الكافي - ج ٢

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٢

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-386-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٤٤

لَهُ يُجْهِدُ نَفْسَهُ بِالطَّاعَةِ لِإِمَامِهِ والنَّصِيحَةِ (١) إِلاَّ كَانَ مَعَنَا فِي الرَّفِيقِ (٢) الْأَعْلى ». (٣)

١٠٦١ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ فَارَقَ (٤) جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ قِيدَ (٥) شِبْرٍ ، فَقَدْ خَلَعَ (٦) رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ (٧) مِنْ عُنُقِهِ ». (٨)

١٠٦٢ / ٥. وبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ فَارَقَ جَمَاعَةَ‌

__________________

(١) في الكافي ، ح ٥٨٦٦ : « والنصيحة له ولإمامه ». وفي المقنعة والتهذيب : « والنصيحة لإمامه ». كلاهما بدل « لإمامه والنصيحة ».

(٢) « الرفيق » : جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى علّيّين ، أو هو الله تعالى ؛ فإنّه تعالى رفيق بعباده ؛ من الرفق والرأفة. فالرفيق فعيل بمعنى الجماعة على الأوّل ، وبمعنى الفاعل على الثاني. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٤٦ ( رفق ).

(٣) الكافي ، كتاب الزكاة ، باب أدب المصدّق ، ضمن الحديث الطويل ٥٨٦٦ ، بهذا الإسناد عن أبي عبد الله عليه‌السلام ؛ وعنه في التهذيب ، ج ٤ ، ص ٩٦ ، ضمن ح ٢٧٤. وفي المقنعة ، ص ٢٥٥ ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن بريد العجلي ، عن الصادق عليه‌السلام. الغارات ، ج ١ ، ص ٧٥ ، بسند آخر عن الصادق عليه‌السلام ، وفي كلّها مع زيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ٢ ، ص ١٠١ ، ح ٥٥٣ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ١٢٩ ، ح ١١٦٧٨ ؛ البحار ، ج ٤١ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٦ ؛ وج ٢٧ ، ص ٧٢ ، ح ٧.

(٤) في المحاسن : « خلع ».

(٥) في المحاسن : « قدر ». و « القيد » : القدر. تقول : بينهما قِيدُ رُمحٍ وقاد رمح ، أي قدر رمح. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٢٩ ( قيد ).

(٦) في « ف » : « قطع ».

(٧) في المحاسن ، ص ٨٤ و ٢١٩ : « ربق الإيمان ». وقال ابن الأثير : « الرِبقَة ، في الأصل : عُرْوة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها ، فاستعارها للإسلام ؛ يعني ما يشدّ به المسلم نفسه من عُرى الإسلام ، أي حدوده وأحكامه وأوامره ونواهيه ». النهاية ، ج ٢ ، ص ١٩٠ ( ربق ).

(٨) المحاسن ، ص ٨٤ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٢١ ، عن محمّد بن عليّ الحلبي ، عن أبي عبد الله. الأمالي للصدوق ، ص ٣٣٣ ، المجلس ٥٤ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٢ ، ص ١٠١ ، ح ٥٥٤ ؛ البحار ، ج ٢٧ ، ص ٧٢ ، ح ٨.

٣٤١

الْمُسْلِمِينَ ونَكَثَ صَفْقَةَ (١) الْإِمَامِ (٢) ، جَاءَ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وجَلَّ (٣) ـ أَجْذَمَ (٤) ». (٥)

١٠٤ ـ بَابُ مَا يَجِبُ مِنْ حَقِّ الْإِمَامِ عَلَى الرَّعِيَّةِ

وحَقِّ الرَّعِيَّةِ عَلَى الْإِمَامِ عليه‌السلام

١٠٦٣ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام : مَا حَقُّ الْإِمَامِ عَلَى النَّاسِ؟ قَالَ : « حَقُّهُ (٦) عَلَيْهِمْ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَيُطِيعُوا (٧) ». قُلْتُ : فَمَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ (٨)؟ قَالَ : « أَنْ يَقْسِمَ (٩) بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ ، ويَعْدِلَ فِي الرَّعِيَّةِ ، فَإِذَا (١٠) كَانَ ذلِكَ فِي النَّاسِ ، فَلَا يُبَالِي مَنْ أَخَذَ هَاهُنَا وهَاهُنَا ». (١١)

__________________

(١) في « بس » : + « إسلام ». والصفقة : البيعة.

(٢) في « ب ، ض ، بح ، بف » وشرح المازندراني والبحار : « الإبهام ». وهذا لمدخليّتها في البيعة.

(٣) في « ف » : + « وهو ».

(٤) « الأَجْذَمُ » : مقطوع اليد ، من الجَذْم بمعنى القطع ؛ أو مقطوع الأعضاء كلّها ؛ أو مقطوع الحجّة لا لسان له يتكلّم ولا حجّة في يده ؛ أو منقطع السبب ؛ أو خالي اليد من الخير صِفْرَها من الثواب. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٢٥١ ؛ شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٠.

(٥) المحاسن ، ص ٢١٩ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٢١ ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال. وفيه ، ص ٩٤ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٥٢ ، بسند آخر عن موسى بن جعفر عليه‌السلام ، عن عليّ عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله. وفي الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المكر والغدر والخديعة ، ح ٢٦٧٨ ، بسند آخر عن الصادق عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف. راجع : المحاسن ، ص ٩١ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٤٢ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٢٤٣ ، ح ٢ الوافي ، ج ٢ ، ص ١٠٢ ، ح ٥٥٥ ؛ البحار ، ج ٢٧ ، ص ٧٢ ، ح ٩.

(٦) في « بح » : « حقّهم ».

(٧) في الوافي : « يطيعوه ».

(٨) هكذا في النسخ التي قوبلت والبحار. وفي المطبوع : « عليهم ».

(٩) هكذا في « ف » وحاشية « بح ». وفي سائر النسخ والمطبوع ومرآة العقول : ـ « أن ». وفي المرآة : « قوله : « يقسم » على بناء التفعيل ، أو من باب ضرب ، وهو منصوب بتقدير : أن ».

(١٠) في « بر » : « فإن ».

(١١) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥١ ، ح ١٢٤٥ ؛ البحار ، ج ٢٧ ، ص ٢٤٤ ، ح ٤.

٣٤٢

١٠٦٤ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام مِثْلَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : « هكَذَا (١) وهكَذَا وهكَذَا وهكَذَا (٢) » يَعْنِي مِنْ (٣) بَيْنِ يَدَيْهِ وخَلْفِهِ (٤) ، وعَنْ يَمِينِهِ وعَنْ شِمَالِهِ. (٥)

١٠٦٥ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ (٦) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : لَاتَخْتَانُوا ولَاتَكُمْ ، ولَاتَغُشُّوا هُدَاتَكُمْ (٧) ، ولَاتَجْهَلُوا (٨) أَئِمَّتَكُمْ ، ولَاتَصَدَّعُوا (٩) عَنْ حَبْلِكُمْ ؛ فَتَفْشَلُوا (١٠) وتَذْهَبَ رِيحُكُمْ (١١) ، وعَلى هذَا فَلْيَكُنْ تَأْسِيسُ أُمُورِكُمْ ، والْزَمُوا (١٢) هذِهِ الطَّرِيقَةَ ؛ فَإِنَّكُمْ لَوْ عَايَنْتُمْ مَا عَايَنَ مَنْ قَدْ مَاتَ مِنْكُمْ مِمَّنْ خَالَفَ (١٣) مَا قَدْ تُدْعَوْنَ إِلَيْهِ ، لَبَدَرْتُمْ (١٤)

__________________

(١) في حاشية « ف » : « وهكذا ».

(٢) في « بر » والبحار : ـ « وهكذا ».

(٣) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بف » والوافي : ـ « من ».

(٤) في البحار : « ومن خلفه ».

(٥) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥١ ، ح ١٢٤٦ ؛ البحار ، ج ٢٧ ، ص ٢٤٤ ، ذيل ح ٤.

(٦) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، و، بح ، بر ، بس ، جر ». وفي « بف » والمطبوع وحاشية « ف » : + « بن صدقة ».

(٧) « لا تَغُشُّوا هداتكم » ، أي امحضوهم النُصْحَ ، أو لا تُظهروا لهم خلاف ما تضمرونه. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨١٧ ( غشش ).

(٨) هكذا في « ب ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول. وفي « ف » والمطبوع وشرح المازندراني : « لا تجهّلوا » بالتضعيف. واحتمله في المرآة بعد أن اختار المجرّد.

