الكافي - ج ٢

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٢

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-386-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٤٤

إِلى ذلِكَ (١)؟ هذَا أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ أَجْلَسْتُهُ مَجْلِسِي ، وصَيَّرْتُهُ فِي مَكَانِي ». (٢)

٨٣٩ / ٧. أَحْمَدُ (٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ قِيَامَا الْوَاسِطِيِّ (٤) ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى عليهما‌السلام ، فَقُلْتُ لَهُ : أَيَكُونُ (٥) إِمَامَانِ؟ قَالَ : « لَا ، إِلاَّ وَأَحَدُهُمَا (٦) صَامِتٌ ». فَقُلْتُ لَهُ : هُوَ ذَا (٧) أَنْتَ ، لَيْسَ لَكَ صَامِتٌ ـ ولَمْ يَكُنْ ولِدَ لَهُ (٨) أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام بَعْدُ ـ فَقَالَ لِي (٩) : « وَاللهِ ، لَيَجْعَلَنَّ اللهُ مِنِّي مَا يُثْبِتُ بِهِ الْحَقَّ وأَهْلَهُ ، وَيَمْحَقُ (١٠) بِهِ الْبَاطِلَ وأَهْلَهُ ». فَوُلِدَ لَهُ بَعْدَ سَنَةٍ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام (١١) ، وكَانَ ابْنُ قِيَامَا وَاقِفِيّاً (١٢) (١٣)

٨٤٠ / ٨. أَحْمَدُ (١٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ ، قَالَ :

كُنْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام جَالِساً ، فَدَعَا بِابْنِهِ وهُوَ صَغِيرٌ ، فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِي (١٥) ،

__________________

(١) في « ب ، ج ، ف ، ه‍ ، بر ، بس ، بف » والوافي : « ذاك ».

(٢) راجع المصادر التي ذكرنا ذيل ح ٢ من هذا الباب الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٤ ، ٨٤٨.

(٣) في « بف » وحاشية « و » : « عنه ».

(٤) في الكافي ، ح ٩٣٢ : + « وكان من الواقفة ».

(٥) في الكافي ، ح ٩٣٢ : « يكون » بدل « أيكون ».

(٦) في الإرشاد : « إلاّ أن يكون أحدهما ».

(٧) في « ف » : « ذاك ».

(٨) في « ب » : « له ولد ».

(٩) في البحار : ـ « لي ».

(١٠) « يمحق » ، أي يُنقصه ويُذهب بركته ؛ من المَحْق بمعنى النقص والمحو والإبطال وذهاب البركة. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٠٣ ( محق ).

(١١) في الكافي ، ح ٩٣٢ : + « فقيل لابن قياما : ألا تقنعك هذه الآية؟ فقال : أما والله إنّها لآية عظيمة ولكن كيف أصنع بما قال أبو عبد الله عليه‌السلام في ابنه ».

(١٢) في الكافي ، ح ٩٣٢ والإرشاد : ـ « وكان ابن قياما واقفياً ».

(١٣) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما يفصل به بين دعوى المحقّ ... ، ح ٩٣٢ ، مع زيادة في آخره. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ، بسنده عن الكليني. راجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ، ح ٤٥١ ؛ وكتاب سليم بن قيس ، ص ٨٢١ ، ذيل ح ٣٧ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ٤٨٦ ، ح ١١ ؛ وص ٥١١ ، ح ٢٠ ؛ وص ٥١٦ ، ح ٤٤ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٢٣ ، ح ١٧ ؛ وص ٢٣٣ ح ٤١ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٥ ، ح ٨٥١.

(١٤) في « ج ، ض ، بف » وحاشية « و، بر » : « عنه ».

(١٥) « حَجْرُ الإنسان وحِجْرُهُ : ما بين يديه من ثوبه ». لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٧٠ ( حجر ).

١٠١

فَقَالَ لِي : « جَرِّدْهُ وانْزِعْ قَمِيصَهُ ». فَنَزَعْتُهُ ، فَقَالَ لِيَ : « انْظُرْ بَيْنَ كَتِفَيْهِ (١) » فَنَظَرْتُ ، فَإِذَا (٢) فِي أَحَدِ (٣) كَتِفَيْهِ شَبِيهٌ بِالْخَاتَمِ (٤) ، دَاخِلٌ فِي اللَّحْمِ ، ثُمَّ قَالَ (٥) : « أَتَرى هذَا (٦)؟ كَانَ مِثْلُهُ فِي هذَا الْمَوْضِعِ مِنْ أَبِي عليه‌السلام (٧) ». (٨)

٨٤١ / ٩. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الصَّنْعَانِيِّ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، فَجِي‌ءَ (٩) بِابْنِهِ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام وهُوَ صَغِيرٌ ، فَقَالَ : « هذَا الْمَوْلُودُ الَّذِي لَمْ يُولَدْ مَوْلُودٌ أَعْظَمُ بَرَكَةً عَلى شِيعَتِنَا (١٠) مِنْهُ ». (١١)

٨٤٢ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، قَالَ :

قُلْتُ لِلرِّضَا عليه‌السلام : قَدْ كُنَّا نَسْأَلُكَ قَبْلَ أَنْ يَهَبَ اللهُ لَكَ (١٢) أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَكُنْتَ تَقُولُ : « يَهَبُ اللهُ لِي غُلَاماً » فَقَدْ وهَبَهُ (١٣) اللهُ لَكَ ، فَأَقَرَّ (١٤) عُيُونَنَا ، فَلَا أَرَانَا اللهُ يَوْمَكَ ، فَإِنْ‌

__________________

(١) في حاشية « بر » : + « قال ». وفي مرآة العقول ج ٣ ، ص ٣٧٥ : « وربّما يقرأ : بيّن ، بتشديد الياء المكسورة ، وهوالبرهان المتّضح. أو أحدّ بتشديد الدال من الحدّ بمعنى المنع أو الدفع ، ويكون عبارة عن الموضع الذي بعده من الكتفين ، سواء من جملة ما بينهما ، ولا يخفى ما فيهما ، ولا يبعد أن يكون البين زيد في البين من النسّاخ ».

(٢) في « ف » : + « هو ».

(٣) في « ج ، ه‍ ، بح » والإرشاد : « إحدى » لكون الكتف مؤنّثة.

(٤) في الإرشاد : « شبه الخاتم ».

(٥) في الإرشاد : + « لي ».

(٦) في « بس » : ـ « هذا ».

(٧) في الإرشاد : « أترى هذا ، مثله في هذا الموضع كان من أبي عليه‌السلام ».

(٨) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٧٨ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ ، ح ٨٥٥.

(٩) في « ه‍ » : « وجي‌ء ».

(١٠) في الإرشاد : « أعظم على شيعتنا بركةً ».

(١١) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ، بسنده عن الكليني. في الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب الموز ، ح ١٢٠٥٦ ، بسنده عن يحيى الصنعاني ، مع زيادة الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ ، ح ٨٥٤.

(١٢) في « ض ، بف » : « لك الله ».

(١٣) في « ض » والبحار والكافي ، ح ٩٩٢ : « وهب ».

(١٤) في البحار والكافي ، ح ٩٩٦ : « فقرّ ». وقوله : « فأقرّ عيوننا » ، أي جعلهم مسرورين. يقال : قرّت عيناه ، أي سُرَّ وفرح. وحقيقته : أبرَدَ الله دمعة عينيه ؛ لأنّ دمعة الفَرح والسُرور باردة. وقيل : معنى أقرّ الله عينك : بلّغك امنيّتك حتّى ترضى نفسُك وتسكن عينُك فلا تستشرف إلى غيره. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٩ ( قرر ).

١٠٢

كَانَ كَوْنٌ فَإِلى مَنْ؟ فَأَشَارَ (١) بِيَدِهِ إِلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام وهُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا ابْنُ ثَلَاثِ سِنِينَ؟ فَقَالَ (٢) : « وَمَا يَضُرُّهُ مِنْ ذلِكَ ، فَقَدْ قَامَ (٣) عِيسى عليه‌السلام بِالْحُجَّةِ وَهُوَ ابْنُ (٤) ثَلَاثِ سِنِينَ ». (٥)

٨٤٣ / ١١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ لِلرِّضَا عليه‌السلام : إِنَّ ابْنِي فِي لِسَانِهِ ثِقْلٌ ، فَأَنَا أَبْعَثُ بِهِ إِلَيْكَ غَداً تَمْسَحُ (٦) عَلى رَأْسِهِ وتَدْعُو لَهُ ؛ فَإِنَّهُ مَوْلَاكَ ، فَقَالَ : « هُوَ مَوْلى أَبِي جَعْفَرٍ ؛ فَابْعَثْ بِهِ غَداً إِلَيْهِ (٧) ». (٨)

٨٤٤ / ١٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلاَّدٍ الصَّيْقَلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمَّارٍ (٩) ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَالِساً بِالْمَدِينَةِ (١٠) ، وكُنْتُ أَقَمْتُ عِنْدَهُ سَنَتَيْنِ أَكْتُبُ عَنْهُ مَا يَسْمَعُ (١١) مِنْ أَخِيهِ ـ يَعْنِي أَبَا الْحَسَنِ عليه‌السلام ـ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ‌

__________________

(١) في « بح » : « أشار ».

