شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار - ج ٣

القاضي النعمان بن محمّد التميميّ المغربي

شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار - ج ٣

المؤلف:

القاضي النعمان بن محمّد التميميّ المغربي


المحقق: السيد محمّد الحسيني الجلالي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٩

فقالت : رضيت يا رسول الله.

[ ضبط الغريب ]

قولها : انحلهما.

النحل : العطاء بلا عوض ، ونحل المرأة مهرها.

فكان الحسن مهيبا حليما. والحسين عليه‌السلام نجدا جوادا.

[١٠٣٢] محمد بن رستم ، باسناده ، عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

من أحبّ الحسن والحسين أحببته ، ومن أحببته أحبه الله ، ومن أحبه الله أدخله الجنة. ومن أبغضهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله النار (١).

[ أفضل الأسباط ]

[١٠٣٣] جعفر بن محمد ، أن رجلا سأله ، فقال : يا ابن رسول الله ، سمعت اليوم حديثا سنّ بي وأعجبني ، وأردت أن أسمعه منك.

فقال : وما هو؟

قال : سمعت عن بعض أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه سمعه يقول :

أنا أفضل النبيين ، وعلي أفضل الوصيين ، والحسن والحسين أفضل الأسباط.

قال : نعم. قد سمعوا ذلك منه ، حتى أن بعضهم أتى الى الحسن

__________________

(١) وفي فرائد السمطين ٢ / ٩٧ : ومن أبغضهما ـ أو بغي عليهما ـ أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله وأدخله نار جهنم وله عذاب مقيم.

١٠١

عليه‌السلام وهو غلام صغير ، ففرك اذنه حتى ألمه ، وصاح ، وقال :

مالك يا بن رسول الله ، أردت أن أجعل هذه علامة بيني وبينك.

قال : لما ذا ويحك؟

قال : ليوم الشفاعة ، يوم يشفع به جدك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبوك وصيه عليه‌السلام وأنت وأخوك ثمرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتشفع لي.

وقد كان فاعل هذا بالحسن عليه‌السلام يجد علامة غير هذه ، فما ينبغي أن يفعل مثله بمثله ، ولكن ذلك من سوء الاختيار.

[ من أحبّني فليحبّهما ]

[١٠٣٤] موسى بن مطير ، عن أبيه ، قال : كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ مرّ بنا الحسين عليه‌السلام ، فقام إليه أبو هريرة ، فسلّم عليه ، ورحّب به.

وقال : بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله.

ثم عاد إلينا.

فقال : ألا احدثكم عن هذا وعن أخيه؟

قلنا : بلى. وذلك مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يغيّر.

فقال : إني جالس في أصل هذا العمود أنتظر الصلاة ، إذ خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فوقف ، فصلّى ركعتين ، وأنه لفي السجدة الثانية إذ خرج أخو هذا ـ يعني الحسن عليه‌السلام ـ وهو غلام يشتدّ نحو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى انتهى إليه ، وهو ساجد ، فركب على ظهره. ثم خرج هذا يشتدّ خلفه حتى ركب خلفه. فرأيت رسول الله يريد أن يرفع صلبه فلم يمنعه إلا مكانهما.

فقمت وأخذتها أخذا رفيقا عن ظهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

١٠٢

ووضعتهما على الأرض. وجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فتعلّقا بعنقه. فلما انصرف من الصلاة ، أخذهما فوضعهما في حجره ، وقبّل كل واحد منهما.

ثم قال لي : يا أبا هريرة من أحبني فليحبهما.

ـ يقولها : ثلاث مرات ـ [١٠٣٥] سعيد بن عمر ، قال : سمعت يوسف بن عمرو بن غالب على المنبر ـ يوم النحر ـ (١) سبّ الحسن بن علي عليه‌السلام. فذكرت ذلك لأبي إسحاق الشعبي ، فقال : قاتله الله لقد أتى عظيمة ، سبّ سيد شباب أهل الجنة ما سمعت أحدا قط سبه قبله. سبه الله وسيفعل ، إن كان مودة الحسن والحسين عليه‌السلام قذفت في قلب البر والفاجر.

