دراسة في تنبؤات نوستردامس

دراسة في تنبؤات نوستردامس

المؤلف:


المترجم: الدكتور شريف الدين
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مركز مكالمات وپژوهشهاى فلكى نجومى
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٦
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

السطر الرابع يشير في الظاهر إلى هتلر بالذات أو إلى أبناء الشعب الألماني عموماً.

٥ ـ معالم في حياة هتلر

« سيموت الكثيرون قبل موتِ النقاء وبعد ستمائةٍ وسبعين شهراً سيجدُ مستقرَّهُ وعندما تمرُّ السنوات ١٩١٥ ، ١٩٢١ ، ١٩٣٩

في سنة ١٩١٥ سيقع فريسة المرض

سنة ١٩٢١ سيحمل السيف والنار

سنة ١٩٣٩ سيكون هدفاً لمطرٍ من نار »

السداسية ـ ٥٣

هذه سُداسيّة وليست رباعية ، وهي من ملحقات القرون التي اشتمل عليها نوستردامس ، وهي واحدةٌ من (٥٨) سداسية كان قد كتبها ووضع نبوءاته فيها وجعلها خارج نظم الرباعيات لعلة ما.

ولكن وكما تلاحظ فإن فيها أرقاماً غريبة حقاً.

العنقاء Phoenix هي طائرٌ خرافيّ على هيئة النسر ( من غريب الأمور أن النّسر كان شعار هتلر الرسمي ) وهي خرافةٌ مصريّةٌ فرعونية قديمة ويقولون عن هذا الطائر أنه يعيش لعدةِ قرون وأنه يُحرق نفسه بأن يتّخذ لنفسه

١٠١

عشّاً من أغصان الأشجار ثم يفرز سائلاً خاصاً ويعرّض نفسه لأشعة الشمس ، وبعد أن يتحول إلى رماد فإنه يعود إلى الحياة شاباً قوياً.

فهذا الطائر الخرافي يشير إذن إلى هتلر ، وإذا صحّ خبر قوات الحلفاء بأنه قد انتحر وأُحرقت جثته فإن وجه الربط بين هذا الطائر الخرافيّ وبين هتلر سيكون أكثر ذكاءاً ودقة.

ولادته كانت سنة ١٨٨٩ وموتُه ( المعلَن ) كان سنة ١٩٤٥ في شهر نيسان ( إبريل ) وعمر هتلر يكون بذلك ٥٥ سنة وهو قريب جداً من الفترة التي ذكرها نوستردامس ( ٦٧٠ شهراً ).

سنة ١٩١٥ جرح هتلر مرتين عندما كان جندياً. وهو ما أشار إليه بقوله أن هتلر يقع فريسة المرض.

سنة ١٩٢١ كانت فترةُ قوةٍ وتألُّق للحزب النازي في هيئتة الأولى وكان عددُ أعضائه قد بلغ حدود الستة الآف وسنة ١٩٣٩ كانت هي بداية الحرب العالمية الثانية التي دامت حتى سنة ١٩٤٥. وهي المقصودة بأنه سيكون هدفاً لمطرٍ من نار.

١٠٢

٦ ـ زعيم الرايخ الجزار

«الأوّلُ في الثالث سيكون أَسوأُ من [ نيرو Nero ]

سيكون باسلاً في إراقةِ الدماء البشرية

سيُعيدُ بناءَ الأفران وسينتهي العصرُ الذهبي

وسيسبِّبُ هذا الملكُ فضائحَ عظيمةً »

التاسع ـ ١٧

الثالث هي إشارة واضحة إلى [ الرايخ الثالث ] وهو الإسم الذي يطلق على حكومة المانيا تحت زعامةِ هتلر والحزبِ النازيّ من سنة ١٩٣٣ ـ ١٩٤٥ ، والأوّل تعني الشخصَ الأول في هذه الحكومة وهي أفضل تعبير عن موقع هتلر في هذه الحكومة فهو الأوّل وحسب.