(٢) في البحار والكافي ، ح ٩٩٦ ، والإرشاد : « قال ».

(٣) في « ه‍ ، بر » والبحار والكافي ، ح ٩٩٦ ، والإرشاد : « وما يضرّه من ذلك شي‌ء ، قد قام ».

(٤) في الإرشاد : + « أقلّ من ».

(٥) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب حالات الأئمّة عليهم‌السلام في السنّ ، ح ٩٩٦. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٧٦ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ ، ح ٨٥٦ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٢٥٦ ، ح ٥٢ ؛ وج ٢٥ ، ص ١٠٢ ، ح ٤.

(٦) في « ب » : « تمسَّحْ ».

(٧) في « ض ، بس » : « إليه غداً ».

(٨) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٩ ، ح ٨٦٣ ؛ البحار ، ج ٥٠ ، ص ٣ ، ح ٢٥.

(٩) في البحار ، ج ٤٧ : « عماد ».

(١٠) في البحار ، ج ٤٧ : ـ « بالمدينة ».

(١١) في حاشية « بح » والبحار : « سمع ». وفي مرآة العقول : « يسمع ، على بناء المجرّد ، أي كان يسمع. أو على بناءالإفعال ، أو التفعيل ، أي يروي. وربّما يقرأ : تسمّع ، بالتاء على بناء التفعيل ».

١٠٣

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرِّضَا عليه‌السلام الْمَسْجِدَ مَسْجِدَ الرَّسُولِ (١) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَوَثَبَ (٢) عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ بِلَا حِذَاءٍ وَلَارِدَاءٍ ، فَقَبَّلَ يَدَهُ ، وعَظَّمَهُ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « يَا عَمِّ ، اجْلِسْ رَحِمَكَ اللهُ ». فَقَالَ : يَا سَيِّدِي ، كَيْفَ أَجْلِسُ وأَنْتَ قَائِمٌ؟!

فَلَمَّا رَجَعَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ إِلى مَجْلِسِهِ ، جَعَلَ أَصْحَابُهُ يُوَبِّخُونَهُ ، ويَقُولُونَ : أَنْتَ عَمُّ أَبِيهِ وأَنْتَ (٣) تَفْعَلُ بِهِ هذَا الْفِعْلَ؟ فَقَالَ : اسْكُتُوا ، إِذَا (٤) كَانَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ ـ وقَبَضَ عَلى لِحْيَتِهِ ـ لَمْ يُؤَهِّلْ هذِهِ الشَّيْبَةَ (٥) ، وأَهَّلَ هذَا الْفَتى ، وو ضَعَهُ حَيْثُ وضَعَهُ ، أُنْكِرُ فَضْلَهُ؟ نَعُوذُ بِاللهِ مِمَّا تَقُولُونَ ، بَلْ أَنَا لَهُ عَبْدٌ. (٦)

٨٤٥ / ١٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْخَيْرَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

كُنْتُ واقِفاً بَيْنَ يَدَيْ أَبِي الْحَسَنِ (٧) عليه‌السلام بِخُرَاسَانَ ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ : يَا سَيِّدِي ، إِنْ كَانَ كَوْنٌ فَإِلى مَنْ؟ قَالَ : « إِلى أَبِي جَعْفَرٍ ابْنِي » فَكَأَنَّ (٨) الْقَائِلَ اسْتَصْغَرَ سِنَّ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَقَالَ (٩) أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وتَعَالى ـ بَعَثَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ رَسُولاً نَبِيّاً ، صَاحِبَ شَرِيعَةٍ مُبْتَدَأَةٍ ، فِي أَصْغَرَ مِنَ (١٠) السِّنِّ الَّذِي فِيهِ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام ». (١١)

٨٤٦ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ (١٢) جَمِيعاً ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ‌

__________________

(١) في « ض ، ف ، بر » وحاشية « بح » والبحار : « رسول الله ».

(٢) « فوثب » : من الوثوب ، وهو في لغة حِمْير بمعنى النهوض والقيام ، وفي غيرها بمعنى القعود والاستقرار. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٥٠ ( وثب ).

(٣) في « ف » : « فأنت ».

(٤) في « ه‍ » : « إن ».

(٥) قال الراغب : « الشَيْب والمَشيب : بياض الشعر ». المفردات للراغب ، ص ٤٦٩ ( شيب ).

(٦) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٨١ ، ح ٨٦٥ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٢٦٦ ، ح ٣٥ ؛ وج ٥٠ ، ص ٣٦ ، ح ٢٦.

(٧) في « بر » والإرشاد : + « الرضا ».

(٨) في « ض ، ف ، بر » : « وكأنّ ».

(٩) في « بر » : + « له ».

(١٠) في « ف » : ـ « من ».

(١١) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب حالات الأئمّة عليهم‌السلام في السنّ ، ح ١٠٠٠ ؛ الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ، بسنده عن الكليني. وفي كفاية الأثر ، ص ٢٧٧ ، بسند آخر ، مع تفاوت الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٨ ، ح ٨٦٠ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٢٥٦ ، ح ٥٣.

(١٢) في « بر ، بس » : « القاشاني ».

١٠٤

يَحْيَى بْنِ النُّعْمَانِ الصَّيْرَفِيِّ (١) ، قَالَ :

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ جَعْفَرٍ يُحَدِّثُ الْحَسَنَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، فَقَالَ : وَاللهِ ، لَقَدْ نَصَرَ اللهُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ : إِي واللهِ ، جُعِلْتُ فِدَاكَ ، لَقَدْ بَغى عَلَيْهِ إِخْوَتُهُ ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ : إِي واللهِ ، ونَحْنُ عُمُومَتُهُ بَغَيْنَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، كَيْفَ صَنَعْتُمْ (٢) ، فَإِنِّي لَمْ أَحْضُرْكُمْ؟ قَالَ : قَالَ (٣) لَهُ إِخْوَتُهُ ونَحْنُ أَيْضاً : مَا كَانَ فِينَا إِمَامٌ قَطُّ حَائِلَ اللَّوْنِ (٤) ، فَقَالَ لَهُمُ الرِّضَا عليه‌السلام : « هُوَ ابْنِي ». قَالُوا : فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَدْ قَضى بِالْقَافَةِ (٥) ، فَبَيْنَنَا وبَيْنَكَ الْقَافَةُ ، قَالَ : « ابْعَثُوا أَنْتُمْ إِلَيْهِمْ (٦) ، فَأَمَّا (٧) أَنَا فَلَا ، ولَاتُعْلِمُوهُمْ لِمَا (٨) دَعَوْتُمُوهُمْ (٩) ، ولْتَكُونُوا (١٠) فِي بُيُوتِكُمْ ».

فَلَمَّا جَاؤُوا أَقْعَدُونَا (١١) فِي الْبُسْتَانِ ، واصْطَفَّ عُمُومَتُهُ وإِخْوَتُهُ وأَخَوَاتُهُ ، وأَخَذُوا الرِّضَا عليه‌السلام وأَلْبَسُوهُ جُبَّةَ صُوفٍ وقَلَنْسُوَةً مِنْهَا ، وو ضَعُوا عَلى عُنُقِهِ مِسْحَاةً (١٢) ، وقَالُوا‌

__________________

(١) في « ألف ، ج ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « و » والوافي : « المصري » وفي « ب » : « البصري ». والرجل لم نعرفه مع الفحص الأكيد.

(٢) في « بس » : « صنعهم ».

(٣) في « ف ، ه‍ ، بف » والوافي : « فقال ».

(٤) « حائل اللون » ، أي المتغيّر اللون ، وكلّ متغيّر حائل. وفي الوافي : « الحائل : المتغيّر اللون ، يعني ما كان فينا إمام‌ليس على لون آبائه ؛ كأنّ لون أبي جعفر عليه‌السلام كان مائلاً إلى السواد ؛ إذ كانت امّه حبشيّة ، فأنكروا أن يكون ابناً لأبيه ». راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ١٨٨ ( حول ).

(٥) « القافة » : جمع القائف ، وهو الذي يتتبّع الآثار ويعرفها ، ويعرف شَبَه الرجل بأخيه وأبيه ، ويحكم بالنسب. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٢١ ( قوف ).

(٦) في شرح المازندراني ومرآة العقول : « إليه ».

(٧) في الوافي : « وأمّا ».

(٨) في مرآة العقول : « ما ، للاستفهام. ويحتمل فتح اللام وتشديد الميم ».

(٩) في « بح » وحاشية « ج » : « دعوتهم ».

(١٠) في الوافي : « وليكونوا ».

