أبوجعفر عليه‌السلام : ليس هذا كذاك ، ولكنه لما ولد آدم هبة الله وكبر سأل الله أن يزوجه ، فأنزل الله له حوراء من الجنة فزوجها إياه فولد له أربعة بنين ، ثم ولد لآدم ابن آخر (٢) فلما كبر أمره فتزوج إلى الجان فولد له أربع بنات فتزوج بنو هذا بنات هذا ، فما كان من جمال فمن قبل الحوراء ، وما كان من حلم فمن قبل آدم ، وما كان من خفة فمن قبل الجان ، فلما توالدوا صعدت الحوراء إلى السماء. (٤)

٤١ ـ شى : عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن قابيل بن آدم معلق بقرونه في عين الشمس تدور به حيث دارت في زمهريرها وحميمها إلى يوم القيامة ، فإذا كان يوم القيامة صيره الله إلى النار. (٥)

ـــــــــــــــ

(١) بصائر الدجات : ١١٧. م

(٢ و ٤ و ٥) تفسير العياشى مخطوط.

(٣) تقدم في الخبر الثانى أن اسمه يافت.

٢٤٤

٤٢ ـ شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ذكر ابن آدم القاتل قال : فقلت له : ما حاله أم من أهل النار هو؟ فقال : سبحان الله ، ألله أعدل من ذلك أن يجمع عليه عقوبة الدنيا وعقوبة الآخرة. (١)

بيان : هذا الخبر مناف لما مر من خبر جابر والاخبار الدالة على سوء حاله في القيامة وعلى كفره ، ولظاهر خبر زرارة الذي تقدم حيث قال فيه : « ويجمع الله عليه عذاب الدنيا والآخرة » وإن أمكن أن يكون استفهاما إنكاريا ، ويمكن أن يأول هذا الخبر بأن المراد أن عذاب الدنيا يصير سببا لتخفيف عذابه في الآخرة ، أو أن عذاب الدنيا لشئ وعذاب الآخرة لشئ آخر ، فلا يجتمعان على فعل واحد ، بأن يكون عذاب الدنيا للقتل والآخرة للكفر ، فالمراد أنه لا يجمعهما الله عليه في القتل.

٤٣ ـ شى : عن عيسى بن عبدالله العلوي ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليه‌السلام قال : إن ابن آدم الذي قتل أخاه كان القابيل الذي ولد في الجنة. (٢)

بيان : هذا موافق لما ذكره بعض العامة من كون ولادة قابيل واخته في الجنة ، وظاهر بعض الاخبار أنه لم يولد له إلا في الدنيا.

٤٤ ـ شى : عن سليمان بن خالد قال : قلت لابي عبدالله (ع) : جعلت فداك إن الناس يزعمون أن آدم زوج ابنته من ابنه ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : قد قال الناس ذلك ، ولكن يا سليمان أما علمت أن رسول الله (ص) قال : لو علمت أن آدم زوج ابنته من ابنه لزوجت زينب من القاسم ، وما كنت لارغب عن دين آدم؟ فقلت : جعلت فداك إنهم يزعمون أن قابيل إنما قتل هابيل لانهما تغايرا على اختهما ، فقال له : يا سليمان تقول هذا؟! أما تستحيي وأن تروي هذا على نبي الله آدم؟ فقلت : جعلت فداك ففيم قتل قابيل هابيل؟ فقال : في الوصية. ثم قال لي : يا سليمان إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم أن يدفع الوصية واسم الله الاعظم إلى هابيل ، وكان قابيل أكبر منه ، فبلغ ذلك قابيل فغضب ، فقال : أنا أولى بالكرامة والوصية ، فأمرهما أن يقربا قربانا بوحي من الله إليه ففعلا فقبل الله قربان هابيل فحسده قابيل فقتله ، فقلت له : جعلت فداك فممن تناسل ولد آدم؟

ـــــــــــــــ

(١ و ٢) تفسير العياشى مخطوط. م

٢٤٥

هل كانت انثى غير حواء؟ وهل كان ذكر غير آدم؟ فقال : يا سليمان إن الله تبارك وتعالى رزق آدم من حواء قابيل ، وكان ذكر ولده من بعده هابيل ، فلما أدرك قابيل ما يدرك الرجال أظهر الله له جنية وأوحى إلى آدم أن يزوجها قابيل ، ففعل ذلك آدم ورضي بها قابيل وقنع ، فلما أدرك هابيل ما يدرك الرجال أظهر الله له حوراء وأوحى الله إلى آدم أن يزوجها من هابيل ، ففعل ذلك فقتل هابيل والحوراء حامل ، فولدت حوراء غلاما فسماه آدم هبة الله ، فأوحى الله إلى آدم : أن ادفع إليه الوصية واسم الله الاعظم ، وولدت حواء غلاما فسماه آدم شيث بن آدم ، فلما أدرك ما يدرك الرجال أهبط الله له حوراء و أوحى إلى آدم أن يزوجها من شيث بن آدم ففعل ، فولدت الحوراء جارية فسماها آدم حورة ، فلما أدركت الجارية زوج آدم حورة بنت شيث من هبة الله بن هابيل فنسل آدم منهما ، فمات هبة الله بن هابيل فأوحى الله إلى آدم : أن ادفع الوصية واسم الله الاعظم وما أظهرتك عليه من علم النبوة وما علمتك من الاسماء إلى شيث بن آدم ، فهذا حديثهم يا سليمان. (١)

بيان : لا ينافي كون ولد هابيل مسمى بهبة الله كون شيث ملقبا بها كما مر. وقال المسعودي في كتاب مروج الذهب : لما قتل هابيل جزع آدم فأوحى الله إليه : أني مخرج منك نوري الذي اريد به السلوك في القنوات الظاهرة والارومات (٢) الشريفة واباهي فيه بالانوار ، وأجعله خاتم الانبياء (٣) وأجعل له خيار الائمة الخلفاء حتى أختم الزمان بمدتهم ، وأغص الارض بدعوتهم ، (٤) وانيرها بشيعتهم. (٥) فشمرو تطهر وقدس وسبح ثم اغش زوجتك على طهارة منها ، فإن وديعتي تنتقل منكما إلى الولد الكائن بينكما ، فواقع آدم حواء فحملت لوقتها وأشرقت حسنها وتلالا النور في مخايلها ولمع من محاجرها حتى انتهى حملها ووضعت شيثا ، وكان كأسوى ما يكون (٦) من الذكران ،

ـــــــــــــــ

(١) مخطوط. م

(٢) الارومة : أصل الشجره.

