الصحيفة الصادقية

باقر شريف القرشي

الصحيفة الصادقية

المؤلف:

باقر شريف القرشي


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع الذخائر الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٩٧

له : يا محمد هلك من أولاد فاطمة عليها‌السلام مقدار مائة أو يزيدون (١) وقد بقي سيدهم ، وإمامهم ، فقال له محمد :

« من ذلك؟ .. »

« جعفر بن محمد الصادق .. » فعدله محمد عن فكرته ، وقال له :

« يا أمير المؤمنين إنه رجل أنحلته العبادة ، واشتغل بالله عن طلب الملك والخلافة ... »

فنهره المنصور ، وقال له :

« علمت أنك تقول : بإمامته ، ولكن الملك عقيم ، وقد آليت على نفسي إن لا أمسي عشيتي هذه ، أو أفرغ منه .. ».

ودعا أحد جلاديه ، وأمره بقتل الامام عليه‌السلام إذا حضر عنده ، ثم أحضر الامام عليه‌السلام ، وقد احتجب ، وتسلح بهذا الدعاء الشريف ، الذي هو من ذخائر أدعية أئمة أهل البيت عليهم‌السلام ، فصرف الله عنه كيده ، وأنجاه منه ، وهذا نصه :

« لا إلهَ إلَّا اللهُ أَبَداً حَقاً ، لا إلهَ إلا اللهُ إيمَاناً وَصِدْقاً ، لا إلهَ إلا اللهُ تَلَطُفاً وَرِفْقاً ، لا إلهَ إلَّا اللهُ حَقّاً حَقّاً ، لا إله إلا اللهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

أُعِيذُ نَفْسِي وَشَعْري ، وبشري ، وَدِيني ، وَأَهْلي وَمَالي وَوَلَدي ، وَذُرِيتي ، وَدُنْيَايَ ، وَجَميعَ مِنْ أَمْرُهُ يَعْنِينِي ، مِنْ شَرِّ كُلِّ مَنْ يُؤْذِيِني ، أعِيذُ نَفْسي ، وَجَميعَ ما رَزَقَني رَبِّي ، وَما أَغْلَقْتُ عَلَيْهِ أَبْوَابي ، وَأحَاطَت

__________________

١ ـ ان هذا العدد من السادة العلويين قد سفك دماءهم طاغية بني العباس المنصور الدوانيقي.

٨١

بِهِ جُدْرَاني ، وَجَميعَ ما أَتَقَلَّبُ فِيهِ مِنْ نِعَمِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ وَإحْسَانِهِ ، وَجَميعَ أُخْوَاني ، وَأَخَوَاتي مِنَ المُؤْمِنيِن وَالمؤْمِنَاتِ باللهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، وَبِأَسَمَائِهِ التامَّةِ الكَامِلَةِ ، المُتَعَالِيَةِ ، المُنِيفَةِ الشَّرِيفَةِ ، الشَافِيَةِ الكَرِيمَةِ ، الطَيِّبَةِ الفَاضِلَةِ ، المُبَارَكَةِ الطَّاهِرَةِ ، المُطّهرَةِ ، العَظيمَةِ ، المَخْزُونَةِ ، المَكْنُونَةِ ، التي لا يُجَاوِزُهُن بِرٌ وَلا فَاجِرُ ، وَبِأُمِّ الكِتَابِ ، وَفَاتِحَتِهِ وَخَاتِمَتِهِ ، وَمَا بَيْنَهُمَا مِنْ سَوُرٍ شَرِيفَةٍ ، وَآيَاتِ مُحْكَمَاتٍ ، وَشِفَاءٍ وَرَحْمَةٍ ، وَعَوْذَةٍ وَبَرَكَةٍ ، وَبِالتَوْرَاةِ ، وَالإنجيلِ ، وَالزَّبُورِ ، وَالقُرْآنِ العَظِيمِ ، وَبِصُحُفِ إبرَاهِيمَ وَموُسى ، وَبِكُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللهُ عَزَّوَجَلَّ ، وَكُلِّ رَسَولٍ أرْسَلَهُ إلَيْهِ ، وَبِكُلِّ بُرْهَانٍ أَظْهَرَهُ اللهُ عَزَّوَجَلَّ ، وَبِألاءِ اللهِ وَعِزَّةِ اللهِ ، وَقُدْرَةِ اللهِ ، وَجَلالِ اللهِ ، وَقُوَّةِ اللهِ ، وَعَظَمَةِ الله ، وَسُلْطَانِ اللهِ ، وَمِنْعَةِ اللهِ ، وَمَنِّ الله ، وَحُلْمِ اللهِ ، وَعَفْوِ اللهِ ، وغُفْرَانِ اللهِ ، وَمَلائكَةِ اللهِ ، وَكُتُبِ اللهِ ، وَأَنْبيَاِء الله ، وَرُسُلِ اللهِ ، وَمُحَمَدٍ رَسُولِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِ اللهِ وَعِقَابِهِ ، وَسُخْطِ اللهِ وَنَكَالِهِ ، وَمِنْ نِقْمَتِهِ ، وَإعْرَاضِهِ ، وَصُدُودِهِ ، وَخُذْلانِهِ ، وَمِنَ الكُفْرِ وَالنِفَاقِ ، والحَيْرَةِ وَالشِّرْكِ ، في دِينِ اللهِ ، وَمِنَ شَرِّ يَوْمِ الحَشْرِ وَالنُّشُورِ ، وَالمَوْقِفِ وِالحِسَابِ ، وَمنِ شَرِّ كُلِّ كِتَابٍ سَبَقَ ، وَمِنْ زَوَالِ النِّعْمَةِ ، وَحُلُولِ النِّقْمَةِ ، وَتَحَوُّلِ العَافِيَةِ ، وَمُوجِبَاتِ الهَلَكَةِ ، وَمَوَاقِفِ الخِزْيِ ، وَالفَضِيحَةِ ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَأَعُوذُ بِاللهِ العَظيمِ ، مِنْ هَوَى مُرِدٍ ، وَقَرينِ سُوءٍ مُكْدٍ ، وَجَارٍ مُؤْذٍ ، وَغِنىً مُطْغٍ ، وَفَقْرٍ مُنْسٍ ، وَأَعُوذُ باللهِ العَظيمِ مِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ ، وَدُعَاءٍ لا يُسْمَعُ ، وَعَيْنٍ لا تَدْمَعُ ، وَبَطْنٍ لا يَشْبَعُ ، وَمِنْ نَصَبٍ وَإجْتِهَادٍ يُوجِبَانِ العَذَابَ ، وَمِنَ مَرَدٍّ إلى النَّارِ ، وَسُوءِ المَنْظَرِ ، في النَفْسِ ، والأهْلِ ، وَالمَالِ ، وَالوَلَدِ ، وَعِنْدَ مُعَايَنَةِ مَلَكِ