(١١) في شرح المازندراني : « الظاهر أنّ هذا من كلام الرضا عليه‌السلام ، وأنّ أقعدونا على صيغة الأمر ، وأنّ الخطاب‌للعمومة والإخوة ». وفي مرآة العقول : « فلمّا جاؤوا ، كلام عليّ بن جعفر ».

(١٢) « المِسْحاةُ » ( وهي ما يعبّر عنها في الفارسيّة : « بيل » ) : آلة كالمِجْرَفة إلاّ أنّها من حديد ، من سَحَوْتُ الطين عن‌وجه الأرض ، إذا جَرَفْتَهُ ، أي قشرته وأزلته. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٧٣ ( سحا ).

١٠٥

لَهُ : ادْخُلِ الْبُسْتَانَ كَأَنَّكَ تَعْمَلُ فِيهِ ، ثُمَّ جَاؤُوا بِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَقَالُوا : أَلْحِقُوا هذَا الْغُلَامَ بِأَبِيهِ ، فَقَالُوا : لَيْسَ لَهُ (١) هَاهُنَا أَبٌ ، ولكِنَّ هذَا عَمُّ أَبِيهِ ، وهذَا عَمُّ أَبِيهِ ، وهذَا عَمُّهُ (٢) ، وَهذِهِ عَمَّتُهُ ، وإِنْ يَكُنْ (٣) لَهُ هَاهُنَا أَبٌ ، فَهُوَ صَاحِبُ الْبُسْتَانِ ؛ فَإِنَّ قَدَمَيْهِ وقَدَمَيْهِ وَاحِدَةٌ ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام ، قَالُوا : هذَا أَبُوهُ.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ : فَقُمْتُ فَمَصَصْتُ (٤) رِيقَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام (٥) ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ (٦) : أَشْهَدُ أَنَّكَ إِمَامِي عِنْدَ اللهِ ، فَبَكَى الرِّضَا عليه‌السلام ، ثُمَّ قَالَ : « يَا عَمِّ ، أَلَمْ تَسْمَعْ أَبِي وهُوَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بِأَبِي (٧) ابْنُ خِيَرَةِ الْإِمَاءِ ، ابْنُ النُّوبِيَّةِ (٨) الطَّيِّبَةِ الْفَمِ ، الْمُنْتَجَبَةِ (٩) الرَّحِمِ ، ويْلَهُمْ لَعَنَ اللهُ الْأُعَيْبِسَ (١٠) وذُرِّيَّتَهُ صَاحِبَ الْفِتْنَةِ ،

__________________

(١) في « ب » : ـ « له ».

(٢) في « ب » : « عمّ أبيه ». وفي الوافي : + « وهذا عمّه ».

(٣) في « ض » : « وإن يك ».

(٤) « مَصِصْتُهُ » و « مَصَصْتُهُ » ، أمُصُّهُ : شَرِبْتُهُ شُرْباً رفيقاً ، أي قبّلتُ فاه شفقة وشوقاً بحيث دخل بعض ريقه فمي. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٥٦ ( مصص ).

(٥) في الوسائل والبحار : + « يعني الجواد ».

(٦) في « ه‍ ، بح ، بس ، بف » والوسائل والبحار : ـ « له ».

(٧) في « ج ، ه‍ » : « بامّي ». وفي الوافي : « يأتي ». وقال : « يأتي ابن خيرة الإماء ، يعني به المهديّ صاحب زمانناصلوات الله عليه ، كأنّه انتسبه إلى جدّته امّ أبي جعفر الثاني عليه‌السلام ».

(٨) قال الجوهري : « والنُوب والنُوبَةُ أيضاً : جيل من السُودان. الواحد : نُوبيّ ». وفي القاموس : النُوب : جيل من السودان ، والنُوبةُ : بلاد واسعة للسودان بجنوب الصعيد ، منها بلال الحبشي ». الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٢٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٣٢ ( نوب ).

(٩) في « ب ، ف ، ه‍ ، بف » وحاشية « ج ، بف » وحاشية بدرالدين وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : « المنجبة ». وفي « بر ، بس » : « المنتجية ». و « المُنتَجَبُ » : المختار من كلّ شي‌ء. يقال : انتجب فلان فلاناً ، أي استخلصه واصطفاه اختياراً على غيره. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٤٨ ( نجب ).

(١٠) في « ب ، ج ، ض ، ف ، ه‍ ، و، بح ، بس » : « الأعبس ». وفي حاشية « ج » : « يعني عبّاسيّون ». وفي‌شرح المازندراني : « وفي بعض النسخ : الاغيبس ، وهو تصغير الأغبس ». وفي حاشية بدرالدين ، ص ٢١٠ : « الأغبس ، وفي بعض النسخ : الاغيبس. قيل : المراد به السفّاح ، وهو أوّل خلفاء بني العبّاس. ويمكن أن يراد به الحجّاج أو المتوكّل ، فإنّه لم يكن أشدّ منهما على آل محمّد بعد يزيد بن معاوية ». و « الاعَيْبِسُ » : مصغّر

١٠٦

وَ (١) يَقْتُلُهُمْ (٢) سِنِينَ وشُهُوراً وأَيَّاماً ، يَسُومُهُمْ خَسْفاً (٣) ، ويَسْقِيهِمْ كَأْساً مُصَبَّرَةً (٤) ، وهُوَ الطَّرِيدُ (٥) الشَّرِيدُ (٦) ، الْمَوْتُورُ (٧) بِأَبِيهِ وجَدِّهِ ، صَاحِبُ الْغَيْبَةِ (٨) ، يُقَالُ : مَاتَ أَوْ هَلَكَ ، أَيَّ وادٍ سَلَكَ ، أَفَيَكُونُ هذَا يَا عَمِّ إِلاَّ مِنِّي؟ ». فَقُلْتُ : صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ. (٩)

٧٤ ـ بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ عَلى أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عليه‌السلام

٨٤٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

__________________

الأعبس ، وهو كناية عن العبّاس ؛ لاشتراكهما في معنى كثرة العبوس. أو هو من باب القلب. وقيل : المراد بعض ذرّيّة العبّاس.

(١) في « ب ، ه‍ ، بف » : ـ « و ».

(٢) في « بح » : « يقلّبهم ». وفي الوافي : « تقتلهم ».

(٣) « يَسُومُ » : من السَوْم بمعنى التكليف والإلزام. يقال : سامَهُ الأمرَ ، أي كلّفه إيّاه وأراده عليه وأولاه إيّاه. و « الخَسْفُ » : النقيصة والذهاب في الأرض والذلّ والمشقّة والإذلال

وتحميل الإنسان ما يكره. ويقال : سامَهُ الخَسْفُ وسامَه الخَسْفَ والخُسْفَ ، أي أولاه ذُلاًّ وكلّفه المشقّة والذلَّ وأرادهما عليه. وقال المجلسي : « في بعض النسخ : ليسومهم ». راجع : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٦٧ ( خسف ) ؛ وج ١٢ ، ص ٣١١ ـ ٣١٢ ( سوم ).

(٤) « المُصْبُرَةُ » : اسم آلة للصَبِر ، وهو عصارة شجر مُرّ ، أو المِصْبَرة : اسم مكان لكثرة من الصَبِر. أو المُصبِرَةُ ، أي ذات صَبِر ، أو المُصْبَرةُ. أو المُصَبَّرَةُ ، بمعنى التي جعل فيها صَبِرٌ. والمراد : كأساً مهلكة. واستبعد المازندراني الأخيرين ولم يذكر الثاني ، كما لم يذكر المجلسي الأوّل. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٩٧ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٨٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٩٢ ( صبر ).

(٥) « الطَريدُ » : المُبْعَدُ. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١١٨ ( طرد ).

(٦) « الشَرِيدُ » : الشارِدُ ؛ من شَرَدَ فلان ، إذا نفر وذهب في الأرض وفارق الجماعة والناس. أو هو الطريد ، وهو حينئذٍ فعيل بمعنى مفعول ، والتكرير للتأكيد. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٥٧ ( شرد ).

(٧) « المَوْتُور » : من قُتِلَ حميمُه وافردَ. تقول : وتَرْتُهُ ، أي قتلت حميمه وأفردته منه. راجع : المغرب ، ص ٤٧٥ ( وتر ).

(٨) في الوافي : « صاحب الغيبة ، أي الغيبة الطويلة المعهودة التي يقال له فيها : أين هو؟ أمات أو هلك؟ ».

(٩) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٧٥ ، بسنده عن الكليني ، وفيه قطعة مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٩ ، ح ٨٦٤ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢١٩ ، ح ٣١٧٣٣ ؛ البحار ، ج ٦٦ ، ص ٣١٠ ، ح ٧ ، وفي الأخيرين من قوله : « قال عليّ بن جعفر : فقمت فمصصت » إلى قوله : « أشهد أنّك إمامي عند الله ، فبكى الرضا عليه‌السلام » ؛ البحار ، ج ٥٠ ، ص ٢١ ، ح ٧.