(٣) في نسخة : خاتم النبيين.

(٤) أى أمتلئ الارض بدعوتهم.

(٥) في المصدر : وأنشرها بشيعتهم. م

(٦) « « : وضعت نسمة كأسر ما يكون اه. م

٢٤٦

وأتمهم وقارا ، وأحسنهم صورة ، وأكملهم هيبة ، وأعدلهم خلقا ، مجللا بالنور والهيبة ، موشحا بالجلال والسكينة ، فانتقل النور من حواء إليه حتى لمع في أسارير (١) جبينه وسبق (٢) في غرة طلعته ، فسماه آدم شيثا ، وقيل : إنه إنما سماه هبة الله ، حتى إذا ترعرع وأنيع وكمل (٣) واستبصر أذاع إليه (٤) آدم وصيته ، وعرفه بمحل ما الستودعه وأعلمه أنه حجة الله بعده ، والخليفة في الارض ، ولمؤدي حق الله إلى أوصيائه ، وأنه ثاني انتقال الذرية الطاهرة والجرثومة الظاهرة ، (٥) وأن آدم حين أدى الوصية إلى شيث عليه‌السلام اجتنبها (٦) واحتفظ بمكنونها ، وأتت وفات آدم وقرب انتقاله فتوفي يوم الجمعة لست خلون من نيسان في الساعة التي كان فيها خلقه ، وكان عمر آدم (ع) تسع مائة وثلاثين سنة ، وكان شيث وصي أبيه على ولده. ويقال : إن آدم مات عن أربعين ألفا من ولده وولد ولده ، فتنازع الناس في قبرة ، فمنهم من قال : إن قبره بمنى (٧) في مسجد الخيف ، و منهم من رأى أنه في كهف في جبل أبي قبيس ، وقيل غير ذلك ، والله أعلم بحقيقة الامر ، وإن شيثا حكم في الناس واستشرع في صحف أبيه وما انزل عليه في خاصة من الاسفار والاشراع ، وإن شيثا واقع امرأته فحملت بأنوش فانتقل النور إليها حتى إذا وضعته ساخ النور عليه ، (٨) فلما بلغ الوصاية أو عز إليه شيث شأن الوديعة وعرفه شأنها وأنها شرفهم ، وأوعز إليه أن ينبه ولده على حقيقة هذا الشرف وكبر محله ، وأن ينبهوا أولادهم عليه ، ويجعل ذلك وصية فيهم منتقلة مادام النسل ، فكانت الوصية جارية تنتقل من قرن إلى قرن إلى أن أدى الله النور إلى عبدالمطلب وولده عبدالله إلى رسول الله (ص) ، وإن

ـــــــــــــــ

(١) الاسارير : خطوط في الجبهة ، واحدها السر ، والجمع أسرار ، وجمع الجمع أسارير ،

(٢) في المصدر : وبسق. م

(٣) « : ترعرع ويفع وكهل. ترعرع الصبى : نشأ وشب. وأنيع لعله من ناع الغصن أى مال. أو مصحف أينع بتقديم الياء من اينع الشجر أى أدرك وطاب وحان قطافه ، أو يفع كما في المصدر أى ترعرع وناهض البلوغ.

(٤) في المصدر : وعزاليه. م

(٥) « : الزاهرة. م

(٦) « : احتقبها. وفى نسخة : اختبيها.

(٧) « : ان قبره بنى اه. م

(٨) واستظهر في الهامش أن الصحيح : لاح النور عليه.

٢٤٧

أنوش لبث في الارض يعمرها. وقد قيل والله أعلم : إن شيثا أصل النسل من آدم دون سائر ولده ، وقيل غير ذلك. (١) وفي زمن أنوش قتل قاين بن آدم قاتل أخيه هابيل و لمقتله خبر عجيب قد أوردناه في كتاب أخبار الزمان وفي الكتاب الاوسط ، وكانت وفاة أنوش لثلاث خلون من تشرين الاول ، (٢) فكانت مدته تسعمائة سنة وستين سنة ، وكان قد ولد له قينان ولاح النور في وجهه وأخذ عليه العهد فعمر البلاد حتى مات ، وكانت مدته تسعمائة سنة وعشرين سنة ، وقد قيل : إن موته كان في تموز بعدما ولد له مهلائيل فكانت مدة مهلائيل ثمان مائة سنة ، (٣) وقد ولد له لود (٤) والنور متوارث ، والعهد مأخوذ ، والحق قائم.

