الكافي - ج ٢

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٢

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-386-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٤٤

فَقَالَ : « نَعَمْ ، ولكِنَّهُ صَمَتَ ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ (١) مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكَانَتِ الطَّاعَةُ لِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَلى أُمَّتِهِ وعَلى عَلِيٍّ عليه‌السلام فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكَانَتِ (٢) الطَّاعَةُ مِنَ اللهِ ومِنْ رَسُولِهِ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ لِعَلِيٍّ عليه‌السلام بَعْدَ وفَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكَانَ عَلِيٌّ عليه‌السلام حَكِيماً (٣) عَالِماً ». (٤)

٩٩٦ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، قَالَ :

قُلْتُ لِلرِّضَا عليه‌السلام : قَدْ كُنَّا نَسْأَلُكَ قَبْلَ أَنْ يَهَبَ اللهُ لَكَ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَكُنْتَ تَقُولُ : « يَهَبُ اللهُ لِي غُلَاماً » فَقَدْ وهَبَ (٥) اللهُ لَكَ (٦) ، فَقَرَّ (٧) عُيُونُنَا (٨) ، فَلَا أَرَانَا اللهُ يَوْمَكَ ، فَإِنْ كَانَ كَوْنٌ فَإِلى مَنْ؟ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام وهُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ.

فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا (٩) ابْنُ ثَلَاثِ سِنِينَ؟! قَالَ (١٠) : « وَمَا يَضُرُّهُ (١١) مِنْ ذلِكَ (١٢) شَيْ‌ءٌ (١٣) ؛ قَدْ قَامَ (١٤) عِيسى (١٥) عليه‌السلام بِالْحُجَّةِ وهُوَ ابْنُ (١٦) ثَلَاثِ سِنِينَ ». (١٧)

__________________

(١) في « ج » : « ولم يتكلّم ».

(٢) في « بح » : « كان ».

(٣) في « ج ، ض ، ف » وحاشية « بح ، بر ، بف » ومرآة العقول : « حليماً ». وفي الوافي : « عليماً » بدل « عالماً ».

(٤) الوافي ، ج ٢ ، ص ٧٠ ، ح ٥١٤ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٢٥٥ ، ح ٥١ ، وفيه إلى قوله : « منذ يوم خلق الله آدم عليه‌السلام وأسكنه الأرض » ؛ وج ١٨ ، ص ٢٧٨ ، ذيل ح ٣٨ ، إلى قوله : « وعلى الناس أجمعين ».

(٥) في الكافي ، ح ٨٤٢ والوافي والإرشاد : « وهبه ».

(٦) في « ف » : + « غلاماً ».

(٧) في الكافي ، ح ٨٤٢ ، والوافي : « فأقرّ ». وفي الإرشاد : « وقرّ ».

(٨) في الإرشاد : + « به ».

(٩) في الإرشاد : « وهذا ».

(١٠) في الكافي ، ح ٨٤٢ ، والوافي : « فقال ».

(١١) في الإرشاد : « ما يضرّ ».

(١٢) في « ج ، بح ، بر ، بس » : « ذاك ».

(١٣) في الكافي ، ح ٨٤٢ ، والوافي والإرشاد : ـ « شي‌ء ».

(١٤) في الكافي ، ح ٨٤٢ ، والوافي : « فقد قام ». وفي الإرشاد : « قد كان ».

(١٥) في « ض » : + « بن مريم ».

(١٦) في الإرشاد : + « وهو أقلّ من ».

(١٧) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر الثاني عليه‌السلام ، ح ٨٤٢ ؛ الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٧٦ ، عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ ، ح ٨٥٦ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٢٥٦ ، ح ٥٢ ؛ وج ٢٥ ، ص ١٠٢ ، ح ٤.

٢٨١

٩٩٧ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ (١) : إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي حَدَاثَةِ سِنِّكَ ، فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ تَعَالى أَوْحى إِلى دَاوُدَ أَنْ يَسْتَخْلِفَ سُلَيْمَانَ وهُوَ صَبِيٌّ يَرْعَى الْغَنَمَ ، فَأَنْكَرَ ذلِكَ عُبَّادُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وعُلَمَاؤُهُمْ ، فَأَوْحَى اللهُ إِلى دَاوُدَ عليه‌السلام أَنْ خُذْ عِصِيَّ (٢) الْمُتَكَلِّمِينَ وَعَصَا سُلَيْمَانَ ، واجْعَلْهَا (٣) فِي بَيْتٍ ، واخْتِمْ عَلَيْهَا (٤) بِخَوَاتِيمِ الْقَوْمِ ، فَإِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ ، فَمَنْ كَانَتْ عَصَاهُ (٥) قَدْ أَوْرَقَتْ وأَثْمَرَتْ ، فَهُوَ الْخَلِيفَةُ ، فَأَخْبَرَهُمْ دَاوُدُ عليه‌السلام ، فَقَالُوا : قَدْ رَضِينَا وسَلَّمْنَا ». (٦)

٩٩٨ / ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مُصْعَبٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ أَبُو بَصِيرٍ (٧) : دَخَلْتُ إِلَيْهِ ـ ومَعِي غُلَامٌ يَقُودُنِي (٨) خُمَاسِيٌّ (٩) لَمْ يَبْلُغْ ـ فَقَالَ لِي (١٠) : « كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا احْتَجَّ عَلَيْكُمْ بِمِثْلِ سِنِّهِ ». أَوْ قَالَ : « سَيَلِي (١١) عَلَيْكُمْ‌

__________________

(١) في « بح » : ـ « له ».

(٢) هكذا في « ب ، ض » والبحار ، وهو الأنسب بالمقام. وفي أكثر النسخ والمطبوع : « عصا ». ولا يخفى ما فيه.

(٣) في أكثر النسخ : « اجعلهما ».

(٤) في حاشية « ج ، ض ، بر ، بس ، بف » : « عليهما ».

(٥) في « ج » : « عصاؤه ».

(٦) راجع : كمال الدين ، ص ١٥٦ ، ضمن ح ١٧ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٧ ، ح ٨٥٧ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٨١ ، ح ٢٥.

(٧) في الوافي : ـ « أبو بصير ».

(٨) في البحار : ـ « يقودني ».

(٩) « الخُماسِيُّ » يقال لمن طوله خمسة أشبار ، والانثى خماسيّة. ولا يقال : سُداسِيٌّ ولا سُباعِيٌّ ولا في غير الخمسة. وقال المجلسي : « وقد يطلق على من له خمس سنين ، ولم أجد بهذا المعنى في كتب اللغة ... ولكنّ الظاهر أنّ الخماسيّ إنّما لم تطلق على غلام كان في سنّ النموّ لم يبلغ ، لا مطلقاً ». راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٧٩ ( خمس ) ؛ مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٢٤٨.

(١٠) في البحار : ـ « لي ».

(١١) في « ب » وحاشية « ض » : « سيأتي ».

٢٨٢

بِمِثْلِ سِنِّهِ (١)؟ ». (٢)

٩٩٩ / ٥. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ (٣) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، قَالَ : سَأَلْتُهُ ـ يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام ـ عَنْ شَيْ‌ءٍ مِنْ أَمْرِ الْإِمَامِ ، فَقُلْتُ (٤) : يَكُونُ الْإِمَامُ ابْنَ أَقَلَّ مِنْ سَبْعِ سِنِينَ؟ فَقَالَ : « نَعَمْ ، وأَقَلَّ مِنْ خَمْسِ سِنِينَ ».

فَقَالَ (٥) سَهْلٌ : فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مَهْزِيَارَ بِهذَا فِي سَنَةِ إِحْدى وعِشْرِينَ ومِائَتَيْنِ. (٦)

١٠٠٠ / ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْخَيْرَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

كُنْتُ واقِفاً بَيْنَ يَدَيْ أَبِي الْحَسَنِ (٧) عليه‌السلام بِخُرَاسَانَ ، فَقَالَ لَهُ (٨) قَائِلٌ : يَا سَيِّدِي ، إِنْ كَانَ كَوْنٌ فَإِلى مَنْ؟ قَالَ (٩) : « إِلى أَبِي جَعْفَرٍ ابْنِي ». فَكَأَنَّ (١٠) الْقَائِلَ اسْتَصْغَرَ سِنَّ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام (١١) : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وتَعَالى ـ بَعَثَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عليه‌السلام رَسُولاً نَبِيّاً ، صَاحِبَ شَرِيعَةٍ مُبْتَدَأَةٍ ، فِي أَصْغَرَ مِنَ (١٢) السِّنِّ الَّذِي فِيهِ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام ». (١٣)

١٠٠١ / ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : ـ « أو قال ـ إلى ـ سنّه ».