[١٠٣٦] سعيد بن عمر ، باسناده ، عن بشر بن غالب ، قال : إني لجالس عند الحسين بن علي عليه‌السلام إذ أتاه رجل ، فقال : يا أبا عبد الله ، سمعت رجلا يبكي لموت معاوية بن أبي سفيان.

فقال الحسين عليه‌السلام : لا أرقأ الله دمعته ، ولا فرج همه ، ولا كشف غمه ، ولا سلى حزنه ، أترى أنه يكون بعده من هو شرّ منه تربت يداه وفمه ، أما والله لقد أصبح من النادمين.

[ ضبط الغريب ]

قوله عليه‌السلام : لا أرقأ الله دمعته.

يقال : رقاء الدمع هو رقا رقوا إذا ارتفع وسكن. يقول :

( لا زال الشاعر بكي دوبل لا يرقي الله دمعه.

الا انما يبكي من الذل دوبل (٢).

__________________

(١) أي يوم الاضحى.

(٢) ما بين القوسين كذا في الأصل.

١٠٣

وقوله : تربت يداه وفمه.

يقال منه : ترب الرجل إذا الصق بالتراب من الفقر. ومنه قول الله عزّ وجلّ ( أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ) (١) يقال : اترب الرجل اذا استغنى.

[١٠٣٧] مخول بن إبراهيم (٢) باسناده ، أن رجلا جاء الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأصاب الحسين في حجرة وهو صغير. فقال الرجل : ابنك يا رسول الله؟

قال : ابني وما ولدته.

قال : أتحبه؟

قال : الله عزّ وجلّ أشدّ حبا مني له.

[ الحسن ومعاوية ]

[١٠٣٨] الربيع بن سليمان البصري ، باسناده ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال :

قدم الحسن بن علي عليه‌السلام على معاوية ، فقام خطيبا بين السماطين ، والحسين جالس. فتكلم الحسن عليه‌السلام بكلام عجيب فحدّ معاوية لما سمع من فصاحته وبلاغته ، ولما سمع أهل الشام منه. فقام إليه مروان (٣) فأخذه بيده ، وقال له : اقعد فإنك صبي أحمق تعلمت الكلام بالعراق ثم جئتنا به.

فغضب الحسين عليه‌السلام وقال لمروان : كذبت ولا أم لك ،

__________________

(١) البلد : ١٦.

(٢) وهو مخول بن ابراهيم بن مخول بن راشد النهدي الكوفي.

(٣) وهو مروان بن الحكم ولد ٢ ه‍ الخليفة الاموي الرابع وبه انتقلت الخلافة من السفيانيين الى المروانيين ، دافع عن عثمان واشترك في معركة الجمل مع عائشة ، بويع بالخلافة في الجابية ، ثم في دمشق ، مات بالطاعون في دمشق ٦٥ ه‍.

١٠٤

هو فضل آتانا الله وأن بالمشرق مدينة يقال لها : بلسا ، وبالمغرب مدينة يقال لها : بلقاء ، وما بينهما ولد نبيّ غيره وغيري.

وكان رأس الجالوت حاضرا عند معاوية ، فقال : صدق والله ، إنهما لمدينتان وما عرفهما قط إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ ، أو ولد نبيّ.

[١٠٣٩] سفيان الثوري ، باسناده ، عن الشعبي ، أنه قال :

لما كان الصلح بين الحسن بن علي عليه‌السلام وبين معاوية ، أراد الحسن عليه‌السلام الخروج الى المدينة.

فقال له معاوية : ما أنت بالذي تذهب حتى تخطب الناس وتخبرهم بأن الأمر قد صار لي.

قال الشعبي : فسمعت الحسن عليه‌السلام يقول ـ على المنبر ـ بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلّى على محمد وآله :

أما بعد ، فإن أكيس الكيس التقي ، وان أعجز العجز الفجور. وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية حق كان لي ، فتركته له وإنما فعلت ذلك لحقن دمائكم ، وتحصين أموالكم (١) ( وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ ) (٢).

[ ضبط الغريب ]

قوله : أكيس الكيس.