ويقال : إن كثيرا من الملاهي احدثت في زمانه ، أحدثها ولد قاين قاتل أخيه ، ولولد قاين ولولد لود حروب وأقاصيص قد أتينا على ذكرها في كتابنا أخبار الزمان ، ووقع التحرب بين ولد شيث وبين ولد غيرهم من ولد قاين ، فنوع من الهند ممن يقر بآدم ينسبون إلى هذا الشعب من ولد قاين ، وأرض هذا النوع بأرض قمار من أرض الهند ، إلى بلدهم يضاف العود القماري ، فكانت حياة لود تسعمائة واثنين وستين سنة ، وكانت وفاته في آذار ، وقام بعده ولده اخنوخ وهو إدريس النبي (ص) والصابئة تزعم أنه هرمس ومعنى هرمس عطارد ، وهو الذي أخبر الله في كتابه : إنه رفعه مكانا عليا ، (٥) وقام بعده ابنه متوشلخ بن أخنوخ يعمر البلاد ، والنور في جبينه وولد له أولاد ، وقد تكلم الناس في كثير من ولده وأن البربر والروس والصقالبة من ولده ،

ـــــــــــــــ

(١) قال اليعقوبى : وتوفى شيث يوم الثلثاء لسبع وعشر من ليلة خلت من آب على ثلاث ساعات من النهار وكانت حياته تسعمائة واثنتا عشرة سنة.

(٢) زاد اليعقوبى : حين غابت الشمس.

(٣) قال اليعقوبى : وكانت حياته ثمانمائة سنة وخمسا وتسعين سنة.

(٤) هكذا في النسخ والظاهر أنه مصحف يرد. راجع تاريخ اليعقوبى ١ : ٥.

(٥) قال اليعقوبى : رفعه الله إليه بعد أن أتت له ثلاثمائة سنة.

٢٤٨

وكانت حياته تسعمائة وستين سنة ، ومات في أيلول (١) وقام بعده لمك وكانت في أيامه كوائن اختلاط في النسل وتوفي (٢) وكانت حياته تسعمائة وتسع وتسعون سنه (٣)

بيان : القنوات جمع قناة ، وقناة الظهر هي التي تنتظم الفقار. ومخايلها : مواضع الخال منها ، أو ما يتخيل فيه الحسن منها. ومحجر العين : ما يبدء من النقاب.

( باب ٦ )

* ( تأويل قوله تعالى : « جعلا له شركاء فما آتهما » ) *

قال الله تعالى في سورة الاعراف : هوالذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين * فلما آتهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتهما فتعالى الله عما يشركون ١٨٩ ـ ١٩٠.

تفسير : قال البيضاوي : « من نفس واحدة » هو آدم « وجعل منها » أي من جسدها ، أو من جنسها « زوجها » حواء « ليسكن إليها » ليأنس بها « فلما تغشها » أي جامعها « حملت حملا حفيفا » خف عليها ولم تلق منه ما تلقى الحوامل غالبا من الاذى ، أو محمولا خفيفا هو النطفة فمرت به فاستمرت به ، أو قامت وقعدت « فلما أثقلت » صارت ذاثقل بكبر الولد « صالحا » أي ولدا سويا قد صلح بدنه « جعلا له » أي جعل أولادهما شركاء فيما آتى أولادهما فسموه عبدالعزى وعبد مناف على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ، ويدل عليه قوله تعالى : فتعالى « الله عما يشركون ». (٤)

١ ـ فس : أبي : عن ابن محبوب ، عن محمد بن النعمان الاحول ، عن بريد العجلي

ـــــــــــــــ

(١) قال اليعقوبى : توفى متوشلخ في احدى وعشرين من ايلون يوم الخميس ، وكانت حياته ٩٦٠ سنة.

(٢) قال اليعقوبى : توفى لسبع عشرة ليلة خلت من آذار يوم الاحد على تسع ساعات من النهار ، وكانت حياته ٧٧٧ سنة راجع ما اوردنا اثبات الوصية ذيل الخبر الخامس

(٣) مروج الذهب ج ١ : ١٧ ـ ١٨ وبين المتن والمصدر اختلافات جزئية اخر لم نرمز إليها. م

(٤) انوار التنزيل ج ١ : ١٧٨. م

٢٤٩

عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما علقت حواء من آدم وتحرك ولدها في بطنها قالت لآدم : إن في بطني شئ يتحرك ، فقال لها آدم : الذي في بطنك نطفة مني استقرت في رحمك يخلق الله منها خلقا ليبلونا فيه ، فأتاها إبليس فقال لها : كيف أنت؟ (١) فقالت له : أما إني علقت (٢) وفي بطني من آدم ولد قد تحرك ، فقال لها إبليس : أما إنك إن نويت أن تسميه عبدالحارث ولدتيه غلاما وبقي وعاش ، وإن لم تنو أن تسميه عبدالحارث مات بعدما تلدينه بستة أيام ، فوقع في نفسها مما قال لها شئ ، فأخبرت آدم بما قال لها إبليس (٣) فقال لها آدم : قد جاءك الخبيث لا تقبلين منه ، (٤) فإني أرجو أن يبقى لنا ويكون بخلاف ما قال لك ، ووقع في نفس آدم مثل ما وقع نفس حوا من مقالة الخبيث ، فلما وضعته غلاما لم يعش إلا ستة أيام حتى مات ، فقالت لآدم : قد جاءك الذي قال لنا الحارث فيه ، ودخلهما من قول الخبيث ما شككهما ، فلم تلبث أن علقت من آدم حملا آخر فأتاها إبليس فقال لها : كيف أنت؟ (٥) فقالت له : قد ولدت غلاما ولكنه مات يوم السادس فقال لها الخبيث : أما إنك لو كنت نويت أن تسميه عبدالحارث لعاش وبقي ، وإن ماهو في بطنك (٦) كبعض ما في بطون في هذه الانعام التي بحضرتكم ، إما ناقة ، وإما بقرة ، وإما ضأن ، وإما معز ، فدخلها من قول الخبيث ما استمالها إلى تصديقه والركون إلى ما أخبرها للذي كان تقدم إليه في الحمل الاول ، فأخبرت بمقالته آدم ، فوقع في قلبه من قول الخبيث مثل ما وقع في قلب حواء « فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين * فلما آتيهما صالحا » أي لم يلدناقة أو بقرة أو ضأنا أو معزا فأتاها الخبيث فقال لها : كيف أنتم؟ فقالت له : قد أثقلت وقربت ولادتي ، فقال : أما إنك ستندمين و ترين من الذي في بطنك ما تكرهين ، ويدخل آدم منك ومن ولدك شيئ لو قد ولدتيه ناقة أو بقرة أو ضأنا معزا فاستمالها إلى طاعته والقبول لقوله ، ثم قال لها : اعلمي إن أنت

ـــــــــــــــ

(١ و ٥) في نسخة : كيف انتم.

