الكافي - ج ٢

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٢

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-386-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٤٤

مِنْهُمْ إِلاَّ رَجُلٌ واحِدٌ يُخْبِرُ النَّاسَ (١) ، فَلَمَّا أَنْ أَخْبَرَهُمْ (٢) ، أَلْقَتْ (٣) عَلَيْهِ حَصَاةً فَقَتَلَتْهُ (٤) ». (٥)

١٢١٧ / ٢٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ رِفَاعَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يُفْرَشُ لَهُ بِفِنَاءِ (٦) الْكَعْبَةِ لَايُفْرَشُ لِأَحَدٍ غَيْرِهِ ، وكَانَ لَهُ ولْدٌ يَقُومُونَ عَلى رَأْسِهِ ، فَيَمْنَعُونَ مَنْ دَنَا مِنْهُ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وهُوَ طِفْلٌ يَدْرُجُ (٧) ـ حَتّى جَلَسَ عَلى فَخِذَيْهِ ، فَأَهْوى (٨) بَعْضُهُمْ إِلَيْهِ لِيُنَحِّيَهُ عَنْهُ (٩) ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ : دَعِ ابْنِي ؛ فَإِنَّ الْمَلَكَ (١٠) قَدْ أَتَاهُ (١١) ». (١٢)

١٢١٨ / ٢٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُعَلّى ، عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا ولِدَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مَكَثَ أَيَّاماً لَيْسَ لَهُ لَبَنٌ ، فَأَلْقَاهُ أَبُو طَالِبٍ عَلى ثَدْيِ نَفْسِهِ ، فَأَنْزَلَ اللهُ فِيهِ لَبَناً ، فَرَضَعَ مِنْهُ أَيَّاماً حَتّى وقَعَ أَبُو طَالِبٍ‌

__________________

(١) في « ب ، ج ، بف » والوافي : + « فأخبرهم ».

(٢) في « ف » : « أن خبرهم ».

(٣) في « بف » : « القيت ».

(٤) في « ج » : « فقتله ».

(٥) الكافي ، كتاب الحجّ ، باب ورود تبّع وأصحاب الفيل البيت ... ، ح ٦٧٦٠ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن حمران وهشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٩٥ ، ح ١٣٠٢ ؛ البحار ، ج ١٥ ، ص ١٥٨ ، ح ٨٧.

(٦) قال الجوهري : « فناء الدار : ما امتدّ من جوانبها ». وقال ابن الأثير : « الفِناءُ : هو المتّسع أمام الدار ». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٥٧ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٧٧ ( فنى ).

(٧) دَرَجَ الصبيّ يَدْرُجُ دُرُوجاً : مشى قليلاً في أوّل ما يمشي. المصباح المنير ، ص ١٩١ ( درج ).

(٨) أَهْوى إلى الشي‌ء بيده : مدّها ليأخذه إذا كان عن قرب ، فإن كان عن بعد قيل : هوى إليه بغير ألف. المصباح المنير ، ص ٦٤٣ ( هوى ).

(٩) في « ف » : « منه ».

(١٠) احتمل العلاّمة المازندراني والمجلسي كون « المُلْك » بضمّ الميم وسكون اللام.

(١١) في الوافي : « قد أتاه ، إمّا من الإيتاء ؛ يعني أنّه لم يأت إلينا بنفسه بل إنّما أتى به الملك ، أو من الإتيان ؛ يعني قد أتى إليه الملك ، فله شأن من الشأن ».

(١٢) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٩٦ ، ح ١٣٠٣ ؛ البحار ، ج ١٥ ، ص ١٥٩ ، ح ٨٨.

٤٦١

عَلى حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّةِ ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهَا (١) ». (٢)

١٢١٩ / ٢٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ مَثَلَ أَبِي طَالِبٍ مَثَلُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ ، أَسَرُّوا الْإِيمَانَ وأَظْهَرُوا الشِّرْكَ ، فَآتَاهُمُ اللهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ ». (٣)

١٢٢٠ / ٢٩. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ومُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيِّ :

عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قِيلَ لَهُ : إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ كَافِراً؟ فَقَالَ : « كَذَبُوا ؛ كَيْفَ يَكُونُ كَافِراً وهُوَ يَقُولُ :

أَلَمْ تَعْلَمُوا (٤) أَنَّا وجَدْنَا مُحَمَّداً

نَبِيّاً كَمُوسى خُطَّ فِي أَوَّلِ الْكُتُبِ (٥)؟!

__________________

(١) الحديث لايخلو عن غرابة ، وفي سنده عليّ بن أبي حمزة البطائني الذي روى الكشّي في ذمّه أخباراً كثيرة. راجع رجال الكشّي ، ص ٤٠٣ ـ ٤٠٥ ، ح ٧٥٤ ـ ٧٦٠ ؛ وص ٤٤٣ ـ ٤٤٥ ، ح ٨٣٢ ـ ٨٣٨.

(٢) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٩٨ ، ح ١٣٠٤ ؛ البحار ، ج ١٥ ، ص ٣٤٠ ، ح ١١ ؛ وج ٣٥ ، ص ١٣٦ ، ح ٨٠.

(٣) الأمالي للصدوق ، ص ٦١٥ ، المجلس ٨٩ ، ح ١٢ ، بسند آخر ؛ معاني الأخبار ، ص ٢٨٥ ، ح ١ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله. الاختصاص ، ص ٢٤١ ، مرسلاً عن أبي عبد الله عليه‌السلام ؛ الأمالي للصدوق ، ص ٦١٥ ، المجلس ٨٩ ، ح ١١ ، بسند آخر ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عبّاس من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٩٨ ، ح ١٣٠٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٢٥ ، ح ٢١٤٢٢.

(٤) في « بس » : « ألم يعلموا ».

(٥) الوزن : بحر طويل. والقائل : أبوطالب رضى الله عنه ، وهو عبدمناف بن عبدالمطلّب بن هاشم وقد تقدّمت ترجمته مختصرة في الكافي ، ذيل ح ٣٢٧.

وهذا البيت من قصيدة قالها أبوطالب حين تظاهرت قريش على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واستدلّ به الإمام الصادق عليه‌السلام على إيمان أبي طالب. واستدلّ به الشيخ المفيد لنفس الغرض في إيمان أبي طالب ، ص ٣٣ ، فقد قال بعد إيراده : « وفي هذا الشعر والذي قبله محض الإقرار برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبالنبوّة ، وصريحة بلا ارتياب ».

مصادره : ديوان أبي طالب لأبي هفّان ، ص ٧٢ ؛ السيرة النبويّة لابن هشام ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ، السيرة النبويّة لابن إسحاق ، ص ١٥٧ ؛ الروض الأنف ، ج ٢ ، ص ١٠٢ ؛ شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد ، ج ١٤ ، ص ٧٢ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٨٤ ؛ خزانة الأدب ، ج ٢ ، ص ٧٦ ؛ إيمان أبي طالب ، ص ٣٣.

٤٦٢

وفِي حَدِيثٍ آخَرَ : « كَيْفَ يَكُونُ أَبُو طَالِبٍ كَافِراً وهُوَ يَقُولُ :

لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ ابْنَنَا (١) لَامُكَذَّبٌ (٢)

لَدَيْنَا ولَايَعْبَأُ (٣) بِقِيلِ (٤) الْأَبَاطِلِ (٥)

وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِه

ثِمَالُ(٦) الْيَتَامى ، عِصْمَةٌ(٧) لِلْأَرَامِل(٨)؟» (٩)

١٢٢١ / ٣٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « بَيْنَا النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وعَلَيْهِ ثِيَابٌ لَهُ (١٠) جُدُدٌ (١١) ، فَأَلْقَى الْمُشْرِكُونَ عَلَيْهِ‌

__________________

(١) في حاشية « ف » : « نبيّاً ».

(٢) في حاشية « ج » : « لا يكذّب ».

(٣) في مرآة العقول : « ولا يعبأ ، على المعلوم والمجهول من العَبْ‌ء ، وهو المبالاة بالشي‌ء والاعتناء به. وفي بعض النسخ : « ولا تَعِيا » باليائيّة والمثنّاة ، من العياء والكلال. وفي بعضها : « ولا يعنى » بالنون ، أي لا يعتني ، على بناء المعلوم أو المجهول. والأوّل أصحّ وأشهر ». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٦٢ ( عبأ ).

(٤) في « ض » والوافي والبحار : « بقول ».

(٥) في مرآة العقول : « الأباطل : جمع أبطل ، أفعل التفضيل. وهم المكذّبون له والقائلون إنّه ساحر أو مجنون ، أو إنّ ما جاء به سحر ، أو أساطير الأوّلين ، وأمثال ذلك ». وقوله : « أبيض » مرفوع عطفاً على خبر « أنّ » أي « لا مكذَّب ».