( نيرو ) هو القيصر كلوديوس نيرو ( ٣٧ ـ ٦٨ ) بعد الميلاد وكان أمبراطور روما ، قتل زوجتَه سنة ٥٩ ثم قتل أُمَّه سنة ٦٢ وأحرق مدينة روما سنة ٦٤ ، واتّهم أتباعَ المسيح (ع) بأنهم هم الذين أحرقوها واتخذ ذلك ذريعة للأشتداد في مطارتهم ، أعاد بناء المدينة وبنى قصره الذهبي فيها ، قام حرسُه وجيشُه بالتمرّدِ وثاروا عليه فانتحر سنة ٦٨.

هتلر قام بعملية مشابهة لما فعله نيرو بروما ، لقد

١٠٣

أحرق المجلس التشريعيّ الألماني سنة ١٩٣٣ واتهم الشيوعيين بإحراقه فضرب عصفورين بحجر واحد ، الأول أنه وجد المبرّر لإطلاق يده في السلطة بعد أن أصدر قانونه بتعطيل العمليّة التشريعية ، والثاني أنه جَسّد للناس ولأتباعه الخطر الشيوعيّ الذي نذر نفسه لمحاربته. وَجْهُ الشبه بين الإثنين واضح واختيار نوستردامس لهذه المقارنة أو لهذا التشبيه يثير الأعجاب فعلاً.

أما الأفران فهي الأسلوب الذي اشتهر به هتلر كوسيلة للأبادة الجماعية السريعة.

٧ ـ افران البشرية

« نيرو الجديد سيأتي بثلاثة أفران

وسيرمي بالشباب فيها ليحترقوا أحياءَ

سعيدون أولئك الذين هم بعيدون عن هذا

ثلاثةٌ من عائلته سيُباغِتونَه لقتلِه »

التاسع ـ ٥٣

[ نيرو ] سبقت الإشارة إليه في الرباعية السابقة ، ونيرو الجديد يشير به إلى هتلر. والأفران كانت وسيلة للإبادة الجماعية للتخلّص من بعض الفئات التي إرتأى هتلر والحزبُ النّازيّ بأنه يجب التخلص منهم وإفناؤهم بشكلٍ جماعيّ وقد وُضعت خطتُها في مؤتمرٍ برئاسة

١٠٤

[ هيدراك ] الألماني عُقد قرب مدينة برلين في ٢٠ / ١ / ١٩٤٢ ورأوا فيها حلاًّ لكثير من المشاكل ومنها مشكلة اليهود في أوروبا حيث كانوا قد وصلوا في إفسادهم وسيطرتهم الخبيثة على مقدّرات الناس إلى درجة بعيدة. وطريقة أفران الغاز كانت واحدة من أساليبهم وقد كان منها ثلاثة ، أشهرُها الفرن الموجود في معتقل [ أوشوتز Aushwitz ] ، والثاني هو فرن [ داتشو Dachau ] والثالث هو فرن [ بركنو Birkenau ].

قرب نهاية الحرب بدأت عدة جماعات مضادّة للحزب النازي ولهتلر بالظهور وقد كانت أهداف ودوافع هذه الجماعات مختلفة.

وتعرّض هتلر لمحاولة إغتيالٍ مهمة قام بها ثلاثةً من كبار أتباعه وهم [ كارل كوردلر ] ، الجنرال [ بك Beck ]. والكولونيل [ فون ستوفنبرغ ] حيث وضعوا قنبلة في مقرّ هتلر في ٢٠ / ٧ / ١٩٤٤ وانفجرت القنبلة أثناء اجتماعٍ كان يرأسُه هتلر مع بعض كبار أعوانه ، ولكنه لم يُصَب بغير جروح طفيفة.

وهذا هو الذي عناه في نبوءته بأن ثلاثة من عائلته سوف يُباغتونه لقتله وقد أصاب في هذه إصابة دقيقة.

