أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-386-8
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٤٤
مَا طَلَبُوا (١) ، ونَالُوا (٢) بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا ، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ (٣) عَذَاباً صَبّاً (٤) ونَهْباً (٥) ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ عَمَداً (٦) وحِصْناً (٧) ، فَطِرْتَ (٨) ـ واللهِ ـ بِنَعْمَائِهَا (٩) ، وفُزْتَ بِحِبَائِهَا (١٠) ، وأَحْرَزْتَ سَوَابِغَهَا ، وذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا ، لَمْ تُفْلَلْ (١١) حُجَّتُكَ ، ولَمْ يَزِغْ (١٢) قَلْبُكَ ، ولَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ ،
__________________
قوم يدفع العار والضرّ والشين عنهم حين ضعفوا عن مدافعتها ويطلب لهم الجنايات والدماء حين عجزوا عن مطالبتها ». وجعلها الفيض جمع الوَتَرَة ؛ حيث قال : « الوترة ـ محرّكة ـ : خيار كلّ شيء ». والموجود في اللسان : وتَرَة كلّ شيء : حِتارُهُ ، وهو ما استدار من حُرُوفه أي أطرافه. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٤٨ ؛ لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٧٧ ( وتر ).
(١) في الأمالي : « وأدركت إذ تخلّفوا ما عنه تخلّفوا ». وفي كمال الدين : « وأدركت إذ تخلّفوا » كلاهما بدل « أدركتأوتار ما طلبوا ».
(٢) في « ج » : « وناولوا ».
(٣) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بس » ومرآة العقول والأمالي والبحار : « للكافرين ».
(٤) في « بح » : « وصباً ». وعذاب واصب ، أي دائم.
(٥) في « ض » وحاشية « بس » : « نهيّاً ». و « النهيّ » : الذي بلغ غاية السِمَن. وفي الأمالي : « مبيّناً ». وفي كمال الدين : ـ « صبّاً ونهباً ». و « النهب » : الانتهاب ، وهو الغلبةُ على المال والقهرُ. قال المازندراني : « والحمل للمبالغة ، أو الصبّ ، بمعنى الفاعل أو المفعول ، والنهب بمعنى الفاعل ». راجع : المصباح المنير ، ص ٦٢٧ ( نهب ).
(٦) في « ض ، بح » : « عُمُداً ». و « العمود » يجمع جمعَ الكثرة على العَمَد ـ بالتحريك ـ والعُمُد ، بضمّ الأوّل والثاني. وفي « بف » وحاشية « ج » والوافي والأمالي وكمال الدين : « غيثاً ». وقال في مرآة العقول : « ولعلّه أنسب ».
(٧) في « ب » : « حصيناً ». وفي « بف » وحاشية « ج » والوافي والأمالي وكمال الدين : « خصباً ». وقال في مرآة العقول : « ولعلّه أنسب ، والخِصب ـ بالكسر ـ : كثرة العشب ورفاعة العيش. كذا في القاموس ».
(٨) قوله : « فطرت » يحتمل وجهين : الأوّل أن يكون الفاء للعطف والفعل معلوماً ، من الطيران. والثاني أن يكون الفعل مجهولاً من الفطرة ، أي خُلقتَ. قال في مرآة العقول : « قال بعض شرّاح العامّة : فطرت ، بصيغة المجهول بمعنى الخلقة ، وبصيغة المعلوم بمعنى الطيران. وقرئ فُطِّرتَ ، على المجهول وتشديد الطاء. يقال : فطّرتُ الصائم ، إذا أعطيته الفَطور. انتهى ». وراجع : شرح المازندراني.
(٩) في حاشية « ج » : « بنعماتها ». وفي « ج ، ض » والبحار : « بغمّائها » ، أي الحزن والكرب. وفي « ف ، بس » : « بِغِمائها ». و « الغماء » : سقف البيت. وفي « ف » : « بنعمّائها ». وضمير « ها » راجع إلى الخلافة أو العيشة أو الدنيا.
(١٠) « الحباء » : العطاء. يقال : حباه يحبوه ، أي أعطاه. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٠٨ ( حبا ). وفي « ف » : « حيائها ». و « الحَياء » بالفتح : الخصب والمطر.
(١١) في « ف » : « لم تفللّ ». وفلّ السيفَ وفلّله بمعنى ، أي ثلمه وكسره. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٣٠ ( فلل ). ويمكن قراءة « تفلل » بصيغة المعلوم من التفعّل بحذف إحدى التاءين ، كما احتمله في مرآة العقول.
(١٢) « لم يَزِغ » : لم يَملْ ، من الزيغ بمعنى الميل. يقال : زاغ عن الطريق يزيغ إذا عدل عنه. النهاية ، ج ٢ ،
وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ ولَمْ تَخِرَّ (١) ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لَاتُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ (٢) ، وكُنْتَ ـ كَمَا قَالَ عليهالسلام ـ آمَنَ (٣) النَّاسِ فِي صُحْبَتِكَ وذَاتِ يَدِكَ ، وكُنْتَ ـ كَمَا قَالَ ـ ضَعِيفاً فِي بَدَنِكَ ، قَوِيّاً فِي أَمْرِ اللهِ ، مُتَوَاضِعاً فِي نَفْسِكَ ، عَظِيماً عِنْدَ اللهِ ، كَبِيراً فِي الْأَرْضِ ، جَلِيلاً عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ (٤) ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ (٥) ، ولَالِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ (٦) ، ولَالِأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ ، ولَالِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ (٧)
الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ ، والْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ ذَلِيلٌ حَتّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ ، والْقَرِيبُ والْبَعِيدُ عِنْدَكَ (٨) فِي ذلِكَ سَوَاءٌ ، شَأْنُكَ الْحَقُّ والصِّدْقُ والرِّفْقُ ، وقَوْلُكَ حُكْمٌ وحَتْمٌ ، وأَمْرُكَ حِلْمٌ (٩) ١ / ٤٥٦
__________________
ص ٣٢٤ ( زيغ ).
(١) من باب ضرب ونصر. وفي « ف ، بف » وحاشية « ج » : « لم تخز ». وفي الوافي والأمالي وكمال الدين : « لمتخن ». قال في المرآة : « وفي بعض النسخ بالحاء المهملة من الحيرة ... وفي بعض نسخ الكتاب : ولم تخن ، من الخيانة وهو أظهر ». ونقل المازندراني في شرحه الأخيرَ عن بعض النسخ أيضاً. وقوله : « لم تَخِرَّ » و « لم تَخُرَّ » من الخَرّ والخَرُور ، بمعنى السقوط مطلقاً ، والسقوط من علو إلى سفل. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٣٤ ( خرر ).
(٢) في الأمالي وكمال الدين : + « ولا تزيله القواصف ». و « العَواصِفُ » : الرياح شديدة الهبوب. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٤٨ ( عصف ).
(٣) في مرآة العقول : « امن ، أفعل التفضيل ، مأخوذ من الأمانة ضدّ الخيانة ».
(٤) في « ب » : « المؤمن ».
(٥) « المَهْمَز » : مصدر أو اسم مكان من الهَمْز بمعنى النَخْسِ أي الدفع ، والغَمْزِ أي العصر والكبس باليد ، وكلّشيء دفعته فقد همزته. أو بمعنى الغيبة والطعن والوَقِيعَة في الناس وذكر عيوبهم. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧٣ ( همز ).
(٦) المَغْمَزُ » : مصدر أو اسم مكان من الغَمزْ بمعنى العصر والكَبس باليد. أو بمعنى الإشارة باليد والعين والحاجب. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٨٥ ـ ٣٨٦ ( غمز ).
(٧) « الهَوادَةُ » : السكون والميل والصلح والمحاباة. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٤٤٠ ( هود ).
(٨) في البحار : « عنك ».
(٩) « الحِلْم » : العقل والأناة والتثبّت في الامور ، وذلك من شعار العقلاء. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٤٣٤ ( حلم ).
وَحَزْمٌ (١) ، ورَأْيُكَ عِلْمٌ وعَزْمٌ فِيمَا فَعَلْتَ (٢) ، وقَدْ نَهَجَ السَّبِيلُ ، وسَهُلَ الْعَسِيرُ ، وأُطْفِئَتِ النِّيرَانُ ، واعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ ، وقَوِيَ بِكَ الْإِسْلَامُ (٣) ، فَظَهَرَ (٤) أَمْرُ اللهِ ولَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، وَثَبَتَ بِكَ (٥) الْإِسْلَامُ (٦) والْمُؤْمِنُونَ ، وسَبَقْتَ سَبْقاً بَعِيداً ، وأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَباً شَدِيداً ، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ (٧) ، وعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ (٨) فِي السَّمَاءِ ، وهَدَّتْ (٩) مُصِيبَتُكَ الْأَنَامَ (١٠) ؛ فَإِنَّا (١١) لِلّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، رَضِينَا عَنِ اللهِ قَضَاهُ (١٢) ، وسَلَّمْنَا لِلّهِ أَمْرَهُ ، فَوَ اللهِ لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بِمِثْلِكَ أَبَداً.
كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ كَهْفاً وحِصْناً (١٣) وقُنَّةً (١٤) رَاسِياً (١٥) ، وعَلَى الْكَافِرِينَ غِلْظَةً وغَيْظاً ، فَأَلْحَقَكَ اللهُ بِنَبِيِّهِ ، ولَا أَحْرَمَنَا (١٦) أَجْرَكَ ، ولَا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ.
__________________
(١) « الحَزْمُ » : ضبط الرجل أمره والحَذَرُ من فواته ، من قولهم : حَزَمْتُ الشيء ، أي شددته وأتقنته. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣٧٩ ( حزم ).
(٢) في مرآة العقول : « فيما عملت ». وفي الأمالي : « فاقلعت » بدل « فيما فعلت ».
(٣) في « ض ، ف ، بر » : + « والمؤمنون ».
(٤) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بف » والوافي : « وظهر ».
(٥) في « ف » : ـ « بك ».
(٦) في الأمالي والبحار : ـ « فظهر أمر الله ـ إلى ـ بك الإسلام ».
(٧) في الوافي : « جلالته عن البكاء كناية عن عظم قدره ، يعني أنت أجلّ من أن يبكى عليك على قدر عزائك ».
(٨) « الرَزِيَّةُ » : المصيبة ، والجمع : رزايا ، وأصلها الهمز ، يقال : رَزَأْتُهُ. المصباح المنير ، ص ٢٢٦ ( رزى ).
(٩) يقال : هدّ البناءَ يَهُدّه هَدّاً ، أي كسره وضعضعه. وهَدَّتْه المصيبة ، أي أوهنتْ رُكنَه. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٥٥ ( هدد ).
(١٠) في « ب ، بف » : « الإسلام ».
(١١) في « ب ، بح ، بر ، بف » : « وإنّا ».
(١٢) هو من تخفيف الهمزة بالحذف. وفي « ب ، بح » والوافي والأمالي والبحار : « قضاءه ».
(١٣) في الأمالي : « كهفاً حصيناً ».
(١٤) « القُنّة » : الجبل الصغير ، أو الجبل السهل المستوي المنبسط على الأرض ، أو الجبل المنفرد المستطيل إلى السماء. ولا تكون القُنّة إلاّسوداء. وقُنّة كلّ شيء أعلاه ، مثل القُلّة. لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٣٤٨ ( قنن ).
(١٥) في الوافي والأمالي : ـ « وقُنّة راسياً ». و « الراسي » : الثابت. يقال : رسا الشيءُ يرسو : ثبت. والرواسي من الجبال : الثوابت الرواسخ. وراجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٥٦ ( رسا ).
(١٦) في « بس » : + « الله ». وفي الوافي والأمالي وكمال الدين : « ولا حرمنا ». وقال في اللسان العرب : « وأحرمه ،
وَسَكَتَ الْقَوْمُ حَتّى انْقَضى كَلَامُهُ ، وبَكى ، وبَكى (١) أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثُمَّ طَلَبُوهُ ، فَلَمْ يُصَادِفُوهُ. (٢)
١٢٣٧ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ ، قَالَ :
كُنْتُ أَنَا وعَامِرُ بْنُ (٣) عَبْدِ اللهِ بْنِ جُذَاعَةَ الْأَزْدِيُّ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ عَامِرٌ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام دُفِنَ بِالرَّحْبَةِ (٤)؟ قَالَ : « لَا ». قَالَ : فَأَيْنَ دُفِنَ؟ قَالَ : « إِنَّهُ لَمَّا مَاتَ احْتَمَلَهُ الْحَسَنُ عليهالسلام ، فَأَتى بِهِ ظَهْرَ الْكُوفَةِ قَرِيباً مِنَ النَّجَفِ يَسْرَةً (٥) عَنِ الْغَرِيِّ (٦) ، يَمْنَةً (٧) عَنِ
__________________
لغة ليست بالعالية ». لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٢٥ ( حرم ).
(١) في « بر » : « وبكّى » بالتثقيل ، واحتمله في مرآة العقول. وفي الأمالي وكمال الدين : « وأبكى ».
(٢) الأمالي للصدوق ، ص ٢٤١ ، المجلس ٤٢ ، ح ١١ ؛ وكمال الدين ، ص ٣٨٧ ، ح ٣ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٩٢ ، ح ٣١٩٩ ، زيارة اخرى لأمير المؤمنين عليهالسلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٤ ، ح ١٣٥٧ ؛ البحار ، ج ١٠٠ ، ص ٣٥٤ ، ح ١.
(٣) في النسخ والمطبوع : « عامر وعبد الله بن جذاعة الأزدي » لكنّ الخبر أورده السيّد عبدالكريم بن طاووس في فرحة الغريّ ، ص ٦٢ ، بسنده عن محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن صفوان الجمّال قال : كنت أنا وعامر بن عبدالله بن خزاعة الأزدي. والخبر مأخوذ من الكافي كما يشهد بذلك ظاهره. وورد الخبر في كامل الزيارات ، ص ٣٣ ، ح ١ ، بسند آخر عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن صفوان الجمّال قال : كنت وعامر بن عبدالله بن جذاعة الأزدي. وعامر بن عبد الله هو المذكور في كتب الرجال. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢٩٣ ، الرقم ٧٩٤ ؛ رجال البرقي ، ص ٣٦ ؛ رجال الكشّي ، ص ٩ ، الرقم ٢٠ ؛ ورجال الطوسي ، ص ٢٥٥ ، الرقم ٣٦٠٦.
(٤) رَحْبَةُ المكان ورَحَبَتُهُ : ساحَتُهُ ومُتَّسعه. والرَحبة هذه : محلّة بالكوفة. قال في المرآة ، ج ٥ ، ص ٣٠٥ : « وكأنّالمراد هنا ميدان الكوفة أو ساحة مسجدها ». راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٦٧ ( رحب ).
(٥) يجوز فيها الضمّ أيضاً كما في « بح ».
(٦) « الغَرِيُّ » : الحَسَنُ من الرجال وغيرهم ، والحسن الوجه ، وكلّ بناء حَسَن غريٌّ ، ومن الغَرِيّان ـ وهما بناءان طويلان مشهوران بالكوفة ـ سُمِّيا غَرِيّين ؛ لأنَّ النعمان بن المنذر كان يُغرّيهما بدم من يقتله في يوم بُؤْسه. لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٢٢ ( غرا ).
(٧) يجوز فيها الضمّ أيضاً كما في « بح ».
الْحِيرَةِ (١) ، فَدَفَنَهُ بَيْنَ ذَكَوَاتٍ (٢) بِيضٍ ».
قَالَ : فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ ، ذَهَبْتُ إِلَى الْمَوْضِعِ ، فَتَوَهَّمْتُ مَوْضِعاً مِنْهُ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ ، فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ لِي : « أَصَبْتَ (٣) رَحِمَكَ اللهُ » ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. (٤)
١٢٣٨ / ٦. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (٥) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
أَتَانِي عُمَرُ (٦) بْنُ يَزِيدَ ، فَقَالَ لِي : ارْكَبْ ، فَرَكِبْتُ مَعَهُ ، فَمَضَيْنَا حَتّى أَتَيْنَا مَنْزِلَ حَفْصٍ الْكُنَاسِيِّ ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ ، فَرَكِبَ مَعَنَا ، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتّى أَتَيْنَا (٧) الْغَرِيَّ ، فَانْتَهَيْنَا إِلى قَبْرٍ ، فَقَالَ (٨) : انْزِلُوا ، هذَا قَبْرُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام ، فَقُلْنَا : مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ (٩)؟ فَقَالَ : أَتَيْتُهُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ـ حَيْثُ كَانَ بِالْحِيرَةِ ـ غَيْرَ مَرَّةٍ ، وخَبَّرَنِي أَنَّهُ قَبْرُهُ. (١٠)
__________________
(١) « الحِيرَةُ » : مدينة كان يسكنها النعمان بن المنذر ، وهي على رأس ميل من الكوفة. المغرب ، ص ١٣٤ ( حير ).