(٢) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٧ ، ح ٨٥٨ ؛ البحار ، ج ٢٥ ، ص ١٠ ، ح ٥ ، وفيه إلى قوله : « إذا احتجّ عليكم بمثل سنّه ».

(٣) السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عليّ بن محمّد وغيره.

(٤) في « ب » : « قلت ».

(٥) في « ب » ومرآة العقول : « قال ».

(٦) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٧ ، ح ٨٥٩ ؛ البحار ، ج ٢٥ ، ص ١٠ ، ح ٦.

(٧) في الإرشاد : + « الرضا ».

(٨) في الإرشاد : ـ « له ».

(٩) في « بح » : « فقال ».

(١٠) في « ب » : « وكأنّ ». وفي « ف ، بس ، بف » : « فكان ».

(١١) في « ج » : + « له ».

(١٢) في « بس ، بف » وحاشية بدرالدين : ـ « من ».

(١٣) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر الثاني عليه‌السلام ، ح ٨٤٥ ؛ الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ، عن الكليني. وفي كفاية الأثر ، ص ٢٧٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٨ ، ح ٨٦٠ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٢٥٦ ، ح ٥٣.

٢٨٣

رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام ـ وقَدْ خَرَجَ عَلَيَّ ـ فَأَخَذْتُ (١) النَّظَرَ إِلَيْهِ ، وجَعَلْتُ (٢) أَنْظُرُ (٣) إِلى رَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ ، لِأَصِفَ قَامَتَهُ لِأَصْحَابِنَا بِمِصْرَ ، فَبَيْنَا (٤) أَنَا كَذلِكَ حَتّى قَعَدَ ، فَقَالَ (٥) : « يَا عَلِيُّ ، إِنَّ اللهَ احْتَجَّ (٦) فِي الْإِمَامَةِ بِمِثْلِ مَا احْتَجَّ بِهِ (٧) فِي النُّبُوَّةِ ، فَقَالَ : ( وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) (٨) ؛ ( وَلَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ ) (٩) ؛ ( وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ) (١٠) فَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ (١١) وهُوَ صَبِيٌّ (١٢) ، وَيَجُوزُ أَنْ يُؤْتَاهَا (١٣) وهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ». (١٤)

١٠٠٢ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : يَا سَيِّدِي ، إِنَّ النَّاسَ يُنْكِرُونَ عَلَيْكَ حَدَاثَةَ‌

__________________

(١) في « ف » وحاشية « ض ، بح ، بر » والوافي : « فأجدت ». وفي مرآة العقول : « وفي بعضها ـ أي بعض النسخ ـ : أحددت ، بالحاء المهملة ، كما في البصائر ، أي نظرت نظراً حادّاً ».

(٢) في حاشية « ف » : « وكنت ».

(٣) في الكافي ، ح ١٣١١ : « قال خرج عليه‌السلام عَلَيّ فنظرت » بدل « قال : رأيت ـ إلى ـ وجعلت أنظر ».

(٤) في « بح ، بر » : « فبينما ».

(٥) في الكافي ، ح ١٣١١ : « وقال ». وفي الإرشاد : « قال : خرج عَلَيّ أبو جعفر عليه‌السلام حدثان موت أبيه ، فنظرت إلى قدّه لأصف قامته لأصحابي ، فقعد ثمّ قال » بدل « قال : رأيت أبا جعفر ـ إلى ـ قعد فقال ».

(٦) في حاشية « ف » : « قد احتجّ ».

(٧) في حاشية « ف » : + « في عيسى ». وفي الكافي ، ح ١٣١١ : ـ « به ».

(٨) مريم (١٩) : ١٢. وفي الكافي ح ١٣١١ : + « وقال ». وفي البصائر : + « قال الله ».

(٩) يوسف (١٢) : ٢٢ : ( وَلَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) ؛ وفي القصص (٢٨) : ١٤ : ( وَلَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ).

(١٠) الأحقاف (٤٦) : ١٥ : ( حَتّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ).

(١١) في « بس » : « الحكم ».

(١٢) في الكافي ، ح ١٣١١ : « الحكم صبيّاً » بدل « الحكمة وهو صبيّ ».

(١٣) في « بس » : « أن يؤتى الحكم ». وفي الكافي ، ح ١٣١١ : « يعطاها ».

(١٤) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ الثاني عليه‌السلام ، ح ١٣١١ ؛ الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٩٢ ، عن الكليني ، وفيه إلى قوله : ( وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ). بصائر الدرجات ، ص ٢٣٨ ، ح ١٠ ، بسنده عن عليّ بن أسباط الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٨ ، ح ٨٦١.

٢٨٤

سِنِّكَ ، فَقَالَ (١) : « وَمَا يُنْكِرُونَ (٢) مِنْ ذلِكَ؟ قَوْلَ اللهِ (٣) عَزَّ وجَلَّ؟ لَقَدْ قَالَ اللهُ لِنَبِيِّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) (٤) فَوَاللهِ (٥) مَا تَبِعَهُ (٦) إِلاَّ عَلِيٌّ عليه‌السلام وَلَهُ (٧) تِسْعُ سِنِينَ ، وأَنَا ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ ». (٨)

٩٢ ـ بَابُ أَنَّ الْإِمَامَ لَايَغْسِلُهُ (٩) إِلاَّ إِمَامٌ مِنَ (١٠) الْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام

١٠٠٣ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلاَّلِ أَوْ غَيْرِهِ :

عَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنَّهُمْ يُحَاجُّونَّا (١١) يَقُولُونَ (١٢) : إِنَّ الْإِمَامَ لَايَغْسِلُهُ إِلاَّ‌

__________________

(١) في تفسير القمّي : « قال ».

(٢) في تفسير القمّي : + « عَلَيّ ». وفي قوله عليه‌السلام : « وما ينكرون » وجوه أربعة : الأوّل أن تكون « ما » نافية. الثاني أن تكون استفهاميّة ، و « قول الله » استفهام آخر. الثالث أن تكون « ما » استفهاميّة ، و « قول الله » مبتدأ ، و « من ذلك » خبره. الرابع أن تكون « ما » موصولة ، و « قول » خبره ، و « لقد » استينافاً بيانيّاً. راجع : مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٢٥١.

(٣) في تفسير القمّي : « فوالله » بدل « قول الله ».

(٤) يوسف (١٢) : ١٠٨.

(٥) في « بر » : + « و ». وفي تفسير القمّي : ـ « فوالله ».

(٦) في « ف » ومرآة العقول : « ما اتّبعه ».

(٧) في تفسير القمّي : « فما اتّبعه غير عليّ عليه‌السلام وكان ابن » بدل « فوالله ما تبعه إلاّعليّ عليه‌السلام وله ».

(٨) تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٥٨ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أسباط ، عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام. وفي تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٠٠ ، عن عليّ بن أسباط ، عن أبي الحسن الثاني عليه‌السلام ، مع زيادة. راجع : تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٥٨ ؛ وتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٠ و ٢٠١ ، ح ٩٩ و ١٠١ ؛ وتفسير فرات ، ص ٢٠١ ـ ٢٠٢ ، ح ٢٦٤ ـ ٢٦٧ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٨ ، ح ٨٦٢.

(٩) في « ض ، ف ، بح ، بر » : « لا يغسّله » بالتضعيف. ويجوز فيه التخفيف والتضعيف واختلفت النسخ في جميع الموارد الآتية ، واخترنا فيها المجرّد.

(١٠) في « بف » : ـ « إمام من ».

(١١) في شرح المازندراني : « يحاجّوننا ». قال في النحو الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٣ : « هناك لغة تحذف نون الرفع ( أي‌نون الأفعال الخمسة ) في غير ما سبق » ومراده من غير ما سبق أي بلا جازم وناصب ؛ فلا يحتاج إلى تشديد النون.

(١٢) في « ف » : « ويقولون ».

٢٨٥

الْإِمَامُ (١)؟

قَالَ : فَقَالَ : « مَا يُدْرِيهِمْ مَنْ غَسَلَهُ؟ فَمَا قُلْتَ لَهُمْ؟ » ‌

قَالَ : قُلْتُ (٢) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قُلْتُ لَهُمْ : إِنْ قَالَ مَوْلَايَ : إِنَّهُ غَسَلَهُ تَحْتَ عَرْشِ رَبِّي ، فَقَدْ صَدَقَ ، وإِنْ قَالَ : غَسَلَهُ فِي تُخُومِ (٣) الْأَرْضِ ، فَقَدْ صَدَقَ. قَالَ : « لَا هكَذَا ».

