الكافي - ج ٢

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٢

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-386-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٤٤

سَنَةً ، فِي عَامِ (١) خَمْسِينَ سَنَةً (٢) ؛ عَاشَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَرْبَعِينَ سَنَةً ». (٣)

١٢٥٦ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ :

إِنَّ جَعْدَةَ بِنْتَ الْأَشْعَثِ (٤) بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ سَمَّتِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عليه‌السلام ، وسَمَّتْ مَوْلَاةً لَهُ ، فَأَمَّا مَوْلَاتُهُ فَقَاءَتِ السَّمَّ ؛ وأَمَّا الْحَسَنُ فَاسْتَمْسَكَ فِي بَطْنِهِ ، ثُمَّ انْتَفَطَ (٥) بِهِ ، فَمَاتَ. (٦)

١٢٥٧ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنِ الْقَاسِمِ النَّهْدِيِّ (٧) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ الْكُنَاسِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « خَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما‌السلام فِي بَعْضِ عُمَرِهِ (٨) ـ ومَعَهُ‌

__________________

(١) في حاشية « ج » : « سنة ».

(٢) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : ـ « سنة ».

(٣) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٥٤ ، ح ١٣٧٤ ؛ البحار ، ج ٤٤ ، ص ١٤٤ ، ح ١٠.

(٤) هكذا في النسخ. وفي المطبوع : « أشعث ».

(٥) في « بح » وحاشية « ض ، بس ، بف » : « انتقض ». قال في مرآة العقول : « وفي بعض النسخ : فانتقض به ، بالقاف ، أي كسره. وفي بعضها بالفاء ، أي تفرّق بعض أحشائه ».

ومعنى قوله : « انتفط » : تورّم ، أو غلى ، يقال : نَفِطَتْ يده وتنفّطت ، أي قَرِحَت من العمل ، أو هو ما يصيبها بين الجلد واللحم من الماء. ويقال لها بالفارسيّة : « تاول » و « آبله ». راجع : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٤١٦ ؛ المصباح المنير ، ص ٦١٨ ( نفط ).

(٦) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٥٣ ، ح ١٣٧١ ؛ البحار ، ج ٤٤ ، ص ١٤٤ ، ح ١٢.

(٧) الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ٢٥٦ ، ح ١٠ : عن الهيثم النهدي عن إسماعيل بن مروان ـ والصواب إسماعيل بن مهران ، كما في البحار ، ج ٤٣ ، ص ٣٢٣ ، ح ١ وبعض المخطوطات البصائر ـ فقد روى الهيثم النهدي عن إسماعيل بن مهران في بصائر الدرجات ، ص ٤٤٣ ، ح ٩ ، وروى عنه بعنوان الهيثم بن أبي مسروق النهدي في الأمالي للصدوق ، ص ٤٣٥ ، المجلس ٨١ ، ح ١ ؛ وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ٣٧ ، ح ١٥ والاختصاص ، ص ٣٢٨.

فعليه ، الظاهر وقوع التصحيف في عنوان « القاسم النهدي » وأنّ الصواب « الهيثم النهدي ».

(٨) في البصائر : « عمرة ».

٥٠١

رَجُلٌ مِنْ ولْدِ الزُّبَيْرِ كَانَ يَقُولُ بِإِمَامَتِهِ (١) ـ فَنَزَلُوا فِي مَنْهَلٍ (٢) مِنْ تِلْكَ الْمَنَاهِلِ (٣) تَحْتَ نَخْلٍ يَابِسٍ قَدْ يَبِسَ مِنَ الْعَطَشِ (٤) ، فَفُرِشَ لِلْحَسَنِ عليه‌السلام تَحْتَ نَخْلَةٍ ، وفُرِشَ لِلزُّبَيْرِيِّ بِحِذَاهُ (٥) تَحْتَ نَخْلَةٍ أُخْرى ».

قَالَ : « فَقَالَ الزُّبَيْرِيُّ ـ ورَفَعَ رَأْسَهُ ـ : لَوْ كَانَ فِي هذَا النَّخْلِ رُطَبٌ لَأَكَلْنَا مِنْهُ (٦) ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ عليه‌السلام : وإِنَّكَ لَتَشْتَهِي الرُّطَبَ؟ فَقَالَ الزُّبَيْرِيُّ : نَعَمْ ».

قَالَ : « فَرَفَعَ (٧) يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَدَعَا بِكَلَامٍ لَمْ أَفْهَمْهُ (٨) ، فَاخْضَرَّتِ النَّخْلَةُ ، ثُمَّ صَارَتْ إِلى حَالِهَا ، فَأَوْرَقَتْ ، وحَمَلَتْ رُطَباً ، فَقَالَ (٩) الْجَمَّالُ الَّذِي اكْتَرَوْا مِنْهُ : سِحْرٌ (١٠) وَاللهِ ».

قَالَ : « فَقَالَ (١١) الْحَسَنُ عليه‌السلام : ويْلَكَ ، لَيْسَ بِسِحْرٍ ، ولكِنْ دَعْوَةُ ابْنِ نَبِيٍّ مُسْتَجَابَةٌ (١٢) ».

قَالَ : « فَصَعِدُوا إِلَى (١٣) النَّخْلَةِ ، فَصَرَمُوا (١٤) مَا كَانَ فِيهَا (١٥) ،

__________________

(١) في البصائر : + « قال ».

(٢) قال الجوهري : « المَنْهَلُ : المَوْرِدُ ، وهو عين ماء ترده الإبلُ في المراعي. وتسمّى المنازل التي في المفاوز على طرق السُفّار : مناهلَ ؛ لأنّ فيها ماءً ». وقال ابن الأثير : « المَنْهَلُ من المياه : كلّ ما يطؤه الطريق. وما كان على غير الطريق لا يدعى منهلاً ، ولكن يضاف إلى موضعه ، أو إلى من هو مختصّ به ، فيقال : مَنْهَلُ بني فلان ، أي مشربهم. وموضع نَهَلِهم ، أي شربهم ». راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٣٧ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٣٨ ( نهل ).

(٣) في البصائر : + « قال : نزلوا ».

(٤) في البصائر : + « قال ».

(٥) هو من تخفيف الهمزة بحذفها. وفي البصائر : « بحذائه ».

(٦) في البصائر : + « قال ».

(٧) في « ج » : « فقال رفع ». وفي البصائر : « قال : نعم ، فرفع الحسن عليه‌السلام » بدل « فقال الزبيري : نعم. قال : فرفع ».

(٨) في « بس » : « لم يفهم ». وفي البصائر : « لم يفهمه الزبيري ».

(٩) في البصائر : « قال : فقال له ».

(١٠) « سِحْرٌ » ، خبر مبتدأ محذوف ، أي هذا سحر. واحتمل العلاّمة المازندراني والمجلسي كونه فعلاً.

(١١) في البصائر : + « له ».

(١٢) في البصائر : « مجابة ».

(١٣) في « ف » : ـ « إلى ».

(١٤) « فَصَرَمُوا » ، أي قطعوا ثمرها ؛ من الصِرام ، وهو قطع الثمرة واجتناؤها من النخلة. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٦ ( صرم ).

(١٥) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي. وفي « بح » والمطبوع : « فيه ».

٥٠٢

فَكَفَاهُمْ (١) ». (٢)

١٢٥٨ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ومُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ رِجَالِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْحَسَنَ (٣) عليه‌السلام قَالَ : إِنَّ لِلّهِ مَدِينَتَيْنِ : إِحْدَاهُمَا بِالْمَشْرِقِ ، والْأُخْرى بِالْمَغْرِبِ ، عَلَيْهِمَا سُورٌ (٤) مِنْ حَدِيدٍ ، وعَلى كُلِّ واحِدٍ (٥) مِنْهُمَا (٦) أَلْفُ أَلْفِ مِصْرَاعٍ (٧) ، وفِيهَا (٨) سَبْعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لُغَةٍ ، يَتَكَلَّمُ (٩) كُلُّ لُغَةٍ بِخِلَافِ لُغَةِ (١٠) صَاحِبِهَا (١١) ، وَأَنَا أَعْرِفُ جَمِيعَ اللُّغَاتِ ومَا فِيهِمَا ومَا بَيْنَهُمَا ؛ ومَا عَلَيْهِمَا (١٢) حُجَّةٌ غَيْرِي وغَيْرُ (١٣) الْحُسَيْنِ أَخِي (١٤) ». (١٥)

__________________

(١) في البصائر : « حتّى يصرموا ممّا كان فيها فأكفاهم » بدل « فصرموا ما كان فيه فكفاهم ».