١٠٥
١٠٦

نبوءات في شؤون اسيوية

١ ـ تركيا ومصطفى اتاتورك

« في كل أصقاع آسيا سيكون نفيٌ ومصادرات

كذلك في [ ميسيا ] و [ لسيا ] و [ پامفيليا ]

حيث سيُراقُ الدمُ بأسم الأنعتاق

بواسطةَ قائدٍ مسلم مليء بالغدر »

الثالث ـ ٦٠

[ ميسيا Mysia ] هي مدينة تقع إلى الشمال من آسيا الصغرى ( تركيا ) ، كانتُ عاصمة مملكة [ مسياً القديمة وواحدة من أكبر المراكز الحضارية في المدنيّة الهيلينيّة.

[ لسيا Lycia ] و [ پامفيليا Pamphilia ] هما منطقتان واقعتان في تركيا أيضاً.

وكلمة [ مسلم ] الوارد في السطر الرابع جاءت في

١٠٧

أصل كتاب النبوءات بعبارة [ Noir ] وهي تعني الأسود أو اللون الأسود حيث يرى كثيرون ممن نظروا في نبوءات نوستردامس بأنها إشارة منه إلى المسلمين لأن السواد أو اللون الأسود كان شعارُ بني العباس أيامَ حكمهم وأنه إذا ما وَصف شخصاً بالسواد فهو إنما يشير إلى أنه مسلم ، ولا ننسى أن نوستردامس لم يكن بعيد العهد جداً بحكم الدولة العباسية وهو الذي ولد وعاش على تخوم الدولة الإسلامية في الأندلس وإن كانت يومئذ تعيش العقود الأخيرة من عمرها حيث تم طرد آخر المسلمين فيها حوالي سنة ١٦٠٩. ولكن من ناحية أخرى فإننا لو لاحظنا بأن الأروبيين كانوا يطلقون إسم [ مور Moor ] على المسلمين الذين فتحوا شبهَ الجزيرة الأسبانية [ الأندلس ] وسكنوها ، وكلمة Moor هي كلمة أسبانية تعني الأسود أو الداكن اللون وهو اللون الغالب على العرب والبربر ممن دخل فاتحاً لأسبانيا ، لصار من الواضح ما هو السرّ في رمز نوستردامس باللون الأسود للإشارة إلى المسلمين.

وفي هذه النبوءة فإني أظُنه يشير إلى ظرف تأريخي عام وينتقل منه إلى ظرف تأريخي خاص مما سيأتي به المستقبل. ففي السطر الأول يشير إلى أن آسيا بجميعِ أصقاعها سوف تشهد في المستقبل حالات نفيٍ

١٠٨

ومصادرات على نطاق واسع وملحوظ ، ثم ينتقل بعد ذلك إلى آسيا الصغرى أو تركيا حيث يشير إليها من خلال ذكرِه لمناطق موجودة فيها ومن باب تسمية الكلّ باسم الجزء وليتوسّع في وصفه لما يراه من مستقبل هذه المنطقة.

وأرى أن لهذه الرباعية تعلقٌ بمصطفى كمال أتاتورك ( ١٨٨١ ـ ١٩٣٨ ) مؤسس تركيا الحديثة والذي امتدّت رئاستُه من سنة ١٩٢٣ إلى ١٩٣٨ وكان بالأصل ضابطاً في الجيش ثم عُيِّن قائداً لفرقةٍ عسكرية في سنة ١٩٢١ واسقط السلطنة العثمانية في الأوّل من تشرين ثاني ( نوڤمبر ) سنة ١٩٢٢ وتولى رئاسة الجمهورية التركية في السنة التالية.

