دراسة في تنبؤات نوستردامس

دراسة في تنبؤات نوستردامس

المؤلف:


المترجم: الدكتور شريف الدين
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مركز مكالمات وپژوهشهاى فلكى نجومى
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٦
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

أما بابل نفسها فلعلها أعرق مدينة في تأريخ العالم كله ، فقد في الألف الثالث قبل الميلاد وما زال مكانها يعجّ بالحياة إلى اليوم حيث تقوم مدينة الحلة في العراق عند موقعها وهي تبعد عن بغداد العاصمة بحوالي ٩٠ كيلومتراً وقد قامت فيها على مر تأريخها عدة ممالك ، منها مملكة حمورابي سنة ١٨٣٠ قبل الميلاد واستمرت لمدة ثلاثه قرون ، وحمورابي هو الملك المشهور بقانونه الذي كتبه نقشاً على صخر كبيرة وفيه مواد لنظم أمر المجتمع فيما يعرف بمسلّة حمورابي ، ثم مملكة الكاشيين التي جاءت على أعقاب مملكة حمورابي سنة ١٥٣٠ ق. م. وبقيت حتى سنة ١١٥٠ ق. م. ثم الآراميين ( ١١٠٠ ـ ١٠٠٠ ق. م ) ثم الأشوريين الذين جاؤوها من شمال العراق من منطقة الموصل الحالية واحتلوها وأخضعوها لمملكتهم في القرن العاشر ق. م. ثم جاء الملك البابلي [ نابو پلصر ] الذي أنهى الحكم الأشوري في بابل سنة ٦٢٥ ق. م. وتحالف مع الميديّين لإحتلال مدينة نينوى عاصمة الأشوريين سنة ٦١٢ ق. م ، ولما توفي هذا الملك ورثه ابنه [ نبوخذ نصر ] الملك البابلي المشهور الذي هزم فرعون مصر سنة ٦٠٥ ق. م. وقامت عندها أمبراطورية ضخمة باسم الدولة الكلدانية وامتدت من العراق إلى سوريا إلى فلسطين إلى سيليسيا. وفي خلال هذه الفترة

٢٦١

بُنيت الجنائن المعلقة في بابل وكانت تُعتبر واحدة من عجائب الدنيا السبعة ، ونبوخذ نصر هو الذي سبى وخرّب مدينة أورشليم وأخذ اليهود أسرى إلى بابل وأبقاهم هناك عبيداً أرقاء لمدة سبعين سنة ، حتى جاء الملك الفارسي [ كورش Cyrus ] في غزو لبابل وبدأ هجومه عليها سنة ٥٤٧ ق. م ولم تسقط بيده إلا بعد تسع سنوات من ذلك التأريخ ، وهو الذي أطلق سراح اليهود الأسرى في بابل وسمح لهم بالرجوع إلى أورشليم ( القدس ) وإعادة بناء هيكلهم هذا شيء من التأريخ القديم لهذه المدينة العجيبة وفيه كفاية للتعريف بعراقتها.

٢٦٢

القلب القرطاحي

« من الشرق سيأتي القلبُ القرطاجي

فيؤذي بحرَ الأدرياتيك وورثة روميَلس

يصحبه الأسطولُ الليبيي

معابدُ مالطا والجُزُرِ القريبة ستكون مهجورة »

الأول ـ ٩

إنه يتحدث في هذه الرباعية عن نفس الشخص الذي ذكره في المقطع السابق والذي شبّهه بهانيبال قائد قرطاجة العظيم ، وهو يؤكد هنا ما ذهب إليه هناك من أنه سيغزو الغرب فاتحاً وقلبه ينطوي على ما انطوت عليه قلوب أهل قرطاجة القدماء من رغبة عارمة في الثأر من الرومان وكسر شوكتهم وتأديبهم رغم ما كان يبدو للعيان من قوة الرومان ومنعتهم وسلطتهم التي لا تُضادّ.