(٦) « الثِمالُ » : المَلْجأ والغِياثُ. وقيل : هو المُطْعِمُ في الشدّة. النهاية ، ج ١ ، ص ٢٢٢ ( ثمل ).

(٧) « العِصْمة » : المَنَعة ، والعاصم : المانع الحامي. والمعنى : يمنعهم من الضياع والحاجة. النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٤٩ ( عصم ).

(٨) « الأرامِلُ » : المساكين من رجال ونساء. ويقال لكلّ واحد من الفريقين على انفراده : أرامِلُ. وهو بالنساء أخصّ وأكثر استعمالاً. والواحد : أرمل وأرملة. فالأرمل : الذي ماتت زوجته ، والأرملة التي مات زوجها وسواء كانا غنيّين أو فقيرين. النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦٦ ( رمل ).

وهذان البيتان من لاميّة أبي طالب المشهورة ، وقد تقدّم ذكر مَن نقلها من المؤرّخين وغيرهم في الكافي ، ذيل ح ٣٢٧.

(٩) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٩٨ ، ح ١٣٠٦ ؛ البحار ، ج ٣٥ ، ص ١٣٦ ، ح ٨١.

(١٠) في البحار ، ج ٣٥ : ـ « له ».

(١١) اختلف المازندراني والمجلسي في ضبط الكلمة ، فذهب الأوّل إلى كونها بضمّ الأوّل وفتح الثاني جمع الجِدَّة ، بمعنى العلامة والطريقة. والثاني إلى كونها بضمّتين جمع الجديد. وهذا هو الصحيح من حيث اللفظ والمعنى ؛ لأنّ مقتضى الأوّل كون « له » خبراً مقدّماً و « جدد » مبتدأ مؤخّراً والجملة صفة للثياب ، ومقتضاه أن

٤٦٣

سَلى (١) نَاقَةٍ ، فَمَلَؤُوا ثِيَابَهُ بِهَا ، فَدَخَلَهُ مِنْ ذلِكَ مَا شَاءَ اللهُ ، فَذَهَبَ إِلى أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَ لَهُ : يَا عَمِّ ، كَيْفَ تَرى حَسَبِي فِيكُمْ؟ فَقَالَ لَهُ : و (٢) مَا ذَاكَ (٣) يَا ابْنَ أَخِي؟ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، فَدَعَا أَبُو طَالِبٍ حَمْزَةَ ، وأَخَذَ السَّيْفَ ، وقَالَ لِحَمْزَةَ : خُذِ السَّلى ، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى الْقَوْمِ والنَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَعَهُ ، فَأَتى قُرَيْشاً ـ وهُمْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ ـ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَرَفُوا الشَّرَّ فِي وجْهِهِ ، ثُمَّ قَالَ لِحَمْزَةَ : أَمِرَّ السَّلى عَلى سِبَالِهِمْ (٤) ، فَفَعَلَ ذلِكَ حَتّى أَتى عَلى (٥) آخِرِهِمْ ، ثُمَّ الْتَفَتَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، هذَا (٦) حَسَبُكَ فِينَا ». (٧)

١٢٢٢ / ٣١. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ ، نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام عَلى‌

__________________

يقول : « لها جدد » وعلى الثاني يكون « له » و « جدد » صفتين للثياب. وأمّا من حيث المعنى ؛ فإنّ كون الثياب ذات خطوط غير مؤثّر في شدّة قبح عمل المشركين هذا بخلاف كونها جديدة. راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ١٧٦ ؛ مرآة العقول ، ج ٥ ، ص ٢٥٦ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٠٨ و ١١١ ( جدد ).

(١) « السَلى » : الجِلْد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن امّه ملفوفاً فيه ، إن نزعت عن وجه الفصيل ساعةَ يولد وإلاّ قتلته. وكذلك إن انقطع السلى في البطن. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٨١ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٦ ( سلا ). وتأنيث الضمير الراجع إليه في الحديث باعتبار الجلدة أو باعتبار ما فيه من الكثافات.

(٢) في « ض » : ـ « و ». وفي البحار : ـ « له و ».

(٣) في « بح » : « ذلك ».

(٤) في حاشية « ب ، ج ، ض ، بس ، بر ، بف » والبحار ، ج ٣٥ : « أسبلتهم ». وفي مرآة العقول عن بعض النسخ : « على‌أسبالهم ». و « السبال » : جمع السَبَلَة ، وهي الدائرة في وسط الشَفَة العليا ، أو ما على الشارب من الشَعر ، أو طرفه ، أو مجتمع الشاربين ، أو على ما الذَقَن إلى طرف اللحية كلّها أو مقدّمها خاصّة. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٣٨.

(٥) في « بح » : « إلى ».

(٦) في حاشية « ج » : « هكذا ».

(٧) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٩٩ ، ح ١٣٠٧ ؛ البحار ، ج ١٨ ، ص ٢٣٩ ، ح ٨٥ ؛ وج ٣٥ ، ص ١٣٦ ، ح ٨٢.

٤٦٤

رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، اخْرُجْ مِنْ مَكَّةَ ؛ فَلَيْسَ لَكَ فِيهَا (١) نَاصِرٌ ، وثَارَتْ قُرَيْشٌ (٢) بِالنَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَخَرَجَ هَارِباً حَتّى جَاءَ إِلى جَبَلٍ بِمَكَّةَ (٣) ـ يُقَالُ لَهُ : الْحَجُونُ ـ فَصَارَ إِلَيْهِ ». (٤)

١٢٢٣ / ٣٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ومُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ أَبَا طَالِبٍ أَسْلَمَ بِحِسَابِ الْجُمَّلِ (٥) » قَالَ (٦) : « بِكُلِّ لِسَانٍ ». (٧)

١٢٢٤ / ٣٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى (٨) ، عَنْ أَحْمَدَ وعَبْدِ اللهِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِيهِمَا ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَسْلَمَ أَبُو طَالِبٍ بِحِسَابِ الْجُمَّلِ ، وعَقَدَ بِيَدِهِ (٩) ثَلَاثاً‌

__________________

(١) في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ض ، ف » والوافي والبحار ، ج ١٩ : « بها ».

(٢) في « بر » : « ثار الناس ». وقوله : « ثارتْ » ، أي وثَبتْ وهاجت. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٠٦ ( ثور ).

(٣) في « بف » : « مكّة ».

(٤) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٠٠ ، ح ١٣٠٨ ؛ البحار ، ج ١٩ ، ص ١٤ ، ح ٦ ؛ وج ٣٥ ، ص ١٣٧ ، ح ٨٣.

(٥) « حساب الجُمَّل » : الحروف المقطّعة على أبجد. قال المازندراني : « لعلّ المراد بالحساب العدد والقدر ، وبالجُمَل ـ بتخفيف الميم ـ جمع الجملة وهي الطائفة ؛ يعني أنّه آمن بعدد كلّ طائفة وقدرهم ». راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ١٢٨ ( جمل ).

(٦) في مرآة العقول : « ويمكن أن يكون ضمير « قال » أوّلاً راجعاً إلى الراوي ، وثانياً إلى الإمام عليه‌السلام بأن يكون الراوي قال من نفسه أو ناقلاً عن غيره : إنّ أبا طالب أظهر إسلامه للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحساب الجمّل ... فأجاب عليه‌السلام بأنّه أظهر إسلامه بجميع الألسن ؛ فإنّه كان عارفاً بها ».

(٧) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٠٠ ، ح ١٣٠٩ ؛ البحار ، ج ٣٥ ، ص ٧٨ ، ح ١٦.

(٨) في البحار : « محمّد بن عبدالله ». وهو سهو ظاهراً ؛ فإنّ المراد من محمّد بن عبدالله في مشايخ الكليني هومحمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري وهو لا يروي في أسناد الكافي إلاّعن أبيه.

(٩) في « بف » : « به ».

٤٦٥

وَسِتِّينَ (١) ». (٢)

١٢٢٥ / ٣٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَزَوَّرِ (٣) الْغَنَوِيِّ ، عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ الْحَنْظَلِيِّ ، قَالَ :

رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَوْمَ افْتَتَحَ الْبَصْرَةَ ، ورَكِبَ بَغْلَةَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثُمَّ قَالَ : « أَيُّهَا (٤) النَّاسُ ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الْخَلْقِ يَوْمَ يَجْمَعُهُمُ اللهُ؟ ».

فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ ، فَقَالَ (٥) : بَلى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، حَدِّثْنَا ؛ فَإِنَّكَ كُنْتَ تَشْهَدُ ونَغِيبُ (٦)

فَقَالَ : « إِنَّ خَيْرَ الْخَلْقِ يَوْمَ يَجْمَعُهُمُ (٧) اللهُ سَبْعَةٌ مِنْ ولْدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، لَايُنْكِرُ فَضْلَهُمْ إِلاَّ كَافِرٌ ، ولَايَجْحَدُ بِهِ إِلاَّ جَاحِدٌ ».

فَقَامَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَحِمَهُ اللهُ (٨) ، فَقَالَ (٩) : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، سَمِّهِمْ‌

__________________

(١) في « بح ، بف » : + « سنة ». في معاني الأخبار ، ص ٢٨٦ ، ح ٢ : « سئل أبوالقاسم الحسين بن روح عن معنى هذا الخبر ، فقال : عنى بذلك « إله أحد جواد » قال : وتفسير ذلك أنّ الألف واحد ، واللام ثلاثون ، والهاء خمسة ، والألف واحد ، والحاء ثمانية ، والدال أربعة ، والجيم ثلاثة ، والواو ستّة ، والألف واحد ، والدال أربعة ؛ فذلك ثلاثة وستّون ». وقال في الوافي : « لعلّ المراد بالحديث أنّه أظهر إسلامه بكلمات كان عددها بحساب الجُمَّل ثلاثة وستّين ؛ ففسّر ابن روح تلك الكلمات وعدّدها ».

(٢) كمال الدين ، ص ٥١٩ ، ح ٤٨ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٢٨٦ ، ح ٢ ، بسند آخر عن أبي القاسم الحسين بن روح الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٠٠ ، ح ١٣١٠ ؛ البحار ، ج ٣٥ ، ص ٧٨ ، ح ١٧.

(٣) في « ج » : « الخرور ». وفي « بح » : « الجزور ». وكلاهما سهو. وعلى هذا ، هو عليّ بن الحَزَوَّر الغَنَويّ الكوفيّ. راجع : تهذيب الكمال ، ج ٢٠ ، ص ٣٦٦ ، الرقم ٤٠٣٩ ، وما بهامشه من المصادر.

(٤) في البحار : « يا أيّها ».

(٥) في « بح » : « وقال ».

(٦) في « ج ، ف ، بح ، بر ، بف » وشرح المازندراني : « تغيب ». وقال المازندراني : « أي تغيب عنّا ، فالفرصة غنيمة ». وقال في الوافي : « كنت تشهد ونغيب ، يعني إنّك لم تزل كنت شاهداً مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تسمع الحديث منه ، ونحن كنّا نغيب عنه أحياناً لم نسمع كثيراً ممّا كنت تسمع ».

(٧) في « بر ، بف » : « يبعثهم ».

(٨) في « بف » : ـ « رحمه‌الله ».

(٩) في « ف » : + « بيّنهم لنا ».

٤٦٦

لَنَا (١) لِنَعْرِفَهُمْ (٢)

فَقَالَ : « إِنَّ خَيْرَ الْخَلْقِ يَوْمَ يَجْمَعُهُمُ (٣) اللهُ (٤) الرُّسُلُ ، وإِنَّ أَفْضَلَ الرُّسُلِ مُحَمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَإِنَّ أَفْضَلَ كُلِّ أُمَّةٍ بَعْدَ نَبِيِّهَا وصِيُّ نَبِيِّهَا حَتّى يُدْرِكَهُ نَبِيٌّ ، أَلَا وإِنَّ أَفْضَلَ الْأَوْصِيَاءِ وَصِيُّ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وآلِهِ السَّلَامُ ، أَلَا وإِنَّ أَفْضَلَ الْخَلْقِ بَعْدَ الْأَوْصِيَاءِ الشُّهَدَاءُ ، أَلَا وإِنَّ أَفْضَلَ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، لَهُ جَنَاحَانِ خَضِيبَانِ ، يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ ، لَمْ يُنْحَلْ (٥) أَحَدٌ (٦) مِنْ هذِهِ الْأُمَّةِ (٧) جَنَاحَانِ (٨) غَيْرُهُ ، شَيْ‌ءٌ كَرَّمَ اللهُ (٩) بِهِ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وشَرَّفَهُ (١٠) ، والسِّبْطَانِ (١١) ـ الْحَسَنُ والْحُسَيْنُ ـ والْمَهْدِيُّ (١٢) عليهم‌السلام يَجْعَلُهُ اللهُ مَنْ شَاءَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ ».

ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً ) (١٣) (١٤)

__________________

(١) في « بح ، بر ، بف » والوافي : « سمّهم لنا يا أمير المؤمنين ».

(٢) في « ب » : « فنعرفهم ». وفي « ف ، بح ، بس » : « فلنعرفهم ».

(٣) في « ف » : « يجمع ».

(٤) في « بس » : ـ « الله ».

(٥) في « بف » وحاشية « ج ، ض » والوافي : « لم يجعل ». وقوله : « لم يُنحَلْ » ، أي لم يعط ؛ من النُحل بمعنى العطيّةوالهبة ، مصدر نَحَله ، أي أعطاه ، والإسم النِحلَة. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٠٠ ( نحل ).

(٦) في « بف » وحاشية « ض ، بر » والوافي : « لأحد ».

(٧) في « ف » : + « له ».

(٨) في « بف » : + « خضيبان يطير بهما في الجنّة ». وفي مرآة العقول : « جناحان ، بالرفع ـ على ما في النسخ ـ حكاية للسابق ، وإلاّ فالظاهر : جناحين » ؛ لأنّه مفعول ثان « لم يُنحَل ».

(٩) في « ب » : ـ « الله ».

(١٠) في « بح » : « شرّفهم ».

(١١) قوله : « السبطان » مبتدأ خبره محذوف كما في المرآة وهو « منهم » أي من السبعة.

(١٢) في مرآة العقول : « وكذا المهديّ ، منصوب بفعل مضمر يفسّره يجعله ». ولكن قوله : « عليهم‌السلام » يأباه ، بل هو مرفوع عطفاً على « السبطان ».

(١٣) النساء (٤) : ٦٩ ـ ٧٠.

(١٤) تفسير فرات ، ص ١١١ ، ح ١١٣ ، وفيه « حدّثني عبيد بن كثير معنعناً عن أصبغ بن نباتة » ، مع زيادة في أوّله ؛

٤٦٧

١٢٢٦ / ٣٥. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (١) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : كَيْفَ كَانَتِ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟

قَالَ : « لَمَّا غَسَّلَهُ (٢) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام وكَفَّنَهُ ، سَجَّاهُ (٣) ، ثُمَّ أَدْخَلَ عَلَيْهِ عَشَرَةً ، فَدَارُوا حَوْلَهُ ، ثُمَّ وقَفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام فِي وسَطِهِمْ ، فَقَالَ : ( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (٤) فَيَقُولُ الْقَوْمُ كَمَا يَقُولُ حَتّى صَلّى عَلَيْهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وأَهْلُ الْعَوَالِي (٥) ». (٦)

١٢٢٧ / ٣٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ (٧) ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لِعَلِيٍّ عليه‌السلام : يَا عَلِيُّ ، ادْفِنِّي فِي هذَا الْمَكَانِ ، وَارْفَعْ قَبْرِي مِنَ الْأَرْضِ أَرْبَعَ أَصَابِعَ ، ورُشَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ ». (٨)

__________________

وص ١١٣ ، ح ١١٤ ، وفيه : « حدّثني الحسن بن عليّ بن بزيع معنعناً عن أصبغ بن نباتة ، وفيهما مع اختلاف يسير. الغيبة للطوسي ، ص ١٩١ ، ح ١٥٤ ، بسند آخر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٧١٢ ، ح ١٣٢٩ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٢٨٢ ، ح ٤١.

(١) هكذا في « ب » وحاشية « ض ، بح ، بر ». وفي « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف ، جر » والمطبوع : « محمّد بن‌الحسين ». والصواب ما أثبتناه ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٢٥٠ و ٥٢٥.

(٢) في « ف ، بح ، بس » : « غسله » بالتخفيف وكلاهما صحيح.

(٣) « سجّاه » ، أي غطّاه. تقول : سَجَّيْتُ الميّتَ تسجيةً ، إذا مددتَ عليه ثوباً. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٧٢ ( سجا ).

(٤) الأحزاب (٣٣) : ٥٦.

(٥) « العالية » و « العوالي » : هي أماكن بأعلى أراضي المدينة ، والنسبة إليها : عُلْوِيٌّ على غير قياس. وأدناها من المدينة على أربعة أميال ، وأبعدها من جهة نجد ثمانية. النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٩٥ ( علا ).

(٦) الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٤٧٣ ، ح ٢٤٤٦٤ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٥٣٩ ، ح ٤٥.