٨٢

المَوْتِ عليه‌السلام ، وَأعوذُ بِاللهِ العَظيمِ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّّةٍ ، هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتها ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذي شَرِّ ، وَمِنْ شَرِّ ما أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإنْسِ وَالشَّيَاطِينِ ، وَمِنْ شَرِّ إبْليسَ ، وَجُنُودِهِ ، وَأشْيَاعِهِ ، وَأَتْبَاعِهِ ، وَمِنْ شَرِّ السلاطِينِ وَأَتْبَاعِهِمْ ، وَمِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ ، وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ، وَمِنْ شَرِّ ما يَلِجُ في الأرْضِ ، وَمَا يَخرُجُ مِنْهَا ، وَمِنْ كُلِّ سُقْمٍ وَآفَةٍ ، وَغَمٍّ وَفَاقَةٍ وَعَدَمٍ ، وَمِنْ شَرِّ مَا في البَرِّ وَالبَحْرِ ، وَمِن شَرِّ الفُسَّاقِ ، وَالفُجَّارِ ، وَالدُّعَّارِ ، وَالحُسادِ ، وَالَأشْرَارِ وَالسُرَّاقِ ، وَاللُّصُوصِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِها إنَّ رَبِّي على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.

اللّهُمَّ ، إنّي أحْتَجِزُ بِكَ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْتَهُ ، وَأَحْتَرِسُ بِكَ مِنْهُمْ. وَأَعُوذُ بِاللهِ العَظيمِ مِنْ الحَرَقِ ، وَالغَرَقِ وَالشَرَقِ ، وَالهَدْمِ ، وَالخَسْفِ ، وَالمَسْخِ وَالجُنُونِ ، وَالحِجَارَةِ ، وَالصَّيْحَةِ ، وَالزَلازِلِ ، وَالفِتَن ، وَالعَينِ ، وَالصَواعِقِ ، وَالجُذَامِ ، وَالبَرَصِ ، وَالآفَاتِ ، وَالعَاهَاتِ ، وَأكْلِ السَبُعِ وَمِيتَةِ السُوءِ ، وَجَميعِ أنْوَاعِ البَلايَا ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَأعوُذُ باللهِ العَظيِمِ ، مِنْ شَرِّ ما اسْتَعَاذَ مِنْهُ المَلائِكَةُ المُقَرَّبُون وَالأنبيَاءُ المُرْسَلونَ ، وَخَاصَّةً مِمَّا إسْتَعَاذَ بِهِ رَسُولُكَ مُحَمَدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَسَلَّمَ ، أَسْأَلَكَ أَنْ تُعْطِيَنِي ، مِنْ خَيْرِ ما سَأَلوا ، وَأنْ تُعِيذَني مِنْ شَرِّ ما اسْتَعَاذُوا ، وَأَسْأَلُكَ مِنَ الخَيْر كُلِّهِ ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، بِسْمِ الله ، وَبِاللهِ ، وَالحَمْدُ للهِ ، وَاعْتَصَمْتُ بِاللهِ ، وَأَلجَأْتُ ظَهْري إلى اللهِ ، وَمَا تَوْفِيقي إلَّا باللهِ ، وَمَا شَاَءَ اللهُ ، وَأُفَوِّضَ أَمْرِي إلى اللهِ ، وَمَا النَّصْرُ إلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَمَا صَبْري إلَّا بِاللهِ ، وَنِعْمَ القَادِرُ اللهُ ، وَنِعْمَ النَصِيُر اللهُ ، وَلا يَأتي بِالحَسَنَاتِ إلَّا اللهُ ، وَمَا يَصْرِفُ السيِّئَاتِ إلا

٨٣

اللهُ ، وَلا يَسُوقُ الخْيْرَ إلَّا اللهُ ، وَإنَّ الَأمْرَ كُلَّهُ بِيَدِ اللهِ ، وَأسْتَكْفِي بِاللهِ ، وَأَسْتَعِينُ بِاللهِ ، وَأَسْتَقِيلُ اللهَ ، وَأسْتَغِيثُ باللهَ ، وَصَلَّىَ اللهُ على مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَعلى أَنْبِيَاءِ اللهِ ، وَعلى رُسُلِ اللهِ ، وَمَلائكَةِ اللهِ ، وَعلى الصَّالِحِينَ ، مِنْ عِبَادِ اللهِ ، إنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتوني مُسلِمينَ ، كَتَبَ اللهُ لَأغْلِبَنَّ أَنا وَرُسُلي ، إنَّ اللهَ قَوِيُّ عَزِيزٌ ، لا يَضُرُكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ، إنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ، وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً ، وَاجْعَلْ لَنَا مِنَ لَدُنْكَ نَصيراً ، إذْ هَمَّ قُوْمٌ أنْ يَبْسُطوا إلَيْكَ أَيْدِيَهمْ فَكَفَّ أيْدِيَهمْ عَنْكُمْ ، وَاللهُ يعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ، إنَّ الله لا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرينَ ، كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلحَرْبِ أَطفَأَهَا اللهُ ، قُلْنَا يا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إبرَاهِيمَ ، وَزَادَكُمْ في الخَلْقِ بَسْطَةً ، لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، وَمِنْ خَلْفِهِ ، يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللهِ ، رَبِّ أَدْخِلْني مُدْخَلَ صِدقٍ ، وَأَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدقٍ ، وَأجْعَلْ لي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نصيراً ، وَقَرَّبْنَاُه نَجِياً ، وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً ، سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمنُ وُدّاً ، وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ، وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْني ، إذْ تَمْشي أُخْتُكَ فَتَقُولُ : هَلْ أَدُلُّكُمْ على مَنْ يِكْفَلُهُ ، فَرَجَعْناكَ إلى أُمِّكَ ، كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ ، وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الغَمِّ ، وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً ، لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ القَوْمِ الظَّالِمْينَ ، لا تَخَفْ إنَّكَ مِنَ الآمِنينَ ، لا تَخَفْ إنَّكَ أَنْتَ الأعْلَى ، لا تَخَافْ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى ، لا تَخَافا إنَّني مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ، لا تَخَفْ إنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ ، وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ على اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ، إنَّ الله بالِغُ أَمْرِهِ ، قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ، فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ اليَوْمِ ، وَلَقَّاهُمْ نَصْرَةً وَسُرُوراً ، وَيَنْقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْروراً ، وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ، يُحِبُونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ ، وَالذينَ آمَنوا أَشَدُّ حُباً للهِ. رَبَّنَا أَفْرغْ