(٢) بصائر الدرجات ، ص ٢٥٦ ، ح ١٠ ، عن الهيثم النهدي ، عن إسماعيل بن مروان ، عن عبد الله الكناسي الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٥١ ، ح ١٣٦٨.

(٣) في حاشية « ج » : + « بن عليّ ».

(٤) في البصائر ، ص ٣٣٨ : « سوران ». وهو مقتضى قوله : « منهما » ؛ لرجوع الضمير إليه دون المدينة ، وإلاّ لقال : « على كلّ واحدة ».

(٥) في البصائر ، ص ٤٩٣ : « مدينة » بدل « واحد ».

(٦) في « ب » : ـ « منهما ». وفي البصائر ، ص ٣٣٨ ، والاختصاص : « كلّ مدينة ». وفي البصائر ص ٤٩٣ : + « سبعون ».

(٧) في البصائر ، ص ٣٣٨ و ٤٩٣ : + « من ذهب ». و « المصراع » : واحد مصراعَي الباب ، وهما بابان منصوبان‌ينضمّان جميعاً مدخلهما في الوسط من المصراعين. لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٩٩ ( صرع ).

(٨) أي في كلّ مدينة. وفي « ض » : « فيهما ». وهو الأنسب. وفي الاختصاص : « مصراعين من ذهب وفيهما ».

(٩) في « بح » : « تتكلّم ».

(١٠) في « ب » : ـ « لغة ». وفي حاشية « ج » : « كلام ».

(١١) في « ب » والبصائر ص ٣٣٨ و ٤٩٣ : « صاحبه ».

(١٢) في البصائر ، ص ٣٣٨ : « عليها ».

(١٣) في البصائر ، ص ٣٣٨ : ـ « غير ».

(١٤) في الوافي : « كأنّ المدينتين كنايتان عن عالمي المثال المتقدّم إحداهما على الدنيا ، هو المشرقي ، والمتأخّر آخر عنها ، وهو المغربي. وكون سورهما من حديد كنايةٌ عن صلابته وعدم إمكان الدخول فيهما إلاّ عن أبوابهما. وكثرة اللغات كنايةٌ عن اختلاف الخلائق في السلائق والألسن اختلافاً لايحصى. وحجيّته وحجيّة أخيه في زمانهما ظاهرة ؛ فإنّها كانت عامّة لجميع الخلق ».

(١٥) بصائر الدرجات ، ص ٣٣٨ ، ذيل ح ٤ ؛ وص ٤٩٣ ، ح ١١. الاختصاص ، ص ٢٩١ ، عن يعقوب بن يزيد

٥٠٣

١٢٥٩ / ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ صَنْدَلٍ (١) ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « خَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه‌السلام إِلى مَكَّةَ سَنَةً مَاشِياً ، فَوَرِمَتْ قَدَمَاهُ ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَوَالِيهِ : لَوْ رَكِبْتَ لَسَكَنَ عَنْكَ هذَا الْوَرَمُ ، فَقَالَ : كَلاَّ ، إِذَا أَتَيْنَا هذَا الْمَنْزِلَ ، فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُكَ أَسْوَدُ و (٢) مَعَهُ دُهْنٌ ، فَاشْتَرِ مِنْهُ ، ولَا تُمَاكِسْهُ.

فَقَالَ لَهُ مَوْلَاهُ : بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي ، مَا قَدِمْنَا مَنْزِلاً فِيهِ أَحَدٌ يَبِيعُ هذَا الدَّوَاءَ ، فَقَالَ (٣) : بَلى إِنَّهُ أَمَامَكَ دُونَ الْمَنْزِلِ ، فَسَارَا مِيلاً ، فَإِذَا هُوَ بِالْأَسْوَدِ ، فَقَالَ الْحَسَنُ (٤) عليه‌السلام لِمَوْلَاهُ : دُونَكَ الرَّجُلَ ، فَخُذْ مِنْهُ الدُّهْنَ ، وأَعْطِهِ الثَّمَنَ ، فَقَالَ الْأَسْوَدُ : يَا غُلَامُ ، لِمَنْ أَرَدْتَ هذَا الدُّهْنَ؟ فَقَالَ : لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما‌السلام ، فَقَالَ : انْطَلِقْ بِي إِلَيْهِ ، فَانْطَلَقَ فَأَدْخَلَهُ (٥) إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي ، لَمْ أَعْلَمْ أَنَّكَ تَحْتَاجُ إِلى هذَا ، أَوتَرى ذلِكَ ، ولَسْتُ آخُذُ لَهُ ثَمَناً ، إِنَّمَا أَنَا مَوْلَاكَ ، ولكِنِ ادْعُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي ذَكَراً سَوِيّاً يُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ؛ فَإِنِّي خَلَّفْتُ أَهْلِي تَمْخَضُ (٦) ، فَقَالَ : انْطَلِقْ إِلى مَنْزِلِكَ ، فَقَدْ وهَبَ اللهُ لَكَ ذَكَراً سَوِيّاً ، وَهُوَ مِنْ شِيعَتِنَا ». (٧)

__________________

الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٥٢ ، ح ١٣٧٠.

(١) في « بح ، بف » وحاشية « ج ، ض ، ف ، بر » : « مندل ».

(٢) في الوافي : ـ « و ».

(٣) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي. وفي المطبوع : + « له ».

(٤) في « ب » : + « بن عليّ ».

(٥) في « ض » : « وأدخله ».

(٦) « تَمْخَضُ » ، أي أخذها المخاض ، أي وجع الولادة وهو الطَلْقُ. راجع : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٢٨ ( مخض ).

(٧) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٥١ ، ح ١٣٦٩ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٨٠ ، ح ١٤٢٩١.

٥٠٤

١١٦ ـ بَابُ (١) مَوْلِدِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما‌السلام

وُلِدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما‌السلام (٢) فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ ؛ وقُبِضَ عليه‌السلام فِي شَهْرِ الْمُحَرَّمِ (٣) مِنْ سَنَةِ إِحْدى وسِتِّينَ مِنَ الْهِجْرَةِ ، ولَهُ سَبْعٌ وخَمْسُونَ سَنَةً وأَشْهُرٌ ؛ قَتَلَهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ ـ لَعَنَهُ اللهُ (٤) ـ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ـ لَعَنَهُ اللهُ ـ وهُوَ عَلَى الْكُوفَةِ ؛ وكَانَ عَلَى الْخَيْلِ الَّتِي حَارَبَتْهُ وقَتَلَتْهُ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ ـ لَعَنَهُ اللهُ ـ بِكَرْبَلَاءَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ. وأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ (٥) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. (٦)

١٢٦٠ / ١. سَعْدٌ وأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (٧) جَمِيعاً ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قُبِضَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما‌السلام يَوْمَ عَاشُورَاءَ وهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً ». (٨)

١٢٦١ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْعَرْزَمِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ (٩) بَيْنَ الْحَسَنِ والْحُسَيْنِ عليهما‌السلام طُهْرٌ (١٠) ، وكَانَ بَيْنَهُمَا‌

__________________

(١) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : ـ « باب ».

(٢) في « ج ، ض ، بس » : ـ « الحسين بن عليّ عليهما‌السلام ».

(٣) في « ج » : « محرّم ».

(٤) في « بح » والوافي : « عليه اللعنة ».

(٥) في « ج » : + « محمّد ».

(٦) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٦١ ، ذيل ح ١٣٨٣.

(٧) هذا الخبر قطعة اخرى من الخبر الذي تقدّم في ذيل ح ١٢٥٥ ، أنّه خبر طويل في وفيات الأئمّة عليهم‌السلام. والمذكور في سائر القطعات عطف عبد الله بن جعفر ، أو عبد الله بن جعفر الحميري ، أو الحميري ، على سعد [ بن عبد الله ] ، ولا يبعد كون الصواب في ما نحن فيه أيضاً « الحميري » بدل « أحمد بن محمّد ». نبّه على ذلك الاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري ـ دام توفيقه ـ في تعليقته على السند.

(٨) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٦١ ، ح ١٣٨٣.

(٩) في « ض » : ـ « كان ».

