الكافي - ج ٢

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٢

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-386-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٤٤

قَالَ عَنْبَسَةُ : فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَأَخْبَرْتُهُ بِذلِكَ ، فَقَالَ : « صَدَقَ جَابِرٌ ». ثُمَّ قَالَ : « لَعَلَّكُمْ تَرَوْنَ (١) أَنْ لَيْسَ كُلُّ إِمَامٍ هُوَ الْقَائِمَ بَعْدَ الْإِمَامِ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ (٢) ». (٣)

٨٠٠ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ (٤) ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ أَبِي عليه‌السلام اسْتَوْدَعَنِي مَا هُنَاكَ (٥) ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، قَالَ : ادْعُ لِي شُهُوداً ، فَدَعَوْتُ لَهُ (٦) أَرْبَعَةً مِنْ قُرَيْشٍ ، فِيهِمْ نَافِعٌ مَوْلى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، فَقَالَ : اكْتُبْ : هذَا مَا أَوْصى بِهِ يَعْقُوبُ بَنِيهِ : ( يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (٧) ، وأَوْصى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلى (٨) جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وأَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّنَهُ فِي بُرْدِهِ (٩)

__________________

(١) في مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٢٨ : « ترون ، على المعلوم أو المجهول ، أي تظنّون ».

(٢) في « ب » : « قبل ».

(٣) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٠ ، عن هشام بن سالم ، وفيه إلى قوله : « هذا والله قائم آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٨. ح ٨١٣.

(٤) لم يثبت رواية يونس بن عبدالرحمن عن عبدالأعلى. ويأتي تفصيل الخبر في الكافي ، ح ٩٨٧ ، بنفس السندعن يونس بن عبدالرحمن قال : حدّثنا حمّاد عن عبدالأعلى. وهو الظاهر ؛ فقد روى عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس [ بن عبدالرحمن ] عن حمّاد ، عن عبدالأعلى في الكافي ، ح ٤٢٣ و ٤٩٩. وروي يونس بن عبدالرحمن عن حمّاد [ بن عثمان ] عن عبدالأعلى في المحاسن ، ص ٢٧٦ ، ح ٣٩٢ ؛ والتوحيد ، ص ٤١٤ ، ح ١١.

والواسطة بين يونس بن عبدالرحمن وبين عبدالأعلى منحصرة في حمّاد [ بن عثمان ] حسب تتبّعنا ؛ فعليه الظاهر سقوط الواسطة في سندنا بين يونس بن عبدالرحمن وبين عبدالأعلى ، وهو حمّاد [ بن عثمان ].

(٥) « استَودَعني ما هناك » ، أي جعله عنده وديعة وطلب منه حفظه. يقال : استودعته وديعةً ، إذا استحفظتَه إيّاها. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٩٦ ( ودع ).

(٦) في « ف ، ه‍ ، بف » والكافي ، ح ٩٨٧ ، والإرشاد : ـ « له ».

(٧) البقرة (٢) : ١٣٢.

(٨) في الكافي ، ح ٩٨٧ : + « ابنه ».

(٩) « البُرْد » : ثوب فيه خطوط. وقيل : البُرد : معروف من بُرود العصب والوشي ، وأمّا البُرْدَة فكساء مربّع أسود

٦١

الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ الْجُمُعَةَ (١) ، وأَنْ يُعَمِّمَهُ بِعِمَامَتِهِ (٢) ، وأَنْ يُرَبِّعَ قَبْرَهُ ، ويَرْفَعَهُ (٣) أَرْبَعَ أَصَابِعَ ، وأَنْ (٤) يَحُلَّ عَنْهُ أَطْمَارَهُ (٥) عِنْدَ دَفْنِهِ (٦) ، ثُمَّ قَالَ لِلشُّهُودِ : انْصَرِفُوا رَحِمَكُمُ اللهُ.

فَقُلْتُ لَهُ (٧) ـ بَعْدَ مَا انْصَرَفُوا ـ : يَا أَبَتِ (٨) مَا كَانَ فِي هذَا (٩) بِأَنْ تُشْهِدَ عَلَيْهِ (١٠)؟

فَقَالَ : يَا بُنَيَّ (١١) كَرِهْتُ أَنْ تُغْلَبَ ، وأَنْ يُقَالَ : إِنَّهُ (١٢) لَمْ يُوصَ إِلَيْهِ (١٣) ، فَأَرَدْتُ أَنْ تَكُونَ (١٤) لَكَ الْحُجَّةُ ». (١٥)

__________________

فيه صفر تلبسه العرب. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٨٧ ( برد ).

(١) في الكافي ، ح ٩٨٧ : « الجُمع ».

(٢) في « بر » : « بعمامة ».

(٣) في « ج » : « ويرفع قبره ». وفي « بح » : « ويرفع ».

(٤) في « ه‍ » : « ثمّ » بدل « وأن ».

(٥) « الأطمار » : جمع الطِمْر ، وهو الثوب الخَلَق ، أو الكِساء البالي من غير الصوف. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٠٤ ( طمر ).

(٦) في الكافي ، ح ٩٨٧ : « ثمّ يُخلّي عنه فقال اطووه » بدل « وأن يحلّ عنه أطماره عند دفنه ».

(٧) في « ه‍ » والكافي ، ح ٩٨٧ : ـ « له ».

(٨) هكذا في « ب ». وفي المطبوع وبعض النسخ : « فقلت له : يا أبت بعد ما انصرفوا ». وفي « ه‍ » : « فقلت بعد ما انصرفوا : ما كان في هذا يا أبه أن تشهد ». وفي « بس ، بف » والوافي والإرشاد : ـ « بعد ما انصرفوا ».

(٩) في مرآة العقول : « ما كان في هذا ، « ما » نافية ، أي لم تكن لك حاجة في ذلك بأن تشهد ، أي إلى أن تشهد. أو استفهاميّة ، أي أيّ فائدة في هذا ».

(١٠) في « بح ، بس ، بف » والوافي والإرشاد : « يشهد عليه ». وفي الكافي ، ح ٩٨٧ : « ما كان في هذا يا أبت ، أن تشهد عليه » بدل « يا أبت ـ إلى ـ تشهد عليه ». وفي مرآة العقول : « تشهد ، بصيغة الخطاب المعلوم ، أو بصيغة الغائب المجهول ».

(١١) في « ف ، بح » : + « إنّي ». وفي « ه‍ » والكافي ، ح ٩٨٧ : « إنّي » بدل « يا بُنيّ ».

(١٢) في « ف » والإرشاد : ـ « إنّه ».

(١٣) في « ف » : « إليك ». وفي « ه‍ » والكافي ، ح ٩٨٧ : ـ « إليه ».

(١٤) في « ه‍ » : « يكون ».

(١٥) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما يجب على الناس عند مضيّ الإمام ، ح ٩٨٧ ، مع زيادة في أوّله وآخره. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨١ ، عن يونس بن عبد الرحمن الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٩ ، ح ٨١٤ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٩٤ ، ذيل ح ٣٣٨٤.

٦٢

٧١ ـ بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ عَلى أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام

٨٠١ / ١. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْقَلاَّءِ ، عَنِ الْفَيْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : خُذْ بِيَدِي مِنَ النَّارِ ، مَنْ لَنَا بَعْدَكَ؟ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام ـ وهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ ـ فَقَالَ : « هذَا صَاحِبُكُمْ ، فَتَمَسَّكْ (١) بِهِ ». (٢)

٨٠٢ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (٣) ، عَنْ ثُبَيْتٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَسْأَلُ اللهَ ـ الَّذِي رَزَقَ أَبَاكَ مِنْكَ (٤) هذِهِ الْمَنْزِلَةَ ـ أَنْ يَرْزُقَكَ مِنْ عَقِبِكَ (٥) قَبْلَ الْمَمَاتِ مِثْلَهَا ، فَقَالَ (٦) : « قَدْ فَعَلَ اللهُ (٧) ذلِكَ ».

