أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-386-8
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٤٤
قَالَ عَنْبَسَةُ : فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام ، دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَأَخْبَرْتُهُ بِذلِكَ ، فَقَالَ : « صَدَقَ جَابِرٌ ». ثُمَّ قَالَ : « لَعَلَّكُمْ تَرَوْنَ (١) أَنْ لَيْسَ كُلُّ إِمَامٍ هُوَ الْقَائِمَ بَعْدَ الْإِمَامِ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ (٢) ». (٣)
٨٠٠ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ (٤) ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ أَبِي عليهالسلام اسْتَوْدَعَنِي مَا هُنَاكَ (٥) ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، قَالَ : ادْعُ لِي شُهُوداً ، فَدَعَوْتُ لَهُ (٦) أَرْبَعَةً مِنْ قُرَيْشٍ ، فِيهِمْ نَافِعٌ مَوْلى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، فَقَالَ : اكْتُبْ : هذَا مَا أَوْصى بِهِ يَعْقُوبُ بَنِيهِ : ( يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (٧) ، وأَوْصى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلى (٨) جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وأَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّنَهُ فِي بُرْدِهِ (٩)
__________________
(١) في مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٢٨ : « ترون ، على المعلوم أو المجهول ، أي تظنّون ».
(٢) في « ب » : « قبل ».
(٣) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٠ ، عن هشام بن سالم ، وفيه إلى قوله : « هذا والله قائم آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم » الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٨. ح ٨١٣.
(٤) لم يثبت رواية يونس بن عبدالرحمن عن عبدالأعلى. ويأتي تفصيل الخبر في الكافي ، ح ٩٨٧ ، بنفس السندعن يونس بن عبدالرحمن قال : حدّثنا حمّاد عن عبدالأعلى. وهو الظاهر ؛ فقد روى عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس [ بن عبدالرحمن ] عن حمّاد ، عن عبدالأعلى في الكافي ، ح ٤٢٣ و ٤٩٩. وروي يونس بن عبدالرحمن عن حمّاد [ بن عثمان ] عن عبدالأعلى في المحاسن ، ص ٢٧٦ ، ح ٣٩٢ ؛ والتوحيد ، ص ٤١٤ ، ح ١١.
والواسطة بين يونس بن عبدالرحمن وبين عبدالأعلى منحصرة في حمّاد [ بن عثمان ] حسب تتبّعنا ؛ فعليه الظاهر سقوط الواسطة في سندنا بين يونس بن عبدالرحمن وبين عبدالأعلى ، وهو حمّاد [ بن عثمان ].
(٥) « استَودَعني ما هناك » ، أي جعله عنده وديعة وطلب منه حفظه. يقال : استودعته وديعةً ، إذا استحفظتَه إيّاها. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٩٦ ( ودع ).
(٦) في « ف ، ه ، بف » والكافي ، ح ٩٨٧ ، والإرشاد : ـ « له ».
(٧) البقرة (٢) : ١٣٢.
(٨) في الكافي ، ح ٩٨٧ : + « ابنه ».
(٩) « البُرْد » : ثوب فيه خطوط. وقيل : البُرد : معروف من بُرود العصب والوشي ، وأمّا البُرْدَة فكساء مربّع أسود
الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ الْجُمُعَةَ (١) ، وأَنْ يُعَمِّمَهُ بِعِمَامَتِهِ (٢) ، وأَنْ يُرَبِّعَ قَبْرَهُ ، ويَرْفَعَهُ (٣) أَرْبَعَ أَصَابِعَ ، وأَنْ (٤) يَحُلَّ عَنْهُ أَطْمَارَهُ (٥) عِنْدَ دَفْنِهِ (٦) ، ثُمَّ قَالَ لِلشُّهُودِ : انْصَرِفُوا رَحِمَكُمُ اللهُ.
فَقُلْتُ لَهُ (٧) ـ بَعْدَ مَا انْصَرَفُوا ـ : يَا أَبَتِ (٨) مَا كَانَ فِي هذَا (٩) بِأَنْ تُشْهِدَ عَلَيْهِ (١٠)؟
فَقَالَ : يَا بُنَيَّ (١١) كَرِهْتُ أَنْ تُغْلَبَ ، وأَنْ يُقَالَ : إِنَّهُ (١٢) لَمْ يُوصَ إِلَيْهِ (١٣) ، فَأَرَدْتُ أَنْ تَكُونَ (١٤) لَكَ الْحُجَّةُ ». (١٥)
__________________
فيه صفر تلبسه العرب. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٨٧ ( برد ).
(١) في الكافي ، ح ٩٨٧ : « الجُمع ».
(٢) في « بر » : « بعمامة ».
(٣) في « ج » : « ويرفع قبره ». وفي « بح » : « ويرفع ».
(٤) في « ه » : « ثمّ » بدل « وأن ».
(٥) « الأطمار » : جمع الطِمْر ، وهو الثوب الخَلَق ، أو الكِساء البالي من غير الصوف. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٠٤ ( طمر ).
(٦) في الكافي ، ح ٩٨٧ : « ثمّ يُخلّي عنه فقال اطووه » بدل « وأن يحلّ عنه أطماره عند دفنه ».
(٧) في « ه » والكافي ، ح ٩٨٧ : ـ « له ».
(٨) هكذا في « ب ». وفي المطبوع وبعض النسخ : « فقلت له : يا أبت بعد ما انصرفوا ». وفي « ه » : « فقلت بعد ما انصرفوا : ما كان في هذا يا أبه أن تشهد ». وفي « بس ، بف » والوافي والإرشاد : ـ « بعد ما انصرفوا ».
(٩) في مرآة العقول : « ما كان في هذا ، « ما » نافية ، أي لم تكن لك حاجة في ذلك بأن تشهد ، أي إلى أن تشهد. أو استفهاميّة ، أي أيّ فائدة في هذا ».
(١٠) في « بح ، بس ، بف » والوافي والإرشاد : « يشهد عليه ». وفي الكافي ، ح ٩٨٧ : « ما كان في هذا يا أبت ، أن تشهد عليه » بدل « يا أبت ـ إلى ـ تشهد عليه ». وفي مرآة العقول : « تشهد ، بصيغة الخطاب المعلوم ، أو بصيغة الغائب المجهول ».
(١١) في « ف ، بح » : + « إنّي ». وفي « ه » والكافي ، ح ٩٨٧ : « إنّي » بدل « يا بُنيّ ».
(١٢) في « ف » والإرشاد : ـ « إنّه ».
(١٣) في « ف » : « إليك ». وفي « ه » والكافي ، ح ٩٨٧ : ـ « إليه ».
(١٤) في « ه » : « يكون ».
(١٥) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما يجب على الناس عند مضيّ الإمام ، ح ٩٨٧ ، مع زيادة في أوّله وآخره. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨١ ، عن يونس بن عبد الرحمن الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٩ ، ح ٨١٤ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٩٤ ، ذيل ح ٣٣٨٤.
٧١ ـ بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ عَلى أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام
٨٠١ / ١. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْقَلاَّءِ ، عَنِ الْفَيْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : خُذْ بِيَدِي مِنَ النَّارِ ، مَنْ لَنَا بَعْدَكَ؟ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام ـ وهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ ـ فَقَالَ : « هذَا صَاحِبُكُمْ ، فَتَمَسَّكْ (١) بِهِ ». (٢)
٨٠٢ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (٣) ، عَنْ ثُبَيْتٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَسْأَلُ اللهَ ـ الَّذِي رَزَقَ أَبَاكَ مِنْكَ (٤) هذِهِ الْمَنْزِلَةَ ـ أَنْ يَرْزُقَكَ مِنْ عَقِبِكَ (٥) قَبْلَ الْمَمَاتِ مِثْلَهَا ، فَقَالَ (٦) : « قَدْ فَعَلَ اللهُ (٧) ذلِكَ ».
