الكافي - ج ٢

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٢

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-386-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٤٤

مِثْلِها ) (١) قَدْ كَتَبْتُ بِمَا (٢) فِيهِ بَيَانٌ وقِنَاعٌ (٣) لِذِي عَقْلٍ يَقْظَانَ ». (٤)

٨٦٢ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِيِّ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ (٥) عليه‌السلام يَقُولُ : « الْخَلَفُ (٦) مِنْ بَعْدِيَ الْحَسَنُ ، فَكَيْفَ لَكُمْ بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِ الْخَلَفِ؟ » فَقُلْتُ (٧) : ولِمَ جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ؟ فَقَالَ (٨) : « إِنَّكُمْ (٩) لَاتَرَوْنَ شَخْصَهُ ، ولَا يَحِلُّ لَكُمْ ذِكْرُهُ بِاسْمِهِ ». فَقُلْتُ (١٠) : فَكَيْفَ (١١) نَذْكُرُهُ؟ فَقَالَ (١٢) : « قُولُوا : الْحُجَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام (١٣) ». (١٤)

__________________

(١) البقرة (٢) : ١٠٦.

(٢) في حاشية « بح » : « ما ».

(٣) في مرآة العقول : « والقَناع ، اسم مصدر من باب الإفعال كالبلاغ ». ولم نجد الكلمة بفتح القاف فيما بأيدينا من كتب اللغة.

(٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣١٩ ، بسنده عن الكليني ، إلى قوله : « نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ ». الغيبة للطوسي ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٨ عن سعد بن عبد الله الأشعري ، عن عليّ بن محمّد الكليني ، عن إسحاق بن محمّد النخعي ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٨٩ ، ح ٨٧٧.

(٥) في الوافي والوسائل والكافي ، ح ٨٨٤ : + « العسكري ». وفي الإرشاد : + « عليّ بن محمّد ».

(٦) تقدّم معناه ذيل الحديث ٩ من هذا الباب.

(٧) في الوسائل والعلل وكمال الدين ، ص ٦٤٨ والإرشاد ، ص ٣٤٩ : « قلت ».

(٨) في الوافي والوسائل والكافي ، ح ٨٨٤ وكمال الدين ، ص ٦٤٨ : « قال ».

(٩) في الوسائل والعلل وكمال الدين ، ص ٣٨١ و ٦٤٨ والإرشاد ، ص ٣٤٩ وكفاية الأثر والغيبة : « لأنّكم ».

(١٠) في الوسائل والعلل وكمال الدين ، ص ٣٨١ و ٦٤٨ وكفاية الأثر : « قلت ».

(١١) في الوسائل : « كيف ».

(١٢) في الوسائل وكمال الدين ، ص ٣٨١ والإرشاد ، ص ٣٤٩ وكفاية الأثر : « قال ».

(١٣) في « ب ، ض ، ه‍ ، بس » : « عليه‌السلام ». وفي « ف » : « صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». وفي الكافي ، ح ٨٨٤ : « صلوات الله عليه وسلامه ». وفي الإرشاد ، ص ٣٢٠ : « عليه‌السلام وعليهم ».

(١٤) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في النهي عن الاسم ، ح ٨٨٤. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٢٠ ؛ وص ٣٤٩ ، بسنده عن الكليني. وفي علل الشرائع ، ص ٢٤٥ ، ح ٥ ؛ وكمال الدين ، ص ٣٨١ ، ح ٥ ؛ وص ٦٤٨ ، ح ٤ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ٢٠٢ ، ح ١٦٩ ؛ وكفاية الأثر ، ص ٢٨٨ ، بسند آخر عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن أحمد العلوي الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٣ ، ح ٩٠٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٣٩ ، ح ٢١٤٥٨.

١٢١

٧٦ ـ بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ (١) إِلى (٢) صَاحِبِ الدَّارِ (٣) عليه‌السلام

٨٦٣ / ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بِلَالٍ ، قَالَ :

خَرَجَ إِلَيَّ مِنْ (٤) أَبِي مُحَمَّدٍ (٥) عليه‌السلام قَبْلَ مُضِيِّهِ بِسَنَتَيْنِ يُخْبِرُنِي بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ مِنْ قَبْلِ مُضِيِّهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يُخْبِرُنِي بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِهِ. (٦)

٨٦٤ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي مُحَمَّدٍ (٧) عليه‌السلام : جَلَالَتُكَ تَمْنَعُنِي مِنْ (٨) مَسْأَلَتِكَ ، فَتَأْذَنُ لِي (٩) أَنْ أَسْأَلَكَ؟ فَقَالَ : « سَلْ ». قُلْتُ (١٠) : يَا سَيِّدِي ، هَلْ لَكَ ولَدٌ؟ فَقَالَ : « نَعَمْ ». فَقُلْتُ : فَإِنْ (١١) حَدَثَ بِكَ (١٢) حَدَثٌ ، فَأَيْنَ أَسْأَلُ عَنْهُ؟ قَالَ : « بِالْمَدِينَةِ ». (١٣)

٨٦٥ / ٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكْفُوفِ ، عَنْ عَمْرٍو الْأَهْوَازِيِّ ، قَالَ :

أَرَانِي أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‌السلام ابْنَهُ ، وقَالَ : « هذَا صَاحِبُكُمْ مِنْ (١٤) بَعْدِي ». (١٥)

__________________

(١) في « ج ، ه‍ ، بس ، بف » : ـ « والنصّ ».

(٢) في « ب » : « على ».

(٣) في « ض ، ه‍ ، بر ، بف » وحاشية « ج ، ف » : « صاحب الزمان ».

(٤) في الإرشاد : « أمر ».

(٥) في الإرشاد : + « الحسن بن عليّ العسكري ».

(٦) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٤٨ ، عن الكليني. كمال الدين ، ج ٢ ، ص ٤٩٩ ، ح ٢٤ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩١ ، ح ٨٨٢.

(٧) في الإرشاد : + « الحسن بن عليّ ».

(٨) في « ج » وحاشية « بر » والإرشاد والغيبة : « عن ».

(٩) في « ب » : ـ « لي ».

(١٠) في « ب ، ج » وحاشية « ض » : « فقلت ».

(١١) في حاشية « ج » : « وإن ».

(١٢) في « بح » : « فيك ». وفي الإرشاد والغيبة : ـ « بك ».

(١٣) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٤٨ ، بسنده عن الكليني. الغيبة للطوسي ، ص ٢٣٢ ، ح ١٩٩ عن أبي هاشم الجعفري الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩١ ، ح ٨٨٠.

(١٤) في « ه‍ ، ف ، بح ، بس » : ـ « من ».

(١٥) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في تسمية من رآه عليه‌السلام ، ح ٨٨٠. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٤٨ ؛ وص ٣٥٣ ، بسنده عن

١٢٢

٨٦٦ / ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ حَمْدَانَ الْقَلَانِسِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِلْعَمْرِيِّ (١) : قَدْ مَضى أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‌السلام؟ فَقَالَ لِي (٢) : قَدْ مَضى ، ولكِنْ قَدْ خَلَّفَ فِيكُمْ مَنْ رَقَبَتُهُ مِثْلُ هذِهِ (٣) ، وأَشَارَ بِيَدِهِ. (٤)

٨٦٧ / ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ :

خَرَجَ (٥) عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام حِينَ قُتِلَ الزُّبَيْرِيُّ (٦) لَعَنَهُ اللهُ (٧) : « هذَا جَزَاءُ مَنِ اجْتَرَأَ (٨) عَلَى اللهِ فِي أَوْلِيَائِهِ ، يَزْعُمُ (٩) أَنَّهُ يَقْتُلُنِي ، ولَيْسَ لِي عَقِبٌ (١٠) ، فَكَيْفَ رَأى قُدْرَةَ اللهِ فِيهِ (١١)

وَولِدَ لَهُ ولَدٌ (١٢)؟ » سَمَّاهُ « م‌ح‌م‌د (١٣) » فِي سَنَةِ سِتٍّ وخَمْسِينَ ومِائَتَيْنِ. (١٤)

__________________

الكليني. الغيبة للطوسي ، ٢٣٤ ، ح ٢٠٣ عمرو الأهوازي. كمال الدين ، ص ٤٣١ ، ح ٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٢ ، ح ٨٨٣.

(١) في الإرشاد : « لأبي عمرو العمري ».

(٢) في الكافي ، ح ٨٧٢ : ـ « لي ».

(٣) في الكافي ، ح ٨٧٢ : « هذا ».

(٤) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في تسمية من رآه عليه‌السلام ، ح ٨٧٢ ؛ الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٤٨ ؛ وص ٣٥١ ، بسنده عن الكليني مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٣ ، ح ٨٨٥.