(٢) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف » وحاشية بدرالدين وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول. والذكوات واحدة الذُكْوَة ، وهي الجمرة الملتهبة. راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٨٧ ( ذكا ). وفي « بر » والمطبوع : « زكوات » بالزاي. قال في الوافي : « واريد بالذكوات البيض الحصيات التي يقال لها : دُرّ النجف ، تشبيهاً لها بالجمرة المتوقّدة. ومن جعلها بالراء وفسّرها بالآبار التي جدرانها أحجار بيض فلم يبعد. ويأتي ما يؤيّده في باب فضل الحصى ، إلاّ أنّه لا يساعده أكثر النسخ ؛ فإنّها مكتوبة فيه بالذال المعجمة ». وقال في المرآة : « ولعلّه أراد التلال التي كانت محيطة بقبره صلوات الله عليه ، شبّهها لضيائها وتوقّدها عند شروق الشمس عليها ؛ لاشتمالها على الحصيات البيض والدراري بالجمرة الملتهبة ... وقيل : إنّ أصله : ذكاوات جمع ذكاء بمعنى التلِّ الصغير ».
(٣) في « ف » : « أصبته ».
(٤) كامل الزيارات ، ص ٣٣ ، الباب التاسع ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٤١١ ، ح ١٤٤٥٨.
(٥) السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد عدّة من أصحابنا.
(٦) في كامل الزيارات : « عمر [ عمرو ] ». والظاهر أنّ ابن يزيد هذا ، هو عمر بن يزيد بيّاع السابريّ.
(٧) في الوافي : « حتّى انتهينا ».
(٨) في « بر » : + « لي ».
(٩) في « بس » : + « هذا ».
(١٠) كامل الزيارات ، ص ٣٤ ، الباب التاسع ، ح ٣ ، عن جماعة مشايخه ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٤١٢ ، ح ١٤٤٥٩.
١٢٣٩ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عِيسى شَلَقَانَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام لَهُ خُؤُولَةٌ (١) فِي بَنِي مَخْزُومٍ ، وإِنَّ شَابّاً مِنْهُمْ أَتَاهُ ، فَقَالَ : يَا خَالِي ، إِنَّ أَخِي (٢) مَاتَ وقَدْ حَزِنْتُ عَلَيْهِ حُزْناً شَدِيداً ».
قَالَ : « فَقَالَ لَهُ (٣) : تَشْتَهِي (٤) أَنْ تَرَاهُ؟ قَالَ : بَلى (٥) ، قَالَ : فَأَرِنِي قَبْرَهُ ».
قَالَ (٦) : « فَخَرَجَ ومَعَهُ بُرْدَةُ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم مُتَّزِراً بِهَا (٧) ، فَلَمَّا انْتَهى إِلَى الْقَبْرِ ، تَلَمْلَمَتْ (٨) شَفَتَاهُ ، ثُمَّ رَكَضَهُ (٩) بِرِجْلِهِ ، فَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وهُوَ يَقُولُ (١٠) بِلِسَانِ الْفُرْسِ ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : أَلَمْ تَمُتْ وأَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ؟! قَالَ : بَلى ، ولكِنَّا مِتْنَا عَلى سُنَّةِ فُلَانٍ وفُلَانٍ (١١) ، فَانْقَلَبَتْ أَلْسِنَتُنَا ». (١٢)
١٢٤٠ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛
وعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
__________________
(١) « الخؤُولة » : جمع الخال ، أو مصدر ولا فعل له. يقال : خال بيّن الخؤُولة ، وبيني وبين فلان خؤُولة. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٢٢٤ : ( خول ).
(٢) في البصائر : + « وابن أبي ».
(٣) في « ب » : ـ « له ». وفي « بس » : « لي ». وفي البصائر : ـ « فقال له ».
(٤) في « ب » : « تشهي ». وفي البصائر : « فتشتهي ».
(٥) في البصائر : « نعم ».
(٦) في البصائر والوافي : ـ « قال ».
(٧) في البصائر : « المستجاب » بدل « متّزراً بها ».
(٨) في البصائر : « تململت ». وقوله « تلملمت » ، أي انضمّت ، أو تحرّكت ، من قولهم : كتيبة مُلَمْلَمَةٌ ، أي مجتمعةمضمومة بعضها إلى بعض. والمُلَمْلَمُ : المجتمع المدوّر المضموم. ولَمْلَمَ الحَجَرَ ، أي أداره. ونقل المجلسي عن بعض النسخ تقديم الميم على اللام من التململ ـ كما في البصائر ـ بمعنى التقلّب ، واستظهره. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٢٥ ( لمم ).
(٩) في « ج » : « تركضه ».
(١٠) في البصائر : + « رميكا ».
(١١) في البصائر : ـ « وفلان ».
(١٢) بصائر الدرجات ، ص ٢٧٣ ، ح ٣ ، عن سلمة بن خطّاب ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عيسى بن شلقان الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٣٦ ، ح ١٣٥٣.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « لَمَّا قُبِضَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام ، قَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهالسلام فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ ، فَحَمِدَ اللهَ ، وأَثْنى عَلَيْهِ ، وصَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ قَدْ (١) قبِضَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ رَجُلٌ مَا سَبَقَهُ الْأَوَّلُونَ ، ولَايُدْرِكُهُ (٢) الْآخِرُونَ ، إِنْ (٣) كَانَ لَصَاحِبَ (٤) رَايَةِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَنْ يَمِينِهِ جَبْرَئِيلُ ، وعَنْ يَسَارِهِ (٥) مِيكَائِيلُ ، لَايَنْثَنِي (٦) حَتّى يَفْتَحَ اللهُ لَهُ ؛ واللهِ ، مَا تَرَكَ بَيْضَاءَ ولَاحَمْرَاءَ إِلاَّ سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ عَنْ عَطَائِهِ أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ بِهَا خَادِماً لِأَهْلِهِ ؛ واللهِ ، لَقَدْ قُبِضَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي فِيهَا قُبِضَ (٧) وَصِيُّ مُوسى يُوشَعُ بْنُ نُونٍ ، واللَّيْلَةِ الَّتِي عُرِجَ فِيهَا بِعِيسَى (٨) بْنِ مَرْيَمَ ، واللَّيْلَةِ الَّتِي نَزَلَ (٩) فِيهَا الْقُرْآنُ ». (١٠)
١٢٤١ / ٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ : قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « لَمَّا غُسِّلَ (١١) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام ، نُودُوا مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ : إِنْ أَخَذْتُمْ مُقَدَّمَ السَّرِيرِ كُفِيتُمْ مُؤَخَّرَهُ ، وإِنْ أَخَذْتُمْ مُؤَخَّرَهُ كُفِيتُمْ مُقَدَّمَهُ ». (١٢)
__________________
(١) في « ب ، ج ، بح ، بف » : ـ « قد ».
(٢) في « ف » : « وما يدركه ».
(٣) هكذا في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي ومرآة العقول. وفي « ب » والمطبوع : « إنّه ». و « إنْ » مخفّفة من المثقلّة.
(٤) في « بر ، بف » : « يأخذ ».
(٥) في « ب » : « شماله ».
(٦) في الوافي : « لا يثنى ». وقوله : « لا ينثني » ، أي لا ينعطف ولا ينصرف ولا يرجع ؛ من الثني ، وهو العطف والصرف. راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١١٥ ( ثنى ).
(٧) في « ب ، ج ، بح ، بف » : « قبض فيها ».
(٨) في « ف » : « عيسى ».
(٩) يجوز فيه التثقيل أيضاً كما في « ج ».
(١٠) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٧ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٢٦٩ ، المجلس ١٠ ، ح ٣٩ ؛ وتفسير فرات ، ص ١٩٨ ، ح ٢٥٧ ؛ وخصائص الأئمّة ، ص ٧٩ ، بسند آخر عن الحسن بن عليّ عليهالسلام ، مع زيادة واختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٤٠ ، ح ١٣٥٦.
(١١) في أكثر النسخ بالتثقيل ويجوز فيه التخفيف أيضاً.
(١٢) خصائص الأئمّة عليهمالسلام ، ص ٦٤ ، ومن دلائله عليهالسلام عند موته ، مرسلاً ، مع زيادة في آخره هكذا : « وأشار عليهالسلام إلى أنّ الملائكة قالت ذلك » الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٣٩ ، ح ١٤٣٦٧ ؛ البحار ، ج ٤٢ ، ص ٢١٣ ، ح ١٤ ؛ وص ٢٥١ ، ح ٥٣.