٨٤

عَلَيْنا صَبْراً ، وَثَبَّتْ أَقْدَامَنَا ، وَانْصُرْنا على القَومِ الكَافِرينَ ، الذينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ ، إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشُوهُمْ ، فَزَادَهُمُ إيماناً ، وَقَالوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيْلُ ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ ، لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ، رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنَا ، وَإنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا ، وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرينَ ، رَبَّناَ اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ، إنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً ، إنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمَقَاماً ، رَبَّنَا ما خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً ، سُبْحَانَكَ ، فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، وَقُلْ الحَمْدُ للهِ الذي لمٍ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً ولا وَلَداً ، وَلَمَ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ في المُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليُّ مِنَ الذُّلِّ ، وَكَبِّرهْ تَكْبِيراً ، وَمَا لَنَا ألَّا نَتَوَكَّلُ على اللهِ ، وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنا ، وَلَنَصْبِرَنَّ على مَا آذَيْتُمُونا ، وَعلى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلونَ ، إنَّمَا أَمْرُهُ ، إذَا أَرَادَ شَيْئاً ، أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ، فَسُبْحَانَ الذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيءٍ ، وَإلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، أَو مَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ ، وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً ، يَمْشي بِهِ في النَّاسِ ، هُوَ الذي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ ، وَبِالمُؤْمِنينَ ، وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، لَوْ أَنْفَقْتَ ما في الأرْضِ جَميعاً مَاَ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، وَلكِنَّ اللهَ ألَّفَ بَيْنَهُمْ ، إنَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ. سَنَشُدَّ عَضُدَكَ بِأخِيكَ ، وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ إلَيْكُمَا ، بآيَاتِنَا ، أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الغَالِبونَ ، على اللهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنا اْفَتْح بَيْنَنا وبَيْنَ قَوْمِنا بِالحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الفَاتِحِينَ ، إنَّي تَوَكَّلْتُ على اللهِ ، رَبِّي وَرَبِّكُمْ ، ما مِنَ دَابَّةٍ إلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إنَّ رَبِّي على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ ، وَأفَوِّضُ أَمْرِي إلى اللهِ ، إنَّ اللهَ بَصيرٌ بِالعِبَادِ ، حَسْبِيَ اللهُ. لا إلهَ إلَّا هُوَ ، عَلَْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ ، رَبِّ مَسَّني الضُرُّ ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ. لا إلهَ إلَّا أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ ، إني كُنْتُ مِنَ الظَالِمِينَ.

بِسْمِ اللهِ الرَحْمنِ الرَّحِيمِ. آلم ، اللهُ لا إلهَ إلَّا هُوَ ، الحَيُّ

٨٥

القَيُّومُ ، آلم ، ذلِكَ الكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ ، هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ ، الذِينَ يُؤْمِنونَ بِالغَيْبِ ، وَيُقيمُونَ الصَّلاةَ ، وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ، اللهُ لا إلَهَ إلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُومُ ، لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ، وَلا نَوْمٌ ، لَهُ ما في السَّموَاتِ ، وما في الأرْضِ ، مَنْ ذَا الذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ ، إلَّا بِإذْنِهِ ، يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ ، إلَّا بِمَا شَاءَ ، وَسِعَ كُرْسِيهُ السَّموَاتِ والأرْضَ ، وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا ، وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ. لا إكْرَاهَ في الدِّين ، قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ ، فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَاغُوتِ ، وَيُؤمِنْ باللهِ ، فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بالعُرْوَةِ الوُثْقى ، لا انفِصَامَ لَهَا ، وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ ، شَهِدَ اللهُ ، أنَّهُ لا إلهَ إلَّا هُوَ ، وَالمَلائِكَةُ ، وَأوُلو العِلمِ ، قَائِماً بالقِسْطِ. لا إلهَ إلا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، إنَّ الدِّينَ عِنْدِ اللهَ الإسْلامُ ، قُلْ : اللّهُمَّ ، مَالِكَ المُلْكَ تُؤْتي المُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ ، وَتُعِزُّ تَشَاءْ ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ، بِيَدِكَ الخَيْرُ ، إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ ، تُولِجُ اللَّيْلَ في النّهَارِ ، وَتُولِجُ النهَّاَرِ في اللَّيْلِ ، وَتُخْرِجُ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ ، وَتُخْرِجُ المَيِّتَ ، مِنَ الحَيِّ ، وَتَزْرُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا ، بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا ، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ، إنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ ، لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ، عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتَّمُ ، حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِنَ رَؤُوُفٌ رَحِيمٌ فَإنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ عَلَيْهُ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ ، الحَمْدُ للهِ الذي نَجَّانَا مِنَ القَوْمَ الظَالِمينَ ، الحَمْدُ للهِ الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ ، إنَّ رَبَّنَا لِغَفُورٌ شَكُورٌ ، الذي أَدْخَلَنَا دَارَ المُقَامَةِ ، مِنْ فَضْلِهِ ، لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ ، وَلا يَمَسُّنَا فِيها لُغوُبٌ ، الحَمْدُ للهِ الذي هَدَانَا لِهَذا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لولا أَنْ هَدَانا اللهُ ، أَلحَمدُ للهِ الذي فَضَّلَنَا على كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ ، فَقُطِعَ دَابِرُ ُالقَوْمَ الذِينَ ظَلَمُوا ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ

