الكافي - ج ٢

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٢

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-386-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٤٤

نَكُونَ (١) مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ عليه‌السلام ، ويَظْهَرَ الْحَقُّ ، ونَحْنُ الْيَوْمَ فِي إِمَامَتِكَ وطَاعَتِكَ (٢) أَفْضَلُ أَعْمَالاً مِنْ أَصْحَابِ دَوْلَةِ الْحَقِّ والْعَدْلِ.

فَقَالَ : « سُبْحَانَ اللهِ! أَمَا تُحِبُّونَ أَنْ يُظْهِرَ اللهُ ـ تَبَارَكَ وتَعَالَى ـ الْحَقَّ والْعَدْلَ فِي الْبِلَادِ ، ويَجْمَعَ اللهُ الْكَلِمَةَ ، ويُؤَلِّفَ اللهُ بَيْنَ قُلُوبٍ مُخْتَلِفَةٍ ، ولَايُعْصَى (٣) اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ فِي أَرْضِهِ ، وتُقَامَ (٤) حُدُودُهُ فِي خَلْقِهِ ، ويَرُدَّ اللهُ الْحَقَّ إِلى (٥) أَهْلِهِ ، فَيَظْهَرَ حَتّى لَايُسْتَخْفى (٦) بِشَيْ‌ءٍ مِنَ الْحَقِّ ، مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ؟ أَمَا واللهِ يَا عَمَّارُ ، لَايَمُوتُ مِنْكُمْ مَيِّتٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا إِلاَّ كَانَ أَفْضَلَ عِنْدَ اللهِ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ شُهَدَاءِ بَدْرٍ وأُحُدٍ ؛ فَأَبْشِرُوا ». (٧)

٨٩٠ / ٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ ، عَنْ (٨) هِشَامٍ ؛

وَ (٩) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ‌

__________________

« في رواية الشيخ الصدوق : فما نتمنّى إذن. وهو أوضح ».

(١) في « بس ، بف » : « أن يكون ».

(٢) في « بر » : « إمامتكم وطاعتكم ».

(٣) كذا في « ج ، ض ، ف ، ه‍ ، و » وحاشية « بح ، بر » ومرآة العقول. وفي سائر النسخ والمطبوع : « ولا يعصون ». والصحيح حذف النون ؛ لأنّه منصوب.

(٤) في « ف » : + « الأئمّة ».

(٥) في « ج ، ف ، ه‍ ، بر » والوافي : « يقام ».

(٦) في مرآة العقول : « حتّى لا يستخفى ، على بناء المعلوم ، أي صاحب الحقّ. أو المجهول ، فيشمله وغيره ».

(٧) الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل صدقة السرّ ، ح ٦٠٢٣. وفي الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٧ ، ح ١٧٣٦ ، معلّقاً عن عمّار ، عن الصادق عليه‌السلام ، وفيهما قطعة منه هكذا : « يا عمّار ، الصدقة والله في السرّ أفضل من الصدقة في العلانية ، وكذلك والله العبادة في السرّ أفضل منها في العلانية ». وفي كمال الدين ، ص ٦٤٥ ، ح ٧ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، مع تفاوت يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٣٨ ، ح ٩٥٦. وفي الوسائل ، ج ١ ، ص ٧٧ ، ح ١٧٤ و ١٧٥ ؛ وج ٩ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٢٣٢٠ ، قطعة منه.

(٨) كذا في النسخ والمطبوع ، لكنّ الظاهر عطف هشام على أبي اسامة ، كما تقدّم ذيل ح ٥٧.

(٩) في السند تحويل كما يظهر بأدنى تأمّل. ويروي عن أبي حمزة ، هشام بن سالم وأبي اسامة بناء على وقوع‌التصحيف في السند الأوّل.

١٤١

سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ :

حَدَّثَنِي الثِّقَةُ مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ فِي خُطْبَةٍ لَهُ : « اللهُمَّ وإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ الْعِلْمَ لَايَأْرِزُ (١) كُلُّهُ ، ولَايَنْقَطِعُ (٢) مَوَادُّهُ ، وأَنَّكَ لَا تُخْلِي (٣) أَرْضَكَ مِنْ حُجَّةٍ لَكَ عَلى خَلْقِكَ ـ ظَاهِرٍ لَيْسَ بِالْمُطَاعِ (٤) ، أَوْ خَائِفٍ مَغْمُورٍ (٥) ـ كَيْلَا تَبْطُلَ حُجَّتُكَ (٦) ، ولَايَضِلَّ (٧) أَوْلِيَاؤُكَ بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَهُمْ (٨) بَلْ أَيْنَ هُمْ؟ وكَمْ؟ أُولئِكَ (٩) الْأَقَلُّونَ عَدَداً ، والْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللهِ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ قَدْراً ، الْمُتَّبِعُونَ لِقَادَةِ الدِّينِ ، الْأَئِمَّةِ الْهَادِينَ ، الَّذِينَ يَتَأَدَّبُونَ بِآدَابِهِمْ ، ويَنْهَجُونَ نَهْجَهُمْ (١٠) ؛ فَعِنْدَ ذلِكَ يَهْجُمُ (١١) بِهِمُ الْعِلْمُ عَلى حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ ، فَتَسْتَجِيبُ (١٢) أَرْوَاحُهُمْ لِقَادَةِ الْعِلْمِ ، ويَسْتَلِينُونَ مِنْ حَدِيثِهِمْ مَا اسْتَوْعَرَ (١٣) عَلى غَيْرِهِمْ ، ويَأْنَسُونَ بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ (١٤) الْمُكَذِّبُونَ ،

__________________

(١) في « ب ، بر » وحاشية « ج » : « لا يأزر ». وقوله : « لا يأرِزُ » ، أي لا يجتمع ولا يتقبّض. يقال : أرَزَ فلان يأرز أرْزاًواروزاً ، أي تضامّ وتقبّض من بُخله. ويقال : أرَزَت الحيّة إلى جُحْرها ، أي انضمّ إليها واجتمع بعضه إلى بعض فيها. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٦٣ ـ ٨٦٤ ( أرز ).

(٢) في « ب » : « لا تنقطع ». وفي « بس » : « منقطع ».

(٣) في « ج » : « تخلّى ». وفي شرح المازندراني : « لا تخلي ، إمّا من التخلية ، أو من الإخلاء ».

(٤) في مرآة العقول : « بمطاع ».

(٥) في أكثر النسخ والوافي : « مغمود ». وكلاهما بمعنى مستور.

(٦) هكذا في أكثر النسخ وشرح المازندراني ومرآة العقول. وفي « بس » والمطبوع : « حججك ».

(٧) في « ف » : « ولا تضلّ ».

(٨) في « ه‍ » : « هديتهم به ».

(٩) في « ف » : « أولياؤك ».

(١٠) في « ف » : « بنهجهم ». وقوله : « ينهجون نهجهم » ، أي يُوضِحون طريقهم ، أو يسلكونه. تقول : نَهَجْتُ‌الطريق ، إذا أبَنْتَهُ وأوضَحته. ونَهَجْتُ الطريق أيضاً ، إذا سلكته. والأظهر عند المجلسي هو الثاني. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٤٦ ( نهج ).

(١١) في « ه‍ » : « ينهج ». وفي حاشية « بف » : « هجم ».

(١٢) في « بح ، بس » : « فيستجيب ». وفي مرآة العقول : « فتستجيبها ».

(١٣) « استوعر » ، بمعنى وعر ، أي صعب ، كاستقرّ بمعنى قرّ ؛ فإنّه جاء في اللغة متعدّياً. استوعرتُ الشي‌ء ، أي‌وجدتُه وعْراً ، أي صعباً. والمعنى : يجدون سهلاً وليّناً ما صعب على غيرهم. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٤ ( وعر ).

(١٤) في « بف » : « عنه ».

١٤٢

وَأَبَاهُ (١) الْمُسْرِفُونَ ، أُولئِكَ أَتْبَاعُ الْعُلَمَاءِ ، صَحِبُوا أَهْلَ الدُّنْيَا بِطَاعَةِ اللهِ (٢) ـ تَبَارَكَ وتَعَالى ـ وَأَوْلِيَائِهِ (٣) ، ودَانُوا بِالتَّقِيَّةِ (٤) عَنْ (٥) دِينِهِمْ ، والْخَوْفِ مِنْ عَدُوِّهِمْ ، فَأَرْوَاحُهُمْ (٦) مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ (٧) الْأَعْلى ، فَعُلَمَاؤُهُمْ وأَتْبَاعُهُمْ خُرْسٌ ، صُمْتٌ (٨) فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ ، مُنْتَظِرُونَ (٩) لِدَوْلَةِ (١٠) الْحَقِّ ، وسَيُحِقُّ (١١) اللهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ، ويَمْحَقُ (١٢) الْبَاطِلَ ، هَا (١٣) ، هَا ؛ طُوبى لَهُمْ عَلى صَبْرِهِمْ عَلى دِينِهِمْ فِي حَالِ هُدْنَتِهِمْ (١٤) ، ويَا شَوْقَاهْ إِلى رُؤْيَتِهِمْ فِي حَالِ ظُهُورِ دَوْلَتِهِمْ ، وسَيَجْمَعُنَا اللهُ وإِيَّاهُمْ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ومَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ». (١٥)

__________________

(١) في « ف ، ه‍ » : « ويأباه ».

