الكافي - ج ٢

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٢

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-386-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٤٤

إِطْرَاقِي (١) ، وسُكُونُ أَطْرَافِي (٢) ؛ فَإِنَّهُ أَوْعَظُ لَكُمْ مِنَ النَّاطِقِ الْبَلِيغِ.

وَدَّعْتُكُمْ ودَاعَ مُرْصِدٍ (٣) لِلتَّلَاقِي ، غَداً تَرَوْنَ أَيَّامِي ، ويَكْشِفُ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ عَنْ سَرَائِرِي ، وتَعْرِفُونِّي (٤) بَعْدَ خُلُوِّ مَكَانِي ، وقِيَامِ غَيْرِي مَقَامِي (٥)

إِنْ (٦) أَبْقَ فَأَنَا ولِيُّ دَمِي ؛ وإِنْ أَفْنَ فَالْفَنَاءُ مِيعَادِي ؛ و (٧) إِنْ أَعْفُ فَالْعَفْوُ (٨) لِي قُرْبَةٌ ولَكُمْ حَسَنَةٌ ، فَاعْفُوا واصْفَحُوا (٩) ، أَلَاتُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ‌

__________________

كلامه وسكت فهو خافِتٌ ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٤٨ ( خفت ).

(١) « إطْراقِي » ، إمّا بكسر الهمزة ، بمعنى إرخاء العينين ، من أطْرَقَ ، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض وسكت ، كناية عن عدم تحريك الأجفان. أو بفتحها جمع طِرْقٍ بمعنى القوّة ، أو جمع طَرْقٍ بمعنى الضرب بالمطرقة ، أو جمع طَرْقَة بالفتح بمعنى صنائع الكلام ، يقال : هذه طَرْقَتُهُ ، أي صنعته. والأوّل أظهر وأضبط. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٤١ ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٥ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٠٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٩٨ ( طرق ).

(٢) « أطْرافي » ، جمع طَرَف. والمراد بها الأعضاء والجوارح. أو جمع الطَرْف بمعنى تحريك العين والجفن على رأي القتيبي ؛ فإنّ الطَرْف مصدر لا يثنّى ولا يجمع. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٢٠ ؛ لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٢١٣ ( طرف ).

(٣) « مُرْصِد » ، أي مترقّب ، منتظر ، معدّ ، مهيّئ. ونقل المجلسي عن بعض نسخ النهج : مُرْصَد على صيغةالمفعول. وقال المازندراني : « ويجوز أن يكون اسم مكان من الرصد ـ بالتحريك والتسكين ـ بمعنى المراقبة والانتظار ». راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٢٦ ( رصد ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٤١ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٠١.

(٤) في « ف » ونهج البلاغة ، ص ٢٠٧ : « تعرفونني ». قال في النحو الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٣ : « وهناك لغة تحذف نون الرفع ، أي نون الأفعال الخمسة في غير ما سبق ».

(٥) في « ب ، ج ، ض ، بر » : « وقيامي غير مقامي ». وفي شرح المازندراني : « وقيام غير مقامي ». وفي الوافي : « وقيامي غير مقامي ».

(٦) في « ف » : « وإن ».

(٧) في « ج » : ـ « و ».

(٨) في « ب ، ف ، ه‍ ، بح ، بر ، بس » والوافي : « العفو » مكان « وإن أعف فالعفو ».

(٩) « الصَفْحُ » : العفو والتجاوز عن الذنب. وأصله من الإعراض بصفحة الوجه ، كأنّه أعرض بوجهه عن ذنبه. ظاهر الأمر بالعفو والصفح يناقض قوله عليه‌السلام : « ضربة مكان ضربة » فالمراد العفو عمّن حمل قاتله على القتل ، أو عمّن يجني عليهم بمثل ما جني عليه ، أو يكون المعنى : ضربة إن لم تعفوا مكان ضربة. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٤ ( صفح ) ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٥ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٠٣.

٤١

لَكُمْ (١)؟

فَيَا لَهَا حَسْرَةً عَلى كُلِّ ذِي غَفْلَةٍ أَنْ يَكُونَ عُمُرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً ، أَوْ تُؤَدِّيَهُ أَيَّامُهُ إِلى شِقْوَةٍ ؛ جَعَلَنَا اللهُ وإِيَّاكُمْ مِمَّنْ لَايَقْصُرُ (٢) بِهِ عَنْ طَاعَةِ اللهِ رَغْبَةٌ (٣) ، أَوْ تَحُلُّ (٤) بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ نَقِمَةٌ (٥) ، فَإِنَّمَا نَحْنُ لَهُ وبِهِ ».

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحَسَنِ عليه‌السلام ، فَقَالَ : « يَا بُنَيَّ ، ضَرْبَةً مَكَانَ ضَرْبَةٍ ، ولَاتَأْثَمْ ». (٦)

٧٨١ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَقِيلِيِّ يَرْفَعُهُ (٧) ، قَالَ (٨) :

قَالَ : لَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مُلْجَمٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، قَالَ لِلْحَسَنِ : « يَا بُنَيَّ ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَاقْتُلِ ابْنَ مُلْجَمٍ ، واحْفِرْ (٩) لَهُ فِي الْكُنَاسَةِ (١٠) ـ وو صَفَ (١١) الْعَقِيلِيُّ الْمَوْضِعَ : عَلى بَابِ طَاقِ الْمَحَامِلِ ، مَوْضِعُ (١٢) الشُّوَّاءِ (١٣)

__________________

(١) إشاره إلى الآية ٢٢ من سورة النور (٢٤) : ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ ).

(٢) في « ب » : « لا تقصر ». و « لا يَقْصُرُ » أي لا يعجز. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٩٤ ( قصر ).

(٣) « رَغْبَةٌ » ، فاعل « يقصر » ، وعليه لزم خلاف المعنى المقصود عند المازندراني ، فلذا نصبه تمييزاً عن النسبة في الفعل ، واستبعده المجلسي. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٤٢ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٠٣.

(٤) في « ب ، ه‍ ، بح ، بس ، بف » : « يحلّ ».

(٥) في « ف » : « نعمة ». وفي « ه‍ » : + « منكم ». و « النَقَمَةُ » و « النِقَمَة » : العذاب والعقوبة ، والمكافأة بها. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٩٠ ( نقم ).

(٦) نهج البلاغة ، ص ٢٠٧ ، الخطبة ١٤٩ ، من قوله : « أيّها الناس كلّ امرئ لاق » إلى قوله : « وقيام غيري مقامي ». وراجع : الإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٣٤ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٦٦ ؛ ونهج البلاغة ، ص ٣٧٨ ، الكتاب ٢٣ ؛ وخصائص الأئمّة ، ص ١٠٨ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ، ح ٧٩٦ ؛ البحار ، ج ٤٢ ، ص ٢٠٦ ، ح ١١.

(٧) في « ج » والوافي : « رفعه ».

(٨) في « ج ، ف ، ه‍ ، بف » والوافي : ـ « قال ».

(٩) في « ف » : « فاحفر ».

(١٠) في « بح » : « بالكناسة ».

(١١) في مرآة العقول : « ووصف ، كلام عليّ بن الحسين ».

(١٢) يجوز فيه الرفع خبراً لمبتدأ محذوف ، والجرّ بدلاً عن « طاق المحامل ».

(١٣) « الشُوّاء » : جمع الشاوي ، وهو الذي يَشْوِي اللحمَ ، أي يعرّضه للنار فينضج. قرأه المازندراني : الشِواء ،

٤٢

وَالرُّؤَّاسِ (١) ـ ثُمَّ ارْمِ بِهِ فِيهِ ؛ فَإِنَّهُ وادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ جَهَنَّمَ ». (٢)

٦٧ ـ بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ (٣) عَلَى (٤) الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما‌السلام

٧٨٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ؛ قَالَ الْكُلَيْنِيُّ (٥) : و (٦) عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنِ ابْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَمَّا حَضَرَ (٧) الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهما‌السلام الْوَفَاةُ (٨) ، قَالَ لِلْحُسَيْنِ عليه‌السلام : يَا أَخِي ، إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا : إِذَا (٩) أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي ، ثُمَّ (١٠) وجِّهْنِي إِلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لِأُحْدِثَ (١١) بِهِ عَهْداً ، ثُمَّ اصْرِفْنِي إِلى أُمِّي (١٢) عليها‌السلام ، ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ ، واعْلَمْ أَنَّهُ سَيُصِيبُنِي مِنْ عَائِشَةَ (١٣) مَا يَعْلَمُ اللهُ (١٤) والنَّاسُ‌

__________________

وهو اسم من شويت اللحم شَيّاً. واحتمل المجلسي كونه شَوّاً ، وهو بيّاع الشِواء. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٩٦ ( شوى ).