قال الخليل : الكيّس : البصير بالامور النافذ فيها. والجمع : الأكياس والأكائس (٣).

__________________

(١) وفي مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا ـ مخطوط ـ فتركته التماس الاصلاح لهذه الامة.

(٢) الأنبياء : ١١١.

(٣) لسان العرب ٦ / ٢٠٠.

١٠٥

وقال غيره : الكيس العقل وأنشد :

ما يصنع الأحمق المرزوق بالكيس

[١٠٤٠] سفيان الثوري ، باسناده ، عن أبي هريرة ، قال : كنت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض أسواق المدينة ، فانصرف وانصرفت ، حتى أتى فناء (١) فاطمة عليها‌السلام ، فنادى ثلاث مرات : يا حسن. فلم يجبه أحد ، فانصرف حتى أتى فناء عائشة فقعد وقعدت معه.

فأقبل الحسن عليه‌السلام يشتدّ نحو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله . وفتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يديه حتى التزمه.

ثم قال : اللهمّ إني احبه فأحبه ، وأحبّ من أحبه (٢).

[١٠٤١] وبآخر ، عن بريدة (٣) ، أنه قال : بينا رسول الله يخطب ـ على المنبر ـ إذ أقبل الحسن والحسين ، وهما صغيران ، عليهما قميصان أحمران يشتدان نحوه يعثران ، ويقومان ، فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخذهما فوضعهما بين يديه ـ على المنبر ـ وقال : صدق الله عزّ وجلّ : ( إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) (٤) رأيت هذين ، فلم أصبر. ثم مضى في خطبته.

[١٠٤٢] وبآخر ، عن اسامة بن زيد ، أنه قال : طرقت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات ليلة لحاجة عرضت لي ، فخرج إليّ وهو مشتمل على شيء لم أدر ما هو. فلما فرغت من حاجتي قلت : ما الذي أنت مشتمل عليه ، يا رسول الله؟

__________________

(١) فناء الدار : ما امتد من جوانبها والجمع أفنية.

(٢) وفي مقتل الخوارزمي ص ١٠٠ : وأحب من يحبه ـ ثلاث مرات ـ.

(٣) أبو عبد الله بريدة بن الحصيب الاسلمي المروزي ، شهد خيبر وفتح مكة ، توفي ٦٣ ه‍.

(٤) الانفال : ٢٨.

١٠٦

فكشف ، وإذا الحسن والحسين عليهما‌السلام على وركيه قد احتضنهما.

فقال : هذان أبنائي وابنا بنتي ، اللهمّ (١) إني احبهما واحبّ من أحبهما.

[ ضبط الغريب ]

قوله : طرقت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

الطارق : الآتي ليلا.

[١٠٤٣] محمد بن عبد الله ، باسناده ، عن عمر بن الخطاب ، أنه قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى عاتقيه الحسن والحسين ، فوجدت عليهما نفاسة.

فقلت : نعم الفرس تحتكما.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ونعم الفارسان هما.

[ ضبط الغريب ]

فوجدت عليهما نفاسة.

يقال من ذلك : نفست على فلان نفاسة ، ونفس الشيء نفاسة : أي صار نفيسا. والشيء النفيس المتنافس فيه : وهو الذي يطلب ويرغب فيه الناس بعضهم على بعض ، فكأنه حسدهما ـ مكانهما من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ورغب أن يكون له منزلتهما.

[١٠٤٤] الحسن بن موسى (٢) ، باسناده ، عن عبد الله بن عباس ، قال :

__________________

(١) وفي مناقب ابن المغازلي ص ٣٧٤ : اللهمّ إنك تعلم اني أحبهما.

(٢) واظنه الحسن بن موسى الخشاب.

١٠٧

دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في منزل عائشة (١) ، وهو محتب ، وحوله أزواجه. فبينما نحن كذلك ، إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام بالباب ، فأذن له ، فدخل.

فلما رآه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : مرحبا يا أبا الحسن ، مرحبا يا أخي وابن عمي ، وناوله يده ، فصافحه.