(٢) أى قد حبلت.

(٣) في نسخة : فأخبرت بما قال آدم.

(٤) في المصدر : فلا تقبلى منه. م

(٦) في نسخة : وان هذا الذى في بطنك. وفى المصدر : وانما هو الذى في بطنك.

٢٥٠

نويت أن تسميه عبد الحارث وجعلتم لي فيه نصيبا ولدتيه غلاما سويا وعاش وبقي لكم ، فقالت : إني قد نويت أن أجعل لك فيه نصيبا ، فقال لها الخبيث : لا تدعين (١) آدم حتى ينوي مثل ما نويت ويجعل لي فيه نصيبا ويسميه عبدالحارث؟ فقالت له : نعم ، فأقبلت على آدم فأخبرته بمقالة الحارث (٢) وبما قال لها ، فوقع في قلب آدم من مقالة إبليس ما خافه فركن إلى مقالة إبليس ، وقالت حواء لآدم : لئن أنت لم تنوأن تسميه عبدالحارث وتجعل للحارث فيه نصيبا لم أدعك تقربني ولا تغشاني ولم يكن بيني وبينك مودة ، فلما سمع ذلك منها آدم قال لها : أما إنك سبب المعصية الاولى (٣) وسيد ليك بغرور قد تابعتك وأجبت إلى أن أجعل للحارث فيه نصيبا ، أو أن اسميه عبدالحارث ، فأسرا النية بينهما بذلك (٤) فلما وضعته سويا فرحا بذلك وأمنا ماكانا خافا من أن يكون ناقة أو بقرة أو ضأنا أومعزا وأملا أن يعيش لهما ويبقى ولا يموت يوم السادس ، فلما كان يوم السابع سمياه عبد الحارث. (٥)

٢ ـ فس : أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن موسى بن بكر ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله الله : « فلما آتيهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتهما » فقال : هو آدم وحواء ، وإنما كان شركهما شرك طاعة ، ولم يكن شرك عبادة فأنزل الله على رسول الله (ص) : « هو الذي خلقكم من نفس واحدة » إلى قوله : « فتعالى الله عما يشركون » قال : جعلا للحارث نصيبا في خلق الله ، ولم يكونا أشركا إبليس في عبادة الله. (٦)

ـــــــــــــــ

(١) في المصدر : لا تدعى. م

(٢) في نسخة : فأخبرته بمقالة الخبيث الحارث.

(٣) في نسخة : أما انه سبب المعصية الاولى.

(٤) أن المعروف بيننا قديما وحديثا من مذهب ائمتنا : أنهم كانوا يبالغون في عصمة الانبياء ، وينزهونهم عن سمات المعاصى وما ينسب إليهم العامة من اثبات ما يشين ساحتهم من الهفوات والزلات ، فبعد ذلك لا يرتاب العارف الواقف بمذهبهم ذلك أن ما روى عنهم من خلاف ذلك ـ بعد فرض صحة صدوره عنهم ـ صدر موافقا للقائلين بذلك تقية وحقنا لدماء شيعتهم وتحفظا عن مخالفة الاكثرين.

(٥) تفسير القمى : ٢٣٢ ـ ٢٣٣. م

(٦) « « : ٢٣٣ ـ ٢٣٤. م

٢٥١

٣ ـ ن : قدمر في خبر ابن الجهم أنه سأل المأمون الرضا عليه‌السلام عن معنى قوله الله تعالى : « فلما آتهما صالحا جعلا له شركاء فيها آتهما » فقال الرضا عليه‌السلام : إن حواء ولدت لآدم خمسمائة بطن في كل بطن ذكرا وانثى ، وإن آدم وحواء عاهدا الله عزو جل ودعواه وقالا : « لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين * فلما آتيهما صالحا » من النسل خلق سويا بريئا من الزمانة والعاهة كان (١) ما آتاهما صنفين : صنفا ذكرانا ، وصنفا إناثا ، فجعل الصنفان لله تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما ، ولم يشكراه كشكر أبويهما له عزوجل ، قال الله تعالى : « فتعالى الله عما يشركون ». (٢)

٤ ـ شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : « فلما آتهما صالحا جعلاله شركاء فيما » قال : هو آدم وحواء ، إنه كان شركهما شرك طاعة ، وليس شرك عبادة.

وفي رواية اخرى : ولم يكن شرك عبادة. (٣)

تحقيق مقام لرفع ابهام : (٤) اعلم أن الخبر الاول لعله صدر عليه وجه التقية لاشتهار تلك القصة بين المخالفين ، وكذا الخبر الثاني والرابع ، وإن أمكن توجيههما بوجه والخبر الثالث هو المعول على ، واختاره أكثر المفسرين من الفريقين.