قَالَ : قُلْتُ : مَنْ هُوَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَى الْعَبْدِ الصَّالِحِ وهُوَ رَاقِدٌ (٨) ، فَقَالَ : « هذَا الرَّاقِدُ » وهُوَ غُلَامٌ. (٩)

٨٠٣ / ٣. وبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْأَرَّجَانِيُّ‌

__________________

(١) في « ج ، بر » وحاشية « ض ، بح » والوافي : « فتمسّكوا ».

(٢) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٧ ، بسنده عن الفيض بن المختار الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٠ ، ح ٨١٦.

(٣) هكذا في « ب ، و، بر ، بف » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « الخزّاز ». وهو سهو ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٧٥.

(٤) في حاشية « ج » : « معك ».

(٥) « العَقِب » : مؤخّر القدم. وعَقِبُ الرجل أيضاً ولَدُه ووَلَدُ ولَدِه. الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( عقب ).

(٦) في « ب » : « قال ».

(٧) في « ف » : ـ « الله ».

(٨) « الراقد » : النائم. المصباح المنير ، ص ٢٣٤ ( رقد ).

(٩) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهم‌السلام لم يفعلوا شيئاً ... ، ح ٧٤٢ ، بسنده عن معاذ بن كثير ، مع زيادة في أوّله ، واختلاف يسير ؛ الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٧ ، عن ثبيت ، عن معاذ بن كثير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٠ ، ح ٨١٥ ؛ البحار ، ج ٤٨ ، ص ٢٧ ، ح ٤٦.

٦٣

الْفَارِسِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ (١) ، قَالَ :

سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمنِ فِي السَّنَةِ الَّتِي أُخِذَ فِيهَا أَبُو الْحَسَنِ الْمَاضِي عليه‌السلام ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ هذَا الرَّجُلَ قَدْ صَارَ فِي يَدِ هذَا ، ومَا نَدْرِي (٢) إِلى مَا يَصِيرُ؟ فَهَلْ بَلَغَكَ عَنْهُ فِي أَحَدٍ مِنْ وُلْدِهِ شَيْ‌ءٌ؟

فَقَالَ لِي : مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً يَسْأَلُنِي عَنْ (٣) هذِهِ الْمَسْأَلَةِ (٤) ؛ دَخَلْتُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه‌السلام فِي مَنْزِلِهِ ، فَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ كَذَا فِي (٥) دَارِهِ فِي مَسْجِدٍ لَهُ ، وهُوَ يَدْعُو ، وعَلى يَمِينِهِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه‌السلام يُؤَمِّنُ عَلى دُعَائِهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ (٦) ، قَدْ (٧) عَرَفْتَ انْقِطَاعِي إِلَيْكَ ، وخِدْمَتِي لَكَ ، فَمَنْ ولِيُّ النَّاسِ بَعْدَكَ؟

فَقَالَ : « إِنَّ مُوسى قَدْ لَبِسَ الدِّرْعَ وسَاوى عَلَيْهِ » (٨) فَقُلْتُ لَهُ : لَا أَحْتَاجُ بَعْدَ هذَا إِلى شَيْ‌ءٍ. (٩)

٨٠٤ / ٤. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُوسى الصَّيْقَلِ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ‌

__________________

(١) في الوافي : ـ « عن عبد الرحمن بن الحجّاج ».

(٢) في « ب ، بف » : « وما يدري ». وفي « ج ، بس » : « وما يدرى ».

(٣) في « بح » : ـ « عن ».

(٤) في « ه‍ » : + « قال ».

(٥) في الوافي والإرشاد : « من ».

(٦) في « ج ، بح ، بس » وحاشية « بر » : « جعلت فداك ».

(٧) في « ف » والوافي : ـ « قد ».

(٨) هاهنا إشكال بأنّ الجواب لا يطابق السؤال ؛ فإنّ السؤال عن النصّ على الإمام الرضا عليه‌السلام ، والجواب على النصّ‌بالإمام موسى عليه‌السلام.

اجيب بأنّ للحديث تتمّة فيها النصّ على الإمام الرضا عليه‌السلام ، لم يذكرها المصنّف ؛ لعدم تعلّق الغرض بذكره في هذا الباب المقصود فيه ذكر النصّ على الإمام موسى عليه‌السلام.

وبأنّ مراد السائل عدم احتياجه إلى التفحّص عنها ؛ لوجود العلامة عنده وهو مساواة الدِرع. واجيب بوجوه اخر. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٦١ ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٧ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٣١.

(٩) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٧ ، عن أبي عليّ الأرّجاني ، من قوله : « دخلت على جعفر بن محمّد في منزله ... » الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٦ ، ح ٨٣٠.

٦٤

عُمَرَ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَدَخَلَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ (١) عليه‌السلام ـ وهُوَ غُلَامٌ ـ فَقَالَ (٢) : « اسْتَوْصِ بِهِ (٣) ، وضَعْ أَمْرَهُ عِنْدَ مَنْ تَثِقُ بِهِ مِنْ أَصْحَابِكَ ». (٤)

٨٠٥ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي يَوْماً ، فَسَأَلَهُ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ ، فَقَالَ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِلى مَنْ نَفْزَعُ (٥) ويَفْزَعُ (٦) النَّاسُ بَعْدَكَ؟

فَقَالَ : « إِلى صَاحِبِ الثَّوْبَيْنِ الْأَصْفَرَيْنِ (٧) والْغَدِيرَتَيْنِ ـ يَعْنِي الذُّؤَابَتَيْنِ (٨) ـ وَهُوَ الطَّالِعُ عَلَيْكَ مِنْ هذَا (٩) الْبَابِ ، يَفْتَحُ الْبَابَيْنِ (١٠) بِيَدِهِ (١١) جَمِيعاً (١٢) » ، فَمَا لَبِثْنَا (١٣) أَنْ طَلَعَتْ عَلَيْنَا كَفَّانِ آخِذَةً (١٤) بِالْبَابَيْنِ ، فَفَتَحَهُمَا (١٥) ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْنَا‌

__________________

(١) في الإرشاد : + « موسى ».

(٢) في الإرشاد : + « لي أبو عبد الله ».

(٣) « اسْتَوْصِ به » ، أي اطلب العهد بتعظيمه ورعاية حاله ، وتعاهد أمره من نفسك ومن غيرك ، قاله الفيض ؛ أو اقبل وصيّتي فيه ؛ قاله المجلسي ناقلاً عن المغرب. راجع : المغرب ، ص ٤٨٧ ( وصى ).

(٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٦ ، عن موسى الصيقل الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٠ ، ح ٨١٧.

(٥) في « بف » : « تفزع ».

(٦) في « بر » : + « اليوم ».

(٧) في « بر » : + « اليوم ».

(٨) « الذؤابة » : الضفيرة ـ أي المفتولة ـ من الشعر إذا كانت مرسلة. المصباح المنير ، ص ٢١١ ( ذأب ).

(٩) في « ض ، ه‍ ، بح » : ـ « هذا ».

(١٠) في حاشية « ج ، بح ، بر » : « الباب ».

(١١) في « ج » وحاشية « ف ، بر » : « بيديه ».

(١٢) في « ب ، ه‍ ، بس ، بف » وحاشية « ج » والوافي : « جميعاً بيده ».

(١٣) في « بف » : « فما لبث ».

(١٤) في الإرشاد : « آخذتان ». وفي مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٣٢ : « آخذةً ، بصيغة الفاعل حالاً عن كلّ من الكفّين ، أويعدّهما واحداً ، أو بصيغة المصدر مفعولاً لأجله. وفي إرشاد المفيد : آخذتان ، وهو أصوب ».

(١٥) في « ه‍ » : « تفتحهما ».