(٩) « لا تصدّعوا » ، أي لا تتفرّقوا. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٤٢ ( صدع ).

(١٠) « فتفشلوا » ، من الفَشَل ، وهو الجَزَع والجُبن والضعف والكسالة. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٤٩ ( فشل ).

(١١) في الوافي : « عن حبلكم : عن عهدكم وأمانكم وبيعتكم ... ؛ وريحكم : قوّتكم وغلبتكم ونصرتكم ودولتكم ».

(١٢) في « ف » : « فالزموا ».

(١٣) في « بس » : « قد خالف ».

(١٤) « لبَدَرْتُمْ » أي أسرعتم. تقول : بَدَرْتُ إلى الشي‌ء أَبْدُرُ بُدُوراً ، أي أسرعت إليه. وكذلك بادرتُ إليه. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨٦ ( بدر ).

٣٤٣

وَخَرَجْتُمْ ، ولَسَمِعْتُمْ (١) ، ولكِنْ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ مَا قَدْ عَايَنُوا ، وقَرِيباً مَا يُطْرَحُ الْحِجَابُ ». (٢)

١٠٦٦ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ حَمَّادٍ وغَيْرِهِ ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « نُعِيَتْ (٣) إِلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نَفْسُهُ وهُوَ صَحِيحٌ لَيْسَ بِهِ وجَعٌ » قَالَ : « نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ » قَالَ : « فَنَادى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الصَّلَاةَ جَامِعَةً (٤) ، وأَمَرَ (٥) الْمُهَاجِرِينَ والْأَنْصَارَ بِالسِّلَاحِ ، واجْتَمَعَ (٦) النَّاسُ ، فَصَعِدَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْمِنْبَرَ (٧) ، فَنَعى إِلَيْهِمْ نَفْسَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أُذَكِّرُ اللهَ (٨) الْوَالِيَ مِنْ بَعْدِي عَلى أُمَّتِي (٩) إِلاَّ يَرْحَمَ (١٠) عَلى جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ ، فَأَجَلَّ كَبِيرَهُمْ ، ورَحِمَ ضَعِيفَهُمْ (١١) ، وو قَّرَ عَالِمَهُمْ (١٢) ، ولَمْ يُضِرَّ‌

__________________

(١) ولسمعتم ، أي سماع إجابة. وفي « ب » : « لسمعتم » بدون الواو.

(٢) نهج البلاغة ، ص ٦٢ ، الخطبة ٢٠ ، وفيه من قوله : « فإنّكم لو عاينتم » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ١٠٢ ، ح ٥٥٧ ؛ البحار ، ج ٢٧ ، ص ٢٤٥ ، ح ٥.

(٣) « النعي » : خبر الموت. يقال : نعى الميّت ينعاه ، إذا أذاع موتَه وأخبر به. ونُعِيَت نفسُه ، أي اخبر بموته. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٨٥ ( نعا ).

(٤) في « ف » وحاشية « ج » : « جماعة ». واحتمل المجلسي في مرآة العقول كون « الصلاة » مبتدأ و « جامعة » خبره ، بعد ما اختار ما في المتن.

(٥) في قرب الإسناد : « ونادى ».

(٦) في « ب » وقرب الإسناد والبحار ، ج ٢٢ و ٢٧ : « فاجتمع ».

(٧) في قرب الإسناد : + « فحمد الله وأثنى عليه ».

(٨) في قرب الإسناد : « اذكروا الله في ».

(٩) في « ف » : « على امّتي من بعدي ».

(١٠) في « ض ، ف ، بس ، بف » : « ألاّ ترحّم ». وقرأ المازندراني : « ألا » ، حرف تحضيض. وقرأ الفيض : « إلاّ » كلمة استثناء أي اذكّرهم في جميع الأحوال إلاّحال الرحم على المسلمين كما يقال : أسألك إلاّفعلت كذا. وقوله : « يرحم » منصوب بـ « أن » المقدّرة. وذكر المجلسي احتمالين آخرين : الأوّل : أن يكون « أن لا » مركّباً من أن الناصبة ولا النافية. والثاني : أن تكون « إن » شرطيّة والفعل مجزوماً. راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٥ ؛ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥٢ ؛ مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٣٣٨.

(١١) في « ج ، ف » وحاشية « ب » وقرب الإسناد : « صغيرهم ».

(١٢) في حاشية « بر » : « عاملهم ». وفي حاشية « بس » : « عاقلهم ».

٣٤٤

بِهِمْ (١) ؛ فَيُذِلَّهُمْ ، ولَمْ يُفْقِرْهُمْ ؛ فَيُكْفِرَهُمْ (٢) ، ولَمْ يُغْلِقْ بَابَهُ (٣) دُونَهُمْ ؛ فَيَأْكُلَ قَوِيُّهُمْ ضَعِيفَهُمْ ، ولَمْ يَخْبِزْهُمْ (٤) فِي بُعُوثِهِمْ (٥) ؛ فَيَقْطَعَ (٦) نَسْلَ أُمَّتِي ، ثُمَّ قَالَ : قَدْ (٧) بَلَّغْتُ وَنَصَحْتُ ، فَاشْهَدُوا (٨) ».

وَ (٩) قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « هذَا آخِرُ كَلَامٍ تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَلى مِنْبَرِهِ ». (١٠)

١٠٦٧ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى (١١) وغَيْرُهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‌

__________________

(١) في حاشية « ض » : + « عاملهم ». وفي قرب الإسناد : « ولم يضرّهم ». واحتمل المجلسي في مرآة العقول ، المجرّد بعد ما اختار المزيد ، ثمّ قال : « وربما يقرأ من الضرب ».

(٢) في « بر » : « فيكفّرهم ». وفي الوافي : « لم يفقرهم : لم يجعلهم فقراء بترك إعطائه إيّاهم ما يكفيهم ، فإنّهم ربما لم يصبروا على الفقر فيكفروا ، فصار هو سبب كفرهم ».

(٣) في شرح المازندراني : « الباب ».

(٤) في « ب » وحاشية « بف » : « لم يجبرهم ». وفي « ج ، بف » وحاشية « ف » : « لم يخبرهم ». وفي حاشية « ج » : « لم‌يجمّرهم » و « لم يجنّزهم ». وفي قرب الإسناد : « لم يجهزهم ». وفي مرآة العقول : « وربّما يقرأ بالجيم والتاء والزاي المشدّدة من قولهم : اجتزّ الحشيش ، إذا قطعه بحيث لم يبق منه شي‌ء ». وقوله : « لم يَخْبِزهم » ، أي لم يَسُقْهم سوقاً شديداً. من الخَبْز ، وهو السوق الشديد. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٧٦ ( خبز ).

(٥) في حاشية « ج » وقرب الإسناد : « ثغورهم ». وقوله : « بعوثهم » : جمع بعث ، وهو الجيش. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٧٣ ( بعث ).

(٦) في « ج » : « فينقطع ».

(٧) في « ض ، بح ، بس » : ـ « قد ». وفي حاشية « بر » وقرب الإسناد : + « اللهمّ ».

(٨) في قرب الإسناد : « فاشهد ».

(٩) في « ج ، ف ، بح ، بس » والوافي والبحار ، ج ٢٢ و ٢٧ : ـ « و ».

(١٠) قرب الإسناد ، ص ١٠٠ ، ح ٣٣٧ ، بسنده عن حنان بن سدير الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥٢ ، ح ١٢٤٧ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٤٩٥ ، ح ٤١ ؛ وج ٢٧ ، ص ٢٤٦ ، ح ٦.

