حقائق السقيفة في دراسة رواية أبي مخنف

جليل تاري

حقائق السقيفة في دراسة رواية أبي مخنف

المؤلف:

جليل تاري


المترجم: أحمد الفاضل
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-529-035-X
الصفحات: ١٧٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

١

الإهداء

اُقدم هذا الجهد ـ إن كان يليق ـ إلى نبيّ الهدىٰ والرحمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، زينة صفحات هذا الكتاب ، واُصلّي على أهل بيته المعصومين المظلومين ، آملاً عنايتهم وشفاعتهم.

٢

٣
٤

كلمة المجمع

إنّ تراث أهل البيت عليهم‌السلام الذي اختزنته مدرستهم وحفظه من الضياع أتباعهم يعبّر عن مدرسة جامعة لشتى فروع المعرفة الإسلامية. وقد استطاعت هذه المدرسة أن تربّي النفوس المستعدة للاغتراف من هذا المعين ، وتقدّم للاُمة الإسلامية كبار العلماء المحتذين لخُطى أهل البيت عليهم‌السلام الرسالية ، مستوعبين إثارات وأسئلة شتى المذاهب والاتجاهات الفكرية من داخل الحاضرة الإسلامية وخارجها ، مقدّمين لها أمتن الأجوبة والحلول على مدى القرون المتتالية.

وقد بادر المجمع العالمي لأهل البيت عليهم‌السلام ـ منطلقاً من مسؤولياته التي أخذها على عاتقة ـ للدفاع عن حريم الرسالة وحقائقها التي ضبّب عليها أرباب الفرق والمذاهب وأصحاب الاتجاهات المناوئة للإسلام ، مقتفياً خطى أهل البيت عليهم‌السلام وأتباع مدرستهم الرشيدة التي حرصت في الرد على التحديات المستمرة ، وحاولت أن تبقى على الدوام في خطّ المواجهة وبالمستوى المطلوب في كلّ عصر.

إنّ التجارب التي تختزنها كتب علماء مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام في هذا المضمار فريدة في نوعها ؛ لأنها ذات رصيد علمي يحتكم إلى العقل والبرهان ويتجنّب الهوى والتعصب المذموم ، ويخاطب العلماء والمفكرين من ذوي الاختصاص خطاباً يستسيغه العقل وتتقبله الفطرة السليمة.

وقد حاول المجمع العالمي لأهل البيت عليهم‌السلام أن يقدم لطلاّب

٥

الحقيقة مرحلة جديدة من هذه التجارب الغنيّة من خلال مجموعة من البحوث والمؤلفات التي يقوم بتصنيفها مؤلفون معاصرون من المنتمين لمدرسة أهل البيت عليهم‌السلام ، أو من الذين أنعم الله عليهم بالالتحاق بهذه المدرسة الشريفة ، فضلاً عن قيام المجمع بنشر وتحقيق ما يتوخى فيه الفائدة من مؤلفات علماء الشيعة الأعلام من القدامى أيضاً لتكون هذه المؤلفات منهلاً عذباً للنفوس الطالبة للحقّ ، لتنفتح على الحقائق التي تقدّمها مدرسة أهل البيت الرسالية للعالم أجمع ، في عصر تتكامل فيه العقول وتتواصل النفوس والأرواح بشكل سريع وفريد.

نرجو من القرّاء الكرام ان لا يبخلوا علينا بآرائهم ومقترحاتهم القيّمة وانتقاداتهم البنّاءة في هذا المجال.

كما وندعو كافة المراكز المعنيّة ، والعلماء ، والمؤلفين والمترجمين للتعاون معنا في نشر الثقافة الإسلامية المحمدية الأصيلة.

نسأل الله تعالى أن يتقبّل منّا هذا القليل ويوفقنا للمزيد في ظل عنايته الخاصة ورعاية خليفته في الأرض الإمام المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه الشريف ).

ونتقدّم بالشكر الجزيل لحضرة الأخ الفاضل جليل التاري لتأليفه هذا الكتاب والاُستاذ فضيلة الشيخ أحمد الفاضل لترجمته هذا الكتاب ، وكذلك جميع زملائنا الذين ساهموا في انجاز هذا الأثر بالأخص العاملين في دائرة الترجمة المثابرين في أداء واجبهم.

