الكافي - ج ٢

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٢

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-386-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٤٤

كُنْتُ بِبَغْدَادَ ، فَتَهَيَّأَتْ قَافِلَةٌ لِلْيَمَانِيِّينَ (١) ، فَأَرَدْتُ الْخُرُوجَ مَعَهَا (٢) ، فَكَتَبْتُ أَلْتَمِسُ الْإِذْنَ فِي ذلِكَ ، فَخَرَجَ : « لَا تَخْرُجْ مَعَهُمْ (٣) ؛ فَلَيْسَ لَكَ فِي الْخُرُوجِ مَعَهُمْ خِيَرَةٌ ، وأَقِمْ بِالْكُوفَةِ ».

قَالَ : وأَقَمْتُ (٤) ، وخَرَجَتِ (٥) الْقَافِلَةُ ، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِمْ حَنْظَلَةُ (٦) ، فَاجْتَاحَتْهُمْ (٧) ، وَكَتَبْتُ (٨) أَسْتَأْذِنُ فِي رُكُوبِ الْمَاءِ ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ، فَسَأَلْتُ عَنِ (٩) الْمَرَاكِبِ الَّتِي خَرَجَتْ فِي (١٠) تِلْكَ السَّنَةِ فِي الْبَحْرِ ، فَمَا سَلِمَ مِنْهَا مَرْكَبٌ ، خَرَجَ عَلَيْهَا قَوْمٌ مِنَ الْهِنْدِ ـ يُقَالُ لَهُمُ : الْبَوَارِجُ (١١) ـ فَقَطَعُوا عَلَيْهَا.

قَالَ (١٢) : وزُرْتُ (١٣) الْعَسْكَرَ ، فَأَتَيْتُ (١٤) الدَّرْبَ مَعَ الْمَغِيبِ ، ولَمْ أُكَلِّمْ أَحَداً ، ولَمْ أَتَعَرَّفْ إِلى أَحَدٍ ، وأَنَا (١٥) أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ فَرَاغِي مِنَ الزِّيَارَةِ (١٦) إِذَا (١٧) بِخَادِمٍ‌

__________________

(١) في « ف ، بر ، بس » وحاشية « ج » وحاشية بدرالدين : « اليمانين ». وفي الوافي : « اليمانيين ».

(٢) في « ف » والإرشاد والوافي : « معهم ».

(٣) في « بر » : ـ « معهم ».

(٤) في « ب » والإرشاد : « فأقمت ».

(٥) في « بح » : « فخرجت ».

(٦) في الإرشاد : « بنو حنظلة ». و « حنظلة » : أكرم قبيلة من تميم ، يقال لهم : حنظلة الأكرمون. مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٤٦٦ ( حنظل ).

(٧) في « بر » : « فاجتاحهم ». وفي الإرشاد : + « قال ». و « الاجتياح » : الإهلاك والاستئصال ، من الجائحة ، وهي الآفة التي تهلك الثمار والأموال وتستأصلها. النهاية ، ج ١ ، ص ٣١٢ ( جوح ).

(٨) في حاشية « بر » : « كنت ».

(٩) في « بر » : « من ».

(١٠) في الإرشاد : ـ « في ».

(١١) هكذا في « ب ، ج ، ف ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول. وفي « ض ، بح » والمطبوع : « البوارح ». قال في المرآة : « كأنّ البوارج هنا معرّب بواره : طائفة من لصوص الهند ».

(١٢) في الإرشاد : « عليّ بن الحسين قال ».

(١٣) في « ب ، ج » : « ووردت ». وفي الوافي : « ودرت ». وفي الإرشاد : « وردت ».

(١٤) في « بف » : « وأتيت ».

(١٥) في الإرشاد : « فأنا ».

(١٦) في الوافي : « لعلّه أراد بالزيارة زيارة الصاحب عليه‌السلام من خارج داره بتبليغ السلام من غير إشعار ، كما يدلّ عليه قوله : « من داخل » في آخر الحديث ».

(١٧) في الإرشاد : « فإذا ».

٦٦١

قَدْ جَاءَنِي ، فَقَالَ لِي : قُمْ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِذَنْ (١) إِلى أَيْنَ؟ فَقَالَ لِي (٢) : إِلَى الْمَنْزِلِ ، قُلْتُ (٣) : وَمَنْ أَنَا؟ لَعَلَّكَ أُرْسِلْتَ إِلى غَيْرِي ، فَقَالَ (٤) : لَا ، مَا أُرْسِلْتُ إِلاَّ إِلَيْكَ ، أَنْتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (٥) رَسُولُ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، فَمَرَّ بِي حَتّى أَنْزَلَنِي فِي بَيْتِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ ، ثُمَّ سَارَّهُ (٦) ، فَلَمْ أَدْرِ مَا قَالَ لَهُ (٧) حَتّى آتَانِي (٨) جَمِيعَ (٩) مَا أَحْتَاجُ إِلَيْهِ ، وجَلَسْتُ عِنْدَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، واسْتَأْذَنْتُهُ فِي الزِّيَارَةِ مِنْ دَاخِلٍ (١٠) ، فَأَذِنَ لِي (١١) ، فَزُرْتُ لَيْلاً. (١٢)

١٣٦٩ / ١٣. الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ زَيْدٍ (١٣) الْيَمَانِيُّ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ض ، ف ، بر » : « إذا ». وفي الإرشاد : ـ « إذن ».

(٢) في « ب ، بر » والإرشاد : ـ « لي ».

(٣) في الوافي : « فقلت ».

(٤) في « ب » : « قال ».

(٥) في « ف ، بر ، بس » : « الحسن ». وفي « ج » وحاشية « ف » : + « بن أحمد ».

(٦) في الإرشاد : « وكان معه غلام فسارّه » بدل « رسول جعفر ـ إلى ـ ثمّ سارّه ». وسارّه في اذُنه مسارّة وسِراراً ، وتسارُّوا ، أي تناجَوا. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٨٤ ( سرر ).

(٧) في « ف » : « قاله ». وفي الإرشاد : ـ « له ».

(٨) في « ب » وحاشية « ج ، ف » : « أتاني ». وفي « ض ، ج » : « أنبأني ». وفي « بر » : « نبّأني ».

(٩) في « ب » والإرشاد : « بجميع ».

(١٠) في الإرشاد : + « الدار ».

(١١) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس » : « لنا ».

(١٢) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٨ ، عن عليّ بن محمّد. وفي كمال الدين ، ص ٤٩١ ، ح ١٤ ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن عليّ بن محمّد الشمشاطي رسول جعفر بن إبراهيم اليماني ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧١ ، ح ١٤٩٢.

(١٣) في « ب ، ف ، بف » وحاشية « ض ، بح » والوافي : « يزيد ».

هذا ، وقد ذكر الصدوق في كمال الدين ، ص ٤٤٢ ، ح ١٦ ، بسنده عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، الفضل بن يزيد والحسنَ ابنه من اليمن ، في جملة من وقف على معجزات صاحب الزمان عليه‌السلام. والظاهر اتّحاد العنوانين ووقوع التصحيف في أحد اللفظين من « زيد » و « يزيد ».

ثمّ إنّ ما ورد في « ب ، بر ، بف » وحاشية « ج ، ض » والوافي والإرشاد من « الهماني » بدل « اليماني » وفي « ف » وحاشية « ج » ؛ من « الهمداني » ، ففيهما تصحيف ، لا يخفى وجهه على العارف بالنُسَخ.

هذا ، والظاهر أنّ السند معلّق على ما قبله. ويروي عن الحسن بن الفضل ، عليّ المراد به عليّ بن محمّد خال

٦٦٢

كَتَبَ أَبِي بِخَطِّهِ كِتَاباً ، فَوَرَدَ جَوَابُهُ ، ثُمَّ كَتَبْتُ (١) بِخَطِّي ، فَوَرَدَ جَوَابُهُ ، ثُمَّ كَتَبَ بِخَطِّهِ رَجُلٌ (٢) مِنْ فُقَهَاءِ أَصْحَابِنَا ، فَلَمْ يَرِدْ جَوَابُهُ ، فَنَظَرْنَا ، فَكَانَتِ الْعِلَّةُ (٣) أَنَّ الرَّجُلَ تَحَوَّلَ قَرْمَطِيّاً (٤)

قَالَ الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ : فَزُرْتُ (٥) الْعِرَاقَ ، وو رَدْتُ (٦) طُوسَ ، وعَزَمْتُ أَنْ لَا أَخْرُجَ (٧) إِلاَّ عَنْ بَيِّنَةٍ مِنْ أَمْرِي ، ونَجَاحٍ مِنْ حَوَائِجِي ولَوِ احْتَجْتُ أَنْ أُقِيمَ بِهَا حَتّى أُتَصَدَّقَ (٨)

قَالَ : وفِي خِلَالِ ذلِكَ يَضِيقُ صَدْرِي بِالْمُقَامِ ، وأَخَافُ أَنْ يَفُوتَنِيَ الْحَجُّ. قَالَ (٩) : فَجِئْتُ يَوْماً إِلى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ (١٠) أَتَقَاضَاهُ ، فَقَالَ لِي : صِرْ إِلى مَسْجِدِ كَذَا وكَذَا ، وإِنَّهُ (١١) يَلْقَاكَ رَجُلٌ.