(١١) هكذا في حاشية « ف ». وفي النسخ والمطبوع : « محمّد بن عليّ ». والصواب ما أثبتناه ؛ فقد أكثر محمّد بن‌يحيى ، شيخ المصنّف ، الرواية عن أحمد بن محمّد بن عيسى. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٧. وأمّا احتمال صحّة « محمّد بن عليّ » وأنّ المراد به هو محمّد بن عليّ بن معمر كما روى عنه المصنّف ، في ح ٦١٩٢ و ١٤٨١٩ و ١٤٨٢٠ ، فالظاهر عدم صحّة هذا الاحتمال ؛ فإنّا لم نجد ـ مع الفحص الأكيد ـ رواية محمّد بن عليّ بن معمر عن أحمد بن محمّد بن عيسى في موضع. أضف إلى ذلك أنّ الظاهر من عطف « غيره » على « محمّد بن يحيى » هو الإشارة إلى العِدّة الراوين عن أحمد بن محمّد بن عيسى الذين من جملتهم محمّد بن

٣٤٥

الْحَكَمِ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، قَالَ :

جَاءَ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام عَسَلٌ وتِينٌ (١) مِنْ هَمْدَانَ (٢) وحُلْوَانَ ، فَأَمَرَ الْعُرَفَاءَ (٣) أَنْ يَأْتُوا بِالْيَتَامى ، فَأَمْكَنَهُمْ مِنْ رُؤُوسِ الْأَزْقَاقِ (٤) يَلْعَقُونَهَا (٥) وهُوَ يَقْسِمُهَا لِلنَّاسِ قَدَحاً قَدَحاً ، فَقِيلَ لَهُ (٦) : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا لَهُمْ يَلْعَقُونَهَا؟ فَقَالَ : « إِنَّ الْإِمَامَ أَبُو الْيَتَامى ، وَإِنَّمَا (٧) أَلْعَقْتُهُمْ هذَا بِرِعَايَةِ الْآبَاءِ ». (٨)

١٠٦٨ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ (٩) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ :

__________________

يحيى ، كما في : رجال النجاشي ، ص ٣٧٧ ، الرقم ١٠٢٦. وقد تكرّر هذا العطف في مواضع من أسناد الكافي ، انظر على سبيل المثال : الكافي ، ح ٢٦٨ و ٤١٩ و ٥٣٩ و ٦١٦ و ١٤٥٢.

ثمّ إنّه لا يخفى عليك مشابهة « يحيى » و « عليّ » في بعض الخطوط القديمة الموجب لتصحيف أحدهما بالآخر.

(١) جعل بعضٌ الواوَ في « وتين » أصليّة وقال : الوتين : الواتن ، وهو الماء المعين الدائم ، والمراد هنا المائع‌الكثير. ويجوز كونه بالثاء المثلّثة. وردّه المجلسي بإمكان كون التين أيضاً في الأزقاق فاعتصر منها دبس يلعقونها. راجع : مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٣٣٩.

(٢) في الوافي : « همذان ». وفي مرآة العقول : « ولا يخفى أنّ المناسب هنا البلد لا القبيلة ، لكنّه شاع تسمية البلد أيضاً بالمهملة ». ووجه المناسبة هو تقارنه بالبلد. وقال الشعراني رحمه‌الله في ذيل شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٩ بعد تفسير « حلوان » بـ « پل ذهاب » : « وهمدان ، الظاهر أنّها البلد المشهور دون القبيلة ؛ إذ لا يؤتى بالعسل من القبيلة ، بل من البلد ».

(٣) « العُرَفاءُ » : جمع عَرِيف ، وهو القيّم بامور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي امورهم ويتعرّف الأميرُ منه أحوالَهم. فعيل بمعنى فاعل. والعِرافةُ : عمله. النهاية ، ج ٣ ، ٢١٨ ( عرف ).

(٤) « الأزقاق » : جمع الزِقّ ، وهو السقاء ، أي وعاء من جلد للماء ونحوه. أو جلدٌ يُجَزُّ ويُقْطَع شعرُه ، ولا يُنْتَقُ ولايُنْزَع ، للشراب ونحوه. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٨٣ ( زقق ).

(٥) « يلعقونها » : يلحسونها ، أي يتناولونها بألسنتهم أو بأصابعهم. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٥٠ ( لعق ).

(٦) في « ب » : ـ « له ».

(٧) في « بح » : « فإنّما ».

(٨) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥٣ ، ح ١٢٥٠ ؛ البحار ، ج ٢٧ ، ص ٢٤٧ ، ح ٧ ؛ وج ٤١ ، ص ١٢٣ ، ح ٣٠.

(٩) في « ب ، ج » : « الإصفهاني ».

٣٤٦

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (١) : « أَنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَالَ : أَنَا أَوْلى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ ، وعَلِيٌّ أَوْلى بِهِ (٢) مِنْ بَعْدِي ».

فَقِيلَ لَهُ : مَا مَعْنى ذلِكَ؟

فَقَالَ : « قَوْلُ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ تَرَكَ دَيْناً أَوْ ضَيَاعاً (٣) فَعَلَيَّ ؛ ومَنْ تَرَكَ مَالاً فَلِوَرَثَتِهِ ، فَالرَّجُلُ لَيْسَتْ (٤) لَهُ عَلى نَفْسِهِ ولَايَةٌ (٥) إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ ، ولَيْسَ لَهُ عَلى عِيَالِهِ أَمْرٌ ولَا نَهْيٌ إِذَا لَمْ يُجْرِ عَلَيْهِمُ (٦) النَّفَقَةَ ، والنَّبِيُّ وأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهما‌السلام ومَنْ بَعْدَهُمَا أَلْزَمَهُمْ هذَا ، فَمِنْ هُنَاكَ صَارُوا أَوْلى بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، و (٧) مَا كَانَ سَبَبُ إِسْلَامِ عَامَّةِ الْيَهُودِ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ هذَا الْقَوْلِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأَنَّهُمْ (٨) أَمِنُوا (٩) عَلى أَنْفُسِهِمْ وعَلى (١٠) عِيَالَاتِهِمْ ». (١١)

١٠٦٩ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ صَبَّاحِ بْنِ سَيَابَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَوْ مُسْلِمٍ مَاتَ وتَرَكَ دَيْناً لَمْ يَكُنْ فِي فَسَادٍ ولَا إِسْرَافٍ ، فَعَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَقْضِيَهُ ، فَإِنْ لَمْ يَقْضِهِ ، فَعَلَيْهِ إِثْمُ‌

__________________

(١) في « ف » : + « قال ».

(٢) في « ف » : + « منها ».

(٣) « الضياع » : العيال. وأصله مصدر ضاع يضيع ضَياعاً ، فسمّي العيال بالمصدر. النهاية ، ج ٣ ، ص ١٠ ( ضيع ).

(٤) في « بر » : « ليس ».

(٥) في البحار ، ج ٢٧ : « ولاية على نفسه ».

(٦) في « ف » : « عليه ».

(٧) في « ض » : ـ « و ».

(٨) عطف على « هذا القول » المجرور. وقال في مرآة العقول : « أي علموا أنّهم لا يضيعون مع الإسلام ».

(٩) اختلفت النسخ فيه من حيث كونه من الإفعال ، أو من باب علموا. وقال في مرآة العقول : « من باب علم ».

(١٠) في البحار ، ج ٢٧ : ـ « على ».

(١١) علل الشرائع ، ص ١٢٧ ، ح ٢ ؛ عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٨٥ ، ح ٢٩ ؛ معاني الأخبار ، ص ٥٢ ، ح ٣ ، وفي كلّها بسند آخر عن أبي الحسن عليه‌السلام ، مع اختلاف. راجع : الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٥١ ، ح ٥٧٥٩ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٢١١ ، ح ٤٩٤ ؛ وتفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٩٤ ؛ وج ٢ ، ص ١٧ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥٤ ، ح ١٢٥١ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٦٠ ، ح ٤٩ ؛ وج ٢٧ ، ص ٢٤٨ ، ح ٨.

٣٤٧

ذلِكَ ؛ إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وتَعَالى ـ يَقُولُ : ( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ ) (١) الْآيَةَ ، فَهُوَ مِنَ الْغَارِمِينَ ، ولَهُ سَهْمٌ عِنْدَ الْإِمَامِ ، فَإِنْ حَبَسَهُ فَإِثْمُهُ (٢) عَلَيْهِ ». (٣)

١٠٧٠ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ حَنَانٍ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَاتَصْلُحُ (٤) الْإِمَامَةُ إِلاَّ لِرَجُلٍ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ : ورَعٌ يَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِي (٥) اللهِ ، وحِلْمٌ يَمْلِكُ (٦) بِهِ غَضَبَهُ (٧) ، وحُسْنُ الْوِلَايَةِ عَلى مَنْ يَلِي ، حَتّى يَكُونَ لَهُمْ كَالْوَالِدِ الرَّحِيمِ ». (٨)

وفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « حَتّى يَكُونَ لِلرَّعِيَّةِ كَالْأَبِ الرَّحِيمِ ». (٩)

١٠٧١ / ٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُكَيْمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ طَبَرِسْتَانَ ـ يُقَالُ لَهُ : مُحَمَّدٌ ـ قَالَ (١٠) : قَالَ مُعَاوِيَةُ : ولَقِيتُ الطَّبَرِيَّ مُحَمَّداً بَعْدَ ذلِكَ ، فَأَخْبَرَنِي ، قَالَ :

__________________

(١) التوبة (٩) : ٦٠. وفي « ف » : + « وَالعامِلِينَ عَلَيْها ».