وكانت ظروفُ إسقاط السلطان العثماني كالتالي ، فإن الدوله العثمانية كانت قد دخلت في تحالف مع الألمان ضد روسيا وحلفائها ( بريطانيا وفرنسا ) وذلك وفق معاهدةٍ سرّية كان قد وقّعها معهم وزيرُ الدفاع العثماني أنور باشا ، ولم يكن لكثيرٍ من رجال الدولة علمٌ بها ، وعلى كل حال فقد دخلت بذلك الدوله العثمانية في الحرب العالمية الأولى ولم يكن لجيشها كبيرُ خَطرٍ فيما عدا بعض المعارك وخصوصاً معركة [ غاريبالدي ] التي صَدَّ فيها الجيشُ العثماني قوةً عسكرية ضخمة من

١٠٩

البريطانيين والفرنسيين كان غرضُها هو فتح الطرق البحرية أمام القوات الروسية القيصرية عن طريق مضيق الدردنيل. وخسر رهانُ العثمانيين على ألمانيا بسقوطها في الحرب وانتصار قوات الحلفاء وكل ذلك كان على عهد السلطان محمد السادس ، وخرجت أرمينيا والدول العربية من السيطرة العثمانية وصارت اسطنبول والمضائق البحرية تحت سيطرة الحلفاء ، بل أن تركيا خسرت إستقلاليتها بالفعل. وهنا جاء دور البطل المغوار مصطفى كمال أتاتورك الذي أكمل الشوط وجعل السقوط العسكريَّ سقوطاً حضارياً تاماً وعلى مستوى رسمي وصارت تركيا لعبة بيد الغرب الصليبيّ ، وعلى يده وعلى يد أتباعه ثم تدمير البلاد وإفساد المجتمع التركيّ باسم الانعتاق من رواسب الماضي والالتحاق بركب الحضارة الغريبة ، وما زالت تركيا إلى يومنا هذا تئنُّ من آلام ضرباته الخبيثة التي أحالت الإنسانَ والمجتمعَ هناك إلى كيانات بدون هوّية فلا هي إسلامية ولا هي غريبة ولا هي أيّ شيء آخر وأنما هي كيانات ممسوخة معلَّقة في فضاء فارغ لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.

وهذا الذي أصاب تركيا هو الذي تشير إليه هذه الرباعية كظرف تأريخي خاص في ضمن ظرف أو حالة عامة تصيب كلَّ أصقاع آسيا وهو ما شهدته حقبةُ القرن

١١٠

العشرين بالفعل أبّان الثورة الشيوعية وما صاحبها وما تلاها من نفي ومصادرات أملاك وحريات وإراقة دماء حيثما حطّت برحالها المشؤومة وكل ذلك باسم العدالة الاجتماعية وباسم الحرية والانعتاق وباسم القوانين المادية الحتمية للتأريخ.

٢ ـ زمرة هرمس في روسيا

« كم انتطروه في أوروبا

ولكنه لن يعود إليها ، أنه سيظهر في أسيا

شخصٌ من الزمرة المنحدرة عن [ هرمس Hermes ]

وسوف يسيطر على كل القوى في أقطار آسيا »

العاشر ـ ٧٥

[ هرمس Hermes ] هو أحدُ آلهةِ اليونان ( الإغريق ) وهو عندهم رسول الآلهة وإله الطرق والتجارة والبلاغة والمكر واللصوصية فهو مثيلُ الإله الروماني [ مركَري Mercury ] أو هما واحد ولكن باسمين مختلفين حسب عقيد الوثينة الرومانية واليونانية.

وهو يَصفُ هذا الشخص القياديّ الذي سيظهر في آسيا ويسيطر عليها بأنه من الزمرة التي أصلُ شجرتها هو

١١١

هذا الإله المذكور ، فهو إذن يصفه بأنه عذْبُ اللسان ماكرٌ ، وهو لصٌّ قاطعُ طريق في نفس الوقت ، إلى جانب ذلك فإنه ذو عقلّيةٍ تجارية يعرف كيف يضارب ومتى يتنازل عن بعض المكاسب وذلك عندما يتوقع أن تكون النتيجة البعيدةُ مكاسبَ أعظم ، وهو يذكّرني بالعقلية اليهودية ، ولو أن لليهود إله يُعبَد غير الله عز وجل لكان هذا الإله بالذات لأنّه يمثّل الكمال في هذا الباب ويصلح أن يكون مثَّلَهم الأعلى.