قَالَ : فَصِرْتُ إِلَيْهِ ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ ضَحِكَ ، وقَالَ (١٢) : لَاتَغْتَمَّ ؛

__________________

الكليني ، يؤيّد ذلك ما ورد في كمال الدين ، ص ٤٩٠ ، ح ١٣ من رواية علاّن الكليني ـ وعلاّن لقب عليّ بن محمّد ـ عن الحسن بن الفضل اليماني.

(١) في الإرشاد والبحار : « كتب ».

(٢) في « ب » والإرشاد : + « جليل ».

(٣) في « ب ، ض ، ف » : + « في ذلك ».

(٤) « القَرْمَطيّ » : واحد القرامطة ، وهم فرقة من الخوارج. الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٥٢ ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ١٤٧٠ ( قرمط ).

(٥) في « ب » : « فوردت ». وفي حاشية « ض » : « وردت » بدون الفاء. وفي مرآة العقول : « قوله : وزرت ، الظاهر أنّ‌الواو للحال ، أي وقد زرت قبل ذلك الرضا عليه‌السلام بطوس خراسان ، ثمّ عزمت الحجّ وزرت أئمّة العراق ».

(٦) في شرح المازندراني : « وزرت ».

(٧) في الإرشاد : « فإذا ذلك الرجل قد تحوّل قرمطيّاً. وذكر الحسين بن الفضل قال : وردت العراق وعملت على أنّه لا أخرج » بدل « فكانت العلّة ـ إلى ـ أن لا أخرج ».

(٨) قرأه الفيض قدس‌سره في الوافي معلوماً ، ثمّ قال : « أي أسأل الصدقة ، وهو كلام عامّيّ غير فصيح ، قال ابن قتيبة : وما تضعه العامّة غير موضعه قولهم : هو يتصدّق إذا سأل ، وذلك غلط ، إنّما المتصدِّق : المعطي ، وفي التنزيل : ( وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا ) [ يوسف (١٢) : ٨٨ ] وأمّا المصدق بتخفيف الصاد فهو الذي يأخذ صدقات النعم ». وراجع أيضاً : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٠٥ ؛ والنهاية ، ج ٣ ، ص ١٨ ( صدق ).

(٩) في « ف » : « فخرجت ».

(١٠) في الإرشاد : + « وكان السفير يومئذٍ ».

(١١) في الإرشاد : « فإنّه ».

(١٢) في الإرشاد : + « لي ».

٦٦٣

فَإِنَّكَ سَتَحُجُّ فِي هذِهِ السَّنَةِ ، وتَنْصَرِفُ إِلى أَهْلِكَ وو لْدِكَ سَالِماً. قَالَ : فَاطْمَأْنَنْتُ ، وَسَكَنَ قَلْبِي ، وأَقُولُ : ذَا (١) مِصْدَاقُ ذلِكَ ، و (٢) الْحَمْدُ لِلّهِ (٣)

قَالَ : ثُمَّ ورَدْتُ الْعَسْكَرَ ، فَخَرَجَتْ إِلَيَّ صُرَّةٌ فِيهَا دَنَانِيرُ وثَوْبٌ ، فَاغْتَمَمْتُ ، وقُلْتُ فِي نَفْسِي : جَزَائِي (٤) عِنْدَ الْقَوْمِ هذَا؟ واسْتَعْمَلْتُ الْجَهْلَ ، فَرَدَدْتُهَا ، وكَتَبْتُ رُقْعَةً ، ولَمْ يُشِرِ الَّذِي قَبَضَهَا مِنِّي عَلَيَّ بِشَيْ‌ءٍ ، ولَمْ يَتَكَلَّمْ فِيهَا بِحَرْفٍ (٥) ، ثُمَّ نَدِمْتُ بَعْدَ ذلِكَ نَدَامَةً شَدِيدَةً ، وقُلْتُ فِي نَفْسِي : كَفَرْتُ بِرَدِّي عَلى مَوْلَايَ.

وَكَتَبْتُ رُقْعَةً أَعْتَذِرُ مِنْ فِعْلِي ، وأَبُوءُ بِالْإِثْمِ ، وأَسْتَغْفِرُ مِنْ ذلِكَ (٦) ، وأَنْفَذْتُهَا ، وَقُمْتُ أَتَمَسَّحُ (٧) ، فَأَنَا (٨) فِي ذلِكَ (٩) أُفَكِّرُ فِي نَفْسِي ، وأَقُولُ : إِنْ رُدَّتْ عَلَيَّ الدَّنَانِيرُ لَمْ أَحْلُلْ (١٠) صِرَارَهَا (١١) ولَمْ أُحْدِثْ فِيهَا (١٢) حَتّى أَحْمِلَهَا إِلى أَبِي ؛ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ مِنِّي لِيَعْمَلَ فِيهَا بِمَا شَاءَ (١٣) ، فَخَرَجَ إِلَى الرَّسُولِ الَّذِي حَمَلَ إِلَيَّ (١٤) الصُّرَّةَ (١٥) : « أَسَأْتَ ؛ إِذْ لَمْ تُعْلِمِ‌

__________________

(١) في الإرشاد : « وقلت هذا ».

(٢) في الوافي : ـ « و ».

(٣) في الإرشاد : ـ « والحمد لله ».

(٤) في « بر ، بف » وحاشية « بح » والوافي : « حالي ». وفي الإرشاد : « جدي ».

(٥) في « ف » : + « قال ». وفي الإرشاد : ـ « وكتبت رقعة ـ إلى ـ فيها بحرف ».

(٦) في الإرشاد : « من زللي ».

(٧) « أتمسّح » ، أي قمت أسير في الأرض وأقطعها وأمشي فيها ، أو قمت أتوضّأ ، أو قمت أمرّ اليد على اللحية أوباطن كلّ من الكفّين على باطن الاخرى مكرّراً كما يفعله النادم الحزين. أو المعنى : لا شي‌ء معي ، يقال : فلان يتمسّح ، أي لا شي‌ء معه كأنّه يمسح ذراعيه. راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٣٤٥ ؛ الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٧٤ ؛ مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ١٨٧.

(٨) في « بح ، بر ، بف » والوافي : « وأنا ».

(٩) في الإرشاد : « أتطهّر للصلاة وأنا ذا ذاك » بدل « أتمسّح فأنا في ذلك ».

(١٠) في « بس » : « لم أحلّ ».

(١١) في الإرشاد : « شدّها ».

(١٢) في الإرشاد : + « شيئاً ».

(١٣) في « ف » : « بما يشاء ». وفي الإرشاد : ـ « ليعمل فيها بما شاء ».

(١٤) في الإرشاد : ـ « إليّ ».

(١٥) في الإرشاد : + « وقال : قيل لي ».

٦٦٤

الرَّجُلَ أَنَّا (١) رُبَّمَا فَعَلْنَا ذلِكَ بِمَوَالِينَا (٢) ، ورُبَّمَا سَأَلُونَا (٣) ذلِكَ يَتَبَرَّكُونَ بِهِ » وخَرَجَ إِلَيَّ : « أَخْطَأْتَ فِي رَدِّكَ بِرَّنَا ، فَإِذَا اسْتَغْفَرْتَ اللهَ فَاللهُ (٤) يَغْفِرُ لَكَ ، فَأَمَّا (٥) إِذَا (٦) كَانَتْ عَزِيمَتُكَ وَعَقْدُ نِيَّتِكَ (٧) أَلاَّ تُحْدِثَ فِيهَا حَدَثاً ، ولَاتُنْفِقَهَا (٨) فِي طَرِيقِكَ ، فَقَدْ صَرَفْنَاهَا (٩) عَنْكَ ؛ فَأَمَّا الثَّوْبُ فَلَا بُدَّ مِنْهُ (١٠) لِتُحْرِمَ فِيهِ ».

قَالَ وكَتَبْتُ فِي مَعْنَيَيْنِ ، وأَرَدْتُ أَنْ أَكْتُبَ فِي الثَّالِثِ ، وامْتَنَعْتُ (١١) مِنْهُ مَخَافَةَ أَنْ يَكْرَهَ (١٢) ذلِكَ ، فَوَرَدَ جَوَابُ الْمَعْنَيَيْنِ والثَّالِثِ الَّذِي طَوَيْتُ مُفَسَّراً ؛ والْحَمْدُ لِلّهِ.

قَالَ : وكُنْتُ وافَقْتُ (١٣) جَعْفَرَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيَّ (١٤) بِنَيْسَابُورَ (١٥) عَلى أَنْ أَرْكَبَ مَعَهُ (١٦) ، وأُزَامِلَهُ (١٧) ، فَلَمَّا وافَيْتُ بَغْدَادَ بَدَا (١٨) لِي ، فَاسْتَقَلْتُهُ (١٩) وذَهَبْتُ أَطْلُبُ عَدِيلاً ، فَلَقِيَنِي ابْنُ الْوَجْنَاءِ (٢٠) ـ بَعْدَ أَنْ كُنْتُ صِرْتُ إِلَيْهِ ، وسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتَرِيَ لِي ، فَوَجَدْتُهُ‌

__________________

(١) يجوز فيه كسر الهمزة أيضاً.

(٢) في الإرشاد : + « ابتداءً ».

(٣) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بف » والوافي : « سألوا ».

(٤) في « ف » : ـ « فالله ». وفي « بح » : « والله ».