وقبّل علي عليه‌السلام بين عيني رسول الله ، وقبّله رسول الله ثم أجلسه عن يمينه ، وقال : ما فعل ابناي الحسن والحسين؟

قال : مضيا الى بيت أمّ سلمة يطلبان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

فبينما نحن كذلك ، إذ قالوا : [ ان ] عثمان وعمر وأبا بكر وجماعة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالباب. فأذن لهم ، وتفرّق أزواجه ، ودخلوا ، فسلّموا ، وجلسوا.

ثم أقبل أبو ذر وسلمان ، فأذن لهما ، فدخلا ، فسلّما على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فصافحهما ، فقبّلا بين عيني رسول الله ، وأوسع أبو بكر وعمر لهما ، فهويا الى علي عليه‌السلام.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يجلسان الى من يحبهما ويحبانه.

ثم أقبل بلال ومعه الحسن والحسين عليهما‌السلام فدخل.

فقال لهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مرحبا بحبيبيّ وابني حبيبي.

__________________

(١) وهي ابنة أبي بكر ، زوج الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكانت المحرضة على علي عليه‌السلام بعد مقتل عثمان وهي صاحبة الجمل في الوقعة التي سميت بوقعه الجمل وقد مرّ خبرها ، ماتت ٥٨ ه‍ وقبرها في القاهرة.

١٠٨

فقبّل بين أعينهما ، وجلسا بين يديه ، ثم قاما يدخلان الى عائشة.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أحبيهما يا عائشة وامحضيهما المحبة ، فانهما ثمرة فؤادي ، وسيد اشباب أهل الجنة ، ما أحبهما أحد إلا أحبه الله ، ولا أبغضهما أحد إلا أبغضه الله ، من أحبهما [ فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحبّ الله ، ومن أبغضهما ] فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، وكأني أرى ما يرتكب منهما ، وذلك في سابق علم الله عزّ وجلّ ، وكأني أرى مقعدهما من الجنة ، ومقعد من أبغضهما من النار ، والذي نفسي بيده ليكبّ الله عدوهما ومبغضيهما في النار على وجوههم.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تولوا أهل الذمة رقاب المسلمين ، فتذلوهم. ولا يبدئهم من ولوا عليه بالسلام ، ويصافحهم. خذوهم بحلق رءوسهم ، واظهار ذنانيرهم (١). إن حرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمة الملائكة.

قال عمر بن الخطاب : ومن جبرائيل؟

فالتفت الى علي عليه‌السلام فقال : ما تقول يا أبا الحسن؟

فقال : من جبرائيل وميكائيل واسرافيل وحملة العرش والملائكة المقربين.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صدق أخي وابن عمي.

ثم التفت إلينا ، فقال : قد ملأ الله قلبه إيمانا وعلما وفقها. فمن أشكل عليه شيء من أمر دينه وشرائعه وفرائضه وسنّته فليأت عليا.

ثم أخذ بيده فقال : يا علي من أحبك أحبني ، من أحبني فقد أحبّ الله ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ،

__________________

(١) كذا في الاصل.

١٠٩

ومن سبّك سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله.

أنت يا علي ، قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، ومن خالف سنّتي.

[ ضبط الغريب ]

قوله : محتب.

الاحتباء : أن يحتبي الرجل ثوبه ويديره على ظهره ويشدّه على ساقيه.

والحبوة : الثوب الذي يحتبي به ، أي يلتفّ به.

قوله : مرحبا.

تقولها العرب للمقبل عليهم ، أي انزل في الرحب.

والرحب : السعة. ونصبوا مرحبا باضمار أنزل وأقم.

وقوله : امحضيهما المحبة.

يقول : اخلصيهما إياها وكل شيء خلص. حتى لا يشوبه غيره ، وهو محض.

[١٠٤٥] يحيى بن الحسين ، باسناده ، عن جعفر بن محمد بن علي ، عن أبيه ، قال :

لما ولد الحسن بن علي عليه‌السلام أهدى جبرائيل عليه‌السلام للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اسمه في سرقة من حرير من ثياب الجنة مكتوب فيها حسن ، واشتقّ منه اسم الحسين عليه‌السلام.