قَالَ : قُلْتُ : مَنْ هُوَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَى الْعَبْدِ الصَّالِحِ وهُوَ رَاقِدٌ (٨) ، فَقَالَ : « هذَا الرَّاقِدُ » وهُوَ غُلَامٌ. (٩)
٨٠٣ / ٣. وبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْأَرَّجَانِيُّ
__________________
(١) في « ج ، بر » وحاشية « ض ، بح » والوافي : « فتمسّكوا ».
(٢) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٧ ، بسنده عن الفيض بن المختار الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٠ ، ح ٨١٦.
(٣) هكذا في « ب ، و، بر ، بف » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « الخزّاز ». وهو سهو ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٧٥.
(٤) في حاشية « ج » : « معك ».
(٥) « العَقِب » : مؤخّر القدم. وعَقِبُ الرجل أيضاً ولَدُه ووَلَدُ ولَدِه. الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( عقب ).
(٦) في « ب » : « قال ».
(٧) في « ف » : ـ « الله ».
(٨) « الراقد » : النائم. المصباح المنير ، ص ٢٣٤ ( رقد ).
(٩) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهمالسلام لم يفعلوا شيئاً ... ، ح ٧٤٢ ، بسنده عن معاذ بن كثير ، مع زيادة في أوّله ، واختلاف يسير ؛ الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٧ ، عن ثبيت ، عن معاذ بن كثير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٠ ، ح ٨١٥ ؛ البحار ، ج ٤٨ ، ص ٢٧ ، ح ٤٦.
الْفَارِسِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ (١) ، قَالَ :
سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمنِ فِي السَّنَةِ الَّتِي أُخِذَ فِيهَا أَبُو الْحَسَنِ الْمَاضِي عليهالسلام ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ هذَا الرَّجُلَ قَدْ صَارَ فِي يَدِ هذَا ، ومَا نَدْرِي (٢) إِلى مَا يَصِيرُ؟ فَهَلْ بَلَغَكَ عَنْهُ فِي أَحَدٍ مِنْ وُلْدِهِ شَيْءٌ؟
فَقَالَ لِي : مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً يَسْأَلُنِي عَنْ (٣) هذِهِ الْمَسْأَلَةِ (٤) ؛ دَخَلْتُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهالسلام فِي مَنْزِلِهِ ، فَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ كَذَا فِي (٥) دَارِهِ فِي مَسْجِدٍ لَهُ ، وهُوَ يَدْعُو ، وعَلى يَمِينِهِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليهالسلام يُؤَمِّنُ عَلى دُعَائِهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ (٦) ، قَدْ (٧) عَرَفْتَ انْقِطَاعِي إِلَيْكَ ، وخِدْمَتِي لَكَ ، فَمَنْ ولِيُّ النَّاسِ بَعْدَكَ؟
فَقَالَ : « إِنَّ مُوسى قَدْ لَبِسَ الدِّرْعَ وسَاوى عَلَيْهِ » (٨) فَقُلْتُ لَهُ : لَا أَحْتَاجُ بَعْدَ هذَا إِلى شَيْءٍ. (٩)
٨٠٤ / ٤. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُوسى الصَّيْقَلِ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ
__________________
(١) في الوافي : ـ « عن عبد الرحمن بن الحجّاج ».
(٢) في « ب ، بف » : « وما يدري ». وفي « ج ، بس » : « وما يدرى ».
(٣) في « بح » : ـ « عن ».
(٤) في « ه » : + « قال ».
(٥) في الوافي والإرشاد : « من ».
(٦) في « ج ، بح ، بس » وحاشية « بر » : « جعلت فداك ».
(٧) في « ف » والوافي : ـ « قد ».
(٨) هاهنا إشكال بأنّ الجواب لا يطابق السؤال ؛ فإنّ السؤال عن النصّ على الإمام الرضا عليهالسلام ، والجواب على النصّبالإمام موسى عليهالسلام.
اجيب بأنّ للحديث تتمّة فيها النصّ على الإمام الرضا عليهالسلام ، لم يذكرها المصنّف ؛ لعدم تعلّق الغرض بذكره في هذا الباب المقصود فيه ذكر النصّ على الإمام موسى عليهالسلام.
وبأنّ مراد السائل عدم احتياجه إلى التفحّص عنها ؛ لوجود العلامة عنده وهو مساواة الدِرع. واجيب بوجوه اخر. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٦١ ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٧ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٣١.
(٩) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٧ ، عن أبي عليّ الأرّجاني ، من قوله : « دخلت على جعفر بن محمّد في منزله ... » الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٦ ، ح ٨٣٠.
عُمَرَ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَدَخَلَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ (١) عليهالسلام ـ وهُوَ غُلَامٌ ـ فَقَالَ (٢) : « اسْتَوْصِ بِهِ (٣) ، وضَعْ أَمْرَهُ عِنْدَ مَنْ تَثِقُ بِهِ مِنْ أَصْحَابِكَ ». (٤)
٨٠٥ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي يَوْماً ، فَسَأَلَهُ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ ، فَقَالَ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِلى مَنْ نَفْزَعُ (٥) ويَفْزَعُ (٦) النَّاسُ بَعْدَكَ؟
فَقَالَ : « إِلى صَاحِبِ الثَّوْبَيْنِ الْأَصْفَرَيْنِ (٧) والْغَدِيرَتَيْنِ ـ يَعْنِي الذُّؤَابَتَيْنِ (٨) ـ وَهُوَ الطَّالِعُ عَلَيْكَ مِنْ هذَا (٩) الْبَابِ ، يَفْتَحُ الْبَابَيْنِ (١٠) بِيَدِهِ (١١) جَمِيعاً (١٢) » ، فَمَا لَبِثْنَا (١٣) أَنْ طَلَعَتْ عَلَيْنَا كَفَّانِ آخِذَةً (١٤) بِالْبَابَيْنِ ، فَفَتَحَهُمَا (١٥) ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْنَا
__________________
(١) في الإرشاد : + « موسى ».
(٢) في الإرشاد : + « لي أبو عبد الله ».
(٣) « اسْتَوْصِ به » ، أي اطلب العهد بتعظيمه ورعاية حاله ، وتعاهد أمره من نفسك ومن غيرك ، قاله الفيض ؛ أو اقبل وصيّتي فيه ؛ قاله المجلسي ناقلاً عن المغرب. راجع : المغرب ، ص ٤٨٧ ( وصى ).
(٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٦ ، عن موسى الصيقل الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٠ ، ح ٨١٧.
(٥) في « بف » : « تفزع ».
(٦) في « بر » : + « اليوم ».
(٧) في « بر » : + « اليوم ».
(٨) « الذؤابة » : الضفيرة ـ أي المفتولة ـ من الشعر إذا كانت مرسلة. المصباح المنير ، ص ٢١١ ( ذأب ).
(٩) في « ض ، ه ، بح » : ـ « هذا ».
(١٠) في حاشية « ج ، بح ، بر » : « الباب ».
(١١) في « ج » وحاشية « ف ، بر » : « بيديه ».
(١٢) في « ب ، ه ، بس ، بف » وحاشية « ج » والوافي : « جميعاً بيده ».
(١٣) في « بف » : « فما لبث ».
(١٤) في الإرشاد : « آخذتان ». وفي مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٣٢ : « آخذةً ، بصيغة الفاعل حالاً عن كلّ من الكفّين ، أويعدّهما واحداً ، أو بصيغة المصدر مفعولاً لأجله. وفي إرشاد المفيد : آخذتان ، وهو أصوب ».
(١٥) في « ه » : « تفتحهما ».