٨٦

العَالَمِينَ ، فَللهِ الحَمْدُ ، رَبِّ السَّمواتِ وَالأرْضِ ، رَبِّ العَالَمِينَ ، وَلَهُ الكِبْرِيَاءُ في السَّموَاتِ والَأرْضِ ، وَهُوَ العَزِيزُ الحَكيمُ ، فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ ، وَحِينَ تُصْبِحوُنَ ، وَلَهُ الحَمْدُ في السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظهِرونَ ، يُخْرِجُ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ ، وَيُخْرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ، وَيُحْييِ الَأرْضَ ، بَعْدَ مَوْتِها ، وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ، فَسُبْحَانَ الذي بِيَدِهِ مَلَكوتُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَإلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، إنَّ رَبَّكُمُ اللهُ ، الذي خَلَقَ السَّموَاتِ وَالَأرْضَ ، في سِتَّةِ أيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى على العَرْشِ. يُغْشِى اللَّيْلَ النَّهَارَ ، يَطْلُبُهُ حَثِيثاً ، وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ ، وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرهِ أَلَا لَهُ الخَلَقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ ، أُدْعوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً ، وَخِيفَةً ، إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ ، وَلا تُفْسِدُوا في الأرضِ بَعْدَ إصْلَاحِهِا ، وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ، إنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَريبٌٌ مِنَ المُحْسِنِينَ ، الذي خَلَقَني ، فَهُوَ يَهْدِين ، وَالَّذي هُوَ يَطْعِمُني ، وَيَسْقينِ ، وَإذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين ، وَالذي يُمِيتُني ثُمَّ يُحْيينِ ، وَالذي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لي خَطِيئَتي يَوْمَ الدِّينِ ، رَبِّ هَبْ لي حُكْماً وَأَلْحِقْنيِ بِالصَّالِحِينَ ، وَاجْعَلْ لي لِسَانَ صِدْقٍ في الآخِرَين ، وَاجْعَلْني مِنْ وَرَثَةِ جَنَّة ِالنَّعِيمِ ، وَاغْفِرْ لَأبي إنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ، وَلا تُخْزِني يَوْمَ يُبْعَثُونَ ، يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ ، إلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَليمٍ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. أَلحَمْدُ للهِ الذي خَلَقَ السَّموَاتِ وَالَأرْضَ ، وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ ، وَالنُّوُرَ ، ثُمَّ الذين كَفَروا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلونَ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالصَّافَّاتِ صَفّاً ، فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً ، فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً ، إنَّ إلهَكُمْ لَوَاحِدٌ ، رَبُّ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، وَمَا بَيْنَهُمَا ، وَرَبُّ المَشَارِقِ ، إنَّا زَيَّنا السَّمَاءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الكَوَاكِبِ ، وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ ، لا يَسَّمَّعُونَ إلى المَلأِ الَأعْلَى ، وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُل جَانِبٍ دُحُوراً ،

٨٧

وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ، إلَّا مَنْ خَطِفَ الخَطْفةَ ، فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ، يا مَعْشَرَ الجِنَّ وَالإِنْسِ ، إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقطْارِ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، فَأنْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إلا بِسُلْطَانٍ. فَبِأَيِِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكذِّبانِ. يُرْسَلُ عَلَيْكُماَ شُوَاظٌ مِن نَارٍ ، وَنُحَاسٌ ، فَلا تَنْتَصِرَانِ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمَ. ألحَمْدُ للهِ ، فَاطِرِ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، جَاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً ، أُولي أَجْنِحَةٍ ، مَثْنَى وَثُلاثَ ، وَرُبَاعَ ، يَزِيدُ في الخَلْقِ ، مَا يَشَاءُ ، إنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، ما يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ ، مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا ، وَمَا يَمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ، وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، إنَّ الفَضلِ بِيَدِ اللهِ ، يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَاللهُ وَاسِعٌ عَليمٌ ، يَخْتَصُّ بِِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَاللهُ ذو الفَضلِ العَظِيمِ ، وَنُنَزَّلُ مِنَ القُرْآنِ ، ما هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنينَ ، وَإذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتوُراً ، وَجَعْلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفي آذَانِهِمْ وَقْراً ، وَإذا ذَكَرْتَ رَبِّكَ في القُرْآنِ وَحْدَهُ وَلّوا على أَدْبَارِهِمْ نُقُوراً. أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلهَهُ هَوَاهُ ، وَأَضَلَّهُ اللهُ على عِلْمٍ ، وَخَتَمَ على سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ، وَجَعَلَ على بَصَرِهِ غِشَاوَةً ، فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ ، أَفَلا تَذَكَّرونَ ، أُولئكَ الذين طَبَعَ اللهُ على قُلُوبِهِمْ ، وَسَمْعِهِمْ ، وَأَبْصَارِهِمْ ، وَأُولئِكَ هُمُ الغَافِلونَ ، وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيِهمْ سَدّاً ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً ، فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبصِروُنَ ، وَمَا تَوْفِيقِي إلَّا بِاللهِ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَإلَيْهُ أُنِيبُ ، وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ، وَلا تَكُ في ضَيقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ. إنَّ اللهَ مَعَ الذينَ اتَّقَوا ، وَالذينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ، وَقَالَ المَلِكُ : إْئتونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي. فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ : إنَّكَ اليَوْمَ لَدَيْنَا مَكينٌ أَمِينٌ ، وَخَشَعِت اَلأصَوَاتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إلَّا هَمْساً ، فَيَسَكْفِيكَهُمُ اللهُ ، وَهُوَ السَّمِيعُ العَليمٌ ، إنَّي تَوَكَّلْتُ ، على اللهِ

٨٨

رَبِّي ، وَرَبِّكُمْ ، مَا مِنْ دَابَّةٍ إلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِها إنَّ ربِّي على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، وَإلهُكُمْ إلهٌ وَاحِدٌ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ ، الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيءٍ ، فَأعْبُدُوهُ ، وَهُوَ على كُلِّ شَيْيٍ وَكِيلٌ ، قُلْ هُوَ رَبِّي ، لا إلهَ إلَّا هُوَ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيِهِ مَآبِ ، يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا ، نِعْمَةَ اللهِ عَليكُم هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ ، يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ والَأرْضِ لا إلهَ إلَّا هُوَ ، فَأَنَّى تُؤْفَكُون؟ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمينَ. هْوَ الحَيُّ لا إلهَ إلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ.