(٧) في البحار : « المعزا ». وهو سهو. وأبوالمغراء هو حميد بن المثنّى. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٣٣ ، الرقم ٣٤٠ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٥٤ ، الرقم ٢٣٦.

(٨) قرب الإسناد ، ص ١٥٥ ، ح ٥٦٨ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّ عليه‌السلام : « أنّ قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رفع

٤٦٨

١٢٢٨ / ٣٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَتَى الْعَبَّاسُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، إِنَّ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا أَنْ يَدْفِنُوا رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي بَقِيعِ (١) الْمُصَلّى ، وأَنْ يَؤُمَّهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، فَخَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام إِلَى النَّاسِ ، فَقَالَ : يَا (٢) أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِمَامٌ (٣) حَيّاً ومَيِّتاً (٤) ، و (٥) قَالَ : إِنِّي أُدْفَنُ فِي الْبُقْعَةِ الَّتِي أُقْبَضُ فِيهَا ، ثُمَّ قَامَ عَلَى الْبَابِ ، فَصَلّى عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ عَشَرَةً عَشَرَةً يُصَلُّونَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ ». (٦)

١٢٢٩ / ٣٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ والْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فَوْجاً فَوْجاً ».

قَالَ : « وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَقُولُ فِي صِحَّتِهِ‌

__________________

من الأرض بقدر شبر ، أو أربع أصابع ، ورشّ عليه الماء ». قال عليّ عليه‌السلام : « والسنّة أن يرشّ على القبر الماء » الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٢٦ ، ح ٢٤٥٧٤ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٩٢ ، ح ٣٣٧٨ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٥٣٩ ، ح ٤٦.

(١) « بقيع » : موضع فيه اروم الشجر ، أي اصولها من ضروب شتّى. يقال لعدّة مواضع بالمدينة تتميّز بالإضافة. منها : بقيع المصلّى ، وهو موضع كان يصلّي فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٤٧ ( بقع ) ؛ مرآة العقول ، ج ٥ ، ص ٢٦٦.

(٢) في « بف » : ـ « يا ».

(٣) في « ج ، ض ، بس » وحاشية « بح ، بر » وفقه الرضا : « إمامنا ». وفي « ف » : « إماماً ». وفي الوافي : « إمام حيّاً وميّتاً ، يعني لاينبغي أن يقف أحد أمام القوم عند جنازته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ لأنّه إمام ميّتاً كما أنّه إمام حيّاً. دلّ على هذا المعنى قول أبي جعفر عليه‌السلام في الحديث السابق : « ثمّ وقف أميرالمؤمنين عليه‌السلام في وسطهم » يعني لم يتقدّمهم ».

(٤) في فقه الرضا : + « وهل تعلمون أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعن من جعل القبور مصلّى ، ولعن من يجعل مع الله إلهاً ، ولعن من كسر رباعيته وشقّ لثته. فقالوا : الأمر إليك ، فاصنع ما رأيت ».

(٥) في « بر » : ـ « و ».

(٦) فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ١٨٨ ؛ كفاية الأثر ، ص ١٢٤ ، بسند آخر عن عمّار ، من دون الإسناد ، إلى المعصوم عليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٤٧٣ ، ح ٢٤٤٦٥ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٨٠ ، ح ٣٠٧٤ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٥٣٩ ، ح ٤٧.

٤٦٩

وَسَلَامَتِهِ : إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هذِهِ الْآيَةُ عَلَيَّ (١) فِي الصَّلَاةِ عَلَيَّ (٢) بَعْدَ قَبْضِ اللهِ لِي : ( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (٣) ». (٤)

١٢٣٠ / ٣٩. بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ :

قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : مَا مَعْنَى السَّلَامِ (٥) عَلى رَسُولِ اللهِ (٦) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟

فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وتَعَالى ـ لَمَّا خَلَقَ نَبِيَّهُ وو صِيَّهُ وابْنَتَهُ وابْنَيْهِ وجَمِيعَ الْأَئِمَّةِ ، وخَلَقَ شِيعَتَهُمْ ، أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ ، و (٧) أَنْ يَصْبِرُوا ويُصَابِرُوا ويُرَابِطُوا (٨) ، وَأَنْ يَتَّقُوا اللهَ ؛ وو عَدَهُمْ أَنْ يُسَلِّمَ لَهُمُ الْأَرْضَ الْمُبَارَكَةَ والْحَرَمَ الْآمِنَ ، وأَنْ يُنَزِّلَ (٩) لَهُمُ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ ، ويُظْهِرَ لَهُمُ السَّقْفَ الْمَرْفُوعَ (١٠) ، ويُرِيحَهُمْ مِنْ عَدُوِّهِمْ والْأَرْضِ (١١) الَّتِي يُبَدِّلُهَا اللهُ مِنَ السَّلَامِ ويُسَلِّمُ مَا فِيهَا لَهُمْ ، لَاشِيَةَ (١٢) فِيهَا ـ قَالَ : لَاخُصُومَةَ فِيهَا‌

__________________

(١) في « ف ، بر ، بف » : « عليّ هذه الآية ».

(٢) في البحار : ـ « عليّ ».

(٣) الأحزاب (٣٣) : ٥٦.

(٤) الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٤٧٤ ، ح ٢٤٤٦٦ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٥٤٠ ، ح ٤٨.

(٥) في « بف » : + « على الله و ». وفي مرآة العقول : « السلام مجرور ، والظرف متعلّق به ، أو حال منه. أو مرفوع مبتدأ ، والظرف خبره ، ومضمون الجملة مضاف إليه. والأوّل أظهر ».

(٦) فى « ب ، بف » : « رسوله » بدل « رسول الله ».

(٧) في مرآة العقول : « ولا يبعد كون الواو زائدة من النسّاخ ».

(٨) « الرباط » و « المرابطة » في الأصل هي الإقامة على جهاد العدوّ بالحرب ، وارتباط الخيل وإعدادها. وقيل : أصل المرابطة أن يربط الفريقان خيولهم في ثَفْرٍ كلّ منهما معدّ لصاحبه ، فسمّي المقام في الثغور رباطاً. وقد يطلق على ربط النفس على الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٨ ( ربط ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ١٨٧.

(٩) يجوز فيه الإفعال والتجرّد أيضاً. قال في مرآة العقول : « لم أر فيما أظنّ نزول البيت المعمور في زمن القائم عليه‌السلام إلاّفي هذا الخبر ». ثمّ ذكر ما ذُكر في الخبر من التأويلات.

(١٠) في « ب » : + « ويزكّيهم ».

(١١) « الأرضِ » مجرور عطفاً على عدوّهم. وذكر في مرآة العقول وجوهاً اخر ، فراجعه.

(١٢) في « بف » : « لا شبه ». و « الشِيَةُ » : كلّ لون يخالف معظم لون الفرس وغيره. وأصله من الوَشْي ، والوَشي في‌اللون : خلط لون بلون و « لاشية فيها » أي لالون فيها يخالف لونها. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣٩٢

٤٧٠

لِعَدُوِّهِمْ (١) ـ وأَنْ يَكُونَ لَهُمْ فِيهَا مَا يُحِبُّونَ ؛ وأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَلى جَمِيعِ الْأَئِمَّةِ (٢) وَشِيعَتِهِمُ (٣) الْمِيثَاقَ بِذلِكَ ، وإِنَّمَا السَّلَامُ عَلَيْهِ (٤) تَذْكِرَةُ (٥) نَفْسِ الْمِيثَاقِ ، وتَجْدِيدٌ (٦) لَهُ عَلَى اللهِ لَعَلَّهُ (٧) أَنْ يُعَجِّلَهُ (٨) ـ جَلَّ وعَزَّ ـ ويُعَجِّلَ (٩) السَّلَامَ لَكُمْ بِجَمِيعِ مَا فِيهِ ». (١٠)

١٢٣١ / ٤٠. ابْنُ مَحْبُوبٍ (١١) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ صَفِيِّكَ وَخَلِيلِكَ (١٢) ونَجِيِّكَ (١٣) ، الْمُدَبِّرِ لِأَمْرِكَ ». (١٤)

١١٢ ـ بَابُ (١٥) النَّهْيِ عَنِ الْإِشْرَافِ عَلى قَبْرِ النَّبِيِّ (١٦) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

١٢٣٢ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْمُثَنَّى‌

__________________

( وشي ). وقال في المرآة : « وتفسير الشيه هنا بالخصومة مبنيّ على حمل الكلام على الاستعارة ، فإنّه إذا لم يسلّم لهم الأرض كملاً ، بل كان لبعضها فيه خصومة ، فكانت كحيوان فيه لون غير لون أصله ».

(١) في الوافي : « قال : لا خصومة فيها لعدوّهم ، من كلام الراوي تفسير للشية ».

(٢) في « ب ، ج ، ف ، بس ، بف » : « الامّة ».