المجمع العالمي لأهل البيت عليهم‌السلام

المعاونية الثقافية

٦

المقدمة

السقيفة إحدىٰ أهم الوقائع التي حدثت بعد رحيل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكانت منعطفاً بالنسبة إلى الكثير من الأحداث والاتجاهات بعده.

وإذا كانت هذه الحادثة ومنذ الوهلة الاُولىٰ قد واجهت موقفين ، فهي لا تزال تمثّل نقطة انقسام الفرق الإسلامية ، وذلك لما يحمل كل فريقٍ من نمط تفكيرٍ تجاهها.

من هنا ربما كان البحث في هذا الصدد دليلاً لطلاّب الحقيقة ، وذلك باعتماد الأساليب العلمية والاستدلالية.

السقيفة لغةً : صفّة ذات سقف. ويقصد منها المكان الذي كان يقع في جانب من المدينة ، وله سقف ممتدّ ، ويعود لبني ساعدة بن كعب الخزرجي ، ولذلك عرف بسقيفة بني ساعدة. وكان الأنصار يجتمعون فيه كمجلس شورىٰ لحلّ القضايا. وقد التقىٰ فيه الأنصار أوسهم وخزرجهم عقيب رحيل النبي للبحث عن الخليفة (١).

ولكن لماذا اجتمعوا في هذا المكان ؟ وماذا كانوا يبغون ؟ وماذا

__________________

(١) السقيفة ، محمد رضا المظفر : ٩٦.

٧

دار من حديث ؟ وأين آلت الاُمور ؟ قضايا سيعرضها هذا الكتاب بشكل تفصيلي.

ورغم الأهمية البالغة لهذه الواقعة ، واستقطابها لتوجّه الكثير من المؤرخين إلاّ أنّ أغلب المحدّثين اقتصروا على نقل جوانب منها ، وهذا لا يعني عدم عرضها بدقةٍ ، وتفصيلٍ من قبل البعض الآخر ، وذلك من قبيل أبي مخنف ، فقد ألّف كتاباً في السقيفة (١) ، ولكنّ الذي وصلنا منه هو ما نقله الطبري في تاريخه فقط.

إنّنا نحاول في هذا الكتاب دراسة رواية أبي مخنف حول السقيفة ، والتي تمتاز بأهمية بالغة ، متوخّين الدّقة والإنصاف وذلك من خلال التعريف بأبي مخنف ـ والذي يعدّ من أعاظم محدِّثي تاريخ العهد الإسلامي وأدقهم ـ ونسعى عبر اعتماد النظرة المعمّقة لهذه الحادثة ، وإلفات نظر القارئ المحترم للنصوص التاريخية الموثّقة وذكر المصادر المتنوعة ، والابتعاد عن أي تحليلٍ منحازٍ لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة.

وقد حاول المصنّف رغم اعترافه بقلة بضاعته الاعتماد على مصادر السقيفة الموثقة مهما أمكن وعرض الآراء الموافقة والمخالفة ، ونقدها ، لاثبات الرأي المختار ؛ على أمل أن يكون هذا المنهج المتّبع قد فتح آفاقاً جديدةً في التاريخ ، يمكن أن يطلق عليها التاريخ

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٠٢.

٨

الاجتهادي. ولا يسعني إلاّ أن أتضرع لله شاكراً واُقدم شكري لكل من كان له دور في تعليمي وتربيتي ، لا سيّما والدي ووالدتي وأخي وأساتذتي الكرام ، كما أشكر السادة : الدكتور آئينه وند وحجة الإسلام والمسلمين رسول جعفريان لما تفضّلوا به من توجيهات قيمة في إعداد هذا الكتاب.

جليل تاري

٩
١٠

١١
١٢

التعريف بأبي مخنف

إنّ الحديث عن رواية مخنف حول السقيفة ، يتطلب الإجابة أولاً عن أسئلةٍ يمكن أن تدور في خلد القارئ الكريم ولو إجمالاً ، وذلك من قبيل : من هو أبو مخنف ؟ وفي أي عصرٍ كان يعيش ؟ وما هو رأي علماء الشيعة والسنّة فيه ؟ وما هو مذهبه ؟ هذا ما يتطرق إليه هذا القسم من الكتاب.