(٥) في الوافي : + « إليّ ».

(٦) في مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٣ : « الزبيري كان لقب بعض الأشقياء من ولد الزبير ، كان في زمانه عليه‌السلام ، فهدّده وقتله الله على يد الخليفة أو غيره. وصحّف بعضهم وقرأ بفتح الزاي وكسر الباء ، من الزبيري بمعنى الداهية ، كناية عن المهتدي العبّاسي ؛ حيث قتله الموالي ».

(٧) في الكافي ، ح ١٣٥٧ ، وكمال الدين والغيبة : ـ « لعنه الله ».

(٨) في الكافي ، ح ١٣٥٧ ، وكمال الدين والغيبة : « افترى ».

(٩) في الكافي ، ح ١٣٥٧ ، وكمال الدين والإرشاد والغيبة : « زعم ».

(١٠) قال الجوهري : « عَقِبُ الرجل : ولَده ووَلَد ولده ». الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( عقب ).

(١١) في الكافي ، ح ١٣٥٧ ، وكمال الدين : ـ « فيه ».

(١٢) في الإرشاد : « قال محمّد بن عبد الله : وولد له ولد ».

(١٣) في حاشية « بف » : « فلاناً ». وتقطيع الحروف لعدم جواز التسمية ، كما ورد في أخبار كثيرة.

(١٤) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب مولد الصاحب عليه‌السلام ، ح ١٣٥٧. وفي الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٤٩ ، بسنده عن الكليني

١٢٣

٨٦٨ / ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ (١) ومُحَمَّدٍ ابْنَيْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْعَبْدِيِّ مِنْ عَبْدِ قَيْسٍ ، عَنْ ضَوْءِ بْنِ عَلِيٍّ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ سَمَّاهُ ، قَالَ :

أَتَيْتُ سَامَرَّاءَ (٢) ، ولَزِمْتُ بَابَ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام ، فَدَعَانِي ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وسَلَّمْتُ ، فَقَالَ (٣) : « مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ؟ » قَالَ : قُلْتُ : رَغْبَةٌ فِي خِدْمَتِكَ ، قَالَ : فَقَالَ لِي : « فَالْزَمِ الْبَابَ (٤) ».

قَالَ : فَكُنْتُ فِي الدَّارِ مَعَ الْخَدَمِ ، ثُمَّ صِرْتُ أَشْتَرِي لَهُمُ الْحَوَائِجَ مِنَ السُّوقِ ، وَكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِ إِذْنٍ إِذَا كَانَ فِي دَارِ الرِّجَالِ (٥) ، قَالَ : فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْماً وهُوَ فِي دَارِ الرِّجَالِ ، فَسَمِعْتُ حَرَكَةً فِي الْبَيْتِ ، فَنَادَانِي : « مَكَانَكَ لَاتَبْرَحْ (٦) » فَلَمْ أَجْسُرْ (٧) أَنْ أَدْخُلَ ولَا أَخْرُجَ ، فَخَرَجَتْ عَلَيَّ جَارِيَةٌ مَعَهَا شَيْ‌ءٌ مُغَطًّى ، ثُمَّ نَادَانِيَ : « ادْخُلْ » فَدَخَلْتُ ، ونَادَى الْجَارِيَةَ ، فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهَا : « اكْشِفِي عَمَّا مَعَكَ » فَكَشَفَتْ عَنْ غُلَامٍ أَبْيَضَ (٨) ، حَسَنِ الْوَجْهِ ، وكَشَفَ (٩) عَنْ بَطْنِهِ ، فَإِذَا (١٠) شَعْرٌ نَابِتٌ مِنْ‌

__________________

إلى قوله : « ولد له ولد » ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٢٣١ ، ح ١٩٨ ، عن الكليني. كمال الدين ، ص ٤٣ ، ح ٣ ، بسنده عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلّى بن محمّد البصري قال : خرج عن أبي محمّد عليه‌السلام ... الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩١ ، ح ٨٨١.

(١) في الكافي ، ح ١٣٥٨ وكمال الدين : « الحسن ».

(٢) في حاشية « ض » والغيبة : « بسرّ من رأى ». وراجع في أنحاء قراءته : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٧٢ ( سرر ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٢١٠.

(٣) في « ب ، ف » : + « لي ».

(٤) في الكافي ، ح ١٣٥٨ والغيبة : « الدار ».

(٥) هكذا في الكافي ، ح ١٣٥٨ وشرح المازندراني. وفي النسخ التي قوبلت والمطبوع : « في الدار رجال ».

(٦) « لا تبرح » ، أي لا تزل عن مكانك والزمه ولا تتحرّك. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ( برح ).

(٧) في « بر » وحاشية « ج » : « فلم أجتر ». وقوله : « فلم أجسر » ، أي لم أجترئ ، من الجسارة بمعنى الجرأة والإقدام‌على الشي‌ء. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٢٧٢ ( جسر ).

(٨) في الوافي : + « حسن اللون ».

(٩) في « ف » والغيبة : « فكشف ». وفي الكافي ، ح ١٣٥٨ : « وكشفت ».

(١٠) في حاشية « ه‍ » : + « هو ».

١٢٤

لَبَّتِهِ (١) إِلى سُرَّتِهِ (٢) ، أَخْضَرُ ، لَيْسَ بِأَسْوَدَ ، فَقَالَ : « هذَا صَاحِبُكُمْ » ثُمَّ أَمَرَهَا فَحَمَلَتْهُ ، فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذلِكَ حَتّى مَضى أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‌السلام. (٣)

٧٧ ـ بَابٌ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ رَآهُ عليه‌السلام

٨٦٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ومُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ ، قَالَ :

اجْتَمَعْتُ (٤) أَنَا والشَّيْخُ أَبُو عَمْرٍو ـ رَحِمَهُ اللهُ (٥) ـ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، فَغَمَزَنِي (٦) أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْخَلَفِ (٧) ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا عَمْرٍو ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَيْ‌ءٍ ومَا أَنَا بِشَاكٍّ فِيمَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ ؛ فَإِنَّ اعْتِقَادِي ودِينِي أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ إِلاَّ إِذَا كَانَ قَبْلَ يَوْمِ (٨) الْقِيَامَةِ بِأَرْبَعِينَ يَوْماً ، فَإِذَا كَانَ ذلِكَ رُفِعَتِ (٩)

__________________

(١) « اللَبَّة » : المَنْخَر ، والجمع : اللَباب. وكذلك اللَبَبُ ، وهو موضع القلادة من الصدر من كلّ شي‌ء. والجمع : الألباب. الصحاح ، ج ١ ، ص ٢١٧ ( لبب ).

(٢) « السُرَّة » : الوَقْبَةُ التي في وسط البطن. لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٦٠ ( سرر ).

(٣) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب مولد الصاحب عليه‌السلام ، ح ١٣٥٨ ، مع زيادة ؛ وفيه ، باب في تسمية من رآه عليه‌السلام ، ح ٨٨٢ ، ملخّصاً هكذا : « أنّ أبا محمّد أراه إيّاه ». الغيبة للطوسي ، ص ٢٣٣ ، ح ٢٠٢ ، عن الكليني ، مع زيادة ؛ كمال الدين ، ص ٤٣٥ ، ح ٤ ، عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٢ ، ح ٨٨٤.

(٤) في حاشية « ج » : « أجمعت ».

(٥) في « ض » : « رضي‌الله‌عنه ». وفي « ف » : ـ « رحمه‌الله ».

(٦) في « ب » : « فغمّزني ». و « الغَمْزُ » : العصر والكَبْسُ باليد. وفسّره بعضهم بالإشارة ، كالرمز بالعين ، أو الحاجب ، أو اليد. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٨٦ ( غمز ).

(٧) قال ابن الأثير : « الخَلَفُ بالتحريك والسكون : كلّ من يجي‌ء بعد من مضى ، إلاّ أنّه بالتحريك في الخيروبالتسكين في الشرّ. يقال : خَلَفُ صدق ، وخَلْفُ سوء ، ومعناهما جميعاً القَرْنُ من الناس ». النهاية ، ج ٢ ، ص ٦٦ ( خلف ).

(٨) في « ب ، ض ، ه‍ ، بح ، بر ، بس » والوافي والغيبة ، ص ٢٤٣ : ـ « يوم ».

(٩) في « ب ، ض ، بح ، بس ، بف » وحاشية « ج ، ف » : « وقفت ». وفي الغيبة ، ص ٣٥٩ : « وقعت ». وفي مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٦ : « في بعض النسخ : وقعت الحجّة ، أي تمّت الحجّة ».