أَبُو إِبْرَاهِيمَ (١) عليهالسلام. (٢)
٨٠٦ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ لَهُ مَنْصُورُ بْنُ حَازِمٍ : بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي ، إِنَّ الْأَنْفُسَ يُغْدى عَلَيْهَا ويُرَاحُ (٣) ، فَإِذَا (٤) كَانَ ذلِكَ ، فَمَنْ؟
فَقَالَ (٥) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِذَا كَانَ ذلِكَ ، فَهُوَ صَاحِبُكُمْ » وضَرَبَ بِيَدِهِ (٦) عَلى مَنْكِبِ أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام الْأَيْمَنِ ـ فِيمَا أَعْلَمُ ـ وهُوَ يَوْمَئِذٍ خُمَاسِيٌّ (٧) ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ جَالِسٌ مَعَنَا. (٨)
٨٠٧ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ (٩) بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنْ كَانَ كَوْنٌ ـ ولَا أَرَانِي اللهُ ذلِكَ (١٠) ـ فَبِمَنْ
__________________
(١) في الإرشاد : + « موسى عليهالسلام وهو صبيّ وعليه ثوبان أصفران ».
(٢) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ، عن يعقوب بن جعفر الجعفري الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥١ ، ح ٨١٨.
(٣) في شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٦٢ : « أي يأتي أجلها وقت الغداة ووقت الرواح ... والظاهر أنّ الفعلين مجهولان من باب الإفعال ؛ لأنّ غدا يَغْدو غدوّاً وراح يروح رواحاً لازمان ، بخلاف أغداه وأراحه ، فإنّهما متعدّيان ، بمعنى إذهابه في هاتين الوقتين ». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٦٨ ( روح ).
(٤) في « بح » : « فإن ».
(٥) في الوافي : « قال ».
(٦) في « ه » والإرشاد : ـ « بيده ».
(٧) في الإرشاد : « وهو فيما أعلم يومئذٍ خماسيّ ». و « الخُماسِيّ » : من طوله خمسة أشبار ، ولا يقال : سُداسيّ ولاسُباعيّ ولا في غير الخمسة ؛ لأنّه إذا بلغ سبعة أشبار صار رجلاً. والانثى خُماسيّة. قال المجلسي : « الخُماسيّ : من قدّه خمسة أشبار ، أو من سنّه خمس سنين ، والأوّل أشهر ». راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٦٩ ( خمس ) ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٣٣.
(٨) الغيبة للنعماني ، ص ٣٢٩ ، ح ٩ ، بسنده عن صفوان بن مهران الجمّال ، مع اختلاف يسير ؛ الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٨ ، عن ابن أبي نجران ، عن منصور بن حازم الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥١ ، ح ٨٢٠.
(٩) في الكافي ، ح ٧٥٨ : ـ « بن محمّد ».
(١٠) في الكافي ، ص ٧٥٨ : ـ « ذلك ».
أَئْتَمُّ (١)؟ قَالَ (٢) : فَأَوْمَأَ إِلَى ابْنِهِ مُوسى.
قُلْتُ (٣) : فَإِنْ حَدَثَ بِمُوسى حَدَثٌ ، فَبِمَنْ أَئْتَمُّ؟ قَالَ : « بِوَلَدِهِ ».
قُلْتُ : فَإِنْ حَدَثَ بِوَلَدِهِ حَدَثٌ ، وتَرَكَ أَخاً كَبِيراً وابْناً صَغِيراً ، فَبِمَنْ أَئْتَمُّ؟ قَالَ : « بِوَلَدِهِ » ، ثُمَّ قَالَ (٤) : « هكَذَا (٥) أَبَداً (٦) ».
قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَعْرِفْهُ ولَا أَعْرِفْ (٧) مَوْضِعَهُ؟ قَالَ : « تَقُولُ : اللهُمَّ ، إِنِّي أَتَوَلّى (٨) مَنْ بَقِيَ مِنْ حُجَجِكَ مِنْ ولْدِ الْإِمَامِ الْمَاضِي ؛ فَإِنَّ ذلِكَ يُجْزِيكَ إِنْ شَاءَ اللهُ ». (٩)
٨٠٨ / ٨. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْقَلاَّءِ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَبَا الْحَسَنِ عليهماالسلام وهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ ، فَقَالَ : « هذَا الْمَوْلُودُ الَّذِي لَمْ يُولَدْ فِينَا مَوْلُودٌ أَعْظَمُ بَرَكَةً عَلى شِيعَتِنَا مِنْهُ » ثُمَّ قَالَ لِي (١٠) : « لَا تَجْفُوا (١١)
__________________
(١) « أئتمُّ » ، أي أقتدي. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٤ : ( أمم ).
(٢) في الكافي ، ح ٧٥٨ : ـ « قال ».
(٣) في الكافي ، ح ٧٥٨ : « قال : قلت ».
(٤) في « ب ، ف ، ه ، بر » والإرشاد : ـ « قال ».
(٥) في « بر » : « كذا ».
(٦) في الكافي ، ح ٧٥٨ : « ثمّ واحداً فواحداً. وفي نسخة الصفواني : ثمّ هكذا أبداً » بدل « ثمّ قال هكذا أبداً ».
(٧) مجزوم بـ « إن » الشرطيّة. وفي « ج ، ض ، بح ، بر ، بس » : « ولم أعرف ».
(٨) « أتولّى » ، أي أتّخذه وليّاً. يقال : تولاّه ، أي اتّخذه وليّاً. والمراد : أعتقد إمامته وولايته. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٦١ ( ولى ) ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٣٤.
(٩) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ثبات الإمامة في الأعقاب ... ، ح ٧٥٨ ، إلى قوله : « هكذا أبداً ». وفي كمال الدين ، ص ٣٤٩ ، ح ٤٣ ؛ وص ٤١٥ ، ح ٧ ، بسندهما عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، مع اختلاف يسير. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٨ ، عن ابن أبي نجران إلى قوله : « هكذا أبداً ». راجع : عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٢ ، ح ٦ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٢ ، ح ٨٢١ ؛ البحار ، ج ٢٥ ، ص ٢٥٣ ، ح ١١.
(١٠) في « ب » والوافي : ـ « لي ».
(١١) في « ف » : « لا تجفّوا » بتشديد الفاء. وفي حاشية « ف » : « لا تجف ». وقال المازندراني : « وقيل : لا تجفّوه ـ بتشديد الفاء ـ بمعنى لا تذهبوا به ، أي لا تخبروه بذلك فتجفّوه وتذهبوا به ». وقال المجلسي : « وعلى بعض الوجوه يمكن أن يقرأ من باب الإفعال من أجفاه ، إذا أتعبه ». راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٢٨٠ ( جفا ).
إِسْمَاعِيلَ ». (١)
٨٠٩ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وأَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ :
عَنْ فَيْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي أَمْرِ أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام حَتّى قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « هُوَ صَاحِبُكَ الَّذِي سَأَلْتَ عَنْهُ ، فَقُمْ إِلَيْهِ ، فَأَقِرَّ لَهُ بِحَقِّهِ ». فَقُمْتُ حَتّى قَبَّلْتُ رَأْسَهُ ويَدَهُ ، ودَعَوْتُ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ لَهُ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَمَا إِنَّهُ لَمْ يُؤْذَنْ لَنَا فِي أَوَّلَ مِنْكَ (٢) ».
قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأُخْبِرُ بِهِ أَحَداً؟ فَقَالَ (٣) : « نَعَمْ ، أَهْلَكَ وو لْدَكَ (٤) ». وكَانَ مَعِي أَهْلِي وو لْدِي ورُفَقَائِي ، وكَانَ يُونُسُ بْنُ ظَبْيَانَ مِنْ رُفَقَائِي ؛ فَلَمَّا أَخْبَرْتُهُمْ ، حَمِدُوا اللهَ عَزَّ وجَلَّ.