من هو أبو مخنف ؟ :

هو لوط بن يحيىٰ بن سعيد بن مِخْنَف (١) بن سُلَيم الأزْدي (٢) ، كوفي المحتد والموطن ، كان من كبار محدّثي ومؤرّخي القرن الثاني الهجري.

وقد ألّف الكثير من الكتب فيما يرتبط بالعديد من الأحداث التاريخية المهمة عقيب رحيل النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وحتىٰ أواخر العهد

__________________

(١) مِخْنَف على وزن مِنْبَر.

(٢) الفهرست لابن النديم : ١٠٥.

١٣

الاُموي ، ككتاب : المغازي ، وكتاب السقيفة ، وكتاب الردة ، وفتوح الإسلام ، وفتوح العراق ، وخراسان ، والشورىٰ ، وقتل عثمان ، والجمل ، وصفين ، ومقتل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ومقتل الحسن عليه‌السلام ، ومقتل الحسين عليه‌السلام.

قد بلغت كُتبه (٢٨) كتاباً تناولتها كتب الرجال بالتفصيل (١) ، إلاّ أنّها فُقدت ولم يمكن العثور إلاّ على بعض ما فيها ، وذلك تحت عنوان ( روايات عن أبي مخنف ) مما تحتفظ بها كتب الآخرين التاريخية والتي اُلفت فيما بعد ، وذلك من قبيل تاريخ الطبري الذي نقل عن أبي مخنف ما ينيف على (٥٠٠) رواية في موضوعات مختلفة (٢) ، حيث تحتلّ الروايات التي تتحدث عن عهد خلافة الإمام علي عليه‌السلام المرتبة الاُولى فقد بلغت (١٢٦) رواية ، تعقبها (١١٨) رواية حول حادثة كربلاء ، و (١٢٤) رواية تناولت ثورة المختار.

تمتاز روايات أبي مخنف حول العهد الإسلامي الأوّل بدقة عالية ، وتفصيل لجزئيات الحادثة ، بحيث تجعل القارئ أمام الجوانب المختلفة للقضية ، هذا بالإضافة إلى أنها بعيدة عن أي نوعٍ من

__________________

(١) انظر : الفهرست لابن النديم : ١٠٥ ـ ١٠٦ ، ورجال النجاشي : ٣٢٠.

(٢) ذكر البعض : أن العدد الدقيق لروايات أبي مخنف في تاريخ الطبري هو (٥٨٥) رواية ، إلاّ أن المؤلّف قام بعملية بحث وتحقيق فثبت أنّ عددها (٥٢٦) رواية ، ويمكن أن تكون بعض الروايات قد تمّ تقطيعها.

١٤

العصبية ، وهذا ما أدىٰ إلى أن تستفيد منها أكثر الكتب التاريخية ، شيعية كانت أم سنية ، فيما اعتمد البعض على روايته فقط.

عصر أبي مخنف :

لم يُعلم تأريخ ولادته ، ولكنّهم ذكروا أنّه توفّي سنة ( ١٥٧ ه‍ ) ، ولعلّ عدم العلم بتأريخ ولادته كان هو السبب في وقوع بعض علماء الرجال في الخطأ ، فقد اعتبره البعض من أصحاب الإمام علي ، والإمام الحسن ، والإمام الحسين عليهم‌السلام. وذهب آخرون إلى أنّه من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام.

ينقل الشيخ الطوسي (١) عن الكشّي : أنّ أبا مخنف كان من أصحاب الإمام علي عليه‌السلام والإمام الحسن عليه‌السلام ، والإمام الحسين عليه‌السلام ، ولكنه لا يرىٰ صحة هذا الكلام ، ويقول : لم يلقَ أمير المؤمنين ، وكان أبوه يحيىٰ من أصحاب عليه‌السلام.

وأمّا النجاشي فيذهب إلى القول بأنه من رواة الإمام الصادق عليه‌السلام ، ثم يقول (٢) : « وقيل : إنّه : روىٰ عن أبي جعفر عليه‌السلام ».

إلاّ أنّه يضيف قائلاً : « ولم يصحَّ ».