١٠٧

لَمَّا خَرَجَ (١) أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام مِنَ الْمَدِينَةِ إِلى بَغْدَادَ فِي الدَّفْعَةِ الْأُولى (٢) مِنْ خَرْجَتَيْهِ ، قُلْتُ لَهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ فِي (٣) هذَا الْوَجْهِ (٤) ، فَإِلى مَنِ الْأَمْرُ بَعْدَكَ؟ (٥)

فَكَرَّ (٦) بِوَجْهِهِ إِلَيَّ ضَاحِكاً ، وقَالَ : « لَيْسَ الْغَيْبَةُ (٧) حَيْثُ ظَنَنْتَ فِي هذِهِ السَّنَةِ ».

فَلَمَّا أُخْرِجَ (٨) بِهِ الثَّانِيَةَ إِلَى الْمُعْتَصِمِ ، صِرْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَنْتَ خَارِجٌ ، فَإِلى مَنْ هذَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِكَ؟ (٩)

فَبَكى حَتَّى اخْضَلَّتْ (١٠) لِحْيَتُهُ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : « عِنْدَ هذِهِ يُخَافُ (١١) عَلَيَّ ، الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِي إِلَى ابْنِي عَلِيٍّ ». (١٢)

٨٤٨ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْخَيْرَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ قَالَ :

كَانَ يَلْزَمُ بَابَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام لِلْخِدْمَةِ الَّتِي كَانَ (١٣) وكِّلَ بِهَا ، وكَانَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى يَجِي‌ءُ فِي السَّحَرِ فِي (١٤) كُلِّ لَيْلَةٍ لِيَعْرِفَ (١٥) خَبَرَ عِلَّةِ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، وكَانَ الرَّسُولُ ـ الَّذِي يَخْتَلِفُ بَيْنَ أَبِي جَعْفَرٍ وبَيْنَ أَبِي ـ إِذَا حَضَرَ ، قَامَ أَحْمَدُ (١٦) وخَلَا بِهِ أَبِي ،

__________________

(١) في الإرشاد : « لمّا اخرج ». (٢) في الإرشاد : « الأوّلة ».

(٣) في « ض » : « من ».

(٤) في « ف » : « الموضع ».

(٥) في « ه‍ » والإرشاد : + « قال ».

(٦) « كرّ » أي عطف. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٥٢ ( كرّ ).

(٧) في « ف ، بح ، بس ، بف » والإرشاد : ـ « الغيبة ». وفي « ه‍ » : « الفتنة ».

(٨) في الإرشاد : « فلمّا استُدعي ».

(٩) في « ه‍ » : + « قال ».

(١٠) في « ه‍ » : « خضبت ». وقوله : « اخضلّت » ، أي ابتلّت. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٨٥ ( خضل ).

(١١) في شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٩٨ : « تخاف ، إمّا بتاء الخطاب ، أو بالياء المضمومة ».

(١٢) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٩٨ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٨٢ ، ح ٨٦٦.

(١٣) في « بف » وشرح المازندراني : ـ « كان ».

(١٤) في « بح » : ـ « في ».

(١٥) في « بف » والإرشاد : « ليتعرّف ».

(١٦) في « بح » : + « بن محمّد بن عيسى ».

١٠٨

فَخَرَجْتُ (١) ذَاتَ لَيْلَةٍ ، وقَامَ (٢) أَحْمَدُ عَنِ (٣) الْمَجْلِسِ وخَلَا أَبِي بِالرَّسُولِ ، واسْتَدَارَ أَحْمَدُ ، فَوَقَفَ حَيْثُ يَسْمَعُ الْكَلَامَ ، فَقَالَ الرَّسُولُ لِأَبِي : إِنَّ مَوْلَاكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ لَكَ : « إِنِّي مَاضٍ والْأَمْرُ صَائِرٌ إِلَى ابْنِي عَلِيٍّ ، ولَهُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ بَعْدَ أَبِي » ثُمَّ مَضَى الرَّسُولُ ورَجَعَ أَحْمَدُ إِلى مَوْضِعِهِ ، وقَالَ لِأَبِي : مَا الَّذِي قَدْ قَالَ لَكَ؟ قَالَ : خَيْراً (٤) قَالَ : قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَ (٥) فَلِمَ تَكْتُمُهُ؟ وأَعَادَ (٦) مَا سَمِعَ ، فَقَالَ لَهُ أَبِي : قَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْكَ مَا فَعَلْتَ ؛ لِأَنَّ اللهَ تَعَالى يَقُولُ : ( وَلا تَجَسَّسُوا ) (٧) فَاحْفَظِ الشَّهَادَةَ ، لَعَلَّنَا نَحْتَاجُ إِلَيْهَا يَوْماً مَا (٨) ، وإِيَّاكَ أَنْ تُظْهِرَهَا إِلى وقْتِهَا.

فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبِي ، كَتَبَ نُسْخَةَ الرِّسَالَةِ فِي عَشْرِ رِقَاعٍ ، وخَتَمَهَا ، ودَفَعَهَا إِلى (٩) عَشْرَةٍ مِنْ وجُوهِ الْعِصَابَةِ (١٠) ، وقَالَ : إِنْ حَدَثَ (١١) بِي حَدَثُ الْمَوْتِ قَبْلَ أَنْ أُطَالِبَكُمْ بِهَا (١٢) فَافْتَحُوهَا ، واعْمَلُوا (١٣) بِمَا فِيهَا ، فَلَمَّا مَضى أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، ذَكَرَ أَبِي أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ (١٤) مِنْ مَنْزِلِهِ حَتّى قَطَعَ عَلى يَدَيْهِ (١٥) نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِمِائَةِ إِنْسَانٍ ، واجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْعِصَابَةِ‌

__________________

(١) في « ب ، ض ، ف ، ه‍ ، بر ، بس ، بف » وحاشية « بح » وشرح المازندراني : « فخرج ».

(٢) في « ج » : « فقام ».

(٣) في « ف » : « من ».

(٤) في « ه‍ » : « خيرٌ ».

(٥) في « بر » : « ما قال لك ». وفي « بس » : « ما قد قال ».

(٦) في « بر » : « فأعاد ».

(٧) الحجرات (٤٩) : ١٢. وفي « ف ، ه‍ » وحاشية « بف » : + « وفعلت ما لم تؤمر به ».

(٨) في « ض ، بح ، بر » : ـ « ما ».

(٩) في « ب ، ض ، ه‍ ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ف ، و » : « عند ».

(١٠) « العصابة » : هم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين. ولا واحد لها من لفظها. النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٤٣ ( عصب ).

(١١) في « ض » : « لو حدث ».

(١٢) في « ه‍ ، بس » : ـ « بها ».

(١٣) هكذا في أكثر النسخ. وفي المطبوع وبعض النسخ : « أعلِمُوا ».

(١٤) في مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٨٤ : « أنّه لم يخرج ، أي خيرانيّ. ويمكن أن يقرأ على بناء المجهول من باب الإفعال ، فالضمير لأبي جعفر عليه‌السلام ».

(١٥) في الوافي : « حتّى قطع على يديه ، حتّى جزم بمعرفة الإمام بعد أبي جعفر عليه‌السلام بسببه وبإخباره عنه ».

١٠٩

عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ يَتَفَاوَضُونَ (١) هذَا (٢) الْأَمْرَ ، فَكَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ إِلى أَبِي يُعْلِمُهُ بِاجْتِمَاعِهِمْ عِنْدَهُ ، وأَنَّهُ لَوْ لَامَخَافَةُ الشُّهْرَةِ لَصَارَ مَعَهُمْ إِلَيْهِ ، ويَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَهُ ، فَرَكِبَ أَبِي وصَارَ إِلَيْهِ ، فَوَجَدَ الْقَوْمَ مُجْتَمِعِينَ عِنْدَهُ ، فَقَالُوا لِأَبِي : مَا تَقُولُ فِي هذَا الْأَمْرِ؟ فَقَالَ أَبِي لِمَنْ عِنْدَهُ الرِّقَاعُ : أَحْضِرُوا الرِّقَاعَ ، فَأَحْضَرُوهَا ، فَقَالَ لَهُمْ : هذَا مَا أُمِرْتُ بِهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَدْ كُنَّا نُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فِي هذَا الْأَمْرِ شَاهِدٌ آخَرُ ، فَقَالَ لَهُمْ : قَدْ أَتَاكُمُ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ بِهِ ، هذَا أَبُو جَعْفَرٍ الْأَشْعَرِيُّ يَشْهَدُ لِي بِسَمَاعِ هذِهِ الرِّسَالَةِ ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَشْهَدَ بِمَا عِنْدَهُ ، فَأَنْكَرَ أَحْمَدُ أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنْ هذَا شَيْئاً ، فَدَعَاهُ أَبِي إِلَى الْمُبَاهَلَةِ (٣) ، فَقَالَ : لَمَّا حَقَّقَ عَلَيْهِ ، قَالَ (٤) : قَدْ (٥) سَمِعْتُ ذلِكَ (٦) ، وهذِهِ (٧) مَكْرُمَةٌ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ تَكُونَ (٨) لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ ، لَالِرَجُلٍ مِنَ الْعَجَمِ ، فَلَمْ يَبْرَحِ الْقَوْمُ حَتّى قَالُوا بِالْحَقِّ جَمِيعاً. (٩)

٨٤٩ / ٣. وفِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ : مُحَمَّدُ (١٠) بْنُ جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‌

__________________

(١) قوله : « يتفاوضون هذا الأمر » ، أي يأخذون فيه ويتكلّمون فيه. والمفاوضة : المساواة والمشاركة. وهي‌مفاعلة من التفويض ، ومنه مفاوضة العلماء ، كأنّ كلّ واحد منهم ردّ ما عنده إلى صاحبه. والمراد : محادثة العلماء ومذاكرتهم في العلم. راجع : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢١٠ ( فوض ).