[ رومْيُلس Romulus ] هو بطلُ أسطوره من أساطير الرومان ، وهو فيها الملكُ الذي بنى مدينة روما وأنشأها

٢٦٣

بعد أن لم تكن موجودة ، وحسب الخرافة الرومانية فإنه كان إبن زنا ، أُمُّهُ هي بنت أحد ملوك المقاطعات الإيطالية القديمة وكان قد نذرها لتكون راهبة في أحد المعابد ، أما أبوه فهو الآله مارس آله الحرب الذي أطلع على تلك الفتاة فاعجبته فزنا بها ، وكان له أخ توأم من نفس السِّفاح وإسمه [ ريمُس Remus ] ، فلما وضعتهما أمهما أخذهما جدُّهما فوضعهما في جُرْن خشبي وألقاهما في مياه نهر التايبر ( النهر الذي تقع عليه مدينة روما ) فألقى بهما التيار إلى الشاطيء فعثرت عليهما ذئبةٌ ، وبدل أن تأكلهما فإنها أخذتهما وصارت ترضعهما من حليبها حتى كبر التوأمان ، وتمضي القصّةُ الخرافةُ على هذا المنوال حتى تصل إلى أنَّ التوأمين يقرران أن يبنيا مدينةً خاصة بهما ويتمّ أختيار موضعها في المكان الذي كانت الذئبة ترضعهما من حليبها فيه ، ويبدأ العمل ببناء الأسوار وفي الأثناء يبدأ ريمس بالسخرية من أخيه لأنه جعل الأسوار واطئة الارتفاع وصار يقفز فوقها ساخراً منه فاستشاط ورميلس منه غضباً وقام إليه فقتله وأتمّ بناء المدينة وأسوارها ولكنها كانت خالية من السكان فصار يجتذب إليها من يستوطنها وكان معظم من أتاها هم من المشرّدين والصعاليك والهاربين المطاردين لسبب أو لآخر ، ولكنهم كانوا بلا نساء فدبّر روميلس خطّة لتلافي ذلك فدعا أفراد قبيلة إيطالية مجاورة إلى مأدبة ضخمة

٢٦٤

بنسائهم ورجالهم ، ولما صاروا عنده صار يشغل الرجال ببعض الألعاب فلما غفلوا عن نسائهم هجم عليهن أتباعُ روميلس من الصعاليك واختطفوهن واحتموا داخل أسوار المدينة الجديدة ، فثارت تلك القبيلة لحربه ولكنه صالحهم وسالمهم. وهكذا تم إنشاء مدينة روما حسب أسطورة روميلس هذه.

وورثة روميلس على هذا هم الرومان أو أهل إيطاليا الحاليون ، أو هم أهل أوروبا والغرب بشكل عام وبشيء من التوسّع في المعنى.

مالطا هي جزيرة في البحر الأبيض المتوسط تقع على بعد حوالي ٦٠ ميل جنوب سيسلي الإيطالية ، وتقع بالقرب منها جزيرتان أخريان أصغر منها وتابعتان لها. وتوجد في مالطا معابد وأضرحة قديمة جداً بنيت على كتل صخرية ضخمة ويعود تأريخها إلى سنة ٢٣٠٠ قبل الميلاد ولا يُعرَف على وجه التأكيد من هم الذين بنوها.

وقد استوطن مالطا شعوب متعددة منها اليونانيون والفينيقيون والرومان والعرب.

بحر الأدرياتيك هو ذلك الجزء من البحر الأبيض المتوسط الذي يمتد بين كل من إيطاليا غرباً ويوغسلاڤ‍يا وألبانيا شرقاً.

٢٦٥

والمشهد يروي لنا هنا كيف أن الملك الإسماعيلي العظيم سوف يمخر بقواته عباب البحر الأبيض المتوسط ويصحبه أسطول ليبيا ، موكب هائل يسير والرعب يسير أمامه حتى أن مالطا التي تُعتبر اليوم من أكثر مناطق العالم كثافة سكانية سوف تخلو من الناس ، وهذا يُذكّرنا بهجمات قبائل الهان الآسيوية على أوروبا التي سببت موجات الهجرة لشعوب بكاملها والتي سبق ذكرها ، أنه سوف يدمر كل من يقف في وجهه وسيؤدي ذلك إلى حصول أذى شديد في بحر الأدرياتيك وحوضه ، في إيطاليا ويوغسلاڤيا وألبانيا ، وخاصة في إيطاليا. وهناك رباعية أخرى سبق ذكرها تصلح لأن تكون تتمة لهذا المشهد من حوض البحر الأبيض المتوسط في المستقبل القريب :

« الأسطول سيتحطم قرب بحر الأدرياتيك

الأرض ترتجف ، تندفع في الهواء ثم تقع ثانية

مصر ترتجف وتسند المحمديين

القائد العام سيُطلب منه التسليم »

الثاني ـ ٨٦

وكما ترى فإن هذا الجيش المحمدي بقيادة هذا الإسماعيلي العظيم سوف يسنده شعب ليبيا ومصر في

٢٦٦

وسط رجفة مرعبة حقاً تندفع فيها الأرض في الهواء ثم تقع ثانية ، والقائد الذي سيطالب بالتسليم هو ولا شك قائد القوات المعادية لهذا الزجف المحمدي الذي سيأخذ الغرب كله.