٦٥

أَبُو إِبْرَاهِيمَ (١) عليه‌السلام. (٢)

٨٠٦ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لَهُ مَنْصُورُ بْنُ حَازِمٍ : بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي ، إِنَّ الْأَنْفُسَ يُغْدى عَلَيْهَا ويُرَاحُ (٣) ، فَإِذَا (٤) كَانَ ذلِكَ ، فَمَنْ؟

فَقَالَ (٥) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِذَا كَانَ ذلِكَ ، فَهُوَ صَاحِبُكُمْ » وضَرَبَ بِيَدِهِ (٦) عَلى مَنْكِبِ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام الْأَيْمَنِ ـ فِيمَا أَعْلَمُ ـ وهُوَ يَوْمَئِذٍ خُمَاسِيٌّ (٧) ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ جَالِسٌ مَعَنَا. (٨)

٨٠٧ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ (٩) بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنْ كَانَ كَوْنٌ ـ ولَا أَرَانِي اللهُ ذلِكَ (١٠) ـ فَبِمَنْ‌

__________________

(١) في الإرشاد : + « موسى عليه‌السلام وهو صبيّ وعليه ثوبان أصفران ».

(٢) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ، عن يعقوب بن جعفر الجعفري الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥١ ، ح ٨١٨.

(٣) في شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٦٢ : « أي يأتي أجلها وقت الغداة ووقت الرواح ... والظاهر أنّ الفعلين مجهولان من باب الإفعال ؛ لأنّ غدا يَغْدو غدوّاً وراح يروح رواحاً لازمان ، بخلاف أغداه وأراحه ، فإنّهما متعدّيان ، بمعنى إذهابه في هاتين الوقتين ». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٦٨ ( روح ).

(٤) في « بح » : « فإن ».

(٥) في الوافي : « قال ».

(٦) في « ه‍ » والإرشاد : ـ « بيده ».

(٧) في الإرشاد : « وهو فيما أعلم يومئذٍ خماسيّ ». و « الخُماسِيّ » : من طوله خمسة أشبار ، ولا يقال : سُداسيّ ولاسُباعيّ ولا في غير الخمسة ؛ لأنّه إذا بلغ سبعة أشبار صار رجلاً. والانثى خُماسيّة. قال المجلسي : « الخُماسيّ : من قدّه خمسة أشبار ، أو من سنّه خمس سنين ، والأوّل أشهر ». راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٦٩ ( خمس ) ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٣٣.

(٨) الغيبة للنعماني ، ص ٣٢٩ ، ح ٩ ، بسنده عن صفوان بن مهران الجمّال ، مع اختلاف يسير ؛ الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٨ ، عن ابن أبي نجران ، عن منصور بن حازم الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥١ ، ح ٨٢٠.

(٩) في الكافي ، ح ٧٥٨ : ـ « بن محمّد ».

(١٠) في الكافي ، ص ٧٥٨ : ـ « ذلك ».

٦٦

أَئْتَمُّ (١)؟ قَالَ (٢) : فَأَوْمَأَ إِلَى ابْنِهِ مُوسى.

قُلْتُ (٣) : فَإِنْ حَدَثَ بِمُوسى حَدَثٌ ، فَبِمَنْ أَئْتَمُّ؟ قَالَ : « بِوَلَدِهِ ».

قُلْتُ : فَإِنْ حَدَثَ بِوَلَدِهِ حَدَثٌ ، وتَرَكَ أَخاً كَبِيراً وابْناً صَغِيراً ، فَبِمَنْ أَئْتَمُّ؟ قَالَ : « بِوَلَدِهِ » ، ثُمَّ قَالَ (٤) : « هكَذَا (٥) أَبَداً (٦) ».

قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَعْرِفْهُ ولَا أَعْرِفْ (٧) مَوْضِعَهُ؟ قَالَ : « تَقُولُ : اللهُمَّ ، إِنِّي أَتَوَلّى (٨) مَنْ بَقِيَ مِنْ حُجَجِكَ مِنْ ولْدِ الْإِمَامِ الْمَاضِي ؛ فَإِنَّ ذلِكَ يُجْزِيكَ إِنْ شَاءَ اللهُ ». (٩)

٨٠٨ / ٨. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْقَلاَّءِ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَبَا الْحَسَنِ عليهما‌السلام وهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ ، فَقَالَ : « هذَا الْمَوْلُودُ الَّذِي لَمْ يُولَدْ فِينَا مَوْلُودٌ أَعْظَمُ بَرَكَةً عَلى شِيعَتِنَا مِنْهُ » ثُمَّ قَالَ لِي (١٠) : « لَا تَجْفُوا (١١)

__________________

(١) « أئتمُّ » ، أي أقتدي. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٤ : ( أمم ).

(٢) في الكافي ، ح ٧٥٨ : ـ « قال ».

(٣) في الكافي ، ح ٧٥٨ : « قال : قلت ».

(٤) في « ب ، ف ، ه‍ ، بر » والإرشاد : ـ « قال ».

(٥) في « بر » : « كذا ».

(٦) في الكافي ، ح ٧٥٨ : « ثمّ واحداً فواحداً. وفي نسخة الصفواني : ثمّ هكذا أبداً » بدل « ثمّ قال هكذا أبداً ».

(٧) مجزوم بـ « إن » الشرطيّة. وفي « ج ، ض ، بح ، بر ، بس » : « ولم أعرف ».

(٨) « أتولّى » ، أي أتّخذه وليّاً. يقال : تولاّه ، أي اتّخذه وليّاً. والمراد : أعتقد إمامته وولايته. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٦١ ( ولى ) ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٣٤.

(٩) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ثبات الإمامة في الأعقاب ... ، ح ٧٥٨ ، إلى قوله : « هكذا أبداً ». وفي كمال الدين ، ص ٣٤٩ ، ح ٤٣ ؛ وص ٤١٥ ، ح ٧ ، بسندهما عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، مع اختلاف يسير. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٨ ، عن ابن أبي نجران إلى قوله : « هكذا أبداً ». راجع : عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٢ ، ح ٦ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٢ ، ح ٨٢١ ؛ البحار ، ج ٢٥ ، ص ٢٥٣ ، ح ١١.

(١٠) في « ب » والوافي : ـ « لي ».

(١١) في « ف » : « لا تجفّوا » بتشديد الفاء. وفي حاشية « ف » : « لا تجف ». وقال المازندراني : « وقيل : لا تجفّوه ـ بتشديد الفاء ـ بمعنى لا تذهبوا به ، أي لا تخبروه بذلك فتجفّوه وتذهبوا به ». وقال المجلسي : « وعلى بعض الوجوه يمكن أن يقرأ من باب الإفعال من أجفاه ، إذا أتعبه ». راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٢٨٠ ( جفا ).

٦٧

إِسْمَاعِيلَ ». (١)

٨٠٩ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وأَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ :

عَنْ فَيْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي أَمْرِ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام حَتّى قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « هُوَ صَاحِبُكَ الَّذِي سَأَلْتَ عَنْهُ ، فَقُمْ إِلَيْهِ ، فَأَقِرَّ لَهُ بِحَقِّهِ ». فَقُمْتُ حَتّى قَبَّلْتُ رَأْسَهُ ويَدَهُ ، ودَعَوْتُ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ لَهُ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَمَا إِنَّهُ لَمْ يُؤْذَنْ لَنَا فِي أَوَّلَ مِنْكَ (٢) ».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأُخْبِرُ بِهِ أَحَداً؟ فَقَالَ (٣) : « نَعَمْ ، أَهْلَكَ وو لْدَكَ (٤) ». وكَانَ مَعِي أَهْلِي وو لْدِي ورُفَقَائِي ، وكَانَ يُونُسُ بْنُ ظَبْيَانَ مِنْ رُفَقَائِي ؛ فَلَمَّا أَخْبَرْتُهُمْ ، حَمِدُوا اللهَ عَزَّ وجَلَّ.