قَالَ (٤) : فَقُلْتُ (٥) : فَمَا أَقُولُ لَهُمْ؟ قَالَ : « قُلْ لَهُمْ : إِنِّي غَسَلْتُهُ ». فَقُلْتُ : أَقُولُ لَهُمْ : إِنَّكَ غَسَلْتَهُ؟ فَقَالَ : « نَعَمْ (٦) ». (٧)

١٠٠٤ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ الرِّضَا عليه‌السلام عَنِ الْإِمَامِ يَغْسِلُهُ الْإِمَامُ؟

قَالَ : « سُنَّةُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ (٨) عليه‌السلام ». (٩)

١٠٠٥ / ٣. وعَنْهُ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ طَلْحَةَ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ف ، بح » وحاشية « بر » : « إمام ».

(٢) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي المطبوع : « فقلت ».

(٣) في « بح » : « تحت ». وفي حاشية « بر » : « تحت تخوم ». و « التُخُوم » : الفصل بين الأرَضين من الحدود والمعالم. لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٦٤ ( تخم ).

(٤) في « ب ، ج ، بف » والوافي والبحار : ـ « قال ».

(٥) في « بر ، بس » : « قلت » بدل « لا هكذا قال فقلتُ ». وفي « ف » : ـ « قال : لا هكذا قال ».

(٦) في « ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والبحار : ـ « فقال : نعم ».

(٧) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٦٥ ، ح ١٢٦٨ ؛ البحار ، ج ٢٧ ، ص ٢٩٠ ، ح ٥.

(٨) في الوافي : « يستفاد من هذا الخبر مع ما مرّ أنّ موسى عليه‌السلام إنّما غسّله وصيّه يوشع في حياته ، أو ملك من الملائكة بعد مماته ، أو كلاهما ؛ وذلك لأنّه عليه‌السلام إنّما مات في التيه ولم يكن معه أحد وقتئذٍ إلاّملك في صورة بشر كان قد حفر قبراً ... ».

(٩) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٦٦ ، ح ١٢٧٠ ؛ البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٦٤ ، ح ٤ ؛ وج ٢٧ ، ص ٢٩٠ ، ح ٦.

٢٨٦

قُلْتُ لِلرِّضَا عليه‌السلام : إِنَّ الْإِمَامَ لَايَغْسِلُهُ إِلاَّ الْإِمَامُ (١)؟

فَقَالَ : « أَمَا تَدْرُونَ (٢) مَنْ حَضَرَ؟ لَعَلَّهُ (٣) قَدْ حَضَرَهُ خَيْرٌ مِمَّنْ (٤) غَابَ عَنْهُ ، الَّذِينَ (٥) حَضَرُوا يُوسُفَ فِي الْجُبِّ حِينَ غَابَ عَنْهُ أَبَوَاهُ وأَهْلُ بَيْتِهِ (٦) ». (٧)

٩٣ ـ بَابُ مَوَالِيدِ الْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام

١٠٠٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَلَوِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الرِّزَامِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

حَجَجْنَا مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي السَّنَةِ الَّتِي ولِدَ فِيهَا ابْنُهُ مُوسى عليه‌السلام ، فَلَمَّا نَزَلْنَا (٨) الْأَبْوَاءَ (٩) وضَعَ لَنَا الْغَدَاءَ (١٠) ، وكَانَ إِذَا وضَعَ الطَّعَامَ لِأَصْحَابِهِ أَكْثَرَ وأَطَابَ ، قَالَ : فَبَيْنَا (١١) نَحْنُ نَأْكُلُ إِذْ أَتَاهُ رَسُولُ حَمِيدَةَ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ حَمِيدَةَ تَقُولُ : قَدْ (١٢) أَنْكَرْتُ نَفْسِي (١٣) ،

__________________

(١) في « بح » : « إمام ».

(٢) في « ف » : « ألا تدرون ». وفي شرح المازندراني : « وفي بعضها : « ما تدرون » بدون الهمزة ، وهو الأظهر ».

(٣) هكذا في « ج ، ش ، ض ، ظ ، ف ، بج ، بح ، بد ، بر ، بس ، بش ، بع ، بف ، بل ، بو ، جح ، جس ، جف ، جل ، جم ، جو ، جه » والوافي وشرح المازندراني. وفي بعض النسخ والمطبوع : « لغُسله ».

(٤) في « ف » وحاشية « ج » : « ممّا ».

(٥) قوله : « الذين » بدل عن قوله : « خير ». والمراد بهم الملائكة. والمراد من « من غاب » غير المعصوم ، أو يحمل الحديث على التقيّة.

(٦) في حاشية « ج ، ف » : « أبواه وإخوته ». وراجع في الجمع بين هذا الحديث والحديث الأوّل من هذا الباب : الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٦٦ ؛ مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٢٥٨.

(٧) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٦٦ ، ح ١٢٦٩ ؛ البحار ، ج ٢٧ ، ص ٢٨٩ ، ح ٢ ؛ وج ٤٨ ، ص ٢٤٧ ، ح ٥٤.

(٨) في « ج » : « نزّلنا ». وفي « ف » : « نزل ».

(٩) قال ابن الأثير : « الأَبْواءُ : جبل بين مكّة والمدينة ، وعنده بلد ينسب إليه ». النهاية ، ج ١ ، ص ٢٠ ( أبا ).

(١٠) في « ب » : « الغذاء ». وقال ابن الأثير : « الغَداءُ : الطعام الذي يُؤكل أوّل النهار ». النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٤ ( غدا ).

(١١) في « بر » : « فبينما ».

(١٢) في « بر » : « إنّي ».

(١٣) أي وجدت تغيّر حال في نفسي ، كأنّي لا أعرفها.

٢٨٧

وَقَدْ وجَدْتُ مَا كُنْتُ أَجِدُ إِذَا حَضَرَتْ ولَادَتِي ، وقَدْ أَمَرْتَنِي أَنْ لَا أَسْتَبِقَكَ (١) بِابْنِكَ هذَا ، فَقَامَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَانْطَلَقَ (٢) مَعَ الرَّسُولِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ : سَرَّكَ اللهُ ، وَجَعَلَنَا فِدَاكَ ، فَمَا أَنْتَ صَنَعْتَ مِنْ حَمِيدَةَ؟ قَالَ : « سَلَّمَهَا اللهُ ، وقَدْ وهَبَ لِي غُلَاماً وَهُوَ خَيْرُ مَنْ بَرَأَ (٣) اللهُ فِي خَلْقِهِ ، ولَقَدْ أَخْبَرَتْنِي حَمِيدَةُ عَنْهُ بِأَمْرٍ ظَنَّتْ أَنِّي لَا أَعْرِفُهُ ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمَ بِهِ مِنْهَا ».

فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، ومَا (٤) الَّذِي أَخْبَرَتْكَ بِهِ حَمِيدَةُ عَنْهُ؟

قَالَ : « ذَكَرَتْ أَنَّهُ سَقَطَ مِنْ بَطْنِهَا ـ حِينَ سَقَطَ ـ واضِعاً يَدَهُ (٥) عَلَى الْأَرْضِ ، رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَأَخْبَرْتُهَا أَنَّ ذلِكَ أَمَارَةُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأَمَارَةُ الْوَصِيِّ (٦) مِنْ بَعْدِهِ ».

فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، ومَا هذَا مِنْ أَمَارَةِ (٧) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأَمَارَةِ الْوَصِيِّ (٨) مِنْ بَعْدِهِ (٩)؟

فَقَالَ لِي : « إِنَّهُ لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عُلِقَ (١٠) فِيهَا بِجَدِّي ، أَتى آتٍ جَدَّ أَبِي بِكَأْسٍ فِيهِ شَرْبَةٌ أَرَقُّ مِنَ الْمَاءِ ، وأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ (١١) ، وأَحْلى مِنَ الشَّهْدِ ، وأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ ، وَأَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ ، فَسَقَاهُ إِيَّاهُ ، وأَمَرَهُ بِالْجِمَاعِ ، فَقَامَ ، فَجَامَعَ ، فَعُلِقَ بِجَدِّي.

وَلَمَّا أَنْ كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عُلِقَ فِيهَا بِأَبِي ، أَتى آتٍ جَدِّي ، فَسَقَاهُ كَمَا سَقى جَدَّ‌

__________________

(١) في « ج ، ف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : « لا أسبقك ».

(٢) في « ب » : « وانطلق ».

(٣) في « ف » : « برأه ».

(٤) في « ب » : ـ « و ». وفي « ض ، بر ، بس ، بف » والوافي : « فما ».

(٥) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والمحاسن والبحار ، واريد بها الجنس. وفي المطبوع : « يديه ».

(٦) في حاشية « ف » : « الأوصياء ».

(٧) في « ف » : « وما هذه أمارة ».

(٨) في « ب » : « وصيّه ».

(٩) في البحار : ـ « فقلتُ : جعلت فداك ـ إلى ـ الوصيّ من بعده ».