(١٠) في الوافي : « أراد بالطهر مقدار زمان الطهر ؛ لأنّ فاطمة عليها‌السلام لم تطمث ولم تَرَ دماً. ثمّ أراد به أقلّ الطهر

٥٠٥

فِي الْمِيلَادِ سِتَّةُ أَشْهُرٍ وعَشْرٌ (١) ». (٢)

١٢٦٢ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ؛

وَ (٣) الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا حَمَلَتْ (٤) فَاطِمَةُ عليها‌السلام بِالْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، جَاءَ جَبْرَئِيلُ إِلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ : إِنَّ فَاطِمَةَ سَتَلِدُ غُلَاماً تَقْتُلُهُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ ، فَلَمَّا حَمَلَتْ فَاطِمَةُ عليها‌السلام بِالْحُسَيْنِ عليه‌السلام كَرِهَتْ حَمْلَهُ ، وحِينَ وضَعَتْهُ (٥) كَرِهَتْ وضْعَهُ (٦) ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَمْ تُرَ فِي الدُّنْيَا أُمٌّ تَلِدُ غُلَاماً تَكْرَهُهُ (٧) ، ولكِنَّهَا كَرِهَتْهُ (٨) ؛ لِمَا عَلِمَتْ أَنَّهُ سَيُقْتَلُ ».

قَالَ : « وَفِيهِ نَزَلَتْ هذِهِ الْآيَةُ : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً ) (٩) ( حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ) (١٠) ». (١١)

__________________

وهو عشرة أيّام ، كما دلّ عليه آخر الحديث ، فإنّ مدّة حمل الحسين عليه‌السلام كانت ستّة أشهر ، كما عرف ».

(١) هكذا في « بد ، بل » عطفاً على « ستّة » على أنّه اسم « كان ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « عشراً ».

(٢) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٩٧ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٥٨ ، ح ١٣٧٨ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٨١ ، ح ٢٧٣٥٥ ؛ البحار ، ج ٤٣ ، ص ٢٥٨ ، ح ٤٦.

(٣) في السند تحويل بعطف « الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء » على « محمّد بن يحيى ، عن‌أحمد بن محمّد ، عن الوشّاء ».

(٤) في مرآة العقول ، ج ٥ ، ص ٣٦٢ : « قوله : لمّا حملت ، لعلّ المعنى : قرب حملها ، أو المراد : جاء جبرئيل قبل‌ذلك ، أو المراد بقوله : « حملت » ، ثانياً : شعرت به. وربّما يقرأ الثاني : حُمِّلَتْ على بناء المجهول من التفعيل ، أي عدّت حاملاً ».

(٥) في « ج » : « وضعت ».

(٦) في « بح ، بر » : + « لما علمت أنّه سيقتل ».

(٧) في « بر » : « تكرّهته ». وفي « ض » : « كرهت ».

(٨) في « بح » : « تكرّهته ». وفي « بر » : « كرهت ».

(٩) هكذا في القرآن وحاشية « بف ». واتّفقت النسخ والمطبوع ومرآة العقول على « حُسناً ».

(١٠) الأحقاف (٤٦) : ١٥.

(١١) كامل الزيارات ، ص ٥٥ ، الباب السادس عشر ، ح ٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الوشّاء ،

٥٠٦

١٢٦٣ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الزَّيَّاتِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ جَبْرَئِيلَ عليه‌السلام نَزَلَ عَلى مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ لَهُ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِمَوْلُودٍ يُولَدُ (١) مِنْ فَاطِمَةَ تَقْتُلُهُ (٢) أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ.

فَقَالَ : يَا جَبْرَئِيلُ ، وعَلى رَبِّيَ السَّلَامُ ، لَاحَاجَةَ لِي فِي مَوْلُودٍ يُولَدُ مِنْ فَاطِمَةَ تَقْتُلُهُ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي.

فَعَرَجَ (٣) ، ثُمَّ هَبَطَ عليه‌السلام ، فَقَالَ (٤) لَهُ مِثْلَ ذلِكَ ، فَقَالَ : يَا جَبْرَئِيلُ ، وعَلى رَبِّيَ السَّلَامُ ، لَا حَاجَةَ لِي فِي مَوْلُودٍ تَقْتُلُهُ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي ، فَعَرَجَ جَبْرَئِيلُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ هَبَطَ عليه‌السلام ، فَقَالَ (٥) : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، ويُبَشِّرُكَ بِأَنَّهُ جَاعِلٌ فِي ذُرِّيَّتِهِ الْإِمَامَةَ وَالْوَلَايَةَ والْوَصِيَّةَ ، فَقَالَ (٦) : قَدْ رَضِيتُ.

ثُمَّ أَرْسَلَ إِلى فَاطِمَةَ : أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُنِي بِمَوْلُودٍ يُولَدُ لَكِ تَقْتُلُهُ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي (٧) ؛ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ : لَاحَاجَةَ (٨) لِي فِي مَوْلُودٍ مِنِّي (٩) تَقْتُلُهُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ ؛ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا : أَنَّ اللهَ قَدْ جَعَلَ فِي ذُرِّيَّتِهِ الْإِمَامَةَ والْوَلَايَةَ والْوَصِيَّةَ ؛ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ : أَنِّي قَدْ رَضِيتُ فَـ ( حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ) (١٠) فَلَوْ لَا أَنَّهُ قَالَ : ( وَأَصْلِحْ لِي فِي

__________________

عن أحمد بن عائذ ، عن أبي سلمة سالم بن مكرم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٥٦ ، ح ١٣٧٥.

(١) في « بر » : + « لك ».

(٢) في الوافي : « يقتله » وكذا في مابعد.

(٣) في « بح » : + « جبرئيل عليه‌السلام إلى السماء ».

(٤) في « ض » : « وقال ».

(٥) في « بر » والوافي : « وقال ».

(٦) في حاشية « بر » : « قال : إنّي ».

(٧) في « بر » : + « قال ».

(٨) في « ب ، ض ، ف ، بح ، بس » والوافي وكامل الزيارات : « أن لا حاجة ».

(٩) في « ج ، بح ، بس » : ـ « منّي ».

(١٠) الأحقاف (٤٦) : ١٥.

٥٠٧

ذُرِّيَّتِي ) (١) ، لَكَانَتْ ذُرِّيَّتُهُ كُلُّهُمْ أَئِمَّةً.

وَلَمْ يَرْضَعِ الْحُسَيْنُ عليه‌السلام (٢) مِنْ فَاطِمَةَ عليها‌السلام ولَامِنْ أُنْثى ، كَانَ يُؤْتى بِهِ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فَيَضَعُ إِبْهَامَهُ فِي فِيهِ ، فَيَمُصُّ مِنْهَا مَا يَكْفِيهِ (٣) الْيَوْمَيْنِ والثَّلَاثَ ، فَنَبَتَ لَحْمُ الْحُسَيْنِ (٤) عليه‌السلام مِنْ لَحْمِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودَمِهِ ؛ ولَمْ يُولَدْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ إِلاَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ (٥) عليه‌السلام والْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه‌السلام ». (٦)

وفِي رِوَايَةٍ أُخْرى ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام : « أَنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَانَ يُؤْتى بِهِ الْحُسَيْنُ ، فَيُلْقِمُهُ (٧) لِسَانَهُ ، فَيَمُصُّهُ ، فَيَجْتَزِئُ بِهِ ، ولَمْ يَرْضَعْ (٨) مِنْ أُنْثى ». (٩)

١٢٦٤ / ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ : ( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ ) (١٠) قَالَ : « حَسَبَ ، فَرَأى مَا يَحُلُّ بِالْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، فَقَالَ : إِنِّي سَقِيمٌ ؛ لِمَا يَحُلُّ بِالْحُسَيْنِ عليه‌السلام ». (١١)

__________________

(١) في الوافي وكامل الزيارات : « فلو أنّه قال : وأصلح لي ذرّيّتي ».

(٢) في « ف » : ـ « الحسين عليه‌السلام ».

(٣) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي وكامل الزيارات والبحار. وفي المطبوع : « ما يكفيها ».

(٤) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس » وحاشية « ج ، بر ، بف » والبحار وحاشية بدرالدين : « لحماً للحسين ».

(٥) في مرآة العقول : « لعلّ هذا من تصحيف الرواة أو النسّاخ ، وفي أكثر الأخبار المعتبرة : إلاّيحيى‌والحسين عليهما‌السلام ».

(٦) كامل الزيارات ، ص ٥٦ ، الباب السادس عشر ، ح ٤ ، بسنده عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزيّات ، وفي آخر الحديث بسند آخر عن عليّ بن إسماعيل بن عيسى ، مثله. وفيه ، ح ٣ ، بسند آخر ، إلى قوله « وَضَعَتْهُ كُرْهًا » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٥٦ ، ح ١٣٧٦ ؛ وفي البحار ، ج ٤٤ ، ص ١٩٨ ، ح ١٤ ، من قوله : « ولم يرضع الحسين عليه‌السلام من فاطمة ».