وَقَالَ يُونُسُ : لَاوَ اللهِ حَتّى أَسْمَعَ ذلِكَ مِنْهُ ، وكَانَتْ بِهِ عَجَلَةٌ ، فَخَرَجَ فَأتْبَعْتُهُ (٥) ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى الْبَابِ ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ لَهُ (٦) ـ وقَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ ـ : « يَا يُونُسُ ، الْأَمْرُ كَمَا قَالَ لَكَ فَيْضٌ ». قَالَ : فَقَالَ : سَمِعْتُ وأَطَعْتُ ، فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « خُذْهُ (٧) إِلَيْكَ يَا فَيْضُ ». (٨)

__________________

(١) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٥ ، ح ٨٢٦.

(٢) في الوافي : « يعني لم يؤذن لنا في شأن أحد قبلك أن نخبره بذلك ، فأنت أوّل من أخبرناه بإمامته ».

(٣) في « ف ، بف » : « قال ».

(٤) في البصائر والغيبة : + « ورفقائك ».

(٥) هكذا في ظاهر « ألف ، ب ، ج ، ض ، ه‍ ، و، بح ، بس ، بف ». وفي « بر » : « فاتّبعته ». وفي الإتباع معنى زائد على‌المشي خَلفَه ، وهو اللحوق ، وهو المراد هنا ؛ فاخترنا الإفعال على الافتعال.

(٦) في « بر » والبصائر والغيبة : ـ « له ».

(٧) في « ف ، بح » : « خُذ ».

(٨) بصائر الدرجات ، ص ٣٣٦ ، ح ١١ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، مع اختلاف يسير. الغيبة للنعماني ، ص ٣٢٤ ، ح ٢ ، بسنده عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبي نجيح المسمعي ، عن الفيض بن المختار ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٢ ، ح ٨٢٢.

٦٨

٨١٠ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ فُضَيْلٍ ، عَنْ طَاهِرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (١) ، قَالَ : كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَلُومُ عَبْدَ اللهِ (٢) ويُعَاتِبُهُ (٣) ويَعِظُهُ ، وَيَقُولُ : « مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ أَخِيكَ ، فَوَ اللهِ ، إِنِّي لَأَعْرِفُ النُّورَ فِي وجْهِهِ؟ ».

فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : لِمَ؟ أَلَيْسَ أَبِي وأَبُوهُ واحِداً ، وأُمِّي وأُمُّهُ واحِدَةً (٤)؟

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّهُ مِنْ نَفْسِي وأَنْتَ ابْنِي ». (٥)

٨١١ / ١١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وهُوَ واقِفٌ عَلى رَأْسِ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام وهُوَ فِي الْمَهْدِ ، فَجَعَلَ يُسَارُّهُ (٦) طَوِيلاً ، فَجَلَسْتُ حَتّى فَرَغَ ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لِي (٧) : « ادْنُ مِنْ مَوْلَاكَ ، فَسَلِّمْ (٨) » ، فَدَنَوْتُ (٩) ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ (١٠) بِلِسَانٍ (١١) فَصِيحٍ ، ثُمَّ قَالَ‌

__________________

(١) في الوافي : ـ « عن أبي عبد الله عليه‌السلام ». وحكاه أيضاً المازندراني في شرحه قال : « وفي أكثر النسخ لم يوجدقوله : عن أبي عبد الله عليه‌السلام ».

(٢) « يَلُومُ عبدَ الله » ، أي عَذَلَه وعَنَّفَهُ. يقال : لامَه يلُومُه لَوْماً ، إذا عذله وعنّفه. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٧٨ ( لوم ).

(٣) في شرح المازندراني : « العتاب هو التوبيخ على الذنب البالغ إلى حدّ المَوْجِدَة والغضب ، فهو أشدّ من اللوم وأخصّ منه ». وراجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٧٥ ( عتب ).

(٤) في الإرشاد : « وأصلي وأصله واحداً » بدل « وامّي وامّه واحدة ». وفي مرآة العقول : « قوله : وامّي وامّه واحدة ، فيه : أنّه لم تكن امّهما واحدة ، فيحتمل أن يكون المراد بها الامّ العليا فاطمة عليها‌السلام ؛ فإنّ الانتساب إليها سبب الإمامة. وفي ربيع الشيعة وإعلام الورى وإرشاد المفيد : وأصلي وأصله واحداً ، وهو أظهر ».

(٥) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٨ ، عن الفضل ، عن طاهر بن محمّد ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٥ ، ح ٨٢٧.

(٦) « فجعل يسارّه » ، أي فشرع يناجيه ويتكلّم معه سرّاً. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٨٤ ( سرر ).

(٧) في الوسائل : ـ « لي ».

(٨) في حاشية « ج ، ض ، بر » والإرشاد : + « عليه ».

(٩) في « بح » والوسائل : + « منه ».

(١٠) في « ه‍ » والإرشاد : ـ « السلام ».

(١١) في الوسائل : « فسلّمت فردّ عليّ بكلام » بدل « فسلّمت ـ إلى ـ بلسان ».

٦٩

لِيَ : « اذْهَبْ ، فَغَيِّرِ اسْمَ ابْنَتِكَ الَّتِي سَمَّيْتَهَا أَمْسِ ؛ فَإِنَّهُ اسْمٌ يُبْغِضُهُ اللهُ » ، وكَانَ (١) ولِدَتْ لِيَ ابْنَةٌ سَمَّيْتُهَا (٢) بِالْحُمَيْرَاءِ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « انْتَهِ إِلى أَمْرِهِ ؛ تُرْشَدْ (٣) » ، فَغَيَّرْتُ اسْمَهَا. (٤)

٨١٢ / ١٢. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :

دَعَا أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام أَبَا الْحَسَنِ عليه‌السلام يَوْماً ونَحْنُ عِنْدَهُ ، فَقَالَ لَنَا : « عَلَيْكُمْ (٥) بِهذَا (٦) ؛ فَهُوَ وَاللهِ صَاحِبُكُمْ بَعْدِي ». (٧)

٨١٣ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلٍ أَوْ غَيْرِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِيٍّ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ النَّحْوِيِّ ، قَالَ :

بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ، فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ (٨) وهُوَ جَالِسٌ عَلى كُرْسِيٍّ ، وبَيْنَ يَدَيْهِ شَمْعَةٌ ، وفِي يَدِهِ كِتَابٌ ، قَالَ : فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، رَمى بِالْكِتَابِ إِلَيَّ وهُوَ يَبْكِي ، فَقَالَ لِي : هذَا كِتَابُ مُحَمَّدِ (٩) بْنِ سُلَيْمَانَ يُخْبِرُنَا أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَدْ مَاتَ ، فَإِنَّا لِلّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ـ ثَلَاثاً ـ وأَيْنَ مِثْلُ جَعْفَرٍ؟

ثُمَّ قَالَ لِيَ : اكْتُبْ ، قَالَ (١٠) : فَكَتَبْتُ صَدْرَ الْكِتَابِ ، ثُمَّ قَالَ : اكْتُبْ : إِنْ كَانَ أَوْصى إِلى رَجُلٍ واحِدٍ بِعَيْنِهِ ، فَقَدِّمْهُ واضْرِبْ (١١) عُنُقَهُ ، قَالَ : فَرَجَعَ إِلَيْهِ الْجَوَابُ ، أَنَّهُ قَدْ أَوْصى‌

__________________

(١) في الإرشاد والوسائل : « وكانت ».

(٢) في الإرشاد والوسائل : « فسمّيتها ».

(٣) « ترشد » ، من الرُشد بمعنى الصلاح وهو إصابة الحقّ. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٢٧ ( رشد ).

(٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ، عن محمّد بن سنان الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٤ ، ح ٨٢٤ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٨٩ ، ح ٢٧٣٧٦.

(٥) في مرآة العقول : « وعليكم ».

(٦) في « ه‍ » والإرشاد : + « بعدي ».

(٧) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ، عن ابن مسكان الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥١ ، ح ٨١٩.

(٨) في « ج ، ض ، ف ، ه‍ ، بح » : « إليه ».

(٩) في « ه‍ » : « جعفر ».

(١٠) في « ب » والغيبة : ـ « قال ».