(١٠) « علق » : مجهول من عَلِقَت المرأةُ ، أي حَبَلتْ. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٢٩ ( علق ). والمراد « بجدّي » السجّاد عليه‌السلام.

(١١) « الزُبد » : ما يستخرج بالمخض من لبن البقر والغنم. المصباح المنير ، ص ٢٥٠ ( زبد ).

٢٨٨

أَبِي ، وأَمَرَهُ بِمِثْلِ الَّذِي أَمَرَهُ (١) ، فَقَامَ ، فَجَامَعَ ، فَعُلِقَ بِأَبِي.

وَلَمَّا (٢) أَنْ كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عُلِقَ فِيهَا بِي ، أَتى آتٍ أَبِي ، فَسَقَاهُ بِمَا (٣) سَقَاهُمْ ، وأَمَرَهُ بِالَّذِي أَمَرَهُمْ بِهِ (٤) ، فَقَامَ (٥) ، فَجَامَعَ ، فَعُلِقَ بِي.

وَلَمَّا أَنْ كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عُلِقَ فِيهَا بِابْنِي ، أَتَانِي آتٍ كَمَا أَتَاهُمْ ، فَفَعَلَ (٦) بِي كَمَا فَعَلَ بِهِمْ ، فَقُمْتُ بِعِلْمِ اللهِ (٧) ، وإِنِّي مَسْرُورٌ بِمَا يَهَبُ اللهُ لِي ، فَجَامَعْتُ ، فَعُلِقَ (٨) بِابْنِي هذَا الْمَوْلُودِ ، فَدُونَكُمْ ، فَهُوَ ـ واللهِ ـ صَاحِبُكُمْ مِنْ بَعْدِي ؛ إِنَّ (٩) نُطْفَةَ الْإِمَامِ مِمَّا أَخْبَرْتُكَ ، وإِذَا سَكَنَتِ النُّطْفَةُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وأُنْشِئَ فِيهَا الرُّوحُ ، بَعَثَ اللهُ ـ تَبَارَكَ وتَعَالى ـ مَلَكاً ، يُقَالُ لَهُ : حَيَوَانُ ، فَكَتَبَ عَلى (١٠) عَضُدِهِ الْأَيْمَنِ : ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (١١) وإِذَا وقَعَ مِنْ (١٢) بَطْنِ أُمِّهِ ، وقَعَ وَاضِعاً يَدَيْهِ (١٣) عَلَى الْأَرْضِ ، رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَأَمَّا وضْعُهُ يَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ ، فَإِنَّهُ يَقْبِضُ كُلَّ عِلْمٍ لِلّهِ أَنْزَلَهُ (١٤) مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ، وأَمَّا رَفْعُهُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَإِنَّ مُنَادِياً يُنَادِي بِهِ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ (١٥) مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْعِزَّةِ مِنَ الْأُفُقِ الْأَعْلى بِاسْمِهِ‌

__________________

(١) في « ب » : + « به ».

(٢) في « ب » : « فلمّا ».

(٣) في « ج » وحاشية « بح » : « كما ».

(٤) في « ب » : ـ « به ».

(٥) في « ج » : + « أبي ».

(٦) في « ف » : « وفعل ».

(٧) « بعلم الله » ، احتمل المازندراني في شرحه بعيداً كونه : بِعَلَمِ الله.

(٨) في « بس » والمحاسن : « فعلقت ».

(٩) في « ب » : « فإنّ ». وفي « ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : « وإنّ ».

(١٠) في « بف » : « في ».

(١١) الأنعام (٦) : ١١٥.

(١٢) في حاشية « ف » : « في ».

(١٣) في « ف » : « يده ».

(١٤) في « ف » : « علم الله أنزله ». وفي « بح » : « علم الله أنزل ». وفي « بس » : « علم أنزله الله ».

(١٥) « من بُطْنان العرش » ، أي من وسطه. وقيل : من أصله. وقيل : البُطْنان : جمع بَطْن ، وهو الغامض من الأرض ، يريد من دَواخل العرش. النهاية ، ج ١ ، ص ١٣٧ ( بطن ).

٢٨٩

وَاسْمِ ابِيهِ يَقُولُ : يَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ ، اثْبُتْ تُثْبَتْ (١) ، فَلِعَظِيمٍ مَا خَلَقْتُكَ ، أَنْتَ صَفْوَتِي مِنْ خَلْقِي ، ومَوْضِعُ سِرِّي ، وعَيْبَةُ عِلْمِي ، وأَمِينِي عَلى وحْيِي ، وخَلِيفَتِي فِي أَرْضِي ، لَكَ ولِمَنْ تَوَلاَّكَ أَوْجَبْتُ رَحْمَتِي ، ومَنَحْتُ جِنَانِي (٢) ، وأَحْلَلْتُ جِوَارِي ، ثُمَّ وَعِزَّتِي وجَلَالِي ، لَأَصْلِيَنَّ (٣) مَنْ عَادَاكَ أَشَدَّ عَذَابِي وإِنْ وسَّعْتُ عَلَيْهِ فِي دُنْيَايَ مِنْ سَعَةِ رِزْقِي.

فَإِذَا انْقَضَى الصَّوْتُ ـ صَوْتُ الْمُنَادِي ـ أَجَابَهُ هُوَ ، واضِعاً يَدَيْهِ (٤) ، رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، يَقُولُ : ( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (٥) ».

قَالَ : « فَإِذَا قَالَ ذلِكَ ، أَعْطَاهُ اللهُ (٦) الْعِلْمَ الْأَوَّلَ والْعِلْمَ الْآخِرَ ، واسْتَحَقَّ زِيَارَةَ الرُّوحِ (٧) فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، الرُّوحُ لَيْسَ هُوَ جَبْرَئِيلَ؟

قَالَ (٨) : « الرُّوحُ (٩) أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ ؛ إِنَّ جَبْرَئِيلَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وإِنَّ الرُّوحَ هُوَ خَلْقٌ (١٠) أَعْظَمُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ؛ أَلَيْسَ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالى (١١) : ( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ

__________________

(١) « تثبت » فيه وجوه : على صيغة الخطاب المعلوم من الإثبات أو التثبيت ، أو على صيغة الخطاب المجهول‌منهما ، أو على صيغة المتكلّم مع الغير منهما. وفي « ف » : « تثبّت ». على بناء الفاعل أو المفعول. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٣٥٨ ؛ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٩٣ ؛ مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٢٦١.

(٢) في « ب » : « جنّاتي ».

(٣) في « ب ، بر » : « لُاصلينّ ». ويقال : صَليتُ الرجل ناراً ، إذا أدخلته النار وجعلته يَصْلاها ، أي يحترق بها. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٠٣ ( صلا ).

(٤) في « ف » : + « على الأرض ».

(٥) آل عمران (٣) : ١٨.

(٦) في « ف » : ـ « الله ».

(٧) في الوافي : « في بعض النسخ : زيادة الروح. ولا يلائمه تفسير الروح بما فسّر ».

(٨) في « ض » والمحاسن : + « لا ».

(٩) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : + « هو ».

(١٠) في « ب » : « خلق هو ».

(١١) في « بف » : « أليس الله تبارك وتعالى يقول ».

٢٩٠

وَالرُّوحُ ) (١)؟ ». (٢)

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (٣) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ (٤) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، مِثْلَهُ. (٥)

__________________

(١) القدر (٩٧) : ٤.

(٢) المحاسن ، ص ٣١٤ ، كتاب العلل ، ح ٣٢ ، بسنده عن عليّ بن أبي حمزة ، مع اختلاف يسير. وراجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الروح التي يسدّد الله بها الأئمّة عليهم‌السلام ، ح ٧٢١ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ٤٤٢ ، ح ٦ ؛ وص ٤٥٥ ، ح ٣ ؛ وتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣١٧ ، ح ١٦١ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٩١ ، ح ١٢٩٧ ؛ البحار ، ج ١٥ ، ص ٢٩٧ ، ح ٣٦ ، وفيه إلى قوله : « زيارة الروح في ليلة القدر ».

(٣) الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ٤٤٠ ، ح ٤ ، وكذا ذيله في ص ٤٦٤ ، ح ٤ ، عن أحمد بن الحسين‌عن المختار بن زياد. وتقدّمت في الكافي ، ح ٩٣٠ رواية محمّد بن يحيى وأحمد بن محمّد معطوفين ، عن محمّد بن الحسن عن أحمد بن الحسين.

فعليه ، الظاهر وقوع التصحيف في ما نحن فيه والصواب « محمّد بن الحسن عن أحمد بن الحسين » ، وقد اتّضح في ما سبق وقوع التصحيف في أسناد محمّد بن يحيى وأحمد بن محمّد عن محمّد بن الحسن ، راجع : ما قدّمناه في الكافي ، ذيل ح ٧٤٣.