(٣) في « ب ، ج ، ف ، بف » وحاشية « ض » : « وشيعتنا ».

(٤) في « ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي : + « عليه‌السلام ».

(٥) في « بف » : « مذكّرة ».

(٦) في « بف » : « تجديداً ».

(٧) في « ض » : ـ « لعلّه ». وفي « ف » : « لعلّة ».

(٨) في « بر » : + « لخلقه ».

(٩) في « بح » : « وتعجيل ».

(١٠) الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٥٥ ، ح ١٤٣٨٨ ؛ البحار ، ج ٥٢ ، ص ٣٨٠ ، ح ١٩٠.

(١١) ابن محبوب ، هو الحسن ، وليس هو من مشايخ الكليني. وأمّا كون السند معلّقاً على الأسناد السابقة ، فليس له وجه مبرِّر.

(١٢) في « ج ، بح ، بس » : ـ « وخليلك ».

(١٣) في « ب » وحاشية « ض » : « نجيبك ». و « النَجِيُّ » : الذي تسارّه ؛ من النَجْو ، وهو السرّ بين اثنين. قاله الجوهري. وقال ابن الأثير : « هو المُناجي المُخاطِبُ للإنسان والمُحَدِّثُ له. فعيل من المناجاة ». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٠٣ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥ ( نجا ).

(١٤) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٠ ، ح ١٢٠١ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٧١ ، ح ٨١.

(١٥) في « ب ، ض ، بف » : ـ « باب ».

(١٦) في « ض » : « رسول الله ».

٤٧١

الْخَطِيبِ ، قَالَ :

كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ وسَقْفُ الْمَسْجِدِ الَّذِي يُشْرِفُ عَلَى الْقَبْرِ قَدْ سَقَطَ ، والْفَعَلَةُ يَصْعَدُونَ ويَنْزِلُونَ ونَحْنُ جَمَاعَةٌ ، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِنَا (١) : مَنْ مِنْكُمْ لَهُ مَوْعِدٌ يَدْخُلُ (٢) عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام اللَّيْلَةَ (٣)؟ فَقَالَ مِهْرَانُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ : أَنَا ، وقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيُّ : أَنَا ، فَقُلْنَا لَهُمَا (٤) : سَلَاهُ لَنَا (٥) عَنِ الصُّعُودِ لِنُشْرِفَ عَلى قَبْرِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ لَقِينَاهُمَا ، فَاجْتَمَعْنَا جَمِيعاً ، فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ : قَدْ سَأَلْنَاهُ لَكُمْ عَمَّا ذَكَرْتُمْ ، فَقَالَ : « مَا أُحِبُّ (٦) لِأَحَدٍ مِنْهُمْ أَنْ يَعْلُوَ فَوْقَهُ ، ولَا آمَنُهُ أَنْ يَرى شَيْئاً (٧) يَذْهَبُ مِنْهُ (٨) بَصَرُهُ ، أَوْ يَرَاهُ قَائِماً يُصَلِّي ، أَوْ يَرَاهُ مَعَ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٩) ». (١٠)

__________________

(١) في « بر » : « أصحابي ».

(٢) في الوافي : « مدخل ».

(٣) في « ب » : ـ « الليلة ».

(٤) في الوسائل : ـ « لهما ».

(٥) في الوسائل : ـ « لنا ».

(٦) في الوسائل ومرآة العقول : « لا احبّ ».

(٧) في الوسائل : « منه ».

(٨) في « ج » : « به ».

(٩) في الوافي : « لعلّ المراد بالشي‌ء الذي يذهب منه بصره النور الشعشعاني لشخصه الملكوتي الروحاني صلوات الله عليه وآله إذا ظهر عليه ، فلم يطق إبصاره .... وأمّا قوله : « أو يراه قائماً » إلى آخره ، فإنّما ذلك لمن أطاف رؤيته ولكنّه هاب منه ؛ وذلك لأنّ لهم عليهم‌السلام إراءة أشخاصهم الروحانيّة لمن أرادوا من أهل هذه النشأة ، إمّا لطفاً وإفادة ، أو قهراً وتنبيهاً على سوء أدب ، كما ورد أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أرى شخصه بعد وفاته أبابكر بمحضر عليّ عليه‌السلام وأمره بردّ حقّه عليه ». وقال العلاّمة الشعراني في تعليقته على شرح المازندراني : « النهي عن الإشراف لترك الأدب ، وهو علّته كما ذكره الشارح أوّلاً ، لكن يذكر للتنفير عن بعض المنهيّات امور نظير قوله تعالى : ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً ) [ الحجرات (٤٩) ١٢ ] في التنفير عن الغيبة. وقد أبدع عليه‌السلام في التعبير ؛ لأنّ كلّ من ينفّر عن حرام لابدّ أن يشبهه بشي‌ء خبيث ويمثّله في صورة موهنة مزجرة ، ألا ترى أنّه نفّر عن النظر إلى الشطرنج بأنّ الناظر إليه كمن ينظر إلى فرج امّه ، ومثّل المال الحرام بعراق خنزير في كفّ مجذوم. وذكر الخبائث هنا إساءة أدب ، لكنّه ذكر عليه‌السلام ما يزجر عن الإشراف ولايوهن ولايستلزم ترك الأدب ، وهذا أعلى درجات البلاغة ». وللمزيد راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ١٩٤ ؛ مرآة العقول ، ج ٥ ، ص ٢٧٢.

(١٠) الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٥٣ ، ح ١٤٣٨٧ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٧٣ ، ح ١٩٤١٧ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٥٥٢ ، ح ١١.

٤٧٢

١١٣ ـ بَابُ (١) مَوْلِدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (٢) صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ‌

وُلِدَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام بَعْدَ عَامِ الْفِيلِ بِثَلَاثِينَ سَنَةً ، وقُتِلَ عليه‌السلام فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لِتِسْعٍ بَقِينَ مِنْهُ لَيْلَةَ الْأَحَدِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ ، وهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وسِتِّينَ سَنَةً. بَقِيَ بَعْدَ قَبْضِ (٣) النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثَلَاثِينَ سَنَةً. وأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، وهُوَ أَوَّلُ هَاشِمِيٍّ ولَدَهُ هَاشِمٌ مَرَّتَيْنِ. (٤)

١٢٣٣ / ١. الْحُسَيْنُ (٥) بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْفَارِسِيِّ ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ (٦) فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ جَاءَتْ إِلى أَبِي طَالِبٍ لِتُبَشِّرَهُ (٧) بِمَوْلِدِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ (٨) أَبُو طَالِبٍ : اصْبِرِي (٩) سَبْتاً (١٠) أُبَشِّرْكِ (١١) بِمِثْلِهِ إِلاَّ النُّبُوَّةَ ».

وَقَالَ : « السَّبْتُ ثَلَاثُونَ سَنَةً ، وكَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١٢) وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام

__________________

(١) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : ـ « باب ».

(٢) في « ض » : + « عليّ ».

(٣) في « ب » : « مضيّ ».

(٤) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٤٤ ، ذيل ح ١٣٥٧ ؛ البحار ، ج ٣٥ ، ص ٦ ، ح ٤.

(٥) ورد الخبر ـ باختلاف يسير ـ في معاني الأخبار ، ص ٤٠٣ ، ح ٦٨ ، بسنده عن محمّد بن يعقوب عن الحسن بن‌محمّد. وهو سهو ظاهراً ؛ فإنّا لم نجد في مشايخ الكليني من يسمّى بالحسن بن محمّد. وأمّا ما ورد في خصائص الأئمّة ، ص ٦٤ ، من نقل الخبر بسنده عن محمّد بن يعقوب عن الحسن بن محمّد بن يحيى عن الوليد بن أبان ، فمختلّ يعلم وجه اختلاله بأدنى تأمّل.

(٦) في « بر » : ـ « إنّ ».

(٧) في « ب ، ج ، بف » وحاشية « ض ، بس » : « لتسرّه ». وفي المعاني وخصائص الأئمّة : « تبشّره ».

(٨) في المعاني وخصائص الأئمّة : + « لها ».

(٩) في المعاني : + « لي ».

(١٠) في « ف » والبحار : + « آتيك ». و « السَبت » : برهة ، أي قطعة ومدّة من الزمان ، قليلة كانت أو كثيرة. وخصّ في الحديث بالثلاثين. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٧٨٠ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٣١ ( سبت ).

(١١) في « ب ، ض ، بر ، بف » والوافي والمعاني : « آتيك ». وفي « ج » : « أتيتك ». وفي خصائص الأئمّة : « إنّك ».