ولكن ما معنى أن أوروبا تنتظره وترتقب مجيئه وأنه لا يعود إليها ولكنه يظهر في آسيا ، فيمارس في آسيا وسائل مكره ولصوصيته ويسيطر بذلك على كل القوى في آسيا !!!

أنا شخصياً أرى فيه ( كارل ماركس ) وحاملَ لوائه ( لينين ) لأنهما كلاهما يهوديان يحملان هذه العقلية المتميزة بالمخاتَلَة والنفعيّة ولأنهما كلاهما من أوروبا ولأن ( ماركس ) كان يعتقد حسب نظريته بأن ثورة الطبقة العاملة ودكتاتوريتها [ دكتاتورية البروليتاريا ] سوف تظهر في أوروبا وبالذات في انكلترا بموجب قوانينه الحتمية في التأريخ ، ولكنها لم تظهر هناك وإنما ظهرت في آسيا ، ليس لأن قوانين التأريخ إقتضت ذلك ولكن لأن رجلاً من نفس السلالة وعلى نفس المنط من العقلية تبنّى

١١٢

نظرية ماركس وخدع بها المساكين في أقطار أسيا وصار يعدهم بالجنة والرضوان وبمجتمع من الملائكة في خاتمة المطاف ، وذلك هو لينين وهو يهودي آخر ، ولكن ولله الحمد فقد أخزاهم ولم تدم كذبتهم تلك طويلاً.

ومما يجدر ذكره في هذا المقام هو أن أول لجنة مركزيه للحزب الشيوعي السوڤيتي كانت تتكون من أحد عشر عضواً وقد كان تسعة من هؤلاء الأعضاء يهوداً ، إذن عبارة واحدة من الزمرة جاءت في محلها تماماً. أما فيما بعد فقد صار إثنان من كل خمسة من أعضاء الكرملين من اليهود.

١١٣
١١٤

نبوءات في شؤون فلسطينة

١ ـ مستوطنات يبنيها القادمون الجدد

« القادمون الجدُدُ سيبنون موضعاً بلا دفاعات

يحتلّون مكاناً لم يكن مأهولاً حتى ذلك الحين

وبلذّةٍ وبسرور سيأخذون الحقول والبيوت والأرض والمدن

بعدها مجاعة ، وباء ، حرب ستُزرَعُ فيها لمدة طويلة »

الثاني ـ ١٩

يعتبر [ ثيودور هرتزل ] ١٨٦٠ ـ ١٩٠٤ هو مؤسس الحركة الصهيونية الحديثة ، وهو صحفي يهودي ، نمساوي المولد ، وجد في زمانه بأن اليهود لامكان لهم في أوروبا وبدأ يدعوا إلى إنشاءِ وطن خاص بهم.

وعُقد أول مؤتمر صهيوني برئاسته سنة ١٨٩٧ في

١١٥

مدينة [ بازلّ ] في سويسرا. وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى فإن بريطانيا أظهرت دعمها لمطالب الصهيونية وتمّ إختيار فلسطين كوطن لليهود في وعد بلفور سنة ١٩١٧.

وبعد الحرب العالمية الثانية كان التأكيد أشدّ على مسألة إنشاء الوطن الخاص باليهود المشردين في كل أقطار المعمورة وجاء إنشاء إسرائيل بقرار من الأمم المتحدة عندما قررت تقسيم فلسطين إلى مناطق عربية وأخرى يهودية مع جعل القدس منطقة عالمية غير خاضعة لأيّ من الطرفين وذلك في ٢٩ / ١١ / ١٩٤٧.

وفي ١٤ / ٥ / ١٩٤٨ ثمّ الأعلانُ عن ولادة دولة باسم «إسرائيل» وتكون عاصمتها تل أبيب.