(١١) في « ج ، ض ، ه‍ ، بح ، بر ، بس ، بف » : « فاضرب ».

٧٠

إِلى خَمْسَةٍ (١) ، واحِدُهُمْ (٢) أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ ، ومُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وعَبْدُ اللهِ ، وَمُوسى ، وحَمِيدَةُ (٣) (٤)

٨١٤ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ : عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ بِنَحْوٍ مِنْ هذَا ، إِلاَّ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ أَوْصى إِلى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ ، وعَبْدِ اللهِ ، ومُوسى ، ومُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ومَوْلًى لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ :

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : لَيْسَ إِلى قَتْلِ هؤُلَاءِ سَبِيلٌ. (٥)

٨١٥ / ١٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ صَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ ، فَقَالَ : « إِنَّ صَاحِبَ هذَا الْأَمْرِ لَايَلْهُو (٦) وَلَايَلْعَبُ » وأَقْبَلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى وهُوَ صَغِيرٌ ، ومَعَهُ عَنَاقٌ (٧) مَكِّيَّةٌ وهُوَ يَقُولُ لَهَا : « اسْجُدِي لِرَبِّكَ » فَأَخَذَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، وضَمَّهُ إِلَيْهِ ، وقَالَ : « بِأَبِي (٨) وأُمِّي مَنْ لَايَلْهُو‌

__________________

(١) في « ب ، ج » وحاشية « ض ، بر » وشرح المازندراني : + « نفر ».

(٢) في « ب ، ض ، ف ، بر ، بف » والوافي : « أحدهم ». وفي مرآة العقول : « واحدهم ، الواو للعطف ، أو على وزن فاعل ».

(٣) في « و، بح ، بر » : « حُميدة ». وفي مرآة العقول : « وحميدة ، على التصغير ، أو التكبير على فعيلة ، اسم امّ موسى عليه‌السلام ».

(٤) الغيبة للطوسي ، ص ١٩٧ ، ح ١٦٢ ، مرسلاً عن أبي أيّوب الخوزي ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥ ، ح ٨٢٨.

(٥) راجع : الغيبة للطوسي ، ص ١٩٧ ، ح ١٦٢ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٦ ، ح ٨٢٩.

(٦) « اللَهْوُ » : اللَعِبُ ، يقال : لَهَوْت بالشي ألْهُو لَهْواً ، تلهّيت به ، إذا لعبتَ به وتشاغلتَ وغفلتَ به عن غيره ، والحاصل أنّه لا يلهو ، أي لا يغفل عن ذكر الله تعالى بالاشتغال لغيره ، ولا يفعل ما يضرّه في الآخرة ولا فائدة فيه لا في صغره ولا في كبره. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٨٢ ( لهو ).

(٧) « العَناقُ » : هي الانثى من أولاد المَعْز ما لم يتمّ له سنة. النهاية ، ج ٣ ، ص ٣١١ ( عنق ).

(٨) في « ج » : + « أنت ».

٧١

وَلَايَلْعَبُ ». (١)

٨١٦ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ الرُّمَّانِيُّ ، عَنْ فَيْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ :

إِنِّي لَعِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام إِذْ (٢) أَقْبَلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام ـ وهُوَ غُلَامٌ ـ فَالْتَزَمْتُهُ وَقَبَّلْتُهُ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَنْتُمُ السَّفِينَةُ ، وهذَا مَلاَّحُهَا » قَالَ : فَحَجَجْتُ مِنْ قَابِلٍ ، وَمَعِي أَلْفَا دِينَارٍ ، فَبَعَثْتُ بِأَلْفٍ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، وأَلْفٍ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « يَا فَيْضُ ، عَدَلْتَهُ بِي (٣)؟ » قُلْتُ : إِنَّمَا فَعَلْتُ (٤) ذلِكَ لِقَوْلِكَ ، فَقَالَ : « أَمَا واللهِ مَا أَنَا فَعَلْتُ ذلِكَ ، بَلِ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ فَعَلَهُ بِهِ ». (٥)

٧٢ ـ بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ عَلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام

٨١٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ الصَّحَّافِ ، قَالَ :

كُنْتُ أَنَا وهِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ وعَلِيُّ بْنُ يَقْطِينٍ بِبَغْدَادَ ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ يَقْطِينٍ : كُنْتُ عِنْدَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ جَالِساً ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُهُ عَلِيٌّ ، فَقَالَ لِي : « يَا عَلِيَّ بْنَ يَقْطِينٍ ، هذَا عَلِيٌّ سَيِّدُ ولْدِي ، أَمَا إِنِّي قَدْ نَحَلْتُهُ كُنْيَتِي (٦) ».

__________________

(١) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ، عن الوشّاء ، مع اختلاف يسير. وفي الغيبة للنعماني ، ص ٣٢٧ ، ح ٦ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ٥٢ ، ح ٤١ ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٤ ، ح ٨٢٥.

(٢) في « ب ، ف » : « إذا ».

(٣) « عَدَلتَه بي » ، أي جعلته مِثلي. يقال : عدلتُ هذا بهذا عَدْلاً من باب ضرب ، إذا جعلته مثله قائماً مقامه. وهذا استفهام على سبيل المدح والتقرير. راجع : المصباح المنير ، ص ٣٩٦ ( عدل ) ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٤٠.

(٤) في « بح » : ـ « إنّما فعلت ».

(٥) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٣ ، ح ٨٢٣.

(٦) في البصائر ، ح ٩ : « كتبي ». « وقد نَحَلْتُهُ كنيتي » ، أي أعطيتها إيّاه ، يقال : نَحَلَهُ يَنْحَلُهُ نُحْلاً ، أي أعطاه شيئاً من غير عوض بطيب نفس. راجع : المصباح المنير ، ص ٥٩٥ ( نحل ).

٧٢

فَضَرَبَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ بِرَاحَتِهِ جَبْهَتَهُ ، ثُمَّ قَالَ : ويْحَكَ (١) ، كَيْفَ قُلْتَ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ يَقْطِينٍ : سَمِعْتُ ـ واللهِ ـ مِنْهُ كَمَا قُلْتُ ، فَقَالَ هِشَامٌ : أَخْبَرَكَ أَنَّ الْأَمْرَ فِيهِ مِنْ بَعْدِهِ. (٢)

أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ الصَّحَّافِ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ ـ وفِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ : قَالَ : كُنْتُ أَنَا ـ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.

٨١٨ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (٣) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُكَيْمٍ ، عَنْ نُعَيْمٍ الْقَابُوسِيِّ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (٤) عليه‌السلام أَنَّهُ قَالَ : « إِنَّ ابْنِي عَلِيّاً (٥) أَكْبَرُ ولْدِي ، وأَبَرُّهُمْ (٦) عِنْدِي (٧) ، وَأَحَبُّهُمْ إِلَيَّ ، وهُوَ يَنْظُرُ مَعِي فِي الْجَفْرِ ، ولَمْ يَنْظُرْ فِيهِ (٨) إِلاَّ نَبِيٌّ أَوْ وصِيُّ نَبِيٍّ ». (٩)

٨١٩ / ٣. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وإِسْمَاعِيلَ بْنِ‌

__________________

(١) قال ابن الأثير : « وَيْحَ : كلمة ترحّم وتوجّع ، يقال لمن وقع في هَلَكَة لا يستحقّها. وقد يقال بمعنى المدح‌والتعجّب ». النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٣٥ ( ويح ).

(٢) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٤٩ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٥ ، ح ١١ عن الكليني. كفاية الأثر ، ص ٢٧١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ؛ بصائر الدرجات ، ص ١٦٤ ، ح ٩ ، بسنده عن الحسن بن محبوب إلى قوله : « قد نحلته كنيتي » ؛ عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢١ ، ح ٣ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ؛ وفي بصائر الدرجات ، ص ١٦٤ ، ح ٧ ، بسنده عن الحسين بن نعيم الصحّاف ، مع اختلاف ؛ وفي عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢١ ، ح ٢ ، بسنده عن عليّ بن يقطين ، مع اختلاف الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٦١ ، ح ٨٤٢.