١٢٥

الْحُجَّةُ ، وأُغْلِقَ بَابُ التَّوْبَةِ (١) فَلَمْ يَكُ (٢) يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً (٣) ؛ فَأُولئِكَ أَشْرَارٌ (٤) مِنْ خَلْقِ (٥) اللهِ عَزَّ وجَلَّ ، وهُمُ الَّذِينَ تَقُومُ (٦) عَلَيْهِمُ الْقِيَامَةُ ، ولكِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أَزْدَادَ يَقِيناً ، وإِنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام سَأَلَ رَبَّهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ أَنْ يُرِيَهُ كَيْفَ يُحْيِي الْمَوْتى؟ قَالَ (٧) : ( أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) (٨)

وَقَدْ أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ وقُلْتُ : مَنْ أُعَامِلُ؟ أَوْ عَمَّنْ (٩) آخُذُ؟ وقَوْلَ مَنْ أَقْبَلُ؟ فَقَالَ لَهُ (١٠) : « الْعَمْرِيُّ ثِقَتِي ؛ فَمَا أَدّى إِلَيْكَ عَنِّي ، فَعَنِّي يُؤَدِّي ، ومَا قَالَ لَكَ عَنِّي ، فَعَنِّي يَقُولُ ؛ فَاسْمَعْ لَهُ وأَطِعْ ؛ فَإِنَّهُ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ ».

وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا مُحَمَّدٍ عليه‌السلام عَنْ مِثْلِ ذلِكَ ، فَقَالَ لَهُ (١١) : « الْعَمْرِيُّ وَابْنُهُ ثِقَتَانِ ؛ فَمَا أَدَّيَا إِلَيْكَ عَنِّي ، فَعَنِّي يُؤَدِّيَانِ ، ومَا قَالَا لَكَ (١٢) ، فَعَنِّي يَقُولَانِ ؛ فَاسْمَعْ لَهُمَا وأَطِعْهُمَا ؛ فَإِنَّهُمَا الثِّقَتَانِ الْمَأْمُونَانِ ».

فَهذَا قَوْلُ إِمَامَيْنِ قَدْ مَضَيَا فِيكَ ؛ قَالَ (١٣) : فَخَرَّ أَبُو عَمْرٍو (١٤) سَاجِداً وبَكى ، ثُمَّ قَالَ :

__________________

(١) في حاشية « ج » : « الحجّة ».

(٢) في « ض ، بف » وحاشية « ج ، بح » وشرح المازندراني والغيبة ، ص ٢٤٣ و ٣٥٩ : « فلم يكن ».

(٣) إشارة إلى الآية ١٥٨ من سورة الأنعام (٦) : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ).

(٤) في « ف ، بف » وشرح المازندراني والغيبة ، ص ٢٤٣ : « شرار ».

(٥) في « ه‍ » : « مَنْ خَلَق ». وهو الأنسب. وفي مرآة العقول : « من اسم موصول ، أو حرف جرّ للتبعيض ».

(٦) في « ف ، ه‍ » : « يقوم ».

(٧) في « ف » : « قال له ». وفي « ه‍ » : « فقال ».

(٨) البقرة (٢) : ٢٦٠.

(٩) في الوسائل والغيبة ، ص ٢٤٣ : « وعمّن ». وفي مرآة العقول : « الترديد من الراوي ».

(١٠) في الوسائل : ـ « له ».

(١١) في الوسائل : ـ « له ».

(١٢) في « ف » : + « عنّي ».

(١٣) في « بف » : + « قال ».

(١٤) في « ف » : « أبو عليّ ».

١٢٦

سَلْ حَاجَتَكَ (١) ، فَقُلْتُ لَهُ : أَنْتَ رَأَيْتَ الْخَلَفَ مِنْ بَعْدِ (٢) أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام؟ فَقَالَ : إِي واللهِ ، وَرَقَبَتُهُ مِثْلُ ذَا ، وأَوْمَأَ بِيَدِهِ (٣)

فَقُلْتُ لَهُ : فَبَقِيَتْ واحِدَةٌ ، فَقَالَ لِي : هَاتِ ، قُلْتُ : فَالِاسْمُ؟ قَالَ : مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَسْأَلُوا عَنْ ذلِكَ ، ولَا أَقُولُ هذَا مِنْ عِنْدِي ؛ فَلَيْسَ لِي أَنْ أُحَلِّلَ ولَا (٤) أُحَرِّمَ ، ولكِنْ (٥) عَنْهُ عليه‌السلام ؛ فَإِنَّ الْأَمْرَ عِنْدَ السُّلْطَانِ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عليه‌السلام مَضى ولَمْ يُخَلِّفْ ولَداً ، وقَسَّمَ (٦) مِيرَاثَهُ ، وأَخَذَهُ مَنْ لَاحَقَّ لَهُ فِيهِ (٧) ، وهُوَ ذَا عِيَالُهُ يَجُولُونَ (٨) لَيْسَ (٩) أَحَدٌ يَجْسُرُ (١٠) أَنْ يَتَعَرَّفَ إِلَيْهِمْ ، أَوْ يُنِيلَهُمْ شَيْئاً ، وإِذَا (١١) وقَعَ الِاسْمُ وقَعَ الطَّلَبُ ؛ فَاتَّقُوا اللهَ ، وأَمْسِكُوا عَنْ ذلِكَ. (١٢)

قَالَ الْكُلَيْنِيُّ رَحِمَهُ اللهُ : وحَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ـ ذَهَبَ عَنِّي اسْمُهُ ـ أَنَّ‌

__________________

(١) في « ج ، ض ، ه‍ ، بح ، بس » : ـ « حاجتك ».

(٢) في « ه‍ » والغيبة ، ص ٢٤٣ : ـ « بعد ».

(٣) في « ه‍ » وحاشية « بف » : « بيديه ».

(٤) في « بف » : « ولا أن ».

(٥) في « ض ، بف » والوافي : « ولكنّه ».

(٦) يجوز في الكلمة أربع قراءات : من التفعيل والمجرّد ، معلوماً ومجهولاً.

(٧) فى الوافي : « كناية عن عمّه الكذّاب ».

(٨) في « ب ، بح ، بف » : « يحوّلون ». واستظهر المازندراني في شرحه ، ج ٦ ، ص ٢١٣ تصحيفه. وفي « ف ، ه‍ » : « يجوّلون ». وفي الوافي : « يجولان ». وقوله : « يجولون » ، أي يذهبون ويجيئون. يقال : جال واجتال ، إذا ذهب وجاء ، راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣١٧ ( جول ).

(٩) في « ه‍ » والغيبة ، ص ٢٤٣ : « فليس ».

(١٠) في « ف » : « ليس لأحد أن يجسر ». وفي « بح » : « ليس أحد أن يجسر ». و « يجسر » من الجسارة بمعنى الجرأة والإقدام على الشي‌ء. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٢٧٢ ( جسر ).

(١١) في « ف » : « فإذا ».

(١٢) الغيبة للطوسي ، ص ٢٤٣ ، ح ٢٠٩ ، عن الكليني ، عن بعض أصحابنا ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ؛ وفيه ، ص ٣٥٩ ، ح ٣٢٢ ، إلى قوله : « بَلَى ولكِن لّيَطْمَل ـ نَّ قَلْبِي » ، بسنده عن الكليني ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٧ ، ح ٨٨٨ ؛ وفي الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٣٨ ، ح ٣٣٤١٩ ، من قوله : « وقد أخبرني أبو عليّ أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : سألته ... » إلى قوله : « فليس لي أن احلّل ولا احرّم ولكن عنه عليه‌السلام ».

١٢٧

أَبَا عَمْرٍو سُئِلَ عِنْدَ (١) أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مِثْلِ هذَا ، فَأَجَابَ بِمِثْلِ هذَا.

٨٧٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ـ وكَانَ أَسَنَّ شَيْخٍ مِنْ ولْدِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بِالْعِرَاقِ ـ فَقَالَ :

رَأَيْتُهُ (٢) بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ (٣) وهُوَ غُلَامٌ عليه‌السلام. (٤)

٨٧١ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ رِزْقِ اللهِ أَبُو (٥) عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ :

حَدَّثَتْنِي حَكِيمَةُ ابْنَةُ (٦) مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ـ وهِيَ عَمَّةُ أَبِيهِ ـ أَنَّهَا رَأَتْهُ (٧) لَيْلَةَ مَوْلِدِهِ وَبَعْدَ ذلِكَ. (٨)

٨٧٢ / ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ حَمْدَانَ الْقَلَانِسِيِّ ، قَالَ :

__________________

(١) هكذا في « ألف ، ج ، ض ، ف ، بر » والوافي. وفي « ب ، و، بس ، بف » : « سئل عن ». وفي « بح » : « سأل عند ». وفي حاشية « بح » والمطبوع : « سأل عن ».