الحَمْدُ للهِ رَبُّ العَالَمِينَ ، رَبُّ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً. رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً ، وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا ، وَانْصَرْنا على القَوْمَ الكَافِرينَ ، لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا القُرآن على جَبَلٍ ، لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خِشْيَةِ اللهِ ، وَتِلْكَ الَأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّروُنَ ، هُوَ اللهُ الذي لا إلهَ هُوَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشهَادَةِ ، هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، هُوَ اللهُ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ ، السَّلامُ ، المُؤْمِنُ ، المُهَيْمِنُ ، العَزِيزُ الجَبَّارُ ، المُتَكَبِّرُ ، سُبْحَاَن اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، هُوَ اللهُ ، الخَالِقُ ، البَاِرىءُ ، المُصَوِّرُ ، لَهُ الَأسْمَاءُ الحُسْنَى ، يُسَبَِّحُ لَهُ ما في السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدٌ ، لَمْ يَلِدْ ، وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُن لَهُ كُفواً أَحَدٌ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ ، مِنْ شَرِّ مَا خَلقَ ، وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إذَا وَقَبَ ، ومِنْ شَرِّ النَّفَاثَاتِ في العُقَدِ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ ، إلهِ النَّاسِ ، مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ ، الذي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ.

٨٩

اللّهُمَّ ، مَنْ أَرَادَ بي شَرّاً ، وَبِأهْلي شَرّاً ، وَبَأساً ، وَضُرّاً ، فَاقْمَعْ رَأْسَهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سُوءَهُ ، وَمَكْرُوهَهُ ، وَاعْقُدْ لِسَانَهُ ، وَاحْبِسْ كَيْدَهُ ، وَارْدُدْ عَنَّي إرَادَتَهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَدٍ وَآلِ مُحَمَدٍ ، كَمَا هَدَيْتَنَا بِهِ مِنَ الكُفْرِ ، أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ ، على أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ. وَصَلِّ على مُحَمَدٍ وَآلِ مُحَمَدٍ ، كَمَا ذَكَرَكَ الذَّاكِروُنَ ، وَاغْفِرْ لَنَا ، وَلآبَائِنَا ، وَلُأمَّهَاتِنا ، وَذُريَّاتِنَاا ، وَجَميعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ، وَالمُسْلِمينَ وَالمُسْلِمَاتِ ، الَأحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالَأموَاتِ ، وَتَابِعْ بَيْنَنَا ، وَبَيْنَهُمْ بِالخَيْرَاتِ ، إنَّكَ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ ، وَمُنْزِلُ البَرَكَاتِ ، وَدَافِعُ السيِّئَاتِ ، إنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.

اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْتَودِعُكَ ، دِيني وَدُنْيَايَ ، وَأَهْلي ، وَأَوْلَادِي ، وَعِيَالي ، وَأَمَانَتِي ، وَجَمِيعَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، فَإنَّهُ لا يَضِيعُ صَنَايِعُكَ ، وَلا تَضِيعُ وَدَايِعُكَ ، وَلا يُجيرُني مِنْكَ أَحَدٌ ، اللّهُمَّ ، رَبَّنا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنةً ، وَفي الآخِرَةِ حَسَنةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .. » (١).

لقد احتجب الامام عليه‌السلام ، وتسلح بهذا الدعاء الشريف ، لحمايته من فرعون هذه الامة ، الذي جهد في ظلم عترة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والتنكيل بهم ، وببركة هذا الدعاء ، صرف الله عن الامام ، بغي المنصور وكيده ، ومن الجدير بالذكر ، أن هذا الدعاء ، من أجل أدعية أهل البيت عليهم‌السلام ، وقد قال فيه الشيخ إبن الفضل بن محمد : إن هذا الدعاء ، من أسنى التحف ، وأجل الهبات ، فمن وفقه الله عزوجل لقراءته ، صبيحة كل يوم ، حفظه الله ، من جميع البلايا ، وأعاذه من شر مردة الجن ، والانس ، والشياطين ، والسلطان الجائر ، ومن شر الامراض والآفات ، والعاهات كلها ،

__________________

١ ـ منهج الدعوات ( ص ٢٥٠ ـ ٢٦٠ ).

٩٠

وهو مجرب بشرط أن يخلص لله عزوجل (١).

٨ ـ : دعاؤه عند الشدائد :

كان الامام الصادق عليه‌السلام ، إذا المت به شدة ، أو محنة فزع إلى الله ، وتضرع إليه ، وكشف عن ذراعيه ، وانتحب باكيا ، ودعا بهذا الدعاء الجليل :

« اللّهُمِّ ، لَوْلا أَنْ أُلْقِيَ بِيَدِي ، وَأَعِينَ عَلى نَفْسِي وَأُخَالِفَ كِتَابَكَ ، وَقَدْ قُلْتَ :

« أُدْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ فَإنِّي قَرِيبٌ ، أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ » (٢) لَمَا انْشَرَحَ قَلْبِي وَلِسَاني لِدُعَائِكَ ، وَالطَلَبِ مِنْكَ ، وَقَدْ عَلِمتُ مِنْ نَفْسي ، فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ مَا عَرَفْتُ ، الّلهُمَّ ، مَنْ أَعْظَمُ جُرْماً مِنّي ، وَقَدْ سَاوَرَتُ مَعْصِيَتَكَ ، التي زَجَرْتَني عَنْهَا بِنَهيِكَ إيَّايَ ، وَكَاثَرْتُ العَظِيمَ مِنْها التي أَوْجَبَتِ النَّارَ لِمَنْ عَمَلَهَا مِنْ خَلْقِكَ ، وَكُلَّ ذلِكَ على نَفْسي جَنَيْتُ ، وَإيَّاهَا أَوْبَقْتُ ، إلهِي فَتَدَارَكْنِي بِرَحْمَتِكَ ، التي بِهَا تَجْمَعُ الخَيْراتِ لَأوْلِيَائِكَ ، وَبِهَا تَصْرِفُ السَّيِئَاتِ عَنْ أحِبَّائِكَ (٣).

اللّهُمَّ ، أنَّي أَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ النَّصُوحَ ، فَاسْتَجِبْ دُعَائِي ، وَارْحَمْ عَبْرَتي وَأقِلْني عِثْرَتي ، اللّهُمَّ ، لَوْْلا رَجَائِي لِعَفْوِكَ لَصَمُتُّ عَنِ الدُّعَاءِ ، وَلكِنَّكَ على كُلِّ حَالٍ ، يا إلهي غَايَةُ الطَّالِبِينَ ، وَمُنْتَهَى رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ ، وَاسْتِعَاذَةٍ العَائِذِينَ ، اللّهُمَّ فَأَنا أَسْتَعِيذُكَ مِنْ غَضَبِكَ ، وَسُوءِ سُخْطِكَ ،

__________________

١ ـ منهج الدعوات ( ص ٢٥٠ ).