(٣) في الإرشاد والغيبة : + « بن عيسى ».

(٤) في الإرشاد والغيبة : + « موسى ».

(٥) في « ج ، ه‍ ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول : « عليّ ».

(٦) في حاشية « ف » والإرشاد والغيبة : « وآثرهم ».

(٧) في مرآة العقول : « بي ».

(٨) في « ب » : « إليه ».

(٩) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٤٩ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٦ ، ح ١٢ عن الكليني. وفي بصائر الدرجات ، ص ١٥٨ ، ح ٢٤ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣١ ، ح ٢٧ ، بسندهما عن نعيم بن قابوس ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٦٠ ، ح ٨٤٠.

٧٣

عَبَّادٍ (١) الْقَصْرِيِّ جَمِيعاً ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي قَدْ كَبِرَ (٢) سِنِّي ، فَخُذْ بِيَدِي مِنَ النَّارِ (٣)

قَالَ : فَأَشَارَ إِلَى ابْنِهِ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، فَقَالَ : « هذَا صَاحِبُكُمْ مِنْ بَعْدِي ». (٤)

٨٢٠ / ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْحَسَنِ (٥) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (٦) بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليه‌السلام : أَلَاتَدُلُّنِي إِلى (٧) مَنْ آخُذُ عَنْهُ دِينِي؟

فَقَالَ : « هذَا ابْنِي عَلِيٌّ ؛ إِنَّ أَبِي أَخَذَ بِيَدِي ، فَأَدْخَلَنِي إِلى قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ قَالَ : ( إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) (٨) وإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِذَا قَالَ قَوْلاً ، وفى بِهِ ». (٩)

٨٢١ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ اللُّؤْلُؤِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، قَالَ :

__________________

(١) في الإرشاد : « غياث » والمذكور في رجال البرقي ، ص ٥٤ ، ورجال الطوسي ، ص ٣٥٢ ، الرقم ٥٢٠٧ ، هو إسماعيل بن عباد القصري.

(٢) في الوافي وكفاية الأثر والإرشاد : « قد كبرت ».

(٣) في الإرشاد والغيبة : « فخذ بيدي وأنقذني من النار ، من صاحبنا بعدك؟ ».

(٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٤٨ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٤ ، ح ٩ ، عن الكليني. وفي عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٣ ، ح ٧ ؛ وكفاية الأثر ، ص ٢٧٢ ، بسندهما عن محمّد بن سنان ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٨ ، ح ٨٣٢.

(٥) في « ف » : « الحسين ». والرجل مجهول لم نعرفه.

(٦) في « ب » : ـ « بن إسحاق ». ومحمّد هذا ، هو محمّد بن إسحاق بن عمّار الصيرفي ، روى عنه ابن أبي عمير في بعض الأسناد ، راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٦١ ، الرقم ٩٦٨ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٣٣٧ ـ ٣٣٨. فيحتمل في نسخة « ب » وقوع السقط أو نسبته إلى الجدّ على بُعدٍ.

(٧) في « ب ، ج » وحاشية « ف ، بر » والإرشاد والغيبة : « على ».

(٨) البقرة (٢) : ٣٠.

(٩) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٤٨ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٤ ، ح ١٠ ، عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٦٠ ، ح ٨٤١.

٧٤

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام : إِنِّي قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي ، ودَقَّ عَظْمِي ، وإِنِّي سَأَلْتُ أَبَاكَ عليه‌السلام ، فَأَخْبَرَنِي بِكَ ، فَأَخْبِرْنِي مَنْ بَعْدَكَ (١)؟

فَقَالَ : « هذَا أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا ». (٢)

٨٢٢ / ٦. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مَرْوَانَ الْقَنْدِيِّ ـ وكَانَ مِنَ الْوَاقِفَةِ ـ قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام وعِنْدَهُ ابْنُهُ (٣) أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام ، فَقَالَ لِي (٤) : « يَا زِيَادُ ، هذَا ابْنِي فُلَانٌ ، كِتَابُهُ كِتَابِي (٥) ، وكَلَامُهُ كَلَامِي ، ورَسُولُهُ رَسُولِي ، ومَا قَالَ فَالْقَوْلُ قَوْلُهُ ». (٦)

٨٢٣ / ٧. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ (٧) ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْمَخْزُومِيُّ ـ وكَانَتْ أُمُّهُ مِنْ ولْدِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام ـ قَالَ :

بَعَثَ إِلَيْنَا أَبُو الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام ، فَجَمَعَنَا ، ثُمَّ قَالَ لَنَا : « أَتَدْرُونَ لِمَ دَعَوْتُكُمْ (٨)؟ » فَقُلْنَا : لَا ، فَقَالَ : « اشْهَدُوا أَنَّ ابْنِي هذَا وصِيِّي ، والْقَيِّمُ بِأَمْرِي ، وخَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي ، مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدِي دَيْنٌ ، فَلْيَأْخُذْهُ مِنِ ابْنِي هذَا ؛ ومَنْ كَانَتْ لَهُ عِنْدِي عِدَةٌ ، فَلْيُنْجِزْهَا (٩)

__________________

(١) في « ض ، بر ، بف » والوافي : ـ « من بعدك ».

(٢) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٨ ، ح ٨٣١.

(٣) في « بس » : ـ « ابنه ».

(٤) في « ف » : ـ « لي ».

(٥) في الغيبة : « هذا ابني عليّ ، إنّ كتابه كتابي ».

(٦) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥٠ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٧ ، ح ١٤ ، عن الكليني. عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣١ ، ح ٢٥ ، بسنده عن زياد بن مروان القندي الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٩ ، ح ٨٣٦.

(٧) في الغيبة : « الفضل ». وهو سهو ، والمتكرّر في الأسناد رواية محمّد بن عليّ عن محمّد بن الفضيل. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٦ ، ص ٤٤٩.

(٨) في العيون والإرشاد والغيبة : « جمعتكم ».

(٩) في « ج » وحاشية « ض » والوافي والإرشاد والغيبة : « فليتنجّزها ». وفي العيون : « فليستنجزها ». و « إنجازُالوَعْد » : قضاؤُه والوفاء به والتعجيل فيه. قرأ المازندراني والمجلسي : فليتنجّزها ، حيث قالا : تنجّز الوعدَ واستنجزه : طلب إنجازه والوفاء به. راجع : المصباح المنير ، ص ٥٩٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٢٤ ( نجز ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٦٨ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٤٤.

٧٥

مِنْهُ ؛ ومَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ لِقَائِي ، فَلَا يَلْقَنِي إِلاَّ بِكِتَابِهِ ». (١)

٨٢٤ / ٨. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وعَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ جَمِيعاً ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ :

خَرَجَتْ (٢) إِلَيْنَا أَلْوَاحٌ مِنْ (٣) أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام وهُوَ فِي الْحَبْسِ : « عَهْدِي إِلى أَكْبَرِ ولْدِي (٤) أَنْ يَفْعَلَ كَذَا ، وأَنْ يَفْعَلَ كَذَا ، وفُلَانٌ لَاتُنِلْهُ شَيْئاً حَتّى أَلْقَاكَ ، أَوْ يَقْضِيَ اللهُ عَلَيَّ الْمَوْتَ ». (٥)

٨٢٥ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ :

خَرَجَ إِلَيْنَا مِنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام بِالْبَصْرَةِ أَلْوَاحٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا بِالْعَرْضِ (٦) : « عَهْدِي إِلى أَكْبَرِ ولْدِي (٧) : يُعْطى فُلَانٌ كَذَا ، وفُلَانٌ كَذَا ، وفُلَانٌ كَذَا (٨) ، وفُلَانٌ لَايُعْطى حَتّى أَجِي‌ءَ ، أَوْ يَقْضِيَ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ عَلَيَّ الْمَوْتَ (٩) ؛ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ». (١٠)

٨٢٦ / ١٠. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ مُحْرِزٍ (١١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ :

__________________

(١) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥٠ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٧ ، ح ١٥ ، عن الكليني. عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٧ ، ح ١٤ ، بسنده عن محمّد بن الفضيل ، عن عبد الله بن الحرث الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٩ ، ح ٨٣٧.