قال : الرازي : المروي عن ابن عباس « هو الذي خلقكم من نفس واحدة » وهي نفس آدم « وخلق منها زوجها » أي حواء خلقها الله من ضلع آدم من غير أذى « فلما تغشيها » آدم « حملت حملا (٥) » « فلما أثقلت » أي ثقل الولد في بطنها أتاها إبليس في صورة رجل وقال : ما هذا يا حواء؟ إني أخاف أن يكون كلبا أو بهيمة ، وما يدريك من أين يخرج ، أمن دبرك فيقتلك أو ينشق بطنك؟ فخافت حواء وذكرت ذلك لآدم (ع) فلم يزالا من هم (٦)

ـــــــــــــــ

(١) في المصدر : وكان ما آتاهما. م

(٢) العيون : ١٠٩. م

(٣) مخطوط. م

(٤) في نسخة : لرفع ايهام.

(٥) في المصدر : « حملت حملا خفيفا ». م

(٦) « « : في هم. م

٢٥٢

من ذلك ، ثم أتاها وقال : إن سألت الله أن يجعله صالحا سويا مثلك ويسهل خروجه من بطنك وتسميه (١) عبدالحارث ـ وكان إبليس في الملائكة الحارث ـ فذلك قوله : « فلما آتيهما صالحا جعلا له شركاء آتيهما » أي لما آتاهما الله ولدا سويا صالحا جعلاله شريكا ، أي جعل آدم وحواء له شريكا ، والمراد به عبد الحارث (٢) هذا تمام القصة.

واعلم أن هذا التأويل فاسد ، ويدل عليه وجوه :

الاول : أنه تعالى قال : « فتعالى الله عما يشركون » وذلك يدل على أن الذين أتوا بالشرك جماعة.

الثاني : أنه تعالى قال بعده : « أيشركون مالا يخلق شيئا وهم يخلقون » وهذا يدل على أن المقصود من هذه الآية الرد على من جعل الاصنام شركاء لله تعالى ، وما جرى لابليس اللعين في هذه الآية ذكر.

الثالث : لوكان المراد إبليس لقال : « أتشركون من لا يخلق شيئا » ولم يقل « مالا يخلق شيئا » لان العاقل إنما يذكر بصيغة « من ».

الرابع : أن آدم عليه‌السلام كان من أشد الناس معرفة بإبليس وكان عالما بجميع الاسماء كما قال تعال : « وعلم آدم الاسماء كلها » فكان لابد وأن يكون قد علم أن اسم إبليس هوالحارث ، فمع العداوة الشديدة التي بينه وبين آدم ومع علمه بأن اسمه هو الحارث كيف سمى ولد بعبد الحارث؟ وكيف ضاقت عله الاسماء حتى أنه لم يجد. سوى هذا الاسم؟!.

الخامس : أن الواحد منا لوحصل له ولد يرجو منه الخير والصلاح فجاء إنسان ودعاه إلى أن يسميه بمثل هذه الاسماء لزجره وأنكر عليه أشد الانكار ، فآدم عليه‌السلام مع نبوته وعلمه الكثير الذي حصل من قوله : « وعلم آدم الاسماء كلها » وتجاربه الكثيرة التي حصلت له بسبب الزلة التي وقع فيها لاجل وسوسة إبليس كيف لم يتنبه لهذا الغدر؟! وكيف لم يعرف أن ذلك من الافعل المنكرة التي يجب على العاقل الاحتراز منها؟!

ـــــــــــــــ

(١) في المصدر : تسميه ـ بدون الواو ـ. م

(٢) « « : والمراد به الحارث. م

٢٥٣

السادس : أن بتقدير أن آدم عليه‌السلام سماه بعبد الحارث فلا يخلو إما أن يقال : إنه جعل هذا اللفط اسم علم له ، أوجعله صفة له بمعنى أنه أخبر بهذا اللفظ أنه عبدالحارث ومخلوق من قبله ، فإن كان الاول لم يكن هذا شركا بالله ، لان أسماء الاعلام والالقاب لا يفيد في المسميات فائدة ، فلم يلزم من التسمية بهذا اللفظ حصول الاشراك ، وإن كان الثاني كان هذاقولا بأن آدم عليه‌السلام اعتقد أن لله شريكا في الخلق والايجاد والتكوين ، وذلك يوجب الجزم بتكفير آدم (ع) وذلك لا يقوله عاقل ، فثبت بهذه الوجوه أن هذا القول فاسد ويجب على المسلم العاقل أن لا يقتفت إليه.

إذا عرفت هذا فنقول : في تأويل الآية وجوه صحيحة سليمه خالية عن هذه المفاسد :

التأويل الاول : ما ذكره القفال فقال : إنه تعال ذكر هذه القصة على سبيل ضرب المثل ، وبيان أن هذه الحالة صورة حالة هؤلاء المشركين في جهلهم وقولهم بالشرك ، وتقدير هذا الكلام كأنه تعالى يقول : هو الذي خلق كل واحد منكم من نفس واحدة وجعل من جنسها زوجها إنسانا يساويه في الانسانية فلما تغشى الزوج الزوجة وظهر الحمل دعا الزوج الزوجة أنهما إن آتيتنا (١) ولدا صالحا سويا لنكونن من الشاكرين لآلائك ومنعمائك ، فلما آتاهما الله ولدا صالحا سويا جعل الزوج والزوجة لله شركاء فيما آتاهما لانهم تارة ينسبون هذا الولد إلى الطبائع كما هو قول الطبائعيين ، وتارة إلى الكواكب كما هو قول المنجمين ، وتارة إى الاصنام والاوثان كما هو قول عبدة الاصنام ، ثم قال : « فتعالى الله عما يشركون » أي تبرأ الله (٢) عن ذلك الشرك ، وهذا جواب في غاية الصحة والسداد.

