الكافي - ج ٢

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٢

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-386-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٤٤

وَفَضْلٌ (١) وحَدِيثٌ ، وحَجَّ ، فَجُنَّ وهُوَ ذَا فِي الرَّحَبَةِ مَعَ الصِّبْيَانِ عَلىَ الْقَصَبِ يَلْعَبُ مَعَهُمْ.

قَالَ : فَأَشْرَفَ (٢) عَلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ مَعَ الصِّبْيَانِ يَلْعَبُ عَلَى الْقَصَبِ (٣) ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي عَافَانِي مِنْ قَتْلِهِ. قَالَ : ولَمْ تَمْضِ الْأَيَّامُ حَتّى دَخَلَ مَنْصُورُ بْنُ جُمْهُورٍ الْكُوفَةَ ، وَصَنَعَ (٤) مَا كَانَ يَقُولُ جَابِرٌ. (٥)

٩٩ ـ بَابٌ فِي الْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام أَنَّهُمْ إِذَا ظَهَرَ أَمْرُهُمْ حَكَمُوا

بِحُكْمِ دَاوُدَ وآلِ دَاوُدَ ولَايَسْأَلُونَ الْبَيِّنَةَ ، عَلَيْهِمُ

السَّلَامُ والرَّحْمَةُ والرِّضْوَانُ (٦)

١٠٤٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ فَضْلٍ الْأَعْوَرِ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ ، قَالَ :

كُنَّا زَمَانَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام حِينَ قُبِضَ نَتَرَدَّدُ كَالْغَنَمِ لَارَاعِيَ لَهَا ، فَلَقِينَا (٧) سَالِمَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ ، فَقَالَ لِي (٨) : يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ، مَنْ إِمَامُكَ؟ فَقُلْتُ : أَئِمَّتِي آلُ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام ، فَقَالَ : هَلَكْتَ وأَهْلَكْتَ ، أَمَا سَمِعْتُ أَنَا وأَنْتَ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ مَاتَ ولَيْسَ‌

__________________

(١) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : « فضل وعلم ».

(٢) في « بس » : « فأشرفت ».

(٣) في « ف » : + « قال ».

(٤) في « ف ، بح ، بس » : « فصنع ».

(٥) الاختصاص ، ص ٦٧ ، بسنده عن أحمد بن النضر الخزّاز ، مع اختلاف يسير. وراجع : رجال الكشّي ، ص ١٩٢ ، ح ٣٣٧ ؛ وص ١٩٤ ، ح ٣٤٤ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٤١ ، ح ١٢٣٤ ؛ البحار ، ج ٤٦ ، ص ٢٨٢ ، ح ٨٥.

(٦) في « ف ، بر » : ـ « عليهم‌السلام والرحمة والرضوان ». وفي « بح » : ـ « والرحمة والرضوان ».

(٧) في مرآة العقول : « فلقينا ، على صيغة الغائب أو التكلّم ».

(٨) في « بح » : ـ « لي ».

٣٢١

عَلَيْهِ (١) إِمَامٌ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً »؟ فَقُلْتُ : بَلى لَعَمْرِي ، وقَدْ (٢) كَانَ قَبْلَ ذلِكَ بِثَلَاثٍ أَوْ نَحْوِهَا ، دَخَلْنَا (٣) عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَرَزَقَ (٤) اللهُ الْمَعْرِفَةَ (٥) فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنَّ سَالِماً قَالَ لِي كَذَا وكَذَا.

قَالَ : فَقَالَ (٦) : « يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ، إِنَّهُ لَايَمُوتُ مِنَّا مَيِّتٌ حَتّى يُخَلِّفَ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَعْمَلُ بِمِثْلِ عَمَلِهِ ، ويَسِيرُ بِسِيرَتِهِ ، ويَدْعُو إِلى مَا دَعَا إِلَيْهِ. يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ، إِنَّهُ لَمْ يُمْنَعْ مَا أُعْطِيَ دَاوُدَ أَنْ أُعْطِيَ سُلَيْمَانَ ». ثُمَّ قَالَ : « يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ، إِذَا قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام حَكَمَ بِحُكْمِ دَاوُدَ وسُلَيْمَانَ ، لَايَسْأَلُ (٧) بَيِّنَةً ». (٨)

__________________

(١) في « ب » وحاشية « ف » : « له ».

(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت ومرآة العقول والوافي. وفي المطبوع : « ولقد ».

(٣) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول والبصائر ، ص ٥١٠. وفي المطبوع : « دخلتُ ». وعلى أيّ حال فقوله : « دخلت ـ أو دخلنا ـ على أبي عبد الله عليه‌السلام » استيناف بيانيّ ، كأنّه قيل : ما فعلت أو فعلتم؟ فقيل : دخلت أو دخلنا. قال الفيض : « ويحتمل أن يكون قد سقط من صدره كلمة ثمّ ، وأن يكون متعلّقاً بـ « كنّا زمان أبي جعفر حين قبض » ويكون ما بينهما معترضاً ، وأن يكون « ذلك » في قول : « وقد كان قبل ذلك » إشارة إلى تحديث أبي عبيدة فضلاً الأعور ، فيكون بمعنى هذا. وإن قيل : إنّ تبديل لفظة « بعد » بـ « قبل » من سهو النسّاخ ، استرحنا من هذه التكلّفات ». وقال المجلسي : « لا يخفى بُعد تلك الوجوه ... وفي البصائر : « قلت : بل لعمري لقد كان ذاك ، ثمّ بعد ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا ». فلا يحتاج إلى تكلّف أصلاً ». راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٣٩٣ ؛ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٤٨ ؛ مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٩٩.

(٤) في مرآة العقول : « ورزق ».

(٥) في البصائر ، ص ٢٥٩ : « أما تعرف أنّه قد خلّف ولده جعفراً إماماً على الامّة؟ قلت : بلى لعمري قد رزقني الله المعرفة ». وفي البصائر ، ص ٥١٠ : « قلت : بلى لعمري لقد كان ذلك ، ثمّ بعد ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على أبي عبد الله عليه‌السلام ، فرزق الله لنا المعرفة » كلاهما بدل : « فقلت : بلى لعمري ـ إلى ـ فرزق الله المعرفة ».

(٦) في « ف » : + « لي ».

(٧) في « ف » + « أن لا يسأل ».

(٨) بصائر الدرجات ، ص ٢٥٩ ، ح ٥ ؛ وص ٥١٠ ، ح ١٥ ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور ، عن فضيل الأعور ، عن أبي عبيدة الحذّاء. وفي بصائر الدرجات ، ص ٥٠٩ ، ح ١١ ، بسند آخر عن عبيدة ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٤٨ ، ح ١٢٤٠.

٣٢٢

١٠٤١ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَا تَذْهَبُ (١) الدُّنْيَا حَتّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنِّي (٢) ، يَحْكُمُ بِحُكُومَةِ آلِ دَاوُدَ ، و (٣) لَايَسْأَلُ بَيِّنَةً (٤) ، يُعْطِي (٥) كُلَّ نَفْسٍ حَقَّهَا (٦) ». (٧)

١٠٤٢ / ٣. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ (٨) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : بِمَا تَحْكُمُونَ إِذَا حَكَمْتُمْ (٩)؟ قَالَ : « بِحُكْمِ اللهِ وحُكْمِ دَاوُدَ (١٠) ، فَإِذَا ورَدَ عَلَيْنَا الشَّيْ‌ءُ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَنَا (١١) ، تَلَقَّانَا بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ (١٢) ». (١٣)

١٠٤٣ / ٤. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ (١٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى‌

__________________

(١) في « بس » : « لا يذهب ».

(٢) في البصائر : + « رجل ».

(٣) في « ض » : ـ « و ».

(٤) في « ج ، بر » : « ببيّنة ». وفي البصائر : « عن بيّنة ».

(٥) في « ب » : « ويعطي ».

(٦) في البصائر : « حكمها ».

(٧) بصائر الدرجات ، ص ٢٥٨ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ص ٢٥٩ ، ح ٤ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، ح ٣ ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٤٩ ، ح ١٢٤١ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٣٠ ، ح ٣٣٦٦١.

(٨) هكذا في « ألف ، ج ، ض ، ف ، و، بر ، بس ، بف ». وفي « ب ، بح » والمطبوع : + « بن محمّد ».

(٩) في مرآة العقول : « إذا حكمتم ، على بناء المجرّد المعلوم ، أو على بناء التفعيل المجهول ».