(٢) في شرح المازندراني : « خرج ».

(٣) في « بر » والوافي : « عن ».

(٤) في « ج ، ض ، بح ، بس » وحاشية « بر » : « أولادي ».

(٥) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥٠ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٦ ، ح ١٣ ، عن الكليني. عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣٠ ، ح ٢٣ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، إلى قوله : « أكبر ولدي » الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٦٠ ، ح ٨٣٨.

(٦) في مرآة العقول : « ويحتمل على بُعد أن يكون بالتحريك ، أي كتب الكتاب ظاهراً لأمر آخر وكتب فيها هذابالعَرَض تقيّةً ».

(٧) في « ج » : « أولادي ».

(٨) في الوافي : ـ « وفلان كذا ».

(٩) في « ب » : « بالموت ».

(١٠) عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣٠ ، ح ٢٤ بسنده عن الحسين بن المختار إلى قوله : « إلى أكبر ولدي » ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٦٠ ، ح ٨٣٩.

(١١) في « ألف » : « ابن أبي محرز ». وفي « ب » : « أيمن محرز ». وفي « بح » : « ابن محرر ».

٧٦

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ مِنَ الْحَبْسِ : « أَنَّ فُلَاناً ابْنِي سَيِّدُ ولْدِي ، وقَدْ نَحَلْتُهُ كُنْيَتِي (١) ». (٢)

٨٢٧ / ١١. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْخَزَّازِ (٣) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام : إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَحْدُثَ حَدَثٌ ولَا أَلْقَاكَ ، فَأَخْبِرْنِي مَنِ (٤) الْإِمَامُ (٥) بَعْدَكَ؟

فَقَالَ : « ابْنِي فُلَانٌ » يَعْنِي (٦) أَبَا الْحَسَنِ عليه‌السلام. (٧)

٨٢٨ / ١٢. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ ، عَنْ نَصْرِ (٨) بْنِ قَابُوسَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام : إِنِّي سَأَلْتُ أَبَاكَ عليه‌السلام : مَنِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ (٩) بَعْدِكَ؟ فَأَخْبَرَنِي‌

__________________

وروى الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ١٦٤ ، ح ٨ ، مضمون الخبر بسنده عن أنس بن محرز ، لكن في بعض نسخه المعتبرة : « أيمن بن محرز » وهو الظاهر ، فإنّه المذكور في كتب الرجال. راجع : رجال البرقي ، ص ٤٩ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٦٦ ، الرقم ١٩٢٠ ، وص ٣٣١ ، الرقم ٤٩٣٠.

وأمّا أنس بن محرز فلم نجد له ذكراً.

(١) في البصائر : « كتبي ».

(٢) بصائر الدرجات ، ص ١٦٤ ، ح ٨ ، بسنده عن أنس بن محرز عن عليّ بن يقطين ؛ عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٢ ، ح ٤ ، بسنده عن عليّ بن يقطين ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٦١ ، ح ٨٤٣.

(٣) في « ب ، و، بس » والوافي : « الخرّاز ». والرجل مجهول لم نعرفه.

(٤) في الغيبة : « عن ».

(٥) في الوافي : + « العدل ».

(٦) في مرآة العقول : « يعني ، كلام الراوي ، أو راوي الراوي. والأخير أظهر ؛ إذ الظاهر أنّ الكناية من الراوي ».

(٧) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٨ ، ح ١٦ ، عن الكليني. عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٣ ، ح ٨ ، بسنده عن أبي عليّ الخزّاز ، عن داود الرقّي الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٨ ، ح ٨٣٣.

(٨) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، ف ، و، بح ، بر ، بف ». وفي « ج ، بس » : « نضر ». وفي المطبوع : « النصر ».

ونصر هذا ، هو نصر بن قابوس اللَّخْمي. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤٢٧ ، الرقم ١١٤٦ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣١٤ ، الرقم ٤٦٧٥.

(٩) في « ف ، بف » والعيون والغيبة للطوسي : ـ « من ».

٧٧

أَنَّكَ أَنْتَ هُوَ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، ذَهَبَ النَّاسُ يَمِيناً وشِمَالاً ، وقُلْتُ فِيكَ (١) أَنَا وَأَصْحَابِي ؛ فَأَخْبِرْنِي مَنِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ (٢) بَعْدِكَ مِنْ ولْدِكَ؟

فَقَالَ : « ابْنِي فُلَانٌ ». (٣)

٨٢٩ / ١٣. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ الْأَشْعَثِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِيٍّ ، قَالَ :

جِئْتُ إِلى أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام بِمَالٍ ، فَأَخَذَ بَعْضَهُ ، وتَرَكَ بَعْضَهُ ، فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، لِأَيِّ شَيْ‌ءٍ تَرَكْتَهُ عِنْدِي؟ قَالَ : « إِنَّ صَاحِبَ هذَا الْأَمْرِ يَطْلُبُهُ مِنْكَ ». فَلَمَّا (٤) جَاءَنَا (٥) نَعْيُهُ (٦) ، بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ (٧) عليه‌السلام ابْنُهُ (٨) ، فَسَأَلَنِي ذلِكَ الْمَالَ ، فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ. (٩)

٨٣٠ / ١٤. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ الْأَرْمَنِيِّ (١٠) ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ الزَّيْدِيِّ ، قَالَ أَبُو الْحَكَمِ (١١) : وأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ (١٢) الْجَرْمِيُّ ، عَنْ‌

__________________

(١) في الإرشاد والغيبة : « بك ».

(٢) في العيون والإرشاد : ـ « من ».

(٣) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ٣٨ ، ح ١٧ ، عن الكليني. وفي عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣١ ، ح ٢٦ ؛ ورجال الكشّي ، ص ٤٥١ ، ح ٨٤٩ ، بسندهما عن سعيد بن أبي الجهم الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٨ ، ح ٨٣٤.

(٤) في الوافي : + « أن ».

(٥) في الإرشاد والغيبة : « جاء ».

(٦) « النَعْيُ » : الإخبار بالموت. يقال : نَعَى الميّتَ ينعاه نَعْياً ونَعِيّاً ، إذا أذاع موته وأخبر به ، وإذا ندبه. النهاية ، ج ٥ ، ص ٨٥ ( نعا ).

(٧) في الإرشاد والغيبة : + « الرضا ».

(٨) في الإرشاد والغيبة : « أبو الحسن الرضا عليه‌السلام » بدل « أبو الحسن عليه‌السلام ابنه ».

(٩) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٩ ، ح ١٨ ، عن الكليني. رجال الكشّي ، ص ٣١٣ ، ح ٥٦٥ ، بسنده عن الضحّاك بن الأشعث ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٩ ، ح ٨٣٥.

(١٠) في الإرشاد والغيبة : « عليّ بن الحكم » بدل « أبي الحكم الأرمني ». وهو سهو كما سيظهر من قوله : « قال أبوالحكم ».

(١١) أبو الحكم هذا ، هو أبو الحكم الأرمني ، وله إلى يزيد بن سليط طريقان ، ويروي عنه في كلا الطريقين : أحمدبن مهران عن محمّد بن عليّ. فعليه في السند تحويل وتعليق معاً. فتأمّل.

(١٢) في « بف » : « عمّار ». وفي حاشيتها : « عمران ».