(٥) في « بر » : « وأمّا ».

(٦) في الإرشاد : « وإذا » بدل « فأمّا إذا ».

(٧) في الإرشاد : + « فيما حملناه إليك ».

(٨) في الإرشاد : « فيه حدثاً إذا رددناه إليك ولا تنتفع به » بدل « فيها حدثاً ولا تنفقها ».

(٩) في الإرشاد : « صرفناه ».

(١٠) في الإرشاد : « فخذه » بدل « فلا بدّ منه ».

(١١) في الإرشاد : « فامتنعت ».

(١٢) في مرآة العقول : « أن يكره ، على بناء المعلوم ، ويحتمل المجهول على بناء الإفعال ».

(١٣) في الإرشاد : « واقفت ».

(١٤) في « ب ، بر » : « النيشابوري ».

(١٥) في « ب » : « بنيشابور ». وفي « بر » : ـ « بنيسابور ».

(١٦) في الإرشاد : + « إلى الحجّ ».

(١٧) في « ف » : « وأن ازامله ».

(١٨) بدا له في الأمر : ظهر له ما لم يظهر أوّلاً ، والاسم : البداء. المصباح المنير ، ص ٤٠ ( بدا ).

(١٩) في الإرشاد : ـ « فاستقلته ». و « استقاله » : طلب إليه أن يقيله. يقال : أقاله يقيله إقالة وتقايلاً ، إذا فسخا البيع وعاد المبيع إلى مالكه والثمن إلى المشتري ، إذا كان قد ندم أحدهما. وتكون الإقالة في البيعة والعهد. القاموس المحيط ، ج ٤ ، ص ٤٣ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ١٣٤ ( قيل ).

(٢٠) في الوافي : « الوجناء ـ الوسنا خ ل ».

٦٦٥

كَارِهاً ـ فَقَالَ لِي (١) : أَنَا فِي طَلَبِكَ ، وقَدْ (٢) قِيلَ لِي (٣) : إِنَّهُ يَصْحَبُكَ ، فَأَحْسِنْ مُعَاشَرَتَهُ (٤) ، وَاطْلُبْ لَهُ عَدِيلاً ، واكْتَرِ لَهُ. (٥)

١٣٧٠ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، قَالَ :

شَكَكْتُ فِي أَمْرِ حَاجِزٍ (٦) ، فَجَمَعْتُ شَيْئاً ، ثُمَّ صِرْتُ إِلَى الْعَسْكَرِ ، فَخَرَجَ إِلَيَّ : « لَيْسَ فِينَا شَكٌّ ، ولَافِيمَنْ يَقُومُ مَقَامَنَا بِأَمْرِنَا ، رُدَّ (٧) مَا مَعَكَ إِلى حَاجِزِ بْنِ يَزِيدَ (٨) ». (٩)

١٣٧١ / ١٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ :

لَمَّا مَاتَ أَبِي وصَارَ الْأَمْرُ لِي (١٠) ، كَانَ لِأَبِي عَلَى النَّاسِ سَفَاتِجُ (١١) مِنْ مَالِ الْغَرِيمِ (١٢) ،

__________________

(١) في الإرشاد : « وكنت قد صرت إليه ... فوجدته كارهاً ، فلمّا لقيني قال لي » بدل « بعد أن كنت ـ إلى ـ كارهاً ، فقال‌لي ».

(٢) في « بس » : « فقد ».

(٣) في الإرشاد : ـ « لي ».

(٤) في الإرشاد : « عشرته ».

(٥) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٩ ، عن الحسين بن الفضل الهماني الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٢ ، ح ١٤٩٣ ؛ البحار ، ج ٥١ ، ص ٣٠٩ ، ح ٢٨ ، إلى قوله : « أنّ الرجل تحوّل قَرمَطيّاً ».

(٦) في الوافي : « في أمر حاجز ، أي في وكالته للصاحب عليه‌السلام أو ديانته ».

(٧) في الإرشاد : « فردّ ».

(٨) في « ب » : « بريد ». وفي « ج » : « زيد ».

(٩) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦١ ، عن عليّ بن محمّد. وفي كمال الدين ، ص ٤٩٨ ، ح ٢٣ ، بسند آخر ، مع زيادة واختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٤ ، ح ١٤٩٤.

(١٠) في « ف » والإرشاد والبحار : « إليّ ».

(١١) « السفتجة » : قيل بضمّ السين ، وقيل بفتحها. فارسي معرّب. وهي أن يعطي مالاً للآخر ، ولآخر مال في بلد المعطي ، فيوفّيه إيّاه ثَمّ ، فيستفيد أمن الطريق. المصباح المنير ، ص ٢٧٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٠١ ( سفتج ).

(١٢) في الإرشاد والبحار : + « يعني صاحب الأمر عليه‌السلام قال ». و « الغريم » : الذي عليه الدين ، وقد يكون الغريم أيضاً الذي له الدين. الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٩٦ ( غرم ). وهو هنا كناية عن الإمام القائم ـ عجّل الله فرجه ـ عبّر كذلك تقيّة كما صرّح بذلك المفيد في الإرشاد في هذا الموضع من الرواية. قال المجلسي في مرآة العقول : « أقول : الغريم ، يطلق على طالب الحقّ ، وعلى من في ذمّته الحقّ. والمراد هنا الأوّل ؛ لأنّ أمواله عليه‌السلام في أيدي الناس وذممهم ، ويحتمل الثاني ... فكأنّه عليه‌السلام لغيبته وخفائه غريم لهم ». ثمّ ذكر وجهاً آخر.

٦٦٦

فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ أُعْلِمُهُ ، فَكَتَبَ (١) : « طَالِبْهُمْ ، واسْتَقْضِ (٢) عَلَيْهِمْ » فَقَضَّانِيَ النَّاسُ إِلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ كَانَتْ (٣) عَلَيْهِ سَفْتَجَةٌ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ ، فَجِئْتُ إِلَيْهِ أُطَالِبُهُ ، فَمَاطَلَنِي (٤) ، واسْتَخَفَّ بِيَ ابْنُهُ ، وسَفِهَ عَلَيَّ ، فَشَكَوْتُ (٥) إِلى أَبِيهِ ، فَقَالَ (٦) : و (٧) كَانَ مَا ذَا؟ فَقَبَضْتُ عَلى لِحْيَتِهِ ، وَأَخَذْتُ بِرِجْلِهِ ، وسَحَبْتُهُ (٨) إِلى وسَطِ الدَّارِ ، ورَكَلْتُهُ (٩) رَكْلاً كَثِيراً (١٠) ، فَخَرَجَ ابْنُهُ يَسْتَغِيثُ (١١) بِأَهْلِ بَغْدَادَ ، و (١٢) يَقُولُ : قُمِّيٌّ رَافِضِيٌّ قَدْ قَتَلَ والِدِي ، فَاجْتَمَعَ عَلَيَّ مِنْهُمُ الْخَلْقُ (١٣) ، فَرَكِبْتُ دَابَّتِي ، وقُلْتُ : أَحْسَنْتُمْ يَا أَهْلَ بَغْدَادَ ، تَمِيلُونَ مَعَ الظَّالِمِ عَلَى الْغَرِيبِ الْمَظْلُومِ ، أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هَمَذَانَ (١٤) مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وهذَا يَنْسُبُنِي إِلى‌

__________________

(١) في البحار : + « إليّ ».

(٢) في البحار : « واستقص » بالصاد المهملة. وهو المحتمل في شرح المازندراني.

(٣) في الإرشاد : « إلاّ رجلاً واحداً وكان ». وفي البحار : « وكانت ».

(٤) في الإرشاد والبحار : « أطلبه فمطلني ». ومطله بِدَيْنه مَطْلاً : إذا سوّفه بوعد الوَفاء مرّة بعد اخرى ، وماطله مطالاً. المصباح المنير ، ص ٥٧٥ ( مطل ).

(٥) في « ب ، ف ، بح ، بس » والإرشاد والبحار : « فشكوته ».

(٦) في « بف » : « قال ».

(٧) في « بر » : ـ « و ».

(٨) في الإرشاد : « فسحبته ».

(٩) في « ض » : « ركّلته » بالتثقيل. و « رَكَل » الضرب بالرجل. النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦٠ ( ركل ).

(١٠) في الإرشاد : ـ « وركلته ركْلاً كثيراً ».

(١١) في الإرشاد والبحار : « مستغيثاً ».

(١٢) في الإرشاد : « وهو ». وفي البحار : ـ « و ».

(١٣) في الإرشاد والبحار : « خلق كثير ».

(١٤) هكذا في « بح ، بس » والإرشاد والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « همدان » بالدال المهملة. وما أثبتناه هوالظاهر ؛ فقد ذكر الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ٤٠٢ ، الرقم ٥٩٠٠ ، محمّد بن صالح بن محمّد الهمداني في أصحاب الحسن بن عليّ العسكري عليه‌السلام وقال : « وكيل ». والمذكور في بعض نسخ الرجال العتيقة هو « الهمذاني » بالذال المعجمة. ومحمّد بن صالح المذكور في خبرنا هذا ، هو هذا الوكيل ، كما يظهر من متن الخبر حيث صار أمر الوكالة إليه بعد موت أبيه ، وهو هَمَذَاني وليس بهمداني كما يظهر من توصيفه بأنّه قميّ رافضيّ.