(١٠) في « ب ، ف » : « وبحكم داود ». وفي البصائر ، ص ٤٥٢ : + « وحكم محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(١١) في البصائر ، ص ٤٥٢ : « فى كتاب عليّ عليه‌السلام » بدل « عندنا ».

(١٢) في البصائر ، ص ٤٥٢ : + « وألهمنا الله إلهاماً ».

(١٣) بصائر الدرجات ، ص ٤٥١ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ص ٤٥٢ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ... عن عمّار أو غيره. وفيه أيضاً ، ح ٥ ، بسند آخر ، مع زيادة واختلاف يسير ؛ وفيه أيضاً ، ص ٤٥١ ، ح ١ و ٤ ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٤٩ ، ح ١٢٤٢.

(١٤) هكذا في « ض ». وفي « ألف ، ب ، ج ، ف ، و، بح ، بر ، بس ، بف ، جر » والمطبوع : « محمّد بن أحمد » ، بدل « محمّد عن أحمد ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن محمّد بن خالد في كثيرٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥٦٢ ـ ٥٦٤ ، وص ٦٩٣ ـ ٦٩٤. و « محمّد عن أحمد » في السند ، مخفّف « محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد » ، كما لا يخفى.

٣٢٣

الْحَلَبِيِّ ، عَنْ حُمْرَانَ (١) بْنِ أَعْيَنَ ، عَنْ جُعَيْدٍ الْهَمْدَانِيِّ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ : بِأَيِّ حُكْمٍ تَحْكُمُونَ؟

قَالَ : « حُكْمِ (٢) آلِ دَاوُدَ ، فَإِنْ أَعْيَانَا (٣) شَيْ‌ءٌ ، تَلَقَّانَا بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ (٤) ». (٥)

١٠٤٤ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللهُ (٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : مَا مَنْزِلَةُ الْأَئِمَّةِ (٧)؟

قَالَ : « كَمَنْزِلَةِ ذِي الْقَرْنَيْنِ ، وكَمَنْزِلَةِ يُوشَعَ ، وكَمَنْزِلَةِ آصَفَ صَاحِبِ سُلَيْمَانَ ».

قَالَ (٨) : فَبِمَا تَحْكُمُونَ (٩)؟

__________________

(١) هكذا في « ف » والوافي. وفي « ألف ، ب ، ج ، ض ، و، بح ، بر ، بس ، بف ، جر » والمطبوع : « عمران ». والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّه مضافاً إلى عدم وجود راوٍ باسم « عمران بن أعين » ، الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ٤٥١ ، ح ٢ ـ باختلاف يسير ـ بسنده عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن بشير الدهان ، عن حمران بن أعين ، عن جعيد الهمداني ، ورواه في ص ٤٥٢ ، ح ٧ أيضاً بسنده عن ابن سنان أو غيره ، عن بشير ، عن حمران ، عن جعيد الهمداني. وحمران بن أعين هو الشيباني أخو زرارة.

ثمّ إنّ الظاهر سقوط « عن بشير الدّهان » ، من سندنا هذا ، فإنّا لم نجد رواية يحيى الحلبي عن حمران بن اعين مباشرةً في موضع.

(٢) في « ف ، بس » : « بحكم ». وفي البصائر ، ص ٤٥١ و ٤٥٢ : « نحكم بحكم ».

(٣) في « ف » : « فإن فات أحياناً ». وقوله : « أعيانا » ، أي أعجزنا ؛ من العيّ بمعنى العجز. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٢٥ ( عيي ).

(٤) تأخّر هذا الحديث في « ف » وجاء بعد الحديث الخامس.

(٥) بصائر الدرجات ، ص ٤٥١ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي عبد الله البرقي والحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن بشير الدّهان ، عن حمران بن أعين ، عن جعيد الهمداني. وفيه ، ص ٤٥٢ ، ح ٧ ، عن إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن خالد البرقي ، عن ابن سنان أو غيره ، عن بشير ، عن حمران ، عن جعيد الهمداني ، عن حسين بن عليّ عليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٤٩ ، ح ١٢٤٣.

(٦) في « ب » : « رحمة الله عليه ».

(٧) في « ف » : « الإمام ».

(٨) في « ف » : « قلت ».

(٩) في « ض ، بح » : « يحكمون ».

٣٢٤

قَالَ : « بِحُكْمِ اللهِ ، وحُكْمِ آلِ (١) دَاوُدَ ، وحُكْمِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، و (٢) يَتَلَقَّانَا بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ (٣) ». (٤)

١٠٠ ـ بَابُ أَنَّ مُسْتَقَى الْعِلْمِ مِنْ بَيْتِ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام

١٠٤٥ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو الْحَسَنِ (٥) صَاحِبُ الدَّيْلَمِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عليهما‌السلام يَقُولُ ـ وعِنْدَهُ أُنَاسٌ (٦) مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ـ : « عَجَباً لِلنَّاسِ أَنَّهُمْ أَخَذُوا عِلْمَهُمْ كُلَّهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَعَمِلُوا (٧) بِهِ واهْتَدَوْا (٨) ، ويَرَوْنَ أَنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ لَمْ يَأْخُذُوا عِلْمَهُ ، ونَحْنُ أَهْلُ بَيْتِهِ وذُرِّيَّتُهُ ، فِي مَنَازِلِنَا نَزَلَ الْوَحْيُ ، ومِنْ عِنْدِنَا خَرَجَ الْعِلْمُ إِلَيْهِمْ ، أَفَيَرَوْنَ أَنَّهُمْ عَلِمُوا (٩) واهْتَدَوْا ، وجَهِلْنَا نَحْنُ وضَلَلْنَا؟! إِنَّ‌

__________________

(١) في « ج ، ف ، بس ، بف » والوافي : ـ « آل ».

(٢) في « بح » : ـ « و ».

(٣) هذا الحديث في « ف » قبل سابقه.

(٤) بصائر الدرجات ، ص ٣٦٦ ، ح ٥ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، إلى قوله : « آصف صاحب سليمان » مع اختلاف يسير. وراجع سائر أحاديث هذا الباب الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥٠ ، ح ١٣٤٤ ؛ البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٦٨ ، ح ١١ ، وفيه إلى قوله : « آصف صاحب سليمان ».

(٥) في « ألف ، بج ، ج ، ض ، و، بح ، بر ، بس ، بف ، جر » والمطبوع : « أبي الحسن ». وكذا في بصائر الدرجات ، ص ١ ، ح ٣. وفي « ف » : « أبو الحسين ». وفي حاشيتها : « أبو الحسن ».

والصواب ما أثبتناه ، فإنّ يحيى بن عبد الله هذا ، هو يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، يكنّى أبا الحسن. راجع : رجال البرقي ، ص ١٩ ؛ مقاتل الطالبيّين ، ص ٤٦٣ ؛ تهذيب الأنساب ، ص ٣٥ و ٥٨ ؛ أنساب الطالبيّين ، ص ٨٥ و ٩٧.

هذا ، والخبر ورد في مستدرك الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٧٦ ، ح ٢١٣٢٩ ـ نقلاً من بصائر الدرجات ـ وفيه : « أبو الحسن ».

(٦) في البصائر والأمالي للمفيد : « ناس ».

(٧) في « ض ، بح ، بس ، بف » وحاشية « ج » والوافي : « فعلموا ».

(٨) في « ف » : + « به ».

(٩) في حاشية « ج » : « عملوا ».

٣٢٥

هذَا لَمُحَالٌ (١) ». (٢)

١٠٤٦ / ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، قَالَ :

لَقِيَ رَجُلٌ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهما‌السلام بِالثَّعْلَبِيَّةِ (٣) ـ وهُوَ يُرِيدُ كَرْبَلَاءَ ـ فَدَخَلَ عَلَيْهِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ عليه‌السلام : « مِنْ أَيِّ الْبِلَادِ أَنْتَ؟ » قَالَ : مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ.