وَقَالَ يُونُسُ : لَاوَ اللهِ حَتّى أَسْمَعَ ذلِكَ مِنْهُ ، وكَانَتْ بِهِ عَجَلَةٌ ، فَخَرَجَ فَأتْبَعْتُهُ (٥) ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى الْبَابِ ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ لَهُ (٦) ـ وقَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ ـ : « يَا يُونُسُ ، الْأَمْرُ كَمَا قَالَ لَكَ فَيْضٌ ». قَالَ : فَقَالَ : سَمِعْتُ وأَطَعْتُ ، فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « خُذْهُ (٧) إِلَيْكَ يَا فَيْضُ ». (٨)
__________________
(١) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٥ ، ح ٨٢٦.
(٢) في الوافي : « يعني لم يؤذن لنا في شأن أحد قبلك أن نخبره بذلك ، فأنت أوّل من أخبرناه بإمامته ».
(٣) في « ف ، بف » : « قال ».
(٤) في البصائر والغيبة : + « ورفقائك ».
(٥) هكذا في ظاهر « ألف ، ب ، ج ، ض ، ه ، و، بح ، بس ، بف ». وفي « بر » : « فاتّبعته ». وفي الإتباع معنى زائد علىالمشي خَلفَه ، وهو اللحوق ، وهو المراد هنا ؛ فاخترنا الإفعال على الافتعال.
(٦) في « بر » والبصائر والغيبة : ـ « له ».
(٧) في « ف ، بح » : « خُذ ».
(٨) بصائر الدرجات ، ص ٣٣٦ ، ح ١١ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، مع اختلاف يسير. الغيبة للنعماني ، ص ٣٢٤ ، ح ٢ ، بسنده عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبي نجيح المسمعي ، عن الفيض بن المختار ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٢ ، ح ٨٢٢.
٨١٠ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ فُضَيْلٍ ، عَنْ طَاهِرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام (١) ، قَالَ : كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَلُومُ عَبْدَ اللهِ (٢) ويُعَاتِبُهُ (٣) ويَعِظُهُ ، وَيَقُولُ : « مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ أَخِيكَ ، فَوَ اللهِ ، إِنِّي لَأَعْرِفُ النُّورَ فِي وجْهِهِ؟ ».
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : لِمَ؟ أَلَيْسَ أَبِي وأَبُوهُ واحِداً ، وأُمِّي وأُمُّهُ واحِدَةً (٤)؟
فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّهُ مِنْ نَفْسِي وأَنْتَ ابْنِي ». (٥)
٨١١ / ١١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام وهُوَ واقِفٌ عَلى رَأْسِ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام وهُوَ فِي الْمَهْدِ ، فَجَعَلَ يُسَارُّهُ (٦) طَوِيلاً ، فَجَلَسْتُ حَتّى فَرَغَ ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لِي (٧) : « ادْنُ مِنْ مَوْلَاكَ ، فَسَلِّمْ (٨) » ، فَدَنَوْتُ (٩) ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ (١٠) بِلِسَانٍ (١١) فَصِيحٍ ، ثُمَّ قَالَ
__________________
(١) في الوافي : ـ « عن أبي عبد الله عليهالسلام ». وحكاه أيضاً المازندراني في شرحه قال : « وفي أكثر النسخ لم يوجدقوله : عن أبي عبد الله عليهالسلام ».
(٢) « يَلُومُ عبدَ الله » ، أي عَذَلَه وعَنَّفَهُ. يقال : لامَه يلُومُه لَوْماً ، إذا عذله وعنّفه. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٧٨ ( لوم ).
(٣) في شرح المازندراني : « العتاب هو التوبيخ على الذنب البالغ إلى حدّ المَوْجِدَة والغضب ، فهو أشدّ من اللوم وأخصّ منه ». وراجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٧٥ ( عتب ).
(٤) في الإرشاد : « وأصلي وأصله واحداً » بدل « وامّي وامّه واحدة ». وفي مرآة العقول : « قوله : وامّي وامّه واحدة ، فيه : أنّه لم تكن امّهما واحدة ، فيحتمل أن يكون المراد بها الامّ العليا فاطمة عليهاالسلام ؛ فإنّ الانتساب إليها سبب الإمامة. وفي ربيع الشيعة وإعلام الورى وإرشاد المفيد : وأصلي وأصله واحداً ، وهو أظهر ».
(٥) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٨ ، عن الفضل ، عن طاهر بن محمّد ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٥ ، ح ٨٢٧.
(٦) « فجعل يسارّه » ، أي فشرع يناجيه ويتكلّم معه سرّاً. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٨٤ ( سرر ).
(٧) في الوسائل : ـ « لي ».
(٨) في حاشية « ج ، ض ، بر » والإرشاد : + « عليه ».
(٩) في « بح » والوسائل : + « منه ».
(١٠) في « ه » والإرشاد : ـ « السلام ».
(١١) في الوسائل : « فسلّمت فردّ عليّ بكلام » بدل « فسلّمت ـ إلى ـ بلسان ».
لِيَ : « اذْهَبْ ، فَغَيِّرِ اسْمَ ابْنَتِكَ الَّتِي سَمَّيْتَهَا أَمْسِ ؛ فَإِنَّهُ اسْمٌ يُبْغِضُهُ اللهُ » ، وكَانَ (١) ولِدَتْ لِيَ ابْنَةٌ سَمَّيْتُهَا (٢) بِالْحُمَيْرَاءِ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « انْتَهِ إِلى أَمْرِهِ ؛ تُرْشَدْ (٣) » ، فَغَيَّرْتُ اسْمَهَا. (٤)
٨١٢ / ١٢. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :
دَعَا أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام أَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام يَوْماً ونَحْنُ عِنْدَهُ ، فَقَالَ لَنَا : « عَلَيْكُمْ (٥) بِهذَا (٦) ؛ فَهُوَ وَاللهِ صَاحِبُكُمْ بَعْدِي ». (٧)
٨١٣ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلٍ أَوْ غَيْرِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِيٍّ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ النَّحْوِيِّ ، قَالَ :
بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ، فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ (٨) وهُوَ جَالِسٌ عَلى كُرْسِيٍّ ، وبَيْنَ يَدَيْهِ شَمْعَةٌ ، وفِي يَدِهِ كِتَابٌ ، قَالَ : فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، رَمى بِالْكِتَابِ إِلَيَّ وهُوَ يَبْكِي ، فَقَالَ لِي : هذَا كِتَابُ مُحَمَّدِ (٩) بْنِ سُلَيْمَانَ يُخْبِرُنَا أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَدْ مَاتَ ، فَإِنَّا لِلّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ـ ثَلَاثاً ـ وأَيْنَ مِثْلُ جَعْفَرٍ؟
ثُمَّ قَالَ لِيَ : اكْتُبْ ، قَالَ (١٠) : فَكَتَبْتُ صَدْرَ الْكِتَابِ ، ثُمَّ قَالَ : اكْتُبْ : إِنْ كَانَ أَوْصى إِلى رَجُلٍ واحِدٍ بِعَيْنِهِ ، فَقَدِّمْهُ واضْرِبْ (١١) عُنُقَهُ ، قَالَ : فَرَجَعَ إِلَيْهِ الْجَوَابُ ، أَنَّهُ قَدْ أَوْصى
__________________
(١) في الإرشاد والوسائل : « وكانت ».
(٢) في الإرشاد والوسائل : « فسمّيتها ».
(٣) « ترشد » ، من الرُشد بمعنى الصلاح وهو إصابة الحقّ. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٢٧ ( رشد ).
(٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ، عن محمّد بن سنان الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٤ ، ح ٨٢٤ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٨٩ ، ح ٢٧٣٧٦.
(٥) في مرآة العقول : « وعليكم ».
(٦) في « ه » والإرشاد : + « بعدي ».
(٧) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ، عن ابن مسكان الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥١ ، ح ٨١٩.
(٨) في « ج ، ض ، ف ، ه ، بح » : « إليه ».
(٩) في « ه » : « جعفر ».
(١٠) في « ب » والغيبة : ـ « قال ».
(١١) في « ج ، ض ، ه ، بح ، بر ، بس ، بف » : « فاضرب ».