(٢) في « ض ، ف ، ه‍ » وحاشية « ج » : « بالطاعة لله ».

(٣) في أكثر النسخ ومرآة العقول : « ولأوليائه ». ثمّ قال في المرآة : « الظاهر أنّ اللام زيد من النسّاخ ».

(٤) « دانوا بالتقيّة » ، أي أطاعوا الله بها ، أو تعبّدوا بها واتّخذوها ديناً لهم. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١١٨ ( دين ).

(٥) في « بس ، بف » : « على ».

(٦) في مرآة العقول : « وأرواحهم ».

(٧) في حاشية « ف » : « بالملأ ».

(٨) أي لايقدرون على التكلّم بالحقّ وإعلاء كلمته في دولة الباطل. في شرح المازندراني : « وصمت ».

(٩) في الوافي : « ينتظرون ».

(١٠) في « بح » : « الدولة ».

(١١) في حاشية « ف » : « ويحقّ ».

(١٢) في « ف » : + « الله ».

(١٣) في الوافي : « هاه هاه ». و « ها » حرف تنبيه ينبّه بها المخاطب على ما يساق إليه من الكلام ، وتكريرها للتأكيد والمبالغة فيه. وقال المجلسي في مرآة العقول : « وقيل : هاها ، حكاية البكاء بصوت عال ».

(١٤) تقدّم معنى الهُدْنة ذيل ح ٢ من هذا الباب.

(١٥) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ، ح ٤٥٧ ، عن عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي اسامة ؛ وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي اسامة وهشام بن سالم عن أبي حمزة ، عن أبي إسحاق ، عمّن ثيق به من أصحاب أمير المؤمنين ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « اللهم إنّك لا تخلي أرضك من حجّة لك على خلقك ». وفيه ، باب في الغيبة ، ح ٩٠٣ ، عن عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ومحمّد بن يحيى وغيره ، عن أحمد بن محمّد ؛ وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام ممّن يوثق به ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، مع اختلاف. وفي الغيبة للنعماني ، ص ١٣٦ ، ح ٢ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، مع اختلاف الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٠ ، ح ٩١٣.

١٤٣

٨٠ ـ بَابٌ فِي الْغَيْبَةِ‌

٨٩١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى والْحُسَيْنُ (١) بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيِّ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ يَمَانٍ التَّمَّارِ ، قَالَ :

كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام جُلُوساً ، فَقَالَ لَنَا : « إِنَّ لِصَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً ، الْمُتَمَسِّكُ (٢) فِيهَا بِدِينِهِ (٣) كَالْخَارِطِ (٤) لِلْقَتَادِ (٥) ـ ثُمَّ قَالَ هكَذَا بِيَدِهِ ـ فَأَيُّكُمْ يُمْسِكُ شَوْكَ الْقَتَادِ بِيَدِهِ؟ » ‌

ثُمَّ أَطْرَقَ مَلِيّاً (٦) ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ لِصَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً (٧) ، فَلْيَتَّقِ اللهَ عَبْدٌ ،

__________________

(١) هكذا في « ض ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « الحسن ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فقد وردت رواية الحسين بن محمّد شيخ المصنّف ، عن جعفر بن محمّدٍ ، في عدّةٍ من الأسناد ، كما روى محمّد بن يحيى والحسين بن محمّد معطوفين عن جعفر بن محمّد في الكافي ، ح ٧٤٢ و ٩٠١. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٣٤٠.

يؤيّد ذلك ما تقدّم في ح ٤٤ ؛ من رواية الحسين بن محمّد عن جعفر بن محمّد ، عن القاسم بن الربيع ؛ فقد روى جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري الكوفي كتاب القاسم بن الربيع. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣١٦ ، الرقم ٨٦٧.

ثمّ إنّ الخبر رواه النعماني في كتابه الغيبة ، ص ١٦٩ ، ذيل ح ١٠ ـ نقلاً من الكتاب ـ وفيه أيضاً : « الحسن بن محمّد » لكن في نسخة عتيقةٍ من الغيبة : « الحسين ».

(٢) في « ج ، بح ، بر ، بس » وحاشية « ف » : « الممسك ».

(٣) في حاشية « ج » : « لدينه ». وهو مقتضى كلمة « الممسك ».

(٤) « الخارِط » : من خَرَطْتُ الورقَ ، أي حَتَتُّهُ ، وهو أن تقبض على أعلاه ثمّ تُمِرُّ يدك عليه إلى أسفله. و « القَتاد » كسَحاب : شجر صُلب ، له شوكة كالإبر. وهذا مَثَل لكلّ أمر صعب ومرتكب له. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٢٢ ( خرط ) ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٤٦ ( قتد ).

(٥) في الغيبة للنعماني والطوسي : + « بيده ».

(٦) أطْرَقَ الرجل ، أي سكت فلم يتكلّم ، وأطرق ، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض. والمَلِيُّ : هو الطائفة من‌الزمان لا حدّ لها. يقال : معنى مليّ من النهار ومليّ من الدهر ، أي طائفة منه. فالمعنى : سكت زماناً طويلاً ناظراً إلى الأرض. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٥ ( طرق ) ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٣ ( ملا ).

(٧) في حاشية « بر » : « لغيبة ».

١٤٤

وَلْيَتَمَسَّكْ بِدِينِهِ ». (١)

٨٩٢ / ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا فُقِدَ الْخَامِسُ مِنْ ولْدِ السَّابِعِ ، فَاللهَ اللهَ فِي أَدْيَانِكُمْ ، لَايُزِيلُكُمْ (٢) عَنْهَا أَحَدٌ (٣) ؛ يَا بُنَيَّ (٤) ، إِنَّهُ لَابُدَّ لِصَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ مِنْ غَيْبَةٍ حَتّى يَرْجِعَ عَنْ هذَا الْأَمْرِ مَنْ كَانَ يَقُولُ بِهِ ، إِنَّمَا هِيَ مِحْنَةٌ (٥) مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ امْتَحَنَ (٦) بِهَا خَلْقَهُ ، لَوْ (٧) عَلِمَ آبَاؤُكُمْ وأَجْدَادُكُمْ دِيناً أَصَحَّ مِنْ هذَا (٨) ، لَاتَّبَعُوهُ ».

قَالَ : فَقُلْتُ : يَا سَيِّدِي ، مَنِ الْخَامِسُ مِنْ ولْدِ السَّابِعِ (٩)؟

__________________

(١) الغيبة للنعماني ، ص ١٦٩ ، ذيل ح ١١ ، عن الكليني. وفيه أيضاً ، ص ١٦٩ ، ح ١١ ، بسند آخر عن صالح بن محمّد ، عن يمان التمّار ؛ وفي كمال الدين ، ص ٣٤٦ ، ح ٣٤ ؛ وص ٣٤٣ ، ح ٢٥ [ وفيه من قوله : « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة فليتّق الله ... » ] ؛ والغيبة للطوسي ، ص ٤٥٥ ، ح ٤٦٥ ، [ وفيه إلى قوله : « المتمسّك فيها بدينه كالخارط للقتاد » ] بسندها عن صالح بن محمّد ، عن هانئ التمّار الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٥ ، ح ٩٠٧.

(٢) في حاشية « ج ، بح » والوافي وكمال الدين ، ص ٣٥٩ وكفاية الأثر والغيبة للطوسي ، ص ٣٣٧ والغيبةللنعماني : « لا يزيلنّكم ».

(٣) في « بس » والعلل وكمال الدين ، ص ٣٥٩ وكفاية الأثر : « أحد عنها ».

(٤) قرأ المازندراني هذا وكذا ما يأتي بعد أسطر : يا بَنِيَّ ، على صيغة الجمع بقرينة « لو علم آباؤكم ». ثمّ قال : « وليس على صيغة الإفراد خطاباً مع أخيه عليّ بن جعفر لإباء السياق وعدم صحّته بدون التجوّز » ولكنّ المجلسي استظهر ما في المتن. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٢٢٩ ؛ مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٣٤.

(٥) قال الجوهري : « المِحْنَةُ : واحدة المِحَن التي يُمْتَحَنُ بها الإنسان من بليّة. ومَحَنْتُهُ وامتحنته ، أي اختبرته ، والاسم المِحْنَةُ ». الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٠١ ( محن ).