قَالَ : « أَمَا واللهِ ، يَا أَخَا أَهْلِ الْكُوفَةِ ، لَوْ (٤) لَقِيتُكَ بِالْمَدِينَةِ لَأَرَيْتُكَ أَثَرَ جَبْرَئِيلَ عليه‌السلام مِنْ دَارِنَا ، ونُزُولِهِ بِالْوَحْيِ عَلى جَدِّي ، يَا أَخَا أَهْلِ الْكُوفَةِ ، أَفَمُسْتَقَى النَّاسِ الْعِلْمَ (٥) مِنْ عِنْدِنَا ، فَعَلِمُوا ، وجَهِلْنَا؟! هذَا مَا لَايَكُونُ ». (٦)

١٠١ ـ بَابُ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‌ءٌ مِنَ الْحَقِّ فِي يَدِ (٧) النَّاسِ إِلاَّ مَا خَرَجَ

مِنْ عِنْدِ الْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام وأَنَّ كُلَّ شَيْ‌ءٍ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ عِنْدِهِمْ (٨) فَهُوَ بَاطِلٌ‌

١٠٤٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَيْسَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ حَقٌّ ولَاصَوَابٌ ، ولَا (٩) أَحَدٌ‌

__________________

(١) في حاشية « بح » : « المحال ».

(٢) بصائر الدرجات ، ص ١٢ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد. الأمالي للمفيد ، ص ١٢٢ ، المجلس ١٤ ، ح ٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٨ ، ح ١١٨٢.

(٣) « الثَعْلَبِيَّةُ » : موضع بطريق مكّة. الصحاح ، ج ١ ، ص ٩٣ ( ثعلب ).

(٤) في « ف » : « لئن ».

(٥) في « بف » والوافي : « للعلم ».

(٦) بصائر الدرجات ، ص ١١ ، ح ١ ، عن إبراهيم بن إسحاق. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٦ ، ح ٩ ، عن الحكم بن عيينة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٨ ، ح ١١٨١ ؛ البحار ، ج ٤٥ ، ص ٩٣ ، ح ٣٤.

(٧) في « ج ، ض ، ف ، بس » وحاشية « ج » ومرآة العقول : « أيدي ».

(٨) في « بس » : « عندنا ».

(٩) في « بح » : « أو لا ».

٣٢٦

مِنَ النَّاسِ يَقْضِي بِقَضَاءٍ حَقٍّ (١) إِلاَّ مَا خَرَجَ مِنَّا (٢) أَهْلَ الْبَيْتِ ، وإِذَا تَشَعَّبَتْ (٣) بِهِمُ الْأُمُورُ كَانَ الْخَطَأُ (٤) مِنْهُمْ ، والصَّوَابُ مِنْ (٥) عَلِيٍّ عليه‌السلام ». (٦)

١٠٤٨ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُثَنًّى ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ ، فَلَا (٧) تَسْأَلُونِّي (٨) عَنْ شَيْ‌ءٍ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمْ (٩) بِهِ ».

قَالَ (١٠) : « إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ عِنْدَهُ عِلْمُ شَيْ‌ءٍ إِلاَّ (١١) خَرَجَ مِنْ عِنْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَلْيَذْهَبِ النَّاسُ حَيْثُ شَاؤُوا ؛ فَوَ اللهِ ، لَيْسَ الْأَمْرُ إِلاَّ مِنْ هَاهُنَا » وأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى بَيْتِهِ (١٢) (١٣)

__________________

(١) في « ف » : « الحقّ ».

(٢) في الوسائل : « من عندنا » بدل « منّا ».

(٣) في المحاسن والأمالي : « فإذا اشتبهت عليهم » بدل « وإذا تشعّبت بهم ».

(٤) اختلفت النسخ في ضبط « الخطأ » من حيث القصر والمدّ ، وأكثرها على القصر ، وهو أكثر استعمالاً كما في القرآن الكريم.

(٥) في البصائر والمحاسن والأمالي : + « قِبَل ».

(٦) بصائر الدرجات ، ص ٥١٩ ، ح ٤ ، بسنده عن محمّد بن عيسى. وفي المحاسن ، ص ١٤٦ ، كتاب الصفوة ، ح ٥٣ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ٥١٩ ، ح ٢ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٩٥ ، المجلس ١١ ، ح ٦ ، بسندهم عن محمّد بن مسلم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٩ ، ح ١١٨٣ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٨ ، ح ٣٣٢٢٢.

(٧) في البصائر ، ص ١٢ و ٥١٨ : « ولا ».

(٨) في الوسائل : « تسألون ». وفي النحو الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٣ : « وهناك لغة تحذف نون الرفع أي : نون الأفعال الخمسة في غير ما سبق » فلا احتياج إلى شدّة النون.

(٩) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي. وفي المطبوع والبصائر ، ص ١٢ و ٥١٨ : « أنبأتكم ».

(١٠) في البصائر ، ص ١٢ ، والوسائل : « فقال ».

(١١) في « ج ، ف ، بح ، بس ، بف » والوافي والوسائل : « إلاّ شي‌ء ».

(١٢) في البصائر ، ص ٥١٨ : « إلى صدره ». وفي البصائر ، ص ١٢ : « إلى المدينة ».

(١٣) بصائر الدرجات ، ص ١٢ ، ح ١ ، بسنده عن مثنّى ؛ وفيه ، ص ٥١٨ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ بن النعمان ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن زرارة الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٠ ، ح ١١٨٦ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٩ ، ح ٣٣٢٢٣.

٣٢٧

١٠٤٩ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام لِسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ والْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ (١) : « شَرِّقَا وغَرِّبَا (٢) ، فَلَا تَجِدَانِ (٣) عِلْماً صَحِيحاً إِلاَّ شَيْئاً خَرَجَ (٤) مِنْ عِنْدِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ (٥) ». (٦)

١٠٥٠ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ عُثْمَانَ (٧) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ لِي عليه‌السلام (٨) : « إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ مِمَّنْ قَالَ اللهُ : ( وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ) (٩) فَلْيُشَرِّقِ الْحَكَمُ ولْيُغَرِّبْ ، أَمَا واللهِ ، لَايُصِيبُ الْعِلْمَ إِلاَّ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ نَزَلَ عَلَيْهِمْ جَبْرَئِيلُ (١٠) عليه‌السلام ». (١١)

__________________

(١) في الوافي : « سلمة هذا من رؤساء البتريّة كحَكَم ، وقد ورد ذمّهما ولعنهما عن المعصومين صلوات الله‌عليهم ».

(٢) في البصائر ورجال الكشّي : « شرّقا أو غرّبا ».

(٣) في الوسائل : « فوالله لاتجدان ». وفي البصائر ورجال الكشّي : « لن تجدا ».

(٤) في البصائر : « يخرج ».

(٥) في البحار : ـ « أهل البيت ».

(٦) بصائر الدرجات ، ص ١٠ ، ح ٤ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن عليّ ، عن أبي إسحاق ثعلبة ، عن أبي مريم ؛ رجال الكشّي ، ص ٢٠٩ ، ح ٣٦٩ ، بسنده عن أبي مريم الأنصاري الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٩ ، ح ١١٨٤ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٤٧٧ ، ح ٢٧٦٣٢ ، وج ٢٧ ، ص ٤٣ ، ح ٣٣١٦٦ ؛ وص ٦٩ ، ح ٣٣٢٢٤.

(٧) في « ب » وحاشية « ض ، بح » : « معلّى أبي عثمان ».

هذا ، وكلا العنوانين لرجلٍ واحدٍ ؛ فإنّ معلّى بن عثمان ـ وقيل ابن زيد ـ هو أبو عثمان الأحول. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤١٧ ، الرقم ١١١٥ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٠٤ ، الرقم ٤٤٧٦. وفي بصائر الدرجات ، ص ٩ ، ح ٢ ، عن « معلّى بن أبي عثمان ». والمذكور في بعض نسخه « معلّى بن عثمان » وفي بعضها الآخر « معلّى أبي عثمان ».

(٨) هكذا في « ف ». وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ « عليه‌السلام ». وهو إمّا الباقر عليه‌السلام كما في رجال الكشي ، ص ٢٤٠ ، ح ٤٣٩ ، أو الصادق عليه‌السلام كما في بصائر الدرجات ، ص ٩ ، ح ٢.

(٩) البقرة (٢) : ٨.

(١٠) في « بح » : « جبرائيل ».