١٢٤٢ / ١٠. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ (١) بُكَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ : « لَمَّا قُبِضَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام ، أَخْرَجَهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ورَجُلَانِ آخَرَانِ ، حَتّى إِذَا خَرَجُوا مِنَ الْكُوفَةِ تَرَكُوهَا عَنْ أَيْمَانِهِمْ (٢) ، ثُمَّ أَخَذُوا فِي الْجَبَّانَةِ (٣) حَتّى مَرُّوا بِهِ (٤) إِلَى الْغَرِيِّ (٥) ، فَدَفَنُوهُ (٦) وسَوَّوْا قَبْرَهُ وانْصَرَفُوا (٧) ». (٨)
١١٤ ـ بَابُ (٩) مَوْلِدِ الزَّهْرَاءِ فَاطِمَةَ (١٠) عليهاالسلام
وُلِدَتْ فَاطِمَةُ ـ عَلَيْهَا وعَلى بَعْلِهَا السَّلَامُ ـ بَعْدَ مَبْعَثِ رَسُولِ اللهِ (١١) صلىاللهعليهوآلهوسلم بِخَمْسِ سِنِينَ ؛ وتُوُفِّيَتْ عليهاالسلام ولَهَا ثَمَانَ عَشْرَةَ سَنَةً وخَمْسَةٌ وسَبْعُونَ يَوْماً (١٢) ؛ وبَقِيَتْ بَعْدَ أَبِيهَا صلىاللهعليهوآلهوسلم خَمْسَةً وسَبْعِينَ يَوْماً. (١٣)
١٢٤٣ / ١. عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ وسَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ جَمِيعاً ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ حَبِيبٍ
__________________
(١) هكذا في جميع النسخ. وفي المطبوع : ـ « بن ».
(٢) في « بس ، بف » وحاشية « ض » : « يمينهم ».
(٣) « الجبّان » و « الجَبّانة » : الصحراء ، وتسمّى بهما المقابر ؛ لأنّها تكون في الصحراء ، تسمية الشيء بموضعه. النهاية ، ج ١ ، ص ٢٣٦ ( جبن ).
(٤) في « ب » : ـ « به ».
(٥) تقدّم معنى الغريّ ذيل الحديث ٥ من هذا الباب.
(٦) في « ج ، ض » : « ودفنوه ».
(٧) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي « بف » : + « عنه ». وفي المطبوع : « فانصرفوا ».
(٨) الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٤١٢ ، ح ١٤٤٦٠.
(٩) في « ب ، ض ، ف ، بر ، بس » : ـ « باب ».
(١٠) في « ب ، بس » : « فاطمة الزهراء » بدل « الزهراء فاطمة ».
(١١) في حاشية « ج ، ف ، بح » والبحار : « النبيّ » بدل « رسول الله ».
(١٢) في « بر » : ـ « ولدت فاطمة ـ إلى ـ سبعون يوماً ».
(١٣) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٥٠ ، ذيل ح ١٣٦٧ ؛ البحار ، ج ٤٣ ، ص ٧ ، ح ١٠.
السِّجِسْتَانِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « وُلِدَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم بَعْدَ مَبْعَثِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِخَمْسِ سِنِينَ ، وتُوُفِّيَتْ ولَهَا ثَمَانَ عَشْرَةَ سَنَةً وخَمْسَةٌ وسَبْعُونَ يَوْماً (١) ». (٢)
١٢٤٤ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ فَاطِمَةَ عليهاالسلام مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم خَمْسَةً وَسَبْعِينَ يَوْماً ، وكَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِيدٌ عَلى أَبِيهَا ، وكَانَ يَأْتِيهَا جَبْرَئِيلُ عليهالسلام (٣) ، فَيُحْسِنُ عَزَاءَهَا (٤) عَلى أَبِيهَا ، ويُطَيِّبُ نَفْسَهَا ، ويُخْبِرُهَا (٥) عَنْ أَبِيهَا ومَكَانِهِ ، ويُخْبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعْدَهَا فِي ذُرِّيَّتِهَا ، وكَانَ عَلِيٌّ عليهالسلام يَكْتُبُ ذلِكَ (٦) ». (٧)
١٢٤٥ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :
عَنْ (٨) أَخِيهِ أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ فَاطِمَةَ عليهاالسلام صِدِّيقَةٌ شَهِيدَةٌ ، وإِنَّ بَنَاتِ
__________________
(١) لقد ورد هذا الحديث هنا في نسخة « بف ». ولكن في سائر النسخ والمطبوع ورد في باب مولد أميرالمؤمنين عليهالسلام بعد الحديث التاسع. والمناسب أن يذكر في هذا الباب ، ولعلّ ذكره في باب مولد أميرالمؤمنين عليهالسلام من اشتباه النسّاخ ، كما أشار إليه المازندراني في شرحه ، ج ٧ ، ص ٢١١ ، والمجلسي في مرآة العقول ، ج ٥ ، ص ٣١١.
(٢) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٥٠ ، ح ١٣٦٧ ؛ البحار ، ج ٤٣ ، ص ٩ ، ح ١٣.
(٣) في الكافي ، ح ٦٤١ والبصائر والبحار : « كان جبرئيل عليهالسلام يأتيها ».
(٤) « العزاء » : الصبر ، أو حسنه. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧١٨ ( عزى ).
(٥) في « ج » : « ويخبر » بدون الضمير.
(٦) في البحار ، ج ٢٢ : + « فهذا مصحف فاطمة عليهاالسلام ».
(٧) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه ذكر الصحيفة والجفر ... ، ح ٦٤١ ، مع زيادة. وفي بصائر الدرجات ، ص ١٥٣ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب ، مع زيادة الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٤٥ ، ح ١٣٥٨ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٥٤٥ ، ح ٦٣.
(٨) هكذا في جميع النسخ. وفي المطبوع : ـ « عن ».
الْأَنْبِيَاءِ لَايَطْمِثْنَ (١) ». (٢)
١٢٤٦ / ٤. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ رَفَعَهُ وأَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الشَّيْبَانِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا (٣) عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهُرْمُزَانِيُّ (٤) :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام ، قَالَ : « لَمَّا قُبِضَتْ فَاطِمَةُ عليهاالسلام ، دَفَنَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام سِرّاً ، وعَفَا (٥) عَلى مَوْضِعِ قَبْرِهَا ، ثُمَّ قَامَ ، فَحَوَّلَ وجْهَهُ إِلى قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ (٦) : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ عَنِّي ؛ والسَّلَامُ عَلَيْكَ عَنِ ابْنَتِكَ وَزَائِرَتِكَ والْبَائِتَةِ فِي الثَّرى (٧) بِبُقْعَتِكَ (٨) والْمُخْتَارِ (٩) اللهُ لَهَا سُرْعَةَ اللِّحَاقِ بِكَ ، قَلَّ
__________________
(١) طَمَثَتِ المرأة طَمْثاً من باب ضرب ، إذا حاضت. المصباح المنير ، ص ٣٧٧ ( طمث ).
(٢) علل الشرائع ، ص ٢٩٠ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : « إنّ بنات الأنبياء لا يطمثن ، وإنّما الطمث عقوبة ، وأوّل من طمثت سارة » الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٤٥ ، ح ١٣٥٩.
(٣) في « ض ، بر ، بس » والبحار : « حدّثني ».
(٤) في « ض ، بر » : « الهرمزائي ». وفي « ف ، بح ، بس » : « الهرمزاي ». وفي حاشية « ج » : « الهرمزي ». وفي حاشية « بف » : « البرمراني ».
هذا ، وورد الخبر في الأمالي للمفيد ، ص ٢٨١ ، المجلس ٣٣ ، ح ٧ وفيه : « عليّ بن محمّد الهرمزاني عن عليّ بن الحسين بن عليّ عن أبيه الحسين عليهالسلام ». وورد أيضاً في الأمالي للطوسي ، ص ١٠٩ ، المجلس ٤ ، ح ١٦٦ ، وفيه : « عليّ بن محمّد الهرمزداني عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام عن أبيه الحسين عليهالسلام ».
(٥) قوله : « عفا على موضع قبرها » ، أي محا أثرها. والعفو : المحو والانمحاء. قال الفيض : « العفو : المحو. وعفاعلى الأرض : غطّاها بالنبات ». والموجود في اللغة : غَفَت الأرضُ : غطّاها النبات. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٧٦ ؛ مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٣٠٠ ( عفا ).
(٦) في « ب » والبحار : « ثمّ قال ».
(٧) « الثَرى » : التراب النَدِيّ. يقال : ثرّى التراب يُثرِّيه تَثرِيةً ، إذا رشّ عليه الماء. النهاية ، ج ١ ، ص ٢١٠ ( ثرا ).
(٨) في حاشية « ض » : « ببقيعك ». وقال في المرآة : « لعلّه تصحيف ». و « البُقعة » : قطعة من أرض على غير هيئة التي على جنبها. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ١٨٢ ( بقع ).
(٩) الألف واللام في « المختار » موصولة ، وهو مضاف إلى الفاعل. و « سرعةَ » مفعول. راجع شروح الكافي.