يؤيّد ذلك ما ورد في كمال الدين ، ص ٤٢٢ ، مِن عَدِّ الوكلاء من البلاد المختلفة الذين رأوا صاحب الزمان عليه‌السلام ؛ فقد عُدَّ منهم محمّد بن صالح من أهل همدان كبلدٍ من البلادٍ ، والبلد هو الهَمَذان لاهَمْدان. راجع : الأنساب للسمعاني ، ج ٥ ، ص ٦٤٧ و ٦٤٩.

٦٦٧

أَهْلِ قُمَّ والرَّفْضِ (١) لِيَذْهَبَ بِحَقِّي ومَالِي.

قَالَ : فَمَالُوا عَلَيْهِ ، وأَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوا عَلى (٢) حَانُوتِهِ (٣) حَتّى سَكَّنْتُهُمْ ، وطَلَبَ إِلَيَّ صَاحِبُ السَّفْتَجَةِ (٤) ، وحَلَفَ بِالطَّلَاقِ أَنْ (٥) يُوَفِّيَنِي مَالِي حَتّى أَخْرَجْتُهُمْ عَنْهُ (٦) (٧)

١٣٧٢ / ١٦. عَلِيٌّ ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ والْعَلَاءِ بْنِ رِزْقِ اللهِ ، عَنْ بَدْرٍ ـ غُلَامِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ (٨) ـ قَالَ :

وَرَدْتُ الْجَبَلَ (٩) وأَنَا لَا أَقُولُ (١٠) بِالْإِمَامَةِ ، أُحِبُّهُمْ جُمْلَةً إِلى أَنْ مَاتَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (١١) ، فَأَوْصى (١٢) فِي عِلَّتِهِ أَنْ يُدْفَعَ الشِّهْرِيُّ السَّمَنْدُ (١٣) وسَيْفُهُ ومِنْطَقَتُهُ إِلى مَوْلَاهُ ، فَخِفْتُ إِنْ أَنَا (١٤) لَمْ أَدْفَعِ الشِّهْرِيَّ إِلى إِذْكُوتَكِينَ (١٥) نَالَنِي مِنْهُ اسْتِخْفَافٌ ، فَقَوَّمْتُ‌

__________________

(١) في الإرشاد والبحار : « إلى قمّ ويرميني بالرفض » بدل « إلى أهل قمّ والرفض ».

(٢) في الإرشاد والبحار : « إلى ».

(٣) « الحانوت » : دكّان البائع ، يذكّر ويؤنّث. وأصله حانَوَةٌ فلمّا سكنت الواو انقلبت هاء التأنيث تاء. والجمع : الحوانيت. مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٤٦٤ ( حنت ). الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٠٦ ( حين ).

(٤) في الإرشاد : + « أن آخذ مالها ». وفي البحار : + « أن آخذ ما فيها ».

(٥) في البحار : « أنّه ».

(٦) في الإرشاد والبحار : « في الحال فاستوفيته [ في البحار : فاستوفيت ] منه » بدل « حتّى أخرجتهم عنه ».

(٧) الإرشاد ، ص ٣٦٢ ، عن عليّ بن محمّد الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٤ ، ح ١٤٩٥ ؛ البحار ، ج ٥١ ، ص ٢٩٧ ، ح ١٥.

(٨) في الإرشاد : + « عنه ».

(٩) بلاد الجبل : مدن بين أذربيجان وعراق العرب وخوزستان وفارس وبلاد الديلم. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٨٩ ( جبل ).

(١٠) في « بح ، بر » : « وأنا أقول ».

(١١) في الغيبة : « يزيد بن عبدالملك ».

(١٢) في « بر ، بس ، بف » : « فأوصاني ». وفي الغيبة : « فأوصى إليّ ».

(١٣) « الشِّهري » بالكسر ، ضربٌ من البراذين. والسمند من الخيل معروف. شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٣٤٩.

(١٤) في الإرشاد والغيبة : ـ « أنا ».

(١٥) في الوافي : « إدكونين ». وفي مرآة العقول : « إذ كوتكين ، كان من امراء الترك من أتباع بني العبّاس ، وهو في التواريخ وسائر كتب الحديث بالذال ، وكذا في بعض نسخ الكتاب ، وفي أكثرها بالزاي ».

٦٦٨

الدَّابَّةَ والسَّيْفَ والْمِنْطَقَةَ بِسَبْعِمِائَةِ (١) دِينَارٍ فِي نَفْسِي ، ولَمْ أُطْلِعْ (٢) عَلَيْهِ أَحَداً (٣) ، فَإِذَا (٤) الْكِتَابُ قَدْ ورَدَ عَلَيَّ مِنَ الْعِرَاقِ : « وَجِّهِ (٥) السَّبْعَمِائَةِ دِينَارٍ الَّتِي لَنَا قِبَلَكَ مِنْ ثَمَنِ الشِّهْرِيِّ (٦) والسَّيْفِ والْمِنْطَقَةِ ». (٧)

١٣٧٣ / ١٧. عَلِيٌّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، قَالَ :

وُلِدَ لِي ولَدٌ (٨) ، فَكَتَبْتُ أَسْتَأْذِنُ فِي طُهْرِهِ (٩) يَوْمَ السَّابِعِ ، فَوَرَدَ : « لَا تَفْعَلْ » فَمَاتَ يَوْمَ السَّابِعِ أَوِ الثَّامِنِ ، ثُمَّ كَتَبْتُ بِمَوْتِهِ ، فَوَرَدَ : « سَتُخْلَفُ (١٠) غَيْرَهُ وغَيْرَهُ (١١) ، تُسَمِّيهِ (١٢) أَحْمَدَ ، ومِنْ بَعْدِ أَحْمَدَ جَعْفَراً » فَجَاءَ كَمَا قَالَ.

قَالَ (١٣) : وتَهَيَّأْتُ لِلْحَجِّ ، وو دَّعْتُ النَّاسَ ، وكُنْتُ عَلَى الْخُرُوجِ ، فَوَرَدَ : « نَحْنُ لِذلِكَ كَارِهُونَ ، والْأَمْرُ إِلَيْكَ ».

قَالَ (١٤) : فَضَاقَ صَدْرِي ، واغْتَمَمْتُ ، وكَتَبْتُ : أَنَا مُقِيمٌ عَلَى السَّمْعِ والطَّاعَةِ غَيْرَ أَنِّي مُغْتَمٌّ بِتَخَلُّفِي عَنِ الْحَجِّ ، فَوَقَّعَ : « لَا يَضِيقَنَّ صَدْرُكَ ؛ فَإِنَّكَ سَتَحُجُّ مِنْ قَابِلٍ (١٥) إِنْ شَاءَ اللهُ ».

__________________

(١) في الإرشاد : « سبعمائة ».

(٢) في « ب ، ف » : « لم أطّلع ».

(٣) في الإرشاد : + « ودفعت الشهريّ إلى إذكوتكين ».

(٤) في الإرشاد : « وإذا ».

(٥) في الإرشاد والغيبة : « أن وجّه ».

(٦) في الغيبة : + « السمند ».

(٧) الغيبة للطوسي ، ص ٢٨٢ ، ح ٢٤١ ، بسنده عن الكليني. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٣ عن عليّ بن محمّد الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٥ ، ح ١٤٩٦.

(٨) في الغيبة : « مولود ».

(٩) في « بر ، بف » والوافي والإرشاد : « تطهيره ». وفي الغيبة : « تطهيره في ». والمراد بالطهر هنا : الختان.

(١٠) في مرآة العقول : « ستخلف ، على بناء المجهول من الإفعال ، أي ستعطى خلفاً منه وعوضاً ». وفي الغيبة : « سيخلف الله ».

(١١) في « ض ، بر » والوافي والغيبة : ـ « وغيره ».

(١٢) في الإرشاد : « فسمّ الأوّل ».

(١٣) في « ف » : « وقال ».

(١٤) في الإرشاد : ـ « قال ».

(١٥) في الإرشاد : « ستحجّ قابلاً ».

٦٦٩

قَالَ : فَلَمَّا (١) كَانَ مِنْ قَابِلٍ ، كَتَبْتُ أَسْتَأْذِنُ ، فَوَرَدَ الْإِذْنُ ، فَكَتَبْتُ : أَنِّي (٢) عَادَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْعَبَّاسِ وأَنَا واثِقٌ بِدِيَانَتِهِ وصِيَانَتِهِ ، فَوَرَدَ : « الْأَسَدِيُّ نِعْمَ الْعَدِيلُ ، فَإِنْ قَدِمَ فَلَا تَخْتَرْ عَلَيْهِ (٣) ». فَقَدِمَ الْأَسَدِيُّ وعَادَلْتُهُ (٤) (٥)

١٣٧٤ / ١٨. الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ (٦) ، قَالَ :

أَوْدَعَ الْمَجْرُوحُ (٧) مِرْدَاسَ بْنَ عَلِيٍّ مَالاً لِلنَّاحِيَةِ ، وكَانَ عِنْدَ مِرْدَاسٍ مَالٌ لِتَمِيمِ بْنِ حَنْظَلَةَ ، فَوَرَدَ عَلى مِرْدَاسٍ : « أَنْفِذْ مَالَ تَمِيمٍ مَعَ مَا أَوْدَعَكَ الشِّيرَازِيُّ ». (٨)

١٣٧٥ / ١٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى الْعُرَيْضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ (٩) ، قَالَ :

لَمَّا مَضى أَبُو مُحَمَّدٍ (١٠) عليه‌السلام ، ورَدَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ (١١) مِصْرَ بِمَالٍ إِلى مَكَّةَ لِلنَّاحِيَةِ (١٢) ، فَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ (١٣) بَعْضُ النَّاسِ : إِنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عليه‌السلام مَضى مِنْ غَيْرِ خَلَفٍ ، والْخَلَفُ جَعْفَرٌ ، وقَالَ بَعْضُهُمْ : مَضى أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ خَلَفٍ (١٤) ، فَبَعَثَ رَجُلاً يُكَنّى بِأَبِي طَالِبٍ (١٥) ،

__________________

(١) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والإرشاد. وفي المطبوع : « ولمّا ».