(١١) بصائر الدرجات ، ص ٩ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن الحلبي ، عن معلّى بن أبي عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله. رجال الكشّي ، ص ٢٤٠ ، ح ٤٣٩ ، بسند آخر

٣٢٨

١٠٥١ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنْ شَهَادَةِ ولَدِ الزِّنى : تَجُوزُ؟ فَقَالَ : « لَا ». فَقُلْتُ : إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ يَزْعُمُ أَنَّهَا تَجُوزُ ، فَقَالَ : « اللهُمَّ لَاتَغْفِرْ (١) ذَنْبَهُ ، مَا قَالَ اللهُ لِلْحَكَمِ : ( إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ) (٢) فَلْيَذْهَبِ الْحَكَمُ يَمِيناً وشِمَالاً ، فَوَ اللهِ لَايُؤْخَذُ الْعِلْمُ إِلاَّ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ نَزَلَ عَلَيْهِمْ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام ». (٣)

١٠٥٢ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ يَزِيدَ (٤) ، عَنْ بَدْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَلاَّمٌ أَبُو عَلِيٍّ الْخُرَاسَانِيُّ ، عَنْ سَلاَّمِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَخْزُومِيِّ ، قَالَ :

بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَابِدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَابْنُ شُرَيْحٍ فَقِيهُ أَهْلِ مَكَّةَ ـ وعِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام مَيْمُونٌ الْقَدَّاحُ مَوْلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ـ فَسَأَلَهُ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، فِي كَمْ ثَوْبٍ كُفِّنَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ قَالَ (٥) :

__________________

عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٢٦ ، ح ١٣٤ ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وفيها مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٠ ، ح ١١٨٧ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٩ ، ح ٣٣٢٢٥ ؛ وفيه من قوله : « فليشرّق الحكم » ؛ البحار ، ج ٤٦ ، ص ٣٣٥ ، ح ٢٢.

(١) في « ف » : + « له ».

(٢) الزخرف (٤٣) : ٤٤.

(٣) بصائر الدرجات ، ص ٩ ، ح ٣ ، عن السندي بن محمّد ومحمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير. الكافي ، كتاب الشهادات ، باب ما يرد من الشهود ، ح ١٤٥٥٢ ، بسند آخر عن أبان ، إلى قوله : « إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ ولِقَوْمِكَ » ؛ التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٤٤ ، ح ٦١٠ بسنده عن أبان ، إلى قوله : « اللهمّ لا تغفر ذنبه » ؛ رجال الكشّي ، ص ٢٠٩ ، ح ٣٧٠ ، بسنده عن جعفر بن محمّد بن حكيم ، عن أبان بن عثمان. وراجع : التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٤٤ ، ح ٦١١ و ٦١٢ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٩ ، ح ١١٨٥ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٣٧٤ ـ ٣٧٥ ، ح ٣٣٩٨٣ و ٣٣٩٨٤.

(٤) في « ض ، بس » : « الحسين بن الحسن بن بريد ». وفي « و » : « الحسين بن الحسن عن يزيد ». وفي « بر » : « الحسين بن الحسن عن بريد ».

(٥) في « ف » والبحار : « فقال ».

٣٢٩

« فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ : ثَوْبَيْنِ صُحَارِيَّيْنِ (١) ، وثَوْبٍ حِبَرَةٍ (٢) ، وكَانَ فِي الْبُرْدِ قِلَّةٌ ».

فَكَأَنَّمَا ازْوَرَّ (٣) عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ مِنْ ذلِكَ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ نَخْلَةَ مَرْيَمَ إِنَّمَا كَانَتْ عَجْوَةً (٤) ، ونَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ ، فَمَا نَبَتَ مِنْ أَصْلِهَا كَانَ عَجْوَةً ، ومَا كَانَ مِنْ لُقَاطٍ (٥) فَهُوَ لَوْنٌ (٦) ».

فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ ، قَالَ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ لِابْنِ شُرَيْحٍ : واللهِ مَا أَدْرِي مَا هذَا الْمَثَلُ الَّذِي ضَرَبَهُ (٧) لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام؟ فَقَالَ (٨) ابْنُ شُرَيْحٍ : هذَا الْغُلَامُ يُخْبِرُكَ ؛ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ـ يَعْنِي مَيْمُونٌ ـ فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ مَيْمُونٌ : أَمَا تَعْلَمُ مَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ : لَاوَ اللهِ ، قَالَ : إِنَّهُ ضَرَبَ لَكَ مَثَلَ نَفْسِهِ ، فَأَخْبَرَكَ أَنَّهُ ولَدٌ مِنْ (٩) ولْدِ (١٠) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعِلْمُ رَسُولِ اللهِ عِنْدَهُمْ ، فَمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِهِمْ ، فَهُوَ صَوَابٌ ، ومَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِهِمْ ، فَهُوَ لُقَاطٌ. (١١)

__________________

(١) « صُحار » : قرية باليمن ينتسب الثوب إليها. وقيل : هو من الصُحْرَة ، وهي حُمْرة كالغُبْرة. يقال : ثوب أصحرُ وصُحارِيّ. النهاية ، ج ٣ ، ص ١٢ ( صحر ).

(٢) الحَبِيرُ من البُرُود : ما كان مَوْشِيّاً مخطَّطاً. يقال : بُرْدٌ حبير ، وبُرْدٌ حِبَرَةٌ بوزن عِنَبَة على الوصف والإضافة ، وهو بُرْدُ يَمانٍ. والجمع حِبَرٌ وحِبَرات. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٢٨ ( حبر ).

(٣) « ازورّ » ، أي عدل وانحرف ؛ من الإزورار عن الشي‌ء بمعنى العدول عنه. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٧٣ ( زور ).

(٤) « العَجْوَةُ » : ضرب من أجود التمر بالمدينة ، ونخلتها تسمّى لِينَة. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤١٩ ( عجو ).

(٥) « اللُقاطُ » : ما كان ساقطاً من الشي‌ء التافِه الذي لا قيمة له ومن شاء أخذه. لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣٩٣ ( لقط ).

(٦) « اللَوْنُ » : نوع من النخل. وقيل : هو الدَقَل ، وهو أردءُ التمر. وقيل : النخل كلّه ما خلا البَرْنِيّ والعَجْوَة. ويسمّيه أهل المدينة الألوان ، واحدته : لينةٌ. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٧٨ ( لون ).

(٧) في « ب » : « ضرب ».

(٨) في « ف » : + « لي ».

(٩) في « ض » : ـ « ولد من ».

(١٠) في « ب ، ف » : ـ « ولد ».

(١١) راجع : الكافي ، كتاب الجنائز ، باب تحنيط الميّت وتكفينه ، ح ٤٣٣٩ ؛ والفقيه ، ج ١ ، ص ١٥٢ ، ح ٤١٩ ؛ والتهذيب ، ج ١ ، ص ٢٩٢ ، ح ٨٥٣ ؛ وص ٢٩٦ ، ح ٨٦٩ ؛ وفقه الرضا ، ص ١٨٢ ، وفي كلّها بأسانيد مختلفة من قوله : « كفّن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » إلى قوله : « وثوب حبرة » الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٠ ، ح ١١٨٨ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ١١ ، ح ٢٨٨٣ ، وفيه إلى قوله : « وكان في البرد قلّة » ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٦٨ ، ح ٨٦.

٣٣٠

١٠٢ ـ بَابٌ فِيمَا جَاءَ أَنَّ حَدِيثَهُمْ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ‌

١٠٥٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ (١) ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّ حَدِيثَ آلِ مُحَمَّدٍ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ (٢) ، لَا يُؤْمِنُ بِهِ إِلاَّ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ ، فَمَا ورَدَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَدِيثِ آلِ مُحَمَّدٍ فَلَانَتْ لَهُ قُلُوبُكُمْ وعَرَفْتُمُوهُ ، فَاقْبَلُوهُ ؛ ومَا اشْمَأَزَّتْ (٣) مِنْهُ قُلُوبُكُمْ وأَنْكَرْتُمُوهُ ، فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وإِلَى الرَّسُولِ وإِلَى الْعَالِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَإِنَّمَا الْهَالِكُ (٤) أَنْ يُحَدَّثَ (٥) أَحَدُكُمْ بِشَيْ‌ءٍ مِنْهُ لَايَحْتَمِلُهُ ، فَيَقُولَ : واللهِ مَا كَانَ هذَا ، وَاللهِ مَا كَانَ هذَا ؛ والْإِنْكَارُ هُوَ الْكُفْرُ ». (٦)

__________________

(١) الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ٢٠ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن المُنَخَّل ، عن جابر. والظاهر أنّ الصواب في ما نحن فيه أيضاً توسّط المُنَخَّل بين عمّار بن مروان وجابر ؛ فقد روى محمّد بن سنان عن عمّار بن مروان عن المُنَخَّل بن جميل كتاب النوادر لجابر بن يزيد. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٢٨ ، الرقم ٣٣٢.

هذا ، وقد توسّط المُنَخَّل بين عمّار بن مروان وبين جابر في الكافي ، ح ٦١١ و ٧١٧ و ١١١٣ و ١١١٨.