يَا رَسُولَ اللهِ عَنْ صَفِيَّتِكَ (١) صَبْرِي ، وعَفَا عَنْ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ تَجَلُّدِي (٢) إِلاَّ (٣) أَنَّ فِي التَّأَسِّي لِي (٤) بِسُنَّتِكَ فِي فُرْقَتِكَ مَوْضِعَ تَعَزٍّ (٥) ، فَلَقَدْ (٦) وسَّدْتُكَ (٧) فِي مَلْحُودَةِ (٨) قَبْرِكَ ، وَفَاضَتْ نَفْسُكَ بَيْنَ نَحْرِي وصَدْرِي ، بَلى (٩) وفِي كِتَابِ اللهِ لِي (١٠) أَنْعَمُ الْقَبُولِ ( إِنّا ) (١١) ( لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) (١٢) ، قَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِيعَةُ ، وأُخِذَتِ (١٣) الرَّهِينَةُ ، وأُخْلِسَتِ (١٤) الزَّهْرَاءُ ،
__________________
(١) صَفِيَّةُ الرجل : التي تُصافيه الوُدَّ وتُخلصه له ، فعيلة بمعنى فاعلة أو مفعولة. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٠ ( صفا ).
(٢) « التجلّد » : تكلّف الجَلَد والجَلادَة ، وهو الصَلابة والقوّة والشدّة والصبر. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٢٥ ـ ١٢٦ ( جلد ).
(٣) في مرآة العقول : « يمكن أن يقرأ « إلاّ » بالكسر والتشديد ، وبالفتح والتخفيف وكسر « إنّ ». وقد ضبط بهما في النهج ، ولكلّ منهما وجه ». وفي شرح المازندراني : « وفي بعض النسخ : موضع ثغر ... والأنسب بهذا المعنى أن يقرأ « ألا » بالتخفيف ، للتنبيه ، و « إنّ » بكسر الهمزة ».
(٤) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي ومرآة العقول والبحار والأمالي للمفيد والطوسي. وفي المطبوع : « أنّ لي في التأسّي ».
(٥) في الوافي : « أشار بسنّته صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الصبر في المصائب ، فإنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان صبوراً في المصائب. أراد عليهالسلام أنّي قد تأسّيت بسنّتك في فرقتك ، يعني صبرتُ عليها ؛ فبالحريّ بي أن أصبر في فرقة ابنتك ، فإنّ مصيبتي بك أعظم. وقد ورد عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي ، فإنّها من أعظم المصائب ». وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من عظمت مصيبته فليذكر مصيبته بي ، فإنّها ستهون عليه ».
(٦) في « بح ، بر » : « ولقد ».
(٧) « وَسَّدْتُكَ » ، أي وضعت رأسك على وسادة ، وهي المِخَدَّةُ. وأمّا الوِسادُ بغير الهاء فكلّ شيء يوضع تحت الرأس وإن كان من التراب أو الحجارة. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٩٥٠ ( وسد ).
(٨) في حاشية « بح » : « ملحود ». و « اللَحْدُ » و « اللُحْدُ » : الشقّ الذي يكون في جانب القبر ، أو في عُرْضه ، أي وسطه. والملحود كاللحد صفة غالبة فالإضافة لظرفيّة. ويقال : لَحَدَ القبرَ ، أي عمل له لحداً ، فالقبر ملحود ، فالإضافة بيانيّة. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٨٨ ( لحد ).
(٩) في « بس » : ـ « بلى ».
(١٠) في « بس » : ـ « لي ».
(١١) في « بف » : « فإنّا ».
(١٢) البقرة (٢) : ١٥٦.
(١٣) في « ف » : « استرجعتَ » و « أخذتَ » على المخاطب المعلوم. وقال في مرآة العقول : « الفعل فيها وفي قرينتيها إمّا على بناء المجهول ، أو المعلوم ».
(١٤) في « ب ، ف » : « أخلستَ » على المخاطب المعلوم. وفي « بس وحاشية « ض » والأمالي للمفيد والطوسي :
فَمَا أَقْبَحَ الْخَضْرَاءَ والْغَبْرَاءَ (١) يَا رَسُولَ اللهِ ، أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ (٢) ؛ وأَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ (٣) ، وهَمٌّ (٤) لَايَبْرَحُ مِنْ قَلْبِي أَوْ يَخْتَارَ اللهُ لِي دَارَكَ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا مُقِيمٌ ، كَمَدٌ (٥) مُقَيِّحٌ (٦) ، وهَمٌّ مُهَيِّجٌ ، سَرْعَانَ مَا فَرَّقَ بَيْنَنَا ، وإِلَى اللهِ أَشْكُو ، وسَتُنْبِئُكَ (٧) ابْنَتُكَ بِتَظَافُرِ (٨) أُمَّتِكَ عَلى هَضْمِهَا (٩) ، فَأَحْفِهَا (١٠) السُّؤَالَ ، واسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ ، فَكَمْ مِنْ غَلِيلٍ (١١) مُعْتَلِجٍ بِصَدْرِهَا (١٢) لَمْ تَجِدْ إِلى
__________________
« اختلست ». وقال في مرآة العقول « وهو أظهر ، والاختلاس أخذ الشيء بسرعة حبّاً له ». وقال المازندراني في شرحه : « أخلستُ فلاناً ، أي أخذت حقّه ». ولكنّ اللغة لا تساعده ؛ فإنّ « أَفْعَلَ » من الخلس لازم. راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٦٥ ـ ٦٦ ( خلس ).
(١) « الخضراء » : السماء لخُضْرَة لونها. و « الغبراء » : الأرض لغُبْرة لونها ، أو لما فيها من الغُبار. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٥ ( غبر ).
(٢) في « بس » وحاشية « ض ، بر » : « فشديد ».
(٣) « فَمُسَهَّدٌ » ، أي لا نوم فيه ، اسم مكان من السُهْد ، وهو الأَرَقُ ، أي ذهاب النوم في الليل. والسُهُد : القليلُ النوم. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٢٤ ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٧٥ ( سهد ).
(٤) اختار المازندراني في شرحه كونه مبتدأً وخبره « كمد ». واحتمل في مرآة العقول كونه خبراً لمبتدأ محذوف ، أو مبتدأً وخبره « كمد » ، أو عطفاً على « مسهّد ».
(٥) « الكَمَدُ » : الحزن المكتوم. وقيل : هو أشدّ الحزن. لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٨١ ( كمد ). واحتمل المازندراني ، والمجلسي كون الكلمة بكاف التشبيه وكسر الميم وشدّ الدال ، بمعنى القيح. وما في اللغة هو « المِدّة ». قال في المرآة : « وهو مضاف إلى « مقيح » اسم فاعل من باب الإفعال أو التفعيل ، أي جرح ذي قيح ».
(٦) « مُقَيِّحٌ » : اسم فاعل من قَيَّحَ الجَرْحُ ، أي صار فيه القَيْح. قال العلاّمة المجلسي : « كمد مقيّح ، أي حزن شديديخرج قلبي ويقيّحه ، أي يوجب سيلان القيح منه ». راجع : المصباح المنير ، ص ٥٢١ ( قيح ).
(٧) يجوز من التفعيل أيضاً.
(٨) يصحّ الكلمة بالظاء والضاد المعجمتين ، وكذا باللظاء والهاء. واتّفقت النسخ على الأوّل. وقال في مرآةالعقول : « والضاد المعجمة أوفق بما في كتب اللغة ... وكأنّ التصحيف من النسّاخ ».
(٩) « الهَضْمُ » : الكَسْرُ. تقول : هَضَمْتُ الشيءَ ، أي كسرته. ويقال : هَضَمهُ حقَّه واهتضمه ، إذا ظلمه وكسر عليه حقّه. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٥٩ ( هضم ).
(١٠) « الإحفاء » : الاستقصاء في الكلام والسؤال. يقال : أحفى فلان بصاحبه ، وحَفِيَ به ، وتَحَفّى ، أي بالغ في برّه والسؤال عن حاله. وأحفى فلان فلاناً ، أي سأله فأكثر عليه في الطلب. لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١٨٨ ( حفا ).
(١١) « الغَلِيلُ » : حرارة الجوفِ ، وحرارة الحبّ والحزن. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٧ ( غلل ).
(١٢) « مُعْتَلِجٌ بصدرها » ، أي متلاطم فيه ؛ من اعتلجت الأمواج ، أي تلاطمت والتطمت وضرب بعضها بعضاً ؛
بَثِّهِ (١) سَبِيلاً ، وسَتَقُولُ ، ويَحْكُمُ اللهُ وهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (٢)
سَلَامَ مُوَدِّعٍ لَاقَالٍ (٣) ولَاسَئِمٍ (٤) ، فَإِنْ أَنْصَرِفْ فَلَا عَنْ مَلَالَةٍ ، وإِنْ أُقِمْ فَلَا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وعَدَ اللهُ الصَّابِرِينَ ، واهَ (٥) واهاً ، والصَّبْرُ أَيْمَنُ وأَجْمَلُ ، ولَوْ لَاغَلَبَةُ الْمُسْتَوْلِينَ لَجَعَلْتُ الْمُقَامَ واللَّبْثَ لِزَاماً مَعْكُوفاً ، ولَأَعْوَلْتُ (٦) إِعْوَالَ الثَّكْلى (٧) عَلى جَلِيلِ الرَّزِيَّةِ (٨) ، فَبِعَيْنِ اللهِ تُدْفَنُ ابْنَتُكَ سِرّاً ، وتُهْضَمُ (٩) حَقَّهَا (١٠) ، وتُمْنَعُ (١١) إِرْثَهَا (١٢) ، ولَمْ يَتَبَاعَدِ
__________________
من اللَطْم وهو ضرب الوجه ونحوه بالكفّ. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٢٧ ( علج ).