(١٢) في خصائص الأئمّة : « بين مولد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » بدل « بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

٤٧٣

ثَلَاثُونَ سَنَةً ». (١)

١٢٣٤ / ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ السَّيَّارِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ أُمَّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام كَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ هَاجَرَتْ إِلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلى قَدَمَيْهَا ، وكَانَتْ مِنْ أَبَرِّ النَّاسِ بِرَسُولِ اللهِ (٢) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَسَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهُوَ (٣) يَقُولُ : إِنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً كَمَا ولِدُوا ، فَقَالَتْ : وا سَوْأَتَاهْ (٤) ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فَإِنِّي أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَبْعَثَكِ كَاسِيَةً ؛ وسَمِعَتْهُ يَذْكُرُ ضَغْطَةَ (٥) الْقَبْرِ ، فَقَالَتْ : وا ضَعْفَاهْ ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فَإِنِّي أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَكْفِيَكِ ذلِكِ.

وَقَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَوْماً : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْتِقَ جَارِيَتِي (٦) هذِهِ ، فَقَالَ لَهَا (٧) : إِنْ فَعَلْتِ ، أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْواً مِنْكِ مِنَ النَّارِ ؛ فَلَمَّا مَرِضَتْ ، أَوْصَتْ إِلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأَمَرَتْ أَنْ يُعْتِقَ (٨)

__________________

(١) معاني الأخبار ، ص ٤٠٣ ، ح ٦٨ بسنده عن الكليني. خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ٦٤ ، عن هارون بن موسى ، عن محمّد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمّد بن يحيى ، عن الوليد بن أبان الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٢٤ ، ح ١٣٣٦ ؛ البحار ، ج ٣٥ ، ص ٦ ، ح ٥.

(٢) في « ف » : « إلى رسول الله ». وفي خصائص الأئمّة : « عند رسول الله ».

(٣) في خصائص الأئمّة : ـ « وهو ».

(٤) « وا سَوْأَتاهْ » ، « وا » حرف تفجّع ، يدخل على المتفجّع منه ، كوا حزناه ، وعلى المتفجّع عليه ، كوا زيداه ، والألف زائدة لمدّ الصوت في المصيبة ، وزيدت الهاء الساكنة لزيادة مدّها. والسَوْأَةُ في الأصل : الفرج ، ثمّ نقل إلى كلّ ما يُسْتَحْيا منه إذا ظهر من قول أو فعل. راجع : مرآة العقول ، ج ٥ ، ص ٢٧٩ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٤١٦ ( سوأ ).

(٥) « الضَغْطَةُ » : العصر. يقال : ضَغَطَهُ يَضْغَطُهُ ضَغْطاً ، إذا عَصَرَه وضَيَّقَ عليه وقَهَرَه. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٩٠ ( ضغط ).

(٦) في « بف » : « خادمي ».

(٧) في « بس » : ـ « لها ».

(٨) في « ف » : « امرت أن تعتق ».

٤٧٤

خَادِمَهَا (١) ، واعْتُقِلَ (٢) لِسَانُهَا ، فَجَعَلَتْ تُومِيُ إِلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِيمَاءً ، فَقَبِلَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصِيَّتَهَا.

فَبَيْنَمَا (٣) هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ قَاعِدٌ إِذْ أَتَاهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام وهُوَ يَبْكِي ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ : مَاتَتْ أُمِّي فَاطِمَةُ (٤) ، فَقَالَ (٥) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أُمِّي (٦) وَاللهِ ، وقَامَ (٧) عليه‌السلام مُسْرِعاً حَتّى دَخَلَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وبَكى (٨) ، ثُمَّ أَمَرَ النِّسَاءَ أَنْ يَغْسِلْنَهَا (٩) ، وَقَالَ عليه‌السلام : إِذَا فَرَغْتُنَّ فَلَا تُحْدِثْنَ شَيْئاً حَتّى تُعْلِمْنَنِي (١٠) ، فَلَمَّا فَرَغْنَ أَعْلَمْنَهُ بِذلِكَ (١١) ، فَأَعْطَاهُنَّ (١٢) أَحَدَ (١٣) قَمِيصَيْهِ (١٤) ، الَّذِي يَلِي جَسَدَهُ (١٥) ، وأَمَرَهُنَّ أَنْ يُكَفِّنَّهَا فِيهِ.

وَقَالَ لِلْمُسْلِمِينَ : إِذَا رَأَيْتُمُونِي قَدْ فَعَلْتُ شَيْئاً لَمْ أَفْعَلْهُ قَبْلَ ذلِكَ (١٦) ، فَسَلُونِي (١٧) :

__________________

(١) في خصائص الأئمّة : « وأعتقت الجارية المقدّم ذكرها » بدل « وأمرتْ أن يعتق خادمها ».

(٢) في « ف » : « اعتلّ ». يقال : اعتُقل لسانه ـ بضمّ التاء ـ إذا احتبس عن الكلام ولم يقدر عليه. المغرب ، ص ٣٢٤ ( عقل ).

(٣) في « ض ، بر » والوافي وخصائص الأئمّة : « فبينا ».

(٤) في خصائص الأئمّة : « قال : إنّ امّي فاطمة قد قضت » بدل « فقال : ماتت امّي فاطمة ».

(٥) في « ف » : + « له ».

(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « وامّي ». وفي شرح المازندراني : « امّي والله ، أي فاطمة امّي ، أو ماتت امّي ». وفي مرآة العقول : « امّي ، أي هي امّي ، أو ماتت امّي ». ويشعر كلاهما على عدم الواو.

(٧) في « ف ، بر » : « فقام » بدل « وقام ».

(٨) في « ج » : « فبكى ».

(٩) يجوز فيه وفي مثله التخفيف والتثقيل.

(١٠) في « بر » : « تعلمني » بحذف نون الوقاية.

(١١) في « ب ، بر ، بف » والوافي وخصائص الأئمّة : « ذلك ».

(١٢) في « بر ، بف » : « وأعطاهنّ ».

(١٣) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بف » : « إحدى ». والقميص يذكّر ويؤنّث ، ويبعّده وصفه بالمذكّر. وفي « بس » وحاشية « ف » ومرآة العقول : « أجدى » أي أنفع وأحسن. وقال في المرآة : « وفي بعض النسخ بالحاء المهملة ـ أي إحدى ـ وهو خطأ ؛ للتوصيف بالمذكّر ».

(١٤) في « ب ، ف ، بح ، بر » ومرآة العقول : « قميصه ». وفي خصائص الأئمّة : + « وهو ».

(١٥) في حاشية « ض » : « جلده ».

(١٦) في « ف » : « ذلك قبل ».

(١٧) في « بح ، بر ، بف » وخصائص الأئمّة : « فاسألوني ».

٤٧٥

لِمَ فَعَلْتُهُ؟ فَلَمَّا فَرَغْنَ مِنْ غُسْلِهَا وكَفْنِهَا (١) ، دَخَلَ (٢) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَحَمَلَ جَنَازَتَهَا عَلى عَاتِقِهِ (٣) ، فَلَمْ يَزَلْ (٤) تَحْتَ جَنَازَتِهَا (٥) حَتّى أَوْرَدَهَا قَبْرَهَا ، ثُمَّ وضَعَهَا ، ودَخَلَ الْقَبْرَ ، فَاضْطَجَعَ (٦) فِيهِ ، ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَهَا عَلى يَدَيْهِ حَتّى وضَعَهَا فِي الْقَبْرِ ، ثُمَّ انْكَبَّ (٧) عَلَيْهَا طَوِيلاً يُنَاجِيهَا ، وَيَقُولُ لَهَا : ابْنُكَ ، ابْنُكِ ، ابْنُكِ (٨) ، ثُمَّ خَرَجَ ، وسَوّى (٩) عَلَيْهَا (١٠) ، ثُمَّ انْكَبَّ (١١) عَلى قَبْرِهَا ، فَسَمِعُوهُ يَقُولُ : لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ إيّاها (١٢) ، ثُمَّ انْصَرَفَ.

فَقَالَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ (١٣) : إِنَّا رَأَيْنَاكَ فَعَلْتَ أَشْيَاءَ لَمْ تَفْعَلْهَا قَبْلَ الْيَوْمِ؟ فَقَالَ : الْيَوْمَ فَقَدْتُ بِرَّ (١٤) أَبِي طَالِبٍ ، إِنْ كَانَتْ (١٥) لَيَكُونُ (١٦) عِنْدَهَا الشَّيْ‌ءُ فَتُؤْثِرُنِي (١٧) بِهِ عَلى نَفْسِهَا وَولَدِهَا (١٨) ، وإِنِّي ذَكَرْتُ الْقِيَامَةَ ، وأَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ عُرَاةً ، فَقَالَتْ : وا سَوْأَتَاهْ ، فَضَمِنْتُ لَهَا أَنْ يَبْعَثَهَا اللهُ (١٩) كَاسِيَةً ، وذَكَرْتُ ضَغْطَةَ الْقَبْرِ ، فَقَالَتْ : وا ضَعْفَاهْ ، فَضَمِنْتُ‌

__________________

(١) في خصائص الأئمّة : « تغسيلها وتكفينها ».