٢ ـ سورة غافر ـ آية ٦.

٣ ـ سورة البقرة ـ آية ١٨٦.

٩١

وَعِقَابِكَ وَنَقْمَتِكَ ، وَمِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَشَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِنْ جَميعِ الذُّنُوبِ ، وَأَسْأَلُكَ الغَنِيمَةَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْري ، ِبالعَافِيَةِ أَبَداً ما أَبْقَيْتَني ، وَأَسْأَلُكَ الفَوْزَ وَالرَّحْمَةَ إذَا تَوَفَيْتَني ، فَإنَّكَ بِذلكَ لَطِيفٌ ، وَعَلَيْهِ قَادِرٌ. اللّهُمَّ ، إنِّي أشْكو إلَيْكَ كُلَّ حَاجَةٍ ، لا يُجِيرُني مِنْهَا إلاَّ أَنْتَ ، يا مَنْ هُوَ عُدَّتي في كُلِّ عُسْرٍ وَيُسْرٍ ، يا مَنْ هُوَ حَسَنُ البَلاءِ عِنْدِي ، يا قَدِيمَ العَفْوِ عَنِّي ، إنَّني لا أرْجُو غَيْرَكَ ، وَلا أَدْعو سِوَاكَ ، إذَا لَمْ تُجِبْني ، اللّهُمَّ فلا تَحْرِمْني لِقِلَّةِ شُكْرِي ، ولا تُؤْيِسْني لِكَثْرَةِ ذُنُوبَي ، فَإنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَى ، وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ.

إلهي : أَنَا مَنْ قَدْ عَرَفْتَ ، بِئِسَ العَبْدُ أَنَا ، وَخَيرُ المَوْلى أَنْتَ ، فَيَا مَخْشِيَّ الإنْتِقَامِ ، وَيَا مَرْهُوبَ البَطْشِ ، يا مَعْرُوفاً بِالمَعْروفِ ، إنّي لَيْسَ أَخَافُ مِنكَ إلَّا عَدْلَكَ ، وَلا أرْجُو الفَضْلَ وَالعَفْوَ ، إلَّا مِنْ عِنْدِكَ ، وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَلا عَبْدَ لَكَ أحَقُ بِاسْتِيِجَابِ جَمِيعِ العُقُوبَةِ مِنَّي ، وَلكِنَّي وَسِعَني عَفْوُكَ ، وَحِلَمُكَ ، وَأَخَّرْتَنِي إلى اليَوْمِ ، فَلَيْتَ شِعْري ، يا إلهي لأزْدَادَ إثْماً ، أَمْ لِيَتِمَّ رَجَائِي مِنْكَ ، وَيَتَحَقَّقَ حُسْنُ ظَني بِكَ ، فَأَمَّا بِعَمَلي ، فَقَدْ أَعْلَمْتُكَ ، يا إلهِي أَنَّني مُسْتَحِقٌ ، لِجَميعِ عُقُوبَتِكَ ، بَذُنُوبي ، غَيْرَ أَنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، وَأَنتَ بِي أَعْلَمُ مِنْ نَفْسِي ، وَعَنْدِي أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، فَيَا أَرحَمَ الرَّاحِمينَ ، لا تُشَوِّهْ خَلْقِي بِالنَّارِ ، وَلا تَقْطَعْ عَصَبِي بِالنَّارِ ، يا اللهُ ، وَلا تَفْلِقْ قُحْفَ رَأسِي بِالنَّارِ ، يا رَحْمنُ ، ولا تُفَرِّقْ بَيْنَ أوْصَالي بِالنَّارِ ، يا كَرِيمُ ، وَلا تُهَشِّمْ عِظَامِي بِالنَّارِ ، يا غَفُورُ ، لا تُصْلِ شَيْئاً مِنْ جَسَدِي بِالنَّارِ ، يا رَحْمنُ عَفْوَكَ ، عَفْوَكَ ثُمَّ عَفْوَكَ عَفْوَكَ ، فإنَّهُ لا يَقْدِرُ على ذلِكَ غَيرُكَ ، وَأَنْتَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، يا مُحِيطاً بِمَلَكوُتِ السَّموَاتِ وَالأرْضِ ، ومُدَبِّرَ أُمُورِهِمَا ، أَوَّلِهِمَا وَأخِرِهِمَا ، أَصْلِحْ لي

٩٢

دُنْيَايَ وَآخِرَتي ، وَأَصْلِحْ لي نَفْسِي ، وَمَا لي ، وَمَا خَوَّلْتَني ، يا اللهُ خَلِّصْني مِنَ الخَطَايَا ، يا أللهُ مُنَّ عَلَيَّ بِتَرْكِ الخَطَايَا ، يا رَحِيمُ ، تَحَنَّنْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ ، يا عَفُوّ تَفَضَّلْ عَلَيَّ ، يا حَنَّانُ ، جُدْ عَلَيَّ بِسَعَةِ عَافِيَتِكَ ، يا مَنَّانُُ ، أمْنُنْ عَلَيَّ بِالعِتْقِ مِنَ النَّارِ ، ياذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، أوْجِبْ لي الجَنَّةَ ، التي حَشْوُهَا رَحْمَتُكَ ، وَسُكَّانُهَا مَلائِكَتُكَ ، يا ذا الجَلالِ ، وَالإِكْرَامِ ، أَكْرِمْني ، وَلا تَجْعَلْ لَأحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، عَلَيَّ سَبيلاً أَبَدَاً ، ما أَبْقَيْتَني ، فإنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ ، وَأَنْتَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، سُبْحَانَكَ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، رَبَّ العَرْشِ العَظيِم ، لَكَ الأسْمَاء الحُسْنى ، وَأَنْتَ عَليِمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (١).

أَرَأَيْتُمْ ، تَضَرُّعَ الإمَامِ عليه‌السلام ، وَتَذَلُّلَهُ أَمَامَ الخَالِقِ العَظِيمِ؟!