ثمّ إنّه لا يخفى ما في المطبوع من مخالفته لأساليب كلام العرب وعدم ملاءمته لما تقدّم في نفس الخبر من سؤال أحمد بن إسحاق الشيخ أبا عمرو عن لسان عبد الله بن جعفر الحميري. وفي حاشية بدرالدين ، ص ٢١٤ : « سئل عن أحمد بن إسحاق ، أي بنيابته ، كما هو صريح قوله في أوّل الحديث : فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف ».

(٢) في الإرشاد : « قال : رأيت ابن الحسن بن عليّ بن محمّد عليه‌السلام » بدل « فقال : رأيته ».

(٣) في مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٨ : « بين المسجدين ، أي بين مكّة والمدينة ، أو بين مسجديها ؛ والمآل واحد. أو بين مسجدي الكوفة والسهلة ، أو بين السهلة والصعصعة كما صرّح بهما في بعض الأخبار. وهو غلام ، أي لم تنبت لحيته بعدُ ».

(٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥١ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ٢٦٨ ، ح ٢٣٠ ، بسندهما عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٩ ، ح ٨٩٤.

(٥) كذا في النسخ والمطبوع ، والقياس هو « أبي عبد الله ».

(٦) في الإرشاد : « بنت ».

(٧) في الإرشاد : « وهي عمّة الحسن عليه‌السلام أنّها رأت القائم عليه‌السلام ».

(٨) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥١ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٨ ، ح ٨٨٩.

١٢٨

قُلْتُ لِلْعَمْرِيِّ (١) : قَدْ مَضى أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‌السلام؟ فَقَالَ (٢) : قَدْ مَضى ، ولكِنْ قَدْ (٣) خَلَّفَ فِيكُمْ مَنْ رَقَبَتُهُ مِثْلُ هذَا (٤) ، وأَشَارَ بِيَدِهِ. (٥)

٨٧٣ / ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ فَتْحٍ مَوْلَى الزُّرَارِيِّ (٦) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَلِيِّ بْنَ مُطَهَّرٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ قَدْ رَآهُ ، وو صَفَ لَهُ (٧) قَدَّهُ. (٨)

٨٧٤ / ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ بْنِ نُعَيْمٍ ، عَنْ خَادِمٍ (٩) لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدَةَ (١٠) النَّيْسَابُورِيِّ (١١) أَنَّهَا قَالَتْ :

كُنْتُ واقِفَةً مَعَ إِبْرَاهِيمَ عَلَى الصَّفَا ، فَجَاءَ (١٢) عليه‌السلام حَتّى وقَفَ عَلى إِبْرَاهِيمَ ، وقَبَضَ عَلى كِتَابِ مَنَاسِكِهِ ، وحَدَّثَهُ بِأَشْيَاءَ. (١٣)

٨٧٥ / ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي (١٤) عَبْدِ اللهِ بْنِ‌

__________________

(١) في الإرشاد : « قلت لأبي عمرو العمري ».

(٢) في الوافي والكافي ، ح ٨٦٦ والإرشاد : + « لي ».

(٣) في « ج » : ـ « قد ».

(٤) في « ج ، ف ، ه‍ ، بح » والكافي ح ٨٦٦ والإرشاد : « هذه ».

(٥) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ على صاحب الدار عليه‌السلام ، ح ٨٦٦ ؛ الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٤٨ ؛ وص ٣٥١ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٣ ، ح ٨٨٥.

(٦) في حاشية « بح ، بف » : « الرازي ».

(٧) في « بف » والغيبة : ـ « له ».

(٨) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٢ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٣٣ ، بسندهما عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٩ ، ح ٨٩١.

(٩) في « ب » : « خادمة ».

(١٠) في بس : « عبد الله ». وفي هامش المطبوع : « عبيدة ». هذا ، وقد عُدَّ إبراهيم بن عبدة النيسابوري من أصحاب عليّ بن محمّد الهادي وأبي محمّد العسكري عليهما‌السلام. راجع : رجال الكشّي ، ص ٥٨٠ ، الرقم ١٠٨٩ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٨٤ ، الرقم ٥٦٤٨ ، وص ٣٩٧ ، الرقم ٥٨٢٣.

(١١) في « بح » : « النيشابوري ».

(١٢) في الإرشاد : + « صاحب الأمر ». وفي الغيبة : « فجاء غلام ».

(١٣) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٢ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ٢٦٨ ، ح ٢٣١ ، بسندهما عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٩ ، ح ٨٩٢.

(١٤) في الوسائل : ـ « أبي ».

١٢٩

صَالِحٍ :

أَنَّهُ رَآهُ (١) عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ (٢) والنَّاسُ يَتَجَاذَبُونَ (٣) عَلَيْهِ ، وهُوَ يَقُولُ : « مَا بِهذَا أُمِرُوا ». (٤)

٨٧٦ / ٨. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ (٥) أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ (٦) قَالَ :

رَأَيْتُهُ (٧) عليه‌السلام بَعْدَ مُضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام حِينَ أَيْفَعَ (٨) ، وقَبَّلْتُ يَدَيْهِ (٩) ورَأْسَهُ. (١٠)

٨٧٧ / ٩. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ وأَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنِ الْقَنْبَرِيِّ ـ رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ قَنْبَرٍ الْكَبِيرِ ـ مَوْلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ :

جَرى حَدِيثُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ ، فَذَمَّهُ (١١) ، فَقُلْتُ لَهُ : فَلَيْسَ غَيْرُهُ (١٢) ، فَهَلْ رَأَيْتَهُ؟ فَقَالَ : لَمْ أَرَهُ ، ولكِنْ رَآهُ غَيْرِي ، قُلْتُ : ومَنْ رَآهُ؟ قَالَ : قَدْ رَآهُ جَعْفَرٌ (١٣) مَرَّتَيْنِ ،

__________________

(١) في الوسائل : + « يعني صاحب الأمر ».

(٢) في الإرشاد : « بحذاء الحجر » بدل « عند الحجر الأسود ».

(٣) في « بس » : « يتجاذلون ». وفي حاشية « ج » : « يتجادلون ـ يتحاولون ». وفي حاشية « ف » : « يتجادلون ـ يتحادثون ». والتجاذب : التنازع. الصحاح ، ج ١ ، ص ٩٨ ( جذب ). و « عليه » أي على الحجر.

(٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٢ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٩ ، ح ٨٩٣ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣٢٧ ، ح ١٧٨٦١.

(٥) في الوسائل والإرشاد : ـ « أبي علي ».

(٦) في « ب » والوسائل والغيبة : ـ « أنّه ».

(٧) في الوسائل : + « يعني صاحب الأمر عليه‌السلام ».

(٨) أيفع الغلام فهو يافع ، إذا شارف الاحتلام ولمّا يحتلم. وهو من نوادر الأبنية. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٩ ( يفع ).

(٩) في الإرشاد : « يده ».

(١٠) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٣ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ٢٦٨ ، ح ٢٣٢ ، بسندهما عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٠ ، ح ٨٩٥ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٣٥ ، ح ١٦١٧٧.

(١١) في حاشية « ف ، بف » والغيبة : « فشمته ».

(١٢) يجوز فيه النصب أيضاً. وقال في مرآة العقول : « أي ليس من يمكن ظنّ الإمامة به غير جعفر ». وفي الوافي : « فليس غيره ، أي فحيث كان جعفر مذموماً ، فليس غير ابن أخيه ، يعني به الصاحب عليه‌السلام ». وفي الإرشاد : + « قال : بلى ، قلت ».

(١٣) في « ف » : + « بن موسى ».

١٣٠

وَلَهُ حَدِيثٌ (١) (٢)

٨٧٨ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْوَجْنَائِيِّ (٣) ، أَنَّهُ أَخْبَرَنِي (٤) عَمَّنْ رَآهُ :

أَنَّهُ (٥) خَرَجَ مِنَ الدَّارِ قَبْلَ الْحَادِثِ (٦) بِعَشَرَةِ أَيَّامٍ ، وهُوَ يَقُولُ : « اللهُمَّ ، إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ (٧) أَحَبِّ الْبِقَاعِ (٨) لَوْ لَا الطَّرْدُ (٩) ». أَوْ كَلَامٌ هذَا نَحْوُهُ (١٠) (١١)

٨٧٩ / ١١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ بَعْضِ جَلَاوِزَةِ (١٢) السَّوَادِ (١٣) ، قَالَ :

__________________

(١) في الإرشاد : ـ « وله حديث ».

(٢) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٣ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٢٤٨ ، ح ٢١٧ ، عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٠ ، ح ٨٩٦.