(٢) في « ب ، ض » : + « رسول الله ».

(٣) « العاتِق » موضع الرداء من المَنْكِب ، يذكّر ويؤنّث. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٢١ ( عتق ).

(٤) في حاشية « بر ، بف » : « ولم يزل ».

(٥) في خصائص الأئمّة : ـ « على عاتقه ـ إلى ـ جنازتها ».

(٦) في « بر » : « واضطجع ». وضجع الرجل واضطجع ، أي وضع جنبه بالأرض. الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٤٨ ( ضجع ).

(٧) في « بف » : « أكبّ ».

(٨) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بس » ومرآة العقول وخصائص الأئمّة : ـ « ابنك » الثالث. وضُبط « ابن » في « بر » هناوفيما يأتي بالنصب.

(٩) في « ج » : « سُوّي » على بناء المجهول.

(١٠) في خصائص الأئمّة : + « التراب ».

(١١) في « بف » : « أكبّ ».

(١٢) هكذا في « ج ، ف ، بح ، بر ، بف » والوافي. وهذا الاستعمال ـ أي جعل ما هو الوديعة مفعولاً ثانياً ـ هو الأصل. وفي المطبوع وبعض النسخ : « أستودعها إيّاك ».

(١٣) في خصائص الأئمّة : « فقال المسلمون : يا رسول الله ».

(١٤) في الوافي : « امّ ابن » بدل « برّ ». وفي خصائص الأئمّة : ـ « برّ ». وفي شرح المازندراني : « البِرُّ بالكسر : الإحسان‌والخير واللطف ، وبالفتح : العطوف والشفيق. والظاهر أنّ « إن » في « إن كانت » مخفّفة من المشدّدة المكسورة ».

(١٥) في « بف » : « كان ».

(١٦) في « بف » : « يكون » بدون اللام.

(١٧) « فَتُؤْثِرُني » ، أي تفضّلني. يقال : آثرتك عليه إيثاراً ، أي فضّلتك عليه. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٧ ( أثر ).

(١٨) يجوز فيه ضمّ الواو وسكون اللام أيضاً.

(١٩) في « بس » : « الله يبعثها ».

٤٧٦

لَهَا أَنْ يَكْفِيَهَا اللهُ ذلِكَ ، فَكَفَّنْتُهَا بِقَمِيصِي ، واضْطَجَعْتُ (١) فِي قَبْرِهَا لِذلِكَ ، وانْكَبَبْتُ عَلَيْهَا ، فَلَقَّنْتُهَا مَا تُسْأَلُ عَنْهُ ؛ فَإِنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ رَبِّهَا ، فَقَالَتْ ؛ وسُئِلَتْ عَنْ رَسُولِهَا ، فَأَجَابَتْ ؛ وسُئِلَتْ عَنْ ولِيِّهَا وإِمَامِهَا ، فَأُرْتِجَ (٢) عَلَيْهَا ، فَقُلْتُ (٣) : ابْنُكِ ، ابْنُكِ ، ابْنُكِ (٤) ». (٥)

١٢٣٥ / ٣. بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِيِّ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَمَّا ولِدَ (٦) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فُتِحَ لِآمِنَةَ بَيَاضُ فَارِسَ (٧) ، وَقُصُورُ الشَّامِ ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ ـ بِنْتُ أَسَدٍ أُمُّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ـ إِلى أَبِي طَالِبٍ ضَاحِكَةً مُسْتَبْشِرَةً ، فَأَعْلَمَتْهُ مَا قَالَتْ آمِنَةُ ، فَقَالَ (٨) لَهَا أَبُو طَالِبٍ : وتَتَعَجَّبِينَ (٩) مِنْ هذَا؟ إِنَّكِ تَحْبَلِينَ (١٠) وتَلِدِينَ بِوَصِيِّهِ وو زِيرِهِ ». (١١)

١٢٣٦ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَحْمَدَ‌

__________________

(١) في حاشية « ج » : « وقد اضطجعت ».

(٢) اختلفت النسخ في ضبط الكلمة. ففي بعضها « ارتج » أي الإفعال من رتج ، كما في الوافي بمعنى استغلق عليها. وفي بعضها : « ارتجّ » أي الافتعال من رجج. والمقام وكلمة « عليها » يقتضيان الأوّل. قال الجوهري : « ارتج على القارئ ـ على ما لم يسمّ فاعله ـ إذا لم يقدر على القراءة كأنّه اطبق عليه كما يرتج الباب ، وكذلك ارْتُتج عليه ، ولا تقل ارتُجّ عليه ، بالتشديد ». والارتجاج هو الاضطراب والتزلزل ، وهو علّة للارتاج. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣١٧ ( رتج ).

(٣) في خصائص الأئمّة : + « لها ».

(٤) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بس » وخصائص الأئمّة : ـ « ابنك » الثالث.

(٥) خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ٦٤ ، ومن دلائله عليه‌السلام عند موته بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٢٥ ، ح ١٣٣٨ ؛ الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢٤٧٩٣ ، إلى قوله : « فقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصيّتها ».

(٦) في « ج » : « ورد ».

(٧) في الوافي : « أي كشفت لها تلك البلاد بارتفاع الحجب حتّى رأتها عياناً » ونُسب البياض إلى فارس لبياض ألوانهم ، ولأنّ الغالب على أموالهم الفضّة ، كما أنّ الغالب على ألوان أهل الشام الحُمرة وعلى أموالهم الذهب. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٧٢ ( بيض ).

(٨) في « بس » : « قال ».

(٩) في حاشية « ب ، ج ، ض » : « تعجبين ».

(١٠) في « ج » : « لتحبلين ».

(١١) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٢٤ ، ح ١٣٣٧ ؛ البحار ، ج ٣٥ ، ص ٦ ، ح ٦.

٤٧٧

بْنِ زَيْدٍ النَّيْسَابُورِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ (١) ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ صَفْوَانَ ـ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ قَالَ :

لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، ارْتَجَّ (٢) الْمَوْضِعُ بِالْبُكَاءِ ، ودَهِشَ (٣) النَّاسُ كَيَوْمِ قُبِضَ (٤) النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وجَاءَ رَجُلٌ ـ بَاكِياً وهُوَ مُسْرِعٌ مُسْتَرْجِعٌ وَهُوَ يَقُولُ : الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ ـ حَتّى وقَفَ عَلى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَ : رَحِمَكَ اللهُ يَا (٥) أَبَا الْحَسَنِ ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَاماً ، وأَخْلَصَهُمْ إِيمَاناً ، وأَشَدَّهُمْ يَقِيناً ، وأَخْوَفَهُمْ لِلّهِ ، وأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً (٦) ، وأَحْوَطَهُمْ (٧) عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وآمَنَهُمْ (٨) عَلى أَصْحَابِهِ ، وأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ (٩) ، وأَكْرَمَهُمْ (١٠) سَوَابِقَ (١١) ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً ، وأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْياً (١٢) وخَلْقاً (١٣)

__________________

(١) كذا في النسخ والمطبوع ، لكنّ الظاهر وقوع التحريف في العنوان. والصواب « عبد الملك بن عمير » ، وهوعبد الملك بن عمير بن سويد القرشي ، روى عن أسِيْد بن صفوان وروى عنه إبراهيم بن خالد الهاشمي. راجع : لسان الميزان ، ج ٤ ، ص ٩٩ ، الرقم ٦٠٤٤ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٣ ، ص ٢٤١ ، الرقم ٥١٣ ؛ وج ١٨ ، ص ٣٧٠ ، الرقم ٣٥٤٦. والخبر رواه الصدوق في الأمالي ، ص ٢٤١ ، المجلس ٤٢ ، ح ١١ ؛ وكمال الدين ، ص ٣٨٧. وفيهما : « عبد الملك بن عمير ».

(٢) « الارتجاج » : الاضطراب. يقال : ارتجّ البَحْر وغيره : اضطرب. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣١٧ ( رجج ).

(٣) قال الجوهري : « دَهِش الرجل ـ بالكسر ـ يَدْهَش دَهَشاً : تحيّر ، ودُهش أيضاً ، فهو مدهوش. وأدهشه اللهُ ». الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٠٦ ( دهش ).

(٤) في « ف » والأمالي : + « فيه ».

(٥) في « بس » : ـ « يا ».