فلما ولدت فاطمة عليها‌السلام الحسن عليه‌السلام أتت به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسمّاه : حسنا.

فلما ولدت الحسين عليه‌السلام أتته به ، فقال : هذا أحسن من ذلك ، فسمّاه الحسين.

١١٠

[ ضبط الغريب ]

قوله : سرقة من حرير (١).

السرقة أجود الحرير ، يقال من ذلك حريرة سرقة ، قال الشاعر :

يرفلن في سرق الحرير وخزه

يسحبن من هدّابه أذيالا (٢)

[ الحجّ مشيا على الأقدام ]

[١٠٤٦] وبآخر ، أن الحسن والحسين عليهما‌السلام حجّا ، فخرجا الى الحج يمضيان ـ من المدينة ـ فلم يمرا براكب فرآهما يمشيان إلا نزل يمشي ، فاشتدّ ذلك على كثير من الناس.

فقالوا لسعد بن أبي وقاص : قد اشتدّ علينا المشي ولا يسعنا أن نركب وأبناء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يمشيان.

فجاء سعد الى الحسن عليه‌السلام فقال : يا أبا محمد ، إن المشي قد ثقل على جماعة ممن معك من الناس ، ولم يسعهم الركوب وأنتما تمشيان ، فلو ركبتم (٣) لركب الناس.

قال : قد جعلت على نفسي أن أمشي ، ولكني أتنكب الطريق.

فأخذا جانبا حيث لا يراهما الناس.

[١٠٤٧] وبآخر ، أن الحسن عليه‌السلام حجّ خمسا وعشرين حجة ماشيا.

__________________

(١) قال الجوهري : السرق شقق الحرير. قال أبو عبيد : إلا أنها البيض منها والواحدة منها سرقة.

وأصلها بالفارسية ( سره : أي جيد ).

(٢) ورواه جمال الدين في لسان العرب ١٠ / ١٥٦ ، هكذا :

يرفلن في سرق الحرير وقزه

يسحبن من هدّابه أذيالا

(٣) وفي بحار الانوار ٤٣ / ٢٧٦ الحديث ٤٦ : والناس إذا رأوكما تمشيان لم تطب أنفسهم أن يركبوا فلو ركبتما ...

١١١

وأن النجائب لتقاد معه (١).

[١٠٤٨] وبآخر ، عن أمّ الفضل ابنة الحارث ، أنها رأت في المنام ـ وفاطمة عليها‌السلام حامل بالحسن ـ أن عضوا من أعضاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيتها (٢).

قالت : فراعني ذلك وذكرته للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : خيرا رأيت ، تلد فاطمة إن شاء الله غلاما يكون في بيتك تكفلينه (٣) وتربينه. فكان كذلك.

[١٠٤٩] وبآخر ، عن أبي هريرة ، قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقبّل الحسين ، وهو غلام صغير ، وأن لعابه يسيل على شفتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيتلمظه.

[١٠٥٠] وبآخر ، عن تغلب بن مرة (٤) ، قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : حسين مني وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسينا ، حسين سبط من الأسباط.

[١٠٥١] وبآخر ، أن الحسين عليه‌السلام كان يقعد في المكان المظلم ، فيهتدى إليه ببياض غرة جبينه.

[١٠٥٢] بآخر ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : إذا استقرّ أهل الجنة في الجنة ، قالت الجنة : يا ربّ أليس قد وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك؟

فيقول الله عزّ وجلّ : بلى قد زينتك بالحسن والحسين (٥).

__________________

(١) وأضاف في فرائد السمطين ٢ / ١٢٣ : وقاسم الله ماله ثلاث مرات حتى أن كان ليعطي نعلا ويمسك ويعطي خفا ويمسك خفا.

(٢) وفي الذرية الطاهرة ص ١٠١ : قالت : يا رسول الله رأيت عضوا من أعضائك في بيتي.

(٣) وفي مسند أحمد ٦ / ٣٣٩ : تكفلينه بلبن ابنك قثم. قال فولدت حسنا فأعطيته فأرضعته.