(٧) في « ج » : « فيلقّمه ».

(٨) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي المطبوع : « لم يرتضع ».

(٩) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٥٦ ، ح ١٣٧٧ ؛ البحار ، ج ٤٤ ، ص ١٩٨ ، ذيل ح ١٤.

(١٠) الصافّات (٣٧) : ٨٨ و ٨٩.

(١١) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٥٨ ، ح ١٣٧٩ ؛ البحار ، ج ٤٤ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٢.

٥٠٨

١٢٦٥ / ٦. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام مَا كَانَ ، ضَجَّتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَى اللهِ بِالْبُكَاءِ ، وقَالَتْ (١) : يُفْعَلُ (٢) هذَا بِالْحُسَيْنِ صَفِيِّكَ وابْنِ نَبِيِّكَ (٣)؟ » قَالَ (٤) : « فَأَقَامَ اللهُ لَهُمْ ظِلَّ الْقَائِمِ عليه‌السلام ، وقَالَ : بِهذَا أَنْتَقِمُ لِهذَا (٥) ». (٦)

١٢٦٦ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى (٧) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « نَزَلَ (٨) النَّصْرُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما‌السلام (٩) حَتّى كَانَ (١٠) بَيْنَ السَّمَاءِ والْأَرْضِ ، ثُمَّ خُيِّرَ النَّصْرَ أَوْ (١١) لِقَاءَ اللهِ ، فَاخْتَارَ لِقَاءَ اللهِ ». (١٢)

١٢٦٧ / ٨. الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ (١٣) ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ وأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ج » : « فقالت ».

(٢) في « ب » : + « يا ربّ ».

(٣) في « ف » : « وابن صفيّك ».

(٤) في « بف » : ـ « قال ».

(٥) في الأمالي : « له من ظالميه » بدل « لهذا ».

(٦) الأمالي للطوسي ، ص ٤١٨ ، المجلس ١٤ ، ح ٨٩ ، عن محمّد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عبيد ، عن عليّ بن أسباط. علل الشرائع ، ص ١٦٠ ، ح ١ ، بإسناده عن محمّد بن يعقوب الكليني ، بسند آخر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٥٩ ، ح ١٣٨٠.

(٧) في الكافي ، ص ٢٦٠ : ـ « بن عيسى ».

(٨) هكذا في « بف » وشرح المازندراني. وفي سائر النسخ والمطبوع : « لمّا نزل ». وليس لـ « لمّا » مجال هنا. قال في‌مرآة العقول : « وقد مرّ بسند حسن ... وليس فيه : « لمّا » ... وهو الصواب ». وفي الكافي ، ح ٦٧٩ ، والوافي : « أنزل الله تعالى » بدل « لمّا نزل ».

(٩) في الكافي ، ح ٦٧٩ ، والوافي : ـ « بن عليّ ».

(١٠) في الكافي ، ح ٦٧٩ ، والوافي : + « ما ».

(١١) في « ض ، ف ، بف » : « و ».

(١٢) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهم‌السلام يعلمون متى يموتون ... ، ح ٦٧٩ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٥ ، ح ١١٦٣.

(١٣) هكذا في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس ، بف » والبحار. وفي « ض ، ف » والمطبوع : « الحسين بن محمّد ».

٥٠٩

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ (١) ، عَنْ أَبِيهِ إِدْرِيسَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيِّ ، قَالَ :

لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ (٢) عليه‌السلام ، أَرَادَ الْقَوْمُ أَنْ يُوطِئُوهُ الْخَيْلَ ، فَقَالَتْ فِضَّةُ لِزَيْنَبَ : يَا سَيِّدَتِي ، إِنَّ سَفِينَةَ (٣) كُسِرَ بِهِ فِي الْبَحْرِ ، فَخَرَجَ (٤) إِلى جَزِيرَةٍ ، فَإِذَا هُوَ بِأَسَدٍ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الْحَارِثِ ، أَنَا مَوْلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَهَمْهَمَ (٥) بَيْنَ يَدَيْهِ حَتّى وقَفَهُ عَلَى الطَّرِيقِ (٦) ، والْأَسَدُ رَابِضٌ فِي نَاحِيَةٍ (٧) ، فَدَعِينِي أَمْضِ إِلَيْهِ وأُعْلِمْهُ (٨)

__________________

والحسين بن أحمد هو الحسين بن أحمد بن عبد الله المالكي. روى في الكافي ، ح ١٥١٨٥ ـ كما في بعض النسخ المعتبرة وحاشية المطبوع ـ وح ١٥١٨٦ و ١٥١٨٧ ، عن أحمد بن هلال ، بعنوان الحسين بن أحمد. وفي بعض الأسناد

والطرق بعناوينه التفصيليّة. راجع : التهذيب ، ج ١ ، ص ١١٧ ، ح ٣٠٨ ؛ رجال النجاشي ، ص ٣٧١ ، الرقم ١٠١٤ ، ص ٤١٩ ، الرقم ١١٢٠ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٢٧٠ ، الرقم ٣٨٩.

ثمّ إنّه لا يخفى ما في تصحيف « الحسين بن أحمد » بـ « الحسين بن محمّد » ـ وهو من مشايخ المصنّف المعروفين ـ من الانس الذهني عند النسّاخ والشباهة الكثيرة بين العنوانين في الكتابة.

(١) عبد الله بن إدريس ، هذا ، هو عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأوْدي ، روى عن أبيه ، وروى عنه محمّد بن العلاء أبو كريب الهمداني وعبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشجّ. راجع : تهذيب الكمال ، ج ١٤ ، ص ٢٩٣ ، الرقم ٣١٥٩ ؛ وج ١٥ ، ص ٢٧ ، الرقم ٣٣٠٣ ؛ وج ٢٦ ، ص ٢٤٣ ، الرقم ٥٥٢٩ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٩ ، ص ٤٢ ، الرقم ١٢.

والظاهر وقوع التحريف في « أبيه إدريس بن عبد الله الأودي ». والصواب « أبيه إدريس أبي عبد الله الأودي » ، فإنّ كنية إدريس والد عبد الله ، هو أبو عبد الله. راجع : تهذيب الكمال ، ج ٢ ، ص ٢٩٩ ، الرقم ٢٩٣.

(٢) في الوافي : + « بن عليّ ».

(٣) « سفينة » ، مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، اسمه : مهران ، أو غير ذلك ، وكنيته : أبو عبد الرحمان أو أبو ريحانة. سمّي‌سفينة لأنّه حمل متاعاً كثيراً لرفقائه في الغزو فقال له الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أنت سفينة ». راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٢٩ ؛ الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٦٠ ؛ مرآة العقول ، ج ٥ ، ص ٣٦٨.

(٤) في البحار : « فخرج به ».

(٥) « الهَمْهَمَةُ » : ترديد الصوت في الصدر. قاله الجوهري. أو كلام خفيّ لا يُفهَمُ. وأصل الهمهمة صوت البقر. قاله ابن الأثير. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٦٢ ( همم ) ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧٦ ( همهم ).

(٦) في « ج ، ف » : « وقّفه » بالتثقيل. وقوله : « وَقَفَهُ على الطريق » ، أي أطلعه عليه ، أي كشفه له وأظهره له. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٤٠ ( وقف ).

(٧) « رابض في ناحية » ، أي مقيم فيها وملازم لها ؛ من رَبَضَ في المكان يَرْبِضُ ، إذا لصق به وأقام ملازماً له. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٨٤ ( ربض ).

(٨) في « بح » والوافي والبحار : « فاعلمه ».