٧٨

يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ ، قَالَ :

لَقِيتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام ـ ونَحْنُ نُرِيدُ الْعُمْرَةَ ـ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ ، فَقُلْتُ (١) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هَلْ تُثْبِتُ (٢) هذَا الْمَوْضِعَ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، فَهَلْ تُثْبِتُهُ أَنْتَ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، إِنِّي (٣) أَنَا وأَبِي لَقِينَاكَ هَاهُنَا وأَنْتَ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، ومَعَهُ إِخْوَتُكَ ، فَقَالَ لَهُ أَبِي : بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي ، أَنْتُمْ كُلُّكُمْ أَئِمَّةٌ مُطَهَّرُونَ ، والْمَوْتُ لَايَعْرى مِنْهُ أَحَدٌ ، فَأَحْدِثْ إِلَيَّ شَيْئاً أُحَدِّثْ (٤) بِهِ مَنْ يَخْلُفُنِي مِنْ بَعْدِي (٥) ؛ فَلَا يَضِلُّ.

قَالَ : « نَعَمْ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، هؤُلَاءِ ولْدِي ، وهذَا سَيِّدُهُمْ ـ وأَشَارَ إِلَيْكَ ـ وقَدْ عُلِّمَ (٦) الْحُكْمَ (٧) والْفَهْمَ (٨) والسَّخَاءَ والْمَعْرِفَةَ (٩) بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ ، ومَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ ودُنْيَاهُمْ ، وفِيهِ حُسْنُ الْخُلُقِ ، وحُسْنُ الْجَوَابِ ، وهُوَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ اللهِ عَزَّ‌

__________________

(١) في حاشية « ج » : + « له ».

(٢) في « ألف ، ه‍ ، و، بر » والمطبوع : « تثبّت » ـ وكذا « تثبّته » فيما بعد ـ. وفي الشروح : « تُثْبِتُ » من الإثبات بمعنى‌المعرفة. يقال : ثابَتَهُ وأَثْبَتَهُ ، أي عَرَفَهُ حَقَّ المعرفة ، وتساعده اللغة. لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢٠ ( ثبت ).

(٣) في « الوافي » : ـ « إنّي ».

(٤) قوله : « احدّث » إمّا مجزوم في جواب الأمر ، أو مرفوع صفة لقوله : « شيئاً » ، كما في « ض » و « بر ». هذا في الشروح. وأمّا قوله : « فلا يضلّ » فمنصوب جواباً للأمر على الثاني ، أو مرفوع تفريعاً محضاً على الأوّل.

(٥) « من يَخْلُفُني من بعدي » ، أي يجي‌ء. يقال : خَلَفْتُهُ ، أي جئتُ بعده. قال المجلسي : « فيه نوع من الأدب بإظهار أنّي لا أتوقّع بقائي بعدك ، لكن أسأل ذلك لأولادي وغيرهم ممّن يكون بعدي ». راجع : المصباح المنير ، ص ١٧٨ ( خلف ) ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٤٧.

(٦) في مرآة العقول : « وقد علم ، على بناء المعلوم المجرّد ، أو على بناء المجهول من التفعيل ».

(٧) « الحُكْمُ » : العلم والفقه والقضاء بالعدل. أو الحِكْمَةُ ، وهي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم ، ويقال لمن‌يُحسن الصناعات ويُتْقِنها : حكيم. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٤١٩ ( حكم ).

(٨) قال المجلسي : « الفهم : سرعة انتقال الذهن إلى مقصود المتكلّم عند التحاكم وغيره ». وراجع : هامش القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٠٩ ( فهم ).

(٩) « المَعْرِفَةُ » و « العِرْفان » : إدراك الشي‌ء بتفكّر وتدبّر لأثره ، وهو أخصّ من العلم ، ويضادّه الإنكار ، ويقال : فلان يعرف اللهَ ، ولا يقال : يعلم اللهَ متعدّياً إلى مفعول واحد ، ويقال : الله يعلم كذا ، ولا يقال : يعرف كذا. راجع : المفردات للراغب ، ص ٥٦ ( عرف ).

٧٩

وَجَلَّ ، وفِيهِ أُخْرى خَيْرٌ مِنْ هذَا كُلِّهِ ».

فَقَالَ لَهُ أَبِي : ومَا هِيَ بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي؟

قَالَ عليه‌السلام : « يُخْرِجُ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ مِنْهُ (١) غَوْثَ (٢) هذِهِ الْأُمَّةِ وغِيَاثَهَا ، وعَلَمَهَا وَنُورَهَا ، وفَضْلَهَا وحِكْمَتَهَا (٣) ، خَيْرُ مَوْلُودٍ ، وخَيْرُ نَاشِىً (٤) يَحْقُنُ (٥) اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ بِهِ الدِّمَاءَ ، ويُصْلِحُ بِهِ ذَاتَ الْبَيْنِ ، ويَلُمُّ (٦) بِهِ الشَّعْثَ (٧) ، ويَشْعَبُ (٨) بِهِ الصَّدْعَ (٩) ، ويَكْسُو بِهِ الْعَارِيَ ، ويُشْبِعُ بِهِ الْجَائِعَ ، ويُؤْمِنُ بِهِ الْخَائِفَ ، ويُنْزِلُ (١٠) اللهُ (١١) بِهِ الْقَطْرَ (١٢) ، ويَرْحَمُ بِهِ الْعِبَادَ ، خَيْرُ (١٣) كَهْلٍ (١٤) ، وخَيْرُ نَاشِىً ، قَوْلُهُ حُكْمٌ ، وصَمْتُهُ عِلْمٌ ، يُبَيِّنُ لِلنَّاسِ مَا يَخْتَلِفُونَ‌

__________________

(١) في « بح » : ـ « منه ».

(٢) « الغوث » : اسم من أغاثه إغاثةً ، إذا أعانه ونصره. والغياث اسم من أغاثه ، إذا كشف شدّته. راجع : المصباح المنير ، ص ٤٥٥ ( غوث ).

(٣) في « بح » والوافي : « حكمها ».

(٤) « الناشِئ » ، من نشأ الصبيّ يَنْشَأ نَشْأً ، إذا كبر وشَبَّ وأيْفَعَ ، أي ناهز البلوغ ولم يتكامل ، وحقيقته الذي ارتفع عن حدّ الصبا وقرب من الإدراك من قولهم : نشأ السحاب ، إذا ارتفع. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٥١ ؛ المغرب ، ص ٤٥١ ( نشأ ).

(٥) يقال : حَقَنْتُ لَهُ دَمَهُ ، إذا منعت من قتله وإراقته. النهاية ، ج ١ ، ص ٤١٦ ( حقن ).

(٦) « يَلُمُّ » ، أي يجمع ، من اللَمّ ، مصدر لَمَّ الشي‌ءَ يَلُمُّهُ لَمّاً ، أي جمعه وأصلحه. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٤٧ ( لمم ).

(٧) « الشَعْثُ » و « الشَعَثُ » : انتشار الأمر وخَلَلُهُ. يقال : لَمَّ الله شَعَثَهُ ، أي جمع ما تفرّق من اموره وأصلحه. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١٦٠ ( شعث ).

(٨) « الشَعْب » : الشقّ في الشي‌ء ، وإصلاحه أيضاً الشَعْبُ. تقول : شعبتُ الشي‌ءَ : فرّقته ، وشعبتُه : جمعته ، وهو من الأضداد. تقول : التَأَمَ شَعْبُهُمْ ، إذا اجتمعوا بعد التفرّق ، وتفرّق شَعْبُهُمْ ، إذا تفرّقوا بعد الاجتماع. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٥٦ ( شعب ).

(٩) « الصَدْع » : الشَقّ والتفرّق ، فالمعنى يجمع به التفرّق. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٤١ ( صدع ).

(١٠) في « ب ، بر » : « ينزّل ».

(١١) في « ف ، بف » : ـ « الله ».

(١٢) قال الجوهري : « القَطْر : المطر. والقَطْر : جمع قَطْرَةٍ ». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٩٥ ( قطر ).

(١٣) في شرح المازندراني : « وخير ».

(١٤) قال ابن الأثير : « الكَهْلُ من الرجال : من زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين. وقيل : من ثلاث وثلاثين إلى تمام

٨٠