(٤) وفي صحيح الترمذي ١٣ / ١٥٩ : يعلى بن مرة.

(٥) وأضاف في تاريخ بغداد ٢ / ٢٣٨ : فماست الجنة ميسا كما تميس العروس.

١١٢

[١٠٥٣] إسماعيل بن صالح ، باسناده ، أن فاطمة عليها‌السلام قالت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا رسول الله إن أمّ سلمة قد غلبتني على الحسن والحسين ما يبرحان من عندها ولست أصبر عنهما.

فقال ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لام سلمة.

فقالت : يا رسول الله إني احبهما حبا شديدا.

فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتحبينهما؟

فقالت : أي والله احبهما.

فأعاد ذلك عليها ثلاثا ، وهي تقول مثل ذلك.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي بعثني بالحق نبيا [ أنهما ] لسيد الشباب أهل الجنة.

[١٠٥٤] أبو سعيد الاشج ، باسناده ، عن أنس بن مالك ، قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيّ أهلك أحبّ إليك؟

قال : الحسن والحسين.

وكان يقول لفاطمة صلوات الله عليها : دعي ابنيّ أشمهما.

ويضمهما إليه.

[١٠٥٥] وبآخر ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سمع بكاء الحسن والحسين عليهما‌السلام ، فقام فزعا مسرعا نحوهما حتى علم حالهما.

ثم قال : إن الولد لفتنة لقد قمت وما أعقل (١).

[ قسّم ماله لوجه الله مرتين ]

[١٠٥٦] حسن بن حسين ، باسناده ، أن الحسن (ع) قاسم ربه ماله مرتين (٢).

__________________

(١) وفي المناقب ٣ / ٣٨٥ : لقد قمت إليهما وما معي عقلي.

(٢) وفي سنن البيهقي ٤ / ٣٣١ وحلية الأولياء ٢ / ٣٧ : قاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات.

١١٣

وفي حديث آخر حتى الخف بالخف والنعل بالنعل.

يعني : أنه أخرج نصف ماله مرتين ، فتصدق به في سبيل الله عزّ وجلّ (١).

[١٠٥٧] وبآخر ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال :

إن الولد ريحانة من الله قسّمها بين العباد ، وإن ريحانتي من الدنيا الحسن والحسين سميتهما باسمي سبطي بني إسرائيل.

[ ضبط الغريب ]

الريحان : كل نبت طيب ، وخصّوا به الآس لبقائه على الزمان لا يتناثر ورقه.

فشبه صلى‌الله‌عليه‌وآله الولد به لأنه من أطيب النبات ، وشبه بريحه ريح الولد.

[١٠٥٨] حسن بن حسين ، باسناده ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه خرج بالحسن والحسين ، فقال : من أحب الله ورسوله فليحب هذين.

[١٠٥٩] أحمد بن إسماعيل ، باسناده ، عن محمد بن علي عليه‌السلام ، أنه قال :

بعث الله عزّ وجلّ أملاكا ، فأبطأ أحدهم ، فأوهى الله جناحه. فسقط على جزيرة من جزائر البحر. فلما دنا مولد الحسين عليه‌السلام بعث الله جبرائيل عليه‌السلام ببشارته الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فمرّ بذلك الملك ، فقال له : أيها الملك الطيب ريحه الحسن وجهه الكريم على ربه ، ألا تدعو الى ربك أن يطلق جناحي هذا الواهي.

__________________

(١) أي : كان يعطى النعل ويمسك النعل ويعطي الخف ويمسك الخف.

١١٤

فقال له : ليس ذلك لي ولكني قد أرسلت الى من هو أكرم على الله مني ، وسأسأله أن يدعو الله لك.

فلما بشّر جبرائيل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بمولد الحسين عليه‌السلام فقال له : يا محمد إني مررت بملك على جزيرة من جزائر البحر قد وهي جناحه ، فسألني أن أدعو الله له. فقلت : إني ارسلت الى من هو أكرم على الله مني وسأسأله أن يدعو الله لك ، فادع له يا محمد.