(٢) في « بس » : « بهذا ».

(٣) « المباهلة » : الملاعنة. وهو أن يجتمع القوم إذ اختلفوا في شي‌ء ، فيقولوا : لعنة الله على الظالم منّا. النهاية ، ج ١ ، ص ١٦٧ ( بهل ).

(٤) في « ب ، بف » : ـ « قال ».

(٥) في حاشية « بح » : « كذا ».

(٦) في « بس » : « هذا ».

(٧) هكذا في أكثر النسخ والوافي. وفي المطبوع : « هذا ».

(٨) في « ج ، ض ، بح » : « أن يكون ».

(٩) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٩٨ ، بسنده عن الكليني ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٨٢ ، ح ٨٦٧.

(١٠) في « ب ، ج ، ض ، ف ، ه‍ ، و، بح ، بر ، بس ، بف ، جر » وشرح المازندراني ومرآة العقول : « أبي محمّد ». ومحمّد بن جعفر هذا ، هو محمّد بن جعفر الرزّاز القرشي الكوفي ، روى بعنوان محمّد بن جعفر الرزّاز الكوفي ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد في الكافي ، ذيل ح ٨١٥٩ و ٨١٦١. وكنية محمّد بن جعفر الرزّاز أبو

١١٠

عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (١) الْوَاسِطِيِّ :

أَنَّهُ (٢) سَمِعَ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ ـ مَوْلى أَبِي جَعْفَرٍ ـ يَحْكِي أَنَّهُ أَشْهَدَهُ عَلى هذِهِ الْوَصِيَّةِ الْمَنْسُوخَةِ (٣) :

شَهِدَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ مَوْلى أَبِي جَعْفَرٍ (٤) أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهم‌السلام أَشْهَدَهُ أَنَّهُ أَوْصى إِلى عَلِيٍّ ابْنِهِ بِنَفْسِهِ وأَخَوَاتِهِ (٥) ، وجَعَلَ أَمْرَ مُوسى (٦) ـ إِذَا بَلَغَ ـ إِلَيْهِ ، وجَعَلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْمُسَاوِرِ (٧) قَائِماً عَلى تَرِكَتِهِ مِنَ الضِّيَاعِ (٨) والْأَمْوَالِ والنَّفَقَاتِ والرَّقِيقِ (٩) وغَيْرِ ذلِكَ إِلى‌

__________________

القاسم ، كما في رسالة أبي غالب الزراري ، ص ١٤٠ ، وص ١٤٥ وص ١٤٦. فعليه ما ورد في شرح المازندراني من أنّه قال : « قيل : أبو محمّد يحتمل أن يكون كنيته ، ويحتمل أن يكون أبي مضافاً إلى ياء المتكلّم ، يعني أبي عن محمّد بن جعفر ، ضعيف جدّاً.

(١) كذا في النسخ والمطبوع. والمحتمل قويّاً صحّة « الحسن ». وأنّ محمّداً هذا هو محمّد بن الحسن الواسطي المذكور في أصحاب أبي جعفر الثاني عليه‌السلام الذي قال الفضل بن شاذان في شأنه : إنّه كان كريماً على أبي جعفر عليه‌السلام. راجع : رجال الكشّي ، ص ٥٥٨ ، الرقم ١٠٥٤ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٧٩ ، الرقم ٥٦١٧. وانظر أيضاً : رجال الكشّي ، ص ٤٧٥ ، الرقم ٩٠٢ ؛ وص ٤٤٧ ، الرقم ٩٠٤ ؛ وص ٤٨٤ ؛ الرقم ٩١١ ؛ وص ٥٤٣ ، الرقم ١٠٢٩.

(٢) في « ج ، ه‍ ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : ـ « أنّه ».

(٣) « المنسوخة » : المكتوبة. يقال : نسخ الشي‌ءَ يَنْسَخُهُ نسخاً وانتسخه واستنسخه : اكتتبه عن معارضة. قيل : النَسْخُ : اكتتابك كتاباً عن كتاب حرفاً بحرف ، والأصل نسخة ، والمكتوب عنه نسخة ؛ لأنّه قائم مقامة. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٦١ ( نسخ ).

(٤) في « ه‍ » : + « أطال الله بقاءه ». وفي حاشية « بف » : + « أطال الله بقاء أبي جعفر ».

(٥) في « ض ، ه‍ ، بر » وحاشية « ج » ومرآة العقول : « إخوانه ». قال في المرآة : « ولا يبعد أن يكون أخواته ، فصُحّف ».

(٦) في الوافي : « موسى ، يعني ابنه الملقّب بالمبرقع المدفون بقمّ ».

(٧) في أكثر النسخ والوافي : « المشاور » ، في هذا الموضع وما يأتي بعد سطر واحد. ولا يبعد عدم صحّته ؛ فإنّا لم‌نجد حسب تتبّعنا « المشاور » كأحد الأسماء.

(٨) « الضِياعُ » : جمع ضائع ، كجائع وجياع ، أو جمع الضيعة ، وهي العقار ، قال المازندراني : « هذا هو الأظهر والأنسب في المقام » ، واحْتَمَلَ كونَه بفتح الضاد بمعنى العِيال. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٠٧ ( ضيع ).

(٩) « الرقيق » : المملوك. فعيل بمعنى مفعول ـ وقد يطلق على الجماعة كالرفيق ـ من الرِقّ بمعنى المِلك. النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ( رقق ).

١١١

أَنْ يَبْلُغَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، صَيَّرَ (١) عَبْدُاللهِ بْنُ الْمُسَاوِرِ ذلِكَ الْيَوْمَ (٢) إِلَيْهِ (٣) ، يَقُومُ (٤) بِأَمْرِ نَفْسِهِ وَأَخَوَاتِهِ (٥) ، ويُصَيِّرُ (٦) أَمْرَ مُوسى إِلَيْهِ (٧) ، يَقُومُ (٨) لِنَفْسِهِ بَعْدَهُمَا (٩) عَلى شَرْطِ أَبِيهِمَا فِي صَدَقَاتِهِ الَّتِي تَصَدَّقَ بِهَا ، وذلِكَ يَوْمُ الْأَحَدِ لِثَلَاثِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ عِشْرِينَ ومِائَتَيْنِ ، وكَتَبَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ شَهَادَتَهُ بِخَطِّهِ.

وَشَهِدَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْحُسَيْنِ (١٠) بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهم‌السلام ـ وهُوَ الْجَوَّانِيُّ ـ عَلى مِثْلِ شَهَادَةِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ فِي صَدْرِ هذَا الْكِتَابِ ، وكَتَبَ شَهَادَتَهُ بِيَدِهِ.

وَشَهِدَ نَصْرٌ الْخَادِمُ ، وكَتَبَ شَهَادَتَهُ بِيَدِهِ. (١١)

__________________

(١) في الوافي : « يعني فإذا بلغ عليّ بن محمّد صيّر ، ولعلّه سقط من قلم النسّاخ. أو كان : فصيّر ، فسقط الفاء ». وفي مرآة العقول : « قيل ... وصيّر فاعله ضمير مستتر راجع إلى أبي جعفر ؛ وعبد الله ، منصوب بالمفعوليّة ».

(٢) في « ه‍ » وشرح المازندراني والوافي : ـ « اليوم ».

(٣) في « بح ، بس ، بف » : ـ « إليه ».

(٤) في « ب » : « ليقوم ».

(٥) في « ب ، ض ، ف ، ه‍ ، بر » وشرح المازندراني : « إخوانه ».

(٦) في مرآة العقول : « ويمكن أن يقرأ : يصير ، بالتخفيف ». أي من باب ضرب ، كما نصّ عليه فيما بعد.

(٧) في الوافي : « يعني إلى موسى. ويشبه أن يكون قد سقط هنا شي‌ء ».

(٨) في « بر » : « ليقوم ».

(٩) في مرآة العقول : « قيل : ... و « بعد » مبنيّ على الضمّ ، أي بعد بلوغ موسى أيضاً. وهذه الجملة استيناف لبيان قوله : يصير أمر موسى إليه ... و « هما » مبتدأ ، والضمير راجع إلى عليّ وموسى ، والظرف خبر المبتدأ ».