(١) قرأ المازندراني : الرَءّاس ، وهو بائع الرُؤوس. وقرأ المجلسي : الرُؤّاس جمع الرَءّاس. وأمّا القراءة بالواو فردّه الجوهري ؛ حيث قال : « يقال لبائع الرؤوس : رَءّاس ، والعامّة تقول : رَوّاس ». راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٣٢ ( رأس ).

(٢) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣ ، ح ٦٦ ، بسند آخر عن أبي مَطَر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٥ ، ح ٧٩٧.

(٣) في « ض ، ف ، ه‍ ، بح ، بر » : ـ « والنصّ ».

(٤) في « ج ، ض ، ف ، ه‍ ، بر » : « إلى ».

(٥) في مرآة العقول : « و « قال الكليني » ، كلام تلامذته ، وهو في هذا الموضع غريب ».

(٦) في السند تحويل كما لا يخفى. ويروي عن محمّد بن سليمان الديلمي بكر بن صالح وابن زياد ، والمراد به سهل بن زياد. هذا ، وقد روى بكر بن صالح عن محمّد بن سليمان في الكافي ، ح ٧٤٠.

(٧) في « ف » والوسائل ، ح ١٥٣٦٢ : « حضرت ». وفي الوسائل ، ح ٣٢٩٨ « احتُضر ».

(٨) في الوسائل ، ح ٣٢٩٨ : ـ « الوفاة ».

(٩) في الوسائل ، ح ٣٢٩٨ : « فإذا ».

(١٠) في البحار : « و ».

(١١) في « بس ، بف » : « لُاحدّث ».

(١٢) في الوسائل ، ح ٣٢٩٨ : + « فاطمة ».

(١٣) في الوسائل ، ح ٣٢٩٨ : « من الحميراء ».

(١٤) في الوسائل ، ح ٣٢٩٨ : ـ « الله و ».

٤٣

صَنِيعَهَا (١) وعَدَاوَتَهَا لِلّهِ ولِرَسُولِهِ وعَدَاوَتَهَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.

فَلَمَّا قُبِضَ الْحَسَنُ عليه‌السلام وو ضِعَ عَلَى السَّرِيرِ ، ثُمَّ (٢) انْطَلَقُوا بِهِ (٣) إِلى مُصَلّى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ عَلَى الْجَنَائِزِ ـ فَصَلّى عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ عليه‌السلام ، وحُمِلَ وأُدْخِلَ إِلَى (٤) الْمَسْجِدِ ، فَلَمَّا أُوقِفَ (٥) عَلى قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ذَهَبَ ذُو الْعَيْنَيْنِ (٦) إِلى عَائِشَةَ ، فَقَالَ لَهَا : إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا (٧) بِالْحَسَنِ لِيَدْفِنُوهُ (٨) مَعَ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَخَرَجَتْ (٩) ـ مُبَادِرَةً (١٠) ـ عَلى بَغْلٍ بِسَرْجٍ (١١) ، فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِي الْإِسْلَامِ سَرْجاً ، فَقَالَتْ : نَحُّوا (١٢) ابْنَكُمْ عَنْ‌

__________________

(١) في « ج ، ف ، بر ، بس » وحاشية « بح » : « بغضها ». وفي « ض » : + « بغضها ». وفي الوسائل ، ح ٣٢٩٨ : « من‌صنيعها ». ويجوز فيه وما عُطف عليه الرفع خبراً لمبتدأ محذوف ، أو بدلاً أو بياناً عن الموصول ، والنصب مفعولاً ليعلم ، أو بدلاً أو بياناً عن العائد إلى الموصول. ويؤيّد البدليّة أو البيانيّة ما يأتي في الحديث الثالث من قوله : « ما يعلم الناس من صنيعها ». و « الصنيع » : الفعل القبيح. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٤٥ ( صنع ).

(٢) في مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٠٥ : « قرأ بعض الأفاضل : ثَمَّ ، إشارة للمكان ، أي في بيته. فقوله : انطلقوا ، جواب « لمّا ». ويحتمل أن يكون بالضمّ ، ويكون قوله : فصلّى ، جواب « لمّا » ادخل الفاء عليه للفاصلة ».

(٣) « انطلقوا به » ، أي ذهبوا به. يقال : أطلقتُ الأسير ، إذا حللتَ إساره وخلّيت عنه فانطلق ، أي ذهب في سبيله. راجع : المصباح المنير ، ص ٣٧٦ ( طلق ).

(٤) في « ه‍ ، بف » والوافي : ـ « إلى ».

(٥) في « ف » : « وقف ».

(٦) هكذا في « ألف ، ض ». وفي « ج ، و، بح ، بر ، بس ، بف » والمطبوع : « ذو العوينين ». وفي حاشية « ج » : « ذو العوينتين ». والصحيح في الكلمة ثلاث لغات : ذو العينين ، ذُو العوينتين ، ذُو العُيَيْنَتَيْن فما في المطبوع خارج عن اللغات. ونقل في اللسان عن ابن السكّيت أنّه قال : « لا تقل : ذو العوينتين ». و « العين » : الذي تبعثه لتجسّس الخبر. وتصغيرها : « عُيَيْنَة ». وفي حاشية بدرالدين : « ذوالغويّين ، وهو مروان عليه اللعنة. وهذا تثنية الغويّ ، وهو كثير الغواية ». راجع : حاشية بدرالدين ، ص ١٩٩ ؛ ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٣٢٣ ؛ الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٧٠ ( عين ).

(٧) في « ض » : « ذهب ذوالعينين ، فقال : قد أقبلوا ».

(٨) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « ليدفنوا ».

(٩) في الوسائل ، ج ١١ : + « عائشة ».

(١٠) « مبادِرَةً » ، أي مسرعة. يقال : بدر إلى الشي‌ء بُدُوراً ، وبادر إليه مبادرةً وبداراً ، من باب قَعَد وقاتل ، أي أسرع. راجع : المصباح المنير ، ص ٣٨ ( بدر ).

(١١) في « ف » : « يسرج ». وفي الوسائل ، ج ١١ : « مسرج ».

(١٢) « نَحُّوا » ، أي رُدّوا. من نحّ ينحّ نَحياً ونَحْنَح ، إذا ردّ السائل ردّاً قبيحاً. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٦١٢ ( نحح ).

٤٤

بَيْتِي ؛ فَإِنَّهُ لَايُدْفَنُ فِي بَيْتِي ، ويُهْتَكُ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حِجَابُهُ.

فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ عليه‌السلام : قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ وأَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأَدْخَلْتِ عَلَيْهِ بَيْتَهُ (١) مَنْ لَايُحِبُّ قُرْبَهُ ، وإِنَّ اللهَ تَعَالى سَائِلُكِ (٢) عَنْ ذلِكِ يَا عَائِشَةُ ». (٣)

٧٨٣ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا حَضَرَتِ (٤) الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهما‌السلام الْوَفَاةُ ، قَالَ : يَا قَنْبَرُ ، انْظُرْ هَلْ تَرى مِنْ ورَاءِ بَابِكَ مُؤْمِناً مِنْ غَيْرِ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام؟ فَقَالَ : اللهُ تَعَالى ورَسُولُهُ وَابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ بِهِ (٥) مِنِّي ، قَالَ : ادْعُ لِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ (٦) ، فَأَتَيْتُهُ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ ، قَالَ (٧) : هَلْ حَدَثَ إِلاَّ خَيْرٌ؟ قُلْتُ : أَجِبْ أَبَا مُحَمَّدٍ ، فَعَجَّلَ عَلى (٨) شِسْعِ (٩) نَعْلِهِ ، فَلَمْ يُسَوِّهِ (١٠) ، وخَرَجَ مَعِي يَعْدُو (١١)

فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، سَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (١٢) عليهما‌السلام : اجْلِسْ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ‌

__________________

(١) في « ف ، بح ، بف » وحاشية « ب ، ج ، ض ، بر » والوافي : « على بيته ». وفي « ه‍ ، و » : « أدخلت بيته ».