إِلى خَمْسَةٍ (١) ، واحِدُهُمْ (٢) أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ ، ومُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وعَبْدُ اللهِ ، وَمُوسى ، وحَمِيدَةُ (٣) (٤)
٨١٤ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ : عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ بِنَحْوٍ مِنْ هذَا ، إِلاَّ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ أَوْصى إِلى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ ، وعَبْدِ اللهِ ، ومُوسى ، ومُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ومَوْلًى لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ :
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : لَيْسَ إِلى قَتْلِ هؤُلَاءِ سَبِيلٌ. (٥)
٨١٥ / ١٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ صَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ ، فَقَالَ : « إِنَّ صَاحِبَ هذَا الْأَمْرِ لَايَلْهُو (٦) وَلَايَلْعَبُ » وأَقْبَلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى وهُوَ صَغِيرٌ ، ومَعَهُ عَنَاقٌ (٧) مَكِّيَّةٌ وهُوَ يَقُولُ لَهَا : « اسْجُدِي لِرَبِّكَ » فَأَخَذَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، وضَمَّهُ إِلَيْهِ ، وقَالَ : « بِأَبِي (٨) وأُمِّي مَنْ لَايَلْهُو
__________________
(١) في « ب ، ج » وحاشية « ض ، بر » وشرح المازندراني : + « نفر ».
(٢) في « ب ، ض ، ف ، بر ، بف » والوافي : « أحدهم ». وفي مرآة العقول : « واحدهم ، الواو للعطف ، أو على وزن فاعل ».
(٣) في « و، بح ، بر » : « حُميدة ». وفي مرآة العقول : « وحميدة ، على التصغير ، أو التكبير على فعيلة ، اسم امّ موسى عليهالسلام ».
(٤) الغيبة للطوسي ، ص ١٩٧ ، ح ١٦٢ ، مرسلاً عن أبي أيّوب الخوزي ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥ ، ح ٨٢٨.
(٥) راجع : الغيبة للطوسي ، ص ١٩٧ ، ح ١٦٢ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٦ ، ح ٨٢٩.
(٦) « اللَهْوُ » : اللَعِبُ ، يقال : لَهَوْت بالشي ألْهُو لَهْواً ، تلهّيت به ، إذا لعبتَ به وتشاغلتَ وغفلتَ به عن غيره ، والحاصل أنّه لا يلهو ، أي لا يغفل عن ذكر الله تعالى بالاشتغال لغيره ، ولا يفعل ما يضرّه في الآخرة ولا فائدة فيه لا في صغره ولا في كبره. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٨٢ ( لهو ).
(٧) « العَناقُ » : هي الانثى من أولاد المَعْز ما لم يتمّ له سنة. النهاية ، ج ٣ ، ص ٣١١ ( عنق ).
(٨) في « ج » : + « أنت ».
وَلَايَلْعَبُ ». (١)
٨١٦ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ الرُّمَّانِيُّ ، عَنْ فَيْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ :
إِنِّي لَعِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام إِذْ (٢) أَقْبَلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام ـ وهُوَ غُلَامٌ ـ فَالْتَزَمْتُهُ وَقَبَّلْتُهُ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَنْتُمُ السَّفِينَةُ ، وهذَا مَلاَّحُهَا » قَالَ : فَحَجَجْتُ مِنْ قَابِلٍ ، وَمَعِي أَلْفَا دِينَارٍ ، فَبَعَثْتُ بِأَلْفٍ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، وأَلْفٍ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « يَا فَيْضُ ، عَدَلْتَهُ بِي (٣)؟ » قُلْتُ : إِنَّمَا فَعَلْتُ (٤) ذلِكَ لِقَوْلِكَ ، فَقَالَ : « أَمَا واللهِ مَا أَنَا فَعَلْتُ ذلِكَ ، بَلِ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ فَعَلَهُ بِهِ ». (٥)
٧٢ ـ بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ عَلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام
٨١٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ الصَّحَّافِ ، قَالَ :
كُنْتُ أَنَا وهِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ وعَلِيُّ بْنُ يَقْطِينٍ بِبَغْدَادَ ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ يَقْطِينٍ : كُنْتُ عِنْدَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ جَالِساً ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُهُ عَلِيٌّ ، فَقَالَ لِي : « يَا عَلِيَّ بْنَ يَقْطِينٍ ، هذَا عَلِيٌّ سَيِّدُ ولْدِي ، أَمَا إِنِّي قَدْ نَحَلْتُهُ كُنْيَتِي (٦) ».
__________________
(١) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ، عن الوشّاء ، مع اختلاف يسير. وفي الغيبة للنعماني ، ص ٣٢٧ ، ح ٦ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ٥٢ ، ح ٤١ ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٤ ، ح ٨٢٥.
(٢) في « ب ، ف » : « إذا ».
(٣) « عَدَلتَه بي » ، أي جعلته مِثلي. يقال : عدلتُ هذا بهذا عَدْلاً من باب ضرب ، إذا جعلته مثله قائماً مقامه. وهذا استفهام على سبيل المدح والتقرير. راجع : المصباح المنير ، ص ٣٩٦ ( عدل ) ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٤٠.
(٤) في « بح » : ـ « إنّما فعلت ».
(٥) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٣ ، ح ٨٢٣.
(٦) في البصائر ، ح ٩ : « كتبي ». « وقد نَحَلْتُهُ كنيتي » ، أي أعطيتها إيّاه ، يقال : نَحَلَهُ يَنْحَلُهُ نُحْلاً ، أي أعطاه شيئاً من غير عوض بطيب نفس. راجع : المصباح المنير ، ص ٥٩٥ ( نحل ).
فَضَرَبَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ بِرَاحَتِهِ جَبْهَتَهُ ، ثُمَّ قَالَ : ويْحَكَ (١) ، كَيْفَ قُلْتَ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ يَقْطِينٍ : سَمِعْتُ ـ واللهِ ـ مِنْهُ كَمَا قُلْتُ ، فَقَالَ هِشَامٌ : أَخْبَرَكَ أَنَّ الْأَمْرَ فِيهِ مِنْ بَعْدِهِ. (٢)
أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ الصَّحَّافِ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ ـ وفِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ : قَالَ : كُنْتُ أَنَا ـ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.
٨١٨ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (٣) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُكَيْمٍ ، عَنْ نُعَيْمٍ الْقَابُوسِيِّ :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (٤) عليهالسلام أَنَّهُ قَالَ : « إِنَّ ابْنِي عَلِيّاً (٥) أَكْبَرُ ولْدِي ، وأَبَرُّهُمْ (٦) عِنْدِي (٧) ، وَأَحَبُّهُمْ إِلَيَّ ، وهُوَ يَنْظُرُ مَعِي فِي الْجَفْرِ ، ولَمْ يَنْظُرْ فِيهِ (٨) إِلاَّ نَبِيٌّ أَوْ وصِيُّ نَبِيٍّ ». (٩)
٨١٩ / ٣. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وإِسْمَاعِيلَ بْنِ
__________________
(١) قال ابن الأثير : « وَيْحَ : كلمة ترحّم وتوجّع ، يقال لمن وقع في هَلَكَة لا يستحقّها. وقد يقال بمعنى المدحوالتعجّب ». النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٣٥ ( ويح ).
(٢) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٤٩ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٥ ، ح ١١ عن الكليني. كفاية الأثر ، ص ٢٧١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ؛ بصائر الدرجات ، ص ١٦٤ ، ح ٩ ، بسنده عن الحسن بن محبوب إلى قوله : « قد نحلته كنيتي » ؛ عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢١ ، ح ٣ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ؛ وفي بصائر الدرجات ، ص ١٦٤ ، ح ٧ ، بسنده عن الحسين بن نعيم الصحّاف ، مع اختلاف ؛ وفي عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢١ ، ح ٢ ، بسنده عن عليّ بن يقطين ، مع اختلاف الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٦١ ، ح ٨٤٢.