(٦) في الغيبة للنعماني : « يمتحن الله ».

(٧) في شرح المازندراني والعلل ، ص ٢٤٤ وكمال الدين ، ص ٣٥٩ والغيبة للنعماني وكفاية الأثر : « ولو ».

(٨) في الغيبة للنعماني والطوسي : + « الدين ».

(٩) في الوافي : « الخامس ، كناية عن المهديّ عليه‌السلام. والسابع ، كناية عن نفسه عليه‌السلام ، وإنّما كانت عقولهم تصغر عنه وأحلامهم تضيق عن حمله لعظم سرّ الغيبة في أعين عقولهم ، وضيق صدورهم عن حمل حكمتها الخفيّة والتصديق بوقوعها ».

١٤٥

فَقَالَ : « يَا بُنَيَّ ، عُقُولُكُمْ تَصْغُرُ عَنْ هذَا ، وأَحْلَامُكُمْ (١) تَضِيقُ (٢) عَنْ حَمْلِهِ ، ولكِنْ إِنْ تَعِيشُوا (٣) فَسَوْفَ تُدْرِكُونَهُ ». (٤)

٨٩٣ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (٥) ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَاوِرِ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِيَّاكُمْ والتَّنْوِيهَ (٦) ، أَمَا واللهِ لَيَغِيبَنَّ إِمَامُكُمْ سِنِيناً مِنْ دَهْرِكُمْ ، ولَتُمَحَّصُنَّ (٧) حَتّى يُقَالَ : مَاتَ (٨)؟ قُتِلَ؟ هَلَكَ (٩)؟ بِأَيِّ وادٍ سَلَكَ؟ وَلَتَدْمَعَنَّ عَلَيْهِ (١٠) عُيُونُ الْمُؤْمِنِينَ ، ولَتُكْفَؤُنَّ (١١) كَمَا‌

__________________

(١) « الأحلام » : واحدها الحِلْمُ ، وهو العقل. النهاية ، ج ١ ، ص ٤٣٤ ( حلم ).

(٢) في « ف » : « تضيّق ».

(٣) في كفاية الأثر : « تفتّشوا ».

(٤) الغيبة للنعماني ، ص ١٥٤ ، ح ١١ ، عن الكليني. وفي علل الشرائع ، ص ٢٤٤ ، ح ٤ ؛ وكمال الدين ، ص ٣٥٩ ، ح ١ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ١٦٦ ، ح ١٢٨ ؛ وص ٣٣٧ [ وفيه إلى قوله : « هي محنة من الله عزّ وجلّ امتحن بها خلقه » ] ؛ وكفاية الأثر ، ص ٢٦٨ ، بسند آخر عن الحسن بن عيسى بن محمّد بن عليّ بن جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٥ ، ح ٩٠٨.

(٥) في الغيبة للنعماني : + « عن عبد الكريم ». والظاهر أنّه سهو ؛ فقد روى محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمد [ بن عيسى ] عن [ عبدالرحمن ] بن أبي نجران في أسنادٍ كثيرة. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٤٦٧ ـ ٤٦٨ ، ص ٥٢٤ ـ ٥٢٥ ، ص ٦٥٦ وص ٦٧٨.

(٦) « التنويه » : الرفع والتشهير والتعريف. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٥٥٠ ( نوه ).

(٧) ظاهر المازندراني والفيض صيغة الخطاب المجهول للجمع مؤكّداً بالنون ؛ من التمحيص ، وهو الابتلاء والاختبار ، كما نقله المجلسي عن بعض النسخ ، ثمّ قال : « وفي بعض النسخ بصيغة الواحد الغائب المجهول مع النون ، وفي بعضها بدونها ... ويحتمل أن يكون على بناء المعلوم من محص الصبيّ ـ كمنع ـ : عدا ، ومحص منّي : هرب » ، ثمّ استظهر ما في غيبة النعماني : « وليخملنّ » من قولهم : خمل ذكره وصوته خمولاً : خفي. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٢٣٠ ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١١ ؛ مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٣٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٥٦ ( محص ).

(٨) في مرآة العقول : « الأفعال كلّها بتقدير الاستفهام ».

(٩) في « ب ، ض » : « أو هلك ». وفي « ف » : « وهلك ». وفي « ه‍ » : ـ « هلك ».

(١٠) في « بح » : ـ « عليه ».

(١١) « لَتُكْفَؤُنَّ » ، أي لتُقْلَبُنَّ ، من كَفَأْتُ القِدْرَ وأكْفَأ ، إذا كَبَبْتَها وقلبتَها لتُفرِغ ما فيها. كذا كفأه واكتفأه. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٤٠ ( كفأ ).

١٤٦

تُكْفَأُ (١) السُّفُنُ فِي أَمْوَاجِ الْبَحْرِ ، فَلَا يَنْجُو إِلاَّ مَنْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَهُ ، وكَتَبَ فِي قَلْبِهِ الْإِيمَانَ ، وأَيَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ ، ولَتُرْفَعَنَّ (٢) اثْنَتَا عَشْرَةَ رَايَةً مُشْتَبِهَةً (٣) لَايُدْرى (٤) أَيٌّ مِنْ أَيٍّ ».

قَالَ (٥) : فَبَكَيْتُ ، ثُمَّ قُلْتُ : فَكَيْفَ (٦) نَصْنَعُ؟ قَالَ : فَنَظَرَ إِلى شَمْسٍ دَاخِلَةٍ فِي الصُّفَّةِ ، فَقَالَ : « يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، تَرى هذِهِ (٧) الشَّمْسَ؟ » قُلْتُ (٨) : نَعَمْ ، فَقَالَ : « وَاللهِ ، لَأَمْرُنَا أَبْيَنُ مِنْ هذِهِ (٩) الشَّمْسِ ». (١٠)

٨٩٤ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ فِي صَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ شَبَهاً (١١) مِنْ يُوسُفَ عليه‌السلام ».

قَالَ : قُلْتُ لَهُ : كَأَنَّكَ تَذْكُرُ (١٢) حَيَاتَهُ أَوْ غَيْبَتَهُ؟

__________________

(١) في « ف » : « تكفأنّ ». وفي « ه‍ » : « تكفي ». بقلب الهمزة ياءً. وفي « بح » : « يكفأ ».

(٢) في « ج ، بح ، بس ، بف » : « ليرفعنّ ».

(٣) في « ب ، ف » : « مشبّهة ». وفي الوافي : « الرايات المشتبهة ، من اشتراط ظهوره عليه‌السلام ».

(٤) في « ب » : « لا تدرى ». وفي مرآة العقول : « حتى لا يدرى ».

(٥) في « بف » : ـ « قال ».

(٦) في « ف » ومرآة العقول : « كيف ». وقال في المرآة : « قلت : كيف نصنع ، على صيغة المتكلّم ، أو صيغة الغائب المجهول ».

(٧) في « ج » : « هذا ».

(٨) في « ب ، ج » والغيبة للنعماني : « فقلت ».

(٩) في « ج » : « هذا ».

(١٠) الغيبة للنعماني ، ص ١٥٢ ، ذيل ح ١٠ ، عن الكليني. وفيه ، ح ١٠ بسند آخر عن عبد الرحمن بن أبي نجران ؛ كمال الدين ، ص ٣٤٧ ، ح ٣٥ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٣٧ ، ح ٢٨٥ ، بسنده عن ابن أبي نجران ، عن عمرو بن مساور ، عن المفضّل بن عمر ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. وفي الغيبة للنعماني ، ص ١٥١ ، ح ٩ ، بسنده عن المفضّل بن عمر ، مع اختلاف الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١١ ، ح ٩١٤.

(١١) في حاشية « ه‍ » : « سنّة ».

(١٢) هكذا في أكثر النسخ والوافي ومرآة العقول. وفي المطبوع : « تذكره ».