(٣) هكذا في « ض ، ف ، بر ». وفي « ألف ، ج ، و، بح ، بس » والمطبوع : « الوجناني ». وفي « ب ، بف » : « الوجناي ».

والصواب ما أثبتناه. وأبو محمّد هذا ، هو الحسن بن محمّد بن الوجناء أبو محمّد النصيبي ، ورد في كمال الدين ، ص ٤٤٣ ، ح ١٧ ، بعنوان « أبي محمّد الحسن بن وجناء النصيبي ، وص ٤٩٢ ، ح ١٦ بعنوان « أبي محمّد الوجنائي » ؛ وفي الغيبة للطوسي ، ص ٢٤٨ ، وص ٢٥٩ ، بعنوان « الحسن بن وجناء النصيبي ». وذكره النجاشي في طريقه إلى محمّد بن أحمد بن عبد الله بن مهران ، بعنوانه الكامل : الحسن بن محمّد بن الوجناء أبو محمّد النصيبي. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٤٦ ، الرقم ٩٣٥.

(٤) في « ب ، ف ، ه‍ ، بف » : « أخبر ». وفي البحار : « أخبره ».

(٥) في « ب ، ج ، ض ، ه‍ ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : ـ « أنّه ».

(٦) في الوافي : « كأنّ الحادث هو التجسّس له من السلطان والتفحّص عنه ووقوع غيبته الصغرى ».

(٧) في البحار : ـ « من ».

(٨) « البِقاع » و « البُقَع » : جمع البَقْعَة والبُقْعَة ، والضمّ أعلى. وهي قطعة من الأرض على غير هيئة التي بجنبها. والمراد : سرّ من رأى. راجع : لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٨ ( بقع ).

(٩) في « ه‍ » وحاشية « ف » : « الطراد ».

(١٠) في شرح المازندراني : « أو كلام نحو هذا ».

(١١) الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠١ ، ح ٨٩٨ ؛ البحار ، ج ٥٢ ، ص ٦٦ ، ح ٥٢.

(١٢) هكذا في أكثر النسخ ، أي بالزاء. وفي المطبوع : « جلاوذة » بالذال هنا وكذا ما يأتي ذيل الخبر. و « الجَلاوِزَة » : جمع الجِلْواز ، وهو الشُرَطي والشُرْطي ، وهم أوّل كتيبة تشهد الحرب وتتهيّأ للموت ، وطائفة من أعوان الولاة ، سمّوا بذلك لأنّهم أعلموا أنفسهم بعلامات يُعْرَفُون بها ، أو هو التُؤْرُور ، أو الثُؤْرُور ، وهو التابع للشُرطي ، والعَوْن يكون مع السلطان بلا رزق. وقرأ المجلسي : الجلاوذة ، وهو مخالف لما في اللغة. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٠٨ ( تأر ) ، وص ٦٩٨ ( جلز ) ، وص ٩٠٩ ( شرط ).

(١٣) « السواد » : قرى المدينة ، والعدد الكثير ، وعامّة الناس. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٢٤ ( سود ).

١٣١

شَاهَدْتُ سِيمَا (١) آنِفاً بِسُرَّ مَنْ رَأى وقَدْ كَسَرَ بَابَ الدَّارِ ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ وبِيَدِهِ طَبَرْزِينٌ ، فَقَالَ لَهُ : « مَا تَصْنَعُ فِي دَارِي؟ ». فَقَالَ (٢) سِيمَا : إِنَّ جَعْفَراً زَعَمَ أَنَّ أَبَاكَ مَضى ولَاوَلَدَ لَهُ (٣) ، فَإِنْ كَانَتْ دَارَكَ ، فَقَدِ انْصَرَفْتُ عَنْكَ ، فَخَرَجَ عَنِ الدَّارِ (٤)

قَالَ عَلِيُّ بْنُ قَيْسٍ : فَخَرَجَ عَلَيْنَا خَادِمٌ مِنْ خَدَمِ الدَّارِ (٥) ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هذَا الْخَبَرِ ، فَقَالَ لِي : مَنْ حَدَّثَكَ بِهذَا؟ فَقُلْتُ لَهُ (٦) : حَدَّثَنِي بَعْضُ جَلَاوِزَةِ السَّوَادِ ، فَقَالَ لِي (٧) : لَا يَكَادُ يَخْفى عَلَى (٨) النَّاسِ شَيْ‌ءٌ. (٩)

٨٨٠ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ‌

__________________

(١) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، و، بح ، بس ، بف ». وفي « ج » : « سيّماً ». وفي « ف » : « سيُماً ». وفي « بر » : « سيّما ». وفي المطبوع : « سيماء » هنا وكذا ما يأتي بعد سطر.

والصواب ما أثبتناه ، كما يظهر من توضيح المشتبه ، ج ٥ ، ص ٣٩٢ ـ ٣٩٣ ؛ وج ٨ ، ص ٤٧ ؛ والمؤتلف والمختلف ، ج ٣ ، ص ١٥٩٠.

ثمّ إنّ الظاهر أنّ هذا العنوان كان علماً لبعض أتباع بني العبّاس الأتراك ، كالغلمان والحَجَبة ، وصَحَبة بعض الدواوين. راجع : تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٤٧٨ ، وص ٤٨٤ ، وص ٥٠١ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٩ ، ص ١٢٠ ، وص ١٣٨ ، وص ٢٨٧ ، وص ٢٨٨ ، وص ٣٦٣ ، وص ٣٧٤ ، وص ٤٤٠ ، وص ٤٦١ ، وص ٥٤٣ ، وص ٥٥٠ ، وص ٥٥٣ ؛ وج ١٠ ، ص ٧٣ ، وص ١٣٠.

فتبيّن من ذلك أنّ ما ورد في الغيبة للطوسي ، ص ٢٦٧ ، ح ٢٢٩ ، والبحار ، ج ٥٢ ، ص ١٣ ، ح ٧ ـ نقلاً من الغيبة ـ ؛ من « نسيماً » ، وإن كان مؤيِّداً لما أثبتناه من عدم ثبوت الهمزة في آخر العنوان ، لكنّه سهو. والظاهر أنّ منشأ هذا السهو ، الشباهة التامّة بين « سيما » و « نسيماً » في بعض الخطوط القديمة. يؤكّد ذلك أنّ نسيماً كانت خادم أبي محمّدٍ العسكري عليه‌السلام ، وقد ورد ذكرها في بعض الأخبار الدالّة على رؤية الإمام المنتظر عليه‌السلام. راجع : كمال الدين ، ص ٤٤٠ ـ ٤٤١.

(٢) في « ف » : « قال ».

(٣) في « بف » : « ولا له ولد ». وفي الوافي : « مضى وله ولد ».

(٤) في « ف » : « من الدار ».

(٥) في الغيبة : « فقدم علينا غلام من خدّام الدار ».

(٦) في « ف » والغيبة : ـ « له ».

(٧) في « بح » : ـ « لي ».

(٨) في « ب » وحاشية « بح » : « عن ».

(٩) الغيبة للطوسي ، ص ٢٦٧ ، ح ٢٢٩ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٠ ، ح ٨٩٧.

١٣٢

الْمَكْفُوفِ (١) ، عَنْ عَمْرٍو الْأَهْوَازِيِّ ، قَالَ :

أَرَانِيهِ (٢) أَبُو مُحَمَّدٍ (٣) عليه‌السلام ، وقَالَ : « هذَا صَاحِبُكُمْ (٤) ». (٥)

٨٨١ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (٦)

__________________

(١) في « ف » : ـ « عن جعفر بن محمّد المكفوف ».

(٢) في « ف » : + « ابنه ».

(٣) في « ف » : + « الحسن بن عليّ ».

(٤) في الوافي والكافي ، ح ٨٦٥ والإرشاد ، ص ٣٤٨ والغيبة : « أراني أبو محمّد ابنَه ، وقال : هذا صاحبكم من بعدي ». وفي الإرشاد ، ص ٣٤٨ : + « بعدي ».

(٥) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ إلى صاحب الدار عليه‌السلام ، ح ٨٦٥. وفي الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٤٨ ؛ وص ٣٥٣ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٢٣٤ ، ح ٢٠٣ ، عن الكليني. كمال الدين ، ص ٤٣١ ، ح ٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٢ ، ح ٨٨٣.