(٢) في حاشية « بر » : « فهو آثم ».

(٣) الكافي ، كتاب الميشة ، باب الدين ، ح ٨٤٥٩ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ١٨٤ ، ح ٣٨١ ؛ وقرب الإسناد ، ص ٣٤٠ ، ح ١٢٤٥ ، بسند آخر عن أبي الحسن عليه‌السلام مع اختلاف. وفي تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٩٤ ، ح ٧٨ ، عن الصبّاح بن سيابة ، مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥٤ ، ح ١٢٥٣ ؛ البحار ، ج ٢٧ ، ص ٢٤٩ ، ح ٩.

(٤) في « بف » : « لا تصحّ ».

(٥) في حاشية « بح » : « محارم ».

(٦) في « بر ، بف » : « يهلك ».

(٧) في « بر » : « غيظه ».

(٨) الخصال ، ص ١١٦ ، باب الثلاثة ، ح ٩٧ ، بسنده عن حنان بن سدير ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليه‌السلام. وراجع : الكافي ، كتاب الحجّ ، باب الوصيّة ، ح ٦٩٩٦ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥٣ ، ح ١٢٤٨ ؛ البحار ، ج ٢٧ ، ص ٢٥٠ ، ح ١٠.

(٩) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥٣ ، ح ١٢٤٩ ؛ البحار ، ج ٢٧ ، ص ٢٥٠ ، ذيل ح ١٠.

(١٠) الضمير المستتر في « قال » راجع إلى سهل بن زياد. ومعاوية هو معاوية بن حُكَيم. والمراد أنّ معاوية بن‌حكيم بعد أن سمع الخبر من محمّد بن أسلم عن محمّدٍ الطبري ، لقي نفسُه محمّداً وسمع الخبر منه بلا واسطةٍ.

٣٤٨

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُوسى (١) عليه‌السلام يَقُولُ : « الْمُغْرَمُ إِذَا تَدَيَّنَ أَوِ اسْتَدَانَ فِي حَقٍّ ـ الْوَهْمُ مِنْ مُعَاوِيَةَ ـ أُجِّلَ سَنَةً ، فَإِنِ اتَّسَعَ ، وإِلاَّ قَضى عَنْهُ الْإِمَامُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ ». (٢)

١٠٥ ـ بَابُ أَنَّ الْأَرْضَ كُلَّهَا لِلْإِمَامِ عليه‌السلام

١٠٧٢ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه‌السلام : ( إِنَّ الْأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (٣) أَنَا وأَهْلُ بَيْتِيَ الَّذِينَ أَوْرَثَنَا اللهُ (٤) الْأَرْضَ ، ونَحْنُ الْمُتَّقُونَ ، وَالْأَرْضُ كُلُّهَا لَنَا ، فَمَنْ أَحْيَا (٥) أَرْضاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَلْيَعْمُرْهَا ولْيُؤَدِّ خَرَاجَهَا إِلَى الْإِمَامِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، ولَهُ مَا أَكَلَ مِنْهَا ؛ فَإِنْ تَرَكَهَا أَوْ أَخْرَبَهَا (٦) وأَخَذَهَا (٧) رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَعْدِهِ فَعَمَرَهَا (٨) وأَحْيَاهَا ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنَ الَّذِي تَرَكَهَا ، يُؤَدِّي (٩) خَرَاجَهَا إِلَى الْإِمَامِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، ولَهُ مَا أَكَلَ مِنْهَا (١٠) حَتّى يَظْهَرَ (١١) الْقَائِمُ عليه‌السلام مِنْ أَهْلِ بَيْتِي‌

__________________

(١) في « بر » : + « الرضا ».

(٢) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥٥ ، ح ١٢٥٤ ؛ البحار ، ج ٢٧ ، ص ٢٥٠ ، ح ١١.

(٣) الأعراف (٧) : ١٢٨.

(٤) في الكافي ، ح ٩٢٦٦ ، والتهذيب والاستبصار والوسائل : ـ « الله ».

(٥) في مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٣٤٦ : « وقوله : فمن أحيا ، كأنّه كلام أبي جعفر عليه‌السلام ؛ لقوله : كما حواها رسول الله ، أوفيه التفات ، والمجموع كلام الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٦) في التهذيب والاستبصار : « وإن تركها وأخرجها ».

(٧) في الكافي ، ح ٩٢٦٦ ، وتفسير العيّاشي والتهذيب والاستبصار والوسائل : « فأخذها ».

(٨) في « ض ، ف ، بف » : « فعمّرها » بالتثقيل.

(٩) في الكافي ، ح ٩٢٦٦ ، وتفسير العيّاشي والتهذيب والاستبصار والوسائل : « فليؤدّ ».

(١٠) في الكافي ، ح ٩٢٦٦ ، والتهذيب : ـ « منها ».

(١١) في حاشية « ض » : + « الإمام ».

٣٤٩

بِالسَّيْفِ ، فَيَحْوِيَهَا (١) ويَمْنَعَهَا (٢) ويُخْرِجَهُمْ مِنْهَا ، كَمَا حَوَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومَنَعَهَا ، إِلاَّ مَا كَانَ فِي أَيْدِي شِيعَتِنَا ؛ فَإِنَّهُ يُقَاطِعُهُمْ (٣) عَلى مَا (٤) فِي أَيْدِيهِمْ ، ويَتْرُكُ الْأَرْضَ فِي أَيْدِيهِمْ ». (٥)

١٠٧٣ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَمَّنْ رَوَاهُ ، قَالَ :

« الدُّنْيَا ومَا فِيهَا لِلّهِ ـ تَبَارَكَ وتَعَالى ـ ولِرَسُولِهِ ولَنَا ، فَمَنْ غَلَبَ عَلى شَيْ‌ءٍ مِنْهَا ، فَلْيَتَّقِ اللهَ ، ولْيُؤَدِّ حَقَّ اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالى ، ولْيَبَرَّ إِخْوَانَهُ ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ ذلِكَ ، فَاللهُ وَرَسُولُهُ ونَحْنُ بُرَآءُ مِنْهُ ». (٦)

١٠٧٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :

رَأَيْتُ مِسْمَعاً بِالْمَدِينَةِ ـ وقَدْ كَانَ حَمَلَ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام تِلْكَ السَّنَةَ مَالاً ، فَرَدَّهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (٧) ـ فَقُلْتُ لَهُ : لِمَ رَدَّ عَلَيْكَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام الْمَالَ الَّذِي حَمَلْتَهُ إِلَيْهِ؟

__________________

(١) حَواه يَحْويه حَيّاً ، أي جمعه. واحتواه مثله. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٣٣٢٢ ( حوا ).

(٢) في التهذيب : « فيمنعها ».

(٣) في التهذيب والاستبصار : « فيقاطعهم » بدل « فإنّه يقاطعهم ». وقوله : « يقاطعهم على ما في أيديهم » ، أي‌يولّيهم إيّاه. يقال : قاطعه على كذا وكذا من الأجر والعمل ونحوه ، أي ولاّه إيّاه باجرة معيّنة. قال المازندراني : « القطيعة طائفة من أرض الخراج يقطعها السلطان من يريد ، وهو يتصرّف فيها ويعطي خراجها. والمقاطعة من الطرفين ؛ لأنّ الإقطاع لا يتحقّق بدون رضائهما ». راجع : لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٢٨ ؛ المعجم الوسيط ، ص ٧٤٥ ( قطع ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٣٤.

(٤) في التهذيب : « ما كان ».

(٥) الكافي ، كتاب المعيشة ، باب في إحياء أرض الموات ، ح ٩٢٦٦. وفي التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٥٢ ، ح ٦٧٤ ؛ والاستبصار ، ج ٣ ، ص ١٠٨ ، ح ٣٨٣ ، بإسناده عن الحسن بن محبوب. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٥ ، ح ٦٦ ، عن أبي خالد الكابلي الوافي ، ج ١٠ ، ص ٢٨٥ ، ح ٩٥٨٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤١٤ ، ح ٣٢٢٤٦.

(٦) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٢٨٩ ، ح ٩٥٩٥.