١٤٧

قَالَ : فَقَالَ لِي : « وَمَايُنْكِرُ (١) مِنْ ذلِكَ هذِهِ الْأُمَّةُ أَشْبَاهُ الْخَنَازِيرِ؟! إِنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ عليه‌السلام كَانُوا أَسْبَاطاً (٢) أَوْلَادَ الْأَنْبِيَاءِ ، تَاجَرُوا يُوسُفَ وبَايَعُوهُ وخَاطَبُوهُ وهُمْ إِخْوَتُهُ وَهُوَ أَخُوهُمْ ، فَلَمْ يَعْرِفُوهُ حَتّى قَالَ : أَنَا يُوسُفُ وهذَا أَخِي ، فَمَا تُنْكِرُ (٣) هذِهِ الْأُمَّةُ الْمَلْعُونَةُ أَنْ يَفْعَلَ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ بِحُجَّتِهِ فِي وقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ كَمَا فَعَلَ بِيُوسُفَ؟

إِنَّ يُوسُفَ عليه‌السلام كَانَ إِلَيْهِ مُلْكُ مِصْرَ ، وكَانَ بَيْنَهُ وبَيْنَ والِدِهِ مَسِيرَةُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً ، فَلَوْ أَرَادَ أَنْ يُعْلِمَهُ لَقَدَرَ عَلى ذلِكَ ، لَقَدْ سَارَ يَعْقُوبُ عليه‌السلام وو لْدُهُ عِنْدَ الْبِشَارَةِ تِسْعَةَ أَيَّامٍ مِنْ بَدْوِهِمْ (٤) إِلى مِصْرَ ، فَمَا تُنْكِرُ هذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ يَفْعَلَ اللهُ ـ جَلَّ وعَزَّ ـ بِحُجَّتِهِ كَمَا فَعَلَ بِيُوسُفَ أَنْ يَمْشِيَ فِي أَسْوَاقِهِمْ ويَطَأَ بُسُطَهُمْ (٥) ، حَتّى يَأْذَنَ اللهُ فِي ذلِكَ لَهُ (٦) كَمَا أَذِنَ لِيُوسُفَ : ( قالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ ) (٧) (٨)

٨٩٥ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُوسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ لِلْغُلَامِ غَيْبَةً قَبْلَ أَنْ يَقُومَ ». قَالَ : قُلْتُ : ولِمَ؟ قَالَ : « يَخَافُ » وأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى بَطْنِهِ ، ثُمَّ قَالَ : « يَا زُرَارَةُ ، وهُوَ الْمُنْتَظَرُ ، وهُوَ الَّذِي‌

__________________

(١) في « ب ، ض ، و » وحاشية « ج » : « تنكر ». وفي مرآة العقول : « ما للاستفهام التعجيبي ومفعول « تنكر » ، و « أشباه » مرفوع نعت لـ « هذه الامّة » ، أو منصوب على الذمّ ».

(٢) « الأسباط » : جمع السِبْط ، وهو الولد ، أو ولَد الوَلَد ، أو ولَد البنت. والسِبْط أيضاً : الامّة. وسمّيت أولاد إسحاق‌أسباطاً ، وأولاد إسماعيل قبائل. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٣٤ ( سبط ).

(٣) في « ب ، بح ، بر ، بس ، بف » : « ينكر ».

(٤) في « بف » : « بدوّهم ».

(٥) في « ف ، ه‍ » : + « كما فعل بيوسف ».

(٦) في « ب ، ض ، ف ، ه‍ ، بح ، بس ، بف » والوافي : ـ « له ».

(٧) يوسف (١٢) : ٩٠.

(٨) الغيبة للنعماني ، ص ١٦٣ ، ذيل ح ٤ ، عن الكليني. وفيه ، ح ٤ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٢٤٤ ، ح ٣ ؛ وكمال الدين ، ص ١٤٤ ، ح ١١ ؛ وص ٣٤١ ، ح ٢١ ، بسند آخر عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٢ ، ح ٩١٦.

١٤٨

يُشَكُّ فِي ولَادَتِهِ : مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : مَاتَ أَبُوهُ بِلَا خَلَفٍ ؛ ومِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : حَمْلٌ (١) ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : إِنَّهُ ولِدَ قَبْلَ مَوْتِ أَبِيهِ بِسَنَتَيْنِ (٢) ؛ وهُوَ الْمُنْتَظَرُ (٣) ، غَيْرَ أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ يُحِبُّ أَنْ يَمْتَحِنَ (٤) الشِّيعَةَ ، فَعِنْدَ ذلِكَ يَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ يَا زُرَارَةُ (٥) ».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنْ أَدْرَكْتُ ذلِكَ الزَّمَانَ أَيَّ شَيْ‌ءٍ أَعْمَلُ؟

قَالَ : « يَا زُرَارَةُ (٦) ، إِذَا أَدْرَكْتَ ذلِكَ (٧) الزَّمَانَ ، فَادْعُ بِهذَا الدُّعَاءِ : اللهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ نَبِيَّكَ (٨) ؛ اللهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ (٩) ؛ اللهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي ».

ثُمَّ قَالَ : « يَا زُرَارَةُ ، لَابُدَّ مِنْ قَتْلِ غُلَامٍ بِالْمَدِينَةِ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَلَيْسَ يَقْتُلُهُ جَيْشُ السُّفْيَانِيِّ؟

قَالَ : « لَا ، ولكِنْ يَقْتُلُهُ جَيْشُ آلِ بَنِي فُلَانٍ (١٠) ، يَجِي‌ءُ حَتّى يَدْخُلَ الْمَدِينَةَ (١١) ، فَيَأْخُذُ الْغُلَامَ فَيَقْتُلُهُ ، فَإِذَا قَتَلَهُ بَغْياً وعُدْوَاناً وظُلْماً ، لَايُمْهَلُونَ ؛ فَعِنْدَ ذلِكَ تَوَقُّعُ الْفَرَجِ (١٢) إِنْ شَاءَ اللهُ ». (١٣)

__________________

(١) في « ج » وحاشية « بح » : « خمل ».

(٢) في « ه‍ ، بس » والغيبة للنعماني : « بسنين ».

(٣) في مرآة العقول : « وهو المنتظر ، من تتمّة كلام القائل ؛ لئلاّ يكون تكراراً ، أو من كلامه عليه‌السلام تأكيداً وتوطئة لما بعده. وهذا أظهر ».

(٤) في « بس » : + « خلقه ». فالشيعة حينئذٍ بدل.

(٥) في « ج » وكمال الدين ، ص ٣٤٢ والغيبة للطوسي : ـ « يا زرارة ».

(٦) في « ب ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني : ـ « قال : قلت ـ إلى ـ زرارة ».

(٧) هكذا في أكثر النسخ وشرح المازندراني والوافي وكمال الدين ، ص ٣٤٢ والغيبة للنعماني والطوسي. وفي المطبوع : « هذا ».

(٨) في « ب » : « لم أعرفك » بدل « لم أعرف نبيّك ».

(٩) في « ب » : « نبيّك ».

(١٠) في « ب ، ه‍ » وحاشية « بس » : « أبي فلان ».

(١١) في « ف » : « بالمدينة ».

(١٢) في حاشية « ف » : « وقع الفرج ». وفي مرآة العقول : « توقّع الفرج ، بصيغة المصدر ، أو الأمر ».

(١٣) الغيبة للنعماني ، ص ١٦٦ ، ذيل ح ٦ ، عن الكليني. وفي الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في الغيبة ، ح ٩١٩ ؛

١٤٩

٨٩٦ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُثَنّى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « يَفْقِدُ النَّاسُ إِمَامَهُمْ ، يَشْهَدُ (١) الْمَوْسِمَ ، فَيَرَاهُمْ وَلَايَرَوْنَهُ ». (٢)

٨٩٧ / ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُنْذِرُ (٣) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَابُوسَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ السِّنْدِيِّ (٤) ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ ، قَالَ :

أَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَوَجَدْتُهُ مُتَفَكِّراً (٥) يَنْكُتُ (٦) فِي الْأَرْضِ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا لِي أَرَاكَ مُتَفَكِّراً (٧) تَنْكُتُ (٨) فِي الْأَرْضِ؟ أَرَغْبَةً مِنْكَ فِيهَا؟

__________________

وكمال الدين ، ص ٣٤٢ ، ح ٢٤ ؛ وص ٣٤٦ ، ح ٣٢ [ وفيه إلى قوله : « فعند ذلك يرتاب المبطلون » ] ؛ والغيبة للنعماني ، ص ١٦٦ ، ح ٦ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ٣٣٣ ، ح ٢٧٩ ، بسند آخر عن زرارة ، مع اختلاف يسير. وراجع : كمال الدين ، ج ٢ ، ص ٥١٢ ، ح ٤٣ الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٦ ، ح ٩٠٩.

(١) في « ه‍ » : « ويشهد ».

(٢) الغيبة للنعماني ، ص ١٧٥ ، ح ١٤ ، عن الكليني. كمال الدين ، ص ٣٤٦ ، ح ٣٣ ، بسنده عن محمّد بن يحيى. وفي كمال الدين ، ص ٤٤٠ ، ح ٧ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ١٦١ ، ح ١١٩ ، بسندهما عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي ؛ كمال الدين ، ص ٣٥١ ، ح ٤٩ ، بسنده عن يحيى بن المثنّى. وراجع : الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٢٠ ، ح ٣١١٧ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ٣٦٣ ، ح ٣٢٩ الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٣ ، ح ٩١٧.

(٣) في الغيبة للنعماني : « نصر ». وهو سهو ؛ وابن قابوس هذا ، هو منذر بن محمّد القابوسي المترجم في رجال‌النجاشي ، ص ٤١٨ ، الرقم ١١١٨ ، والمذكور في رجال الكشّي ، ص ٥٦٦ ، الرقم ١٠٧٠ بعنوان منذر بن قابوس ، وروى عنه عبدالله بن محمّد بن خالد.