(٢) « الصَعْبُ » : ما يكون صعباً في نفسه ، و « المستصعب » بكسر العين ، أو بفتحها : ما يصعب فهمه على الناس ، أويعدّونه صعباً. أو « الصعب » : العَسِرُ الأبِيُّ ، و « المستصعب » مبالغة فيه. راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢ ؛ مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٣١٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٨٨ ( صعب ).

(٣) « اشمأزّت » ، أي انقبضت واجتمعت بعضها إلى بعض ، من الشَمْز بمعنى التقبّض. أو نَفَرَتْ ، من الشَمْزبمعنى نفور النفس من الشي‌ء تكرهه. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٦٢ ( شمز ).

(٤) في « ف » : « الهلاك ».

(٥) « أن يحدّث » على بناء المفعول من التفعيل. راجع : الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٤٣ ؛ مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٣١٤.

(٦) بصائر الدرجات ، ص ٢٠ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن المنّخل ، عن جابر ، ولم يرد فيه جملة « والإنكار هو الكفر » ؛ رجال الكشّي ، ص ١٩٣ ، ح ٣٤١ ، بسنده عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مع اختلاف يسير. بصائر الدرجات ، ص ٢٢ ، ح ٩ ، بسند آخر ، مع

٣٣١

١٠٥٤ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسى (١) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « ذُكِرَتِ التَّقِيَّةُ يَوْماً عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، فَقَالَ : وَاللهِ ، لَوْ عَلِمَ أَبُوذَرٍّ مَا فِي قَلْبِ سَلْمَانَ لَقَتَلَهُ (٢) ـ ولَقَدْ آخى رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بَيْنَهُمَا ـ فَمَا ظَنُّكُمْ بِسَائِرِ الْخَلْقِ؟ إِنَّ عِلْمَ الْعُلَمَاءِ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ ، لَايَحْتَمِلُهُ إِلاَّ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ (٣) امْتَحَنَ اللهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ ».

فَقَالَ (٤) : « وَإِنَّمَا صَارَ سَلْمَانُ مِنَ الْعُلَمَاءِ لِأَنَّهُ امْرُؤٌ مِنَّا (٥) أَهْلَ الْبَيْتِ ، فَلِذلِكَ نَسَبْتُهُ إِلَى الْعُلَمَاءِ (٦) ». (٧)

__________________

اختلاف يسير ؛ تفسير فرات ، ص ١١٤ ، ح ١١٦ : « عن جعفر بن محمّد الفزاري معنعناً عن أبي جعفر عليه‌السلام » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٤٣ ، ح ١٢٣٥.

(١) الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ٢٥ ، ح ٢٢ ، عن عمران بن موسى عن محمّد بن عليّ وغيره عن‌هارون بن مسلم ، فيُتَوهَّم وجود الواسطة بين عمران بن موسى وهارون بن مسلم ، لكن نقل العلاّمة الخبير السيّد موسى الشبيريّ ـ دام ظلّه ـ من بعض نسخ البصائر العتيقة : « عمران بن موسى ومحمّد بن عليّ » ، واستظهر في تعليقته على سندنا هذا صحّة هذه النسخة.

يؤيّد ذلك ما ورد في بصائر الدرجات ، ص ٨ ، ح ٨ ، من رواية عمر ( عمران خ ل ) بن موسى عن هارون بن مسلم مباشرة.

(٢) في الوافي : « وذلك لأنّ مكنون العلم عزيز المنال ، دقيق المدرك ، صعب الوصول ، يقصر عن بلوغه الفحول‌من العلماء ، فضلاً عن الضعفاء ؛ ولهذا إنّما يخاطب الجمهور بظواهر الشرع ومجملاته ، دون أسراره وأغواره ؛ لقصور أفهامهم عن إدراكها وضيق حواصلهم عن احتمالها ؛ لايسعهم الجمع بين الظاهر والباطن ، فيظنّون تخالفهما وتنافيهما ، فينكرون فينكرون ، ويكفّرون ويقتلون ».

(٣) في « ب ، بح » : ـ « مؤمن ».

(٤) في « ب ، ج » والبصائر : « قال ».

(٥) في « ب » : + « وهو مؤمن منّا ».

(٦) في البصائر : « نسبه إلينا » بدل « نسبته إلى العلماء ». واحتمل المجلسي في مرآة العقول كون « نسبته » بصيغة المصدر.

(٧) بصائر الدرجات ، ص ٢٥ ، ح ٢١ ، عن عمران بن موسى ، عن محمّد بن عليّ وغيره ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام ؛ رجال الكشّي ، ص ١٧ ، ح ٤١ ، بسنده عن مسعدة بن صدقة ، عن

٣٣٢

١٠٥٥ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ أَوْ غَيْرِهِ :

رَفَعَهُ (١) إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ حَدِيثَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ ، لَايَحْتَمِلُهُ (٢) إِلاَّ صُدُورٌ مُنِيرَةٌ ، أَوْ (٣) قُلُوبٌ سَلِيمَةٌ ، أَوْ أَخْلَاقٌ حَسَنَةٌ ؛ إِنَّ اللهَ أَخَذَ مِنْ شِيعَتِنَا الْمِيثَاقَ (٤) كَمَا أَخَذَ عَلى بَنِي (٥) آدَمَ (٦) ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ) (٧) فَمَنْ وفى (٨) لَنَا ، وفَى اللهُ لَهُ بِالْجَنَّةِ ؛ ومَنْ أَبْغَضَنَا ولَمْ يُؤَدِّ (٩) إِلَيْنَا حَقَّنَا ، فَفِي النَّارِ خَالِداً مُخَلَّداً ». (١٠)

١٠٥٦ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وغَيْرُهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا مَعْنى قَوْلِ الصَّادِقِ عليه‌السلام : « حَدِيثُنَا (١١) لَايَحْتَمِلُهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، ولَانَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، ولَامُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ »؟

فَجَاءَ الْجَوَابُ : « إِنَّمَا مَعْنى قَوْلِ الصَّادِقِ عليه‌السلام : ـ أَيْ لَايَحْتَمِلُهُ مَلَكٌ (١٢) ولَانَبِيٌّ ولَا مُؤْمِنٌ ـ أَنَّ الْمَلَكَ لَايَحْتَمِلُهُ حَتّى يُخْرِجَهُ إِلى مَلَكٍ غَيْرِهِ ، والنَّبِيُّ لَايَحْتَمِلُهُ حَتّى‌

__________________

جعفر ، عن أبيه عليه‌السلام قال : ذكرت التقيّة يوماً عند عليّ عليه‌السلام ، إلى قوله : « بسائر الخلق » الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٤٤ ، ح ١٢٣٦ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٣٤٣ ، ح ٥٣.

(١) في « ب ، ض ، بح » : « يرفعه ».

(٢) في « ج » : « لا يتحمّله ».

(٣) في شرح المازندراني والبصائر : « و ».

(٤) في الوافي : « يعني أخذ من شيعتنا الميثاق بولايتنا واحتمال حديثنا بالقبول والكتمان ، كما أخذ على سائر بني آدم الميثاق بربوبيّته ».

(٥) في « ب » وحاشية « ج » وحاشية بدرالدين : « ابن ». وفي « بح » : ـ « بني ».

(٦) في « ف » : + « يوم ». وفي البصائر : + « حيث يقول عزّ وجلّ : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ ).

(٧) الأعراف (٧) : ١٧٢.

(٨) في « ج » : + « الله ».

(٩) في « بح » : « لم يردّ ».

(١٠) بصائر الدرجات ، ص ٢٥ ، ح ٢٠ ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن أبي عبد الله البرقي. وفي نهج البلاغة ، ص ٢٨٠ ، ضمن الخطبة ١٨٩ ، هكذا : « إنّ أمرنا صعبٌ مستصعبٌ ، لا يحمله إلاّعبدٌ مؤمنٌ امتحنَ اللهُ قلبه للإيمان ، ولا يَعي حديثنا إلاّصدورٌ أمينةٌ وأحلام رَزينةٌ » الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٤٤ ، ح ١٢٣٧.

(١١) في « ف » : « إنّ حديثنا ».

(١٢) في « بح ، بس » : + « مقرّب ».