٥١٠

مَا هُمْ (١) صَانِعُونَ غَداً ، قَالَ (٢) : فَمَضَتْ (٣) إِلَيْهِ ، فَقَالَتْ (٤) : يَا أَبَا الْحَارِثِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ قَالَتْ (٥) : أَتَدْرِي مَا يُرِيدُونَ أَنْ يَعْمَلُوا غَداً بِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام؟ يُرِيدُونَ أَنْ يُوطِئُوا الْخَيْلَ ظَهْرَهُ ، قَالَ : فَمَشى (٦) حَتّى وضَعَ يَدَيْهِ عَلى جَسَدِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، فَأَقْبَلَتِ الْخَيْلُ ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ ، قَالَ لَهُمْ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ لَعَنَهُ اللهُ : فِتْنَةٌ لَاتُثِيرُوهَا (٧) ، انْصَرِفُوا ؛ فَانْصَرَفُوا. (٨)

١٢٦٨ / ٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنِ الْحَسَنِ (٩) بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مَصْقَلَةَ الطَّحَّانِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ عليه‌السلام ، أَقَامَتِ امْرَأَتُهُ الْكَلْبِيَّةُ عَلَيْهِ مَأْتَماً ، وبَكَتْ وبَكَيْنَ النِّسَاءُ والْخَدَمُ حَتّى جَفَّتْ دُمُوعُهُنَّ وذَهَبَتْ ، فَبَيْنَا (١٠) هِيَ كَذلِكَ إِذَا (١١) رَأَتْ جَارِيَةً مِنْ جَوَارِيهَا تَبْكِي ودُمُوعُهَا تَسِيلُ ، فَدَعَتْهَا ، فَقَالَتْ لَهَا (١٢) : مَا لَكِ أَنْتِ مِنْ بَيْنِنَا تَسِيلُ دُمُوعُكِ؟ قَالَتْ : إِنِّي لَمَّا أَصَابَنِي الْجَهْدُ شَرِبْتُ شَرْبَةَ سَوِيقٍ (١٣) ».

قَالَ : « فَأَمَرَتْ بِالطَّعَامِ والْأَسْوِقَةِ ، فَأَكَلَتْ وشَرِبَتْ وأَطْعَمَتْ وسَقَتْ ، وقَالَتْ : إِنَّمَا نُرِيدُ (١٤) بِذلِكِ أَنْ نَتَقَوّى (١٥) عَلَى الْبُكَاءِ عَلَى الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ».

__________________

(١) في « ب » : « ما ذا ».

(٢) في « بح » وحاشية « بف » : « قالت ».

(٣) في حاشية « بف » : « فمضيت ».

(٤) في « بح » وحاشية « بف » : « فقلت ».

(٥) في « ج » : « ثمّ قال ». وفي « بر » والوافي : « فقالت ». وفي حاشية « بف » : « ثمّ قلت ».

(٦) في حاشية « ض » : « فمضى ».

(٧) « لا تُثيرُوها » ، أي لا تنشروها ولا تظهروها. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٠٨ ( ثور ).

(٨) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٥٩ ، ح ١٣٨١ ؛ البحار ، ج ٤٥ ، ص ١٦٩ ، ح ١٧.

(٩) في البحار : « الحسين ». واحتمال كون المراد من ابن عليّ هو الحسن بن على بن يقطين الراوي عن يونس بن‌عبدالرحمن في بعض الأسناد ، قويّ.

(١٠) في « بح ، بف » وحاشية « ض ، بر » والوافي : « فبينما ».

(١١) في « ف ، بح ، بس ، بف » والوافي : « إذ ».

(١٢) في « ض » : ـ « لها ».

(١٣) « السَوِيق » : دقيق مقلوّ يعمل من الحنطة المشويّة ، أو الشعير. راجع : مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ١٨٩ ( سوق ).

(١٤) في « بس » : « تريد ».

(١٥) في « بس » : « تتقوّى ».

٥١١

قَالَ : « وَ (١) أُهْدِيَ (٢) إِلَى الْكَلْبِيَّةِ (٣) جُوَنٌ (٤) لِتَسْتَعِينَ بِهَا عَلى مَأْتَمِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام (٥) ، فَلَمَّا رَأَتِ الْجُوَنَ قَالَتْ : مَا هذِهِ؟ قَالُوا : هَدِيَّةٌ أَهْدَاهَا فُلَانٌ لِتَسْتَعِينِي (٦) عَلى مَأْتَمِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، فَقَالَتْ : لَسْنَا فِي عُرْسٍ ، فَمَا نَصْنَعُ بِهَا ، ثُمَّ أَمَرَتْ بِهِنَّ ، فَأُخْرِجْنَ مِنَ الدَّارِ ، فَلَمَّا أُخْرِجْنَ مِنَ الدَّارِ ، لَمْ يُحَسَّ لَهَا حِسٌّ كَأَنَّمَا طِرْنَ بَيْنَ السَّمَاءِ والْأَرْضِ ، وَلَمْ يُرَ لَهُنَّ بِهَا (٧) بَعْدَ خُرُوجِهِنَّ مِنَ الدَّارِ أَثَرٌ ». (٨)

١١٧ ـ بَابُ (٩) مَوْلِدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام

وُلِدَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام (١٠) فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وثَلَاثِينَ ؛ وقُبِضَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وتِسْعِينَ وَلَهُ سَبْعٌ وخَمْسُونَ سَنَةً. وأُمُّهُ سَلَامَةُ (١١) بِنْتُ يَزْدَجَرْدَ بْنِ شَهْرِيَارَ بْنِ شِيرَوَيْهِ بْنِ‌

__________________

(١) في البحار : « وقال ».

(٢) هكذا في بعض النسخ ، ولكنّها اتّفقت على نصب « جوناً ». وهما لا يجتمعان. فإمّا يكون « أهدى » على المعلوم وفاعله محذوفاً ، وإمّا كون « جونٍ » مرفوعاً كما في حاشية « بح » واستصوبه المجلسي في مرآة العقول ؛ وقال المازندراني في شرحه : « ولو قرئ على البناء للمفعول لم يظهر وجه لنصب جوناً ».

(٣) في « ب » والوافي : « اهدِي للكلبيّة ».

(٤) هكذا في حاشية « بح ». وفي المطبوع وسائر النسخ : « جوناً ». و « الجُوَنُ » : جمع الجُونِيّ ، وهو ضرب من القطا أسود البطون والأجنحة. قاله المازندراني ، واختاره المحقّق الشعراني ؛ حيث قال : « هو الصحيح المتعيّن في معنى الخبر لا يحتمل غيره ». أو جمع الجُونَة ، وهي التي يُعَدُّ فيها الطيب ويُحْرَزُ. قاله الفيض. أو هو الجُونُ : جمع الجَوْنُ ، وهو الأبيض والأسود ، من الأضداد ، صفةُ محذوفٍ ، أي طيوراً جُوناً ؛ يعني بيضاً أو سوداً. احتمله المجلسي. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٩٥ ـ ٢٠٩٦ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٣١٨ ( جون ).

(٥) في « بح » : ـ « لتستعين بها على مأتم الحسين عليه‌السلام ».

(٦) في « ب ، بس ، بف » والوافي والبحار : + « بها ».

(٧) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر » والوافي والبحار : ـ « بها ».

(٨) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٦٠ ، ح ١٣٨٢ ؛ البحار ، ج ٤٥ ، ص ١٧٠ ، ح ١٨.

(٩) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » : ـ « باب ».

(١٠) في « ج » : ـ « ولد عليّ بن الحسين عليه‌السلام ».

(١١) في حاشية « ج » والوافي : « شهربانو ». وفي « بر ، بف » وشرح المازندراني : « شهربانويه ». وفيه عن بعض

٥١٢

كِسْرى أَبَرْوِيزَ (١) ، وكَانَ يَزْدَجَرْدُ آخِرَ مُلُوكِ الْفُرْسِ (٢) (٣)

١٢٦٩ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ (٤) ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ وعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ جَمِيعاً ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيِّ ، عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا أُقْدِمَتْ بِنْتُ يَزْدَجَرْدَ عَلى عُمَرَ ، أَشْرَفَ لَهَا (٥) عَذَارَى (٦) الْمَدِينَةِ ، وأَشْرَقَ الْمَسْجِدُ بِضَوْئِهَا لَمَّا دَخَلَتْهُ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا عُمَرُ ، غَطَّتْ وجْهَهَا ، وَقَالَتْ : أُفٍّ بِيرُوجْ (٧) بَادَا (٨) هُرْمُزْ ، فَقَالَ عُمَرُ : أَتَشْتِمُنِي هذِهِ؟ وهَمَّ بِهَا ، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : لَيْسَ ذلِكَ لَكَ ، خَيِّرْهَا رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ واحْسُبْهَا بِفَيْئِهِ (٩) ، فَخَيَّرَهَا ، فَجَاءَتْ حَتّى وضَعَتْ يَدَهَا عَلى رَأْسِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، فَقَالَ لَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : مَا اسْمُكِ؟ فَقَالَتْ (١٠) : جَهَانْ شَاهُ ، فَقَالَ لَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : بَلْ شَهْرَبَانُوَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ‌

__________________

النسخ : « شاه زنان ».

(١) في « ض ، بر » : « أپرويز ». وفي « بح » : « أبروزير ». وفي « بس » : « أبروَيز ».

(٢) في البحار : ـ « وكان يزدجرد آخر ملوك الفُرس ».