(٢) في حاشية « بر » : « يسألك ».

(٣) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٧ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٩ ، ح ٧٩٩ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٦٣ ـ ١٦٤ ، ح ٣٢٩٦ و ٣٢٩٨ ، إلى قوله : « ما يعلم الله والناس صنيعها » ؛ وج ١١ ، ص ٤٩٧ ، ح ١٥٣٦٢ ، إلى قوله : « في الإسلام سرجاً » ؛ البحار ، ج ١٠٢ ، ص ٢٦٤ ، ح ١ ، إلى قوله : « ثمّ ردّني فادفنّي بالبقيع ».

(٤) في « ه‍ » والوافي : « حضر ».

(٥) في « ب ، ه‍ » : ـ « به ».

(٦) في الوافي : « محمّد بن عليّ ، يعني به أخاه ابن الحنفيّة ».

(٧) في « بح » : « فقال ».

(٨) في « بس » والوافي : « عن ».

(٩) قال ابن الأثير : « الشِسْعُ : أحد سُيور النعل ، وهو الذي يُدْخَل بين الأصبَعَين ، ويُدْخَلُ طَرَفه في الثقب الذي في صدر النعل المشدود في الزِمام ، والزِمامُ السَيْر الذي يُعْقَدُ فيه الشسْعُ ». النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٧٢ ( شسع ).

(١٠) في « ج » : « فلم يسوّ نعله ».

(١١) قال الفيّومي : « عَدا في مَشية عَدْواً ، من باب قال أيضاً : قارب الهَرْوَلَة وهو دون الجَرْي ». المصباح المنير ، ص ٣٩٧ ( عدو ).

(١٢) في « ب ، ف ، ه‍ » والوافي : ـ « بن عليّ ».

٤٥

مِثْلُكَ يَغِيبُ عَنْ سَمَاعِ كَلَامٍ (١) يَحْيَا (٢) بِهِ الْأَمْوَاتُ ، ويَمُوتُ (٣) بِهِ الْأَحْيَاءُ ، كُونُوا أَوْعِيَةَ الْعِلْمِ ومَصَابِيحَ الْهُدى ؛ فَإِنَّ ضَوْءَ النَّهَارِ بَعْضُهُ أَضْوَأُ مِنْ بَعْضٍ. (٤)

أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وتَعَالى ـ جَعَلَ ولْدَ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام أَئِمَّةً ، وفَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ، وآتى دَاوُدَ عليه‌السلام زَبُوراً ، وقَدْ عَلِمْتَ بِمَا اسْتَأْثَرَ (٥) بِهِ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ (٦) ، إِنِّي أَخَافُ (٧) عَلَيْكَ الْحَسَدَ ، وإِنَّمَا وصَفَ اللهُ بِهِ الْكَافِرِينَ ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ : ( كُفّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) (٨) ولَمْ يَجْعَلِ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِلشَّيْطَانِ عَلَيْكَ سُلْطَاناً.

يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ أَبِيكَ فِيكَ؟ قَالَ : بَلى ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَاكَ عليه‌السلام يَقُولُ يَوْمَ الْبَصْرَةِ (٩) : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَبَرَّنِي (١٠) فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ ، فَلْيَبَرَّ مُحَمَّداً وَلَدِي (١١)

__________________

(١) في « ألف ، ج ، ض ، بح ، بس » وحاشية « بر » : « أن يسمع كلاماً ».

(٢) في « ض ، ف ، ه‍ ، و، بف » : « تحيا ». وفي الوافي : « يحيى به الأموات ، أي أموات الجهل. ويموت به الأحياء ، أي بالموت الإرادي عن لذّات هذه النشأة ، الذي هو حياة اخرويّة في دارالدنيا ».

(٣) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بف » : « تموت ».

(٤) في الوافي : « يعني لاتستنكفوا من التعلّم وإن كنتم علماء ؛ فإنّ فوق كلّ ذي علم عليم ».

(٥) في « ب ، ف ، بف » وحاشية « ض ، بح ، بر » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : + « الله ». وقال الراغب : « الاستئثار : التفرّد بالشي‌ء دون غيره ، وقولُهم : استأثر الله بفلان كنايةً عن موته ، تنبيهٌ على أنّه ممّن اصطفاه وتفرّد تعالى به من دون الورى تشريفاً له ». وقال المجلسي : « وقد علمت بما استأثر الله به ، الباء لتقوية التعدية ، وليس « به » في إعلام الورى [ ص ٢١٦ ] وهو أظهر. والاستيثار : التفضيل ». راجع : المفردات للراغب ، ص ٦٢ ( أثر ) ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٠٨.

(٦) في « بس » : ـ « بن عليّ ».

(٧) في مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٠٨ : « في إعلام الورى : إنّي لا أخاف ، وهو أظهر وأنسب بحال المخاطَب بل المخاطِب أيضاً ». وفي إعلام الورى المطبوع ، ص ٢١٦ : « إنّي أخاف » كما في الكافي.

(٨) البقرة (٢) : ١٠٩.

(٩) في « ج » : « يوم الظلّة ».

(١٠) « أن يَبَرَّني » ، من البِرّ بمعنى الإحسان والإطاعة والإتيان بالحقوق. راجع : المصباح المنير ، ص ٤٣ ( برر ).

(١١) في « ه‍ » : ـ « ولدي ».

٤٦

يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، لَوْ شِئْتُ أَنْ أُخْبِرَكَ وأَنْتَ نُطْفَةٌ فِي ظَهْرِ أَبِيكَ ، لَأَخْبَرْتُكَ.

يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهما‌السلام بَعْدَ وفَاةِ نَفْسِي ومُفَارَقَةِ رُوحِي جِسْمِي إِمَامٌ مِنْ (١) بَعْدِي ، وعِنْدَ اللهِ ـ جَلَّ اسْمُهُ ـ فِي الْكِتَابِ (٢) ورَاثَةً مِنَ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَضَافَهَا اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ لَهُ فِي ورَاثَةِ أَبِيهِ وأُمِّهِ ، فَعَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ خِيَرَةُ خَلْقِهِ ، فَاصْطَفى مِنْكُمْ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، واخْتَارَ مُحَمَّدٌ عَلِيّاً عليه‌السلام ، واخْتَارَنِي عَلِيٌّ عليه‌السلام بِالْإِمَامَةِ ، وَاخْتَرْتُ أَنَا (٣) الْحُسَيْنَ عليه‌السلام؟

فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ : أَنْتَ إِمَامٌ ، وأَنْتَ وسِيلَتِي إِلى مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ واللهِ ، لَوَدِدْتُ أَنَّ نَفْسِي ذَهَبَتْ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَ مِنْكَ هذَا الْكَلَامَ ، أَلَا وإِنَّ فِي رَأْسِي كَلَاماً لَاتَنْزِفُهُ (٤) الدِّلَاءُ ، ولَاتُغَيِّرُهُ (٥) نَغْمَةُ الرِّيَاحِ (٦) ، كَالْكِتَابِ الْمُعْجَمِ (٧) ، فِي الرَّقِّ (٨) الْمُنَمْنَمِ (٩) ، أَهُمُّ‌

__________________

(١) في « بس ، بف » : ـ « من ».

(٢) في « ه‍ » : + « الماضي ». وفي الوافي : « في الكتاب ، يعني في امّ الكتاب واللوح المحفوظ ».

(٣) في « ه‍ » : ـ « أنا ».

(٤) في « ج ، ه‍ ، بف » : « لا ينزفه ». وفي « ف » : « لا ينزّفه ». وفي حاشية بدرالدين : « لاتنزحه » وفي شرح‌المازندراني : « ما تنزفه ». و « لا تَنْزِفُهُ » ، أي لا تنزحه ولا تفنيه ؛ كنايةً عن كثرته. يقال : نَزَفْتُ ماء البئر ، أي نزحتُه كلَّه. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٣٠ ( نزف ).

(٥) في « ه‍ » : « لا يغيّره ».