(١٠) هكذا في « ه‍ ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « عبد الله بن الحسن ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ الحسن هذا ، هو الحسن بن محمّد بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب. راجع : تهذيب الأنساب ، ص ٢٢١ ـ ٢٢٢ ، وص ٢٢٩ ؛ المجدي ، ص ١٩٤ ـ ١٩٦. وانظر أيضاً : رجال النجاشي ، ص ٢٥٦ ، الرقم ٦٧١ ، وص ٢٦٢ ، الرقم ٦٨٧ ، وص ٣٩٥ ، الرقم ١٠٥٨.

(١١) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٨٤ ، ح ٨٦٧ ؛ البحار ، ج ٥٠ ، ص ١٢١ ، ح ٤.

١١٢

٧٥ ـ بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ عَلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام

٨٥٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَسَارٍ (١) الْقَنْبَرِيِّ (٢) ، قَالَ :

أَوْصى أَبُو الْحَسَنِ (٣) عليه‌السلام إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ قَبْلَ مُضِيِّهِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ، وأَشْهَدَنِي عَلى ذلِكَ وجَمَاعَةً مِنَ الْمَوَالِي (٤) (٥)

٨٥١ / ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ ، عَنْ بَشَّارِ (٦) بْنِ أَحْمَدَ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ (٧) النَّوْفَلِيِّ ، قَالَ :

كُنْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام فِي صَحْنِ دَارِهِ ، فَمَرَّ بِنَا مُحَمَّدٌ ابْنُهُ (٨) ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا صَاحِبُنَا بَعْدَكَ؟ فَقَالَ : « لَا ، صَاحِبُكُمْ بَعْدِيَ الْحَسَنُ ». (٩)

٨٥٢ / ٣. عَنْهُ (١٠) ، عَنْ بَشَّارِ (١١) بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْفَهَانِيِّ (١٢) ، قَالَ :

__________________

(١) في « بر » : « بشّار ».

(٢) في « ألف ، بح ، بس » وحاشية « بر » والإرشاد : « العنبري ».

(٣) في الإرشاد : + « عليّ بن محمّد ».

(٤) في الغيبة : + « وأمّا موت محمّد في حياة أبيه عليه‌السلام ».

(٥) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣١٤ ، بسنده عن الكليني. الغيبة للطوسي ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٦ ، عن يحيى بن بشّار القنبري الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٨٦ ، ح ٨٦٨ ؛ البحار ، ج ٥٠ ، ص ٢٤٦ ، ذيل ح ٢١.

(٦) في « ألف » وحاشية « ج » والإرشاد : « يسار ». وفي « بح » : « بشارة ».

(٧) في الإرشاد : « عمرو ».

(٨) في الوافي : « محمّد ابنه ، هو أبو جعفر ولده الأكبر الذي كان مترقّباً للإمامة ، صالحاً لها ، مرجوّاً عند أصحابه ».

(٩) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣١٤ ، بسنده عن الكليني. الغيبة للطوسي ، ص ١٩٨ ، ح ١٦٣ بسنده عن جعفر بن محمّد بن مالك ، عن سيّار بن محمّد البصري ، عن عليّ بن عمر النوفلي ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٨٦ ، ح ٨٦٩.

(١٠) الضمير راجع إلى جعفر بن محمّد الكوفي ، في السند السابق.

(١١) في الإرشاد : « يسار ».

(١٢) في « ه‍ » وحاشية « ج » والإرشاد : « الإصبهاني ».

١١٣

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « صَاحِبُكُمْ بَعْدِيَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيَّ ». قَالَ (١) : ولَمْ نَعْرِفْ (٢) أَبَا مُحَمَّدٍ قَبْلَ ذلِكَ ، قَالَ (٣) : فَخَرَجَ أَبُو مُحَمَّدٍ ، فَصَلّى عَلَيْهِ. (٤)

٨٥٣ / ٤. وعَنْهُ (٥) ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ وهْبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ :

كُنْتُ حَاضِراً أَبَا الْحَسَنِ (٦) عليه‌السلام لَمَّا تُوُفِّيَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ ، فَقَالَ لِلْحَسَنِ : « يَا (٧) بُنَيَّ ، أَحْدِثْ لِلّهِ شُكْراً ؛ فَقَدْ أَحْدَثَ (٨) فِيكَ أَمْراً ». (٩)

٨٥٤ / ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَرْوَانَ الْأَنْبَارِيِّ (١٠) ، قَالَ :

__________________

(١) في « ه‍ » : « فقال ».

(٢) في « ب ، ض ، ف ، ه‍ » والإرشاد : « ولم نكن نعرف ». وفي « ج » : « ولم نك نعرف ».

(٣) في « ج ، بح » : ـ « قال ».

(٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣١٥ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٨٦ ، ص ٨٧٠.

(٥) الضمير راجع إلى جعفر بن محمّد الكوفي ؛ فإنّه يأتي في ح ٩١٢ ، رواية عليّ بن محمّد عن جعفر بن محمّد ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، وهو موسى بن جعفر بن وهب ، راجع : رجال النجاشي ، ص ٤٠٦ ، الرقم ١٠٧٦.

(٦) في « ف » : « عند أبي الحسن ».

(٧) في « ف ، ه‍ ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني : ـ « يا ».

(٨) في « بس » : + « الله ».

(٩) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣١٥ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ ، ح ٨٧١.

(١٠) كذا في النسخ والمطبوع ، والخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ٤٧٢ ، ح ١٣ ، عن الحسن بن محمّد [ والصواب الحسين بن محمّد كما في بعض المخطوطات ] عن المعلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، عن أحمد بن الحسين ، عن عليّ بن عبد الله بن مروان الأنباري.

والمحتمل قويّاً ، وقوع السقط في سندنا هذا ، بجواز النظر من « عبد الله » في « أحمد بن محمّد بن عبد الله » إلى « عبد الله » في « عليّ بن عبد الله بن مروان » فاضيف « بن مروان الأنباري » إلى « أحمد بن محمّد بن عبد الله » سهواً.

ثمّ إنّه لا يبعد اتّحاد عليّ بن عبد الله بن مروان الأنباري مع عليّ بن عبد الله بن مروان ـ من أهل بغداد ـ المذكور في رجال الكشّي ، ص ٥٣٠ ، الرقم ١٠١٤ ؛ ورجال الطوسي ، ص ٤٠٠ ، الرقم ٥٨٦٨ ؛ فإنّ الأنبار بلدة قديمة على الفرات بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. وانتقل جمع من الأنباريين إلى بغداد ، كيعقوب بن يزيد وأبي أيّوب

١١٤

كُنْتُ حَاضِراً عِنْدَ مُضِيِّ (١) أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما‌السلام ، فَجَاءَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام ، فَوُضِعَ لَهُ كُرْسِيٌّ ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ وحَوْلَهُ أَهْلُ بَيْتِهِ وأَبُو مُحَمَّدٍ (٢) قَائِمٌ فِي نَاحِيَةٍ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أَمْرِ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام الْتَفَتَ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام ، فَقَالَ : « يَا بُنَيَّ ، أَحْدِثْ لِلّهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ شُكْراً ؛ فَقَدْ أَحْدَثَ فِيكَ أَمْراً ». (٣)

٨٥٥ / ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَلَانِسِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (٤) بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام : إِنْ كَانَ كَوْنٌ ـ وأَعُوذُ بِاللهِ ـ فَإِلى مَنْ؟

قَالَ : « عَهْدِي إِلَى الْأَكْبَرِ مِنْ ولَدَيَّ (٥) ». (٦)

٨٥٦ / ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْإِسْبَارِقِينِيِّ (٧) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‌

__________________

الأنباري. ويحتمل تحوّل عليّ بن عبد الله هذا إلى بغداد ، فنسب إليها وعُدَّ من أهلها راجع : الأنساب للسمعاني ، ج ١ ، ص ٢١٢ ؛ رجال النجاشي ، ص ٤٥٠ ، الرقم ١٢١٥ ؛ وص ٤٥٧ ، الرقم ١٢٤٦ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٥٢٨ ، الرقم ٨٤٧.

هذا ما استفدنا ممّا أفاده الاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري ـ دام توفيقه ـ في رسالته « المسك الأذفر في البحث عمّن يسمّى بعليّ بن جعفر ».

(١) في « ه‍ ، بح ، بس ، بف » وشرح المازندراني ومرآة العقول : ـ « مضيّ ».

(٢) في الإرشاد : « ابنه ».

(٣) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣١٦ ، بسنده عن الكليني. بصائر الدرجات ، ص ٤٧٢ ، ح ١٣ ، عن الحسن بن محمّد ، عن المعلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، عن أحمد بن الحسين ، عن عليّ بن عبد الله بن مروان الأنباري. الغيبة للطوسي ، ص ٢٠٣ ، ح ١٧٠ بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ ، ح ٨٧٢.