التأويل الثانى : أن يكون الخطاب لقريش الذين كانوا في عهد رسول الله وهم القصي ، (٣) والمراد من قوله : هو الذي خلقكم من نفس قصي وجعل من جنسها زوجها عربية

ـــــــــــــــ

(١) في المصدر : دعا الزوج والزوجة ربهما ان اتيتنا اه. م

(٢) « « : تنزه الله. م

(٣) « « : آل قصى. م

٢٥٤

قرشية ليسكن إليها ، فلما آتاهما ما طالبا (١) من الولد الصالح السوي جعلا له شركاء فيما آتاهما ، حيث سميا أولادهما الاربعة بعبد مناف وعبدالعزى وعبد قصي وعبداللات وجعل الضمير في « يشركون » لهما ولاعقابهما الذين اقتدوا بهما في الشرك.

التأويل الثالث : أن نسلم هذه الآية وردت في شرح قصة آدم عليه‌السلام وعلى هذا التقدير ففي دفع هذا الاشكال وجوه :

الاول أن المشركين كانوا يقولون : إن آدم عليه‌السلام كان يعبد الاصنام ويرجع في صللب الخير الشر إليها ، فذكر تعالى قصة آدم وحواء وحكى عنهما أنهما قالا : « لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين » أي ذكرا أنه تعالى لو آتاهما ولدا صالحا سويا لا شتغلوا بشكر تلك النعمة ، ثم قال : « فلما آتيهما صالحا جعلا له شركاء » فقوله : « جعلا له شركاء » ورد بمعنى الاستفهام على سبيل الانكار والتبعيد ، والتقدير : فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما؟ ثم قال : « فتعالى الله عما يشركون » أي تعالى الله عن شرك هؤلاء المشركين الذين يقولون بالشرك وينسبونه إلى آدم عليه‌السلام ونظيره أن ينعم رجل على رجل بوجوه كثيرة من الانعمام ثم يقال لذلك المنعم إن ذلك المنعم عليه يقصد إساءتك و إيصال الشر إليك ، فيقول ذلك المنعم : فعلت في حق فلان كذاوأحسنت إليه بكذا وكذا ثم إنه يقابلني بالشر وإلاساءة؟! على سبيل النفي والتبعيد ، فكذا ههنا.

الوجه الثاني في الجواب أن نقول : إن هذه القصة من أولها إلى آخرها في حق آدم وحواء ولا إشكال في شئ من ألفاظها إلا قوله : « فلما آتهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتيهما » فنقول : التقدير : فلما آتاهما ولد صالحا سويا جعلاله شركاء ، أي جعل أولادهما له شركاء على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامة ، وكذا فيما آتاهما أولادهما ونظيره قوله : « واسئل القرية » أي واسأل أهل القرية.

فإن قيل : فعلى هذا التأويل ما الفائدة في التثنية في قوله : « جعلا له شركاء »؟ قلنا : لان ولده قسمان ذكروانثى فقوله : « جعلا » المراد الذكروالانثى ، مرة عبر عنهما

ـــــــــــــــ

(١) في المصدر : طلبا. م

٢٥٥

بلفظ التثنية لكونهما صنفين ونوعين ، ومرة عبر عنهم بلفظ الجمع وهو قوله : « فتعالى الله عما يشركون. (١)

الوجه الثالث في الجواب : سلمنا أن الضمير في قوله : « جعلا له شركاء فيما آتيهما » عائد إلى آدم وحواء إلا أنه تعالى لما آتاهما ذلك الولد الصالح عزما على أن يجعلاه وقفا على خدمة الله وطاعته وعبوديته على الاطلاق ، ثم بدالهما في ذلك فتارة كانوا ينتفعون به في مصالح الدينا ومنافعها ، وتارة كانوا يأمرونه بخدمة الله وطاعته ، وهذا العمل وإن كان منا قربة وطاعة إلا أن حسنات الابرار سيئات المقربين ، فلهذا قال الله تعالى : « فتعالى الله عما يشركون » والمراد من هذه الآية ما نقل عنه عليه‌السلام أنه قال حاكيا عن الله سبحانه : « أنا أغنى الا غنياء عن الشرك ، من عمل أشرك فيه غيري تركته وشركته » وعلى هذا التقدير فالاشكال زائل.

الوجه الرابع في التأويل : (٢) أن نقول : سلمنا صحة تلك القصة المذكورة إلا أنا نقول : إنهم سموا بعبد الحارث لاجل أنهم اعتقدوا أنه إنما سلم من الآفة والمرض بسبب دعاء ذلك الشخص المسمى بالحارث ، وقد سمي المنعم عليه عبيدا للمنعم ، يقال في المثل : أنا عبد من تعلمت منه حرفا ، فآدم وحواء سميا ذلك الولد تنبيها على أنه إنما سلم عن الآفات ببركة دعائه ، وهذا لا يقدح في كونه عبدالله من جهة أنه مملوكه ومخلوقه إلا أنا قد ذكرنا أن حسنات الابرار سيئات المقربين ، فلما حصل الاشتراك في لفظ العبد لا جرم صار آدم عليه‌السلام معاتبا في هذا العمل انتهى. (٣)

وقد ذكر الشيخ الطبرسي رحمه‌الله في تفسيره (٤) والسيد المرتضى قدس الله روحه في كتاب الغرر والدرر (٥) وكتاب تنزيه الانبياء (٦) وجوها اخر وفيها ذكرناه كفاية.

ـــــــــــــــ

(١) وهذا التأويل هو الذى تقدم في الخبر الثالث.

(٢) وهو أبعد الوجوه ، فكيف اعتقد آدم ٧ أن ابنه سلم من الافة بدعاء ابليس وهو مطرود عن رحمة الله؟ هذا إن كان المراد بالحارث الشيطان ، وان كان غيره فمن هو؟ وأيضا فكيف لم يدع الله آدم وهو خليفته في الارض ، واستدعى من غيره ذلك حتى ابتلى بعتابه تعالى.