(٦) كناية عن ثباته وعذوبته. والنغمة : الصوت الخفيّ. وعبّر بالرياح عن الشبهات التي تخرج من أفواه المخالفين الطاعنين في الحقّ. راجع : مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣١١ ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٩٠ ( نغم ).

(٧) « الكتاب المُعْجَمُ » ، أي المختوم المقفّل. من أعجمت الباب ، أي أقفلتُه ؛ أشار به إلى أنّه من الأسرار والرموز. أو المُزال عدم إفصاحه ، يقال : أعجمتُ الحرفَ ، أي أزلت عُجْمتَه بما يميّزه عن غيره بنقط وشكل ؛ وأشار به إلى إبانته عن المكنونات. راجع : الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٩ ؛ المصباح المنير ، ص ٣٩٥ ( عجم ).

(٨) « الرَقُّ » و « الرِقُّ » : جِلْدٌ رقيق يكتب فيه ، وضدُّ الغليظ كالرقيق ، والصحيفةُ البيضاء. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٧٨ ( رقق ).

(٩) في « ب » وحاشية بدرالدين : « المبهم ». وفي « ف ، بف » والوافي : « المنهم » وهو إمّا بسكون النون وفتح الهاء وتشديد الميم ، من قولهم : انهمّ البرد والشحم ، أي ذابا ؛ كنايةً عن إغلاقه وبُعده عن الأفهام كأنّه قد ذاب ومحا ،

٤٧

بِإِبْدَائِهِ (١) ، فَأَجِدُنِي سُبِقْتُ (٢) إِلَيْهِ ، سَبَقَ (٣) الْكِتَابُ الْمُنْزَلُ (٤) أَوْ مَا جَاءَتْ (٥) بِهِ الرُّسُلُ ، وإِنَّهُ لَكَلَامٌ يَكِلُّ (٦) بِهِ لِسَانُ النَّاطِقِ (٧) ويَدُ الْكَاتِبِ حَتّى لَايَجِدَ قَلَماً ، ويُؤْتَوْا (٨) بِالْقِرْطَاسِ حُمَماً (٩) ، فَلَا (١٠) يَبْلُغُ (١١) فَضْلَكَ ، وكَذلِكَ يَجْزِي اللهُ الْمُحْسِنِينَ ، ولَاقُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ :

__________________

فلا يمكن قراءته إلاّبعسر. أو بفتح النون وتشديد الهاء المفتوحة من النهمة ، أي بلوغ الهمّة في الشي‌ء ؛ كنايةً عن كونه ممتلياً بحيث لم يبق شي‌ء غير مكتوب. وفي حاشية « بف » : « المنهنم ». وقوله : « المُنَمْنَمُ » : المُزَيَّن. يقال : نَمْنَمَ الشي‌ءَ نَمْنَمَةً ، أي زيّنه وزخرفه ورقّشه. أو الملتفّ المجتمع. يقال : النبتُ المُنَمْنَم ، أي المُلتفّ المجتمع. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٩٣ ( نمم ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٤٩ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣١١.

(١) في « ب ، ج » وشرح المازندراني ومرآة العقول : « بأدائه ». وفي « ف » وحاشية « بر » : « بادّائه ». وفي « ه‍ » : « بإيدائه ». ونسب المازندراني والمجلسي ما في الكافي إلى بعض النسخ.

(٢) في « ف » : « مضيت ».

(٣) قال المجلسي : « ويمكن أن يقرأ سَبْق بصيغة المصدر مضافاً إلى الكتاب ؛ ليكون مفعولاً مطلقاً للتشبيه. والحاصل : أنّي كلّما أقصد أن أذكر شيئاً ممّا في رأسي من فضائلك ، أو فضائلك ومناقب أخيك ، أجده مذكوراً في كتاب الله وكتب الأنبياء » ، وقال في الوافي : « سُبقت إليه ، أي أنت سبقتني إليه وأخوك سبق القرآن ، فإنّ فيه كلّ شي‌ء ».

(٤) في « ب » : « المنزّل ».

(٥) في « ب ، ف ، بف » وحاشية « بس » وحاشية بدرالدين : « وما خلت ». وفي « ج ، بح » والوافي ومرآة العقول : « أو ما خلت ». وفي حاشية « ج » : « أو ما مضت ». وفي حاشية « بر ، بف » : « وما جاءت ». وفي « ه‍ » وحاشية « بف » الاخرى : « وما مضت ». وفي شرح المازندراني : « أو ما حلّت ».

(٦) « يكلّ » ، من الكلّ بمعنى العجز والإعياء والثقل والتعب والوهن. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٩٠ و ٥٩٤ ( كلل ).

(٧) في « ج ، ض ، ف ، ه‍ ، و، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني : + « حتّى يكلّ لسانُه ». واستظهر العلاّمة المازندراني في شرحه عدمه ، وقال : « ولعلّ المعنى على تقدير وجوده أنّ الكلام الذي في رأسي يكلّ به لسان الناطق الفصيح ويعجز عن إبدائه حتّى يبلغ غاية الكمال ويعجز عن النطق به بالكلّية ».

(٨) في « ض ، ف ، بح ، بر ، بف » والوافي ومرآة العقول : « يؤتى » ، أي من يُكتب له أولهم.

(٩) في « ب » : « جمّاً ». وفي « بر » : « جميعاً ». و « الحمم » : الفحم ، واحدته : حُمَمَة. والحُمَم : الرماد والفحم وكلّ ما احترق من النار. لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٥٧ ( حمم ).

(١٠) في « ب ، ج ، و، بر ، بس » والوافي : « ولا » ، وجعله المازندراني في شرحه أظهر ، بجعل الواو للحال.

(١١) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : + « إلى ».

٤٨

الْحُسَيْنُ عليه‌السلام أَعْلَمُنَا عِلْماً ، وأَثْقَلُنَا حِلْماً (١) ، وأَقْرَبُنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رَحِماً ، كَانَ فَقِيهاً قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ ، وقَرَأَ الْوَحْيَ قَبْلَ أَنْ يَنْطِقَ ، ولَوْ عَلِمَ اللهُ فِي أَحَدٍ (٢) خَيْراً مَا اصْطَفى (٣) مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَلَمَّا اخْتَارَ اللهُ مُحَمَّداً ، واخْتَارَ مُحَمَّدٌ عَلِيّاً عليه‌السلام ، واخْتَارَكَ عَلِيٌّ إِمَاماً ، واخْتَرْتَ الْحُسَيْنَ ، سَلَّمْنَا ورَضِينَا ؛ مَنْ (٤) بِغَيْرِهِ (٥) يَرْضَى (٦)؟ ومَنْ (٧) كُنَّا (٨) نَسْلَمُ (٩) بِهِ مِنْ مُشْكِلَاتِ أَمْرِنَا؟ ». (١٠)

٧٨٤ / ٣. وبِهذَا الْإِسْنَادِ (١١) ، عَنْ سَهْلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَمَّا احْتُضِرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما‌السلام ، قَالَ لِلْحُسَيْنِ عليه‌السلام :يَا أَخِي ، إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا ، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي ، ثُمَّ وجِّهْنِي إِلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لِأُحْدِثَ (١٢) بِهِ عَهْداً ، ثُمَّ اصْرِفْنِي إِلى أُمِّي فَاطِمَةَ عَلَيْها مِنَ اللهِ‌

__________________

(١) في « ف » : « حملاً ». وفي « بح » : « علماً ».

(٢) في « ض ، ف ، بح » والوافي : + « غير محمّد ».

(٣) في « بح » وحاشية « بر » : + « الله ».

(٤) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني ومرآة العقول. وفي المطبوع وحاشية بدرالدين : + « هو ».

(٥) في حاشية « بس » : « بعزّه ».

(٦) في « ألف ، بس ، بف » : « نرضى ». وفي حاشية بدرالدين والوافي : « الرضا ». وقال المازندراني : « وأمّا قراءة نرضى بالنون على أن يكون متكلّماً مع الغير ـ كما في بعض النسخ ـ فلا يخلو ما فيه ؛ لخلوّ « مَنْ » عن العائد إليه إلاّ أن يقدّر أو يجعل ضمير المجرور له ، والأخير واه ». والمجلسي بعد ما نقله عن بعض النسخ قال : « وهو لا يستقيم إلاّبتقدير الباء في أوّل الكلام ، أي بمن بغيره نرضى. وفي بعض النسخ : من بعزة ترضى ».