(٦) ربّما يظنّ وقوع تقديم وتأخير في هذا العنوان وأنّ الصواب هو عليّ بن الحسن ـ أو الحسين ـ النيسابوري. ويستشهد لذلك بما ورد في جملةٍ من الأسناد من رواية محمّد بن يحيى ، عن عليّ بن الحسين النيسابوري ، كما في الكافي ، ح ٢٩٥٤ و ١٢٥٣٣ ؛ وفرحة الغريّ ، ص ٦٨. وكذا بما ورد في ، ج ١ ، عيون الأخبارص ٣١٥ ، ح ٩١ ، من رواية عليّ بن الحسين الخيّاط ( الحنّاط خ ل ) عن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن موسى بن جعفر ؛ وكذا بما ورد في كمال الدين ، ص ٤٤١ ، ح ١١ ، من رواية عليّ بن الحسن ( الحسين خ ل ) الدقّاق عن إبراهيم بن محمّد العلوي.

ثمّ إنّه وردت رواية محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن عليّ النيسابوري في كمال الدين ، ص ٤٣٠ ، ح ٥ وذيله ، وفي الغيبة للطوسي ، ص ٢٤٤ ، ح ٢١١ : محمّد بن يحيى عن الحسين بن عليّ النيسابوري الدقّاق ، وفيه صدر الخبر فقط.

إذا تبيّن ذلك ، فنقول : إنّ موضوع أخبار أسناد محمّد بن يحيى عن الحسين ـ أو الحسن ـ بن عليّ النيسابوري ، مرتبط بميلاد القائم ومن رآه عليه‌السلام.

وأمّا ما تقدّم الإشارة إليه ممّا ورد في الكافي ، ح ٢٩٥٤ و ١٢٥٣٣ ، وفرحة الغريّ ، ص ٦٨ ، فموضوعاته مغايرة لهذا الأمر.

نعم ، ما ورد في كمال الدين ، ص ٤٤١ ، ح ١١ ، هو نفس الخبر الوارد في كمال الدين ، ص ٤٣٠ ، ذيل ح ٥ ، لكنّه لا يوجب القول بوقوع التحريف في ما نحن فيه ، بل يمكن القول بوجود راويين ، أحدهما عليّ بن الحسن ـ أو الحسين ـ النيسابوري الدقّاق والآخر الحسن ـ أو الحسين ـ بن عليّ النيسابوري الدقّاق ، وأنّ التحريف واقع في سند كمال الدين ، ص ٤٤١ ، ح ١١ ؛ فإنّ الراوي عن عليّ بن الحسن الدقّاق في هذا السند هو آدم بن محمّد البلخي. وقد ورد في رجال الكشّي ، ص ١٨٠ الرقم ٤٣ ، رواية آدم بن محمّد القلانسي البلخي عن

١٣٣

النَّيْسَابُورِيِّ (١) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ :

عَنْ أَبِي نَصْرٍ ظَرِيفٍ الْخَادِمِ أَنَّهُ رَآهُ. (٢)

٨٨٢ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ والْحَسَنِ ابْنَيْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وسَبْعِينَ ومِائَتَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ ضَوْءِ بْنِ عَلِيٍّ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ سَمَّاهُ :

أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ أَرَاهُ إِيَّاهُ. (٣)

٨٨٣ / ١٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْمَدَائِنِ ، قَالَ :

كُنْتُ حَاجّاً مَعَ رَفِيقٍ لِي (٤) ، فَوَافَيْنَا إِلَى (٥) الْمَوْقِفِ ، فَإِذَا شَابٌّ قَاعِدٌ ، عَلَيْهِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ ، وفِي رِجْلَيْهِ نَعْلٌ صَفْرَاءُ ـ قَوَّمْتُ الْإِزَارَ والرِّدَاءَ بِمِائَةٍ (٦) وخَمْسِينَ دِينَاراً ـ وَلَيْسَ عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ ؛ فَدَنَا مِنَّا سَائِلٌ ، فَرَدَدْنَاهُ ، فَدَنَا مِنَ الشَّابِّ ، فَسَأَلَهُ ، فَحَمَلَ شَيْئاً مِنَ الْأَرْضِ ونَاوَلَهُ (٧) ، فَدَعَا لَهُ السَّائِلُ ، واجْتَهَدَ فِي الدُّعَاءِ وأَطَالَ ، فَقَامَ الشَّابُّ‌

__________________

عليّ بن الحسن الدقّاق النيسابوري. وفي ص ١٩٢ ، الرقم ٣٣٨ رواية آدم بن محمّد البلخي عن عليّ بن الحسن بن هارون الدقّاق ، وفي ص ٤٨٧ ، الرقم ٩٢٤ رواية آدم بن محمّد عن عليّ بن حسن الدقّاق النيسابوري ، وموضوعات هذه الأخبار مغايرة لما نحن فيه.

اللهمّ إلاّ أن يقال : إنّ ما تقدّم من عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣١٥ ، يمنع من احتمال وقوع التحريف في سند كمال الدين. لكن احتمال وجود راويين غير منفيّ ؛ فقد ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام ، ج ٢١ ، ص ١٦١ ، الحسين بن عليّ بن مهران الدقّاق النيسابوري شيخ نيسابور ، وقال : « توفّي سنة خمس وثمانين ومائتين ». وطبقة هذا العنوان تلائم طبقة مشايخ محمّد بن يحيى.

(١) في « ألف » : « النيشابوري ».

(٢) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٤ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٢ ، ح ٩٠٠.

(٣) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ إلى صاحب الدار عليه‌السلام ، ح ٨٦٨ ؛ وباب مولد الصاحب عليه‌السلام ، ح ١٣٥٨ ، وفيهما تفصيل الخبر. وراجع أيضاً المصادر التي ذكرناها ذيلهما الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٨ ، ح ٨٩٠.

(٤) في « ب ، ه‍ ، بر ، بف » : ـ « لي ».

(٥) في الوافي : ـ « إلى ».

(٦) في « ه‍ ، بف » : « مائة ».

(٧) في « بح » : « فناوله ».

١٣٤

وَغَابَ عَنَّا.

فَدَنَوْنَا مِنَ السَّائِلِ ، فَقُلْنَا (١) لَهُ : ويْحَكَ (٢) ، مَا أَعْطَاكَ؟ فَأَرَانَا حَصَاةَ ذَهَبٍ مُضَرَّسَةً (٣) ـ قَدَّرْنَاهَا عِشْرِينَ مِثْقَالاً ـ فَقُلْتُ لِصَاحِبِي : مَوْلَانَا عِنْدَنَا ونَحْنُ لَانَدْرِي.

ثُمَّ ذَهَبْنَا (٤) فِي طَلَبِهِ ، فَدُرْنَا الْمَوْقِفَ كُلَّهُ ، فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهِ ، فَسَأَلْنَا (٥) مَنْ كَانَ حَوْلَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ والْمَدِينَةِ ، فَقَالُوا : شَابٌّ عَلَوِيٌّ يَحُجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَاشِياً. (٦)

٧٨ ـ بَابٌ فِي النَّهْيِ عَنِ الِاسْمِ‌

٨٨٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِيِّ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيَّ عليه‌السلام (٧) يَقُولُ : « الْخَلَفُ (٨) مِنْ بَعْدِي الْحَسَنُ ، فَكَيْفَ لَكُمْ بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِ الْخَلَفِ؟ ». فَقُلْتُ (٩) : ولِمَ جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ؟ قَالَ (١٠) : « إِنَّكُمْ (١١) لَاتَرَوْنَ

__________________

(١) في « ف » : « فقلت ».

(٢) قال ابن الأثير : « وَيْحَ كلمة ترحّم وتوجّع ، يقال لمن وقع في هَلَكة لا يستحقّها ، وقد يقال بمعنى المدح والتعجّب. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٣٥ ( ويح ).

(٣) « مُضَرَّسَة » ، أي ذات أضراس. يقال : حَرَّةٌ مُضَرَّسةٌ ومضروسة : فيها حجارة كأضراس الكلاب. ويقال : حَصاة مضرّسة ، أي غير متساوية الجسم. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٤٢ ؛ مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٥٨١ ( ضرس ).

(٤) في « بر » : « فذهبنا ».

(٥) هكذا في أكثر النسخ والوافي. وفي المطبوع : + « كلّ ».

(٦) الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠١ ، ح ٨٩٩.

(٧) في « ه‍ » : ـ « العسكري عليه‌السلام ».

(٨) قال ابن الأثير : « الخَلَف بالتحريك والتسكين : كلّ من يجي‌ء بعد من مضى ، إلاّ أنّه بالتحريك في الخير ، وبالتسكين في الشرّ ، يقال : خَلَف صدق ، وخَلْف سوء. ومعناهما جميعاً القَرْن من الناس ». النهاية ، ج ٢ ، ص ٦٦ ( خلف ).

(٩) في الوسائل والعلل وكمال الدين ، ص ٦٤٨ ، والإرشاد ، ص ٣٤٩ : « قلت ».