قال : فدعا الله له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله . فأوحى الله عزّ وجلّ الى جبرائيل أن يأمر ذلك الملك أن يدفّ دفيفا الى المولود ـ يعني الحسين عليه‌السلام ـ فيمسح جناحه الواهي به فإنه يصح. ففعل ذلك ، فصحّ جناحه ، وعرج الى السماء.

قال محمد بن علي عليه‌السلام : أفترى أن قوما قتلوا الحسين يفلحوا أبدا!

[ ضبط الغريب ]

قوله : يدفّ دفيفا.

دفيف الطائر ، أن يدفّ بجناحيه : أي يضربهما ويحركهما للطيران ورجلاه في الأرض. والدفيف : أيضا السير البطيء (١).

عرج ، العروج : الارتقاء الى فوق. والمعراج : ما يرقى عليه.

[١٠٦٠] جعفر بن فروي ، باسناده ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان جالسا مع أصحابه إذ أقبل إليه الحسن والحسين عليهما‌السلام وهما صغيران ، فجعلا ينزوان عليه ، فمرة يضع لهما رأسه ، ومرة يأخذهما إليه ، فقبّلهما ورجل (٢) من جلسائه ينظر إليه كالمتعجب من ذلك.

__________________

(١) لسان العرب ٩ / ١٠٤.

(٢) وهو أبو بحر الاقرع بن حابس بن عقال المجاشعي الدارمى من جملة المؤلفة قلوبهم وهو من سادات

١١٥

ثم قال : يا رسول الله ما أعلم أني قبّلت ولدا إليّ قط.

فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى التمع لونه.

فقال للرجل : إن كان لله عزّ وجلّ قد نزع الرحمة من قلبك فما أصنع بك ، من لم يرحم صغيرنا ، ويعزز كبيرنا فليس منا.

[ ضبط الغريب ]

قوله : ينزوان يقول : يثبان. والنزو : الوثبان. ومنه نزو البهائم : إنما هو وثبان ذكروها على اناثها ، وهو الذي وصف به ذلك. وكني عن السفاد.

وقوله : التمع لونه.

أي : تغيّر. يقال منه : التمع وجه الرجل : إذا تغيّر. واللمع والتلمع في الحجر والثوب ، والشيء يكون من ألوان شيء. ويقال : المعت الناقة ، فهي تلمع الماعا : إذا حملت ، وتلمّع ضرعها : أي تلون ألوانا ، من ذلك قول لبيد :

مهلا أبيت اللعن لا تأكل معه

إن استه من برص ملمّعه (١)

يعني : لمعة بياض أو لمعة سواد أو حمرة كذلك يتلون وجه الانسان ، إذا غضب واشتد غضبه بحمرة وبصفرة وربدة. فمن ذلك يقال : التمع وجهه. والتمع لونه : إذا تلون الوانا.

وقوله : يعزز كبيرنا.

أي : يجلّه ويعظّمه.

[١٠٦١] إسماعيل بن زيد (٢) ، باسناده ، عن محمد بن علي عليه‌السلام ،

__________________

تميم. وهو المنادي من وراء الحجرات ( تاج العروس ٦ / ٤٤ رجال السيد الخوئي ٣ / ٢٢٨ ).

(١) لسان العرب ٨ / ٣٢٤.

(٢) وأظنه اسماعيل بن زيد الطحان. وذكره ابن شهرآشوب في المناقب ٣ / ٤٠٠ : اسماعيل بن بريد راجع تخريج الأحاديث.

١١٦

أنه قال :

أذنب رجل ذنبا في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فطلب ، فتغيب حتى وجد الحسن والحسين عليهما‌السلام في طريق خال ، فأخذهما ، فاحتملهما على عاتقه وأتى بهما الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله ، إني مستجير بالله وبهما.

فضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى ردّ يده الى فمه. ثم قال للرجل : اذهب ، فأنت طليق.

وقال للحسن وللحسين عليهما‌السلام : قد شفعتكما فيه أي فتيان. فأنزل الله عزّ وجلّ : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً ) (١).