(٤) في كمال الدين : « النصر بن أبي السري ». وفي الاختصاص والغيبة للطوسي ، ص ١٦٤ : « النصر بن السندي ».

(٥) في حاشية « ف » والغيبة للنعماني : « مفكّراً ». وفي الغيبة للطوسي ، ص ١٦٤ : ـ « متفكّراً ».

(٦) في كفاية الأثر : « ينكث ». وأمّا ينكت فهو من النَكْت بالحَصى ونَكْت الأرض بالقضيب ، وهو أن يؤثّر فيها بطرفه فِعْلَ المفكّر المهموم. راجع النهاية ، ج ٥ ، ص ١١٣ ( نكت ).

(٧) في حاشية « ف » والغيبة للطوسي ، ص ١٦٤ : « مفكّراً ». وفي الغيبة للنعماني : ـ « مالي أراك متفكّراً ».

(٨) في كفاية الأثر : « تنكث ».

١٥٠

فَقَالَ (١) : « لَا واللهِ ، مَا رَغِبْتُ فِيهَا ولَافِي الدُّنْيَا يَوْماً (٢) قَطُّ ، ولكِنِّي (٣) فَكَّرْتُ (٤) فِي مَوْلُودٍ (٥) يَكُونُ مِنْ ظَهْرِي (٦) ، الْحَادِيَ عَشَرَ مِنْ ولْدِي ، هُوَ الْمَهْدِيُّ (٧) الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلاً وقِسْطاً (٨) ، كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً (٩) وظُلْماً (١٠) ، يَكُونُ (١١) لَهُ غَيْبَةٌ وحَيْرَةٌ ، يَضِلُّ فِيهَا أَقْوَامٌ ، وَيَهْتَدِي فِيهَا (١٢) آخَرُونَ ».

فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وكَمْ تَكُونُ (١٣) الْحَيْرَةُ والْغَيْبَةُ (١٤)؟

فَقَالَ (١٥) : « سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ أَوْ سِتَّ سِنِينَ (١٦) ».

__________________

(١) في « ب » والاختصاص والغيبة للطوسي ، ص ١٦٤ : « قال ».

(٢) في الغيبة للنعماني : « ساعة ».

(٣) في « ج » وكمال الدين والغيبة للنعاني والطوسي ، ص ٣٣٦ : « ولكن ».

(٤) في الغيبة للنعماني : « فكري ».

(٥) في « ف » وكفاية الأثر : « مولد ».

(٦) هكذا في « بع ، جد » وحاشية « بج ، جو » والمطبوع والوافي وكمال الدين والغيبة للنعماني وكفاية الأثر. وفي سائر النسخ ومرآة العقول والاختصاص والغيبة للطوسي ، ص ١٦٤ و ٣٣٦ : « من ظهر ». وفي « ب » : « من ولد ». وفي حاشية « و » : « الظاهر أنّ لفظة « من ولدي » غلط من الرواة وهو عليه‌السلام من ظهر الإمام الحادي عشر ». وفي مرآة العقول : « من ظهر الحادي عشر ؛ كذا في أكثر النسخ ، فالمعنى من ظهر الإمام الحادي عشر. و « من ولدي » نعت « مولود » وربما يقرأ « ظهرٍ » بالتنوين ، أي وراء ، والمراد أنّه يولد بعد هذا الدهر ، و « الحادي عشر » مبتدأ ، خبره « المهديّ ». وفي إكمال الدين وبعض نسخ الكتاب « ظهري » ؛ فلايحتاج إلى تكلّف ».

(٧) في الغيبة للنعماني : « يكون من ظهري هو المهديّ ».

(٨) في شرح المازندراني والوافي والغيبة للنعماني والطوسي ، ص ٣٣٦ : « قسطاً وعدلاً ». و « القسط » : العدل‌والتسوية. وقال المجلسي : « القسط : الإنصاف ، وهو ضدّ الجور ». راجع : المغرب ، ص ٣٨٢ ( قسط ).

(٩) « الجَور » : الميل عن الطريق والضَلال عنه. يقال : جار عن الطريق يجور ، أي مال عنه وضلّ. وقد يكون بمعنى الظلم. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣١٣ ( جور ).

(١٠) في « ض ، ف ، بر » والغيبة للنعماني والطوسي ، ص ٣٣٦ : « ظلماً وجوراً ».

(١١) هكذا في أكثر النسخ. وفي المطبوع : « تكون ». وفي الوافي : « وتكون ».

(١٢) في « ف » : + « أقوام ». وفي شرح المازندراني : ـ « فيها ».

(١٣) في « ه‍ ، بس » : « يكون ».

(١٤) في كمال الدين والغيبة للنعماني الطوسي وكفايةالأثر : « حيرة وغيبة ».

(١٥) هكذا في « ب ، ض ، ف ، ه‍ ، بح ، بس » والبحار. وفي المطبوع وسائر النسخ : « قال ».

(١٦) في الغيبة للنعماني : « فقال : سبت من الدهر » بدل « قال : ستّة أيّام أو ستّة أشهر أو ستّ سنين ». وقال في

١٥١

فَقُلْتُ : وإِنَّ هذَا (١) لَكَائِنٌ؟

فَقَالَ (٢) : « نَعَمْ ، كَمَا أَنَّهُ مَخْلُوقٌ (٣) ، وأَنّى (٤) لَكَ بِهذَا الْأَمْرِ يَا أَصْبَغُ ، أُولئِكَ خِيَارُ هذِهِ الْأُمَّةِ مَعَ خِيَارِ (٥) أَبْرَارِ (٦) هذِهِ (٧) الْعِتْرَةِ ».

فَقُلْتُ : ثُمَّ مَا يَكُونُ (٨) بَعْدَ ذلِكَ؟

فَقَالَ : « ثُمَّ (٩) يَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ ؛ فَإِنَّ لَهُ بَدَاءَاتٍ و (١٠) إِرَادَاتٍ ، وغَايَاتٍ ونِهَايَاتٍ ». (١١)

٨٩٨ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّمَا نَحْنُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ ، كُلَّمَا غَابَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ ، حَتّى إِذَا أَشَرْتُمْ بِأَصَابِعِكُمْ ومِلْتُمْ بِأَعْنَاقِكُمْ (١٢) ، غَيَّبَ اللهُ عَنْكُمْ نَجْمَكُمْ ، فَاسْتَوَتْ بَنُو‌

__________________

الوافي : « وإنّما حدَّ الحيرة والغيبة بالستّ مع أنّ الأمر زاد على الستّمائة ؛ لدخول البداء في أفعال الله سبحانه ، كما أشار عليه‌السلام إليه فيما يكون بعد هذه المدّة بقوله : يفعل الله ما يشاء ، فإنّ له بداءات ».

(١) في « ض » والوافي : + « له ».

(٢) في « ه‍ » والاختصاص : « قال ».

(٣) في الغيبة للنعماني : + « قلت : أدرك ذلك الزمان؟ فقال : ».

(٤) في « ف » والاختصاص : « فأنّى ».

(٥) في كمال الدين والغيبة للنعماني والطوسي ، ص ١٦٤ : ـ « خيار ».

(٦) « الأبرار » : جمع البَرّ ، وهو كثيراً ما يخصّ بالأولياء والزهّاد والعبّاد. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١١٦ ( برر ).

(٧) في « ف » : + « الامّة و ».

(٨) في الغيبة للنعماني : « ماذا يكون ».

(٩) في الغيبة للنعماني : ـ « ثمّ ».

(١٠) في كمال الدين والغيبة للنعماني : ـ « بَداءات و ». و « بداءات » : جمع البداء ، وهو ظهور شي‌ء بعد الخفاء. وقد مرّ تحقيقه أوّل باب البداء.

(١١) الغيبة للنعماني ، ص ٦٠ ، ح ٤ ، عن الكليني. وفي كمال الدين ، ص ٢٨٨ ، ح ١ ؛ والاختصاص ، ص ٢٠٩ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ١٦٤ ، ح ١٢٧ ، بسندها عن المنذر بن محمّد ، وأيضاً بسند الآخر عن ثعلبة بن ميمون ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٣٦ ، ح ٢٨٢ ، بسنده عن ثعلبة بن ميمون ، إلى قوله : « ويهتدي فيها آخرون » ؛ كفاية الأثر ، ص ٢١٩ ، بسنده عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترقّ الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٧ ، ح ٩١١ ؛ البحار ، ج ٥١ ، ص ١٣٥ ، وفيه من قوله : « فقلت : يا أمير المؤمنين وكم تكون الحيرة ».

(١٢) في « ف ، ه‍ » والغيبة للنعماني ، ص ١٥٦ : « بحواجبكم ».