فهو بناءً على ما ينقله النجاشي كان يروي عن الإمام الصادق

__________________

(١) رجال الطوسي : ٨١ ، والفهرست للطوسي : ١٢٩.

(٢) رجال النجاشي : ٣٢٠.

١٥

فقط ، ويُعدّ من أصحابه ، فلم يروِ حتى عن الإمام الباقر عليه‌السلام فضلاً عن الإمام علي عليه‌السلام.

والذي يُتراءىٰ من خلال الشواهد والأدلة صحة قول النجاشي ؛ وذلك لأن :

١ ـ ما روي في تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن الإمام الصادق عليه‌السلام قد نُقل بلا واسطة ، بينما ما يرويه عن الإمام الباقر عليه‌السلام بواسطة (١).

٢ ـ ما روي عن أبي مخنف في باب خطب الإمام علي عليه‌السلام قد نُقل بواسطةُ وهكذا خطبة الزهراء التي يرويها عن الإمام عليه‌السلام بواسطة (٢).

٣ ـ سنة وفاته ( ١٥٧ ه‍ ) فاذا كان معاصراً عهد الإمام عليٍّ عليه‌السلام ـ كما لو كان في سنّ البلوغ على الأقل ـ فإنّ عمره حين الوفاة (١٣٠) سنة (٣) ، وهذا ما لا يدّعيه أحد.

إنّ كلّ هذه الشواهد تؤكّد صحة قول النجاشي من معاصرته للإمام الصادق عليه‌السلام ، وروايته عنه.

__________________

(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤٤٨ و ٤٥٣.

(٢) الفهرست للشيخ الطوسي : ١٣٠ ، وفيه : عن أبي مخنف ، عن عبدالرحمن بن جندب ، عن أبيه ، عنه عليه‌السلام.

(٣) مع العلم بأن تاريخ شهادة الإمام علي عليه‌السلام هي سنة أربعين هجرية.

١٦

نعم نقل في الكافي (١) عن أبي مخنف رواية بصورة مباشرة وبلا واسطة تتناول عهد خلافة الإمام علي عليه‌السلام ، حيث جاء فيها « أتىٰ أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ رهط من الشيعة ... ».

إلاّ أنّ هذا الحديث لا يمكن أن يثبت أنه أدرك عهد الإمام ؛ وذلك لاحتمال إرساله.

ولكنّ الثابت أنّ أبا جدّه أي « مخنف بن سليم » كان من صحابة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله والإمام عليٍّ عليه‌السلام (٢) ، وقد ولاّه على إصفهان (٣). وكان صاحب راية الأزد بمعركة الجمل في جيش الإمام عليٍّ عليه‌السلام ، واستشهد في تلك المعركة.

وذهب الكثير من أصحاب السِيَر إلى أنّه استشهد في معركة الجمل ، كما عليه الشيخ عباس القمّي في الكنى والألقاب ، وأغا بزرك الطهراني في الذريعة ، والزركلي في الأعلام وغيرهم.

وروىٰ الطبري (٤) في تاريخه عن أبي مخنف ما يدلّ علىٰ ذلك ، إلاّ أنه روىٰ (٥) عن مخنف بن سليم ما يتعلق بواقعة صفّين ، ولكنّه

__________________

(١) الكافي ٤ : ٣١.

(٢) الطبقات الكبرىٰ ٦ : ٣٥ ، الفهرست لابن النديم : ١٠٥ ـ ١٠٦.

(٣) ذكر اخبار إصفهان ، ترجمة الدكتور كسائي : ١٨٩.

(٤) تاريخ الطبري ٤ : ٥٢١.

(٥) تاريخ الطبري ٤ : ٥٧٠.

١٧

لا ينسجم وشهادته في معركة الجمل.

جديرٌ ذكره أنّ الشيخ الطوسي قد أشار في كتابيه الرجال والفهرست (١) إلى أنّ « والد أبي مخنف » من أصحاب الإمام علي عليه‌السلام ، إلاّ أن القدر المتيقن هو أن « مخنف بن سليم » أبا جده كان من أصحابه ، وليس « يحيى » والد أبي مخنف. من هنا ينبغي الإلتفات إلى أن مخنف بن سليم هو أبو جد أبي مخنف وليس والده أو جده ، وليس كما قال البعض حيث اعتبره جدّاً لأبي مخنف (٢).