(٢) في « بح » : « وكتب أنّي ». وفي الإرشاد : « وكتبت أنّي قد ».

(٣) في « ب ، ض » : + « قال ».

(٤) في حاشية « بح » : « فعادلته ».

(٥) الغيبة للطوسي ، ص ٢٨٣ ، ح ٢٤٢ ، بسنده عن الكليني إلى قوله : « فجاء كما قال ». الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٤ عن عليّ بن محمّد ؛ كمال الدين ، ص ٤٨٩ ، ح ١٢ ، بسند آخر عن أبي جعفر ، مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٥ ، ح ١٤٩٧.

(٦) في « بح » : « الحسين بن عليّ العلوي ». وفي « بر » وحاشية « بف » : « الحسين بن الحسن ».

(٧) ذُكِر في كمال الدين ، ص ٤٤٢ ، ح ١٦ : المجروحُ من أهل فارس في جملة من وقف على معجزات صاحب‌الزمان عليه‌السلام ، والظاهر اتّحاده مع المجروح هذا.

(٨) الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٦ ، ح ١٤٩٨.

(٩) في الإرشاد : ـ « أبي محمّد ».

(١٠) في الإرشاد : + « الحسن بن عليّ ».

(١١) في الإرشاد : ـ « أهل ».

(١٢) في الإرشاد : « لصاحب الأمر ».

(١٣) في الإرشاد : « وقال ».

(١٤) في الإرشاد : « قد مضى من غير خلف ، وقال آخرون : الخلف من بعده جعفر ، وقال آخرون : الخلف من بعده‌ولده » بدل « مضى من ـ إلى ـ عن خلف ».

(١٥) في « بر » وحاشية « بف » : « بأبي غالب ».

٦٧٠

فَوَرَدَ الْعَسْكَرَ (١) ومَعَهُ كِتَابٌ ، فَصَارَ (٢) إِلى جَعْفَرٍ ، وسَأَلَهُ عَنْ بُرْهَانٍ ، فَقَالَ (٣) : لَايَتَهَيَّأُ (٤) فِي هذَا الْوَقْتِ ، فَصَارَ (٥) إِلَى الْبَابِ ، وأَنْفَذَ الْكِتَابَ إِلى أَصْحَابِنَا (٦) ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ : « آجَرَكَ اللهُ فِي صَاحِبِكَ ، فَقَدْ مَاتَ وأَوْصى بِالْمَالِ الَّذِي كَانَ مَعَهُ إِلى ثِقَةٍ لِيَعْمَلَ (٧) فِيهِ بِمَا يُحِبُّ (٨) » وَأُجِيبَ عَنْ كِتَابِهِ (٩) (١٠)

١٣٧٦ / ٢٠. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :

حَمَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ آبَةَ (١١) شَيْئاً يُوصِلُهُ ، ونَسِيَ سَيْفاً بِآبَةَ ، فَأَنْفَذَ مَا كَانَ مَعَهُ ، فَكَتَبَ (١٢) إِلَيْهِ : « مَا خَبَرُ السَّيْفِ الَّذِي نَسِيتَهُ (١٣)؟ ». (١٤)

١٣٧٧ / ٢١. الْحَسَنُ (١٥) بْنُ خَفِيفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

بَعَثَ بِخَدَمٍ (١٦) إِلى مَدِينَةِ الرَّسُولِ عليه‌السلام (١٧) وَمَعَهُمْ خَادِمَانِ ، وكَتَبَ إِلى خَفِيفٍ أَنْ‌

__________________

(١) في الإرشاد : « أبا طالب إلى العسكر يبحث عن الأمر وصحّته » بدل « بأبي طالب فورد العسكر ».

(٢) في الإرشاد : + « الرجل ».

(٣) في الإرشاد : + « له جعفر ».

(٤) في الإرشاد : + « لي ».

(٥) في الإرشاد : + « الرجل ».

(٦) في حاشية « بف » : « أصحابه ». وفي الإرشاد : + « المرسومين بالسفارة ».

(٧) في الإرشاد : « يعمل ».

(٨) في « ف ، بح ، بر » : « بما يجب ».

(٩) في الإرشاد : + « وكان الأمر كما قيل له ».

(١٠) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٤ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٦ ، ح ١٤٩٩.

(١١) « آبة » بليدة تقابل ساوة ، تعرف بين العامة بآوة وأهلها شيعة ، وأهل ساوة سنّيّة ، لا تزال الحروب بين البلدين‌قائمة على المذهب. معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٥٠ ( آبه ).

(١٢) في مرآة العقول : « فكتب ، على المعلوم أو المجهول ».

(١٣) في الإرشاد : « ونسي شيئاً كان أراد حمله ، فلمّا وصل الشي‌ء كتب إليه بوصوله. وقيل : في الكتاب : ما خبر السيف الذي انسيته » بدل « نسي سيفاً بآبة ـ إلى ـ نسيته ».

(١٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٥ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٧ ، ح ١٥٠٠.

(١٥) في « ب ، بر » وحاشية « بف » : « الحسين ».

(١٦) في الوافي : « يعني أنّ الصاحب عليه‌السلام بعث من العسكر إلى المدينة بخدم ».

(١٧) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

٦٧١

يَخْرُجَ مَعَهُمْ ، فَخَرَجَ مَعَهُمْ ، فَلَمَّا وصَلُوا إِلَى (١) الْكُوفَةِ ، شَرِبَ أَحَدُ الْخَادِمَيْنِ مُسْكِراً ، فَمَا خَرَجُوا مِنَ الْكُوفَةِ حَتّى ورَدَ كِتَابٌ مِنَ الْعَسْكَرِ بِرَدِّ الْخَادِمِ الَّذِي شَرِبَ الْمُسْكِرَ ، وعُزِلَ عَنِ الْخِدْمَةِ. (٢)

١٣٧٨ / ٢٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ (٣) ، عَنْ أَحْمَدَ أَبِي عَلِيِّ بْنِ غِيَاثٍ (٤) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ :

أَوْصى (٥) يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بِدَابَّةٍ وسَيْفٍ ومَالٍ ، وأُنْفِذَ ثَمَنُ الدَّابَّةِ وغَيْرُ ذلِكَ ، ولَمْ يُبْعَثِ (٦) السَّيْفُ ، فَوَرَدَ (٧) : « كَانَ مَعَ مَا بَعَثْتُمْ سَيْفٌ ، فَلَمْ يَصِلْ » ، أَوْ كَمَا قَالَ (٨) (٩)

١٣٧٩ / ٢٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ (١٠) شَاذَانَ النَّيْسَابُورِيِّ (١١) ، قَالَ : اجْتَمَعَ عِنْدِي خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ تَنْقُصُ (١٢) عِشْرِينَ دِرْهَماً ، فَأَنِفْتُ أَنْ أَبْعَثَ بِخَمْسِمِائَةٍ تَنْقُصُ (١٣) عِشْرِينَ دِرْهَماً (١٤) ، فَوَزَنْتُ مِنْ عِنْدِي عِشْرِينَ دِرْهَماً ،

__________________

(١) في « بر ، بف » : ـ « إلى ».

(٢) تقريب المعارف ، ص ١٩٥ ، عن الحسن بن حفيف الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٧ ، ح ١٥٠١ ؛ البحار ، ج ٥١ ، ص ٣١٠ ، ح ٢٩.

(٣) في « ف » : + « عن أحمد بن محمّد ».

(٤) هكذا في « ف ، بح ، بف » والوافي وحاشية المطبوع. وفي « ب » : « أحمد بن أبي عليّ بن عيان ». وفي « ج » : « أحمد بن أبي عليّ بن عيار ». وفي « ض » : « أحمد بن أبي عليّ عيّار ». وفي « بر » : « أحمد بن عليّ بن غياث ». وفي « بس » : « أحمد أبي عليّ بن عيان ». وفي المطبوع : [ أحمد بن ] أبي عليّ بن غياث ».

(٥) في « بر » : « أوصاني ».

(٦) في مرآة العقول : « ويمكن أن يقرأ الفعلان [ : أنفذ ، لم يبعث ] على بناء المعلوم بإرجاع الضميرين إلى أحمد ، فيكون من كلام الراوي ».

(٧) في « بر » والوافي : + « كتاب ».

(٨) في مرآة العقول : « قوله : أو كما قال ، شكٌّ من الراوي في خصوص اللفظ مع العلم بالمضمون ».