(٧) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي ومرآة العقول. وفي المطبوع : « [ من غيره ] ». وجعل في المرآة « غيره » مقدّراً على تقدير كون « مَنْ » للاستفهام الإنكاري.

(٨) في « بس » : ـ « كنّا ».

(٩) في « ف » : « نسلّم ». وفي مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣١٣ : « ... ونسلم إمّا بالتشديد فكلمة مِنْ تعليليّة ؛ أو بالتخفيف ، أي نصير به سالماً من الابتلاء بالمشكلات ».

(١٠) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٧ ، ح ٧٩٨.

(١١) إشارة إلى « محمّد بن الحسن وعليّ بن محمّد » المذكورين صدر السند السابق.

(١٢) في « ف ، بس ، بف » : « لُاحدّث ».

٤٩

السَّلَامُ (١) ، ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ ، واعْلَمْ أَنَّهُ سَيُصِيبُنِي مِنَ الْحُمَيْرَاءِ مَا يَعْلَمُ النَّاسُ مِنْ صَنِيعِهَا (٢) وعَدَاوَتِهَا لِلّهِ ولِرَسُولِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعَدَاوَتِهَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.

فَلَمَّا قُبِضَ الْحَسَنُ عليه‌السلام ، وضِعَ (٣) عَلى سَرِيرِهِ ، وانْطَلَقُوا (٤) بِهِ إِلى مُصَلّى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ عَلَى الْجَنَائِزِ ـ فَصَلّى (٥) عَلَى الْحَسَنِ عليه‌السلام ، فَلَمَّا أَنْ صَلّى (٦) عَلَيْهِ ، حُمِلَ فَأُدْخِلَ الْمَسْجِدَ ، فَلَمَّا أُوقِفَ عَلى قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بَلَغَ عَائِشَةَ الْخَبَرُ ، وقِيلَ لَهَا : إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا (٧) بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لِيُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَخَرَجَتْ ـ مُبَادِرَةً (٨) ـ عَلى بَغْلٍ بِسَرْجٍ (٩) ، فَكَانَتْ (١٠) أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِي الْإِسْلَامِ سَرْجاً ، فَوَقَفَتْ وقَالَتْ (١١) : نَحُّوا ابْنَكُمْ عَنْ بَيْتِي ؛ فَإِنَّهُ لَايُدْفَنُ فِيهِ شَيْ‌ءٌ ، ولَايُهْتَكُ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حِجَابُهُ.

فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا : قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ وأَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأَدْخَلْتِ بَيْتَهُ مَنْ لَايُحِبُّ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قُرْبَهُ ، وإِنَّ اللهَ سَائِلُكِ (١٢) عَنْ ذلِكِ يَا عَائِشَةُ ؛ إِنَّ (١٣) أَخِي أَمَرَنِي أَنْ أُقَرِّبَهُ مِنْ أَبِيهِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لِيُحْدِثَ (١٤) بِهِ عَهْداً.

وَاعْلَمِي أَنَّ أَخِي أَعْلَمُ النَّاسِ بِاللهِ ورَسُولِهِ (١٥) ، وأَعْلَمُ بِتَأْوِيلِ كِتَابِهِ مِنْ أَنْ يَهْتِكَ‌

__________________

(١) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ه‍ ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي « ض ، ف » والمطبوع : « عليها‌السلام ».

(٢) « الصنيع » : الفعل القبيح وصنع به صنيعاً قبيحاً أي فعل. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٤٥ ( صنع ).

(٣) هكذا في « ألف ، ج ، ه‍ ، و، بح » والبحار ، ج ٤٤. وفي سائر النسخ والمطبوع : « وو ضع ».

(٤) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « فانطلقوا ». وفي البحار : « وانطلق ». وقوله : « وانطلقوا به » ، أي ذهبوا به. راجع : المصباح المنير ، ص ٣٧٦ ( طلق ).

(٥) في « ب ، بر » : « فصُلّي ». وفي « ف » : « فصلّوا ». وفي مرآة العقول : « فصلّي ، على بناء المجهول ، ويحتمل ‌المعلوم ، فالمرفوع راجع إلى الحسين عليه‌السلام. وكذا قوله : فلمّا أن صلّى ، يحتمل الوجهين ، وأن زائدة لتأكيد الاتّصال ».

(٦) في « ب ، ف » : « صلّي » بدل « أن صلّى ».

(٧) في حاشية « ف » : « أبلغوا ».

(٨) تقدّم معناه ذيل الحديث ١ من هذا الباب.

(٩) في « ف » : « يسرج ».

(١٠) في « ف » : « وكانت ».

(١١) في البحار : « فقالت ».

(١٢) في « ف ، بح ، بر » وحاشية « ج » : « يسألك ».

(١٣) في « ب ، ف » : « وإنّ ».

(١٤) في « ف » : « ليحدّث ».

(١٥) في « ه‍ » : « وبرسوله ».

٥٠

عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سِتْرَهُ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وتَعَالى ـ يَقُولُ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ ) (١) وقَدْ أَدْخَلْتِ أَنْتِ بَيْتَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الرِّجَالَ بِغَيْرِ إِذْنِهِ ، وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ) (٢) وَلَعَمْرِي لَقَدْ ضَرَبْتِ أَنْتِ (٣) لِأَبِيكِ وفَارُوقِهِ عِنْدَ أُذُنِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْمَعَاوِلَ (٤) ، و (٥) قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ : ( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى ) (٦) ولَعَمْرِي لَقَدْ أَدْخَلَ أَبُوكِ وفَارُوقُهُ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بِقُرْبِهِمَا مِنْهُ الْأَذى ، وَمَا رَعَيَا مِنْ حَقِّهِ مَا أَمَرَهُمَا اللهُ بِهِ عَلى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّ اللهَ حَرَّمَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَمْوَاتاً مَا حَرَّمَ مِنْهُمْ أَحْيَاءً ؛ وتَاللهِ يَا عَائِشَةُ ، لَوْ كَانَ هذَا الَّذِي كَرِهْتِيهِ (٧) ـ مِنْ دَفْنِ الْحَسَنِ عِنْدَ أَبِيهِ (٨) صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ـ جَائِزاً فِيمَا بَيْنَنَا وبَيْنَ اللهِ ، لَعَلِمْتِ أَنَّهُ سَيُدْفَنُ وإِنْ رَغِمَ (٩) مَعْطِسُكِ (١٠) ».

قَالَ : « ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ ، وقَالَ : يَا عَائِشَةُ ، يَوْماً عَلى بَغْلٍ ، ويَوْماً عَلى جَمَلٍ ، فَمَا تَمْلِكِينَ نَفْسَكِ ، ولَاتَمْلِكِينَ الْأَرْضَ عَدَاوَةً لِبَنِي هَاشِمٍ.

__________________

(١) الأحزاب (٣٣) : ٥٣.

(٢) الحجرات (٤٩) : ٢.

(٣) في « ه‍ » : ـ « أنت ».

(٤) « المَعاوِل » : جمع المِعْوَل ، وهو حديدة يُنْقَر بها الجبال. ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٣١٥ ( عول ).

(٥) في حاشية « بح » : « وقد ».

(٦) الحجرات (٤٩) : ٣.

(٧) في « ف ، ه‍ » والوافي : « كرهته ».

(٨) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : + « رسول الله ».

(٩) يقال : رَغِمَ رَغَمَ أنْفُه يَرْغَمُ رَغْماً ورِغْماً ورُغْماً ، أي لصق بالرَغام ، وهو التراب ، وأرغم الله أنفَه ، أي ألصقه بالرَغام. هذا هو الأصل ، ثمّ استعمل في الذُلّ والعجز عن الانتصاف ، والانقياد على كُرْه. النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٣٨ ( رغم ).

(١٠) « المَعْطِسُ » : الأنف ؛ لأنّ العُطاس منه يخرج. وقد جاء بفتح الطاء ، ولكنّ الكسر أجود. راجع : لسان‌العرب ، ج ٦ ، ص ١٤٢ ( عطس ).