ويتصل حديثه حول حركة الأساطيل الإسلامية والبربرية في موضع آخر من قرنه الأول فيقول :

« ميناء [ دي بوك ] سيخشى الأسطول البربريّ لوهله

بعدَها بوقت طويل سيصلُ الأسطولُ الغربيّ

خسائرٌ عظيمةٌ في الحيوانات والبشر والممتلكات

أيّةُ معركة ضاربة ستكون بين بُرجَي الثور والميزان »

الأول ـ ٢٨

ميناء [ دي بوك Port-de-Bouc ] هو ميناء على خليج [ فوس Fos ] في فرنسا بالقرب من مدينة مارسل على شواطىء البحر الأبيض المتوسط.

وأبراج السماء ، كما هو معلوم ، هي عبارة عن خط وهمي رسمه الفلكيون البابليون القدماء لمسار الشمس عبر القبة السماوية على مدى السنة الواحدة وقسّموا

٢٦٧

مسارها هذا إلى إثنى عشر قسماً أو بُرجاً وجعلوا إسم كل واحد من هذه البروج بإسم المجموعة الكوكبية التي تقع فيه ، وبرج الثور من بين هذه الأبراج يمثّل الفترة الزمينة بين ٢٠ نيسان ( إبريل ) إلى ٢٠ مايس ( مايو ) ، وبرج الميزان هو الفترة بين ٢٣ أيلول ( سبتمبر ) إلى ٢٢ تشرين أول ( أوكتوبر ). وما بين نيسان وتشرين أول يتوقع صاحبنا أن تحصل معارك ضارية في البحر الأبيض المتوسط عند الشواطيء الفرنسية وغيرها.

والأسطول البربري هو الأسطول الإسلامي أو العربي أو الشمال أفريقي ( وبضمنه الأسطول الليبي السابق الذكر ) أو كلها مجتمعة معاً.

والمشهد يصف لنا كيف أن هذا الأسطول الإسلامي سوف يهدد الموانيء الفرنسية وأن القوات الفرنسية ( فرنسا عضوة في حلف شمال الأطلسي ) سوف تبقى تراقب ما سيؤول إليه الأمر خائفةً مذعورةً وتُرسِلُ إلى حلفائها من قوات حلف المحيط الأطلسي في طلب العون والمساعدة وتصل هذه المعونه ولكن بعد وقت طويل وستحصل معارك ضارية في البر والبحر ( والجو ) تؤدي إلى خسائر عظيمة في الممتلكات وفي الحيوانات ( في عرف نوستردامس فإن الآليات والمكائن والعجلات كلها حيوانات أيضاً ) ناهيك عن الخسائر البشرية.

٢٦٨

وكما ترى فإنه يجعل لهذا الأمر توقيتاً يمتدّ على مدى ستة أشهر ، ويقع شهر تموز ( يوليو ) في وسطها ، وهذا يذكّرنا بما سبق ومرّ بنا من نبوءته التي حدّد فيها شهر تموز من سنة ١٩٩٩ كموعد حاسم لأحداث تغيرية ضخمة تجتاح العالم ، وقد تكون هذه من تلك كما يمكن أن تكون في معزل عنها.

٢٦٩
٢٧٠

رجل الشرق

« رجل الشَرق سوف يخرجُ من مقرِّه

ويعبرُ ال‍ [ أپيننز ] إلى فرنسا

إنه سيرحل عبر السماء والبحار والثلوج

وسيضربُ الجميعَ بساريةِ رايتِهِ »

الثاني ـ ٢٩

هذه الرباعية تتحدث عن نفس الشخص الشرقي الذي نحن في صدده.

[ أپيننز Appenines ] هي سلسلة جبال تمتد من شمال إيطاليا إلى جنوبها وتشكل ما يشبه العمود الفقري لشبه الجزيرة الإيطالية التي تشبه في شكلها شكل الحذاء ( البوت ) ، وإلى الشمال توجد هناك أراضٍ سهليةٍ واسعة ثم يأتي إلى الشمال من هذا السهل سلسلة جبال الألب التي تشكّل قوساً يشكّل الحدود الطبيعية والسياسية التي تفصل إيطاليا عن فرنسا وسويسرا والنمسا.

فرجل الشرق هذا سوف يخرج من مقره والذي قلنا

٢٧١

بأن نوستردامس رأى بأنه سيكون في وسط العراق ويتجه غرباً فيقهر اليونان وهنغاريا ويصل براً وبحراً وجواً إلى حوض بحر الأدرياتيك ويدخل إيطاليا ثم يعبر سلسلة الجبال التي تمتد وسطها ويعبر سلسلة جبال الألب ليصل إلى فرنسا.