٣٣٣

يُخْرِجَهُ إِلى نَبِيٍّ غَيْرِهِ ، والْمُؤْمِنُ لَايَحْتَمِلُهُ حَتّى يُخْرِجَهُ إِلى مُؤْمِنٍ غَيْرِهِ ، فَهذَا مَعْنى قَوْلِ جَدِّي عليه‌السلام ». (١)

١٠٥٧ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (٢) ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ وأَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ عِنْدَنَا ـ واللهِ ـ سِرّاً مِنْ سِرِّ اللهِ ، وعِلْماً مِنْ عِلْمِ اللهِ ، واللهِ مَا يَحْتَمِلُهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، ولَانَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، ولَامُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ ، واللهِ مَا كَلَّفَ اللهُ ذلِكَ (٣) أَحَداً غَيْرَنَا ، ولَا اسْتَعْبَدَ بِذلِكَ أَحَداً غَيْرَنَا (٤) ، وإِنَّ (٥) عِنْدَنَا سِرّاً مِنْ سِرِّ اللهِ ، وعِلْماً مِنْ عِلْمِ اللهِ ، أَمَرَنَا اللهُ بِتَبْلِيغِهِ ، فَبَلَّغْنَا (٦) عَنِ اللهِ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ مَا أَمَرَنَا بِتَبْلِيغِهِ ، فَلَمْ نَجِدْ لَهُ مَوْضِعاً ولَا أَهْلاً ولَاحَمَّالَةً يَحْتَمِلُونَهُ ، حَتّى خَلَقَ اللهُ لِذلِكَ أَقْوَاماً خُلِقُوا (٧) مِنْ طِينَةٍ خُلِقَ مِنْهَا مُحَمَّدٌ وآلُهُ (٨) وذُرِّيَّتُهُ عليهم‌السلام ، ومِنْ نُورٍ خَلَقَ اللهُ مِنْهُ مُحَمَّداً وذُرِّيَّتَهُ ، وصَنَعَهُمْ بِفَضْلِ صُنْعِ رَحْمَتِهِ الَّتِي صَنَعَ مِنْهَا‌

__________________

(١) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٤٥ ، ح ١٢٣٨.

(٢) رواية محمّد بن الحسين ـ وهو ابن أبي الخطّاب كما هو مقتضى الطبقة ـ عن صفوان بن يحيى ، مع الواسطة ، بعيدة جدّاً ؛ فقد روى محمّد بن الحسين جميع كتب صفوان ، وأكثر من الرواية عنه في الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٩٧ ، الرقم ٥٢٤ ؛ الفهرست للطوسي ، ٣٤١ ، الرقم ٣٥٢ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٤٠٨ ـ ٤١٢ ؛ وص ٤٣٤.

وقد استظهرنا سابقاً وقوع التصحيف في روايات أحمد بن محمّد ـ شيخ المصنّف ـ عن محمّد بن الحسين ، وأنّ الصواب في هذه الموارد هو « محمّد بن الحسن » والظاهر أنّ ذاك الحكم جارٍ في ما نحن فيه أيضاً. انظر ما قدّمناه ذيل ح ٧٤٣.

(٣) في حاشية « ف » : « بذلك ».

(٤) في « بس » : ـ « ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا ».

(٥) في « ض » : « فإنّ ».

(٦) في « ب ، ج ، بر ، بف » والوافي ومرآة العقول : « فبلّغناه ». قال في المرآة : « كذا في أكثر النسخ ، فقوله : « ما أمرنا » بدل من الضمير. وفي بعض النسخ ـ كما في غيره من الكتب ـ بدون الضمير ، وفي بعض الكتب ليس : ما امرنا بتبليغه ».

(٧) في شرح المازندراني : ـ « خلقوا ».

(٨) في « ف » : ـ « وآله ».

٣٣٤

مُحَمَّداً وذُرِّيَّتَهُ ، فَبَلَّغْنَا عَنِ اللهِ مَا أَمَرَنَا بِتَبْلِيغِهِ ، فَقَبِلُوهُ واحْتَمَلُوا ذلِكَ ، فَبَلَغَهُمْ ذلِكَ (١) عَنَّا ، فَقَبِلُوهُ واحْتَمَلُوهُ ، وبَلَغَهُمْ ذِكْرُنَا ، فَمَالَتْ قُلُوبُهُمْ إِلى مَعْرِفَتِنَا وحَدِيثِنَا ، فَلَوْ لَا أَنَّهُمْ خُلِقُوا مِنْ هذَا لَمَا كَانُوا كَذلِكَ ؛ لَاوَ اللهِ ، مَا احْتَمَلُوهُ ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ اللهَ خَلَقَ أَقْوَاماً لِجَهَنَّمَ والنَّارِ ، فَأَمَرَنَا أَنْ نُبَلِّغَهُمْ كَمَا بَلَّغْنَاهُمْ ، وَاشْمَأَزُّوا (٢) مِنْ ذلِكَ ، ونَفَرَتْ قُلُوبُهُمْ ، ورَدُّوهُ عَلَيْنَا (٣) ولَمْ يَحْتَمِلُوهُ ، وكَذَّبُوا بِهِ ، وَقَالُوا : سَاحِرٌ كَذَّابٌ ؛ فَطَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ ، وأَنْسَاهُمْ ذلِكَ ، ثُمَّ أَطْلَقَ اللهُ لِسَانَهُمْ بِبَعْضِ الْحَقِّ ، فَهُمْ يَنْطِقُونَ بِهِ وقُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ ؛ لِيَكُونَ (٤) ذلِكَ دَفْعاً عَنْ أَوْلِيَائِهِ وأَهْلِ طَاعَتِهِ ؛ ولَوْ لَاذلِكَ مَا عُبِدَ اللهُ فِي أَرْضِهِ ، فَأَمَرَنَا بِالْكَفِّ عَنْهُمْ والسَّتْرِ (٥) والْكِتْمَانِ ، فَاكْتُمُوا عَمَّنْ أَمَرَ اللهُ بِالْكَفِّ عَنْهُ ، واسْتُرُوا عَمَّنْ (٦) أَمَرَ اللهُ بِالسَّتْرِ والْكِتْمَانِ عَنْهُ ».

قَالَ : ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ وبَكى ، وقَالَ : « اللهُمَّ ، إِنَّ (٧) هؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ (٨) قَلِيلُونَ ، فَاجْعَلْ مَحْيَانَا مَحْيَاهُمْ ، ومَمَاتَنَا مَمَاتَهُمْ ، ولَاتُسَلِّطْ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً لَكَ ؛ فَتُفْجِعَنَا (٩) بِهِمْ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ أَفْجَعْتَنَا بِهِمْ لَمْ تُعْبَدْ أَبَداً فِي أَرْضِكَ ، وصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ (١٠) وسَلَّمَ تَسْلِيماً ». (١١)

__________________

(١) في الوافي : « فبلغهم ذلك ، إمّا مطاوع « بلّغنا » ذكر للتأكيد. وإمّا إشارة إلى من بلّغه عنهم بوساطة غيرهم من غيرمشافهة لهم معه ».

(٢) في « ف » : « فاشمأزّوا ». في الوافي : « وفي الكلام حذف ، يعني : فبلّغناهم ، فما قبلوه واشمأزّوا ».

(٣) في « بح » : ـ « علينا ».

(٤) في « بر » : « ولتكون ».

(٥) في « بح ، بر ، بس » وحاشية « ف » والوافي : « السرّ ».

(٦) في « ف » : « عمّا ».

(٧) في « ب » : ـ « إنّ ».

(٨) قال الجوهري : « الشِرْذِمَة : الطائفة من الناس ». وقال الراغب : « الشرذمة : الجماعة المنقطعة ». راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٦٠ ؛ المفردات للراغب ، ص ٤٥٠ ( شرذم ).

(٩) في « ض » : « فتفجّعنا ». وفي « ج ، بس ، بف » : « فيفجِعنا ». و « الإفجاع » : الإيجاع ؛ من الفَجْع ، وهو أن يُوجَع ـ أي‌يُؤلَم ـ الإنسان بشي‌ء يكرم عليه فيعدمه. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩٩ ( فجع ).

(١٠) في الوافي : « وآل محمّد ».

(١١) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٤٥ ، ح ١٢٣٩.