(٩) الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٧ ، ح ١٥٠٢.

(١٠) في الإرشاد والغيبة وكمال الدين : ـ « عليّ بن ».

(١١) في « بر » والغيبة : « النيشابوري ».

(١٢) في « ج ، ف ، بر » والإرشاد وكمال الدين ، ص ٥٠٩ ، والغيبة : « ينقص ».

(١٣) في « ج ، ف » : « ينقص ».

(١٤) في الإرشاد : « فلم احبّ أن انفذها ناقصة ». وفي الغيبة : « فلم احبّ أن ينقص هذا المقدار » ، كلاهما بدل

٦٧٢

وَبَعَثْتُهَا (١) إِلَى الْأَسَدِيِّ (٢) ، ولَمْ أَكْتُبْ مَا لِي فِيهَا (٣) ، فَوَرَدَ (٤) : « وَصَلَتْ (٥) خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ ، لَكَ مِنْهَا (٦) عِشْرُونَ دِرْهَماً (٧) ». (٨)

١٣٨٠ / ٢٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ (٩) قَالَ :

كَانَ يَرِدُ كِتَابُ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام فِي الْإِجْرَاءِ عَلَى الْجُنَيْدِ قَاتِلِ فَارِسَ (١٠) وأَبِي الْحَسَنِ وَآخَرَ ، فَلَمَّا مَضى أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‌السلام ورَدَ اسْتِئْنَافٌ مِنَ الصَّاحِبِ لِإِجْرَاءِ أَبِي الْحَسَنِ (١١) وَصَاحِبِهِ ، ولَمْ يَرِدْ فِي أَمْرِ الْجُنَيْدِ بِشَيْ‌ءٍ (١٢) ، قَالَ : فَاغْتَمَمْتُ لِذلِكَ (١٣) ، فَوَرَدَ نَعْيُ الْجُنَيْدِ بَعْدَ ذلِكَ. (١٤)

__________________

« فأنفت ـ إلى ـ عشرين درهماً ».

(١) في الإرشاد : « بعثت بها ». وفي الغيبة : « دفعتها ».

(٢) في كمال الدين ، ص ٥٠٩ : « إلى أبي الحسين الأسدي ».

(٣) في كمال الدين ، ص ٥٠٩ : « ولم أعرفه أمر العشرين » بدل « ولم أكتب ما لي فيها ».

(٤) في الإرشاد وكمال الدين ، ص ٥٠٩ : + « الجواب ».

(٥) في « بح » : « فوصلت ».

(٦) في « ض ، بح ، بر ، بف » وكمال الدين ، ص ٥١٩ : « فيها ».

(٧) في الغيبة : « ولم أكتب بخبر نقصانها وأنّي أتممتها من مالي ، فورد الجواب : قد وصلت الخمسمائة التي لك فيها عشرون » بدل « ولم أكتب ما لي فيها ـ إلى ـ عشرون درهماً ».

(٨) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٥ بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٤١٦ ، عن الكليني ، ح ٣٩٤. وفي كمال الدين ، ص ٤٨٥ ، ح ٥ ، بسنده عن عليّ بن محمّد الرازي ، مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، ص ٥٠٩ ، ح ٣٨ ، بسنده عن محمّد بن شاذان بن نعيم ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٨ ، ح ١٥٠٣.

(٩) ورد الخبر في الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٥ ، عن الحسن بن محمّد الأشعري. وهو سهو ظاهراً ؛ فإنّ الحسين بن محمّد هذا ، هو الحسين بن محمّد بن عامر بن عمران الأشعري ، عبّر عنه الكليني رحمه‌الله في بعض الأسناد بالحسين بن محمّد الأشعري ، وفي بعضها بالحسين بن محمّد بن عامر. راجع : رجال النجاشي ، ص ٦٦ ، الرقم ١٥٦ ؛ وص ٢١٨ ، الرقم ٥٧٠ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٣٤٩ ـ ٣٥١.

(١٠) في الإرشاد : + « بن حاتم بن ماهويه ».

(١١) في الإرشاد : « بالإجراء لأبي الحسن ».

(١٢) الباء للتعدية. وفي « بر ، بف » والإرشاد والوافي : « شي‌ء ».

(١٣) في « ض ، بر » : « بذلك ».

(١٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٥ ، عن الحسن بن محمّد الأشعري الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٨ ، ح ١٥٠٤.

٦٧٣

١٣٨١ / ٢٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ :

كَانَتْ لِي جَارِيَةٌ كُنْتُ مُعْجَباً بِهَا ، فَكَتَبْتُ أَسْتَأْمِرُ (١) فِي اسْتِيلَادِهَا (٢) ، فَوَرَدَ : « اسْتَوْلِدْهَا ، و (٣) يَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ ». فَوَطِئْتُهَا (٤) فَحَبِلَتْ (٥) ، ثُمَّ أَسْقَطَتْ فَمَاتَتْ. (٦)

١٣٨٢ / ٢٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :

كَانَ ابْنُ الْعَجَمِيِّ جَعَلَ ثُلُثَهُ لِلنَّاحِيَةِ (٧) ، وكَتَبَ بِذلِكَ ، وقَدْ كَانَ قَبْلَ إِخْرَاجِهِ الثُّلُثَ دَفَعَ مَالاً لِابْنِهِ أَبِي الْمِقْدَامِ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ أَحَدٌ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : « فَأَيْنَ الْمَالُ الَّذِي عَزَلْتَهُ لِأَبِي الْمِقْدَامِ؟ ». (٨)

١٣٨٣ / ٢٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ عِيسَى بْنِ نَصْرٍ ، قَالَ :

كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ الصَّيْمَرِيُّ يَسْأَلُ (٩) كَفَناً ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : « إِنَّكَ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ ». فَمَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ ، وبَعَثَ إِلَيْهِ بِالْكَفَنِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَيَّامٍ (١٠) (١١)

١٣٨٤ / ٢٨. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ الْهَمَذَانِيِّ (١٢) ، قَالَ :

__________________

(١) « الاستئمار » : المشاورة. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨٢ ( أمر ).

(٢) في « ف » : « إيلادها ».

(٣) في الوافي : ـ « و ».

(٤) في « ف » : « فوطئها ».

(٥) في « بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ج ، ف » : « فحملت ».

(٦) كمال الدين ، ص ٤٨٩ ، ح ١٢ ، بسنده عن محمّد بن الصالح ، مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٨ ، ح ١٥٠٥.

(٧) في « بر » : + « في الناحية ».

(٨) الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٨ ، ح ١٥٠٦.

(٩) في الوافي : « يسأله ». وفي الغيبة ، ص ٢٨١ : « يلتمس ».

(١٠) في « بس ، بف » والإرشاد والغيبة ، ص ٢٨١ : ـ « بأيّام ». وفي « بر » : « أيّام موته ». وفي كمال الدين : « بشهر ».

(١١) الغيبة للطوسي ، ص ٢٨٣ ، ح ٢٤٣ ، بسنده عن الكليني. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٦ ؛ عن عليّ بن محمّد. الغيبة للطوسي ، وفيه ، ص ٢٩٧ ، ح ٢٥٣ ، بسنده عن عليّ بن محمّد الكليني ، عن محمّد بن زياد الصيمري ، مع اختلاف يسير. وفي كمال الدين ، ص ٥٠١ ، ح ٢٦ ، مرسلاً عن عليّ بن محمّد الصيمري الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٩ ، ح ١٥٠٧.

(١٢) هكذا في « بس ». وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بف » والمطبوع والإرشاد : « الهمداني ».

٦٧٤

كَانَ (١) لِلنَّاحِيَةِ عَلَيَّ خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ (٢) ، فَضِقْتُ بِهَا ذَرْعاً (٣) ، ثُمَّ قُلْتُ (٤) فِي نَفْسِي : لِي حَوَانِيتُ اشْتَرَيْتُهَا بِخَمْسِمِائَةٍ (٥) وثَلَاثِينَ دِينَاراً قَدْ جَعَلْتُهَا لِلنَّاحِيَةِ (٦) بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ وَلَمْ أَنْطِقْ (٧) بِهَا (٨) ، فَكَتَبَ إِلى مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ (٩) : « اقْبِضِ الْحَوَانِيتَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بِالْخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ الَّتِي لَنَا عَلَيْهِ ». (١٠)

١٣٨٥ / ٢٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :

بَاعَ جَعْفَرٌ (١١) فِيمَنْ بَاعَ صَبِيَّةً جَعْفَرِيَّةً (١٢) كَانَتْ فِي الدَّارِ يُرَبُّونَهَا (١٣) ، فَبَعَثَ بَعْضَ‌

__________________

والصواب ما أثبتناه ؛ فقد ذكر الشيخ الصدوق في كمال الدين ، ص ٤٤٢ ، ح ١٦ ، محمّد بن كَشمَرد ، جعفر بن حمدان ومحمّد بن هارون بن عمران ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه‌السلام من همدان ـ بالدال المهملة ـ ، لكنّ المذكور في البحار ، ج ٥٢ ، ص ٣٠ ، ح ٢٦ ـ نقلاً عن كمال الدين : « هَمَذان » ، وهو الصواب ؛ فإنّ النجاشي ذكر في ترجمة محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن محمّد الهَمَذاني وكيل الناحية ، العزيز بن زُهير كأحد الوكلاء بهَمَذان وقال : « هو أحد بني كَشْمَرد ». وذكر الحسن بن هارون بن عمران الهَمَذاني أيضاً في جملة وكلاء الناحية بهَمَذان. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٤٤ ، الرقم ٩٢٨.