ولا شك أن السطر الثالث يشكل رؤية مستقبلية ملموسه لنا جميعاً لأنه يذكر عن رجل الشرق هذا بأنه سيرحل عبر السماء وهي وسيلة مواصلات ( أو حرب ) لم تكن تدور في خيال أحد إنها ممكنه في يوم من الأيام قبل قرننا الحالي إلا في قصص الأوّلين وأساطيرهم عن الآلهة والسعالي.

إنه سوف يرحل جواً وبحراً وبراً وسوف يعبر المناطق الجبلية الوعرة التي تغطيها الثلوج من جبال الألب وغيرها ، وسوف يقهر الجميع ولا يقف لزحفه أحد حتى يبسط سلطانه على كل بقعة من بقاع أوروبا ( أو العالم ) وهذا هو الذي عناه بأنه سوف يضرب الجميع بسارية رايته التي سوف تعلو على كل الرايات.

٢٧٢

الزعيم المرعب الجديد

« القائد من اسكتلندة مع ستّة ألمان بارزين

سيقبض عليهم رجالُ بحريّةٍ شرقيّون

سيعبرون بهم جبل طارق وأسبانيا

ثم يُقدَّمون في إيران إلى الزعيم المرعب الجديد »

الثالث ـ ٧٨

[ إسكتلندة ] هي الأقليم الشمالي من الجزيرة البريطانية ، والقائد منها يعني بأنه قائد بريطاني ، وليس من الواضح إن كان هذا القائد هو من صنف القادة السياسيين أو العسكريين أو غير ذلك.

وتوجد في هذه الرباعية إشارةٌ إلى أن ملك الرعب الذي سيظهر على مسرح التأريخ في نهاية هذا القرن قد يكون متواجداً في إيران في مرحلةٍ من مراحلِ جهاده الذي سيكتسح به العالم كلّه.

وكما ترى فإن نوستردامس ينقل لنا هنا خبراً من

٢٧٣

أخبار المستقبل ويقول بأن قائداً أو زعيماً بريطانيا سوف يتمّ القبضُ عليه مع ستةٍ من الألمان البارزين ، ويكون ذلك بواسطة رجال من القوة البحريّة الإسلامية الذين سمّاهم برجال البحريّة الشرقيين وذلك في مكان ما من أوروبا ثم سوف يقودونهم عبر أسبانيا ومضيق جبل طارق متجهين بهم إلى إيران حيث يقدّمونهم إلى ملك الرعب الجديد ، إلى الزعيم المرعِب الجديد الذي يحلّ في إيران في ذلك الوقت أو في أثناء ذلك الحدث ، وواضحٌ من هذا الأمر أن رجل الشرق هذا الذي سيلقى منه أحفاد الرومان من أهل الغرب ما يلقون سوف يعيش في عالم إسلامي لا يعرف الحدود ، إنه اليوم في إيران وقد كان البارحة في العراق وسيكون غداً في مكان آخر ، ليس هناك أمامه حدودٌ دولية « مُعترفٌ بها » لأنه لا قائمة اليوم لمن حدّد الحدود ولمن « إعترف بها » ولأنه لا وجود اليوم ولا كلمة لمن إعتاد ان يشرّع للمسلمين وللمستضعفين قوانين دولية يعاقب بها من يشاء ويعفو عمّن يشاء ، إنه يحلّ حيثما يشاء وأينما يحبّ وحسبما تقتضي الضرورة والحاجة.

وغير واضح ما هي علّة أو خلفية هذا الحدث المذكور في هذه الرباعية ولكنه ينبأك عن مدى السلطة والهيبة والقدرة التي ستكون لهذا الإسماعيليّ العظيم

٢٧٤

القوي في دين محمد (ص) والذي سيأتي من المنطقة العربية بحيث أن ذراعه القوية تستطيع أن تصل إلى أيّ هدف يريد ، وتقدر على جلب أيِّ إنسان كائناً من كان إلى حضيرة الطاعة فيحكم بما يراه ولا حكم لطاغوت أو لجبّار عليه.