٥١

قَالَ : « فَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ ، فَقَالَتْ : يَا ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ ، هؤُلَاءِ الْفَوَاطِمُ (١) يَتَكَلَّمُونَ ، فَمَا كَلَامُكَ؟ فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ عليه‌السلام : وأَنّى (٢) تُبْعِدِينَ (٣) مُحَمَّداً مِنَ الْفَوَاطِمِ ، فَوَ اللهِ ، لَقَدْ وَلَدَتْهُ ثَلَاثُ فَوَاطِمَ : فَاطِمَةُ بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ ، وفَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ ، وفَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ (٤) بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حِجْرِ بْنِ عَبْدِ مَعِيصِ (٥) بْنِ عَامِرٍ ».

قَالَ (٦) : « فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِلْحُسَيْنِ عليه‌السلام : نَحُّوا ابْنَكُمْ ، واذْهَبُوا بِهِ (٧) ؛ فَإِنَّكُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (٨) ».

قَالَ : « فَمَضَى الْحُسَيْنُ عليه‌السلام إِلى قَبْرِ أُمِّهِ ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ ، فَدَفَنَهُ بِالْبَقِيعِ ». (٩)

٦٨ ـ بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا‌

٧٨٥ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ وأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ :

__________________

(١) « الفَواطِم » ، أي المنسوبون إلى فاطمة ، فالجمعيّة باعتبار المنسوب ، لا باعتبار المنسوب إليه ؛ فالفاطم بمنزلةالفاطميّ جمع على الفواطم : فاطمة البتول والفواطم الآتية. والمراد : الفاطميّون. وقيل : المنسوبون إلى الفواطم : فاطمة البتول والفواطم الآتية. وهو أظهر لفظاً لكنّه بعيد عن السياق. راجع : مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣١٩.

(٢) في « ب » وحاشية « ض ، ه‍ » : « وأنت ».

(٣) في « ج ، ض ، ف » : « تبعّدين ». وقوله : « وأنّى تبعّدين » وقوله : « وأنّى تبعدين » : من الإبعاد ، أو التبعيد. والاستفهام للإنكار. شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٥٣ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣١٩.

(٤) في « بر » : « أصمّ ».

(٥) في شرح المازندراني : « المعيص ـ بالعين والصاد المهملتين ـ كأمير : بطن من قريش ، وفي بعض النسخ : المغيض بالمعجمتين ».

(٦) في « ج ، ض ، ه‍ ، بس » : ـ « قال ».

(٧) في « ه‍ » وحاشية بدرالدين : « بحقّ أبيكم اذهبوا » بدل « نحّوا ابنكم واذهبوا به ».

(٨) قال الجوهري : « الخَصِمُ بكسر الصاد : الشديد الخُصُومةِ ». الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩١٣ ( خصم ).

(٩) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٠ ، ح ٨٠٠ ؛ البحار ، ج ٤٤ ، ص ١٤٢ ، ح ٩ ؛ وج ١٧ ، ص ٣١ ، ح ١٣ ؛ وج ١٠٠ ، ص ١٢٥ ، ح ١ ، وفي الأخيرين إلى قوله : « وإن رغم معطسك ».

٥٢

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (١) عليهما‌السلام لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ ، دَعَا (٢) ابْنَتَهُ الْكُبْرى فَاطِمَةَ بِنْتَ (٣) الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، فَدَفَعَ إِلَيْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً ، وو صِيَّةً ظَاهِرَةً ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام مَبْطُوناً (٤) مَعَهُمْ (٥) لَايَرَوْنَ إِلاَّ أَنَّهُ لِمَا بِهِ ، فَدَفَعَتْ فَاطِمَةُ الْكِتَابَ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، ثُمَّ صَارَ واللهِ ذلِكَ الْكِتَابُ إِلَيْنَا يَا زِيَادُ ».

قَالَ : قُلْتُ : مَا فِي ذلِكَ الْكِتَابِ جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ؟

قَالَ (٦) : « فِيهِ واللهِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ولْدُ آدَمَ مُنْذُ خَلَقَ اللهُ آدَمَ إِلى أَنْ تَفْنَى الدُّنْيَا ؛ وَاللهِ ، إِنَّ فِيهِ الْحُدُودَ حَتّى أَنَّ فِيهِ أَرْشَ (٧) الْخَدْشِ ». (٨)

٧٨٦ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا حَضَرَ الْحُسَيْنَ عليه‌السلام مَا حَضَرَهُ ، دَفَعَ وصِيَّتَهُ إِلَى ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ ، ظَاهِرَةً فِي كِتَابٍ مُدْرَجٍ (٩) ، فَلَمَّا أَنْ (١٠) كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام مَا كَانَ ، دَفَعَتْ‌

__________________

(١) في « ف ، ه‍ » والوافي : ـ « بن عليّ ».

(٢) في الكافي ، ح ٧٦٤ : « فدعا ».

(٣) في « ه‍ ، بف » وحاشية « بح ، بس » والبصائر ، ص ١٦٣ : « ابنة ».

(٤) « المبطون » : العليل البطن. الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٨٠ ( بطن ).

(٥) في الكافي ، ح ٧٦٤ : ـ « معهم ».

(٦) في « ف » : « فقال ».

(٧) « الأرْش » : ما يأخذه المشتري من البائع إذا اطّلع على عيب في المبيع ، وأُرُوش الجراحات من ذلك ؛ لأنّها جابرة عمّا حصل فيها من النقص. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٩ ( أرش ).

(٨) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما نصّ الله عزّ وجلّ ورسوله على الأئمّة ... ، ذيل ح ٧٦٤ ، إلى قوله : « ثمّ صار والله ذلك الكتاب إلينا » ، مع زيادة في أوّله. بصائر الدرجات ، ص ١٦٣ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد ؛ وفيه ، ص ١٦٤ ، ح ٦ بسنده عن منصور ، إلى قوله : « إلى أن تفنى الدنيا » ؛ وفيه ، ص ١٤٨ ، ح ٩ ، بسنده عن أبي الجارود ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٢ ، ح ٨٠١.

(٩) هكذا في أكثر النسخ والشروح. وفي « و » والمطبوع : « مُدَرّج » بالتشديد. و « مُدْرَج » : اسم مفعول من الإدراج ، أي المطويّ. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٥٤ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٢١.

(١٠) في « بح » والبصائر ، ص ١٦٨ : ـ « أن ».

٥٣

ذلِكَ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ».

قُلْتُ لَهُ : فَمَا فِيهِ يَرْحَمُكَ اللهُ؟

فَقَالَ (١) : « مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ولْدُ آدَمَ مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا إِلى أَنْ تَفْنى (٢) ». (٣)

٧٨٧ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْحُسَيْنَ (٤) ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ لَمَّا صَارَ (٥) إِلَى الْعِرَاقِ ، اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ الْكُتُبَ والْوَصِيَّةَ ، فَلَمَّا رَجَعَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ ». (٦)

٧٨٨ / ٤. وفِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ : عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، عَنْ فُلَيْحِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الشَّيْبَانِيِّ ، قَالَ :

وَاللهِ ، إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وعِنْدَهُ ولْدُهُ إِذْ جَاءَهُ (٧) جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَخَلَا بِهِ (٨) ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَخْبَرَنِي أَنِّي سَأُدْرِكُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يُقَالُ لَهُ : مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ يُكَنّى أَبَا جَعْفَرٍ ، فَإِذَا‌

__________________

(١) في « ف » والوافي والبصائر ، ص ١٦٨ : « قال ».

(٢) في البصائر ، ص ١٦٨ : « أن ينتهي ».

(٣) بصائر الدرجات ، ص ١٦٨ ، ح ٢٤ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن عبد الجبّار ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران جميعاً ، عن محمّد بن سنان. وفيه ، ص ١٤٨ ، ح ١٢ ، بسنده عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ابن أبي نجران ، عن أبي الجارود ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٢ ، ح ٨٠٢.

(٤) في « ج ، ض ، بر ، بس ، بف » : + « بن عليّ ».

(٥) في « ف » : « سار ».

(٦) الغيبة للطوسي ، ص ١٩٥ ، ح ١٥٩ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٣ ، ح ٨٠٣.