والمحتمل قويّاً أنّ محمّد بن هارون بن عمران هذا ، والحسن بن هارون بن عمران المذكور في رجال النجاشي أخوان.

(١) في « بس » : « كانت ».

(٢) في « بر » : « خمسمائة وثلاثين ديناراً ». وفي « بح » : + « ولم أنطق بها ».

(٣) « ضاق بالأمر ذَرْعاً » : شقّ عليه. والأصل : ضاق ذرعُه ، أي طاقَتُه وقوّته ، فاسند العقل إلى الشخص. مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ١٠٩١ ؛ الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١١ ( ضيق ).

(٤) في « بح » : « فقلت ».

(٥) في الإرشاد : + « دينار ».

(٦) في « ب » : + « عليّ ».

(٧) في الوافي : « ولم أنطلق ».

(٨) في الإرشاد : « بذلك ».

(٩) في « ف » والوافي : « جعفر بن محمّد ».

(١٠) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٦ ، عن عليّ بن محمّد. كمال الدين ، ص ٤٩٢ ، ح ١٧ ، بسنده عن محمّد بن هارون ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٩ ، ح ١٥٠٨.

(١١) يعني به المشهور بالكذّاب.

(١٢) « صبيّة جعفريّة » يعني من أولاد جعفر بن أبي طالب. وفي « بح » : « فيما كانت ».

(١٣) في « ب ، ج ، ض ، بح » : « يَرُبّونها ». يقال : ربّ الولدَ وربّاه ، وهما بمعنى. والأوّل مضاعف والثاني ناقص واويّ من التفعيل.

٦٧٥

الْعَلَوِيِّينَ ، وأَعْلَمَ الْمُشْتَرِيَ خَبَرَهَا (١) ، فَقَالَ الْمُشْتَرِي : قَدْ طَابَتْ نَفْسِي بِرَدِّهَا ، وأَنْ لَا أُرْزَأَ (٢) مِنْ ثَمَنِهَا شَيْئاً ، فَخُذْهَا ، فَذَهَبَ الْعَلَوِيُّ ، فَأَعْلَمَ أَهْلَ النَّاحِيَةِ الْخَبَرَ ، فَبَعَثُوا إِلَى الْمُشْتَرِي بِأَحَدٍ وأَرْبَعِينَ دِينَاراً ، وأَمَرُوهُ (٣) بِدَفْعِهَا إِلى صَاحِبِهَا. (٤)

١٣٨٦ / ٣٠. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ قَالَ :

كَانَ رَجُلٌ مِنْ نُدَمَاءِ (٥) « روز حسنى (٦) » وآخَرُ مَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ : هُوَ ذَا (٧) يَجْبِي الْأَمْوَالَ ، وَلَهُ وكَلَاءُ ، وسَمَّوْا جَمِيعَ الْوُكَلَاءِ فِي النَّوَاحِي ، وأُنْهِيَ ذلِكَ إِلى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَزِيرِ ، فَهَمَّ الْوَزِيرُ بِالْقَبْضِ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ السُّلْطَانُ : اطْلُبُوا أَيْنَ هذَا الرَّجُلُ ؛ فَإِنَّ هذَا أَمْرٌ غَلِيظٌ ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ : نَقْبِضُ (٨) عَلَى الْوُكَلَاءِ ، فَقَالَ السُّلْطَانُ : لَا ، ولكِنْ دُسُّوا (٩) لَهُمْ (١٠) قَوْماً لَايُعْرَفُونَ بِالْأَمْوَالِ (١١) ، فَمَنْ قَبَضَ مِنْهُمْ شَيْئاً قُبِضَ عَلَيْهِ.

قَالَ : فَخَرَجَ بِأَنْ يَتَقَدَّمَ إِلى جَمِيعِ الْوُكَلَاءِ أَنْ (١٢) لَايَأْخُذُوا مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً ، وأَنْ يَمْتَنِعُوا (١٣) مِنْ ذلِكَ ، ويَتَجَاهَلُوا (١٤) الْأَمْرَ.

__________________

(١) في الوافي : « بخبرها » وقال : « يعني بأنّها حرّة هاشميّة ، ليست بمملوكة ».

(٢) أي لا أنقص ، فأصل الرُّزء : النقص. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢١٨ ( رزأ ).

(٣) في البحار : « فأمروه ».

(٤) الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٩ ، ح ١٥٠٩ ؛ البحار ، ج ٥٠ ، ص ٢٣٢ ، ح ٨.

(٥) « النديم » : المنادم على الشُرب ، وجمعه : نِدام ونُدَماء. المصباح المنير ، ص ٥٩٨ ( ندم ).

(٦) في حاشية « ف » : « دورحسنى ». وفي « بر » وحاشية « ض ، بف » وحاشية المطبوع : « بدرحسنى ». وفي « بف » : « زورحسنى ». وفي « ب ، ج » : « روزحُسْنى ». وفي الوافي : « روز حسنى ، كأنّه كان والياً بالعسكر ».

(٧) في الوافي : « هو ذا ، أشار به إلى الصاحب عليه‌السلام ».

(٨) في « بس » : « يقبض ».

(٩) « دسّوا » : أمر من الدسّ ، وهو الإخفاء ودفن الشي‌ء تحت الشي‌ء. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٤٨ ( دسس ).

(١٠) في « بح » : « له ».

(١١) في الوافي : « بالأموال متعلّق بدسّوا ، يعني أرسلوا إليهم سرّاً بالأموال على أيدي من لا يعرفهم الوكلاء ».

(١٢) في « ف ، بف » : ـ « أن ».

(١٣) في « بس » : « وأن يمنعوا ».

(١٤) في « ض ، بف » : « ويتجاهل ».

٦٧٦

فَانْدَسَّ لِمُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ رَجُلٌ لَايَعْرِفُهُ وخَلَا بِهِ ، فَقَالَ : مَعِي مَالٌ أُرِيدُ أَنْ أُوصِلَهُ ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ : غَلِطْتَ ، أَنَا لَا أَعْرِفُ مِنْ هذَا شَيْئاً فَلَمْ يَزَلْ يَتَلَطَّفُهُ ، ومُحَمَّدٌ يَتَجَاهَلُ عَلَيْهِ ؛ وبَثُّوا الْجَوَاسِيسَ ، وامْتَنَعَ الْوُكَلَاءُ كُلُّهُمْ ؛ لِمَا كَانَ تَقَدَّمَ (١) إِلَيْهِمْ. (٢)

١٣٨٧ / ٣١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :

خَرَجَ نَهْيٌ عَنْ زِيَارَةِ مَقَابِرِ قُرَيْشٍ والْحَيْرِ (٣) ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَشْهُرٍ دَعَا الْوَزِيرُ الْبَاقَطَائِيَّ ، فَقَالَ لَهُ (٤) : الْقَ بَنِي الْفُرَاتِ (٥) والْبُرْسِيِّينَ ، وقُلْ لَهُمْ : لَايَزُورُوا (٦) مَقَابِرَ قُرَيْشٍ ؛ فَقَدْ أَمَرَ الْخَلِيفَةُ أَنْ يُتَفَقَّدَ كُلُّ مَنْ زَارَ (٧) ، فَيُقْبَضَ عَلَيْهِ. (٨)

١٢٦ ـ بَابُ (٩) مَا جَاءَ فِي الِاثْنَيْ عَشَرَ والنَّصِّ عَلَيْهِمْ عليهم‌السلام (١٠)

١٣٨٨ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ :

__________________

(١) في « بح » : « يقدم ».

(٢) الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٨٠ ، ح ١٥١٠ ؛ البحار ، ج ٥١ ، ص ٣١٠ ، ح ٣٠.

(٣) في « ب ، ض ، بح ، بس » : « والحيرة ». وفي « بر ، بف » وحاشية « ض ، بح » : « والحائر ». وفي الإرشاد : « والحائرعلى ساكنيها السلام » بدل « والحير ». وفي الوافي : « الحير والحائر مدفن الحسين عليه‌السلام بكربلاء ويقالان لكربلاء كلّها ».

(٤) في « بف » : ـ « له ».

(٥) في الوافي : « ولعلّ المراد ببني الفرات من كان بحواليه. وقيل : هم قوم من رهط أبي الفتح الفضل بن جعفر بن فرات من وزراء بني العبّاس مشهورين بمحبّة أهل البيت عليهم‌السلام. و « البرس » بلدة بين الكوفة والحلّة ، وكأنّهم يجعلون زيارة الحسين عليه‌السلام وزيارة مقابر قريش من علامة التشيّع والرفض ».

(٦) في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » والوافي والإرشاد : « لا تزوروا ».

(٧) في الإرشاد : « زاره ».

(٨) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٧ بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٢٨٤ ، ح ٢٤٤ ، عن الكليني الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٨١ ، ح ١٥١١.

(٩) في « ج » : ـ « باب ».

(١٠) في « ب ، ج » : « عليهم رحمة من الله وسلام ».