(٣) في الإرشاد والغيبة : + « بن عيسى ».
(٤) في الإرشاد والغيبة : + « موسى ».
(٥) في « ج ، ه ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول : « عليّ ».
(٦) في حاشية « ف » والإرشاد والغيبة : « وآثرهم ».
(٧) في مرآة العقول : « بي ».
(٨) في « ب » : « إليه ».
(٩) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٤٩ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٦ ، ح ١٢ عن الكليني. وفي بصائر الدرجات ، ص ١٥٨ ، ح ٢٤ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣١ ، ح ٢٧ ، بسندهما عن نعيم بن قابوس ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٦٠ ، ح ٨٤٠.
عَبَّادٍ (١) الْقَصْرِيِّ جَمِيعاً ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي قَدْ كَبِرَ (٢) سِنِّي ، فَخُذْ بِيَدِي مِنَ النَّارِ (٣)
قَالَ : فَأَشَارَ إِلَى ابْنِهِ أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام ، فَقَالَ : « هذَا صَاحِبُكُمْ مِنْ بَعْدِي ». (٤)
٨٢٠ / ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْحَسَنِ (٥) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (٦) بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليهالسلام : أَلَاتَدُلُّنِي إِلى (٧) مَنْ آخُذُ عَنْهُ دِينِي؟
فَقَالَ : « هذَا ابْنِي عَلِيٌّ ؛ إِنَّ أَبِي أَخَذَ بِيَدِي ، فَأَدْخَلَنِي إِلى قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ قَالَ : ( إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) (٨) وإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِذَا قَالَ قَوْلاً ، وفى بِهِ ». (٩)
٨٢١ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ اللُّؤْلُؤِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، قَالَ :
__________________
(١) في الإرشاد : « غياث » والمذكور في رجال البرقي ، ص ٥٤ ، ورجال الطوسي ، ص ٣٥٢ ، الرقم ٥٢٠٧ ، هو إسماعيل بن عباد القصري.
(٢) في الوافي وكفاية الأثر والإرشاد : « قد كبرت ».
(٣) في الإرشاد والغيبة : « فخذ بيدي وأنقذني من النار ، من صاحبنا بعدك؟ ».
(٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٤٨ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٤ ، ح ٩ ، عن الكليني. وفي عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٣ ، ح ٧ ؛ وكفاية الأثر ، ص ٢٧٢ ، بسندهما عن محمّد بن سنان ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٨ ، ح ٨٣٢.
(٥) في « ف » : « الحسين ». والرجل مجهول لم نعرفه.
(٦) في « ب » : ـ « بن إسحاق ». ومحمّد هذا ، هو محمّد بن إسحاق بن عمّار الصيرفي ، روى عنه ابن أبي عمير في بعض الأسناد ، راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٦١ ، الرقم ٩٦٨ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٣٣٧ ـ ٣٣٨. فيحتمل في نسخة « ب » وقوع السقط أو نسبته إلى الجدّ على بُعدٍ.
(٧) في « ب ، ج » وحاشية « ف ، بر » والإرشاد والغيبة : « على ».
(٨) البقرة (٢) : ٣٠.
(٩) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٤٨ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٤ ، ح ١٠ ، عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٦٠ ، ح ٨٤١.
قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام : إِنِّي قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي ، ودَقَّ عَظْمِي ، وإِنِّي سَأَلْتُ أَبَاكَ عليهالسلام ، فَأَخْبَرَنِي بِكَ ، فَأَخْبِرْنِي مَنْ بَعْدَكَ (١)؟
فَقَالَ : « هذَا أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا ». (٢)
٨٢٢ / ٦. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مَرْوَانَ الْقَنْدِيِّ ـ وكَانَ مِنَ الْوَاقِفَةِ ـ قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام وعِنْدَهُ ابْنُهُ (٣) أَبُو الْحَسَنِ عليهالسلام ، فَقَالَ لِي (٤) : « يَا زِيَادُ ، هذَا ابْنِي فُلَانٌ ، كِتَابُهُ كِتَابِي (٥) ، وكَلَامُهُ كَلَامِي ، ورَسُولُهُ رَسُولِي ، ومَا قَالَ فَالْقَوْلُ قَوْلُهُ ». (٦)
٨٢٣ / ٧. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ (٧) ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْمَخْزُومِيُّ ـ وكَانَتْ أُمُّهُ مِنْ ولْدِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهالسلام ـ قَالَ :
بَعَثَ إِلَيْنَا أَبُو الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام ، فَجَمَعَنَا ، ثُمَّ قَالَ لَنَا : « أَتَدْرُونَ لِمَ دَعَوْتُكُمْ (٨)؟ » فَقُلْنَا : لَا ، فَقَالَ : « اشْهَدُوا أَنَّ ابْنِي هذَا وصِيِّي ، والْقَيِّمُ بِأَمْرِي ، وخَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي ، مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدِي دَيْنٌ ، فَلْيَأْخُذْهُ مِنِ ابْنِي هذَا ؛ ومَنْ كَانَتْ لَهُ عِنْدِي عِدَةٌ ، فَلْيُنْجِزْهَا (٩)
__________________
(١) في « ض ، بر ، بف » والوافي : ـ « من بعدك ».
(٢) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٨ ، ح ٨٣١.
(٣) في « بس » : ـ « ابنه ».
(٤) في « ف » : ـ « لي ».
(٥) في الغيبة : « هذا ابني عليّ ، إنّ كتابه كتابي ».
(٦) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥٠ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٧ ، ح ١٤ ، عن الكليني. عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣١ ، ح ٢٥ ، بسنده عن زياد بن مروان القندي الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٩ ، ح ٨٣٦.
(٧) في الغيبة : « الفضل ». وهو سهو ، والمتكرّر في الأسناد رواية محمّد بن عليّ عن محمّد بن الفضيل. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٦ ، ص ٤٤٩.
(٨) في العيون والإرشاد والغيبة : « جمعتكم ».
(٩) في « ج » وحاشية « ض » والوافي والإرشاد والغيبة : « فليتنجّزها ». وفي العيون : « فليستنجزها ». و « إنجازُالوَعْد » : قضاؤُه والوفاء به والتعجيل فيه. قرأ المازندراني والمجلسي : فليتنجّزها ، حيث قالا : تنجّز الوعدَ واستنجزه : طلب إنجازه والوفاء به. راجع : المصباح المنير ، ص ٥٩٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٢٤ ( نجز ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٦٨ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٤٤.
مِنْهُ ؛ ومَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ لِقَائِي ، فَلَا يَلْقَنِي إِلاَّ بِكِتَابِهِ ». (١)
٨٢٤ / ٨. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وعَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ جَمِيعاً ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ :
خَرَجَتْ (٢) إِلَيْنَا أَلْوَاحٌ مِنْ (٣) أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام وهُوَ فِي الْحَبْسِ : « عَهْدِي إِلى أَكْبَرِ ولْدِي (٤) أَنْ يَفْعَلَ كَذَا ، وأَنْ يَفْعَلَ كَذَا ، وفُلَانٌ لَاتُنِلْهُ شَيْئاً حَتّى أَلْقَاكَ ، أَوْ يَقْضِيَ اللهُ عَلَيَّ الْمَوْتَ ». (٥)
٨٢٥ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ :
خَرَجَ إِلَيْنَا مِنْ أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام بِالْبَصْرَةِ أَلْوَاحٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا بِالْعَرْضِ (٦) : « عَهْدِي إِلى أَكْبَرِ ولْدِي (٧) : يُعْطى فُلَانٌ كَذَا ، وفُلَانٌ كَذَا ، وفُلَانٌ كَذَا (٨) ، وفُلَانٌ لَايُعْطى حَتّى أَجِيءَ ، أَوْ يَقْضِيَ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ عَلَيَّ الْمَوْتَ (٩) ؛ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ». (١٠)
٨٢٦ / ١٠. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ مُحْرِزٍ (١١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ :
__________________
(١) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥٠ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٧ ، ح ١٥ ، عن الكليني. عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٧ ، ح ١٤ ، بسنده عن محمّد بن الفضيل ، عن عبد الله بن الحرث الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٩ ، ح ٨٣٧.