(٧) في « ب » : « إذ جاء ».

(٨) « خلا به » وإليه ومعه خَلْواً وخلاءً وخلوَةً : سأله أن يجتمع به في خلوة ففعل. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٨٠ ( خلا ).

٥٤

أَدْرَكْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ.

قَالَ : ومَضى جَابِرٌ ، ورَجَعَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَجَلَسَ مَعَ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام وَإِخْوَتِهِ ، فَلَمَّا صَلَّى الْمَغْرِبَ ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « أَيَّ شَيْ‌ءٍ قَالَ لَكَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ (١)؟ » فَقَالَ (٢) : « قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَالَ : إِنَّكَ سَتُدْرِكُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِيَ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، يُكَنّى أَبَا جَعْفَرٍ ، فَأَقْرِئْهُ مِنِّي (٣) السَّلَامَ ».

فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ (٤) : « هَنِيئاً لَكَ ـ يَا بُنَيَّ ـ مَا خَصَّكَ اللهُ بِهِ مِنْ رَسُولِهِ مِنْ بَيْنِ أَهْلِ بَيْتِكَ ، لَا تُطْلِعْ (٥) إِخْوَتَكَ عَلى هذَا ، فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً ، كَمَا كَادَ (٦) إِخْوَةُ يُوسُفَ لِيُوسُفَ (٧) عليه‌السلام ». (٨)

٦٩ ـ بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ (٩) عليه‌السلام

٧٨٩ / ١. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْكُوفِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ (١٠) بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ‌

__________________

(١) في « ه‍ » : ـ « الأنصاري ».

(٢) في « ف ، بح » : « قال فقال ». وفي « بر » : « قال قال ».

(٣) في « ب » : « عنّي ».

(٤) في « ب » : ـ « أبوه ».

(٥) في « ج ، ض ، و » : « لا تطّلع ».

(٦) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ه‍ ، بر ، بف » وحاشية « ض ، ف ، بح » والوافي. وتقتضيه القواعد. وفي « ف » : « كادت ». وفي « ض ، و، بح ، بس » والمطبوع : « كادوا ». وهو صحيح على لغة : أكلوني البراغيث ، أو كون « إخوة » بدلاً عن الضمير.

(٧) في « بح » : « على يوسف ».

(٨) راجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه‌السلام ، ح ١٢٧٦ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ٣٥٣ ، المجلس ٥٦ ، ح ٩ ؛ علل الشرائع ، ص ٢٣٣ ، ح ١ ؛ الاختصاص ، ص ٦٢ ؛ الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٥٨ ـ ١٥٩ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٤ ، ح ٨٠٤.

(٩) في « بر » : + « محمّد بن عليّ ».

(١٠) إسماعيل هذا ، هو إسماعيل بن محمّد بن عبدالله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ولم يثبت روايته‌عن أبي جعفر عليه‌السلام الظاهر منه الباقر عليه‌السلام بقرينة رواية إبراهيم بن أبي البلاد عن إسماعيل ، فلايبعد وقوع خلل في السند من سقط أو إرسال. راجع : تهذيب الأنساب ، ص ١٨٤.

وأما كون الصواب في العنوان « إسماعيل بن محمّد عن عبدالله بن علي بن الحسين » كما استظهره العلاّمة المجلسي في مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٢٢ ، فلم نجد له شاهداً.

٥٥

بْنِ الْحُسَيْنِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا حَضَرَ (١) عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام الْوَفَاةُ قَبْلَ ذلِكَ ، أَخْرَجَ سَفَطاً (٢) أَوْ صُنْدُوقاً عِنْدَهُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، احْمِلْ هذَا الصُّنْدُوقَ ». قَالَ : « فَحَمَلَ بَيْنَ أَرْبَعَةٍ (٣) ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ (٤) ، جَاءَ (٥) إِخْوَتُهُ يَدَّعُونَ فِي (٦) الصُّنْدُوقِ ، فَقَالُوا : أَعْطِنَا نَصِيبَنَا فِي (٧) الصُّنْدُوقِ ، فَقَالَ : واللهِ ، مَا لَكُمْ فِيهِ شَيْ‌ءٌ ، ولَوْ كَانَ لَكُمْ فِيهِ شَيْ‌ءٌ ، مَا دَفَعَهُ إِلَيَّ » ‌

وَكَانَ فِي الصُّنْدُوقِ سِلَاحُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكُتُبُهُ. (٨)

٧٩٠ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ (٩) عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ :

الْتَفَتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام إِلى ولْدِهِ ـ وهُوَ فِي الْمَوْتِ وهُمْ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَهُ ـ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، فَقَالَ : « يَا مُحَمَّدُ ، هذَا الصُّنْدُوقُ اذْهَبْ بِهِ إِلى بَيْتِكَ » ، قَالَ : « أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ دِينَارٌ ولَادِرْهَمٌ ، ولكِنْ (١٠) كَانَ مَمْلُوءاً عِلْماً ». (١١)

__________________

(١) في « ف ، بس » والبصائر ، ص ١٨٠ و ١٨١ : « حضرت ».

(٢) قال المطرّزي : « السَفَطُ : واحد الأسفاط ، وهو ما يُعَبّى فيه الطيب وما أشبهه من آلات النساء ، ويستعارللتابوت الصغير ». المغرب ، ص ٢٢٦ ( سفط ).

(٣) في شرح المازندراني : + « رجال ».

(٤) في مرآة العقول : « فلمّا تُوفّي ، إمّا كلام الباقر عليه‌السلام على سبيل الالتفات ، أو كلام الراوي ».

(٥) في « ف » : « جاءت ».

(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبصائر ، ص ١٨٠ و ١٨١. وفي المطبوع : « [ ما ] في ».

(٧) في « بح » وحاشية « ه‍ ، بس ، بف » : « من ».

(٨) بصائر الدرجات ، ص ١٨٠ ، ح ١٨ ، بسنده عن أبي القاسم ؛ وفيه ، وص ١٨١ ، ح ٢٤ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن أبي القاسم الكوفي ومحمّد بن إسماعيل القمّي ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن عيسى بن عبد الله ، عن الصادق عليه‌السلام الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٤ ، ح ٨٠٥.

(٩) في « ف ، بف » : « عن ». وهو سهو ؛ فإنّ محمّد بن عبد الله ، هو محمّد بن عبد الله بن زرارة ، توسّط بين محمّد بن الحسين وبين عيسى بن عبد الله [ الهاشمي ] ، في بعض الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٦ ، ص ٤٣١ ـ ٤٣٢.

(١٠) في « ب ، ف ، ه‍ ، بف » والوافي : « ولكنّه ».

(١١) بصائر الدرجات ، ص ١٦٥ ، ح ١٣ ، عن عمران بن موسى الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٥ ، ح ٨٠٦.

٥٦

٧٩١ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى ابْنِ حَزْمٍ : أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهِ بِصَدَقَةِ (١) عَلِيٍّ وعُمَرَ وعُثْمَانَ ، وإِنَّ (٢) ابْنَ حَزْمٍ بَعَثَ إِلى زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ ـ وكَانَ أَكْبَرَهُمْ ـ فَسَأَلَهُ الصَّدَقَةَ ، فَقَالَ زَيْدٌ : إِنَّ الْوَالِيَ (٣) كَانَ بَعْدَ عَلِيٍّ الْحَسَنَ ، وَبَعْدَ الْحَسَنِ الْحُسَيْنَ ، وبَعْدَ الْحُسَيْنِ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، وبَعْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عليهم‌السلام فَابْعَثْ إِلَيْهِ ؛ فَبَعَثَ ابْنُ حَزْمٍ إِلى أَبِي ، فَأَرْسَلَنِي أَبِي بِالْكِتَابِ إِلَيْهِ حَتّى دَفَعْتُهُ إِلَى ابْنِ حَزْمٍ ».

فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا (٤) : يَعْرِفُ هذَا ولْدُ الْحَسَنِ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، كَمَا يَعْرِفُونَ (٥) أَنَّ هذَا لَيْلٌ ، ولكِنَّهُمْ (٦) يَحْمِلُهُمُ (٧) الْحَسَدُ ، ولَوْ طَلَبُوا الْحَقَّ بِالْحَقِّ (٨) ، لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ ، ولكِنَّهُمْ يَطْلُبُونَ الدُّنْيَا ». (٩)

٧٩٢ / ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

__________________

(١) في الوافي : « بصدقة ... ، أي بما وقفوا من أموالهم وحبسوه ».