هذا ، وأحمد بن الحسين في مشايخ الصفّار هو أحمد بن الحسين بن سعيد ، كما يظهر من بصائر الدرجات ، ص ٢٢ ، ح ٩ ، وص ٢٣٠ ، ح ٤. وروى هو عن جميع شيوخ أبيه إلاّحمّاد بن عيسى ، كما في رجال النجاشي ، ص ٧٧ ، الرقم ١٨٣ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٥٥ ، الرقم ٦٧ ؛ ورجال الطوسي ، ص ٤١٥ ، الرقم ٦٠٠٦. وقد روى الحسين بن سعيد عن المختار بن زياد ، كما في التهذيب ، ج ٤ ، ص ٩٢ ، ح ٢٦٧ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٣٨ ، ح ١١٩. وهذا ممّا يؤكّد وقوع التصحيف في « أحمد بن الحسن ».

(٤) في بصائر الدرجات ، ص ٤٤٠ « أبي جعفر محمّد بن مسلم » لكنّ المذكور في بعض مخطوطاته « سليمان » بدل « مسلم » وهو الظاهر.

(٥) بصائر الدرجات ، ص ٤٤٠ ، ح ٤ ، عن أحمد بن الحسين ، عن المختار بن زياد ، عن أبي جعفر محمّد بن مسلم ، عن أبيه ، عن أبي بصير ؛ وفيه ، ص ٤٦٤ ، ح ٤ ، عن أحمد بن الحسين ، عن المختار بن زياد ، عن أبي جعفر محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، وفيه من قوله : « قلت : جعلت فداك ، الروح ليس هو جبرئيل ». وفي بصائر الدرجات ، ص ٢٢٣ ، ح ١٣ ، عن عبّاد بن سليمان ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه سليمان ، عن أبي عبد الله ، من قوله : « إنّ نطفة الإمام » إلى قوله : « استحقّ زيارة الروح في ليلة القدر » مع اختلاف يسير. وفيه أيضاً ، ص ٤٣٩ ، ح ٤ ، بإسناد الأخير ، من قوله : « وإذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر » إلى قوله : « وهو السميع العليم ».

٢٩١

١٠٠٧ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وتَعَالى ـ إِذَا أَحَبَّ أَنْ يَخْلُقَ الْإِمَامَ ، أَمَرَ مَلَكاً ، فَأَخَذَ (١) شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ (٢) تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَيَسْقِيهَا أَبَاهُ (٣) ، فَمِنْ ذلِكَ يَخْلُقُ الْإِمَامَ ، فَيَمْكُثُ (٤) أَرْبَعِينَ يَوْماً ولَيْلَةً فِي بَطْنِ أُمِّهِ لَايَسْمَعُ الصَّوْتَ ، ثُمَّ يَسْمَعُ بَعْدَ ذلِكَ الْكَلَامَ ، فَإِذَا (٥) ولِدَ بَعَثَ (٦) ذلِكَ الْمَلَكَ ، فَيَكْتُبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ : ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (٧) فَإِذَا مَضَى الْإِمَامُ الَّذِي كَانَ (٨) قَبْلَهُ ، رُفِعَ لِهذَا مَنَارٌ مِنْ نُورٍ يَنْظُرُ بِهِ إِلى‌أَعْمَالِ الْخَلَائِقِ ؛ فَبِهذَا يَحْتَجُّ اللهُ عَلى خَلْقِهِ ». (٩)

١٠٠٨ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ الْإِمَامَ مِنَ الْإِمَامِ (١٠) ، بَعَثَ مَلَكاً ، فَأَخَذَ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ (١١) تَحْتَ الْعَرْشِ ، ثُمَّ أَوْقَعَهَا (١٢) أَوْ دَفَعَهَا (١٣) إِلَى الْإِمَامِ فَشَرِبَهَا (١٤) ، فَيَمْكُثُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْماً لَايَسْمَعُ الْكَلَامَ ، ثُمَّ يَسْمَعُ الْكَلَامَ (١٥)

__________________

(١) في البصائر : « أن يأخذ ».

(٢) في « بس » : + « من ». وفي مرآة العقول : « من الماء ».

(٣) في البصائر : « إيّاه ».

(٤) في « ب » : « فمكث ». وفي البصائر : « ويمكث ».

(٥) في « بر » : « وإذا ».

(٦) في « ب ، ض » : + « الله ».

(٧) الأنعام (٦) : ١١٥.

(٨) في البصائر : + « من ».

(٩) بصائر الدرجات ، ص ٤٣٢ ، ح ٥ ، عن محمّد بن الحسين. تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢١٥ ، بسنده عن الحسن بن راشد ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٨٧ ، ح ١٢٩١.

(١٠) في البصائر ، ص ٤٣٩ : ـ « من الإمام ».

(١١) في « ب ، ض ، بح ، بر ، بف » والوافي والبصائر ، ص ٤٣٩ : ـ « ماء ».

(١٢) في « ض ، ف ، بح ، بر ، بف » والوافي ومرآة العقول : « أوقفها ». وفي البصائر ، ص ٤٣٩ : « أوصلها ».

(١٣) « أو دفعها » ، الترديد من الراوي. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٣٦٠ ؛ مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٢٦٤.

(١٤) في البصائر ، ص ٤٣٩ : ـ « فشربها ».

(١٥) في البصائر ، ص ٤٣٩ : ـ « الكلام ».

٢٩٢

بَعْدَ ذلِكَ ، فَإِذَا وضَعَتْهُ أُمُّهُ ، بَعَثَ اللهُ (١) إِلَيْهِ (٢) ذلِكَ الْمَلَكَ الَّذِي أَخَذَ الشَّرْبَةَ ، فَكَتَبَ (٣) عَلى عَضُدِهِ الْأَيْمَنِ : ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ ) (٤) فَإِذَا قَامَ بِهذَا الْأَمْرِ ، رَفَعَ اللهُ لَهُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مَنَاراً يَنْظُرُ بِهِ إِلى‌أَعْمَالِ الْعِبَادِ (٥) ». (٦)

١٠٠٩ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِيِّ (٧) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ الْإِمَامَ لَيَسْمَعُ (٨) فِي بَطْنِ أُمِّهِ ، فَإِذَا ولِدَ خُطَّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ : ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (٩) فَإِذَا صَارَ الْأَمْرُ إِلَيْهِ ، جَعَلَ اللهُ لَهُ عَمُوداً مِنْ نُورٍ يُبْصِرُ بِهِ مَا يَعْمَلُ (١٠) أَهْلُ كُلِّ بَلْدَةٍ (١١) ». (١٢)

__________________

(١) في « بس ، بف » والبصائر ، ص ٤٣٩ : ـ « الله ».

(٢) في البصائر ، ص ٤٣٩ : ـ « إليه ».

(٣) في « ف » : « فيكتب ». وفي البصائر ، ص ٤٣٩ : « الذي كان أخذ الشربة ويكتب ».

(٤) في « ف ، بر » وحاشية « ج » والبصائر ، ص ٤٣٩ : + « وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ».

(٥) في البصائر ، ص ٤٣٩ : ـ « فإذا قام بهذا الأمر ـ إلى ـ أعمال العباد ».

(٦) بصائر الدرجات ، ص ٤٣٩ ، ح ٥ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن حديد ، عن جميل بن درّاج ، عن يونس بن ظبيان. وفيه ، ص ٤٣١ ـ ٤٣٤ ، ح ٤ و ٧ و ٨ و ١٠ ؛ وص ٤٣٧ ، ح ٧ ؛ وص ٤٣٨ ، ح ٢ و ٣ ، في كلّها بسند آخر عن يونس بن ظبيان ، مع اختلاف. وفيه أيضاً ، ص ٤٣١ ـ ٤٣٣ ، ح ١ و ٣ و ٩ ؛ وص ٤٤٠ ، ح ٣ ، في كلّها بسند آخر ، مع اختلاف ؛ تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢١٤ ، بسند آخر من قوله : « فإذا وضعته أمّه بعث الله إليه » ، مع اختلاف. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٧ ، ح ٨٢ ؛ وح ٨٣ ، عن يونس بن ظبيان ، مع اختلاف. بصائر الدرجات ، ص ٤٣٦ ، ح ٤ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن حديد ، عن منصور بن يونس ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، وفيه قطعة مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٨٨ ، ح ١٢٩٢.

(٧) في البصائر ، ص ٤٣٧ ، ح ٢ وص ٤٣٨ ، ح ١ : « المسلمي ». والمذكور في بعض مخطوطاته في كلا الموضعين هو « المسلي » ، وهو الصواب. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٦٤ ، الرقم ٤٣٣.