(٢) في شرح المازندراني : « خرج ».
(٣) في « بر » والوافي : « عن ».
(٤) في « ج ، ض ، بح ، بس » وحاشية « بر » : « أولادي ».
(٥) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥٠ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٦ ، ح ١٣ ، عن الكليني. عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣٠ ، ح ٢٣ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، إلى قوله : « أكبر ولدي » الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٦٠ ، ح ٨٣٨.
(٦) في مرآة العقول : « ويحتمل على بُعد أن يكون بالتحريك ، أي كتب الكتاب ظاهراً لأمر آخر وكتب فيها هذابالعَرَض تقيّةً ».
(٧) في « ج » : « أولادي ».
(٨) في الوافي : ـ « وفلان كذا ».
(٩) في « ب » : « بالموت ».
(١٠) عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣٠ ، ح ٢٤ بسنده عن الحسين بن المختار إلى قوله : « إلى أكبر ولدي » ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٦٠ ، ح ٨٣٩.
(١١) في « ألف » : « ابن أبي محرز ». وفي « ب » : « أيمن محرز ». وفي « بح » : « ابن محرر ».
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ مِنَ الْحَبْسِ : « أَنَّ فُلَاناً ابْنِي سَيِّدُ ولْدِي ، وقَدْ نَحَلْتُهُ كُنْيَتِي (١) ». (٢)
٨٢٧ / ١١. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْخَزَّازِ (٣) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام : إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَحْدُثَ حَدَثٌ ولَا أَلْقَاكَ ، فَأَخْبِرْنِي مَنِ (٤) الْإِمَامُ (٥) بَعْدَكَ؟
فَقَالَ : « ابْنِي فُلَانٌ » يَعْنِي (٦) أَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام. (٧)
٨٢٨ / ١٢. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ ، عَنْ نَصْرِ (٨) بْنِ قَابُوسَ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام : إِنِّي سَأَلْتُ أَبَاكَ عليهالسلام : مَنِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ (٩) بَعْدِكَ؟ فَأَخْبَرَنِي
__________________
وروى الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ١٦٤ ، ح ٨ ، مضمون الخبر بسنده عن أنس بن محرز ، لكن في بعض نسخه المعتبرة : « أيمن بن محرز » وهو الظاهر ، فإنّه المذكور في كتب الرجال. راجع : رجال البرقي ، ص ٤٩ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٦٦ ، الرقم ١٩٢٠ ، وص ٣٣١ ، الرقم ٤٩٣٠.
وأمّا أنس بن محرز فلم نجد له ذكراً.
(١) في البصائر : « كتبي ».
(٢) بصائر الدرجات ، ص ١٦٤ ، ح ٨ ، بسنده عن أنس بن محرز عن عليّ بن يقطين ؛ عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٢ ، ح ٤ ، بسنده عن عليّ بن يقطين ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٦١ ، ح ٨٤٣.
(٣) في « ب ، و، بس » والوافي : « الخرّاز ». والرجل مجهول لم نعرفه.
(٤) في الغيبة : « عن ».
(٥) في الوافي : + « العدل ».
(٦) في مرآة العقول : « يعني ، كلام الراوي ، أو راوي الراوي. والأخير أظهر ؛ إذ الظاهر أنّ الكناية من الراوي ».
(٧) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٨ ، ح ١٦ ، عن الكليني. عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٣ ، ح ٨ ، بسنده عن أبي عليّ الخزّاز ، عن داود الرقّي الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٨ ، ح ٨٣٣.
(٨) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، ف ، و، بح ، بر ، بف ». وفي « ج ، بس » : « نضر ». وفي المطبوع : « النصر ».
ونصر هذا ، هو نصر بن قابوس اللَّخْمي. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤٢٧ ، الرقم ١١٤٦ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣١٤ ، الرقم ٤٦٧٥.
(٩) في « ف ، بف » والعيون والغيبة للطوسي : ـ « من ».
أَنَّكَ أَنْتَ هُوَ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، ذَهَبَ النَّاسُ يَمِيناً وشِمَالاً ، وقُلْتُ فِيكَ (١) أَنَا وَأَصْحَابِي ؛ فَأَخْبِرْنِي مَنِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ (٢) بَعْدِكَ مِنْ ولْدِكَ؟
فَقَالَ : « ابْنِي فُلَانٌ ». (٣)
٨٢٩ / ١٣. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ الْأَشْعَثِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِيٍّ ، قَالَ :
جِئْتُ إِلى أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام بِمَالٍ ، فَأَخَذَ بَعْضَهُ ، وتَرَكَ بَعْضَهُ ، فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، لِأَيِّ شَيْءٍ تَرَكْتَهُ عِنْدِي؟ قَالَ : « إِنَّ صَاحِبَ هذَا الْأَمْرِ يَطْلُبُهُ مِنْكَ ». فَلَمَّا (٤) جَاءَنَا (٥) نَعْيُهُ (٦) ، بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ (٧) عليهالسلام ابْنُهُ (٨) ، فَسَأَلَنِي ذلِكَ الْمَالَ ، فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ. (٩)
٨٣٠ / ١٤. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ الْأَرْمَنِيِّ (١٠) ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ الزَّيْدِيِّ ، قَالَ أَبُو الْحَكَمِ (١١) : وأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ (١٢) الْجَرْمِيُّ ، عَنْ
__________________
(١) في الإرشاد والغيبة : « بك ».
(٢) في العيون والإرشاد : ـ « من ».
(٣) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ٣٨ ، ح ١٧ ، عن الكليني. وفي عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣١ ، ح ٢٦ ؛ ورجال الكشّي ، ص ٤٥١ ، ح ٨٤٩ ، بسندهما عن سعيد بن أبي الجهم الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٨ ، ح ٨٣٤.
(٤) في الوافي : + « أن ».
(٥) في الإرشاد والغيبة : « جاء ».
(٦) « النَعْيُ » : الإخبار بالموت. يقال : نَعَى الميّتَ ينعاه نَعْياً ونَعِيّاً ، إذا أذاع موته وأخبر به ، وإذا ندبه. النهاية ، ج ٥ ، ص ٨٥ ( نعا ).
(٧) في الإرشاد والغيبة : + « الرضا ».
(٨) في الإرشاد والغيبة : « أبو الحسن الرضا عليهالسلام » بدل « أبو الحسن عليهالسلام ابنه ».
(٩) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٩ ، ح ١٨ ، عن الكليني. رجال الكشّي ، ص ٣١٣ ، ح ٥٦٥ ، بسنده عن الضحّاك بن الأشعث ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٩ ، ح ٨٣٥.
(١٠) في الإرشاد والغيبة : « عليّ بن الحكم » بدل « أبي الحكم الأرمني ». وهو سهو كما سيظهر من قوله : « قال أبوالحكم ».
(١١) أبو الحكم هذا ، هو أبو الحكم الأرمني ، وله إلى يزيد بن سليط طريقان ، ويروي عنه في كلا الطريقين : أحمدبن مهران عن محمّد بن عليّ. فعليه في السند تحويل وتعليق معاً. فتأمّل.
(١٢) في « بف » : « عمّار ». وفي حاشيتها : « عمران ».
يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ ، قَالَ :
لَقِيتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام ـ ونَحْنُ نُرِيدُ الْعُمْرَةَ ـ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ ، فَقُلْتُ (١) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هَلْ تُثْبِتُ (٢) هذَا الْمَوْضِعَ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، فَهَلْ تُثْبِتُهُ أَنْتَ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، إِنِّي (٣) أَنَا وأَبِي لَقِينَاكَ هَاهُنَا وأَنْتَ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، ومَعَهُ إِخْوَتُكَ ، فَقَالَ لَهُ أَبِي : بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي ، أَنْتُمْ كُلُّكُمْ أَئِمَّةٌ مُطَهَّرُونَ ، والْمَوْتُ لَايَعْرى مِنْهُ أَحَدٌ ، فَأَحْدِثْ إِلَيَّ شَيْئاً أُحَدِّثْ (٤) بِهِ مَنْ يَخْلُفُنِي مِنْ بَعْدِي (٥) ؛ فَلَا يَضِلُّ.
قَالَ : « نَعَمْ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، هؤُلَاءِ ولْدِي ، وهذَا سَيِّدُهُمْ ـ وأَشَارَ إِلَيْكَ ـ وقَدْ عُلِّمَ (٦) الْحُكْمَ (٧) والْفَهْمَ (٨) والسَّخَاءَ والْمَعْرِفَةَ (٩) بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ ، ومَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ ودُنْيَاهُمْ ، وفِيهِ حُسْنُ الْخُلُقِ ، وحُسْنُ الْجَوَابِ ، وهُوَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ اللهِ عَزَّ
__________________
(١) في حاشية « ج » : + « له ».
(٢) في « ألف ، ه ، و، بر » والمطبوع : « تثبّت » ـ وكذا « تثبّته » فيما بعد ـ. وفي الشروح : « تُثْبِتُ » من الإثبات بمعنىالمعرفة. يقال : ثابَتَهُ وأَثْبَتَهُ ، أي عَرَفَهُ حَقَّ المعرفة ، وتساعده اللغة. لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢٠ ( ثبت ).
(٣) في « الوافي » : ـ « إنّي ».
(٤) قوله : « احدّث » إمّا مجزوم في جواب الأمر ، أو مرفوع صفة لقوله : « شيئاً » ، كما في « ض » و « بر ». هذا في الشروح. وأمّا قوله : « فلا يضلّ » فمنصوب جواباً للأمر على الثاني ، أو مرفوع تفريعاً محضاً على الأوّل.
(٥) « من يَخْلُفُني من بعدي » ، أي يجيء. يقال : خَلَفْتُهُ ، أي جئتُ بعده. قال المجلسي : « فيه نوع من الأدب بإظهار أنّي لا أتوقّع بقائي بعدك ، لكن أسأل ذلك لأولادي وغيرهم ممّن يكون بعدي ». راجع : المصباح المنير ، ص ١٧٨ ( خلف ) ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٤٧.
(٦) في مرآة العقول : « وقد علم ، على بناء المعلوم المجرّد ، أو على بناء المجهول من التفعيل ».
(٧) « الحُكْمُ » : العلم والفقه والقضاء بالعدل. أو الحِكْمَةُ ، وهي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم ، ويقال لمنيُحسن الصناعات ويُتْقِنها : حكيم. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٤١٩ ( حكم ).
(٨) قال المجلسي : « الفهم : سرعة انتقال الذهن إلى مقصود المتكلّم عند التحاكم وغيره ». وراجع : هامش القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٠٩ ( فهم ).
(٩) « المَعْرِفَةُ » و « العِرْفان » : إدراك الشيء بتفكّر وتدبّر لأثره ، وهو أخصّ من العلم ، ويضادّه الإنكار ، ويقال : فلان يعرف اللهَ ، ولا يقال : يعلم اللهَ متعدّياً إلى مفعول واحد ، ويقال : الله يعلم كذا ، ولا يقال : يعرف كذا. راجع : المفردات للراغب ، ص ٥٦ ( عرف ).
وَجَلَّ ، وفِيهِ أُخْرى خَيْرٌ مِنْ هذَا كُلِّهِ ».
فَقَالَ لَهُ أَبِي : ومَا هِيَ بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي؟
قَالَ عليهالسلام : « يُخْرِجُ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ مِنْهُ (١) غَوْثَ (٢) هذِهِ الْأُمَّةِ وغِيَاثَهَا ، وعَلَمَهَا وَنُورَهَا ، وفَضْلَهَا وحِكْمَتَهَا (٣) ، خَيْرُ مَوْلُودٍ ، وخَيْرُ نَاشِىً (٤) يَحْقُنُ (٥) اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ بِهِ الدِّمَاءَ ، ويُصْلِحُ بِهِ ذَاتَ الْبَيْنِ ، ويَلُمُّ (٦) بِهِ الشَّعْثَ (٧) ، ويَشْعَبُ (٨) بِهِ الصَّدْعَ (٩) ، ويَكْسُو بِهِ الْعَارِيَ ، ويُشْبِعُ بِهِ الْجَائِعَ ، ويُؤْمِنُ بِهِ الْخَائِفَ ، ويُنْزِلُ (١٠) اللهُ (١١) بِهِ الْقَطْرَ (١٢) ، ويَرْحَمُ بِهِ الْعِبَادَ ، خَيْرُ (١٣) كَهْلٍ (١٤) ، وخَيْرُ نَاشِىً ، قَوْلُهُ حُكْمٌ ، وصَمْتُهُ عِلْمٌ ، يُبَيِّنُ لِلنَّاسِ مَا يَخْتَلِفُونَ
__________________
(١) في « بح » : ـ « منه ».
(٢) « الغوث » : اسم من أغاثه إغاثةً ، إذا أعانه ونصره. والغياث اسم من أغاثه ، إذا كشف شدّته. راجع : المصباح المنير ، ص ٤٥٥ ( غوث ).
(٣) في « بح » والوافي : « حكمها ».
(٤) « الناشِئ » ، من نشأ الصبيّ يَنْشَأ نَشْأً ، إذا كبر وشَبَّ وأيْفَعَ ، أي ناهز البلوغ ولم يتكامل ، وحقيقته الذي ارتفع عن حدّ الصبا وقرب من الإدراك من قولهم : نشأ السحاب ، إذا ارتفع. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٥١ ؛ المغرب ، ص ٤٥١ ( نشأ ).
(٥) يقال : حَقَنْتُ لَهُ دَمَهُ ، إذا منعت من قتله وإراقته. النهاية ، ج ١ ، ص ٤١٦ ( حقن ).
(٦) « يَلُمُّ » ، أي يجمع ، من اللَمّ ، مصدر لَمَّ الشيءَ يَلُمُّهُ لَمّاً ، أي جمعه وأصلحه. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٤٧ ( لمم ).
(٧) « الشَعْثُ » و « الشَعَثُ » : انتشار الأمر وخَلَلُهُ. يقال : لَمَّ الله شَعَثَهُ ، أي جمع ما تفرّق من اموره وأصلحه. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١٦٠ ( شعث ).
(٨) « الشَعْب » : الشقّ في الشيء ، وإصلاحه أيضاً الشَعْبُ. تقول : شعبتُ الشيءَ : فرّقته ، وشعبتُه : جمعته ، وهو من الأضداد. تقول : التَأَمَ شَعْبُهُمْ ، إذا اجتمعوا بعد التفرّق ، وتفرّق شَعْبُهُمْ ، إذا تفرّقوا بعد الاجتماع. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٥٦ ( شعب ).
(٩) « الصَدْع » : الشَقّ والتفرّق ، فالمعنى يجمع به التفرّق. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٤١ ( صدع ).
(١٠) في « ب ، بر » : « ينزّل ».
(١١) في « ف ، بف » : ـ « الله ».
(١٢) قال الجوهري : « القَطْر : المطر. والقَطْر : جمع قَطْرَةٍ ». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٩٥ ( قطر ).
(١٣) في شرح المازندراني : « وخير ».
(١٤) قال ابن الأثير : « الكَهْلُ من الرجال : من زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين. وقيل : من ثلاث وثلاثين إلى تمام