أَرَأَيْتُمْ ، كَيْفَ يَذُوبُ الإمَامُ عليه‌السلام خَوْفاً وَرَهْبَةً مِنَ اللهِ؟!

أَرَأَيْتُمْ ، كَيْفَ اعْتَصَمَ الإمَامُ باللهِ ، فَقَدْ تَمَسَّكَ بِهِ ، وَأَلْجَأَ جَمِيعَ شُؤُونِهِ وَأُمُورِهِ إلَيْهِ؟

حَقّاً ، هَذَا هُوَ جَوْهَرُ الإيمَانِ ، الذي انطَبَعَ في قُلُوبِ إَئِمةِ أَهْلِ البَيْتِ عليهم‌السلام ، فَكَأَنوا مَعْدَنِهُ وَحَقِيقَتَهُ.

٩ ـ دعاؤه في الوقاية من طوارق الزمن

وكان الامام الصادق عليه‌السلام ، يحتجب بهذا الدعاء ، من طوارق الزمن وشرور الاعداء ، وهذا نصه بعد البسملة :

« وَإذا قَرأْتَ القُرْآنَ ، جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ

__________________

١ ـ منهج الدعوات ( ص ٢٦٥ ـ ٢٦٧ ).

٩٣

حِجَاباً مَسْتُوراً ، وَجَعَلْنا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ، وَفي آذَانِهِمْ وَقْراً ، وَإذَا ذَكَرْتَ رَبِّكَ في القُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوا على أَدْبَارِهِمْ نُفوُراً.

اللّهُمَّ ، إني أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الذي بِهِ تُحْيِيِ وَتُميتُ ، وَتَزْرُقُ وَتُعْطيِ ، يا ذَا الجَلَالِ وَالإكْرَامِ ، اللّهُمَّ ، مَنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ مِنْ جَمِيَعِ خَلْقِكَ ، فَأَعْمِ عَنَّا عَيْنَهُ ، وَأَصْمِمْ عَنَّا سَمْعَهُ ، وَأَشْغِلْ عَنَّا قَلبَهُ ، وَاغْلُلْ عَنَّا يَدَهُ ، وَأَصْرِفْ عَنَّا كَيْدَهُ ، وَخُذْهُ مِنْ بَينَ يَدَيْهِ ، وَمِنْ خَلْفِهِ ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ، وَمِنْ تَحْتِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ ، يا ذا الجَلالِ وَالإِكرامِ ... »

وعلق الامام الصادق عليه‌السلام على هذا الدعاء فقال إنه دعاء الحجاب من جميع الاعداء (١).

__________________

١ ـ منهج الدعوات ( ص ٢٦٥ ).

٩٤
٩٥

القسم الثالث

من أدعيته في الايام المباركة

٩٦
٩٧

إعتنى الامام الصادق عليه‌السلام ، عناية بالغة ، بالايام المباركة ، في الاسلام فكان يحييها بالعبادة ، وبالابتهال ، والدعاء ، إلى الله تعالى ، وقد اثرت عنه فيها مجموعة من الادعية ، كان من بينها ما يلي :

١ ـ دعاؤه في يوم الجمعة

أما يوم الجمعة ، فهو من أفضل الايام ، وأجلها شأنا ، ففيه تقام صلاة الجمعة ، التي هي من أهم العبادات في الاسلام ، وذلك لما لها من الاثر الايجابي في يقظة المسلمين ، وتنمية وعيهم ، وتطوير حياتهم السياسية ، والاجتماعية ، وذلك لما يلقيه إمام الجمعة ، من الخطب قبل الصلاة ، وهو ملزم بأن يوصي الناس بتقوى الله وطاعته ، ويعرض لما أهمهم من الاحداث ، والشؤون الاجتماعية.

وعلى أي حال ، فإن الامام الصادق عليه‌السلام ، كان يستقبل يوم الجمعة بذكر الله تعالى ، وبالدعاء ، وكان مما يدعو به هذا الدعاء الجليل ، وكان يسقبل القبلة قائما في حال دعائه ، وهذا نصه :

يا مَنْ يَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَمُهُ العِبَادُ ، وَيا مَنْ يَقْبَلُ مَنْ لا تَقْبَلُهُ البِلادُ ، وَيا مَنْ لا يَحتَقِرُ أَهْلَ الحَاجَةِ إليْهِ ، ويا مَنْ لا يُخِيبُ المُلِحِّينَ عَلَيْهِ ، ويا