(٧) في الوافي : + « عليه ».

٣٥٠

قَالَ : فَقَالَ لِي (١) : إِنِّي قُلْتُ لَهُ ـ حِينَ حَمَلْتُ إِلَيْهِ الْمَالَ ـ : إِنِّي كُنْتُ ولِّيتُ (٢) الْبَحْرَيْنَ الْغَوْصَ ، فَأَصَبْتُ أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، وقَدْ جِئْتُكَ بِخُمُسِهَا بِثَمَانِينَ (٣) أَلْفَ دِرْهَمٍ ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَحْبِسَهَا عَنْكَ ، وأَنْ أَعْرِضَ (٤) لَهَا وهِيَ حَقُّكَ الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى (٥) ـ فِي أَمْوَالِنَا.

فَقَالَ : « أَو (٦) مَا لَنَا مِنَ الْأَرْضِ ومَا أَخْرَجَ اللهُ (٧) مِنْهَا إِلاَّ (٨) الْخُمُسُ؟ يَا أَبَا سَيَّارٍ ، إِنَّ الْأَرْضَ كُلَّهَا لَنَا ؛ فَمَا أَخْرَجَ اللهُ مِنْهَا مِنْ شَيْ‌ءٍ فَهُوَ لَنَا ».

فَقُلْتُ لَهُ : وأَنَا أَحْمِلُ إِلَيْكَ الْمَالَ كُلَّهُ.

فَقَالَ : « يَا أَبَا سَيَّارٍ ، قَدْ (٩) طَيَّبْنَاهُ لَكَ ، وأَحْلَلْنَاكَ (١٠) مِنْهُ ، فَضُمَّ إِلَيْكَ مَالَكَ ، وكُلُّ مَا فِي أَيْدِي شِيعَتِنَا مِنَ الْأَرْضِ (١١) فَهُمْ فِيهِ مُحَلَّلُونَ (١٢) حَتّى يَقُومَ قَائِمُنَا عليه‌السلام ، فَيَجْبِيَهُمْ (١٣) طَسْقَ (١٤) مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ ، ويَتْرُكَ الْأَرْضَ فِي أَيْدِيهِمْ ، وأَمَّا مَا كَانَ فِي أَيْدِي (١٥) غَيْرِهِمْ ، فَإِنَّ كَسْبَهُمْ مِنَ الْأَرْضِ حَرَامٌ عَلَيْهِمْ حَتّى يَقُومَ قَائِمُنَا ، فَيَأْخُذَ الْأَرْضَ مِنْ أَيْدِيهِمْ ، ويُخْرِجَهُمْ (١٦) صَغَرَةً (١٧) ».

__________________

(١) في « ج ، ف ، بس » والوافي والتهذيب : ـ « لي ».

(٢) « ولِّيتُ » احتمل فيه وجه آخر ، وهو فتح الواو وكسر اللام المخفّفة ، أي ولِيتُ. راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٣٥ ؛ مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٣٤٨.

(٣) في « ب ، ج » والوافي والتهذيب : « ثمانين ».

(٤) في الوافي والتهذيب : « أو أعرض » بدل « وأن أعرض ».

(٥) في الوافي والتهذيب : + « لك ».

(٦) في « بف » : « و » بدون الهمزة.

(٧) في « ب » : ـ « الله ».

(٨) في « ب » : ـ « إلاّ ».

(٩) في « ف » : « وقد ».

(١٠) في « بف » : « حللناك ».

(١١) في « ب ، ف » : ـ « من الأرض ».

(١٢) في الوافي : + « يحلّ ذلك لهم ».

(١٣) « فيَجْبِيهِمْ » ، أي يجمع منهم. يقال : جَبَيْتُ المالَ والخراجَ أَجْبِيه جَبَايةً ، أي جمعته. راجع : المصباح المنير ، ص ٩١ ( جبى ).

(١٤) « الطَسْقُ » : الوظيفة من خراج الأرض ، فارسيٌّ معرّب. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٧ ( طسق ).

(١٥) في « بح ، بس ، بف » : « يدي ».

(١٦) في الوافي والتهذيب : + « عنها ».

(١٧) « الصَغَرَةُ » : جمع الصاغِر ، وهو الراضي بالذلّ والضَيْم ، أي الظلم. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ،

٣٥١

قَالَ عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ : فَقَالَ (١) لِي أَبُو سَيَّارٍ : مَا أَرى أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ الضِّيَاعِ (٢) وَلَامِمَّنْ (٣) يَلِي الْأَعْمَالَ يَأْكُلُ حَلَالاً غَيْرِي إِلاَّ مَنْ طَيَّبُوا لَهُ ذلِكَ. (٤)

١٠٧٥ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الرَّازِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَمَا عَلَى الْإِمَامِ زَكَاةٌ؟

فَقَالَ : « أَحَلْتَ (٥) يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الدُّنْيَا والْآخِرَةَ لِلْإِمَامِ يَضَعُهَا حَيْثُ يَشَاءُ (٦) ، ويَدْفَعُهَا إِلى مَنْ يَشَاءُ ، جَائِزٌ لَهُ ذلِكَ مِنَ اللهِ. إِنَّ الْإِمَامَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، لَايَبِيتُ لَيْلَةً أَبَداً ولِلّهِ فِي عُنُقِهِ حَقٌّ يَسْأَلُهُ عَنْهُ ». (٧)

١٠٧٦ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ مُصْعَبٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ ، أَوِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : مَا لَكُمْ مِنْ هذِهِ الْأَرْضِ (٨)؟

فَتَبَسَّمَ ، ثُمَّ (٩) قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وتَعَالى ـ بَعَثَ جَبْرَئِيلَ عليه‌السلام ، وأَمَرَهُ أَنْ يَخْرِقَ‌

__________________

ص ٤٥٩ ( صغر ).

(١) في « بف » : « قال ».

(٢) الضِياعُ : جمع الضَيْعَة ، وهي العقار ، أي النخل والكَرْم والأرض. وقيل : الضَيْعَةُ : ما منه معاش الرجل ، كالصنعة والتجارة والزراعة وغير ذلك. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥٢ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٠٨ ( ضيع ).

(٣) في الوافي : « من ».

(٤) التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٤٤ ، ح ٤٠٣ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، إلى قوله : « ويخرجهم صغرة » الوافي ، ج ١٠ ، ص ٢٨٦ ، ح ٩٥٩٠ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٥٤٨ ، ح ١٢٦٨٦.

(٥) أحال الرجال : أتى المُحال وتكلّم به. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٨٠ ( حول ).

(٦) في « بر ، بف » وحاشية « بح » : « شاء ».

(٧) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٣٩ ، ح ١٦٤٥ ، بإسناده عن أبي بصير الوافي ، ج ١٠ ، ص ٢٨٩ ، ح ٩٥٩٦.

(٨) في البحار ، ج ٦٠ : « الأنهار » بدل « الأرض ».

(٩) في البحار ، ج ٦٠ : « و » بدل « ثمّ ».

٣٥٢

بِإِبْهَامِهِ ثَمَانِيَةَ أَنْهَارٍ فِي الْأَرْضِ : مِنْهَا سَيْحَانُ ، وجَيْحَانُ ـ وهُوَ نَهَرُ بَلْخَ ـ والْخشوع (١) ـ وهُوَ نَهَرُ الشَّاشِ (٢) ـ ومِهْرَانُ ـ وهُوَ نَهَرُ الْهِنْدِ ـ ونِيلُ مِصْرَ ، ودِجْلَةُ ، والْفُرَاتُ (٣) ، فَمَا سَقَتْ أَوِ اسْتَقَتْ (٤) فَهُوَ لَنَا ، ومَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِشِيعَتِنَا ، ولَيْسَ لِعَدُوِّنَا مِنْهُ (٥) شَيْ‌ءٌ إِلاَّ مَا (٦) غَصَبَ (٧) عَلَيْهِ ، وإِنَّ ولِيَّنَا لَفِي أَوْسَعَ مِمَّا (٨) بَيْنَ ذِهْ إِلى ذِهْ » يَعْنِي بَيْنَ السَّمَاءِ والْأَرْضِ ، ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : « ( قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) الْمَغْصُوبِينَ عَلَيْهَا ( خالِصَةً ) لَهُمْ ( يَوْمَ الْقِيامَةِ ) : (٩) بِلَا غَصْبٍ ». (١٠)

١٠٧٧ / ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّيَّانِ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلَى الْعَسْكَرِيِّ عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، رُوِيَ لَنَا أَنْ لَيْسَ لِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ الْخُمُسُ؟

__________________

(١) لم أهتد إلى ضبط الكلمة. وقال في مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٣٥١ : « وتسميته بالخشوع لم نجدها فيما عندنا من‌كتب اللغة وغيرها ». وقال الشعراني رحمه‌الله في ذيل شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٣٨ : « وأمّا نهر الخشوع فلا أعرفه ... ومع ذلك يكثر في أسامي المواضع بماوراء النهر الكلمات المبدوّة بلفظة « خش » مثل : خشوفض ، وخشميثن. ولا يبعد أن يكون « خشوع » مصحّفة من مثل هذه الكلمات ».