(٨) في البصائر ، ص ٤٣٧ ، ح ٢ : « يسمع ».

(٩) في « ب » والبصائر ، ص ٤٣٧ ، ح ٢ : ـ « وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ».

(١٠) في البصائر ، ص ٤٣٧ ، ح ٢ : + « به ».

(١١) في « بس » : « كلّ أهل بلدة ».

(١٢) بصائر الدرجات ، ص ٤٣٧ ، ح ٢ ؛ عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ص ٤٣٨ ، ح ١ ، بسنده عن العبّاس بن عامر

٢٩٣

١٠١٠ / ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (١) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ جَعْفَرٍ يَقُولُ :

سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : « الْأَوْصِيَاءُ إِذَا حَمَلَتْ بِهِمْ أُمَّهَاتُهُمْ ، أَصَابَهَا فَتْرَةٌ شِبْهُ الْغَشْيَةِ ، فَأَقَامَتْ فِي ذلِكَ يَوْمَهَا ذلِكَ إِنْ كَانَ نَهَاراً ، أَوْ لَيْلَتَهَا (٢) إِنْ كَانَ لَيْلاً ، ثُمَّ تَرى فِي مَنَامِهَا رَجُلاً يُبَشِّرُهَا بِغُلَامٍ عَلِيمٍ حَلِيمٍ (٣) ، فَتَفْرَحُ لِذلِكَ ، ثُمَّ تَنْتَبِهُ مِنْ نَوْمِهَا ، فَتَسْمَعُ مِنْ (٤) جَانِبِهَا الْأَيْمَنِ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ صَوْتاً يَقُولُ : حَمَلْتِ بِخَيْرٍ ، وتَصِيرِينَ إِلى خَيْرٍ ، وَجِئْتِ بِخَيْرٍ ، أَبْشِرِي بِغُلَامٍ حَلِيمٍ عَلِيمٍ (٥) ، وتَجِدُ خِفَّةً فِي بَدَنِهَا (٦) ، ثُمَّ (٧) لَمْ (٨) تَجِدْ بَعْدَ (٩) ذلِكَ اتِّسَاعاً (١٠) مِنْ جَنْبَيْهَا وبَطْنِهَا (١١) ، فَإِذَا كَانَ لِتِسْعٍ مِنْ شَهْرِهَا (١٢) ، سَمِعَتْ فِي الْبَيْتِ‌

__________________

الربيع بن محمّد المسلمي ، عن محمّد بن مروان ، مع اختلاف يسير ؛ وفيه أيضاً ، ص ٤٣١ ـ ٤٣٢ ، ح ٢ و ٦ ، بسنده عن محمّد بن مروان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ؛ وفيه أيضاً ، ص ٤٣٤ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن مروان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مع اختلاف. وفي بصائر الدرجات ، ص ٤٣٦ ، ح ٢ و ٣ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، ص ٤٣٧ ، ح ١ ، بسند آخر ؛ وفيه ، ص ٤٣٥ ، ح ٣ ؛ وص ٤٣٦ ، ح ٥ و ٦ ؛ وص ٤٣٧ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف ؛ وفيه أيضاً ، ص ٤٣٤ ، ح ١١ ، بسند آخر عن أحدهما عليهما‌السلام ، مع اختلاف. وفيه ، ص ٤٣٥ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن مروان ، عن الفضيل بن يسار ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ، ص ٦٨٨ ، ح ١٢٩٣.

(١) في « ض ، ف » : « ابن أبي مسعود ». وفي « و » وحاشية « ج ، بح ، بر ، بس ، بف » : « أبي مسعود ». وتقدّمت في ح ٥١٥ ، رواية معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي مسعود ، عن الجعفري.

(٢) في « ب » : « وليلتها ».

(٣) في « ج » : ـ « حليم ». وفي « ف ، بس » والوافي ، والبحار ، ج ٢٥ : « حليم عليم ».

(٤) في « ف » : + « بين ».

(٥) في « بح » : « عليم حليم ».

(٦) في « ف » : « في بدنها خفّة ».

(٧) في « ج ، ض ، ف ، بح » والوافي والبحار ، ج ٢٥ : ـ « ثمّ ».

(٨) في « بر » والبحار ، ج ١٥ : ـ « لم ».

(٩) في « ف » : « قبل ».

(١٠) هكذا في « ب ، ج ، ف ، بح » وحاشية « ض ، بر » والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « امتناعاً ». وفي الوافي‌ومرآة العقول عن بعض النسخ : « ثمّ تجد بعد ذلك امتناعاً ».

(١١) في شرح المازندراني عن كثير من النسخ المعتبرة : « ثمّ تجد بعد ذلك اتّساعاً من جنبها وبطنها ».

(١٢) في حاشية « بر » والبحار ، ج ١٥ : « شهورها ».

٢٩٤

حِسّاً (١) شَدِيداً ، فَإِذَا كَانَتِ (٢) اللَّيْلَةُ الَّتِي تَلِدُ فِيهَا ، ظَهَرَ لَهَا فِي الْبَيْتِ نُورٌ تَرَاهُ ، لَايَرَاهُ غَيْرُهَا إِلاَّ أَبُوهُ ، فَإِذَا ولَدَتْهُ ، ولَدَتْهُ قَاعِداً ، وتَفَتَّحَتْ (٣) لَهُ (٤) حَتّى يَخْرُجَ مُتَرَبِّعاً ، ثُمَّ (٥) يَسْتَدِيرُ بَعْدَ وقُوعِهِ إِلَى الْأَرْضِ ، فَلَا يُخْطِئُ الْقِبْلَةَ ـ حَيْثُ (٦) كَانَتْ ـ بِوَجْهِهِ ، ثُمَّ يَعْطِسُ ثَلَاثاً ، يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ بِالتَّحْمِيدِ ، ويَقَعُ مَسْرُوراً (٧) ، مَخْتُوناً ، ورَبَاعِيَتَاهُ (٨) مِنْ فَوْقٍ وأَسْفَلَ وَنَابَاهُ وضَاحِكَاهُ ، ومِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ مِثْلُ سَبِيكَةِ (٩) الذَّهَبِ نُورٌ ، ويُقِيمُ (١٠) يَوْمَهُ ولَيْلَتَهُ تَسِيلُ يَدَاهُ ذَهَباً (١١) ، وكَذلِكَ الْأَنْبِيَاءُ إِذَا ولِدُوا ، وإِنَّمَا الْأَوْصِيَاءُ أَعْلَاقٌ (١٢) مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ». (١٣)

١٠١١ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ : رَوى غَيْرُ واحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ قَالَ عليه‌السلام :

« لَا تَتَكَلَّمُوا (١٤) فِي الْإِمَامِ ؛ فَإِنَّ الْإِمَامَ يَسْمَعُ الْكَلَامَ‌

__________________

(١) في الوافي : « الحِسّ بالكسر : الحركة والصوت ، وأن يمرّ بك الشي‌ء قريباً فتسمعه ولاتراه ».

(٢) في « بح » : « كان ».

(٣) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح » وحاشية بدرالدين : « نفجت ». وفي « بف » والوافي : « تفسخت ». وفي حاشية « بر » : « نفخت ».

(٤) في « ض » : ـ « له ».

(٥) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ١٥ و ٢٥. وفي المطبوع : ـ « ثمّ ».

(٦) في « ب ، ض ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار ، ج ٢٥ : « حتّى ».

(٧) « مسروراً » ، أي مقطوعاً سُرَّتُه. يقال : سررتُ الصبيَّ أسُرُّه سَرّاً ، إذا قطعت سُرَّه ، وهو ما تقطعه القابلة من‌سُرّته. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٨١ ـ ٦٨٢ ( سرر ).

(٨) « الرباعية » ، مثل الثُمانية : السِنّ الذي بين الثنيّة والناب. والجمع : رَباعيات. كذا في اللغة والشروح. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢١٤ ( ربع ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٣٦٢ ؛ مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٢٦٧.

(٩) « السبيكة » : القطعة المذوبة من الذهب والفضّة ونحوه من الذائب. يقال : سبك الذهب ونحوه ، أي ذوّبه‌وأفرغه في قالبٍ. راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٣٨ ( سبك ).

(١٠) في « بر » : « يقيم » بدون الواو.

(١١) في الوافي : « سيلان الذهب عن يديه ، لعلّه كناية عن إضاءتهما ولمعانها وبريقها ».

(١٢) « الأعْلاقُ » : جمع العِلْق ، وهو النفيس من كلّ شي‌ء. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٣٠ ( علق ).

(١٣) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٩٠ ، ح ١٢٩٦ ؛ البحار ، ج ١٥ ، ص ٢٩٥ ، ح ٣١ ؛ وج ٢٥ ، ص ٤٥ ، ح ٢٢.