(١٠) في الكافي ، ح ٨٦٢ والعلل وكمال الدين ، ص ٣٨١ والإرشاد وكفاية الأثر والغيبة : « فقال ».

(١١) والوسائل والعلل وكمال الدين ، ص ٣١٨ و ٦٤٨ والإرشاد ، ص ٣٤٩ وكفاية الأثر والغيبة : « لأنّكم ».

١٣٥

شَخْصَهُ ، ولَايَحِلُّ لَكُمْ ذِكْرُهُ بِاسْمِهِ ».

فَقُلْتُ (١) : فَكَيْفَ (٢) نَذْكُرُهُ؟ فَقَالَ (٣) : « قُولُوا : الْحُجَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ (٤) ». (٥)

٨٨٥ / ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيِّ ، قَالَ :

سَأَلَنِي أَصْحَابُنَا بَعْدَ مُضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام : أَنْ أَسْأَلَ (٦) عَنِ الِاسْمِ والْمَكَانِ ، فَخَرَجَ الْجَوَابُ : « إِنْ دَلَلْتُهُمْ (٧) عَلَى الِاسْمِ أَذَاعُوهُ (٨) ، وإِنْ عَرَفُوا (٩) الْمَكَانَ دَلُّوا عَلَيْهِ ». (١٠)

٨٨٦ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام يَقُولُ ـ وسُئِلَ (١١) عَنِ الْقَائِمِ عليه‌السلام ـ فَقَالَ : « لَا يُرى‌

__________________

(١) في الوسائل والعلل وكمال الدين ، ص ٣٨١ و ٦٤٨ وكفاية الأثر : « قلت ».

(٢) في الوسائل : « كيف ».

(٣) في « بف ، بر » والوسائل وكمال الدين ، ص ٣٨١ والإرشاد ، ص ٣٤٩ وكفاية الأثر : « قال ».

(٤) في « ب ، ض » : ـ « وسلامه ». وفي « ف » : « صلوات الله وسلامه عليهم ». وفي « بف » : « صلوات الله عليه وآله وسلامه ». وفي الكافي ، ح ٨٦٢ والإرشاد ، ص ٣٤٩ : « عليهم‌السلام ». وفي الإرشاد ، ص ٣٢٠ : « عليه‌السلام وعليهم ».

(٥) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ على أبي محمّد عليه‌السلام ، ح ٨٦٢. وفي الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٢٠ ؛ وص ٣٤٩ ، بسنده عن الكليني. وفي علل الشرائع ، ص ٢٤٥ ، ح ٥ ؛ وكمال الدين ، ص ٣٨١ ، ح ٥ ؛ وص ٦٤٨ ، ح ٤ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ٢٠٢ ، ح ١٦٩ ؛ وكفاية الأثر ، ص ٢٨٨ ، بسندها عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن أحمد العلوي الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٣ ، ح ٩٠٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٣٩ ، ح ٢١٤٥٨.

(٦) في « ج » : « أسأله ».

(٧) في « بح » : « دلّلتهم ».

(٨) « أذاعوه » ، أي أفشوه. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢١١ ( ذيع ).

(٩) في الوافي : « وإن عرفتهم ».

(١٠) راجع : الغيبة للطوسي ، ص ٣٦٤ ، ح ٣٣١ الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٣ ، ح ٩٠٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤٠ ، ح ٢١٤٥٩ ؛ البحار ، ج ٥١ ، ص ٣٣ ، ح ٨.

(١١) في « ب ، ض ، بح » : « وقد سئل ».

١٣٦

جِسْمُهُ ، ولَايُسَمَّى اسْمُهُ (١) ». (٢)

٨٨٧ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « صَاحِبُ هذَا الْأَمْرِ لَايُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ إِلاَّ كَافِرٌ (٣) ». (٤)

٧٩ ـ بَابٌ نَادِرٌ فِي حَالِ الْغَيْبَةِ‌

٨٨٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنِ‌الْمُفَضَّلِ (٥) ؛ و (٦) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعِبَادُ مِنَ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ ، وأَرْضى مَا يَكُونُ عَنْهُمْ إِذَا افْتَقَدُوا حُجَّةَ اللهِ جَلَّ وعَزَّ ولَمْ يَظْهَرْ (٧) لَهُمْ ولَمْ يَعْلَمُوا مَكَانَهُ (٨) ،

__________________

(١) في مرآة العقول : « نائب الفاعل الضمير في يسمّى الراجع إليه عليه‌السلام ، واسمه منصوب مفعول ثان ، أو مرفوع نائب الفاعل من قبيل اعطي درهم ، أو منصوب بنزع الخافض ، يقال : سمّيته كذا وسمّيته بكذا ».

(٢) كمال الدين ، ص ٣٧٠ ، ح ٢ ؛ وص ٦٤٨ ، ح ٢ ، بسنده عن جعفر بن محمّد الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٤ ، ح ٩٠٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٣٩ ، ح ٢١٤٥٧.

(٣) « إلاّ كافر » ، أي من كان شبيهاً بالكافر في مخالفة أوامر الله تعالى ونواهيه اجتراءً ومعاندة ، دون منكر الربّ تعالى والمشرك به. وهذا كما تقول : لا يجترئ على هذا الأمر إلاّ أسد. ولعلّه مختصّ بزمان التقيّة. وقيل : المراد بالصاحب مطلق الإمام ، وتسميته باسمه مخاطبته به ، وهذا استخفاف موجب للكفر. ولا يخفى ما فيه من التكلّف. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٢١٧ ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٤ ؛ مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ١.

(٤) كمال الدين ، ص ٦٤٨ ، ح ١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٤ ، ح ٩٠٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٣٨ ، ح ٢١٤٥٦.

(٥) هكذا في النسخ والطبعة الحجريّة من الكتاب. وفي حاشية « ف » والمطبوع : + « بن عمر ».

(٦) في السند تحويل يظهر بأدنى تأمّل.

(٧) في « ف » : « فلم يظهر ».

(٨) في كمال الدين ، ص ٣٣٧ و ٣٣٩ والغيبة للنعماني والطوسي : « بمكانه ».

١٣٧

وَهُمْ فِي ذلِكَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَمْ تَبْطُلْ حُجَّةُ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ ولَامِيثَاقُهُ ، فَعِنْدَهَا (١) فَتَوَقَّعُوا (٢) الْفَرَجَ صَبَاحاً ومَسَاءً ؛ فَإِنَّ (٣) أَشَدَّ مَا يَكُونُ غَضَبُ اللهِ عَلى أَعْدَائِهِ إِذَا (٤) افْتَقَدُوا حُجَّتَهُ (٥) ، وَلَمْ يَظْهَرْ (٦) لَهُمْ.

وَقَدْ عَلِمَ (٧) أَنَّ أَوْلِيَاءَهُ (٨) لَايَرْتَابُونَ ، ولَوْ عَلِمَ أَنَّهُمْ يَرْتَابُونَ مَا غَيَّبَ حُجَّتَهُ عَنْهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، ولَايَكُونُ ذلِكَ إِلاَّ عَلى رَأْسِ شِرَارِ (٩) النَّاسِ ». (١٠)

٨٨٩ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مِرْدَاسٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى والْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَيُّمَا أَفْضَلُ : الْعِبَادَةُ فِي السِّرِّ مَعَ الْإِمَامِ مِنْكُمُ الْمُسْتَتِرِ‌

__________________

(١) في الوافي : « فعند ذلك ».

(٢) في « ج ، بس » ومرآة العقول والغيبة للطوسي والنعماني ، ص ١٦١ : « توقّعوا ».

(٣) قوله : « فإنّ » دليل لزوم توقّع الفرج. والأصوب عند الفيض كونه : « وإنّ ». كما نقله المجلسي عن أكثر نسخ‌إكمال الدين وغيره واستظهره. ثمّ قال : « وفي أكثر نسخ الكتاب بالفاء ، فيحتمل أن يكون بمعنى الواو ، أو يكون للتعقيب الذكري ». راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٢١٨ ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٤١ ؛ مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ١٩.

(٤) في « ه‍ » : « إذ ».

(٥) في كمال الدين ، ص ٣٣٣ والغيبة للنعماني ، ص ١٦٢ : « حجّة الله ».

(٦) في « ف » : « ولا يظهر ». وفي كمال الدين ، ص ٣٣٧ و ٣٣٩ والغيبة للنعماني والطوسي : « فلم يظهر ».

(٧) في الغيبة للنعماني : + « الله ».

(٨) في « ف » : « أولياءهم ».

(٩) في « بس » والغيبة للطوسي : « أشرار ».