(٣) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٦٧ ، ذيل ح ١٣٩١ ؛ البحار ، ج ٤٦ ، ص ١٣ ، ح ٢٥.

(٤) في « ض » : « الحسيني ». وفي « بح » : ـ « الحسني ».

(٥) قال الجوهري : « أشرفت عليه ، أي اطّلعت عليه من فوق ». الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٨٠ ( شرف ).

(٦) « العَذارى » : جمع العَذْراء ، وهي الجارية التي لم يمسّها رجل ، وهي البِكْر. النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٦ ( عذر ).

(٧) في « بح ، بس » : « أفيبروج ». وفي البصائر : « آه بيروز ».

(٨) في « ج ، ض ، بر » وشرح المازندراني : « باذا ». وقال في الوافي : « هذا كلام فارسي مشتمل على تأفيف ودعاء على أبيها هرمز ، تعني لا كان لهرمز يوم ، فإنّ ابنته اسرت بصغر ونظر إليها الرجال. والهرمز يقال للكبير من ملوك العجم ». وقال السيّد بدرالدين في حاشيته على الكافي ، ص ٢٧١ : « لاشكّ أنّ هذه ألفاظ فارسيّة ، وكأنّها معرّبة من قولهم : « افّ بي روي باد هرمز » ، أي لاتزل مسلوب الحياء يا أيّها الملك الكبير ، وهو دعاء منها على عمر حين واجهته ؛ ولهذا قال : تشتمني ».

(٩) « الفي‌ء » : هو ما حصل للمسلمين من أموال الكفّار. وأصل الفي‌ء : الرجوع ، كأنّه كان في الأصل لهم فرجع‌إليهم. النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨٢ ( فيأ ).

(١٠) في الوافي والبصائر : « قالت ».

٥١٣

لِلْحُسَيْنِ عليه‌السلام : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، لَتَلِدَنَّ (١) لَكَ مِنْهَا خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ ، فَوَلَدَتْ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، وكَانَ يُقَالُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام : ابْنُ الْخِيَرَتَيْنِ ، فَخِيَرَةُ اللهِ مِنَ الْعَرَبِ هَاشِمٌ ، ومِنَ الْعَجَمِ فَارِسُ (٢) ». (٣)

ورُوِيَ : أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيَّ قَالَ فِيهِ :

وَإِنَّ غُلَاماً بَيْنَ كِسْرى (٤) وهَاشِمٍ

لَأَكْرَمُ مَنْ نِيطَتْ (٥) عَلَيْهِ التَّمَائِمُ (٦)

١٢٧٠ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ (٧) ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ‌

__________________

(١) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بف » والوافي والبصائر : « ليلدنّ » ، ولكن ما جاء « ولد » لازماً بهذا المعنى ، و « تلدنّ » أيضاً لا يناسب قوله : « لك منها ». فالصحيح ـ كما في البصائر ـ : « ليولَدَنّ » أو ما يأتي. قال في مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ٥ : « لتلدنّ لك ، كأنّه تمّ الكلام ، وقوله : « منها خير أهل الأرض » جملة اخرى. ولم يذكر المفعول به في الاولى ؛ لدلالة الجملة الثانية عليه ». ويحتمل كون « تلدنّ » مخاطباً لا مغايبة و « خير » منصوباً. وإسناد الولادة إلى الرجل صحيح كما يقال : والد ووالدة.

(٢) في شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٣٢ : « قوله : ومن العجم فارس ، ضبط بكسر الراء وفسّر بفارس بن فهلو ».

(٣) بصائر الدرجات ، ص ٣٣٥ ، ح ٨ ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن أحمد ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله الخزاعي الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٦٢ ، ح ١٣٨٤.

(٤) « كسرى » ـ بفتح الكاف وكسرها ـ : لقب ملوك الفرس ، وهو معرّب خُسْرَوْ. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٠٦ ( كسر ).

(٥) « نِيطَتْ » ، أي عُلِّقت. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٦٥ ( نوط ).

(٦) « التَمائمُ » : جمع تَمِيمَةٍ ، وهي خَرَزاتٌ ـ جمع خَرَزَة ، وهو ما ينظم في السِلْك ـ كانت العرب تعلقّها على أولادهم يتّقون بها العين في زعمهم ، فأبطلها الإسلام. النهاية ، ج ١١ ، ص ١٩٧ ( تمم ).

الوزن : بحر طويل. والقائل : أبوالأسود الدؤلي ، واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي الكناني ؛ من التابعين ، رسم له أميرالمؤمنين عليه‌السلام شيئاً من اصول النحو ، فكتب فيه أبوالأسود وأخذه عنه جماعة ، سكن البصرة في أيّام عمر ، وولي إمارتها في خلافة أمير المؤمنين ٧ وشهد معه صفّين. وهو أوّل من نقّط المصحف نُقَط الإعراب ، وتوفّي سنة ٦٩ ه‍ ، وله ديوان مطبوع ، ولم يوجد البيت في ديوانه الذي جمع العلاّمة الشيخ محمّد حسين آل يس ، ولا في ديوانه الآخر ، جمع عبدالكريم الدجيلي. المناقب لابن شهر آشوب ، ج ٤ ، ص ١٦٧ ؛ تهذيب تاريخ ابن عساكر ، لعبد القادر بدران ، ج ٧ ، ص ١٠٤ ؛ خزانة الأدب ، ج ١ ، ص ١٣٦ ؛ الأعلام للزركلي ، ج ٣ ، ص ٢٣٦ ؛ دائرة المعارف الإسلاميّة ، ج ١ ، ص ٣٠٧.

(٧) ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص ٣٥٣ ، ح ١٥ ، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عبدالله بن

٥١٤

زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « كَانَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام نَاقَةٌ حَجَّ (١) عَلَيْهَا اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ حَجَّةً مَا قَرَعَهَا (٢) قَرْعَةً قَطُّ ».

قَالَ : « فَجَاءَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ ومَا شَعَرْنَا بِهَا إِلاَّ وقَدْ جَاءَنِي بَعْضُ خَدَمِنَا أَوْ بَعْضُ الْمَوَالِي (٣) ، فَقَالَ : إِنَّ النَّاقَةَ قَدْ خَرَجَتْ ، فَأَتَتْ قَبْرَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام فَابْتَرَكَتْ (٤) عَلَيْهِ ، فَدَلَكَتْ بِجِرَانِهَا (٥) الْقَبْرَ وهِيَ تَرْغُو (٦) ، فَقُلْتُ : أَدْرِكُوهَا أَدْرِكُوهَا (٧) ، وجِيئُونِي بِهَا قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا (٨) بِهَا أَوْ يَرَوْهَا (٩) ». قَالَ : « وَمَا كَانَتْ رَأَتِ الْقَبْرَ قَطُّ ». (١٠)

__________________

‌بكير. والمذكور في بعض مخطوطاته « أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال وأحمد بن محمّد جميعاً عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عبدالله بن بكير » وهو الصواب ؛ فقد روى الحسن بن عليّ بن فضّال كتاب عبدالله بن بكير وتكرّرت روايته عنه في الأسناد. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ٣٠٤ ، الرقم ٤٦٤ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ، ص ٣٠٨ ـ ٣٠٩.

(١) في « ض » والبصائر والاختصاص والوسائل : « قد حجّ ».

(٢) « ما قرعها » ، أي ما ضربها ؛ من القَرْع ، وهو ضرب شي‌ء على شي‌ء. راجع : المفردات للراغب ، ص ٦٦٦ ( قرع ).

(٣) الترديد والشكّ من الراوي. راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٣٢ ؛ مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ٨.

(٤) هكذا في « ض ، بح ، بر ، بس ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « فانبركت ». ولم يُر الانفعال من « برك ». وفي البصائر : « فبركت ». وقال في مرآة العقول : « والإبراك هنا : البروك. وفي البصائر : فبركت عليه ، وهو أظهر ». وبروك البعير : استناخه ، وهو أن يلصق صدره بالأرض. يقال : برك ، أي ألقى بَرْكَه بالأرض ، وهو صدره. راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٩٦ ( برك ).

(٥) جِرانُ البعير : مقدَّم عنقه من مَذبَحه إلى منحره ، والجمع : جُرُن. وكذلك من الفرس. الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٩ ( جرن ).

(٦) « تَرْغُو » ، أي تصوّت وتضجّ ؛ من الرُغاء ، وهو صوت ذوات الخفّ ، أو صوت الإبل. راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٢٩ ( رغا ).

(٧) في « ض » : ـ « أدركوها » الثاني.