(٢) « شاش » : بلد بماوراء النهر ، وقد يُمنَع. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨١٢ ( شوش ).

(٣) في الوافي : « وفرات ».

(٤) في « بف » : « واستقت ». وفي الوسائل : « أو أسقت ».

(٥) في البحار ، ج ٦٠ : « منها ».

(٦) في حاشية « ض » : « ممّا ».

(٧) أي غصبنا عليه. وفي « ض ، بح ، بر » : « غُصب » على صيغة المبنيّ للمفعول. وفي مرآة العقول : « إلاّ ما غصب‌عليه ، على بناء المعلوم ، والضمير للعدوّ ، أي غصبنا عليه ؛ أو على بناء المجهول ، أي إلاّشي‌ء صار مغصوباً عليه ». وفي حاشية بدرالدين : « إلاّ ما غضب » ثمّ قال : « ما ، مصدريّة ، والاستثناء منقطع ، أي ليس له من ذلك شي‌ء إلاّغضب الله عليه ». راجع حاشية بدرالدين ، ص ٢٤٨.

(٨) هكذا في « ب ، ض » والبحار ، ج ٦٠. وفي أكثر النسخ والمطبوع : « فيما ».

(٩) الأعراف (٧) : ٣٢.

(١٠) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٢٨٧ ، ح ٩٥٩٢ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٥٥٠ ، ح ١٢٦٩١ ؛ البحار ، ج ٦٠ ، ص ٤٦ ، ح ٢٥ ؛ وج ٦٥ ، ص ١٢٤.

٣٥٣

فَجَاءَ الْجَوَابُ : « إِنَّ الدُّنْيَا ومَا عَلَيْهَا لِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». (١)

١٠٧٨ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خَلَقَ اللهُ آدَمَ ، وأَقْطَعَهُ الدُّنْيَا قَطِيعَةً (٢) ، فَمَا كَانَ لآِدَمَ عليه‌السلام ، فَلِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومَا كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَهُوَ لِلْأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام ». (٣)

١٠٧٩ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ جَبْرَئِيلَ عليه‌السلام كَرى (٤) بِرِجْلِهِ خَمْسَةَ أَنْهَارٍ ـ ولِسَانُ (٥) الْمَاءِ يَتْبَعُهُ ـ : الْفُرَاتَ ، ودِجْلَةَ ، ونِيلَ مِصْرَ ، ومِهْرَانَ (٦) ، ونَهَرَ بَلْخَ (٧) ، فَمَا سَقَتْ أَوْ سُقِيَ مِنْهَا فَلِلْإِمَامِ ، والْبَحْرُ الْمُطِيفُ (٨)

__________________

(١) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٢٨٩ ، ح ٩٥٩٤.

(٢) « أقطعه الدنيا قطيعةً » ، أي جعلها له قطيعة يتملّكها ويستبدّ به وينفرد. والإقطاع يكون تمليكاً وغير تمليك. ومضى معنى القطيعة في الحديث الأوّل من هذا الباب. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٨٢ ( قطع ).

(٣) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٢٨٧ ، ح ٩٥٩١.

(٤) قال الجوهري : « كريت النهرَ كَرْياً ، أي حفرته ». وقال الفيروزآبادي : « كري ـ كرضي ـ النهر : استحدث‌حَفره ». واختاره المجلسي. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٧٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٤٠ ( كرى ).

(٥) في حاشية « ف » : « لسال ».

(٦) في « ب » : ـ « ومهران ».

(٧) في « بر » : + « والبحر المطيف بالدنيا ».

(٨) قرئ : المُطْيَف ، اسم مفعول أو اسم مكان من الطواف ، وهو ضعيف ؛ لمجي‌ء الأوّل على مُطاف أو مطوف ، والثاني على مُطاف أو مَطاف. وقرئ أيضاً : المُطيَّف ، وهو أيضاً غير صحيح ؛ لأنّ المفعول منه : مُطوَّف ، على المشهور. راجع : مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٣٥٤.

٣٥٤

بِالدُّنْيَا (١) ». (٢)

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ السِّنْدِيِّ (٣) بْنِ الرَّبِيعِ ، قَالَ :

لَمْ يَكُنِ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ يَعْدِلُ بِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ شَيْئاً ، وكَانَ لَايُغِبُّ (٤) إِتْيَانَهُ ، ثُمَّ انْقَطَعَ عَنْهُ وخَالَفَهُ (٥) ، وكَانَ سَبَبُ ذلِكَ أَنَّ أَبَا مَالِكَ الْحَضْرَمِيَّ كَانَ أَحَدَ رِجَالِ هِشَامٍ ، وَ (٦) وقَعَ بَيْنَهُ وبَيْنَ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ مُلَاحَاةٌ (٧) فِي شَيْ‌ءٍ مِنَ الْإِمَامَةِ ، قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ : الدُّنْيَا (٨) كُلُّهَا لِلْإِمَامِ عليه‌السلام عَلى جِهَةِ الْمِلْكِ ، وإِنَّهُ أَوْلى بِهَا مِنَ الَّذِينَ هِيَ (٩) فِي أَيْدِيهِمْ.

__________________

(١) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس » وشرح المازندراني والوافي والبحار والخصال وفقه الرضا. وفي « بر ، بف » : ـ « والبحر المطيف بالدنيا ». وفي المطبوع : + « [ للإمام ] ». وفي الفقيه : + « وهو افْسِيكونُ » والظاهر أنّ هذه الزيادة من الصدوق رحمه‌الله ، فسّر به البحر المطيف بالدنيا. والحقّ أنّه اشتبه عليه الأمر ؛ لأنّه معرّب « آبسكون » وهو بحر الخزر ، وليس مطيفاً بالدنيا. وقال المازندراني في شرحه : « قوله : والبحر ... ، بالنصب ، عطف على خمسة أنهار ، أو بالرفع ، على أنّه مبتدأ خبره محذوف ، والجملة معطوفة على قوله : « إنّ جبرئيل ». أي قال : « البحر المطيف بالدنيا للإمام. وفيه مبالغة على أنّ الدنيا وما فيها له ».

(٢) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٥ ، ح ١٦٦٢ ؛ والخصال ، ص ٢٩٢ ، أبواب الخمسة ، ح ٥٤ ، بإسنادهما عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري. فقه الرضا ، ص ٢٩٣ الوافي ، ج ١٠ ، ص ٢٨٨ ، ح ٩٥٩٣ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٥٣٠ ، ح ١٢٦٤٢ ؛ البحار ، ج ٦٠ ، ص ٤٣ ، ح ١٣.

(٣) هكذا في « ف ، بر ». وفي « ألف ، ب ، ج ، ض ، و، بح ، بس ، بف ، جر » والمطبوع : « السري ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فقد ترجم النجاشي والشيخ الطوسي لِلسندي بن الربيع البغدادي ، وروى بعنوان السندي بن الربيع. وسندي بن الربيع في عددٍ من الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٨٧ ، الرقم ٤٩٦ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٢٢٩ ، الرقم ٣٤٣ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٣١٤ ـ ٣١٦.

وأمّا السري بن الربيع فلم نجد له ذكراً في موضع من الأسناد وكتب الرجال.

(٤) أي لا يجعل إتيانه وزيارته غِبّاً ، بأن أتاه يوماً وتركه يوماً ، بل كان يأتيه كلّ يوم. يقال : أغْبَبْتُ القوم وغَبَبْتُ‌عنهم أيضاً ، إذا جئت يوماً وتركت يوماً. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٩٠ ( غبب ). وفي « ج » : « لا يعيّب ». ويجوز فيه المجرّد ورفع « الإتيان » أي لا يكون إتيانه غبّاً.

(٥) في حاشية « بس » : « جانبه ».