١٥٢

عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَلَمْ يُعْرَفْ أَيٌّ مِنْ أَيٍّ ، فَإِذَا طَلَعَ نَجْمُكُمْ فَاحْمَدُوا رَبَّكُمْ ». (١)

٨٩٩ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ لِلْقَائِمِ عليه‌السلام غَيْبَةً قَبْلَ أَنْ يَقُومَ ». قُلْتُ (٢) : ولِمَ؟ قَالَ : « إِنَّهُ يَخَافُ » وأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى بَطْنِهِ ، يَعْنِي الْقَتْلَ. (٣)

٩٠٠ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنْ بَلَغَكُمْ عَنْ صَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ غَيْبَةٌ ، فَلَا تُنْكِرُوهَا ». (٥)

٩٠١ / ١١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ومُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَبَّادٍ الْأَنْمَاطِيِّ ، عَنْ‌

__________________

(١) الغيبة للنعماني ، ص ١٥٦ ، ح ١٧ ، عن الكليني. وفيه ، ص ١٥٥ ، ح ١٦ ، بسنده عن معروف بن خرّبوذ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفيه أيضاً ، ص ١٥٥ ، ح ١٥ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٤ ، ح ٩٢٢.

(٢) في الوافي وكمال الدين ، ح ٨ : « قال : قلت ».

(٣) الغيبة للنعماني ، ص ١٧٧ ، ذيل ح ٢١ ، عن الكليني. وفيه ، ح ٢١ ، بسنده عن عبد الله بن بكير ؛ وفيه أيضاً ، ص ١٧٦ ، ح ١٩ ، بسنده عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن عبد الملك بن أعين ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ وفيه أيضاً ، ح ١٨ ، بسنده عن ابن بكير عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ؛ كمال الدين ، ص ٤٨١ ، ح ٧ ، بسنده عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ؛ وفيه ، ح ٨ ، بسنده عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ وفيه ، ح ٩ ، بسنده عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ وفيه ، ح ١٠ ، بسنده عن ابن بكير ، عن زرارة عن أبي عبد الله عليه‌السلام ؛ علل الشرائع ، ص ٢٤٦ ، ح ٩ ، بسنده عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٥ ، ح ٩٢٣.

(٤) هكذا في « ب ، ض ، بح ، بر ، بس » والوافي. وفي « ألف ، ج ، ف ، و، بف » والمطبوع : « الخزّاز ». وما أثبتناه هوالصواب ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٧٥.

(٥) الغيبة للنعماني ، ص ١٨٨ ، ح ٤٢ ، عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٥ ، ح ٩٢٤.

١٥٣

مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وعِنْدَهُ فِي الْبَيْتِ أُنَاسٌ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ بِذلِكَ غَيْرِي ، فَقَالَ : « أَمَا واللهِ لَيَغِيبَنَّ عَنْكُمْ صَاحِبُ هذَا الْأَمْرِ ، ولَيَخْمِلَنَّ حَتّى (١) يُقَالَ : مَاتَ؟ هَلَكَ (٢)؟ فِي أَيِّ وادٍ سَلَكَ؟! ولَتُكْفَؤُنَّ (٣) كَمَا تُكْفَأُ السَّفِينَةُ فِي أَمْوَاجِ (٤) الْبَحْرِ ، لَا يَنْجُو (٥) إِلاَّ مَنْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَهُ ، وكَتَبَ الْإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ ، وأَيَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ ، وَلَتُرْفَعَنَّ (٦) اثْنَتَا عَشْرَةَ رَايَةً مُشْتَبِهَةً (٧) لَايُدْرى (٨) أَيٌّ مِنْ أَيٍّ ».

قَالَ : فَبَكَيْتُ ، فَقَالَ (٩) : « مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ ». فَقُلْتُ (١٠) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، كَيْفَ لَا أَبْكِي وأَنْتَ تَقُولُ : « اثْنَتَا عَشْرَةَ رَايَةً مُشْتَبِهَةً (١١) لَايُدْرى (١٢) أَيٌّ مِنْ أَيٍّ؟! » قَالَ : وفِي مَجْلِسِهِ كَوَّةٌ (١٣) تَدْخُلُ (١٤) فِيهَا الشَّمْسُ ، فَقَالَ : « أَبَيِّنَةٌ هذِهِ؟ » فَقُلْتُ (١٥) : نَعَمْ ، قَالَ (١٦) : « أَمْرُنَا أَبْيَنُ مِنْ هذِهِ الشَّمْسِ ». (١٧)

٩٠٢ / ١٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ‌

__________________

(١) هكذا في أكثر النسخ والوافي. وفي « ب ، بح » : « ويخملنّ حتّى ». وفي المطبوع : « ليخملنّ هذا حتّى ». وقوله : « ليخملنّ » ، أي يخفى. لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٢٢١ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣١٦ ( خمل ).

(٢) في « ف » : « أو هلك ». وفي حاشية « بح » : « وهلك ».

(٣) « لَتُكْفَؤُنَّ » ، أي لتُقْلَبنَّ ، من كَفَأْتُ القِدْرَ وأكْفَأ ، إذا كَبَبْتَها وقلبتَها لتُفْرِغ ما فيها. كذا كفأه واكتفأه. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٤٠ ( كفأ ).

(٤) في « بح » : ـ « أمواج ».

(٥) في « ف » : « لا ينجوه ». وفي « بح » : + « أمواج ».

(٦) في « ب » : « ترفعنّ ». وفي « ه‍ » : « ليرفعنّ ».

(٧) في « ب » : « مشبّهة ».

(٨) في « ب » : « لا تدرى ».

(٩) في « ب ، بر » : « قال ». وفي « ف » : « فقال و ».

(١٠) في « ج ، بح ، بر ، بس ، بف » : « قلت ».

(١١) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » : ـ « مشتبهة ». وفي « ف » : « مشبّهة ».

(١٢) في « ب » : « لا تدرى ».

(١٣) « الكَوُّ » و « الكَوَّةُ » : الخرْق في الحائط ، والثقب في البيت ونحوه. لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٣٦ ( كوى ).

(١٤) في « ه‍ » والوافي : « يدخل ».

(١٥) في « بر » : « قلت ».

(١٦) في حاشية « بف » : + « أمّا ».

(١٧) راجع المصادر التي ذكرنا ذيل ح ٣ من هذا الباب الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٢ ، ح ٩١٥.

١٥٤

الْأَنْبَارِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُثَنّى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لِلْقَائِمِ عليه‌السلام غَيْبَتَانِ ، يَشْهَدُ فِي إِحْدَاهُمَا الْمَوَاسِمَ (١) ، يَرَى النَّاسَ ، ولَايَرَوْنَهُ ». (٢)

٩٠٣ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وغَيْرُهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام مِمَّنْ يُوثَقُ بِهِ :

أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام تَكَلَّمَ (٣) بِهذَا الْكَلَامِ ، وحُفِظَ عَنْهُ ، وخَطَبَ بِهِ عَلى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ : « اللهُمَّ إِنَّهُ لَابُدَّ لَكَ مِنْ حُجَجٍ فِي أَرْضِكَ ، حُجَّةٍ بَعْدَ حُجَّةٍ عَلى خَلْقِكَ ، يَهْدُونَهُمْ إِلى دِينِكَ ، ويُعَلِّمُونَهُمْ عِلْمَكَ ، كَيْلَا يَتَفَرَّقَ أَتْبَاعُ أَوْلِيَائِكَ (٤) ، ظَاهِرٍ (٥) غَيْرِ مُطَاعٍ ، أَوْ مُكْتَتَمٍ (٦) يُتَرَقَّبُ (٧) ، إِنْ غَابَ عَنِ النَّاسِ شَخْصُهُمْ (٨) فِي حَالِ هُدْنَتِهِمْ (٩) ، فَلَمْ يَغِبْ عَنْهُمْ‌

__________________

(١) في « بف » وشرح المازندراني : « الموسم ». و « المَواسِمُ » : جمع المَوْسِم.

(٢) الغيبة للنعماني ، ص ١٧٥ ، ح ١٦ ، عن الكليني. وفيه ، ص ١٧٥ ، ح ١٣ ، بسند آخر عن يحيى بن المثنّى ؛ وفيه أيضاً ، ح ١٥ ، بسند آخر عن يحيى بن المثنّى ، عن زرارة ، وفيها مع اختلاف يسير. وراجع : المصادر التي ذكرنا ذيل ح ٦ من هذا الباب الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٣ ، ح ٩١٩.

(٣) في « ف » : « يتكلّم ».

(٤) في « بح ، بر ، بف » وحاشية « ض ، ف » : « اولئك ». وفي « ب » : + « إمام ».

(٥) قوله : « ظاهر » ، مجرور نعتاً لـ « حجّة ». أو مرفوع خبراً لمبتدأ محذوف ، أي كلّ منهم ظاهر.