(١٠) الغيبة للنعماني ، ص ١٦٢ ، ح ٢ ، عن الكليني. وفيه ، ص ١٦١ ، ح ١ ، عن محمّد بن همام ، عن بعض رجاله ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن رجل ، عن المفضّل بن عمر ؛ كمال الدين ، ص ٣٣٧ ، ح ١٠ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد الله ؛ وفيه ، ص ٣٣٩ ، ح ١٦ ، بسنده عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد الله ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٤٥٧ ، ح ٤٦٨ ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عمّن حدّثه ، عن المفضّل. كمال الدين ، ص ٣٣٩ ، ح ١٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. وراجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في الغيبة ، ح ٩٣١ الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٤٠ ، ح ٩٥٧.

١٣٨

فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ ، أَوِ الْعِبَادَةُ فِي ظُهُورِ الْحَقِّ ودَوْلَتِهِ مَعَ الْإِمَامِ مِنْكُمُ الظَّاهِرِ؟

فَقَالَ : « يَا عَمَّارُ ، الصَّدَقَةُ فِي السِّرِّ واللهِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ فِي الْعَلَانِيَةِ ، وكَذلِكَ وَاللهِ عِبَادَتُكُمْ فِي السِّرِّ مَعَ إِمَامِكُمُ الْمُسْتَتِرِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ ، وتَخَوُّفُكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ وحَالِ الْهُدْنَةِ (١) أَفْضَلُ مِمَّنْ يَعْبُدُ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ذِكْرُهُ (٢) ـ فِي ظُهُورِ الْحَقِّ مَعَ إِمَامِ (٣) الْحَقِّ الظَّاهِرِ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ ، ولَيْسَتِ الْعِبَادَةُ مَعَ الْخَوْفِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ مِثْلَ الْعِبَادَةِ و (٤) الْأَمْنِ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ.

وَاعْلَمُوا : أَنَّ مَنْ صَلّى مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَلَاةً (٥) فَرِيضَةً فِي جَمَاعَةٍ مُسْتَتِراً (٦) بِهَا مِنْ عَدُوِّهِ فِي وقْتِهَا ، فَأَتَمَّهَا (٧) ، كَتَبَ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ لَهُ خَمْسِينَ صَلَاةً فَرِيضَةً فِي جَمَاعَةٍ ؛ وَمَنْ صَلّى مِنْكُمْ صَلَاةً فَرِيضَةً وحْدَهُ مُسْتَتِراً بِهَا مِنْ عَدُوِّهِ فِي وقْتِهَا ، فَأَتَمَّهَا (٨) ، كَتَبَ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ لَهُ بِهَا (٩) خَمْساً وعِشْرِينَ صَلَاةً فَرِيضَةً وحْدَانِيَّةً (١٠) ؛ ومَنْ صَلّى مِنْكُمْ صَلَاةً نَافِلَةً لِوَقْتِهَا ، فَأَتَمَّهَا ، كَتَبَ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ لَهُ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ (١١) نَوَافِلَ ؛ ومَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ حَسَنَةً ، كَتَبَ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ لَهُ بِهَا عِشْرِينَ حَسَنَةً ، ويُضَاعِفُ اللهُ‌

__________________

(١) قال ابن الأثير : « الهُدْنَةُ : السكون ، والهُدْنَةُ : الصلح والموادعة بين المسلمين والكفّار وبين كلّ متحاربَين. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥٢ ( هدن ).

(٢) في « ج ، ض ، بر » : « جلّ ذكره ». وفي « ه‍ ، ف ، بس ، بف » : « عزّ ذكره ».

(٣) في « بر » : « الإمام ».

(٤) في « بس » : « مع ».

(٥) في « ج » : « صلاة منكم اليوم ». وفي « ف » : « اليوم منكم صلاة ».

(٦) هكذا في أكثر النسخ. وفي « ج » والمطبوع : « مستترٍ ».

(٧) في « ب ، ه‍ ، بر ، بس ، بف » والوافي : « وأتمّها ».

(٨) في « ب » والوافي : « وأتمّها ».

(٩) هكذا في أكثر النسخ والوافي. وفي المطبوع : « بها له ».

(١٠) « وَحْدانيّةً » ، أي مفارقة للجماعة ، المنفردة بنفسها ، وهي منسوبة إلى الوحدة بمعنى الانفراد بزيادة الألف والنون للمبالغة فهي نعت صلاة. وقال المجلسي في مرآة العقول : « قيل : بضمّ الواو نسبة إلى جمع واحد ، أي صادرة من واحد واحد ؛ فهي نعت خمساً وعشرين ». راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٦٠ ( وحد ).

(١١) في « ج » : « صلاة ».

١٣٩

ـ عَزَّ وجَلَّ ـ حَسَنَاتِ الْمُؤْمِنِ مِنْكُمْ ـ إِذَا أَحْسَنَ أَعْمَالَهُ (١) ، ودَانَ بِالتَّقِيَّةِ عَلى دِينِهِ وَإِمَامِهِ ونَفْسِهِ ، وأَمْسَكَ مِنْ لِسَانِهِ ـ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً (٢) ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ كَرِيمٌ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَدْ واللهِ ، رَغَّبْتَنِي فِي الْعَمَلِ (٣) ، وحَثَثْتَنِي (٤) عَلَيْهِ ، ولكِنْ أُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَ كَيْفَ صِرْنَا نَحْنُ الْيَوْمَ أَفْضَلَ أَعْمَالاً مِنْ أَصْحَابِ الْإِمَامِ الظَّاهِرِ مِنْكُمْ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ ، ونَحْنُ عَلى دِينٍ واحِدٍ؟

فَقَالَ : « إِنَّكُمْ سَبَقْتُمُوهُمْ إِلَى الدُّخُولِ فِي دِينِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ، وإِلَى الصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ والْحَجِّ ، وإِلى كُلِّ خَيْرٍ وفِقْهٍ ، وإِلى عِبَادَةِ اللهِ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ (٥) ـ سِرّاً مِنْ عَدُوِّكُمْ مَعَ إِمَامِكُمُ (٦) الْمُسْتَتِرِ ، مُطِيعِينَ لَهُ ، صَابِرِينَ مَعَهُ ، مُنْتَظِرِينَ لِدَوْلَةِ الْحَقِّ ، خَائِفِينَ عَلى إِمَامِكُمْ وأَنْفُسِكُمْ مِنَ الْمُلُوكِ الظَّلَمَةِ ، تَنْظُرُونَ (٧) إِلى حَقِّ إِمَامِكُمْ وحُقُوقِكُمْ فِي أَيْدِي الظَّلَمَةِ قَدْ مَنَعُوكُمْ ذلِكَ ، واضْطَرُّوكُمْ إِلى حَرْثِ الدُّنْيَا وطَلَبِ الْمَعَاشِ مَعَ الصَّبْرِ عَلى دِينِكُمْ وعِبَادَتِكُمْ وطَاعَةِ إِمَامِكُمْ والْخَوْفِ مِنْ (٨) عَدُوِّكُمْ ، فَبِذَلِكَ (٩) ضَاعَفَ (١٠) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَكُمُ الْأَعْمَالَ ؛ فَهَنِيئاً لَكُمْ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَمَا نَرى (١١) إِذاً (١٢) أَنْ‌

__________________

(١) في « بح » : « عمله ».

(٢) في حاشية « ف » : + « كثيرة ».

(٣) في حاشية « ف » : « دعوتني إلى العمل ».

(٤) في « ب ، ف » : « حثّثتني » بالتضعيف.

(٥) في « ج ، ف ، بس » : « عزّ وجلّ ». وفي « بر » وحاشية « بح » : « جلّ ذكره ».

(٦) في « بس » : ـ « إمامكم ».

(٧) هكذا في أكثر النسخ والوافي. وفي حاشية « ف » : « منتظرين ». وفي المطبوع : « تنتظرون ».

(٨) هكذا في أكثر النسخ والوافي. وفي المطبوع : « مع ».

(٩) في « ب » : « في ذلك ». وفي « بر » : ـ « فبذلك ».

(١٠) في « بر » : « فضاعف ».

(١١) هكذا في « ج ، ه‍ ، بح » والوافي. وفي « بر » : « فماذا ترى ». وفي حاشية « ف » : « فبماذا ترى ». وفي سائر النسخ‌والمطبوع : « فما ترى ». وفي مرآة العقول : « ما ، نافية. وقيل : استفهامية. و « ترى » : من الرأي ، بمعنى الترجيح أو التمنّي. وقيل : يعني ليس من رأينا ولا نتمنّى ».

(١٢) في « ه‍ » : « فما نرى إذن نتمنّى ». وفي كمال الدين : « فما نتمنّى إذن » كلاهما بدل « فما ترى إذاً ». وفي الوافي :

١٤٠