وعندما نرى بأن رجال هذا الزعيم يلقون القبض في أوروبا على قائد بريطاني وعلى ستة آخرين من كبار رجال ألمانيا ثم يأتون بهم عبر أسبانيا وعبر حوض البحر الأبيض المتوسط ويصلون بهم إلى إيران ليقدّموهم إليه فإننا نستطيع أن نتصور مدى السلطة التي ستكون لهذا الرجل ونستطيع أن نرى أنّ سيطرته ستكون تامّة وشاملة على تلك الأجزاء من العالم حتى أنه سيكون لرجاله تمام الحرية في التنقّل بين أطرافها فلا نرى أثراً لأسطول سادس أو سابع ولا نرى حاكماً آخر يضاهيه في حكمه ، وهذه الرباعية تشكل بذلك امتداداً لما سبق أن ذكره نوستردامس حول هذا الرجل العظيم من آسيا الذي ستمتدّ سلطته من فاس إلى ممالك أوروبا.

٢٧٥
٢٧٦

انذارات

« الطائر الملكي فوق مدينة الشمس

سيُطعي انذارات مظلمة قبل سبعة أشهر

الجدار الذي في الشرق سوف يسقط

في رعدٍ وبرق ، الأعداد يصلون البوابات في سبعة أيام »

الخامس ـ ٨١

مدينة الشمس هي [ هيلوبولس Heliopolis ] وهي مدينة مصرية قديمة كانت مركز عبادة إله الشمس ( رع ) ، وكانت مركزاً علمياً مهماً حتى برزت مدينة الاسكندرية على مسرح التأريخ سنة ٣٣٢ ق. م. فغطّت عليها ، وهي تبعد حوالي ١١ كيلومتراً شمال شرق القاهرة فتكون بذلك إشارة إلى مدينة القاهرة نفسها. وهذا الطائر الملكي ما هو إلا طائرة تجسسية تحلّقُ في الهواء لغرض الرصد وتقديم الإنذارات المبكرة حول أية تحركات معادية وشبيهة بطائرة ( الأيواكس ) وهي تابعة لإحدى

٢٧٧

الممالك التي وأن تكون الإمبراطورية الأمريكية وهذا ما يجعل منها « طائرة ملكية » وهي تبثُّ إنذارات متلاحقة عن تحشدات عسكرية مريبة تحصل هنا وهناك حول القاهرة وهذا يعني منطقة الشرق الأوسط والشمال الأفريقي قاطبة ولا بد أن هذا الأمر هو من أحداث الحرب العالمية الكبرى وأنه مما يتوقع حصوله قبل سبعة أشهر من نشوب الكارثة العظمى أي في بداية سنة ١٩٩٩.

وأما هذا الجدار الذي سوف يسقط في الشرق فإنه يحتمل تفسيرين :

أولهما هو أنه حائط برلين الذي يفصل شرقيّها من غريبها وهو يقع إلى الشرق نسبة إلى فرنسا ، البلد الذي قطنه نوستردامس وكتب نبوءاته فيه وقد سقط هذا الجدار فعلاً ، والتفسير الثاني وهو الذي يرجح عندي هو أن هذا الجدار إنما هو جدارٌ رمزي يشير به إلى حالة معينة. إنها حالة الهزيمة الحضارية والنفسية التي يحس بها المسلمون والعرب تجاه الحضارة الغربية وعالمها ، إنها حالة الأكبار والتضخيم للغرب ولمنجزاته والتي تصل إلى حد التقديس ، إنه الخضوع لعالم الغرب ولحضارته وإنه الإستسلام له كربٍّ جديد يعلو لا يمكن لهم أن يعلو عليه ، ربٌّ تتمثل فيه كل المثل العليا التي يكدح الإنسان

٢٧٨

كدحاً لبلوغها ، ولهذا فإن الجمال والفضيلة والحق والصواب هو ما رآه الغربيون على أنه كذلك وليس ما ندركه نحن بعقولنا الفطرية وليس هو ما نحكم به نحن ونراه نحن. إنه ما تعلمناه في مدارسنا وجامعاتنا وأجوائنا الثقافية من أننا لا شيء في هذا العالم وأن العالم الغربي وقيمه وأفكاره وسلوكه وفعله وتركه هي كل شيء ، وأن كل ما بقي لدينا هو أن نستعيد أمجاد الماضي ونعيشها لحظة بلحظة مما أحالنا إلى موجودات أثرية لا أثر لها في واقع الحياة المعاصر ولا تأثير.

هذا هو الجدار الذي سوف يسقط في الشرق وسوف يكون سقوطه في ظرف رعد وبرق ، ظرف ثورات وانقلابات جذرية ونيران حرب وسيصل الأعداء الذين هم أهل الشرق من المسلمين ودول العالم الثالث والرابع والعاشر إلى بوابات أوروبا والغرب في سبعة أيام ، وواضحٌ أن ما هو مقصود من سبعة أيام قد يكون سبعة شهور أو سبع سنوات.

٢٧٩
٢٨٠