كان عدد اليهود في فلسطين قبل إندلاع الحرب العالمية الثانية يبلغ ٨٥٠٠٠ أي ١٠ % من السكان في مجموعهم الكلّي ، وارتفع إلى ٤١٦٠٠٠ عند اندلاعها ، وارتفع عدد المستوطنات اليهودية التي أنشئت هناك من ٧٩ إلى ٢٠٠ مستوطنة.

وكما تلاحظ فإن هذه الرباعية تتنبأ بشكل لا بأس به عن حالة الأراضي الفلسطينية التي يأتيها قادمون جُدَد فيبنون مواضع بلا حدود واضحة وفي أماكن من الأراضي لم تكن مأهوله في السابق وهذا هو حال المستوطنات اليهودية التي هي في ازدياد واتّساع

١١٦

مستمرين ، وهناك وصف صحيح للحقد والخبث والتشفّي الذي يغمر قلوبهم وهم يرون أولئك الفلسطينيين المساكين وهم يُطردون من حقولهم ومن قرارهم وبيوتهم ويُساقون سَوْقَ النعاج إلى المخيمات التي صارت دارهم الجديدة ، لذّة ساديّة وسرورٌ يغمر القلوب السوداء لليهود وهم يُذِلّون هؤلاء الأبرياء الآمنين ويسحقون كرامتهم بأقدامهم ويهشّمون عزة نفوسهم.

المجاعةُ والوباء والحرب لم تخلُ منها فلسطين منذ أن جاءتها جيوش الكفر في أثناء الحربين العالميتين ووطئتها اقدام اليهود الوافدين. ولن تجد نهاية لها إلى يوم معلوم لا بد وأنه أت.

١١٧
١١٨

حرب الايام الستة ١٩٦٧

واحتلال الجولان والضفة الغريبة وغزة

« بقانونٍ جديد فإن مقاطعات جديدة سوف تُحتل

باتجاه سوريا ، الأردن وفلسطين

القوة العربية سوف تتهاوى

قبل الإنقلاب الشمسي الصيفي »

الثالث ـ ٩٧

هذا القانون الجديد هو ولا شك إشارةٌ إلى نظرية أو مبدأ الأمن الأسرائيلي الذى ترى الدوله الصهيونية بموجبة بأن لها الحق في احتلال ما تشاء من الأراضي التي من حولها من أجل حماية حدودها وحمايه كيانها وهو ما وضعته موضع التنفيذ وعلى نطاق واسع في هجومها على الأردن ومصر وسوريا فيما يعرف بحرب الأيام الستة الذي بدأ بهجوم كاسح يوم ٥ / حزيران

١١٩

(يونيه ) / ١٩٦٧ تمّ فيه تدمير كامل القوة الجوية المصرية آنذاك ودام لمدة ستة أيام إحتلت فيها إسرائيل كلاًّ من الضفة الغربية لنهر الأردن والجولان ( سوريا ) وغزة ( فلسطين ) ومنطقة صحراء سيناء.

وفي النص الأصلي جاءت عبارة ( الأمبراطورية البربرية ) بدل ما أثبتُّه في ترجمة النص بعبارة [ القوة العربية ] والذي دعاني لذلك هو أن لفظة الأمبراطورية قد تعني في عرف نوستردامس معنى السلطة الحكوميّة أو الدولة ، والبربرُ هم سكان الساحل البربري الذي هو ساحل شمال أفريقيا وفي ذلك إشارة واضحة إلى دولة مصر لأنها دولة شمال ـ أفريقية. على كل حال فإن نوستردامس استعمل كلمة البربر في كثير من المواضع للإشارة إلى العرب أو إلى المسلمين بشكل عام.

والإنقلاب الشمسي الصيفي يحصل في ٢١ / حزيران ( يونيه ) من كل عام ، وكما ترى فإنه تنبؤ مذهل عن حرب الأيام الستة التي بدأت يوم ٥ / حزيران ( يونيه ) أي قبل حصول هذا الإنقلاب الشمسي بقليل وقد تهاوت فيه قوة مصر بشكل خاص وقوة العرب بشكل عام. والرباعية كلها تثير الإعجاب حقاً.

١٢٠