(٤) في « ب » : « الحسن ».

(٥) وهما ـ بناء على كون الكلمة تثنيةً ـ أبو محمّد وجعفر الكذّاب ؛ لأنّ محمّداً أبا جعفر مات في حياة أبيه. وفي شرح المازندراني : « لعلّ هذا القول كان بعد موت أخيه ؛ لأنّ محمّداً كان أكبر منه ، ويحتمل أن يكون قبله ؛ لعلمه عليه‌السلام بأنّ محمّداً سيموت ويكون أبو محمّد أكبر ممّن بقي ». ويمكن كون الكلمة جمعاً وبضمّ الواو. وفي الإرشاد : + « يعني الحسن عليه‌السلام ».

(٦) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣١٦ ، عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٠ ، ح ٨٧٩.

(٧) في هامش « ج ، ض » : « الإسبارقي ». وفي إعلام الورى : « أبي محمّد الأسترآبادي ». وفي الإرشاد : « عليّ بن

١١٥

عَمْرٍو (١) الْعَطَّارِ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ عليه‌السلام وأَبُو (٢) جَعْفَرٍ ابْنُهُ فِي الْأَحْيَاءِ (٣) ، وأَنَا أَظُنُّ أَنَّهُ هُوَ (٤) ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَنْ أَخُصُّ مِنْ ولْدِكَ؟

فَقَالَ : « لَا تَخُصُّوا أَحَداً حَتّى يَخْرُجَ (٥) إِلَيْكُمْ أَمْرِي ».

قَالَ : فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ بَعْدُ : فِيمَنْ يَكُونُ هذَا الْأَمْرُ؟

قَالَ (٦) : فَكَتَبَ إِلَيَّ : « فِي الْكَبِيرِ (٧) مِنْ ولَدَيَّ ». قَالَ (٨) : وكَانَ (٩) أَبُو مُحَمَّدٍ أَكْبَرَ مِنْ جَعْفَرٍ (١٠) (١١)

٨٥٧ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وغَيْرُهُ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مِنْهُمُ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ (١٢) الْأَفْطَسُ :

أَنَّهُمْ حَضَرُوا ـ يَوْمَ تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ـ بَابَ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام يُعَزُّونَهُ ،

__________________

محمّد الأسترآبادي » بحذف « عن أبي محمّد ». وهو سهو ؛ فإنّ عليّ بن محمّد في مشايخ الكليني قدس‌سره مشترك بين عليّ بن محمّد علاّن الكليني وعليّ بن محمّد بن بندار.

(١) في « ألف » : « عمر ».

(٢) في « ه‍ » : ـ « أبو ».

(٣) في الإرشاد : « وابنه أبو جعفر يُحيّا ». وفي الأحياء ، أي كان حيّاً.

(٤) في الإرشاد : + « الخلف من بعده ».

(٥) في « ه‍ » : « اخرج ».

(٦) في « ف » : ـ « قال ».

(٧) في الإرشاد : « الأكبر ».

(٨) في « ف » : ـ « قال ».

(٩) في « ج » : « فكان ».

(١٠) هكذا في « ب ، ج ، ه‍ ، و، بس ، بف » وحاشية بدرالدين وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول ، والإرشاد. وفي « ف ، بح ، بر » والمطبوع : « أبي جعفر ». وكان للهادي عليه‌السلام ابن يكنّى بأبي جعفر اسمه محمّد وقد مات في حياة أبيه ، وله عليه‌السلام ابن آخر مسمّى بجعفر المعروف بالكذّاب وجاء اسم كليهما في هذا الحديث. والمراد من « ولديّ » هما أبو محمّد عليه‌السلام وجعفر الكذّاب. وأبو محمّد عليه‌السلام كان أكبر من جعفر وأصغر من محمّد أبي جعفر.

(١١) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣١٦ ، بسنده عن محمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمّد الأسترآبادي ، عن عليّ بن عمرو العطّار الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٠ ، ح ٨٧٨.

(١٢) في الإرشاد : « الحسين ».

١١٦

وقَدْ بُسِطَ لَهُ فِي صَحْنِ دَارِهِ والنَّاسُ جُلُوسٌ حَوْلَهُ ـ فَقَالُوا : قَدَّرْنَا أَنْ يَكُونَ (١) حَوْلَهُ مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ وبَنِي هَاشِمٍ (٢) وقُرَيْشٍ مِائَةٌ وخَمْسُونَ رَجُلاً سِوى مَوَالِيهِ وسَائِرِ النَّاسِ ـ إِذْ نَظَرَ (٣) إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه‌السلام قَدْ جَاءَ مَشْقُوقَ الْجَيْبِ (٤) حَتّى قَامَ عَنْ يَمِينِهِ ، وَنَحْنُ لَانَعْرِفُهُ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام بَعْدَ سَاعَةٍ (٥) ، فَقَالَ : « يَا بُنَيَّ ، أَحْدِثْ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ شُكْراً ؛ فَقَدْ أَحْدَثَ فِيكَ أَمْراً ». فَبَكَى الْفَتى ، وحَمِدَ اللهَ ، واسْتَرْجَعَ ، وقَالَ (٦) : « الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وأَنَا أَسْأَلُ اللهَ تَمَامَ نِعَمِهِ (٧) لَنَا فِيكَ ، و ( إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) (٨) فَسَأَلْنَا عَنْهُ ، فَقِيلَ : هذَا الْحَسَنُ ابْنُهُ ـ و (٩) قَدَّرْنَا لَهُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ أَرْجَحَ (١٠) ـ فَيَوْمَئِذٍ عَرَفْنَاهُ ، وعَلِمْنَا أَنَّهُ قَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ بِالْإِمَامَةِ ، وأَقَامَهُ مَقَامَهُ (١١) (١٢)

٨٥٨ / ٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ دَرْيَابَ (١٣) ، قَالَ :

__________________

(١) في « ض » : « تكون ». وفي « ف » : « نكون ».

(٢) في الإرشاد : « بني العبّاس ».

(٣) في « بس » : « نظروا ».

(٤) في « بح » : « الجنب ». وفي حاشية « بف » : « الجيوب ».

(٥) في الإرشاد : + « من قيامه ».

(٦) في « بح » : « فقال ». وفي الإرشاد : « فبكى الحسن عليه‌السلام واسترجع فقال » بدل « فبكى الفتى وحمد الله واسترجع‌وقال ».

(٧) هكذا في أكثر النسخ وشرح المازندراني. وفي المطبوع : « نعمة ». وفي حاشية « بف » : « ونحن إيّاه أسأل تمام‌نعمته » بدل « وأنا ـ إلى ـ نعمته ». وفي الإرشاد : « وإيّاه أسأل تمام نعمه علينا » بدل « وأنا أسأل الله تمام نعمه لنا فيك ».

(٨) البقرة (٢) : ١٥٦.

(٩) في « ب » : ـ « و ».

(١٠) في الإرشاد : « ونحوها » بدل « أو أرجح ».

(١١) يجوز في مثل ذلك ضمّ الميم الاولى من كلمة « مقامه » وفتحها.

(١٢) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣١٧ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ ، ح ٨٧٣. وفي الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٧٣ ، ح ٣٦٣٢ ، إلى قوله : « حتّى قام عن يمينه ».

(١٣) في الإرشاد : ـ « بن درياب ».

١١٧

دَخَلْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام بَعْدَ مُضِيِّ أَبِي جَعْفَرٍ (١) ، فَعَزَّيْتُهُ عَنْهُ ـ وأَبُو مُحَمَّدٍ عليه‌السلام جَالِسٌ ـ فَبَكى أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‌السلام ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام ، فَقَالَ (٢) : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ قَدْ جَعَلَ فِيكَ خَلَفاً (٣) مِنْهُ (٤) ؛ فَاحْمَدِ اللهَ ». (٥)

٨٥٩ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام بَعْدَ مَا مَضَى ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ ، وإِنِّي لَأُفَكِّرُ فِي نَفْسِي أُرِيدُ أَنْ أَقُولَ : كَأَنَّهُمَا ـ أَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ وأَبَا مُحَمَّدٍ ـ فِي هذَا الْوَقْتِ كَأَبِي الْحَسَنِ مُوسى وَإِسْمَاعِيلَ ابْنَيْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام ، وإِنَّ قِصَّتَهُمَا كَقِصَّتِهِمَا (٦) ؛ إِذْ كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُرْجى (٧) بَعْدَ أَبِي جَعْفَرٍ (٨)

فَأَقْبَلَ عَلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام قَبْلَ أَنْ أَنْطِقَ (٩) ، فَقَالَ : « نَعَمْ يَا أَبَا هَاشِمٍ ، بَدَا لِلّهِ (١٠)

__________________

(١) المراد به ابنه لا أبوه عليه‌السلام.

(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والإرشاد. وفي المطبوع : + « [ له ] ».