(١٤) في « ف » ومرآة العقول والبصائر ، ص ٤٣٦ ، ح ٦ : « لا تكلّموا » بحذف إحدى التاءين.

٢٩٥

وَهُوَ (١) فِي بَطْنِ أُمِّهِ ، فَإِذَا وضَعَتْهُ ، كَتَبَ الْمَلَكُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ : ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فَإِذَا قَامَ بِالْأَمْرِ ، رُفِعَ لَهُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مَنَارٌ (٢) يَنْظُرُ مِنْهُ إِلى أَعْمَالِ الْعِبَادِ ». (٣)

١٠١٢ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ :

كُنْتُ أَنَا وابْنُ فَضَّالٍ جُلُوساً (٤) إِذْ أَقْبَلَ يُونُسُ ، فَقَالَ : دَخَلْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي الْعَمُودِ.

قَالَ : فَقَالَ لِي : « يَا يُونُسُ ، مَا تَرَاهُ؟ أَتَرَاهُ عَمُوداً مِنْ حَدِيدٍ يُرْفَعُ لِصَاحِبِكَ؟ ».

قَالَ : قُلْتُ : مَا أَدْرِي.

قَالَ : « لكِنَّهُ (٥) مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِكُلِّ بَلْدَةٍ ، يَرْفَعُ اللهُ بِهِ أَعْمَالَ تِلْكَ (٦) الْبَلْدَةِ ».

قَالَ : فَقَامَ ابْنُ فَضَّالٍ ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ، وقَالَ : رَحِمَكَ اللهُ يَا (٧) أَبَا مُحَمَّدٍ ، لَاتَزَالُ تَجِي‌ءُ بِالْحَدِيثِ الْحَقِّ (٨) الَّذِي يُفَرِّجُ (٩) اللهُ بِهِ (١٠) عَنَّا. (١١)

__________________

(١) في البصائر ، ص ٤٣٥ ، ح ١ : + « جنين ». وفي البصائر ، ص ٤٣٦ ، ح ٤ : ـ « وهو ».

(٢) في « ب » وحاشية « ض ، بر » والبصائر ، ص ٤٣٦ ، ح ٤ : + « من نور ».

(٣) بصائر الدرجات ، ص ٤٣٥ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد ؛ وفيه ، ص ٤٣٦ ، ح ٤ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن حديد ، عن منصور بن يونس ، عن غير واحد من أصحابنا ؛ وفيه أيضاً ، ص ٤٣٦ ، ح ٦ ، بسنده عن عليّ بن حديد ، عن منصور بن يونس ، عن غير واحد من أصحابنا ، عن أبي جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٨٩ ، ح ١٢٩٤.

(٤) في مرآة العقول : « جلوس : جمع جالس ، استعمل في اثنين ».

(٥) في « ف » : « ولكنّه ».

(٦) في « ف » : ـ « تلك ».

(٧) في « بح ، بر ، بس ، بف » : ـ « يا ».

(٨) في « بف » : ـ « الحقّ ».

(٩) قرأه المازندراني من باب التفعيل والمجرّد ، قال : « الفرج من الغمّ ونحوه. يقال : فرّج الله غمّك تفريجاً ، وفرج الله عنك غمّك يَفْرِج بالكسر ، أي كشفه وأزاله. وعلى هذا كان المفعول محذوفاً ». شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٣٦٥.

(١٠) في « ج » : + « الهمّ ». وفي « ف ، بس ، بف » : + « الخوف ». وفي شرح المازندراني عن بعض النسخ : + « الحقّ ».

(١١) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٨٩ ، ح ١٢٩٥.

٢٩٦

١٠١٣ / ٨. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « لِلْإِمَامِ عَشْرُ عَلَامَاتٍ : يُولَدُ مُطَهَّراً مَخْتُوناً ؛ وإِذَا وقَعَ عَلَى (١) الْأَرْضِ ، وقَعَ عَلى رَاحَتَيْهِ (٢) ، رَافِعاً صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَيْنِ ؛ ولَايُجْنِبُ ؛ وتَنَامُ (٣) عَيْنُهُ (٤) وَلَايَنَامُ قَلْبُهُ ؛ ولَايَتَثَاءَبُ (٥) ولَايَتَمَطّى (٦) ؛ ويَرى مِنْ (٧) خَلْفِهِ كَمَا يَرى مِنْ أَمَامِهِ ؛ ونَجْوُهُ (٨) كَرَائِحَةِ الْمِسْكِ ؛ والْأَرْضُ مُوَكَّلَةٌ بِسَتْرِهِ وابْتِلَاعِهِ ؛ وإِذَا لَبِسَ دِرْعَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَانَتْ عَلَيْهِ وفْقاً ، وإِذَا لَبِسَهَا (٩) غَيْرُهُ مِنَ النَّاسِ ـ طَوِيلِهِمْ وقَصِيرِهِمْ ـ زَادَتْ عَلَيْهِ (١٠) شِبْراً ؛ وهُوَ مُحَدَّثٌ إِلى أَنْ تَنْقَضِيَ (١١) أَيَّامُهُ ». (١٢)

__________________

(١) في « ج ، بس » : « إلى ».

(٢) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر » وحاشية « بح ، بس ، بف » والوافي والبحار وجميع المصادر. وفي سائر النسخ والمطبوع : « راحته ».

(٣) في « ف » : « وينام ».

(٤) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي ومرآة العقول والبحار. واريد به الجنس. وفي المطبوع : « عيناه ».

(٥) « التثاؤُبُ » و « التَثَأُّبُ » : إصابة الكسل والفترة كفترة النعاس. وقيل : هي فترة تعتري الشخص فيفتح عنده فَمَهُ. قرأه الفيض والمجلسي من باب التفعّل. انظر المصباح المنير ، ص ٨٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٣٣ ( ثأب ).

(٦) « التَمَطّي » : التبختر ومدّ اليدين في المشي. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٩٤ ( مطا ).

(٧) يمكن أن يقرأ « من » في الموضعين بالكسر حرف جرّ ، وبالفتح اسم موصول أو موصوف.

(٨) « النَجْوُ » : ما يخرج من البطن من ريح وغائط. لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣٠٦ ( نجو ).

(٩) في البحار : « لبسه ».

(١٠) في « ف » : « عليهم ».

(١١) في « بف » : « أن ينقضي ».

(١٢) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٨ ، ح ٥٩١٤ ؛ والخصال ، ص ٥٢٧ ، أبواب الثلاثين وما فوقها ، ح ١ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢١٢ ، ح ١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٠٢ ، ح ٤ ، بسند آخر عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام مع زيادة واختلاف. وفي الخصال ، ص ٤٢٨ ، باب العشرة ، ح ٥ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٩٣ ، ح ١٢٩٨ ؛ البحار ، ج ٢٥ ، ص ١٦٨ ، ح ٣٧.

٢٩٧

٩٤ ـ بَابُ خَلْقِ أَبْدَانِ الْأَئِمَّةِ وأَرْوَاحِهِمْ وقُلُوبِهِمْ عليهم‌السلام

١٠١٤ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (١) ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ خَلَقَنَا مِنْ عِلِّيِّينَ ، وخَلَقَ أَرْوَاحَنَا مِنْ فَوْقِ ذلِكَ ، وخَلَقَ أَرْوَاحَ شِيعَتِنَا مِنْ عِلِّيِّينَ ، وخَلَقَ أَجْسَادَهُمْ مِنْ دُونِ ذلِكَ ، فَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ (٢) الْقَرَابَةُ بَيْنَنَا وبَيْنَهُمْ ، وقُلُوبُهُمْ (٣) تَحِنُّ (٤) إِلَيْنَا ». (٥)

١٠١٥ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ إِسْحَاقَ الزَّعْفَرَانِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ خَلَقَنَا مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ ، ثُمَّ صَوَّرَ خَلْقَنَا (٦) مِنْ طِينَةٍ (٧) مَخْزُونَةٍ مَكْنُونَةٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ (٨) ، فَأَسْكَنَ ذلِكَ النُّورَ فِيهِ ،

__________________

(١) في « ف » : + « أنّه ».

(٢) في العلل : + « كانت ».

(٣) في البصائر ، ص ١٩ ، ح ١ : « فمن أجل تلك القرابة بيننا وبينهم قلوبهم ».

(٤) « تحنّ » : من الحنين ، وهو الشوق وتَوَفان النفس. تقول منه : حنّ إليه يحنّ حنيناً ، فهو حانّ. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٠٤ ( حنن ).