أبو مخنف وعلماء الفريقين :

إنّ ما يظهر من الكتب الرجالية الشيعية وثاقة أبي مخنف ، والاعتماد عليه.

يقول عنه النجاشي (٣) : أبو مخنف شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم ، وكان يسكن إلى ما يرويه.

وعدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الصادق في كتابه الرجال (٤).

__________________

(١) رجال الطوسي : ٨١ ، الفهرست : ١٢٩.

(٢) الكنىٰ والألقاب ١ : ١٥٥ ، الذريعة ١ : ٣١٢.

(٣) رجال النجاشي : ٣٢٠.

(٤) رجال الطوسي : ٢٧٥.

١٨

ونقل الشيخ عباس القمّي عباراتٍ من قبيل قول النجاشي ، ثم اعتبره من أعاظم مؤرّخي الشيعة ، وقال : مع اشتهار تشيّعه اعتمد عليه علماء السنّة في النقل ، كالطبري وابن الأثير وغيرهما (١).

ويقول أغا بزرك الطهراني بعد نقل عبارات النجاشي : مع اشتهار تشيّعه اعتمد عليه علماء السنّة في النقل عن كتبه ، كالطبري وابن الأثير ، بل التأريخ الكبير لابن جرير مشحون من كتب أبي مخنف (٢).

ويؤكد السيد الخوئي على وثاقته ، ويصحّح طريق الشيخ إليه (٣). وأمّا علماء السنّة فيذهب البعض منهم إلى تشيّعه وعدّهِ من المتروكين ، ولم يُشِر البعض الآخر لذلك ، ولكنه ضعّف روايته كما يقول يحيىٰ بن معين : أبو مخنف ليس بشيء (٤).

ويقول ابن أبي حاتم نقلاً عن يحيىٰ : «أبو مخنف ليس بثقتة» ، ثم ينقل عن الآخرين : أبو مخنف متروك الحديث (٥).

ويقول ابن عَديٍّ بعد ذكر قول يحيى بن معين : وهذا الذي قاله ابن معين يوافقه عليه الأئمة.

__________________

(١) الكنىٰ والألقاب : ١٥٥.

(٢) الذريعة : ١ : ٣١٢.

(٣) معجم رجال الحديث ١٥ : ١٤٠.

(٤) تاريخ يحيى بن معين ١ : ٢١٠.

(٥) الجرح والتعديل : ١٨٢.

١٩

ثم يقول : وهو شاعي [ شيعي ] محترق صاحب أخبارهم ، وإنّما وصفه لا يستغني عن ذكر حديثه ، فإنّي لا أعلم له من الأحاديث المسندة ما أذكره ، وإنّما له من الاخبار المكروه الذي لا أستحبّ ذكره (١).

ويقول الذهبي : « متروك » (٢) ، ويقول في موضعٍ آخر روىٰ عن ... طائفة من المجهولين (٣).

ويقول الدارقطني : « أخباري ضعيف » (٤).

ويقول ابن حجر العسقلاني : أخباري تالف ، لا يوثق به. وينقل عن مجموعةٍ من العلماء عدم إمكان الاعتماد على رواية أبي مخنف والوثوق بها (٥).

وأمّا ابن النديم فيقول عنه : قرأت بخطّ أحمد بن الحرث الخزّاز : قالت العلماء : أبو مخنف بأمر العراق وأخبارها وفتوحها يزيد على غيره ، والمدائني بأمر خراسان والهند وفارس ، والواقدي بالحجاز والسيرة ، وقد اشتركوا في فتوح الشام (٦).

__________________

(١) الكامل في ضعفاء الرجال : ٢٤١.

(٢) ديوان الضعفاء والمتروكين ٢ : ٢٦٥.

(٣) سير أعلام النبلاء ٧ : ٣١٠.

(٤) الضعفاء والمتروكين : ٣٣٣.

(٥) لسان الميزان ٥ : ٥٦٧.

(٦) الفهرست لابن النديم : ١٠٥ ـ ١٠٦.

٢٠