(٣) قال ابن الأثير : « الخَلَفَ ، بالتحريك والسكون : كلّ من يجي‌ء بعد من مضى ، إلاّ أنّه بالتحريك في الخير وبالتسكين في الشرّ. يقال : خَلَف صدق ، وخَلْفُ سوء. النهاية ، ج ٢ ، ص ٦٦ ( خلف ).

(٤) في « بح » : ـ « منه ».

(٥) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣١٨ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٨٩ ، ح ٨٧٥.

(٦) في « ه‍ » : ـ « ابني ـ إلى ـ كقصّتها ».

(٧) في « بر » وشرح المازندراني : « المرجّى ». وفي مرآة العقول : « وربّما يقرأ بالهمز ، أي المؤخّر أجله ».

(٨) هكذا في أكثر النسخ. وفي بعض النسخ والمطبوع : + « عليه‌السلام ». وهو سهو ؛ لأنّ والمراد به غير المعصوم. وفي الإرشاد : ـ « إذ كان أبو محمّد المرجى بعد أبي جعفر ».

(٩) في « ه‍ » : ـ « أن أنطق ».

(١٠) في شرح المازندراني والوافي : « الله ». قال المازندراني : « كذا في أكثر النسخ ، وفي بعضها : بدا لله. والبَداء ـ بالفتح والمدّ ـ : ظهور الشي‌ء بعد الخفاء ، وهو على الله عزّ وجلّ غير جائز. والمراد به القضاء والحكم ، وقد يطلق عليه كما صرّح به صاحب النهاية. فالمعنى : قضى الله جلّ شأنه في أبي محمّد بعد موت أبي جعفر بما لم يكن معروفاً لأبي محمّد عند الخلق وهو الإمامة والخلافة. انتهى ». وقد مضى تحقيق معنى البداء في باب البداء من أبواب التوحيد. وراجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٠٩ ( بدا ).

١١٨

فِي أَبِي مُحَمَّدٍ بَعْدَ أَبِي جَعْفَرٍ (١) مَا لَمْ يَكُنْ يُعْرَفُ (٢) لَهُ ، كَمَا بَدَا لَهُ (٣) فِي مُوسى بَعْدَ مُضِيِّ إِسْمَاعِيلَ مَا كَشَفَ (٤) بِهِ عَنْ حَالِهِ ، وهُوَ كَمَا حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ وإِنْ كَرِهَ الْمُبْطِلُونَ ، وأَبُو مُحَمَّدٍ ابْنِي الْخَلَفُ (٥) مِنْ بَعْدِي ، عِنْدَهُ عِلْمُ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ ، ومَعَهُ آلَةُ (٦) الْإِمَامَةِ ». (٧)

٨٦٠ / ١١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ دَرْيَابَ (٨) ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْفَهْفَكِيِّ ، قَالَ :

كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « أَبُو مُحَمَّدٍ (٩) ابْنِي أَنْصَحُ (١٠) آلِ مُحَمَّدٍ غَرِيزَةً (١١) ، وأَوْثَقُهُمْ حُجَّةً ، وهُوَ الْأَكْبَرُ مِنْ ولَدَيَّ (١٢) ، وهُوَ الْخَلَفُ ، وإِلَيْهِ يَنْتَهِي عُرَى (١٣) الْإِمَامَةِ‌

__________________

(١) في بعض النسخ : + « عليه‌السلام » ، وهو سهو ؛ لما قلنا سابقاً.

(٢) في « ب ، ف ، بر » : « لم نكن نعرف ». وفي « بف » : « لم تكن تعرف ».

(٣) في « بر ، بف » : « لله ».

(٤) في مرآة العقول : « وكشف ، على المعلوم أو المجهول ».

(٥) في « ب ، ف ، بف » : « الخليفة ». وتقدّم معنى الخلف ذيل الحديث ٩ من هذا الباب.

(٦) في « ب » وحاشية « ج ، بح » : « آية ». والمراد من الآلة : الكتاب والسلاح وغير ذلك ممّا يختصّ بالإمامة وعلامة من علاماته.

(٧) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣١٨ ، بسنده عن الكليني. وفي الغيبة للطوسي ، ص ٨٢ ، ح ٨٤ ؛ وص ٢٠٠ ، ح ١٦٧ ، بسنده عن أبي هاشم داود الجعفري ، مع اختلاف الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٨٨ ، ح ٨٧٤.

(٨) في الإرشاد : « محمّد بن يحيى بن رئاب ». والمذكور في رجال الطوسي ، ص ٣٩٢ ، الرقم ٥٧٧٨ ، في أصحاب‌أبي الحسن الثالث هو محمّد بن يحيى بن درياب.

(٩) في « ف » : « وأبو محمّد ».

(١٠) في « ب ، ه‍ » وحاشية « ف » : « أفصح ». وفي شرح المازندراني عن بعض النسخ والإرشاد : « أصحّ ». وقوله : « أنصح » ، أي أخلص وأصفى. يقال : رجلٌ ناصح الجيب ، أي نقيّ القلب ، قال الأصمعي : الناصح : الخالص من العسل وغيره ، مثل الناصع ، وكلّ شي‌ء خَلَصَ فقد نَصَحَ. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٤١١ ( نصح ).

(١١) « الغَريزَةُ » : الطبيعة والقريحة والسجيّة والخليقة من خير أو شرّ ، وهي التي جُبِلَ عليها الإنسان. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٨٧ ( غرز ).

(١٢) وهما : الحسن أبو محمّد عليه‌السلام وجعفر المعروف بالكذّاب. وأبو محمّد كان أكبر من جعفر الكذّاب وأصغر من‌محمّد أبي جعفر الذي مات في حياة أبيه الهادي عليه‌السلام.

(١٣) « العُرَى » : جمع العُرْوَة ، وهي ما يتمسّك به ، وعُرْوَة الدَلْو والكُوز ونحوه : مَقْبِضُه ، وعُرْوَة القميص : مَدْخَلُ

١١٩

وَأَحْكَامُهَا ، فَمَا كُنْتَ سَائِلِي (١) فَسَلْهُ عَنْهُ (٢) ؛ فَعِنْدَهُ مَا يُحْتَاجُ (٣) إِلَيْهِ ». (٤)

٨٦١ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ شَاهَوَيْهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجَلاَّبِ ، قَالَ :

كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام فِي كِتَابٍ : « أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ عَنِ الْخَلَفِ بَعْدَ (٥) أَبِي جَعْفَرٍ (٦) ، وَقَلِقْتَ (٧) لِذلِكَ ، فَلَا تَغْتَمَّ (٨) ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ لَايُضِلُّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتّى يُبَيِّنَ (٩) لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ (١٠) ، وصَاحِبُكَ (١١) بَعْدِي أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنِي ، وعِنْدَهُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ، يُقَدِّمُ (١٢) مَا يَشَاءُ (١٣) اللهُ (١٤) ، ويُؤَخِّرُ مَا يَشَاءُ اللهُ (١٥) ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ

__________________

زِرِّه ، والعُرْوَة من الشجر : الشي‌ء الذي لا يزال باقياً في الأرض ولا يذهب. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٤٥ ـ ٤٦ ( عرا ).

(١) في « ه‍ » : + « عنه ».

(٢) في « ف » والإرشاد : « منه ».

(٣) في « ه‍ » والإرشاد : « تحتاج ». واحتمل في شرح المازندراني ومرآة العقول كون الكلمة خطاباً معلوماً وغائباً مجهولاً.

(٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣١٩ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٨٩ ، ح ٨٧٦.

(٥) في « ج » : « من بعد ».

(٦) هذا هو محمّد مات في حياة أبيه.

(٧) « قَلِقْتَ » : اضطربتَ. وأقلق الشي‌ء من مكانه وقَلَقَه : حرّكه. هذا في اللغة. ولكنّ المجلسي قال : « قلقتَ ـ كنصرت ـ أي‌اضطربت ». راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٢٣ ـ ٣٢٤ ( قلق ).

(٨) في الإرشاد : « فلا تقلق ».

(٩) في « ف » والإرشاد : « يتبيّن ». وفي « بس » : « تبيّن ».

(١٠) اقتباس من الآية ١١٥ من سورة التوبة : ( وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ ).

(١١) في حاشية « ض ، بح » والغيبة : « صاحبكم ». وفي الإرشاد والغيبة : ـ « و ».

(١٢) في « ض ، ه‍ ، بف » ومرآة العقول : « يقدّم الله ». وفي « بر » : « ويقدّم الله ». وفي حاشية « ف » : « يقدّر ».

(١٣) في « ب » : « ما شاء ».

(١٤) في « ض ، ه‍ ، بر ، بف » وشرح المازندراني : ـ « الله ». وفي حاشية « ج » : + « فيهما ». وفي الوافي والإرشاد والغيبة : « يقدّم الله ما يشاء ».

(١٥) في « ب ، ه‍ ، بر ، بف » وشرح المازندراني والوافي والإرشاد والغيبة : ـ « الله ».

١٢٠