(٢) في « ه‍ » : ـ « إنّ ».

(٣) في الوافي : « إنّ الوالي ، يعني على الصدقات ». وفي مرآة العقول : « وفي بعض النسخ : الوليّ ، أي متولّي تلك‌الصدقات ، أو المتولّي لجميع الامور المتعلّقة بهم ، من الخلافة وتولية الأوقاف وغيرها ».

(٤) في شرح المازندراني : « قوله : فقال له بعضنا ، كلام الحسين بن أبي العلاء ، وضمير « له » لأبي عبد الله عليه‌السلام ، وهذا إشارة إلى ما ذكره زيد بن الحسن ، أو إلى كون الوالي هؤلاء. والمآل واحد ».

(٥) في « ج ، ف ، ه‍ ، بح » : « تعرفون ».

(٦) في « ه‍ » : « ولكن ».

(٧) في الوافي : « ولكن غلبهم » بدل « ولكنّهم يحملهم ».

(٨) في « بر » : ـ « بالحقّ ».

(٩) راجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه ذكر الصحيفة والجفر ... ، ح ٦٣٩ ومصادره الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٥ ، ح ٨٠٧.

٥٧

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى ابْنِ حَزْمٍ » ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : « بَعَثَ ابْنُ حَزْمٍ إِلى زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ وكَانَ أَكْبَرَ مِنْ أَبِي عليه‌السلام ». (١)

عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ مِثْلَهُ.

٧٠ ـ بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ

جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا‌

٧٩٣ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ (٢) ، قَالَ :

نَظَرَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَمْشِي ، فَقَالَ : « تَرى هذَا؟ هذَا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) (٣) ». (٤)

٧٩٤ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا حَضَرَتْ أَبِي عليه‌السلام الْوَفَاةُ ، قَالَ : يَا جَعْفَرُ ، أُوصِيكَ بِأَصْحَابِي خَيْراً ، قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، واللهِ لَأَدَعَنَّهُمْ (٥) والرَّجُلُ مِنْهُمْ يَكُونُ (٦) فِي الْمِصْرِ ، فَلَا يَسْأَلُ أَحَداً ». (٧)

__________________

(١) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٦ ، ح ٨٠٨.

(٢) في « ه‍ » : ـ « الكناني ».

(٣) القصص (٢٨) : ٥.

(٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٠ ، عن أبان بن عثمان الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٧ ، ح ٨٠٩.

(٥) في الوافي : « لأدعنّهم ، أي لأتركنّهم علماء أغنياء ، لايحتاجون إلى أحد في السؤال » وفي شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٥٨ : « وفي بعض النسخ : لأرْعَنَّهُم ، بسكون الراء من الرعاية ».

(٦) في « ج ، ض ، ف ، ه‍ ، بر ، بس ، بف » والوافي : « يكون منهم ».

(٧) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٠ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٧ ، ح ٨١٠.

٥٨

٧٩٥ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْمُثَنّى ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ مِنْ سَعَادَةِ الرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ لَهُ الْوَلَدُ يَعْرِفُ فِيهِ شِبْهَ (١) خَلْقِهِ وخُلُقِهِ (٢) وشَمَائِلِهِ (٣) ، وإِنِّي لَأَعْرِفُ مِنِ ابْنِي هذَا شِبْهَ خَلْقِي وخُلُقِي وَشَمَائِلِي » يَعْنِي أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام. (٤)

٧٩٦ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ طَاهِرٍ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَأَقْبَلَ جَعْفَرٌ عليه‌السلام ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « هذَا خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ـ أَوْ أَخْيَرُ (٥) ـ ». (٦)

٧٩٧ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (٧) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ طَاهِرٍ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَأَقْبَلَ جَعْفَرٌ عليه‌السلام ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « هذَا خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (٨) ». (٩)

__________________

(١) في الكافي ، ح ١٠٤٢٤ : « شبهه ».

(٢) « الخُلُق » و « الخُلْق » : الدين والطبع والسَجيّة ، وحقيقته أنّه لصورة الإنسان الباطنة بمنزلة الخَلْق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها ، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة. النهاية ، ج ٢ ، ص ٧٠ ( خلق ).

(٣) « الشمائل » : جمع الشِمال ، وهو الطبع والخُلُق. وقال المجلسي : « جمع شمال كسحاب ، أي الطبائع الظاهرة كالهيئة والصورة والقامة ». راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٣٦٥ ( شمل ).

(٤) الكافي ، كتاب العقيقة ، باب شبه الولد ، ح ١٠٤٢٤ وفيه إلى قوله : « خلقه وشمائله » الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٧ ، ح ٨١١ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٥٦ ، ح ٢٧٢٨٥.

(٥) في الإرشاد : ـ « أو أخير ».

(٦) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨١ ، عن عليّ بن الحكم عن طاهر الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٨ ، ح ٨١٢ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ١ ، ح ٨.

(٧) السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٨) في « ب » وحاشية « بف » : + « أو أخير ».

(٩) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨١ ، عن عليّ بن الحكم ، عن طاهر الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٨ ، ح ٨١٢ ؛ البحار ، ج ٤٧ ،

٥٩

٧٩٨ / ٦. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ طَاهِرٍ ، قَالَ :

كُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَأَقْبَلَ جَعْفَرٌ عليه‌السلام ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « هذَا خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (١) ». (٢)

٧٩٩ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ (٣) ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ عَنِ الْقَائِمِ عليه‌السلام ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَقَالَ : « هذَا واللهِ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

__________________

ص ١٣ ، ح ٨.

(١) في حاشية « بر » : + « أو أخير ».

(٢) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨١ ، عن عليّ بن الحكم ، عن طاهر الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٨ ، ح ٨١٢ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ١٣ ، ح ٨.

(٣) كذا في النسخ والمطبوع ، ورواية هشام بن سالم عن جابر بن يزيد غير معهودة. ويبعِّدها بُعد طبقتهما ، فإنّ جابراً كان من أصحاب أبي جعفر الباقر عليه‌السلام وأدرك أبا عبد الله عليه‌السلام ومات في حياته سنة ١٢٧ أو ١٢٨ أو ١٣٢. وهشام بن سالم كان من أصحاب أبي عبدالله وأبي الحسن موسى عليهما‌السلام. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٢٨ ، الرقم ٣٣٢ ؛ وص ٤٣٤ ، الرقم ١١٦٥ ؛ رجال البرقي ، ص ٣٤ ، ص ٤٨ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٤ ، ص ٤٦٥ ، الرقم ٨٧٩.

فعليه يحتمل سقوط الواسطة بينهما ، ويقوّي هذا الاحتمال ما ورد في ذيل الخبر : « قال عنبسة : فلمّا قبض أبو جعفر عليه‌السلام » إلخ.

فإنّ هذا يقتضي أنّ عنبسة سمع الخبر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ٧ ، ثمّ عرضه على أبي عبد الله ٧ فصحّحه وصدّق جابراً.

لكن هذا الاحتمال ضعيف غاية الضعف ؛ لعدم ثبوت رواية هشام عن عنبسة عن جابر في شي‌ءٍ من الأسناد.

هذا ، واحتمل الاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري ـ دام توفيقه ـ في تعليقته على السند أنّ الأصل في السند كان هكذا : عنبسة عن جابر بن يزيد الجعفي ، ثمّ صُحِّفَ عنسبة بهشام لتشابههما في الخطوط القديمة الكوفية بعد حذف « الألف » من هشام ، ثمّ اضيف « بن سالم » تفسيراً لهشام ، فادرج التفسير في المتن.

يؤيّد هذا الاحتمال ما ورد في بعض الأسناد من رواية ابن محبوب عن عنبسة العابد. راجع : الكافي ، ح ١٧٤٨ و ٢٥٢٦ و ٣١٣٧ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ٢٣١ ، المجلس ٤٧ ، ح ١١ ، وص ٣٤٠ ، المجلس ٦٥ ، ح ٤.

٦٠