(٨) في « ف » : « أن يعملوا ».

(٩) قال العلاّمة المازندراني : « قوله : أو يروها ، يحتمل الجمع. والترديد من الراوي ». وقال العلاّمة المجلسي : « قوله عليه‌السلام : أو يروها ، للترديد ، وشكّ الراوي بعيد ».

(١٠) بصائر الدرجات ، ص ٣٥٣ ، ح ١٥ ، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال. الاختصاص ، ص ٣٠٠ ، عن

٥١٥

١٢٧١ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى (١) ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا مَاتَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، جَاءَتْ نَاقَةٌ لَهُ مِنَ الرَّعْيِ حَتّى ضَرَبَتْ بِجِرَانِهَا عَلَى الْقَبْرِ ، وتَمَرَّغَتْ (٢) عَلَيْهِ ، فَأَمَرْتُ بِهَا ، فَرُدَّتْ إِلى مَرْعَاهَا ؛ وإِنَّ أَبِي عليه‌السلام كَانَ يَحُجُّ عَلَيْهَا ويَعْتَمِرُ ولَمْ يَقْرَعْهَا قَرْعَةً قَطُّ ». (٣)

ابْنُ بَابَوَيْهِ. (٤)

__________________

أحمد بن محمّد بن عيسى وابن فضّال ، عن ابن بكير الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٦٣ ، ح ١٣٨٦ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٢٥ ، ح ١٤٤٢٠ ، وفيه إلى قوله : « ما قرعها قرعة قطّ ».

(١) لم نجد رواية محمّد بن عيسى عن حفص بن البختري في غير هذا المورد ، كما أنّه لم يثبت رواية عليّ بن‌إبراهيم عن محمّد بن عيسى بواسطة أبيه ، وقد أكثر عليّ بن إبراهيم عن أبيه ، عن ابن أبي عمير من الرواية عن حفص بن البختري. والخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ٣٥٣ ، ح ١٦ ، بطريقين عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري. فالظاهر أنّ سندنا هذا لا يخلو من خلل.

(٢) « تمرّغت » ، أي تقلّبت ؛ من التمرّغ ، وهو التقلّب في التراب. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٢٠ ( مرغ ).

(٣) بصائر الدرجات ، ص ٣٥٣ ، ح ١٦ ، عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي ، عن ابن عمير وعن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن عمير ، عن حفص بن البختري ، عمّن ذكره. الاختصاص ، ص ٣٠١ ، بسنده عن حفص بن البختري ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٦٤ ، ح ١٣٨٧.

(٤) كلمة « ابن بابويه » هاهنا غير واضحة وغير معهودة ؛ اللهمّ إلاّ أن يؤوّل بوجوه ، فنقول : إنّها إمّا متعلّقة بالحديث السابق ، وإمّا متعلّقة بالحديث الآتي.

وعلى الأوّل ففيه وجهان :

الوجه الأوّل : ما احتمله الفيض من كونه : « أين أبويه » ، حيث قال : « وعلى تقدير تعلّقه بالحديث السابق يحتمل أن يكون « أين » بمعنى المكان ، و « أبويه » بمعنى والديه ؛ يعني أنّى لأحد بمثل أبويه ، فيكون المراد بها أنّه لا يوجد مثل أبويه في الشرف ، ولهذا كان كذلك ».

الوجه الثاني : كون الكلمة « ابن بانُوْيه » على ما نقله المجلسي عن بعض الأفاضل من معاصريه أنّه قال : « ابن بانويه ـ بضمّ النون وسكون الواو ـ منصوب بالاختصاص ، أو مرفوع فاعل « ويقرعها » ، وبانويه لقب سلامة ».وعلى الثاني أيضاً ففيه وجهان :

الوجه الأوّل : المراد به عليّ بن الحسين والد الصدوق ؛ لكونه معاصراً للمصنّف ، لا الصدوق ؛ لتأخّره عنه ، فهو إشارة إلى كون هذا الحديث في كتاب ابن بابويه ، كما قال المازندراني ، واحتمله الفيض على فرض صحّة ما

٥١٦

١٢٧٢ / ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي عُمَارَةَ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي وعِدَ فِيهَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، قَالَ لِمُحَمَّدٍ عليه‌السلام : يَا بُنَيَّ ، أَبْغِنِي (١) وضُوءاً (٢) ، قَالَ (٣) : فَقُمْتُ فَجِئْتُهُ (٤) بِوَضُوءٍ ، قَالَ : لَا أَبْغِي هذَا ؛ فَإِنَّ فِيهِ شَيْئاً مَيِّتاً ، قَالَ : فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ بِالْمِصْبَاحِ ، فَإِذَا فِيهِ فَأْرَةٌ مَيْتَةٌ ، فَجِئْتُهُ بِوَضُوءٍ غَيْرِهِ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، هذِهِ اللَّيْلَةُ الَّتِي وعِدْتُهَا ، فَأَوْصى بِنَاقَتِهِ أَنْ يُحْظَرَ (٥) لَهَا حِظَارٌ (٦) ، وأَنْ يُقَامَ لَهَا عَلَفٌ ، فَجُعِلَتْ فِيهِ ».

__________________

نقله عن بعض النسخ من إثبات « عن » بعد « ابن بابويه ». نعم ردّ هذا الوجه ـ المجلسيُّ حيث قال : « رواية الكليني عنه في غاية البعد » والمحقّقُ الشعرانيُّ حيث قال : « رواية الكليني عن ابن بابويه هذا ـ أي الوالد ـ غير معهودة وإن كان في عصره ».

الوجه الثاني : ما نقله المجلسي عن والده من أنّ المراد به الشيخ الصدوق محمّد بن بابويه وهو إشارة إلى أنّ الحديث الآتي كان في نسخته ، كما يقال : في نسخة الصفواني كذا ، فإنّه كان للكافي نسخ متعدّدة رواها تلامذة المصنّف عنه بواسطة وبدونها ، وقد يتّفق اختلاف في نسخة فيصرّح الراوي بأنّ هذا من أيّة نسخة ، وقد نرى في أوائل الكتاب سلسلة أسناد قبل صاحب الكتاب لتعيين النسخة المنقولة عنها. ولعلّه كانت من تلك النسخ نسخة الصدوق ؛

واستبعده الفيض حيث قال : « وعلى هذا يكون ـ أي « ابن بابويه » ـ من كلام من تأخّر عن المصنّف وعن الصدوق ، فزيد في الأصل ؛ وهو بعيد جدّاً ». انظر : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٣٣ ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ٧٦٤ ـ ٧٦٥ ؛ مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ٩ ـ ١٠.

(١) يقال : ابغني كذا بهمزة الوصل ، أي اطلب لي. وأبغني ، بهمزة القطع ، أي أعنيّ على الطلب. وكلاهما محتمل‌هنا. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٤٣ ( بقي ).

(٢) « الوَضوء » : الماء الذي يُتوضَّأ به. النهاية ، ج ٥ ، ص ١٩٥ ( وضأ ).

(٣) في الوافي : ـ « قال ».

(٤) في « ف » : « وجئتُه ». وفي الوافي : « فجئتُ ».

(٥) في « بح » : « يحضرها ». وقال المازندراني في شرحه : « وفي أكثر النسخ : أن يحضر ، بالضاد ».

(٦) « أن يحظر لها حظار » ، أي يُتّخذ لها حظار ، وهو بفتح الحاء وكسرها : الحائط وما يعمل للإبل من شجر ليقيها البردَ. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٣٩ ( حظر ).

٥١٧

قَالَ (١) : « فَلَمْ تَلْبَثْ (٢) أَنْ خَرَجَتْ حَتّى أَتَتِ الْقَبْرَ ، فَضَرَبَتْ بِجِرَانِهَا ، ورَغَتْ ، وَهَمَلَتْ (٣) عَيْنَاهَا ، فَأُتِيَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما‌السلام ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ النَّاقَةَ قَدْ خَرَجَتْ ، فَأَتَاهَا ، فَقَالَ : صَهِ الْآنَ ، قُومِي ، بَارَكِ اللهُ فِيكِ ، فَلَمْ تَفْعَلْ ، فَقَالَ : وإِنْ (٤) كَانَ لَيَخْرُجُ عَلَيْهَا إِلى مَكَّةَ ، فَيُعَلِّقُ السَّوْطَ عَلَى الرَّحْلِ ، فَمَا يَقْرَعُهَا حَتّى يَدْخُلَ (٥) الْمَدِينَةَ (٦) ».