(٦) في « ف » : « مكتمّ ».

(٧) يُتَرَقَّبُ ، أي ينتظر ، والترقّب : الانتظار ، وكذلك الارتقاب. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٣٨ ( رقب ).

(٨) في الوسائل : « شخصه ».

(٩) في « بح » : « هدتهم ». وفي « بس » : « هدبتهم ». وقال ابن الأثير : « الهُدْنَةُ : السكون ، والهُدْنَةُ : الصلح والموادعة بين المسلمين والكفّار وبين كلّ متحاربَيْن. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥٢ ( هدن ).

١٥٥

قَدِيمُ مَبْثُوثِ (١) عِلْمِهِمْ ، وآدَابُهُمْ (٢) فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ مُثْبَتَةٌ ، فَهُمْ بِهَا عَامِلُونَ ».

وَيَقُولُ عليه‌السلام فِي هذِهِ الْخُطْبَةِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ :

« فِيمَنْ (٣) هذَا؟ ولِهذَا يَأْرِزُ (٤) الْعِلْمُ إِذَا لَمْ يُوجَدْ لَهُ حَمَلَةٌ يَحْفَظُونَهُ ، ويَرْوُونَهُ كَمَا سَمِعُوهُ (٥) مِنَ الْعُلَمَاءِ ، ويَصْدُقُونَ (٦) عَلَيْهِمْ فِيهِ ؛ اللهُمَّ فَإِنِّي (٧) لَأَعْلَمُ أَنَّ الْعِلْمَ لَايَأْرِزُ (٨) كُلُّهُ ، ولَايَنْقَطِعُ مَوَادُّهُ ، و (٩) إِنَّكَ لَاتُخْلِي (١٠) أَرْضَكَ مِنْ حُجَّةٍ لَكَ عَلى خَلْقِكَ ، ظَاهِرٍ (١١) لَيْسَ بِالْمُطَاعِ (١٢) ، أَوْ خَائِفٍ مَغْمُورٍ (١٣) ؛ كَيْلَا تَبْطُلَ حُجَّتُكَ (١٤) ، ولَايَضِلَّ (١٥) أَوْلِيَاؤُكَ (١٦)

__________________

(١) في « ب ، ف ، بس ، بف » وشرح المازندراني : « مثبوت ». قال المازندراني : جاء « ثبت » لازماً ومتعدّياً ، وقال المجلسي : لم أر مجيئه متعدّياً. وجعل ما في المتن أظهر. وقوله : « المبثوث » : المنتشر. يقال : بثّ الخبر وأبَثَّه ، أي نشره ، فانبثّ ، أي انتشر. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٧٣ ( بثث ).

(٢) احتمل المازندراني ضعيفاً أن يكون « آدابهم » عطفاً على « علمهم » ، و « مثبتة » حالاً عنهما ، و « في » متعلّقاً بـ « مثبتة ».

(٣) في « ف » وحاشية « ج ، بر ، بف » : « فمن ». وقرأه الفيض : فيمن هذى ، ثمّ قال : « في شأن من تكلّم في العلم‌بغير معقول من الهذيان » وردّه المجلسي ، ثمّ قال : « وفي بعض النسخ : فمن هذا ، كما في رواية النعماني ، فمن بالكسر ، و « لهذا » تأكيد له. وهذا في الموضعين إشارة إلى كلام اسقط من البين. ويمكن أن يقرأ بالفتح على الاستفهام للقلّة ». راجع : الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٩ ؛ مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٤٨.

(٤) في « ب ، ف » وحاشية « بح » : « يأزر ». وقوله : « يَأْرِزُ » ، أي يجتمع ويتقبّض. يقال : أرَزَ فلان يَأْرِزُ أرْزاً وأرُوزاً ، أي تَضامّ وتَقَبَّضَ من بُخله. ويقال : أرَزَت الحيّةُ إلى جُحْرها ، أي انضمّت إليها واجتمع بعضه إلى بعض فيها. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٦٣ ـ ٨٦٤ ( أرز ).

(٥) في الوافي : « يسمعونه ».

(٦) في « ب ، ج ، ه‍ ، بر » : « يصدَّقون ». وفي مرآة العقول : « وربّما يقرأ على مجهول باب التفعيل ، أي يصدّقهم الناس في الرواية لعلمهم بعدالتهم ».

(٧) في شرح المازندراني : « وإنّي ».

(٨) في « ب ، ف » : « لا يأزر ».

(٩) في « ب » : ـ « و ».

(١٠) في « ف » : « لا تخلّي ».

(١١) في « ف » : « ظاهراً ».

(١٢) في « بح » : « المطاع ».

(١٣) في أكثر النسخ والوافي : « مغمودٍ ». وكلاهما بمعنى مستور.

(١٤) في « ج ، ه‍ ، بح ، بس » وحاشية « ض ، ف » : « حججك ».

(١٥) في « ف » : « لا تضلّ ».

(١٦) في « بف » وحاشية « ض ، ف » : « اولئك ».

١٥٦

بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَهُمْ ، بَلْ أَيْنَ هُمْ؟ وكَمْ هُمْ؟ أُولئِكَ (١) الْأَقَلُّونَ عَدَداً ، الْأَعْظَمُونَ (٢) عِنْدَ اللهِ قَدْراً ». (٣)

٩٠٤ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) (٤) قَالَ : « إِذَا غَابَ عَنْكُمْ إِمَامُكُمْ ، فَمَنْ (٥) يَأْتِيكُمْ بِإِمَامٍ (٦) جَدِيدٍ (٧)؟ ». (٨)

٩٠٥ / ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ‌

__________________

(١) في « ض » : + « هم ».

(٢) في « ف » والوافي : « والأعظمون ».

(٣) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ، ح ٤٥٧ ، عن عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي اسمامة ؛ وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي اسامة وهشام بن سالم ، عن أبي حمزة ، عن أبي إسحاق ، عمّن يثق به من أصحاب أمير المؤمنين ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « اللهم إنّك لا تخلي أرضك من حجّة لك على خلقك » ؛ وفيه ، باب نادر في حال الغيبة ، ح ٨٩٠ ، عن عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن أبي اسامة ، عن هشام ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة ، عن أبي إسحاق ، عن الثقة من أصحاب أمير المؤمنين ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، من قوله : « فإنّي لأعلم أنّ العلم لا يأزر كلّه » مع زيادة في آخره. وفي الغيبة للنعماني ، ص ١٣٦ ، ذيل ح ٢ ، عن الكليني. وفيه ، ح ٢ ، بسند آخر عن الحسن بن محبوب. كمال الدين ، ص ٣٠٢ ، ح ١١ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم‌السلام ، وفيه إلى قوله : « فهم بها عاملون » مع اختلاف يسير. وراجع المصادر التي ذكرنا ذيل ح ٨٩٣ الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٩ ، ح ٩١٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٩٠ ، ح ٣٣٢٩١ ، وفيه إلى قوله : « فهم بها عاملون ».

(٤) الملك (٦٧) : ٣٠.

(٥) في الغيبة : « من ».

(٦) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بف » : « بماء ».

(٧) في « بر » : « معين ».

(٨) الغيبة للنعماني ، ص ١٧٦ ، ح ١٧ ، عن الكليني ، بسند آخر عن موسى بن القاسم. وفي كمال الدين ، ص ٣٥١ ، ح ٤٨ ، بسند آخر عن موسى بن القاسم الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٨ ، ح ٩٣١.

١٥٧

الْخَرَّازِ (١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنْ بَلَغَكُمْ عَنْ صَاحِبِكُمْ (٢) غَيْبَةٌ (٣) ، فَلَا تُنْكِرُوهَا ». (٤)

٩٠٦ / ١٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا بُدَّ لِصَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ مِنْ غَيْبَةٍ ، ولَابُدَّ لَهُ (٥) فِي غَيْبَتِهِ مِنْ عُزْلَةٍ ، ونِعْمَ الْمَنْزِلُ طَيْبَةُ (٦) ، ومَا بِثَلَاثِينَ مِنْ وحْشَةٍ (٧) ». (٨)

٩٠٧ / ١٧. وبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ (٩) ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « كَيْفَ أَنْتَ إِذَا وقَعَتِ الْبَطْشَةُ (١٠) بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ (١١) ،

__________________

(١) هكذا في « ب ، ض ، و، بح ، بس » والوافي. وفي « ألف ، ج ، ف ، بر » والمطبوع : « الخزّاز ». وفي « بف » : « الخرار ». لاحظ ما تقدّم ، ذيل ح ٩٠٠.

(٢) في الوافي : « صاحب هذا الأمر ».

(٣) في « بر » : « غيبته ».