(٣) مفاتيح الغيب ج ٤ : ٣٤١ ـ ٣٤٣.

(٤) ج ٤ ص ٥٠٨ ـ ٥١٠. م

(٥) ص ١٣٧ ـ ١٤٣. م

(٦) ص ١٤ ـ ١٨. م

٢٥٦

( باب ٧ )

* ( ما اوحى إلى آدم عليه‌السلام ) *

١ ـ لى : أبي ، عن الكميداني ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم ابن حميد ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر (ع) قال : أوحى الله تبارك وتعالى إلى آدم (ع) يا آدم إني أجمع لك الخير كله في أربع كلمات : واحدة منهن لي ، وواحدة لك ، وواحدة فيما بيني وبينك ، وواحدة فيما بينك وبين الناس ، فأما التي لي فتعبدني ولا تشرك بي شيئا ، وأما التي لك فاجازيك بعملك أحوج ما تكون إليه ، وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعلي الاجابة ، وأما التي فيما بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك ،. (١)

٢ ـ ل : أبي ، عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن يوسف بن عمران ، عن ميثم ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبدالله (ع) قال : أوحى الله عزوجل إلا آدم عليه‌السلام : إني سأجمع لك الكلام في أربع كلمات ، فقال : يارب وماهن؟ قال : واحدة لي ، وواحدة لك ، وواحدة فيما بيني وبينك ، وواحدة فيما بينك وبين الناس ، فقال : يا رب بينهن لي حتى أعلمهن ، فقال : أما التي لي فتعبدني ولا تشرك بي شيئا ، وأما التي لك فاجزيك (٢) بعملك أحوج ما تكون إليه ، وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعلي الاجابة ، وأما التي بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضاه لنفسك. (٣)

٣ ـ اقول : قال السيد في سعد السعود : وجدت في صحف إدريس النبي عليه‌السلام عند ذكر أحوال آدم على نبينا وآله وعليه السلام ما هذا لفظه : حتى إذا كان الثلث الاخير من الليل ليلة الجمعة لسبع وعشرين خلت من شهر رمضان أنزل الله عليه كتابا بالسريانية وقطع الحروف في إحدى وعشرين ورقة ، وهو أول كتاب أنزل الله في الدنيا ، أنزل الله عليه الالسن كلها ، فكان فيه ألف ألف لسان لا يفهم فيه أهل لسان عن أهل لسان حرفا واحدا بغير تعليم ، فيه دلائل الله وفروضه وأحكامه وشرائعه وسننه وحدوده. (٤)

ـــــــــــــــ

(١) امالى الصدوق : ٣٢٦. م

(٢) في نسخة : فاجازيك.

(٣) الخصال ج ١ : ١١٦. م

(٤) سعد السعود : ٣٧. وفيه انزل الله عليه اه. م

٢٥٧

( باب ٨ )

* ( عمر آدم ووفاته ووصيته إلى شيث وقصصه عليه‌السلام ) *

١ ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن عبدالله بن سنان قال : لما قدم أبوعبدالله عليه‌السلام علي أبي العباس وهو بالحيرة خرج يوما يريد عيسى بن موسى فاستقبله بين الحيرة والكوفة ومعه ابن شبرمة القاضي ، فقال : أين يا أبا عبدالله؟ فقال : أردتك فقال : قصر الله خطوك ، قال : فمضى معه ، فقال له ابن شبرمة : ما تقول يا أبا عبدالله في شئ سألني عنه الامير فلم يكن عندي فيه شئ؟ فقال : وما هو؟ قال : سألني عن أول كتاب كتب في الارض ، قال نعم إن الله عزوجل عرض على آدم ذريته عرض العين في صور الذر نبيا فنبيا وملكا ومؤمنا فمؤمنا وكافرا فكافرا ، فلما انتهى إلى داود عليه‌السلام قال : من هذا الذي نبأته وكرمته وقصرت عمره؟ قال : فأوحى الله عزوجل إليه : هذا ابنك داود عمره أربعون سنة ، وإني قد كتبت الآجال وقسمت الارزاق وأنا أمحوما أشاء واثبت وعندي ام الكتاب ، فإن جعلت له شيئا من عمرك ألحقته له ، قال : يا رب قد جعلت له من عمري ستين سنة تمام المائة ، قال : فقال الله عزوجل لجبرئيل وميكائيل وملك الموت : اكتبوا عليه كتابا فإنه سينسى ، قال : فكتبوا عليه كتابا وختموه بأجنحتهم من طينة عليين ، قال فلما حضرت آدم (ع) الوفاة أتاه ملك الموت فقال آدم : يا ملك الموت ما جاء بك؟ قال : جئت لاقبض روحك ، قال : قد بقي من عمري ستون سنة فقال : إنك جعلتها لا بنك داود ، قال : ونزل عليه جبرئيل وأخرج له الكتاب ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : فمن أجل ذلك إذا اخرج الصك (١) على المديون ذل المديون ، فقبض روحه. (٢)

٢ ـ ع : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن مالك ابن عطية ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام إن الله عزوجل عرض على

ـــــــــــــــ

(١) الصك : كتاب الاقرار بالمال أو غير ذلك.