٣٣٥

١٠٣ ـ بَابُ مَا أَمَرَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بِالنَّصِيحَةِ (١) لِأَئِمَّةِ

الْمُسْلِمِينَ واللُّزُومِ لِجَمَاعَتِهِمْ ، ومَنْ هُمْ (٢)

١٠٥٨ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خَطَبَ النَّاسَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ ، فَقَالَ : نَضَّرَ اللهُ (٣) عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِي ، فَوَعَاهَا (٤) وحَفِظَهَا (٥) ، وبَلَّغَهَا مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا (٦) ؛ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ ، ورُبَّ (٧) حَامِلِ فِقْهٍ إِلى (٨) مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ، ثَلَاثٌ لَايُغِلُّ عَلَيْهِنَّ (٩) قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ : إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلّهِ ، والنَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، واللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ ؛ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِيطَةٌ مِنْ ورَائِهِمْ (١٠) ، الْمُسْلِمُونَ (١١)

__________________

(١) في « ف » : « من النصيحة ».

(٢) في « ف » : « ومن معهم ». وفي « بر » : « ومن هم منهم ». وقوله : « مَن » استفهام خبر مقدّم ، و « هم » مبتدأ مؤخّر ، والجملة مجرورة محلاًّ عطفاً على « ما ».

(٣) نَضَر وجهُه ، أي حَسُن. ونَضَر اللهُ وجهَه ، أي جَعَلَه حَسَناً. وكذا نَضّر الله وجهَه ، وأنضَر الله وجهه. وإذا قلت : نضّر الله امرأً ، تعني نعَّمه. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٣٠ ( نضر ).

(٤) « فوعاها » ، أي حفظها وفَهِمها. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٧ ( وعا ).

(٥) في الأمالي للصدوق والخصال والأمالي للمفيد والوسائل ، ج ٢٩ : ـ « وحفظها ».

(٦) في مرآة العقول : « يسمعها » بدون لم.

(٧) في « بح » : ـ « ربّ ».

(٨) قوله : « إلى » متعلّق بمقدّر خبر « ربّ حامل ».

(٩) في « بف » وشرح المازندراني : ـ « عليهنّ ». وقوله : « لا يُغِلُّ » إمّا من الإغلال ، وهو الخيانة في كلّ شي‌ء. أو هو يَغِلُ من الوُغول بمعنى الدخول في الشرّ ، أو من الغِلّ ، وهو الحِقْد والشحناء ، أي لا يدخله حقد يزيله عن الحقّ. و « عليهنّ » في موضع الحال ، تقديره : لا يغلّ كائناً عليهنّ قلبُ مؤمن. والمعنى : أنّ هذه الغلال الثلاث تُستَصْلَح بها القلوب فمن تمسّك بها طَهُرَ قلبه من الخيانة والدَغَل والشَرّ. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٨١ ( غلل ).

(١٠) أي محيطة بهم من جوانبهم وشاملة كلّهم ، لايشذّ عنها أحد منهم. وفي « ب ، ض » : « مَن » بفتح الميم. ويبعّده‌عدم كون « أحاط » متعدّياً بنفسه.

(١١) في الأمالي للمفيد : « المؤمنون ».

٣٣٦

إِخْوَةٌ تَتَكَافَأُ (١) دِمَاؤُهُمْ ، ويَسْعى بِذِمَّتِهِمْ (٢) أَدْنَاهُمْ ». (٣)

ورَوَاهُ (٤) أَيْضاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ (٥) ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ مِثْلَهُ ، وزَادَ فِيهِ : « وَهُمْ يَدٌ عَلى مَنْ سِوَاهُمْ » وذَكَرَ فِي حَدِيثِهِ أَنَّهُ خَطَبَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًى (٦) فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ. (٧)

١٠٥٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ (٨) ، قَالَ :

__________________

(١) في « ج ، بس » : « يتكافأ ».

(٢) في الوافي : « الذمّة والذمام بمعنى العهد والأمان والضمان والحرمة والحقّ. وسمّى أهل الذمّة لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم ، ومنه الحديث « يسعى بذمّتهم أدناهم » : إذا أعطى أحد من الجيش العدوّ أماناً جاز ذلك على جميع المسلمين وليس لهم أن يخفروه ولا أن ينقضوا عليه عهده ». ونقل المجلسي عن بعض مشايخه أنّه قرأ : « يُسعى » على بناء المجهول. فـ « أدناهم » بدل من الضمير ، أو مفعول مكان الفاعل. ثمّ جعله ما فيه التكلّف.

(٣) الأمالي للمفيد ، ص ١٨٦ ، المجلس ٢٣ ، ح ١٣ ، بسند آخر. وفي فقه الرضا ، ص ٣٦٩ ، من قوله : « ثلاث لا يغلّ عليهنّ » إلى قوله : « اللزوم لجماعتهم » ؛ وفي تحف العقول ، ص ٤٢ وتفسير القمّي ، ج ١ ، ص ١٧٣ ، وج ٢ ، ص ٤٤٦ عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٩٨ ، ح ٥٥١ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨٩ ، ح ٣٣٢٨٨ ، إلى قوله : « إلى من هو أفقه منه » ؛ وج ٢٩ ، ص ٧٥ ، ح ٣٥١٨٦.

(٤) الضمير المستتر في « رواه » راجع إلى أحمد بن محمّد بن أبي نصر ؛ فقد روى هو عن حمّاد بن عثمان في عددٍمن الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٦٠٦ ـ ٦٠٧.

(٥) هكذا في « ألف » وحاشية « بر ». وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، و، بح ، بر ، بس ، بف » والمطبوع : + « عن أبان ».

والصواب ما أثبتناه ، فإنّا لم نجد رواية حمّاد بن عثمان عن أبان ـ وهو ابن عثمان ـ في غير هذا المورد. يؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه الصدوق ـ مع زيادة ـ في الأمالي ، ص ٢٨٧ ، المجلس ٥٦ ، ح ٣ ؛ والخصال ، ص ١٤٩ ، ح ١٨٢ ، بسنديه عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبد الله بن أبي يعفور. أضف إلى ذلك ما ورد في الأسناد من رواية حمّاد بن عثمان [ عن عبدالله ] بن أبي يعفور مباشرةً ، وأنّ طريق الشيخ الصدوق إلى عبدالله بن أبي يعفور ينتهي إلى حمّاد بن عثمان. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٤٠٦ ؛ وص ٤١٢ ؛ الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٢٧.

(٦) في « ف » : ـ « بمنى ».

(٧) الأمالي للصدوق ، ص ٣٥٠ ، المجلس ٥٦ ، ح ٣ ؛ والخصال ، ص ١٤٩ ، باب الثلاثة ، ح ١٨٢ ، بسندهما عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبد الله بن أبي يعفور الوافي ، ج ٢ ، ص ٩٨ ، ذيل ح ٥٥١ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٧٦ ، ذيل ح ٣٥١٨٦ ، إلى قوله : « مثله ».

(٨) في الوسائل ، ج ٢٧ : ـ « من أهل مكّة ».

٣٣٧

قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : اذْهَبْ بِنَا إِلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : فَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَيْهِ ، فَوَجَدْنَاهُ قَدْ رَكِبَ دَابَّتَهُ (١) ، فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، حَدِّثْنَا بِحَدِيثِ خُطْبَةِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ ، قَالَ (٢) : « دَعْنِي حَتّى أَذْهَبَ فِي حَاجَتِي ؛ فَإِنِّي قَدْ رَكِبْتُ ، فَإِذَا جِئْتُ حَدَّثْتُكَ ».

فَقَالَ : أَسْأَلُكَ بِقَرَابَتِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَمَّا حَدَّثْتَنِي ، قَالَ : فَنَزَلَ ، فَقَالَ لَهُ (٣) سُفْيَانُ (٤) : مُرْ (٥) لِي بِدَوَاةٍ وقِرْطَاسٍ حَتّى أُثْبِتَهُ ، فَدَعَا بِهِ (٦) ، ثُمَّ قَالَ : « اكْتُبْ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، خُطْبَةُ (٧) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ (٨) :

نَضَّرَ (٩) اللهُ عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا ، وبَلَّغَهَا مَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ (١٠) ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ (١١) الْغَائِبَ ؛ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ، ورُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ، ثَلَاثٌ لَايُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ : إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلّهِ ، والنَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، واللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ ؛ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِيطَةٌ مِنْ ورَائِهِمْ ، الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ، تَتَكَافَأُ (١٢) دِمَاؤُهُمْ ، وهُمْ يَدٌ عَلى مَنْ سِوَاهُمْ ، يَسْعى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ ».

__________________

(١) في الوسائل ، ج ٢٧ : ـ « فوجدناه قد ركب دابّته ».

(٢) في « ف » : « فقال ».

(٣) في الوسائل ، ج ٢٧ : ـ « له ».