(١) بَثَّ الخبرَ وأبثّه بمعنى ، أي نشره. يقال : أبثثتك سرّي ، أي أظهرته لك. وبثّث الخبرَ ، شُدّد للمبالغة ، فانبثّ ، أي انتشر. الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٧٣ ( بثث ).
(٢) في البحار : + « والسلام عليكما ». وفي الأمالي للمفيد والطوسي : + « سلام عليك يا رسول الله ».
(٣) « قالٍ » ، أي مبغض ؛ من القلى بمعنى البغض ، فإن فتحت القاف مددت. قال المجلسي : « لا قالٍ ، بالجرّ نعتمودّع ، أو بالرفع بتقدير : لا هو قالٌ ، والجملة نعت مودّع ». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٦٧ ( قلا ).
(٤) في « بر » : « لا سائم ». و « السَئِمُ » : الملول والضَجِرُ ، من السَآمَة ، وهو المَلَلُ والضَجَرُ. يقال : سَئِمَ الشيءَ ومنه سَأماً وسَآمةً ، أي ملّه وضجر منه. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٨٠ ( سئم ).
(٥) في « ب » : « فآه ». وفي البحار : « واهاً ». وفي شرح المازندراني : « الظاهر أنّ الواوين للعطف والربط ». وفي مرآةالعقول : « الواو فيهما جزء الكلمة ، أو للعطف ، أو في إحداهما للعطف وفي الاخرى جزء الكلمة ... وعلى التقادير الأوّل غير منوّن والثاني منوّن ». ومعنى « واهَ » : التلهّف ، أي الحزن والتحسّر. وقد توضع موضع الإعجاب بالشيء. يقال : واهاً له. وقد ترد بمعنى التوجّع ، أي التألّم. وينوّن ولا ينوّن ، فالتنوين عَلَمُ التنكير وتركه عَلَمُ التعريف. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٤٤ ؛ لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٥٦٤ ( ويه ).
(٦) « لأعولتُ » ، أي لبكيت رافعاً صوتي ؛ من العَوْل والعَوْلة بمعنى رفع الصوت بالبكاء. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٧٦ ( عول ).
(٧) « الثكلى » : المرأة الفاقدة لزوجها ، أو ولدها ؛ من الثُكْل والثَكل بمعنى فقدان المرأة ولدها ، أو فقدان الحبيب. وأكثر ما يستعمل في فقدان المرأة زوجها ، أو في فقدان الرجل والمرأة ولدهما. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٨٨ ( ثكل ).
(٨) « الرَزِيّة » : المصيبة ، والجمع : رزايا. وأصلها الهمز ، يقال : رَزَأْتُهُ. المصباح المنير ، ص ٢٢٦ ( رزى ).
(٩) في شرح المازندراني والوافي : « يهضم ».
(١٠) في الأمالي للمفيد والطوسي : + « قهراً ».
(١١) في شرح المازندراني والوافي والبحار : « ويمنع ».
(١٢) في الأمالي للمفيد والطوسي : + « جهراً ».
الْعَهْدُ (١) ، ولَمْ يَخْلَقْ (٢) مِنْكَ الذِّكْرُ ، وإِلَى اللهِ يَا رَسُولَ اللهِ الْمُشْتَكى ، وفِيكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَحْسَنُ الْعَزَاءِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ ، وعَلَيْهَا السَّلَامُ والرِّضْوَانُ ». (٣)
١٢٤٧ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ (٤) :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام (٥) : مَنْ غَسَّلَ (٦) فَاطِمَةَ عليهاالسلام؟ قَالَ : « ذَاكَ (٧) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام ». وكَأَنِّي (٨) اسْتَعْظَمْتُ (٩) ذلِكَ مِنْ قَوْلِهِ ، فَقَالَ (١٠) : « كَأَنَّكَ ضِقْتَ (١١) بِمَا (١٢) أَخْبَرْتُكَ بِهِ؟ » ، قَالَ (١٣) : فَقُلْتُ (١٤) : قَدْ كَانَ ذَاكَ (١٥) جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَالَ (١٦) :
__________________
(١) في « بر » والوافي : « الدهر ».
(٢) في الأمالي للمفيد ونهج البلاغة : « ولم يخل ». وخَلَقَ الشيء ـ كنصر ـ وخَلُقَ وخَلِقَ وأخلق ، أي بَليَ. والمراد طراوة الذكر وكونه جديداً. راجع : لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٨٨ ( خلق ).
(٣) الأمالي للمفيد ، ص ٢٨١ ، المجلس ٣٣ ، ح ٧ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٠٩ ، المجلس ٤ ، ح ٢٠ ، بسندهما عن أحمد بن إدريس ، وفيهما عن عليّ بن الحسين عليهالسلام ، عن الحسين بن عليّ عليهالسلام. نهج البلاغة ، ص ٣١٩ ، الخطبة ٢٠٢ من قوله : « السلام عليك يا رسول الله عنّي » إلى قوله : « بما وعد الله الصابرين » ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٤٨ ، ح ١٣٦٦ ؛ البحار ، ج ٤٣ ، ص ١٩٣ ، ح ٢١.
(٤) في « ض ، بف » وحاشية « بر » : + « بن عمر ».
(٥) في الوافي والبحار ، ج ٢٧ : « قلت له ».
(٦) يجوز فيه التخفيف أيضاً.
(٧) في « بف » : ـ « ذاك ».
(٨) في « ف ، بح ، بس ، بف » والتهذيب والاستبصار والعلل والبحار ، ج ٢٧ : « فكأنّي ». وفي الوسائل : « فكأنّما ».
(٩) في الكافي ، ح ٤٤١٥ : « استفظت ».
(١٠) في الكافي ، ح ٤٤١٥ : + « لي ».
(١١) « ضِقْتَ » ، أي ضِقْتَ به صدراً وضاق صدرك به. والاسم : الضَيْقُ والضِيقُ ، وهو الشكّ في القلب. يقال : في صدر فلان ضِيق علينا وضَيْقٌ. راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٢٠٨ ( ضيق ).
(١٢) في الكافي ، ح ٤٤١٥ ، والاستبصار والعلل : « ممّا ».
(١٣) في الكافي ، ح ٤٤١٥ : ـ « به قال ».
(١٤) في « ب » : « قلت ».
(١٥) في « ف » : « ولكان ذلك ». وفي الكافي ، ح ٤٤١٥ ، والتهذيب والاستبصار والعلل والوسائل والبحار ، ج ٢٧ : « ذلك ». وفي البحار ، ج ١٤ : ـ « ذاك ».
(١٦) في الكافي ، ح ٤٤١٥ ، والاستبصار : ـ « قال ».
فَقَالَ : « لَا تَضِيقَنَّ ؛ فَإِنَّهَا صِدِّيقَةٌ ، و (١) لَمْ يَكُنْ يُغَسِّلُهَا (٢) إِلاَّ صِدِّيقٌ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ مَرْيَمَ لَمْ يُغَسِّلْهَا إِلاَّ عِيسى (٣)؟ ». (٤)
١٢٤٨ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيِّ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام ، قَالَا : « إِنَّ فَاطِمَةَ عليهاالسلام لَمَّا أَنْ (٥) كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا كَانَ ، أَخَذَتْ بِتَلَابِيبِ (٦) عُمَرَ ، فَجَذَبَتْهُ إِلَيْهَا ، ثُمَّ قَالَتْ : أَمَا واللهِ ، يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، لَوْ لَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ يُصِيبَ الْبَلَاءُ مَنْ لَاذَنْبَ لَهُ ، لَعَلِمْتَ أَنِّي (٧) سَأُقْسِمُ عَلَى اللهِ (٨) ، ثُمَّ أَجِدُهُ سَرِيعَ الْإِجَابَةِ ». (٩)
١٢٤٩ / ٧. وبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « لَمَّا ولِدَتْ فَاطِمَةُ عليهاالسلام ، أَوْحَى اللهُ إِلى مَلَكٍ ، فَأَنْطَقَ (١٠) بِهِ
__________________
(١) في الكافي ، ح ٤٤١٥ ، والتهذيب والاستبصار : ـ « و ».
(٢) يجوز فيه وفيما يأتي التخفيف أيضاً.
(٣) في حاشية « ج » : + « ابنها ».