(٢) فروع الكافى ٢ : ٣٤٨. م

٢٥٨

آدم أسماء الانبياء وأعمارهم ، قال : فمر بآدم اسم داود النبي عليه‌السلام فإذا عمره في العالم أربعون سنة ، فقال آدم (ع) : يا رب ما أقل عمر داود وما أكثر عمري! يارب إن أنازدت داود من عمري ثلاثين سنة أتثبت له ذلك؟ قال : نعم يا آدم ، قال : فإني قد زدته من عمري ثلاثين سنة فأنفذ ذلك له وأثبتها له عندك واطرحها من عميري ، قال أبوجعفر (ع) : فأثبت الله عزوجل لداود في عمره ثلاثين سنة وكانت له عندالله مثبتة فذلك قول الله عزوجل : « يمحوالله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب » قال : فمحا الله ما كان عنده مثبتا لآدم وأثبت لداود مالم يكن عنده مثبتا ، قال : فمضى عمر آدم (ع) فهبط ملك الموت لقبض روحه فقال له آدم : يا ملك الموت إنه قد بقي من عمري ثلاثون سنة ، فقال له ملك الموت : يا آدم يا آدم ألم تجعلها لابنك داود النبي عليه‌السلام وطرحتها من عمرك حين عرض عليك أسماء الانبياء من ذريتك وعرضت عليك أعمارهم وأنت يومئذ بوادي الدخياء؟ (١) قال : فقال له آدم (ع) : ما أذكر هذا ، قال : فقال له ملك الموت : يا آدم لا تجحد ، ألم تسأل الله عزوجل أن يثبتها لدواد ويمحوها من عمرك فأثبتها لداود في الزبور ومحاها من عمرك في الذكر؟ قال آدم (ع) : حتى أعلم ذلك. قال أبوجعفر (ع) : وكان آدم صادقا لم يذكرو لم يجحد ، فمن ذلك اليوم أمر الله تبارك وتعالى العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى أجل مسمى لنسيان آدم وجحوده ما جعل على نفسه. (٢)

بيان : هذان الخبران مع اختلافهما مخالفان لما هو المشهور عند متكلمي الامامية من نفي السهو عنهم (ع) مطلقا ، بل أجمعوا عليه ، والمخالف كالصدوق رحمه‌الله حيث جوز الاسهاء معروف كما عرفت ولا يبعد حملهما على التقية (٣) لانهم رووه بطرق متعددة :

ـــــــــــــــ

(١) وفى نسخة من الكتاب والمصدر : الدجناء. وفى اخرى الدحيا ، ولعل الكل مصحف دحنا ، قال ياقوت في المعجم ج ٢ ص ٤٤٤ : دحنا بفتح اوله وسكون ثانيه ونون والفه يروى فيها القصر والمد ، وهى أرض خلق الله تعالى منها آدم ، قال ابن اسحاق : ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين انصرف عن الطائف إلى دحنا حتى نزل الجعرانة فيمن معه من الناس فقسم الفئ واعتمر ثم رجع إلى المدينة وهى من مخاليف الطائف اه وفى النهاية : وفى رواية ابن عباس : خلق الله آدم من دحناء ومسح ظهره بنعمان السحاب ، دحناء اسم أرض ، ويروى بالجيم.

(٢) علل الشرائع : ١٨٥. م

(٣) وأمارات التقية في الخبر الاول لائحة ، مع أنهما يتعارضان حيث إن الخبر الاول يدل على ان آدم اعطى من عمره ستين ، والثانى ينافيه ويثبت ذلك ثلاثين ، هذا لولم نقل بأن الثانى مصحف.

٢٥٩

٣ ـ يب : أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد ، عن خلف بن حماد ، عن عبدالله ابن سنان ، عن أبي عبدالله (ع) قال : لما مات آدم عليه‌السلام فبلغ إلى الصلاة عليه ، قال هبة الله لجبرئيل : تقدم يا رسول الله فصل على نبي الله ، فقال جبرئيل عليه‌السلام : إن الله أمرنا بالسجود لابيك فلسنا نتقدم أبرار ولده وأنت من أبرهم ، فتقدم فكبر عليه خمسا عدة الصلوات التي فرضها الله على امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهي السنة ، الجارية في ولده إلى يوم القيامة. (١)

٤ ـ كا : العدة ، عن ابن أحمد ، عن أبي نجران ، عن المفضل ، عن جابر ، عن أبي جعفر (ع) قال : إن ما بين الركن والمقام لمشحون من قبور الانبياء ، وإن آدم لفي حرم الله عزوجل. (٢)

٥ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى والبرقي معا ، عن ابن فضال ، عن يونس ابن يعقوب ، عن سفيان بن السمط ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن آدم (ع) اشتكى فاشتهى فاكهة فانطلق هبة الله يطلب له فاكهة فاستقبل جبرئيل فقال له : أين تذهب يا هبة الله ، فقال : إن آدم يشتكي وإنه اشتهى فاكهة ، قال له : فارجع فإن الله عزوجل قد قبض روحه ، قال : فرجع فوجده قد قبضه الله فغسلته الملائكة ، ثم وضع وأمر هبة الله أن يتقدم ويصلي عليه ، فتقدم فصلى عليه والملائكة خلفه ، وأوحى الله عزوجل إليه أن يكبر عليه خمسا ، وأن يسله (٣) وأن يسوي قبره ، ثم قال : هكذا فاصنعوا بموتاكم. (٤)

٦ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سليمان بن سماعة ، عن عبدالله بن القاسم ، عن سماعة قال : قال أبوعبدالله (ع) : لما مات آدم آدم وشمت به (٥) إبليس وقابيل فاجتمعا في الارض فجعل إبليس وقابيل المعازف والملاهي شماتة بآدم عليه‌السلام

ـــــــــــــــ

(١) التهذيب ١ : ٢١٤. وفيه : فقال هبة الله لجبرئيل. م

(٢) فروع الكافى ١ : ٢٢٤. وفى صدره : صلى في مسجد الخيف سبعمائة نبي ، ان اه. م

(٣) سل الشى من الشئ : انتزعه وأخرجه برفق.

(٤) الخصال ج ١ : ١٣٥. م

(٥) في المصدر : « شمت به » بدون الواو. م

٢٦٠