(٦) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر » : ـ « و ».

(٧) « مُلاحاةٌ » ، أي منازعة. يقال : لاحَيْتُهُ مُلاحاةً ولِحاءً ، أي نازعتُه. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٨١ ( لحى ).

(٨) في « ف » : « إنّ الدنيا ».

(٩) في « ج ، ض ، بح ، بف » وشرح المازندراني : « هم ». وفي « ف » : « هم هي ». قال المازندراني : « وفي بعض

٣٥٥

وَقَالَ أَبُو مَالِكٍ (١) : كَذلِكَ (٢) أَمْلَاكُ النَّاسِ لَهُمْ إِلاَّ مَا حَكَمَ اللهُ بِهِ لِلْإِمَامِ مِنَ الْفَيْ‌ءِ وَالْخُمُسِ والْمَغْنَمِ ، فَذلِكَ لَهُ ، وذلِكَ أَيْضاً قَدْ بَيَّنَ اللهُ لِلْإِمَامِ أَيْنَ يَضَعُهُ ، وكَيْفَ يَصْنَعُ بِهِ ، فَتَرَاضَيَا بِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، وصَارَا إِلَيْهِ ، فَحَكَمَ هِشَامٌ لِأَبِي مَالِكٍ عَلَى ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، فَغَضِبَ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ ، وهَجَرَ هِشَاماً بَعْدَ ذلِكَ.

١٠٦ ـ بَابُ سِيرَةِ الْإِمَامِ فِي نَفْسِهِ و (٣) فِي الْمَطْعَمِ

والْمَلْبَسِ إِذَا ولِيَ (٤) الْأَمْرَ‌

١٠٨٠ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ حَمَّادٍ (٥) ، عَنْ حُمَيْدٍ وجَابِرٍ الْعَبْدِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ جَعَلَنِي إِمَاماً لِخَلْقِهِ ، فَفَرَضَ عَلَيَّ التَّقْدِيرَ (٦) فِي نَفْسِي ومَطْعَمِي ومَشْرَبِي ومَلْبَسِي كَضُعَفَاءِ النَّاسِ ؛ كَيْ يَقْتَدِيَ الْفَقِيرُ بِفَقْرِي (٧) ، ولَا يُطْغِيَ الْغَنِيَّ غِنَاهُ ». (٨)

١٠٨١ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ :

__________________

النسخ : « هي » بدل « هم » وهو الأظهر ».

(١) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني ومرآة العقول. وفي المطبوع : + « [ ليس ] ».

(٢) في « ض ، بر ، بس » وحاشية « ف » : « كذاك ». وفي « بف » وحاشية « ف » : + « ليس له ».

(٣) في « ب ، بح ، بف » : ـ « و ».

(٤) في « ب » : « ولّي ».

(٥) رواية حمّاد شيخ ابن محبوب عن أمير المؤمنين عليه‌السلام بواسطة واحدة لا تخلو من بُعدٍ. فيحتمل إمّا وقوع الإرسال في السند ، أو أنّ الصواب هو « حميد عن جابر العبدي » كما هو مقتضى إفراد « قال » ، والله هو العالم.

(٦) في حاشية « ف » : « التقدّر » أي التضيّق. و « التقدير » : التضييق ، كما في القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٤١ « قدر ».

(٧) في « ج ، ف » : « بفقره ».

(٨) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥٦ ، ح ١٢٥٥ ؛ البحار ، ج ٤٠ ، ص ٣٣٦ ، ح ١٧.

٣٥٦

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَوْماً : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، ذَكَرْتُ آلَ فُلَانٍ ومَا هُمْ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ ، فَقُلْتُ : لَوْ كَانَ هذَا إِلَيْكُمْ لَعِشْنَا مَعَكُمْ.

فَقَالَ : « هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ (١) يَا مُعَلّى ، أَمَا واللهِ أَنْ لَوْ كَانَ ذَاكَ (٢) ، مَا كَانَ (٣) إِلاَّ سِيَاسَةَ اللَّيْلِ (٤) ، وسِيَاحَةَ النَّهَارِ (٥) ، ولُبْسَ الْخَشِنِ ، وأَكْلَ الْجَشِبِ (٦) ، فَزُوِيَ (٧) ذلِكَ عَنَّا (٨) ، فَهَلْ رَأَيْتَ ظُلَامَةً (٩) قَطُّ صَيَّرَهَا اللهُ نِعْمَةً إِلاَّ هذِهِ؟ ». (١٠)

١٠٨٢ / ٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ؛

وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وغَيْرِهِمَا بِأَسَانِيدَ مُخْتَلِفَةٍ :

فِي احْتِجَاجِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام عَلى عَاصِمِ بْنِ زِيَادٍ حِينَ لَبِسَ الْعَبَاءَ ، وتَرَكَ الْمُلَاءَ (١١) ، وشَكَاهُ أَخُوهُ الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام أَنَّهُ قَدْ غَمَّ أَهْلَهُ ،

__________________

(١) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بف » وشرح المازندراني والوافي. وفي « بس » والمطبوع : ـ « هيهات » الثاني.

(٢) في « ف ، بر » : « أما أن لو كان والله ذلك ». وفي الوافي : « ذلك ».

(٣) في شرح المازندراني : + « حالنا ».

(٤) « السِياسَةُ » : القيام على الشي‌ء بما يُصلحه. والمراد رياضة النفس فيه بالاهتمام لُامور الأنام وتدبير معاشهم‌ومعادهم ، مضافاً إلى العبادات البدنيّة. راجع : الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٧٥ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٢١ ( سوس ).

(٥) في الوافي : « سياحة النهار : رياضتها فيه بالدعوة والجهاد والسعي في قضاء حوائج الناس ابتغاء مرضاة الله ».

(٦) « الجَشْبُ » : الغليظ الخشن من الطعام. وقيل : غير المأدوم. وكلّ بَشَع الطعم ـ أي غير ملائم الطعم ـ جشَبٌ. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٢٧٢ ( جشب ).

(٧) « فَزُوِيَ » ، أي نُحِّيَ وصُرِفَ. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٩٥ ( زوى ).

(٨) في « بر » : + « أهل البيت ».

(٩) « الظُلامَةُ » : ما تطلبه عند الظالم ، وهو اسمُ ما اخذ منك. الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٧٧ ( ظلم ).

(١٠) الغيبة للنعماني ، ص ٢٨٦ ، ح ٧ ، بسند آخر عن المفضّل بن عمر ، مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥٦ ، ح ١٢٥٦.

(١١) « الملاء » : جمع المُلاءَة ، وهي الإزار والرَبْطَة ، وهي المِلْحَفَة. وقيل : هو كلّ ثوب ليّن رقيق. راجع : لسان‌العرب ، ج ١ ، ص ١٦٠ ؛ مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٣٩٨ ( ملأ ).

٣٥٧

وَأَحْزَنَ ولْدَهُ بِذلِكَ ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « عَلَيَّ بِعَاصِمِ بْنِ زِيَادٍ ». فَجِي‌ءَ بِهِ ، فَلَمَّا رَآهُ عَبَسَ (١) فِي وجْهِهِ ، فَقَالَ لَهُ : « أَمَا اسْتَحْيَيْتَ (٢) مِنْ أَهْلِكَ؟ أَمَا رَحِمْتَ ولْدَكَ؟ أَتَرَى اللهَ أَحَلَّ لَكَ الطَّيِّبَاتِ وهُوَ يَكْرَهُ أَخْذَكَ مِنْهَا؟ أَنْتَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذلِكَ ، أَولَيْسَ اللهُ يَقُولُ : ( وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ )؟ أَولَيْسَ اللهُ (٣) يَقُولُ : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) إِلى قَوْلِهِ ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) (٤)؟ فَبِاللهِ (٥) ، لَابْتِذَالُ نِعَمِ اللهِ بِالْفَعَالِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنِ ابْتِذَالِهَا (٦) بِالْمَقَالِ ، وقَدْ قَالَ اللهُ (٧) عَزَّ وجَلَّ : ( وَأَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (٨) ».

فَقَالَ عَاصِمٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَعَلى مَا (٩) اقْتَصَرْتَ فِي مَطْعَمِكَ عَلَى الْجُشُوبَةِ ، وَفِي مَلْبَسِكَ عَلَى الْخُشُونَةِ؟ فَقَالَ : « وَيْحَكَ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ فَرَضَ عَلى أَئِمَّةِ الْعَدْلِ أَنْ يُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ كَيْلَا يَتَبَيَّغَ (١٠) بِالْفَقِيرِ فَقْرُهُ ». فَأَلْقى عَاصِمُ بْنُ زِيَادٍ (١١) الْعَبَاءَ ، ولَبِسَ الْمُلَاءَ. (١٢)

١٠٨٣ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‌

__________________

(١) في « ف » : « عبّس ».