(٤) في البحار ، ج ٢٧ : ـ « له سفيان ».

(٥) في « ض ، بف » وحاشية « بس » : « مُنّ ». وفي « بح ، بس » وحاشية « ج » ومرآة العقول : « من ». قال في مرآة العقول : « بالفتح والتخفيف سؤال في صورة الاستفهام ، أو بالضمّ والتشديد صيغة أمر ، أي تفضّل ». وقال العلاّمة المازندراني في شرحه : « والاستفهام بعيد ».

(٦) في « ف » : « فدعا له ».

(٧) في « ف » : « خطب ».

(٨) في البحار ، ج ٢١ : ـ « قال دعني حتّى ـ إلى ـ مسجد الخيف ».

(٩) في البحار ، ج ٤٧ : « نصر ».

(١٠) في « ف » : « لم يسمعها ». وفي البحار ، ج ٢١ : « لم يبلغه ».

(١١) في « ض » : + « منكم ».

(١٢) في « ف » : « يتكافأ ».

٣٣٨

فَكَتَبَهُ (١) سُفْيَانُ (٢) ، ثُمَّ عَرَضَهُ عَلَيْهِ ، ورَكِبَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، وجِئْتُ أَنَا وسُفْيَانُ.

فَلَمَّا كُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ ، قَالَ (٣) لِي : كَمَا أَنْتَ (٤) حَتّى أَنْظُرَ فِي هذَا الْحَدِيثِ ، فَقُلْتُ لَهُ : قَدْ واللهِ أَلْزَمَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام رَقَبَتَكَ شَيْئاً لَايَذْهَبُ مِنْ رَقَبَتِكَ أَبَداً ، فَقَالَ : وأَيُّ شَيْ‌ءٍ ذلِكَ؟ فَقُلْتُ (٥) لَهُ (٦) : ثَلَاثٌ لَايُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ : « إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلّهِ » قَدْ عَرَفْنَاهُ ، و « النَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ » مَنْ هؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ الَّذِينَ يَجِبُ (٧) عَلَيْنَا نَصِيحَتُهُمْ؟ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، ويَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، ومَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ ، وَكُلُّ مَنْ (٨) لَاتَجُوزُ (٩) شَهَادَتُهُ عِنْدَنَا ، ولَاتَجُوزُ (١٠) الصَّلَاةُ خَلْفَهُمْ؟! وقَوْلُهُ : « وَاللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ » فَأَيُّ الْجَمَاعَةِ؟ مُرْجِئٌ (١١) يَقُولُ : مَنْ لَمْ يُصَلِّ ، ولَمْ يَصُمْ ، ولَمْ يَغْتَسِلْ مِنْ جَنَابَةٍ ، وهَدَمَ الْكَعْبَةَ ، ونَكَحَ أُمَّهُ ، فَهُوَ عَلى إِيمَانِ جَبْرَئِيلَ ومِيكَائِيلَ ، أَوْ قَدَرِيٌّ (١٢) يَقُولُ : لَايَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ ويَكُونُ مَا شَاءَ (١٣) إِبْلِيسُ ، أَوْ حَرُورِيٌّ (١٤) يَتَبَرَّأُ (١٥)

__________________

(١) في « ج » : « فكتب ».

(٢) في البحار ، ج ٢٧ و ٤٨ : ـ « سفيان ».

(٣) في « ف ، بر » والبحار ، ج ٢٧ و ٤٨ : « فقال ».

(٤) « كما أنت » ، قال المازندراني في شرحه : « أي قف في مكانك والزمه كما أنت فيه ». وقال المجلسي في مرآة العقول : « أي توقّف. وأصله الزم ما أنت فيه ، فالكاف زائدة ، و « ما » موصولة منصوبة المحلّ للإغراء ».

(٥) في « بح » : « قال ».

(٦) في « ج ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ « له ».

(٧) في « ج ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والبحار ، ج ٤٧ : « تجب ».

(٨) في « ف » : « من هو ».

(٩) في « بح ، بر ، بس » : « لا يجوز ».

(١٠) في « بر » : « ولا يجوز ».

(١١) في « بح » : « مرجّي ». و « المرجئ » : من يعتقد بأنّ الإيمان لا يضرّ معه معصية ، كما أنّ الكفر لا تنفع معها طاعة. راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ١٨ ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ١٠١ ؛ مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٣٢٨.

(١٢) « القَدَريُّ » : من يقول بالتفويض ، ومن يقول بالجبر. والثاني أشهر.

(١٣) في البحار ، ج ٤٧ : « ما شاءه ».

(١٤) « الحَروريّ » : من هو من الحروريّة ، وهي فرقة من الخوارج ، منسوبة إلى قرية قريبة من الكوفة تسمّى بالحَرورا ، بالمدّ والقصر.

(١٥) في « ب ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ٢٧ و ٤٨ : « يبرأ ». وفي « ج » : « تبرأ ».

٣٣٩

مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام ، وشَهِدَ (١) عَلَيْهِ بِالْكُفْرِ ، أَوْ جَهْمِيٌّ (٢) يَقُولُ : إِنَّمَا هِيَ (٣) مَعْرِفَةُ اللهِ وَحْدَهُ (٤) ، لَيْسَ الْإِيمَانُ شَيْ‌ءٌ (٥) غَيْرُهَا؟!

قَالَ : ويْحَكَ ، وأَيَّ شَيْ‌ءٍ يَقُولُونَ؟ فَقُلْتُ : يَقُولُونَ : إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ واللهِ الْإِمَامُ (٦) الَّذِي يَجِبُ (٧) عَلَيْنَا نَصِيحَتُهُ ؛ ولُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ (٨) أَهْلُ بَيْتِهِ. قَالَ : فَأَخَذَ الْكِتَابَ فَخَرَقَهُ (٩) ، ثُمَّ (١٠) قَالَ : لَاتُخْبِرْ بِهَا أَحَداً. (١١)

١٠٦٠ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً (١٢) ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَا نَظَرَ (١٣) اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ إِلى ولِيٍّ‌

__________________

(١) في « ض ، ف » والوافي : « ويشهد ».

(٢) « الجَهْميُّ » : من هو من الجهميّة ، وهم أصحاب جهم بن صفوان ، وهي فرقة تقول بالجبر الخالص وبأنّ الجنّة والنار تفنيان ، وأنّ الإيمان هو المعرفة فقط دون الإقرار ودون سائر الطاعات.

(٣) الضمير راجع إلى « الإيمان » والتأنيث باعتبار الخبر.

(٤) الضمير راجع إلى « المعرفة » والتذكير باعتبار العرفان. وفي « ف » : + « و ».

(٥) كذا في النسخ. قال المازندراني في شرحه : « شي‌ء ، مرفوع في جميع النسخ التي رأيناها ، ولعلّ وجهه أنّ اسم « ليس » ضمير الشأن والجملة بعدها خبرها ، أو أنّ خبرها وهو « الإيمان » مقدّم على اسمها وهو « شي‌ء ». واعلم أنّ الإيمان مرفوع على التوجيه الأوّل ومنصوب على الثاني.

(٦) في « بف » : « هو الإمام » بدل « والله الإمام ».

(٧) في « ج ، بر » : « تجب ».

(٨) في البحار ، ج ٤٧ : « جماعة ».

(٩) في « ف » : « فمزقه ». وفي « بر » : « فحرقه ».

(١٠) في « ب » : ـ « ثمّ ».

(١١) الوافي ، ج ٢ ، ص ٩٩ ، ح ٥٥٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨٩ ، ح ٣٣٢٨٩ ، إلى قوله : « من هو أفقه منه » ؛ وج ٢٩ ، ص ٧٦ ، ح ٣٥١٨٧ ، ح ٣ من قوله : « اكتب بسم الله الرحمن الرحيم » إلى قوله : « يسعى بذمّتهم أدناهم » ؛ البحار ، ج ٢٧ ، ص ٦٩ ، ح ٦ ؛ وج ٤٧ ، ص ٣٦٥ ، ح ٨٢. وفي البحار ، ج ٢١ ، ص ١٣٨ ، ح ٣٣ ، من قوله : « نضّر الله عبداً » إلى قوله : « يسعى بذمّتهم أدناهم ».

(١٢) في الكافي ، ح ٥٨٦٦ ، والتهذيب : ـ « ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد جميعاً ».

(١٣) في الكافي ، ح ٥٨٦٦ ، والتهذيب : « ما ينظر ».

٣٤٠