(٤) الغيبة للنعماني ، ص ١٨٨ ، ح ٤٢ ، عن الكليني. الغيبة للطوسي ، ص ١٦٠ ، ح ١١٨ ، بسنده عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٥ ، ح ٩٢٤.

(٥) في شرح المازندراني : ـ « له ».

(٦) « الطَيْبَةُ » : اسم للمدينة المنوّرة. كان اسمها يَثْرِب ، والثَرْبُ : الفساد ، فنهى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن تسمّى به وسمّاها طَيْبَةَ وطابَةَ. وقيل : هو من الطَيِّب بمعنى الطاهر ؛ لخلوصها من الشرك وتطهيرها منه. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٤٩ ( طيب ).

(٧) في الوافي : « يعني إذا اعتزل فيها مستتراً ومعه ثلاثون من شيعته ، يأنس بعضهم ببعض ، فلا وحشة لهم. كأنّه أشار إلى غيبته القصيرة ، فإنّ في الطويلة ليس لشيعته إليه سبيل ».

(٨) الغيبة للنعماني ، ص ١٨٨ ، ح ٤١ ، عن الكليني. الغيبة للطوسي ، ص ١٦٢ ، ح ١٢١ ، بسنده عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١ ، ح ٩٢٥.

(٩) في « ب ، بح » وحاشية « ف ، و، بف » : « الحسين ». والرجل مجهول لم نعرفه.

(١٠) في الغيبة ، ح ٧ : « السبطة » و « البَطْشةُ » : السطوة والأخذ بالعُنْف. والبَطْشُ : التناول بشدّة عند الصَوْلة ، والأخذالشديد القويّ. راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٦٧ ( بطش ).

(١١) في مرآة العقول : « والمسجدان : مسجد مكّة ومسجد المدينة ، أو مسجد الكوفة ومسجد السهلة. والأوّل أظهر وهو إشارة إلى واقعة عظيمة من حرب أو خسف أو بلاء تقع قريباً من ظهور المهديّ عليه‌السلام ». وفي الوافي : « كأنّها

١٥٨

فَيَأْرِزُ (١) الْعِلْمُ (٢) كَمَا تَأْرِزُ (٣) الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا (٤) ، واخْتَلَفَتِ (٥) الشِّيعَةُ (٦) ، وسَمّى بَعْضُهُمْ بَعْضاً كَذَّابِينَ ، وتَفَلَ (٧) بَعْضُهُمْ فِي وجُوهِ بَعْضٍ؟ » قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا عِنْدَ ذلِكَ (٨) مِنْ خَيْرٍ ، فَقَالَ لِي : « الْخَيْرُ كُلُّهُ عِنْدَ ذلِكَ » ثَلَاثاً (٩) (١٠)

٩٠٨ / ١٨. وبِهذَا الْإِسْنَادِ (١١) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ لِلْقَائِمِ غَيْبَةً قَبْلَ أَنْ يَقُومَ (١٢) ؛ إِنَّهُ يَخَافُ » وأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى بَطْنِهِ ، يَعْنِي الْقَتْلَ. (١٣)

__________________

إشارة إلى واقعة كانت قد مضت قبل الغيبة الكبرى ، ويحتمل أن تكون من الامور التي لم تقع بعد ، وتكون من علامات ظهوره عليه‌السلام ».

(١) في « ب ، بس » : « فيأزر ». وتقدّم معنى قوله : « فيأرز » ذيل الحديث ١٣ من هذا الباب.

(٢) قرأه المازندراني : العَلَم بالتحريك بمعنى الراية. وفي الغيبة ، ح ٧ : + « فيها ».

(٣) في « ب » : « تأزر ». وفي « ج ، بح ، بس ، بف » : « يأرز ».

(٤) « الجُحْرُ » : كلّ شي‌ء تحتفره السباع والهوامّ لأنفسها ، والجمع : أجحار وجِحَرَة. ويقال الجُحْر أيضاً لكلّ شي‌ء يحتفر في الأرض إذا لم يكن من عظام الخلق. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١١٧ ( جحر ).

(٥) في « ج ، ض ، بح » : « اختلف ».

(٦) في الغيبة ، ح ٧ : + « بينهم ».

(٧) في الغيبة ، ح ٧ : « يتفل ». « التَفْلُ » : النفخ بالفم ولا يكون إلاّومعه شي‌ء من الريق ، فإذا كان نفخاً بلا ريق فهوالنَفْث. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٧٧ ( تفل ).

(٨) في « ف » : « ذاك ».

(٩) في الغيبة ، ح ٧ : « يقوله ثلاثاً يريد قرب الفرج » بدل « ثلاثاً ». وفي الوافي : « وإنّما يكون الخير كلّه في غيبة الإمام لتضاعف الحسنات فيها ». وفي المرآة : « الخير هو ظهور القائم عليه‌السلام ، أو قريباً من وجوده أو من غيبته الكبرى. فالخير لكثرة الأجر وقوّة الإيمان ».

(١٠) الغيبة للنعماني ، ص ١٥٩ ، ح ٧ ، عن الكليني ، وبسند آخر عن أبان بن تغلب. وراجع : الغيبة للنعماني ، ص ١٥٩ ـ ١٦٠ ، ح ٦ و ٨ ؛ وكمال الدين ، ص ٣٤٩ ، ح ٤١ الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٦ ، ح ٩٢٦.

(١١) إشارة إلى « عدّة من أصحابنا » المذكور في سند ح ١٦.

(١٢) في « ف » والوافي : + « قلت : ولم؟ قال ».

(١٣) راجع المصادر التي ذكرنا ذيل ح ٩ ، من هذا الباب الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٥ ، ذيل ح ٩٢٣.

١٥٩

٩٠٩ / ١٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لِلْقَائِمِ عليه‌السلام غَيْبَتَانِ : إِحْدَاهُمَا قَصِيرَةٌ ، والْأُخْرى طَوِيلَةٌ ؛ الْغَيْبَةُ الْأُولى لَايَعْلَمُ بِمَكَانِهِ فِيهَا (١) إِلاَّ خَاصَّةُ شِيعَتِهِ (٢) ، والْأُخْرى لَايَعْلَمُ بِمَكَانِهِ فِيهَا (٣) إِلاَّ خَاصَّةُ مَوَالِيهِ (٤) ». (٥)

٩١٠ / ٢٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وأَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لِصَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ غَيْبَتَانِ : إِحْدَاهُمَا يَرْجِعُ مِنْهَا إِلى أَهْلِهِ (٦) ، والْأُخْرى يُقَالُ : هَلَكَ ، فِي أَيِّ وادٍ سَلَكَ ».

قُلْتُ : كَيْفَ نَصْنَعُ إِذَا (٧) كَانَ كَذلِكَ؟

قَالَ : « إِذَا (٨) ادَّعَاهَا مُدَّعٍ ، فَاسْأَلُوهُ عَنْ أَشْيَاءَ (٩) يُجِيبُ (١٠) فِيهَا مِثْلَهُ (١١) ». (١٢)

__________________

(١) في « ج » : ـ « فيها ».

(٢) في حاشية « بر » : « الشيعة ».

(٣) في « ض ، بح » : ـ « فيها ».

(٤) في الغيبة للنعماني ، ح ١ و ٢ : + « في دينه ». وفي الوافي : « كأنّه يريد بخاصّة الموالي الذين يخدمونه ؛ لأنّ سائر الشيعة ليس لهم فيها إليه سبيل. وأمّا الغيبة الاولى ، فكان له عليه‌السلام فيها سفراء ».

(٥) الغيبة للنعماني ، ص ١٧٠ ح ٢ ، عن الكليني. وفيه ، ح ١ ، بسند آخر عن الحسن بن محبوب ، مع اختلاف يسير. وراجع : الغيبة للطوسي ، ص ١٦٣ ، ذيل ح ١٢٣ الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٤ ، ح ٩٢٠.

(٦) في الغيبة للنعماني ، ح ٩ : « يرجع في إحداهما إلى أهله ».

(٧) في حاشية « ج » : « إن ».

(٨) في « ه‍ » : « إذ ».

(٩) في « ف » : « فاسألوه عن تلك العزائم التي ». وفي « ه‍ » : « فاسألوه عن تلك العظام التي ». وفي الغيبة للنعماني ، ح ٩ : « فاسألوه عن تلك العظائم التي ».

(١٠) الجملة الفعليّة صفة للأشياء.

(١١) يجوز فيه الرفع.

(١٢) الغيبة للنعماني ، ص ١٧٣ ، ح ٩ ، عن الكليني. وفي الغيبة للنعماني ، ص ١٧٣ ، ح ٨ ، بسند آخر عن الباقر أبي جعفر عليه‌السلام هكذا : « إنّ للقائم غيبتين ، يقال في إحداهما : هلك ، ولا يدرى في أيّ واد سلك ». وراجع : الغيبة

١٦٠