(٢) في « بر » : « استحيت ».

(٣) في الوسائل والبحار : ـ « الله ».

(٤) الرحمن (٥٥) : ١٠ ـ / ١١ و ١٩ ـ ٢٢.

(٥) في « ض ، بر ، بس » وحاشية « ج ، بف » : « فيا لَلّه ». وفي « ف » : « فالله ».

(٦) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بف » والوافي : « ابتذاله لها ». وقال في الوافي : « ابتذال النعمة بالفعال : أن يصرفها فيما ينبغي متوسّعاً من غير ضيق. وبالمقال : أن يدّعي الغناء ويظهر بلسانه الاستغناء بها ».

(٧) في « بح ، بس » : ـ « الله ».

(٨) الضحى (٩٣) : ١١.

(٩) في الوسائل : « فعلامَ ».

(١٠) في « بر » : « لكيلا يتبيّغ ». وفي حاشية « ج » : « كيلا تبيّغ ». وفي حاشية « ف » : « كيلا يبيغ ». وقوله : « يتبيّغ » ، أي‌يتهيّج. ويقال : أصله يتبغّى من البَغي ، فَقُلِب ، مثل جذب وجبذ. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣١٧ ( بوغ ).

(١١) في الوسائل : ـ « بن زياد ».

(١٢) نهج البلاغة ، ص ٣٢٤ ، الخطبة ٢٠٩ ، مع اختلاف يسير. وراجع : الاختصاص ، ص ١٥٢ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥ ، ح ١٢٥٧ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ١١٢ ، ح ٦٠٧٣ ؛ البحار ، ج ٤١ ، ص ١٢٣ ، ح ٣٢.

٣٥٨

يَحْيَى الْخَزَّازِ (١) ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ :

حَضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وقَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، ذَكَرْتَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام كَانَ يَلْبَسُ الْخَشِنَ ، يَلْبَسُ الْقَمِيصَ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ ومَا أَشْبَهَ ذلِكَ ، ونَرى (٢) عَلَيْكَ اللِّبَاسَ الْجَدِيدَ (٣)

فَقَالَ (٤) لَهُ (٥) : « إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام كَانَ يَلْبَسُ ذلِكَ فِي زَمَانٍ لَايُنْكَرُ عَلَيْهِ (٦) ، ولَوْ لَبِسَ مِثْلَ ذلِكَ الْيَوْمَ شُهِرَ (٧) بِهِ ، فَخَيْرُ (٨) لِبَاسِ كُلِّ زَمَانٍ لِبَاسُ أَهْلِهِ ، غَيْرَ أَنَّ قَائِمَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ عليه‌السلام (٩) إِذَا قَامَ ، لَبِسَ ثِيَابَ عَلِيٍّ عليه‌السلام ، وسَارَ بِسِيرَةِ عَلِيٍّ (١٠) عليه‌السلام ». (١١)

__________________

(١) في « ب ، بر ، بس » : « الخرّاز ». وهو سهو ، والمذكور في ترجمته ومواضع وروده هو « الخزّاز ». راجع : رجال النجاشي ، ص ١٤٤ ، الرقم ٣٧٣ ؛ وص ٢٤٩ ، الرقم ٦٥٥ ؛ وص ٣٥٩ ، الرقم ٩٦٤ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٣٥٥ ، الرقم ٥٦١ ؛ رجال الطوسي ، ص ٤٣٥ ، الرقم ٦٢٣٢ ؛ رجال ابن داود ، ص ٣٤٠ ، الرقم ١٤٩٩ ؛ خلاصة الأقوال ، ص ١٥٨ ، الرقم ١٢٠ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٣٧.

(٢) في « ب ، بف » : « ويرى ». وفي « بح » : « وترى ».

(٣) في حاشية « ج ، بح ، بف » والكافي ، ح ١٢٤٥٦ : « الجيّد ».

(٤) في الكافي ، ح ١٢٤٥٦ : « قال : فقال ».

(٥) في « بف » : ـ « له ».

(٦) في « ج ، ف ، بح ، بس ، بف » والكافي ، ح ١٢٤٥٦ ، ومرآة العقول والبحار ، ج ٤٠ و ٤٧ : ـ « عليه ».

(٧) في الكافي ، ح ١٢٤٥٦ : « لشهر ». قال ابن الأثير في معنى ثوب الشهرة : « الشهرة : ظهور الشي‌ء في شنعة حتّى‌يَشْهَره الناس ». راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٥١٥ ( شهر ).

(٨) في « ج ، بس » : « فأخير ».

(٩) في الكافي ، ح ١٢٤٥٦ : ـ « أهل البيت ».

(١٠) في « بس » : « أمير المؤمنين ». وفي الكافي ، ح ١٢٤٥٦ : « بسيرته » بدل « بسيرة عليّ عليه‌السلام ». وفي البحار ، ج ٤٧ : « أمير المؤمنين عليّ ».

(١١) الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب اللباس ، ح ١٢٤٥٦ ، [ عن محمّد بن يحيى ] عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن يحيى ، عن حمّاد بن عثمان. رجال الكشّي ، ص ٣٩٢ ، ح ٧٣٩ ، بسند آخر عن عليّ بن أسباط ، قال : قال سفيان بن عيينة لأبي عبدالله عليه‌السلام ... مع اختلاف. الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٧ ، ح ٥٧٧٢ ؛ البحار ، ج ٤٠ ، ص ٣٣٦ ، ح ١٨ ؛ وج ٤٧ ، ص ٥٤ ، ح ٩٢.

٣٥٩

١٠٧ ـ بَابٌ نَادِرٌ‌

١٠٨٤ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ ، قَالَ :

عَطَسَ عليه‌السلام يَوْماً وأَنَا عِنْدَهُ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا يُقَالُ لِلْإِمَامِ إِذَا عَطَسَ؟

قَالَ : « يَقُولُونَ (١) : صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ ». (٢)

١٠٨٥ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (٣) الدِّينَوَرِيُّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ زَاهِرٍ (٤) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْقَائِمِ عليه‌السلام : يُسَلَّمُ عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ؟

قَالَ : « لَا ، ذَاكَ اسْمٌ سَمَّى اللهُ بِهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، لَمْ يُسَمَّ (٥) بِهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ ، ولَا يَتَسَمّى (٦) بِهِ بَعْدَهُ (٧) إِلاَّ كَافِرٌ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ (٨) ، كَيْفَ يُسَلَّمُ (٩) عَلَيْهِ؟

قَالَ : « يَقُولُونَ (١٠) : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اللهِ ». ثُمَّ قَرَأَ : ( بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ

__________________

(١) في « ف ، بر » : « تقولون ».

(٢) الكافي ، كتاب العشرة ، باب العطاس والتسميت ، ح ٣٦٨٢ ، بسند آخر عن الرضا عليه‌السلام ، مع زيادة واختلاف الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٣٦ ، ح ٢٧٥٥ ؛ البحار ، ج ٢٧ ، ص ٢٥٦ ، ح ٦. وفيه ، ح ٥.

(٣) في الوسائل : « عن إبراهيم بن إسحاق » بدل « قال : حدّثني إسحاق بن إبراهيم ».

(٤) في « ب » : « عمر بن راهل ». والظاهر أنّه سهو ، وأنّ عمر هذا ، هو عمر بن زاهر الهمداني المذكور في أصحاب الصادق عليه‌السلام. راجع : رجال الطوسي ، ص ٢٥٥ ، الرقم ٣٦٠١. وفي الوسائل : « عمر بن أبي زاهر ».

(٥) في « ف » : « ولم يسمّ ».

(٦) في حاشية « ض » : « ولم يتسمّ ». وفي الوسائل : « ولا يسمّى ».

(٧) في « ف » : « أحد بعده ».

(٨) في « ج ، بس ، بف » والوافي : ـ « جعلت فداك ».

(٩) في « ب » : « نسلّم ».

(١٠) في « ب ، ج ، ض » : « يقول ». وفي « ف » : « تقولون ». وفي « بر » وتفسير فرات والوسائل : « تقول ». وفي

٣٦٠