(٥) بصائر الدرجات ، ص ١٩ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي يحيى الواسطي. علل الشرائع ، ص ١١٧ ، ح ١٠ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي يحيى الواسطي رفعه عن أبي عبد الله عليه‌السلام. وفي بصائر الدرجات ، ص ٢٤ ، ح ١٨ ؛ وص ١٤ ، ح ٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير ، وفي الأخير عن أبي جعفر عليه‌السلام. راجع : بصائر الدرجات ، ص ١٥ ، ح ٨ و ٩ ؛ وص ١٨ ، ح ١٦ و ١٧ ؛ وص ٢٠ ، ح ٢ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٨٤ ، ح ١٢٨٧ ؛ البحار ، ج ٦١ ، ص ٤٤ ، ح ٢١.

(٦) في « بس » : « خلقتنا ».

(٧) « الطِينَةُ » : قطعة من الطين يختم بها الصَكُّ ونحوُه. والطينة أيضاً : الخِلْقَة والجِبِلَّةُ والأصل. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٧٠ ( طين ).

(٨) في البحار : ـ « من تحت العرش ».

٢٩٨

فَكُنَّا (١) نَحْنُ (٢) خَلْقاً وبَشَراً نُورَانِيِّينَ ، لَمْ (٣) يَجْعَلْ (٤) لِأَحَدٍ فِي مِثْلِ الَّذِي خَلَقَنَا مِنْهُ (٥) نَصِيباً (٦) ، وخَلَقَ أَرْوَاحَ شِيعَتِنَا مِنْ طِينَتِنَا (٧) ، وأَبْدَانَهُمْ مِنْ طِينَةٍ مَخْزُونَةٍ مَكْنُونَةٍ أَسْفَلَ مِنْ تِلْكَ (٨) الطِّينَةِ ، ولَمْ يَجْعَلِ اللهُ لِأَحَدٍ فِي مِثْلِ الَّذِي خَلَقَهُمْ مِنْهُ نَصِيباً (٩) إِلاَّ لِلْأَنْبِيَاءِ ، وَلِذلِكَ (١٠) صِرْنَا نَحْنُ وهُمُ النَّاسَ ، وصَارَ (١١) سَائِرُ (١٢) النَّاسِ هَمَجاً (١٣) لِلنَّارِ وإِلَى النَّارِ ». (١٤)

١٠١٦ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ؛

وَ (١٥) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ وغَيْرِهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ رَفَعَهُ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « إِنَّ لِلّهِ نَهَراً (١٦) دُونَ عَرْشِهِ ، ودُونَ النَّهَرِ الَّذِي دُونَ عَرْشِهِ‌

__________________

(١) في « ج ، ض ، بح ، بس ، بف » وشرح المازندراني : « فكذا ».

(٢) في مرآة العقول : ـ « نحن ».

(٣) في « ج » : « ولم ».

(٤) في « ف » وحاشية « ج » : + « الله ».

(٥) في البحار : ـ « منه ».

(٦) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « نصيب ». وهو يقتضي كون قوله : « لم يجعل » مجهولاً كما في « بح ، بر ».

(٧) في « ب » : « طيننا ».

(٨) هكذا في « ف » وهو الأنسب. وفي المطبوع وسائر النسخ : « ذلك ».

(٩) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بس ، بف » : « نصيب ».

(١٠) في « ف » والبحار : « فلذلك ».

(١١) في البحار : ـ « صار ».

(١٢) في حاشية « بس » وحاشية بدرالدين : « جميع ».

(١٣) هكذا في « ض ، ف ، بس » وحاشية « ض ، بح ، بر » والوافي والبصائر. وفي سائر النسخ والمطبوع : « همجٌ ». ولكلّ منهما وجه ؛ فإذا كانت الكلمة بدلاً عن « سائر » فهي مرفوعة ، وقوله : « للنار » خبر لـ « صار ». وإذا كانت خبراً لـ « صار » فهي منصوبة ، وقوله : « للنار » خبر ثان. وفي شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٣٧١ : « قوله : « للنار وإلى النار » إمّا صفة لـ « همج » أو خبر ثان وثالث ». وفي مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٢٧٣ : « وفي أكثر نسخ الكتاب : همج ، بتقدير ضمير الشأن. وفي البصائر وفي بعض نسخ الكتاب : همجاً ، وهو أصوب ».

و « الهَمَج » : رُذالة الناس. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧٣ ( همج ).

(١٤) بصائر الدرجات ، ص ٢٠ ، ح ٣ ، عن محمّد بن عيسى الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٨٤ ، ح ١٢٨٨ ؛ البحار ، ج ٦١ ، ص ٤٥ ، ح ٢٢.

(١٥) في السند تحويل بعطف « محمّد بن يحيى عن سلمة بن الخطّاب وغيره عن عليّ بن حسّان » على « عليّ بن‌إبراهيم عن عليّ بن حسّان ».

(١٦) في الوافي : + « من ».

٢٩٩

نُورٌ (١) نَوَّرَهُ ؛ وإِنَّ (٢) فِي (٣) حَافَتَيِ (٤) النَّهَرِ رُوحَيْنِ مَخْلُوقَيْنِ : رُوحُ الْقُدُسِ ، ورُوحٌ مِنْ أَمْرِهِ ؛ وَإِنَّ لِلّهِ عَشْرَ طِينَاتٍ : خَمْسَةٌ مِنَ (٥) الْجَنَّةِ (٦) ، وخَمْسَةٌ مِنَ الْأَرْضِ » ، فَفَسَّرَ (٧) الْجِنَانَ ، وَفَسَّرَ الْأَرْضَ.

ثُمَّ قَالَ : « مَا مِنْ نَبِيٍّ ولَامَلَكٍ (٨) مِنْ بَعْدِهِ جَبَلَهُ إِلاَّ نَفَخَ فِيهِ مِنْ إِحْدَى الرُّوحَيْنِ ، وَجَعَلَ (٩) النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِنْ إِحْدَى الطِّينَتَيْنِ (١٠) ».

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليه‌السلام : مَا الْجَبْلُ؟

فَقَالَ (١١) : « الْخَلْقُ غَيْرَنَا (١٢) أَهْلَ الْبَيْتِ ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ خَلَقَنَا مِنَ الْعَشْرِ‌

__________________

(١) في البصائر ، ص ١٩ و ٤٤٦ : + « من ».

(٢) في « بح » : « فإنّ ».

(٣) في البصائر ، ص ٤٤٦ : « على ».

(٤) هو تثنية الحافة من حوف بمعنى الجانب. وفي مرآة العقول : « حافتا النهر ـ بتخفيف الفاء ـ : جانباه ».

(٥) في البصائر ، ص ١٩ : + « نفح ».

(٦) في البصائر ، ص ٤٤٦ : + « وخمسة من النار ».

(٧) في البصائر ، ص ١٩ و ٤٤٦ : « وفسّر ». وفي مرآة العقول : « ففسّر الجنان ، الظاهر أنّه كلام ابن رئاب ، والضمير المستتر لأمير المؤمنين عليه‌السلام ، وقيل : لأبي الحسن عليه‌السلام. والتفسير إشارة إلى ما سيأتي في خبر أبي الصامت ».

(٨) في مرآة العقول : « ولا ملك ، بالتحريك. وقد يقرأ بكسر اللام ، أي إمام ... وهو بعيد ».

(٩) في البصائر ، ص ٤٤٦ : « وجبل ».

(١٠) في « ف » : + « قال ».

(١١) في الوافي والبصائر ، ص ١٩ و ٤٤٦ : « قال ».

(١٢) هاهنا وجوه ثلاثة :

الأوّل : قال المولى محمّد أمين الأسترآبادي : « قوله : ما الجَبْل؟ ـ بسكون الباء ـ سؤال عن مصدر الفعل المتقدّم ، وقوله : الخلق إلخ جواب له ، وحاصله أنّ مصداق الجبل في الكلام المتقدّم خلق غيرنا أهل البيت ؛ فإنّ الله خلق جسدنا من عشر طينات ولأجل ذلك شيعتنا منتشرة في الأراضي والسماوات ، وجعل فينا الروحين جميعاً ».

الثاني : قال المحقّق المازندراني : « أقول : يمكن أن يراد بالخلق الجماعة من المخلوقات ، ويجعل مبتدأ وما بعده خبره ، ويراد حينئذٍ بالجبل الجماعة المذكورون من الناس وغيرهم الذين جبلهم الله تعالى من إحدى الروحين وإحدى الطينتين ».

الثالث : قال العلاّمة المجلسي : « والأظهر عندي أنّ « غيرنا » تتمّة للكلام السابق على الاستثناء المنقطع وإنّما اعترض السؤال والجواب بين الكلام قبل تمامه ، لاتتمّة لتفسير الجبل كما توهّمه الأكثر ، قال الشيخ البهائي ; : يعني مادّة بدننا لاتسمّى جبلة ، بل طينة ؛ لأنّها خلقت من العشر طينات ».

٣٠٠