٩٨

مَنْ لا يَجُبَهُ بِالرَدِّ ، أَهْلَ الدَّالَةِ عَلَيْهِ ، وَيا مَنْ يَجْتَبي صَغِيرَ ما يُتْحَفُ بِهِ وَيْشكُر يسير ما يُعمل له ، ويا من يُشْكَرُ بالقليل ، ويجازي بالجليل ، ويا من يُدْنِي مَنْ دَنَا مِنْهُ ، وَيا مَنْ يَدْعُو إلى نَفسِهِ مَنْ أَدْبَرَ عَنهْ ُ، وَيا مَنْ لا يُغَيَّرُ النِّعْمَةَ ، وَلا يُبَادِرُ بِالنَّقْمَةِ ، وَيا مَنْ يُثْمِرُ الحَسَنةَ حَتىَّ يُنْمِيَها ، وَيَتَجَاوَزُ عَنِ السَيِّئَةِ حَتى يُعْفِيهَا ، إنْصَرَفَتِ الآمَالُ دُونَ مَدَى كَرَمِكَ بِالحَاجَاتِ ، وَامْتَلَأتْ بِفَيْضِ جُودِكَ أَوُعِيَةُ الطَّلَبَاتِ ، وَتَفَتَّحَتْ دُونَ بُلُوغِ نَعْتِكَ الصِفَاتُ ، فَلَكَ العُلُوُّ الَأعْلَى ، فَوْقَ كُلِّ عَالٍ ، وَالجَلالُ الأمْجَدُ ، فَوْقَ كُلِّ جَلالٍ ، كُلُّ جَلالٍ عِنْدَكَ صَغِيرٌ ، وَكُلُّ شَرِيفٍ في جَنْبِ شَرَفِكَ حَقِيرٌ ، خَابَ الوَافِدُونَ على غَيْرِكَ ، وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إلاَّ لَكَ ، وَضَاعَ المُلِمُّونَ إلاَّ بِكَ ، وَأَجْدَبَ المُنْتَجِعُونَ إلاَّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ ، بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبِينَ ، وَجُودُكَ مُبَاحٌ لِلسَّائِلينَ ، وَإغَاثَتُكَ قَرِيبَةُ مِنَ المُسْتَغِيثِينَ ، لا يَخِيبُ مِنْكَ الآمِلُونَ ، ولا يَيَأسُ مِنْ عَطَائِكَ المُتَعَرِّضُونَ ، ولا يَشْقى بِنَقْمَتِكَ المُسْتَغْفِروٌنَ ، رِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصَاكَ ، وَحِلْمُكَ مُتَعَرِّضٌ لِمَنْ نَاوَأكَ ، عَادَتُكَ الإحْسَانُ إلى المُسْيئِينَ وَسُنَّتُكَ الإِبْقَاءُ على المُعْتَدِينَ ، حَتىَّ لَقْد غَرَّتْهُمْ أَنَاتُكَ عَنِ الرُجُوعِ ، وَصَدَّهُمْ إمْهَالُكَ عَنِ النُّزُوعِ ، وَإنَّما تَأَنَّيْتَ بِهِمْ لِيَفِيئوا إلى أَمْرِكَ ، وَأَمْهَلْتَهُمْ ثِقَةً بِدَوَامِ مُلْكِكَ ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلَ السَّعَادَةِ خَتَمْتَ لَهُ بِهَا ، وَمَنْ كَانَ مِنَ أَهْلَ الشَّقَاوَةِ خَذَلْتَهُ بِهَا ، كُلُّهُمْ صَائِروُنَ إلى حُكْمِكَ ، وَأُمُورُهُم آيلِةٌ إلى أَمْرِكَ ، لَمْ يَهُنْ على طُولِ مُدتِهِمْ سُلْطَانُكَ ، وَلَمْ يُدْحَضْ لِتَرْكِ مُعَاجَلَتِهِمْ بُرْهَانُكَ ، حُجَّتُكَ قَائِمَةٌ لا تُدْحَضُ ، وَسُلْطَانُكَ ثَابِتٌ لا يَزولُ ، فَالوَيْلُ الدَّائِمُ لِمَنْ جَنَحَ عَنْكَ ، وَالخَيْبَةُ الخَاذِلَةُ لِمَنْ خَابَ مِنْكَ ، وَالشَّقَاءُ الَأشْقَى لِمَنْ اغْتَرَّ بِكَ ، ما أَكْثَرَ تَصَرُّفَهُ في عَذَابِكَ ، وما أَطْوَلَ تَرَدُّدَهُ في عِقَابِكَ ، وَما أَبْعَدَ

٩٩

غَايَتَهُ مِنَ الفَرَجِ ، وما اقْنَطَهُ مِنْ سُهُولَةِ المَخْرَجِ ، عَدْلاً مِنْ قَضَائِكَ لا تَجوُرُ فِيِهِ ، وَإنصَافاً مِنْ حُكْمِكَ لا تَحِيفُ عَلَيهِ ، فَقَد ظَاهَرْتَ الحُجَجَ ، وَأَبْلَيْتَ اَلإِعْذَارَ ، وَقَدْ تَقَدَّمْتَ بِالوَعِيدِ ، وَتَلَطَّفْتَ في التَّرْغِيبِ ، وَضَرَبْتَ الأمْثَالَ ، وَأَطَلْتَ اَلإمْهَالَ ، وَأَخرْتَ ، وَأَنْتَ مُسْتَطِيعٌ بِالمُعَاجَلَةِ ، وَتَأَنَّيْتَ وَأَنْتَ مَليءٌ بِالمُبَادَرَةِ ، وَلَمْ تَكُنْ أناتُكَ عَجْزاً ، ولا إمْهَالُكَ وَهْناً ، وَلا إمْسَاكُكَ غَفْلَةً ، وَلا انْتِظَارُكَ مَدَارَاةً ، بَلْ لِتَكُونَ حُجَتُكَ أبْلَغَ ، وَكَرَمُكَ اَكْمَلَ ، وَإحْسَانُكَ أَوْفَى ، وَنِعْمَتُكَ أَتَمَ ، كُلُّ ذلِكَ ، كَاَنَ ؛ وَلَمْ تَزَلْ ، وَهُوَ كَائِنٌ ، وَلا تَزَالُ ، وَحُجَّتُكَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ تُوصَفَ بِكُلِّهَا ، وَمَجْدُكَ أَرفَعُ مِنْ أَنْ يُحَدَّ بِكُنْهِهِ ، وَنِعْمَتُكَ أكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى بِأَسْرِها ، وَإحْسَانُكَ أكْثَرُ ، مِنْ أَنْ تُشْكَرَ على أَقَلِهِ ، وَقَدْ قَصُرَ بي السُّكُوتُ ، عَنْ تَحْمِيدِكَ ، وَفَهَهَني الإمْسَاكُ عَنْ تَمْجِيدِكَ ، وَقُصَارَى الأقْرَارِ بِالحُسُورِ ، لا رَغْبَةَ يا إلهي ، بَلْ عَجْزاً ، فَهَا أَنا ذَا أَرومُكَ بِالوِفَادَةِ ، وَأَسأَلُكَ حُسْنَ الرِفَادَةِ ، فَصَلِّ على مُحَمَدً وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاسْمَعْ نَجْوَايَ وَاسْتَجِبْ دُعَائِي ، وَلا تَخْتُمْ يَوْمي بِخَيْبَتِي ، وَلا تَجْبَهْني بالرَدِّ في مَسْأَلَتَي ، وَأَكْرِمْ مِنْ عِنْدَكَ مُنْصَرَفي ، وَإلَيْكَ مُنْقَلَبي ، إنَّكَ غَيْرُ ضَائِقٍ بِمَا تُرِيدُ ، وَلا عَاجِزٌ عَمَّا تُسْأَلُ ، وَأَنْتَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ... » (١).

لقد أخلص الامام الصادق عليه‌السلام ، في دعائه لله تعالى ، كأعظم ما يكون الاخلاص ، فقد دعاه بقلب متفتح بنور التوحيد ، وناجاه بعقل مشرق بنور الايمان ، وقد حفل دعاؤه ، بجميع آداب الدعاء ، من الخضوع والتذلل ، والانقياد إلى الله تعالى.

__________________

١ ـ المصباح ( ص ٤٣٣ ـ ٤٣٤ ).

١٠٠