(٤) الكافي ، كتاب الجنائز ، باب الرجل يغسل المرأة ... ، ح ٤٤١٥ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن سالم ، عن مفضّل بن عمر ، مع زيادة في آخره ؛ علل الشرائع ، ص ١٨٤ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ؛ الاستبصار ، ج ١ ، ص ١٩٩ ، ح ٧٠٣ ؛ التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٤٠ ، ح ١٤٢٢ ، مع زيادة في آخره ، وفيهما عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي نصر الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٤٥ ، ح ١٣٦٠ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٥٣٠ ، ح ٢٨٢٥ ؛ البحار ، ج ٢٧ ، ص ٢٩١ ، ح ٧.
(٥) في « بف » والبحار : ـ « أن ».
(٦) « التَلابِيبُ » : جمع التَلْبِيب ، وهو مَجمع ما في موضع اللَبَب من ثياب الرجل. واللَبَب : موضع القلادة منالصدر. يقال : لبّبه وأخذ بتلبيبه وتلابيبه ، إذا جمعتَ ثيابه عند صدره ونَحْره ثمّ جررته. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٩٣ ( تلب ) ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٣٤ ( لبب ).
(٧) في البحار : ـ « أنّي ».
(٨) والقسم على الله أن يقول : بحقّك فافعل كذا. وإنّما عدّي بـ « على » لأنّه ضُمِّن معنى التحكّم. المغرب ، ص ٢٩٤ ذيل ( طمر ).
(٩) الوافي ، ج ٢ ، ص ١٨٨ ، ح ٦٤٨.
(١٠) في مرآة العقول : « فانطلق ».
لِسَانَ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَسَمَّاهَا فَاطِمَةَ ، ثُمَّ قَالَ (١) : إِنِّي فَطَمْتُكِ (٢) بِالْعِلْمِ ، وفَطَمْتُكِ مِنَ (٣) الطَّمْثِ (٤) ».
ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « وَاللهِ ، لَقَدْ فَطَمَهَا اللهُ بِالْعِلْمِ وعَنِ الطَّمْثِ فِي الْمِيثَاقِ (٥) ». (٦)
١٢٥٠ / ٨. وبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لِفَاطِمَةَ عليهاالسلام : يَا فَاطِمَةُ ، قُومِي فَأَخْرِجِي تِلْكَ الصَّحْفَةَ (٧) ، فَقَامَتْ فَأَخْرَجَتْ (٨) صَحْفَةً (٩) فِيهَا ثَرِيدٌ (١٠) وعُرَاقٌ (١١) يَفُورُ (١٢) ، فَأَكَلَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعَلِيٌّ وفَاطِمَةُ والْحَسَنُ والْحُسَيْنُ عليهمالسلام ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْماً ، ثُمَّ إِنَّ أُمَّ أَيْمَنَ رَأَتِ
__________________
(١) في « بر » : « فقال » بدل « ثمّ قال ».
(٢) في « بس » : « قد فطمتك ». وقوله : « فطمتك » ، من الفطم بمعنى القطع والفصل والمنع. واحتمل المجلسي كونه من باب التفعيل ، أي جعلتك قاطعة الناس من الجهل. راجع : المصباح المنير ، ص ٤٧٧ ( فطم ).
(٣) في العلل : « عن ». واتّفقت النسخ هنا على « من » وفيما سيأتي على « عن ». وجاء استعمال هذه المادّة بكليهما في اللغة.
(٤) تقدّم معنى الطمث ذيل الحديث ٢ من هذا الباب.
(٥) في العلل : « بالميثاق ».
(٦) علل الشرائع ، ص ١٧٩ ، ح ٤ ، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن صالح بن عقبة الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٤٦ ، ح ١٣٦٢.
(٧) « الصحفه » : إناء كالقَصْعَة المبسوطة ونحوها ، وقطعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة. وجمعها : صِحافٌ. وقالالعلاّمة الفيض : « وفي إتيان الصحفة من الجنّة لآل العبا سرّ لطيف ، وذلك لأنّهم كانوا خمسة ، وهي تشبع خمسة ». راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٣ ؛ المغرب ، ص ٢٦٣ ( صحف ).
(٨) في « ج » : « وأخرجت ».
(٩) في « بر » : « صحيفة ».
(١٠) « الثَرِيدُ » : الخبز المفتوت المكسور ، فعيل بمعنى مفعول ؛ من ثَرَدْتُ الخُبْز ثَرْداً ـ من باب قتل ـ وهو أن تَفُتَّه ، أي تكسره بالأصابع ، ثمّ تبلّه بمَرَقٍ وهو الماء الذي اغلي فيه اللحم. راجع : المصباح المنير ، ص ٨١ ( ثرد ).
(١١) قال الجوهري : « العَرْقُ : العظم الذي اخذ عنه اللحم ، والجمع : عُراق ». وفي القاموس : « العَرْقُ والعُراق : العظم اكل لحمه ، أو العَرْق : العظم بلحمه ، فإذا اكل لحمه فعُراق ، أو كلاهما لكيهما ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٢٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٠٤ ( عرق ).
(١٢) في الوافي : « تفور ». وفارَتِ القِدرُ تَفُورُ فَوْراً وفَوَراناً : جاشت. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٨٣ ( فور ).
الْحُسَيْنَ مَعَهُ شَيْءٌ ، فَقَالَتْ لَهُ : مِنْ أَيْنَ لَكَ هذَا؟ قَالَ : إِنَّا لَنَأْكُلُهُ مُنْذُ أَيَّامٍ ، فَأَتَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَاطِمَةَ ، فَقَالَتْ : يَا فَاطِمَةُ ، إِذَا كَانَ عِنْدَ أُمِّ أَيْمَنَ شَيْءٌ ، فَإِنَّمَا هُوَ لِفَاطِمَةَ وَولْدِهَا (١) ، وإِذَا كَانَ عِنْدَ فَاطِمَةَ شَيْءٌ ، فَلَيْسَ لِأُمِّ أَيْمَنَ مِنْهُ شَيْءٌ؟ فَأَخْرَجَتْ لَهَا مِنْهُ ، فَأَكَلَتْ مِنْهُ أُمُّ أَيْمَنَ ونَفِدَتِ الصَّحْفَةُ ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَمَا لَوْ لَا أَنَّكِ أَطْعَمْتِهَا (٢) لَأَكَلْتِ مِنْهَا أَنْتِ وذُرِّيَّتُكِ إِلى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ».
ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « وَالصَّحْفَةُ عِنْدَنَا ، يَخْرُجُ بِهَا (٣) قَائِمُنَا عليهالسلام فِي زَمَانِهِ ». (٤)
١٢٥١ / ٩. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (٥) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام يَقُولُ : « بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم جَالِسٌ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ لَهُ أَرْبَعَةٌ وعِشْرُونَ وجْهاً ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : حَبِيبِي جَبْرَئِيلُ ، لَمْ أَرَكَ فِي مِثْلِ هذِهِ الصُّورَةِ؟ قَالَ الْمَلَكُ : لَسْتُ بِجَبْرَئِيلَ يَا مُحَمَّدُ (٦) ، بَعَثَنِي اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ أَنْ أُزَوِّجَ
__________________
(١) في البحار : « ولولدها ».
(٢) في « بر » : « أما إنّك لولا أطعمتها ».
(٣) في « ف » : « منها ».
(٤) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٤٦ ، ح ١٣٦٣ ؛ البحار ، ج ٤٣ ، ص ٦٣ ، ح ٥٥.
(٥) لم يُعهَد رواية معلّى بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن عليّ ، والمعهود من هذا الطريق رواية الحسين بنمحمّد عن معلّى بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن عبد الله عن عليّ بن جعفر ، كما في الكافي ، ح ٢١٥٦ و ٢٣٢٥ و ٢٧٩٥ و ٢٧٩٩. بل أكثر روايات أحمد بن محمّد بن عبد الله قد وردت من طريق معلّى بن محمّد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٢٨٦.
والخبر رواه الصدوق في الخصال ، ص ٦٤٠ ، ح ١٧ ؛ والأمالي ، ص ٤٧٤ ، المجلس ٨٦ ، ح ١٩ ، وفيهما : « أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ». كما أنّ في معاني الأخبار ، ص ١٠٣ ، ح ١ : « أحمد بن محمّد البزنطي » ، لكنّ الجزم بصحّة هذه الموارد مشكل ؛ فإنّه يحتمل أنّ « أحمد بن محمّد » كان في الأصل مطلقاً ، وفُسِّر بالبزنطي ، بتخيّل انطباق هذا العنوان المشترك عليه.
(٦) في الأمالي والخصال والمعاني : « أنا محمود » بدل « يا محمّد ».
النُّورَ مِنَ النُّورِ ، قَالَ : مَنْ (١) مِمَّنْ؟ قَالَ : فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ ».