(٦) « العَناء » : التعب والنصب. يقال : عَنِيَ الإنسانُ عَناءً ، أي تعب ونَصِبَ. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٤٠ ( عنا ).

(٧) يقال : حاطه يَحُوطه حَوْطاً وحِياطة ، إذا حفظه وصانه وذبّ عنه وتوفّر على مصالحه. قال المجلسي : « وتعديته بـ « على » لتضمين معنى الإشفاق ». النهاية ، ج ١ ، ص ٤٦١ ( حوط ).

(٨) « آمنهم » إمّا من الأمن ، ضدّ الخوف ؛ أو من الأمانة ضدّ الخيانة. اختار المازندراني والمجلسي الثاني بتضمين‌معنى المحافظة ، كما احتملهما الفيض.

(٩) في « ج » وحاشية « بف » : « مناقباً ».

(١٠) في « ب » : « وأكثرهم ».

(١١) في « ج » وحاشية « بف » : « سوابقاً ».

(١٢) « الهدي » : السيرة والهيئة والطريقة. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥٣ ( هدى ).

(١٣) في « بح » : « خُلْقاً » بضمّ الخاء. وفي كمال الدين : « نطقاً ». وفي شرح المازندراني : « والخلق ـ بضمّ الخاء

٤٧٨

وَسَمْتاً (١) وفِعْلاً ، وأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً ، وأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ ، فَجَزَاكَ اللهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وعَنْ رَسُولِهِ وعَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً ، قَوِيتَ (٢) حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ ، وبَرَزْتَ (٣) حِينَ اسْتَكَانُوا (٤) ، وَنَهَضْتَ حِينَ وهَنُوا ، ولَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ (٥) ، كُنْتَ (٦) خَلِيفَتَهُ حَقّاً ، لَمْ تُنَازَعْ (٧) ولَمْ تَضْرَعْ (٨) بِرَغْمِ (٩) الْمُنَافِقِينَ وغَيْظِ الْكَافِرِينَ وكُرْهِ الْحَاسِدِينَ وَصِغَرِ (١٠) الْفَاسِقِينَ ، فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِينَ (١١) فَشِلُوا (١٢) ، ونَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا (١٣) ، ومَضَيْتَ بِنُورِ اللهِ إِذْ وقَفُوا ، فَاتَّبَعُوكَ (١٤) فَهُدُوا ، و (١٥) كُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً ، وأَعْلَاهُمْ قُنُوتاً (١٦) ،

__________________

واللام وسكونها ـ : الدين والطبيعة والسجيّة ».

(١) قال ابن الأثير : « السَمْت : هو الهيئة الحسنة ». وقال المطرزي : « السمت : الطريق. ويستعار لهيئة أهل الخير ». راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٧ ؛ المغرب ، ص ٢٣٤ : ( سمت ).

(٢) في « ف » : « قوّيت » بالتثقيل.

(٣) في « ف » : « برّزت » بالتثقيل.

(٤) « استكانوا » ، أي خضعوا وذلّوا. كان في الأصل : استكنوا ، فمدّت فتحة الكاف بألف ، راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢١٨ ( سكن ).

(٥) يعني بترك منهاجه.

(٦) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي وكمال الدين. وفي المطبوع : « [ و ] كنت ».

(٧) « لم تنازع » اختار المجلسي كونه على بناء الفاعل ، ثمّ استظهر بناء المجهول ، وذكر وجوهاً في معناه.

(٨) « لَمْ تضرع » : معلوم من ضَرَعَ وضَرِعَ وضَرُع ، أي ذلّ وخضع واستكان وتذلّل وضعف. أو مجهول من أضرعه ، أي أذلّه. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩٤ ( ضرع ).

(٩) « الرَغْمُ » ـ مثلّث الراء ـ : الذُلّ والكُرْه. ويقال : أرغم الله أنفه ، أي ألزقه بالرُغام وهو التراب. هذا هو الأصل ، ثمّ استعمل في الذلّ والعجز عن الانتصاف والانقياد على كُرْه. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ( رغم ).

(١٠) في « ب ، بف » وحاشية « ض » والوافي والأمالي وكمال الدين : « ضغن » بمعنى الحقد. و « صغر الفاسقين » ، أي‌ذُلّهم وهوانهم. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٣.

(١١) في « ج » : « حيث ».

(١٢) « الفَشَلُ » : الجزع والجُبْن والضعف. النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٤٩ ( فشل ).

(١٣) التَعْتَعَةُ في الكلام : التردّد فيه من حَصَرٍ أو عَيٍّ ، أي من ضيق وعجز. الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٩١ ( تعع ).

(١٤) في « ب » وحاشية « بف » : « واتّبعوك ». وفي كمال الدين : « ولو اتّبعوك لهدوا » بدل « فاتّبعوك فهدوا ».

(١٥) في « بس » : ـ « و ».

(١٦) في حاشية « ف ، بح ، بس ، بف » : « قدماً ». وفي الأمالي : « فرقاً ». وفي كمال الدين : « قوّتاً ». و « القنوت » يرد لمعان متعدّدة ، كالطاعة ، والخشوع ، والصلاة ، والدعاء ، والعبادة ، والقيام ، وطول القيام ، والسكوت. النهاية ، ج ٤ ، ص ١١١ ( قنت ).

٤٧٩

وَأَقَلَّهُمْ (١) كَلَاماً ، وأَصْوَبَهُمْ نُطْقاً (٢) ، وأَكْبَرَهُمْ (٣) رَأْياً ، وأَشْجَعَهُمْ قَلْباً ، وأَشَدَّهُمْ يَقِيناً (٤) ، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلاً ، وأَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ.

كُنْتَ ـ واللهِ ـ يَعْسُوباً (٥) لِلدِّينِ أَوَّلاً وآخِراً (٦) ، الْأَوَّلَ (٧) حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ (٨) ، والْآخِرَ (٩) حِينَ فَشِلُوا ، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَباً رَحِيماً إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالاً ، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا ، وحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا ، ورَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا ، وشَمَّرْتَ (١٠) إِذَا اجْتَمَعُوا (١١) ، وعَلَوْتَ إِذْ (١٢) هَلِعُوا (١٣) ، وصَبَرْتَ إِذْ أَسْرَعُوا (١٤) ، وأَدْرَكْتَ أَوْتَارَ (١٥)

__________________

(١) في حاشية « ج » : « وأطيبهم ».

(٢) في حاشية « بح » والأمالي وكمال الدين : « منطقاً ».

(٣) في « ب ، بح ، بف » والأمالي : « وأكثرهم ».

(٤) « وأشدّهم يقيناً » مكرّر من الناسخ أو الرواة إلاّ أن يراد باليقين هاهنا اليقين بالأحكام أو القضاء والقدر ، وفي السابق اليقين بالله تعالى ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ١٩٩ ؛ مرآة العقول ، ج ٥ ، ص ٢٩٧.

(٥) « اليعسوب » في الأصل : أمير النحل وفحلها. ويطلق على سيّد القوم ورئيسهم ومقدّمهم لرجوعهم إليه‌واجتماعهم عليه ولَوْذهم به ، كما تجتمع النحل على يعسوبها وتلوذ بها. والمعنى سيّد الناس في الدين. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٥٩٩ ـ ٦٠٠ ( عسب ).

(٦) في « ب ، بر ، بف » والوافي والأمالي وكمال الدين : ـ « آخراً ».

(٧) في « ض ، بر ، بف » والوافي والأمالي وكمال الدين : ـ « الأوّل ».

(٨) في « بر » : ـ « الناس ».

(٩) في « ب ، بر ، بف » والوافي والأمالي وكمال الدين : « وآخراً ».

(١٠) « شمّرت » ، أي اجتهدت وهممت ؛ من التشمير بمعنى الهمّ ، وهو الجدّ في الأمر والاجتهاد. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٠٠ ( شمر ).

(١١) أي من الأمر من امور الدين. وفي « ب ، ج ، بح ، بس » : « إذِ اجْتمعوا ». وفي « بر » وحاشية « ج ، ف » : « إذاجشعوا ». وفي شرح المازندراني ومرآة العقول عن بعض النسخ : « إذا خشعوا ». وفي كمال الدين : « إذْ خففوا ».

(١٢) في « ف » : « إذا ».

(١٣) « الهلعُ » : الحرص. وقيل : الجزع وقلّة الصبر. وقيل : هو أسوأ الجزع وأفحشه. لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٧٤ ( هلع ).

(١٤) في « بف » : « سرعوا ». وفي الأمالي « أشرعوا ». وفي كمال الدين : « جزعوا ».

(١٥) قال ابن الأثير : « الأوتار : هي جمع وتْر ، بالكسر ، وهي الجناية ». قال المازندراني : « يخاطب بهذا الكلام أمير

٤٨٠