٦٧٧

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه‌السلام (١) ، قَالَ : « أَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام (٢) وَمَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه‌السلام وهُوَ مُتَّكِئٌ (٣) عَلى يَدِ سَلْمَانَ ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ، فَجَلَسَ (٤) ، إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ واللِّبَاسِ ، فَسَلَّمَ عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ ، فَجَلَسَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثِ مَسَائِلَ إِنْ أَخْبَرْتَنِي بِهِنَّ ، عَلِمْتُ أَنَّ الْقَوْمَ رَكِبُوا (٥) مِنْ أَمْرِكَ مَا قُضِيَ عَلَيْهِمْ (٦) ، وأَنْ (٧) لَيْسُوا بِمَأْمُونِينَ فِي دُنْيَاهُمْ وآخِرَتِهِمْ ؛ وإِنْ تَكُنِ الْأُخْرى ، عَلِمْتُ أَنَّكَ وهُمْ شَرَعٌ (٨) سَوَاءٌ ، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : سَلْنِي عَمَّا (٩) بَدَا لَكَ.

قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنِ الرَّجُلِ إِذَا نَامَ أَيْنَ تَذْهَبُ (١٠) رُوحُهُ؟ وعَنِ الرَّجُلِ كَيْفَ يَذْكُرُ وَيَنْسى؟ وعَنِ الرَّجُلِ كَيْفَ يُشْبِهُ ولَدُهُ الْأَعْمَامَ والْأَخْوَالَ؟

فَالْتَفَتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام إِلَى الْحَسَنِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، أَجِبْهُ ».

__________________

(١) ورد الخبر في عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٦٥ ، ح ٣٥ ، بسنده عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري عن‌أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما‌السلام. والظاهر إمّا زيادة « الباقر » في عنوان الإمام عليه‌السلام أو كونه محرّفاً من « الثاني » ؛ فإن أبا هاشم الجعفري من أصحاب أبي جعفر محمّد بن علي الجواد عليه‌السلام. راجع : رجال البرقي ، ص ٥٦ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٧٥ ، الرقم ٥٥٥٣ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٨١ ، الرقم ٢٧٧.

(٢) في العيون وكمال الدين : + « ذات يوم ».

(٣) في « ج ، ف » وحاشية « بر » والوافي : « متّكٍ ». أصله متّكئ ، قلبت الهمزة ياءً فحذفت. وفي كمال الدين‌والعيون : « وسلمان الفارسي رضى الله عنه وأمير المؤمنين عليه‌السلام متّكئ » بدل « وهو متّكئ ».

(٤) في العيون والغيبة : ـ « فجلس ».

(٥) في العيون والغيبة : « قد ركبوا ».

(٦) في مرآة العقول : « ما قضي عليهم ، على بناء المجهول ، أي حكم عليهم بالبطلان ، أو بأنّهم أصحاب النار بسببهم. أو على بناء المعلوم ، والضمير للموصول توسّعاً ».

(٧) في العيون وكمال الدين والعلل : « ما أقضي عليهم أنّهم ».

(٨) « شرع » : أي متساوون لا فضلَ لأحد فيه على الآخر. وهو مصدر بفتح الراء وسكونها يستوي فيه الواحدوالاثنان والجمع والمذكّر والمؤنّث. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٦١ ( شرع ).

(٩) في « بر » : « ما ».

(١٠) في « ف ، بف » والوافي : « يذهب ».

٦٧٨

قَالَ (١) : « فَأَجَابَهُ الْحَسَنُ عليه‌السلام ، فَقَالَ الرَّجُلُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، ولَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، ولَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِذلِكَ ، وأَشْهَدُ أَنَّكَ وصِيُّ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ ـ وأَشَارَ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ـ ولَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا ، وأَشْهَدُ أَنَّكَ وَصِيُّهُ والْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ (٢) ـ وأَشَارَ إِلَى الْحَسَنِ عليه‌السلام ـ وأَشْهَدُ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ وصِيُّ (٣) أَخِيهِ (٤) والْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ بَعْدَهُ (٥) ، وأَشْهَدُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ الْحُسَيْنِ بَعْدَهُ ، وأَشْهَدُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وأَشْهَدُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِأَنَّهُ (٦) الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُحَمَّدٍ (٧) ، وأَشْهَدُ عَلى مُوسى أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وأَشْهَدُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، وأَشْهَدُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيِّ بْنِ مُوسى ، وأَشْهَدُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بِأَنَّهُ (٨) الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وأَشْهَدُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بِأَنَّهُ (٩) الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَأَشْهَدُ عَلى رَجُلٍ مِنْ ولْدِ الْحَسَنِ (١٠) لَايُكَنّى ولَايُسَمّى حَتّى يَظْهَرَ أَمْرُهُ ، فَيَمْلَأَهَا (١١) عَدْلاً ، كَمَا مُلِئَتْ (١٢) جَوْراً ، والسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ.

ثُمَّ قَامَ فَمَضى (١٣) ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (١٤) : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، اتْبَعْهُ ، فَانْظُرْ أَيْنَ يَقْصِدُ ،

__________________

(١) في الغيبة : ـ « قال ».

(٢) في العيون : + « بعدك ».

(٣) في « بح ، بس » : + « أبيه و ».

(٤) في « ف ، بف » وحاشية « ج » والعلل والغيبة : « أبيه ». وفي العيون وكمال الدين : « أبيك ».

(٥) في « ف ، بر ، بس ، بف » والعلل والعيون وكمال الدين والغيبة : « بعدك ».

(٦) في « ب » والعلل والعيون وكمال الدين والغيبة : « أنّه ».

(٧) في « ج » والوافي والعلل والعيون وكمال الدين والغيبة : + « بن عليّ ». وفي « ف » : + « بعده ».

(٨) في « ب » والعلل والعيون وكمال الدين : « أنّه ».

(٩) في « بر » والعلل والعيون وكمال الدين : « أنّه ».

(١٠) في العلل : « الحسين ». وفي العيون وكمال الدين : + « بن عليّ ».

(١١) في « بس » : + « قسطاً و ». وفي كمال الدين : « فيملأ الأرض ».

(١٢) في الغيبة : + « ظلماً و ».

(١٣) في العيون : « ومضى ».

(١٤) في العلل : + « للحسن عليه‌السلام ».

٦٧٩

فَخَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما‌السلام ، فَقَالَ (١) : مَا كَانَ إِلاَّ أَنْ وضَعَ رِجْلَهُ خَارِجاً مِنَ الْمَسْجِدِ ، فَمَا دَرَيْتُ أَيْنَ أَخَذَ مِنْ أَرْضِ اللهِ ، فَرَجَعْتُ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام فَأَعْلَمْتُهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، أَتَعْرِفُهُ؟ قُلْتُ (٢) : اللهُ ورَسُولُهُ وأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ.

قَالَ (٣) : هُوَ الْخَضِرُ عليه‌السلام ». (٤)

١٣٨٩ / ٢. وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ مِثْلَهُ سَوَاءً.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى : فَقُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ (٥) ، ودِدْتُ أَنَّ هذَا الْخَبَرَ جَاءَ مِنْ غَيْرِ جِهَةِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ (٦) ، قَالَ : فَقَالَ : لَقَدْ حَدَّثَنِي قَبْلَ الْحَيْرَةِ (٧) بِعَشْرِ سِنِينَ. (٨)

١٣٩٠ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ظَرِيفٍ ؛

__________________

(١) في الغيبة : + « له ».

(٢) في « ب » والعيون وكمال الدين والغيبة : « فقلت ».

(٣) في « بر » والعلل والعيون وكمال الدين والغيبة : « فقال ».

(٤) الغيبة للطوسي ، ص ١٥٤ ، ح ١١٤ بسنده عن الكليني. وفي الغيبة للنعماني ، ص ٥٨ ، ح ٢ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٩٦ ، ح ٦ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٦٥ ، ح ٣٥ ؛ وكمال الدين ، ص ٣١٣ ، ح ١ ، بسندها عن أحمد بن محمّد البرقي ، مع زيادة. وفي تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٤٩ ، بسنده عن داود بن القاسم الجعفري ، إلى قوله : « فأجابه الحسن عليه‌السلام » ؛ وفيه ، ص ٤٤ ، مضمراً ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٩٩ ، ح ٧٥٦.

(٥) في « ف » : ـ « يا أبا جعفر ».

(٦) في مرآة العقول : « وفيه ذمّ لأحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، وكان من أفاخم المحدّثين وثقاتهم ، وله‌تصانيف كثيرة مشهورة لم يبق منها إلاّ كتاب المحاسن ». وللمزيد راجع مقدمة محاسن البرقي المطبوع بعناية السيّد جلال الدين المحدث رحمه‌الله.

(٧) قال العلاّمة الشعراني : « الأظهر أنّ المراد بها [ الحيرة ] الغيبة ، ومقصود الراوي دفع القدح فيه بأنّ احمد بن أبي عبدالله وإن كان ضعيفاً ، لكنّ الخبر متضمّن للخبر عن الغيب ؛ إذ أخبر بالغيبة قبل عشر سنين من وقوعها ». راجع : حاشية السيّد بدرالدين ، من ٢٨٠ ؛ شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٣٦٠ ؛ مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ٢٠٨.

(٨) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٠٠ ، ح ٧٥٧.

٦٨٠