قَالَ : « فَلَمَّا ولَّى الْمَلَكُ إِذَا (٢) بَيْنَ كَتِفَيْهِ (٣) : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، عَلِيٌّ وصِيُّهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مُنْذُ كَمْ كُتِبَ هذَا بَيْنَ كَتِفَيْكَ؟ فَقَالَ : مِنْ قَبْلِ أَنْ يَخْلُقَ اللهُ آدَمَ بِاثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفَ عَامٍ ». (٤)
١٢٥٢ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ الرِّضَا عليهالسلام عَنْ قَبْرِ فَاطِمَةَ عليهاالسلام ، فَقَالَ (٥) : « دُفِنَتْ فِي بَيْتِهَا ، فَلَمَّا زَادَتْ بَنُو أُمَيَّةَ فِي الْمَسْجِدِ صَارَتْ (٦) فِي الْمَسْجِدِ ». (٧)
١٢٥٣ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنِ الْخَيْبَرِيِّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « لَوْ لَا أَنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وتَعَالى ـ خَلَقَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام لِفَاطِمَةَ عليهاالسلام ، مَا كَانَ لَهَا كُفْوٌ عَلى ظَهْرِ (٨) الْأَرْضِ مِنْ آدَمَ
__________________
(١) في « بح » : ـ « من ».
(٢) في « ف » : « إذاً ».
(٣) في المعاني : + « مكتوب ».
(٤) الأمالي للصدوق ، ص ٥٩٢ ، المجلس ٨٦ ، ح ١٩ ؛ والخصال ، ص ٦٤٠ ، باب ما بعد الألف ، ح ١٧ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٠٣ ، ح ١ ، عن جعفر بن محمّد بن مسرور ، عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن عليّ بن جعفر الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٤٧ ، ح ١٣٦٤.
(٥) في « بح » : « قال ».
(٦) في حاشية « ف » : « صار » ، أي البيت.
(٧) قرب الإسناد ، ص ٣٦٧ ، ح ١٣١٤ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، مع زيادة واختلاف يسير. وفي عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣١١ ، ح ٧٦ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٢٦٨ ، ذيل ح ١ ، بسندهما عن سهل بن زياد الآدمي. التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٥٥ ، ح ٧٠٥ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٢٩ ، ح ٦٨٥ ؛ وج ٢ ، ص ٥٧٢ مرسلاً ؛ التهذيب ، ج ٦ ، ص ٩ ، ذيل ح ١٠ مرسلاً ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٦٦ ، ح ١٤٤٠٨ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٦٨ ، ذيل ح ١٩٤٠٦.
(٨) في حاشية « ض » : « وجه ». وفي الأمالي : ـ « ظهر ».
وَمَنْ (١) دُونَهُ (٢) ». (٣)
١١٥ ـ بَابُ (٤) مَوْلِدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا
وُلِدَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي سَنَةِ بَدْرٍ ، سَنَةِ اثْنَتَيْنِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ.
وَرُوِيَ : أَنَّهُ ولِدَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ ؛ ومَضى عليهالسلام فِي شَهْرِ صَفَرٍ فِي آخِرِهِ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وأَرْبَعِينَ ؛ ومَضى وهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وأَرْبَعِينَ سَنَةً وأَشْهُرٍ. وأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم. (٥)
١٢٥٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ (٦) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ (٧) عليهالسلام الْوَفَاةُ بَكى ، فَقِيلَ لَهُ : يَا ابْنَ (٨) رَسُولِ اللهِ ، تَبْكِي (٩) ومَكَانُكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم (١٠) الَّذِي أَنْتَ بِهِ (١١) ، وقَدْ قَالَ فِيكَ (١٢)
__________________
(١) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : « فمن ». وفي « ب » وحاشية « ض » : « فما ».
(٢) في الأمالي : ـ « من آدم ومن دونه ».
(٣) الأمالي للطوسي ، ص ٤٣ ، المجلس ٢ ، ح ١٥ ، بسنده عن الكليني. التهذيب ، ج ٧ ، ص ٤٧٠ ، ح ١٨٨٢ ، بسند آخر الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٤٨ ، ح ١٣٦٥.
(٤) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : ـ « باب ».
(٥) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٥٥ ، ذيل ح ١٣٧٤ ؛ البحار ، ج ٤٤ ، ص ١٦٢ ، ذيل ح ٣١.
(٦) في الوسائل : ـ « عن عليّ بن مهزيار ». وهو سهو ظاهراً ؛ فإنّه لم يثبت رواية الحسين بن إسحاق ، عنالحسين بن سعيد مباشرةً في موضع ، والمتكرّر في الأسناد رواية الحسين بن إسحاق [ التاجر ] عن عليّ بن مهزيار عن الحسين بن سعيد. انظر : الكافي ، ح ٢٨٦٨ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ٥٠٨ ، المجلس ٧٦ ، ح ٥ ؛ ثواب الأعمال ، ص ١٦٢ ، ح ١ ؛ الخصال ، ص ٣٩ ، ح ٢٥ ؛ علل الشرائع ، ص ٤١٨ ، ح ٥.
(٧) في « ف » : + « بن عليّ ».
(٨) في الزهد : + « بنت ».
(٩) في الزهد : « أتبكي ».
(١٠) في الزهد : + « مكانك ».
(١١) في « ف » والزهد : « فيه ».
(١٢) في الزهد : + « رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
مَا قَالَ ، وقَدْ حَجَجْتَ عِشْرِينَ حَجَّةً مَاشِياً (١) ، وقَدْ قَاسَمْتَ (٢) مَالَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتّى النَّعْلَ بِالنَّعْلِ (٣)؟
فَقَالَ : إِنَّمَا أَبْكِي (٤) لِخَصْلَتَيْنِ : لِهَوْلِ (٥) الْمُطَّلَعِ (٦) ، وفِرَاقِ الْأَحِبَّةِ ». (٧)
١٢٥٥ / ٢. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ (٨) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ (٩) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قُبِضَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام وهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وأَرْبَعِينَ
__________________
(١) في الزهد : « وقد حججتَ عشرين حجّة راكباً وعشرين حجّة ماشياً ».
(٢) في الزهد : + « ربّك ».
(٣) في الزهد : ـ « بالنعل ».
(٤) في « ف » : « نبكي ».
(٥) في الزهد : « هول ».
(٦) « المُطَّلَعُ » : مكان الاطّلاع من موضع عال. يقال : مُطَّلَعُ هذا الجبل من مكان كذا ، أي مأتاه ومَصْعَدُهُ. والمراد به هنا المَوْقِف يوم القيامة ، أو ما يُشْرِف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت ، فشبّهه بالمُطَّلَع الذي يُشْرَف عليه من موضع عالٍ. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٣٢ ـ ١٣٣ ( طلع ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٢١ ؛ مرآة العقول ، ج ٥ ، ص ٣٥٣.
(٧) الزهد ، ص ١٥٠ ، ح ٢١٧ وفي الأمالي للصدوق ، ص ٢٢٢ ، المجلس ٣٩ ، ح ٩ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣٠٣ ، ح ٦٢ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائه ، عن الحسين بن عليّ عليهمالسلام. كفاية الأثر ، ص ٢٠ الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٥٣ ، ح ١٣٧٢ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٣١ ، ذيل ح ١٤٤٤٤.
(٨) هكذا في النسخ ، وفي المطبوع : « عن أخيه عليّ [ بن مهزيار ] ».
(٩) هكذا في « ظ ، ف ». وفي « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والمطبوع : « الحسن بن سعيد ».
والظاهر أنّ هذا الخبر قطعة من خبر طويلٍ ورد في وفيات الأئمّة عليهمالسلام ، وقد ورد بعض قطعاته الاخرى في الكافي ، ح ١٢٦٠ و ١٢٧٤ و ١٢٨٠ و ١٢٨٧ و ١٢٩٧ و ١٣٠٨ و ١٣٢٠. والمذكور في أكثر هذه المواضع هو « الحسين بن سعيد » ؛ فإنّ المذكور في المطبوع وجميع النسخ التي قوبلت ، في ح ١٢٦٠ و ١٢٧٤ و ١٢٨٠ و ١٢٨٧ و ١٣٠٨ ، هو الحسين ». وهكذا في ص ح ١٢٩٧ إلاّ في نسخه واحدة. والمذكور في أكثر النسخ ، في ح ١٣٢٠ هو « الحسن ».
يؤيّد ذلك أنّه لم يُعهد رواية الحسن بن سعيد عن [ محمّد ] بن سنان عن [ عبد الله ] بن مسكان إلاّ في التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٦٤ ، ح ٦٤٨ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٩٢ ، ح ١٠٧٣ ، والخبر في الموضعين واحد ، والمعهود المتكرّر وقوع الحسين بن سعيد في هذا الطريق ، سواء كان في أسناد الكتب الأربعة أو في غيرها. انظر على سبيل المثال : معجم رجال الحديث ، ج ١٦ ، ص ٣٨٨ ـ ٣٨٩ ، وص ٤٠٠.