قَالَ (٧) : « وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام يَخْرُجُ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ ، فَيَحْمِلُ الْجِرَابَ (٨) فِيهِ الصُّرَرُ (٩) مِنَ الدَّنَانِيرِ والدَّرَاهِمِ حَتّى يَأْتِيَ (١٠) بَاباً بَاباً (١١) ، فَيَقْرَعُهُ ، ثُمَّ يُنِيلُ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام فَقَدُوا ذَاكَ (١٢) ، فَعَلِمُوا أَنَّ عَلِيّاً عليه‌السلام (١٣) كَانَ يَفْعَلُهُ ». (١٤)

١٢٧٣ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّلْتِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ابْنِ بِنْتِ إِلْيَاسَ (١٥) :

__________________

(١) في « ض » : « فقال ».

(٢) في الوافي : « فلم يلبث ».

(٣) « هملت » ، أي فاضت وسالت. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٧١٠ ( همل ).

(٤) في « ض » : + « أبي ». و « إن » مخفّفة من المثقّلة ، وضميرالشأن محذوف.

(٥) في « ب ، ف ، بر ، بف » : « حتّى تدخل ».

(٦) في « بر » : « بالمدينة ».

(٧) في « بح » : ـ « قال ».

(٨) « الجِراب » : وعاء يوعى فيه الشي‌ءُ ، أي يُجْمع ويُحفَظ ، وهو من إهاب الشاء ، أي من جلدها. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٧٥ ( جرب ).

(٩) « الصُرَر » : جمع الصرّة ، وهي ما يُصَرُّ فيه ، أي يجمع فيه. وصُرّة الدراهم معروفة. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٤٥١ ـ ٤٥٢ ( صرر ).

(١٠) في « ب » : « حتّى يدخل ».

(١١) في « بح » : ـ « باباً » الثاني.

(١٢) في « بر » والوافي : « ذلك ».

(١٣) في « ف » : « عليّ بن الحسين عليهما‌السلام ».

(١٤) بصائر الدرجات ، ص ٤٨٣ ، ح ١١ ، بسنده عن سعدان بن مسلم ، عن أبي عمران ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، إلى قوله : « حتّى يدخل المدينة » ، مع اختلاف يسير. راجع : الخصال ، ص ٥١٧ ، أبواب العشرين وما فوقه ، ح ٤ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٢٣١ ، ح ٨ الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٦٥ ، ح ١٣٨٨ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٥٦ ، ذيل ح ٣٨٩.

(١٥) الحسن بن عليّ هذا ، هو الحسن بن عليّ الوشّاء. وابن بنت إلياس وصف للحسن نفسه ، كما يعلم من مصادر

٥١٨

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهِ ، وقَرَأَ « إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ » (١) و « إِنّا فَتَحْنا لَكَ » (٢) وقَالَ (٣) :

( الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ ) (٤) ( مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ) (٥) ، ثُمَّ قُبِضَ مِنْ سَاعَتِهِ ولَمْ يَقُلْ شَيْئاً ». (٦)

١٢٧٤ / ٦. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ (٧) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قُبِضَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام وهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وخَمْسِينَ سَنَةً فِي عَامِ خَمْسٍ وتِسْعِينَ (٨) ؛ عَاشَ بَعْدَ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام خَمْساً وثَلَاثِينَ سَنَةً ». (٩)

__________________

ترجمته. فليُكتَبِ العنوان هكذا : « الحسن بن عليّ ابن بنت إلياس ». ولا يكتب « الحسن بن عليّ بن بنت إلياس » كما في المطبوع. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٩ ، الرقم ٨٠ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٣٨ ، الرقم ٢٠٢ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٥٤ ، الرقم ٥٢٤٤ ، وص ٣٨٥ ، الرقم ٥٦٦٥.

(١) هي سورة الواقعة (٥٦).

(٢) في « ف » : + « فَتْحَاً ». وهي سورة الفتح (٤٨).

(٣) في « بح » : « فقال ».

(٤) « نتبوَّا » ، أي ننزل منازلها حيث نهوى. يقال : تبوّأت منزلاً ، أي نزلته. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٧ ؛ مجمع‌البحرين ، ج ١ ، ص ٦٧ ( بوأ ).

(٥) الزمر (٣٩) : ٧٤.

(٦) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٥٤ بسند آخر ؛ التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٥١ ، ح ١٤٦٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله واختلاف. وفي الكافي ، كتاب الجنائز ، باب حدّ حفر القبر واللحد ... ، ح ٤٤٣٤ عن سهل بن زياد من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله واختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٦٦ ، ح ١٣٩٠ ؛ البحار ، ج ٤٦ ، ص ١٥٢ ، ح ١٣.

(٧) في البحار : ـ « عن أخيه عليّ بن مهزيار ». وهو سهو ناشٍ من جواز النظر من « مهزيار » في « إبراهيم بن‌مهزيار » إلى « مهزيار » في « عليّ بن مهزيار » فوقع السقط. يشهد لذلك ما تقدّم وما يأتي من فقرات الخبر المختلفة ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، لاحظ الكافي ، ح ١٢٥٥ و ١٢٦٠ و ١٢٨٠ و ١٢٨٧ و ١٢٩٧ و ١٣٠٨.

(٨) في « ج ، ض ، بح ، بف » وحاشية بدرالدين : « سبعين ». وفي « ف » : + « و ». وفي البحار : + « سنة و ».

(٩) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٦٦ ، ح ١٣٩١ ؛ البحار ، ج ٤٦ ، ص ١٥٢ ، ح ١٤.

٥١٩

١١٨ ـ بَابُ (١) مَوْلِدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليه‌السلام

وُلِدَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام سَنَةَ سَبْعٍ وخَمْسِينَ ؛ وقُبِضَ عليه‌السلام سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ ومِائَةٍ ولَهُ سَبْعٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً ؛ ودُفِنَ بِالْبَقِيعِ بِالْمَدِينَةِ (٢) فِي الْقَبْرِ (٣) الَّذِي دُفِنَ فِيهِ أَبُوهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ؛ وكَانَتْ أُمُّهُ (٤) أُمَّ عَبْدِ اللهِ (٥) بِنْتَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهم‌السلام وعَلى ذُرِّيَّتِهِمُ (٦) الْهَادِيَةِ. (٧)

١٢٧٥ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مَزْيَدٍ (٨) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَتْ أُمِّي قَاعِدَةً عِنْدَ جِدَارٍ ، فَتَصَدَّعَ (٩) الْجِدَارُ ، وسَمِعْنَا هَدَّةً (١٠) شَدِيدَةً ، فَقَالَتْ بِيَدِهَا : لَا ، وحَقِّ الْمُصْطَفى ، مَا أَذِنَ اللهُ لَكَ فِي السُّقُوطِ ، فَبَقِيَ مُعَلَّقاً فِي الْجَوِّ حَتّى جَازَتْهُ ، فَتَصَدَّقَ أَبِي عَنْهَا (١١) بِمِائَةِ دِينَارٍ ».

قَالَ أَبُو الصَّبَّاحِ (١٢) : وذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام جَدَّتَهُ ـ أُمَّ أَبِيهِ (١٣) ـ يَوْماً ، فَقَالَ : « كَانَتْ‌

__________________

(١) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : ـ « باب ».

(٢) في « ب ، ج ، ف ، بر ، بف » والوافي : « بالمدينة بالبقيع ». وفي « بح » : « في المدينة بالبقيع ».

(٣) في « ب » : « بالقبر ».

(٤) في حاشية « ج » : + « فاطمة ».

(٥) في التهذيب : « عَبْدَة » بدل « عبد الله ».

(٦) في « بس » : « عليهما‌السلام وعلى ذرّيّتهما ».

(٧) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٧٧ ؛ المقنعة ، ص ٤٧٢ الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٨٨ ؛ البحار ، ج ٤٦ ، ص ٢١٧ ، ح ١٧ وفيه إلى قوله : « وخمسون سنة ».

(٨) في « ب ، بف » وحاشية « ف » : « يزيد ».

(٩) « فتصدّع » ، أي فتشقّق ؛ من الصَدْع ، وهو الشقّ في الشي‌ء الصلب. راجع : لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٩٤ ( صدع ).

(١٠) قال الجوهري : « الهَدَّةُ : صوت وقْع الحائط ونحوه ». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٥٥.

(١١) في « ب ، ف ، بر » والوافي : « عنها أبي ». وفي « ج » : « عنها أبي عليه‌السلام ».

(١٢) معلّق على السند المذكور في صدر الخبر.

(١٣) في « ف » : « المربّية ».

٥٢٠