[١٠٦٢] وبآخر ، عبد الله بن شداد بن الهاد ، باسناده ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يصلّي بالناس ، فأتى الحسين عليه‌السلام وهو صغير ، فركب على ظهره ، وهو ساجد ، فأطال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله السجود ، حتى نزل ، فرفع ، وأتم الصلاة ، وانصرف ، ولم يكن علم الناس أمر الحسين عليه‌السلام.

فقالوا : يا رسول الله ، لقد أطلت السجود حتى ظننا أنه حدث أمر (٢).

فقال : إن ابني هذا ارتحلني فكرهت أن اعجله حتى يقضي حاجته.

[ ضبط الغريب ]

قوله : ارتحلني.

__________________

(١) النساء : ٦٤.

(٢) وأضاف في مسند أحمد ٦ / ٤٦٧ : أو أنه يوحى إليك.

١١٧

يقال : ارتحل الرجل إذا استوى على راحلته ليمضي. وارتحل البعير رحلة : أي سار ، فجرى ذلك في الكلام حتى قيل : ارتحل البعير في المسير.

[١٠٦٣] وبآخر ، أن الحسن لم يسمع منه قط كلمة فيها مكروها [ إلا ] مرة واحدة ، فانه كان بين [ الحسن ] (١) عليه‌السلام وعمرو بن عثمان خصومة في أرض ، فذكر ذلك الحسين للحسن عليهما‌السلام.

فقال الحسن عليه‌السلام : ليس لعمرو عندنا إلا ما يرغم أنفه. فقيل : إن هذه الكلمة هي التي حفظت عنه (٢) وذلك لما نحله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

__________________

(١) هكذا صححناه وفي الاصل : الحسين عليه‌السلام.

(٢) وفي الصواعق المحرقة ص ٨٣ : فهذه أشد كلمة فحش سمعتها منه.

١١٨

[ في حظيرة بني النجار ]

[١٠٦٤] الأعمش ، باسناده ، عن عبد الله بن عباس ، قال : بينا نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أتاه عن فاطمة عليها‌السلام أن الحسن والحسين عليهما‌السلام خرجا عنها ، فلم تدر أين هما. وأنها طلبتهما فلم تجدهما.

فقال لها : أي بنية (١) إن الله عزّ وجلّ حافظهما.

ثم رفع يديه الى السماء ، فقال : اللهمّ احفظ ولديّ حيث كانا ، وأين أخذا ، فهبط عليه جبرائيل عليه‌السلام.

فقال : يا محمد إن الله يقرئك السلام ، ويقول لا تحزن عليهما فهما في حفظي حيث كانا ، وأين توجها ، وهما الآن في حظيرة بني النجار ، وقد وكلت بهما ملكين يحفظانهما.

فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقمنا معه الى الحظيرة ، فوجدهما نائمين وقد اعتنقا. فأكبّ عليهما يقبّل ما بين أعينهما حتى استيقظا ، فحملهما على عاتقيه ، وجعل يسرع لبيت فاطمة عليها‌السلام بهما حتى وصل بهما المسجد ، فأصاب جماعة من الناس قد فزعوا لذلك.

__________________

(١) وفي فرائد السمطين ٢ / ٩٢ : فقال لها : لا تبكين يا بنية.

١١٩

فقال : أيها الناس ألا اخبركم بخير الناس أبا وأما؟

فقالوا : بلى يا رسول الله.

[ قال ] : هما هذان الحسن والحسين ، وأبوهما علي وصيي أفضل الوصيين ، وامهما فاطمة ابنتي أفضل نساء العالمين. ألا اخبركم بخير الناس جدا وجدة؟

فقالوا : بلى يا رسول الله.

قال : هذان الحسن والحسين جدهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجدتهما خديجة أول من آمن بالله ورسوله. ألا اخبركم بخير الناس عما وعمة؟

قالوا : بلى يا رسول الله.

قال : هذان الحسن والحسين عمهما جعفر الطيار في الجنة وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب ما أشركت بالله طرفة عين. ألا اخبركم بخير الناس خالا وخالة؟

فقالوا : بلى يا رسول الله.

قال : هذان الحسن والحسين خالهما القاسم ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخالتهما زينب بنت رسول الله.

ثم قال : اللهمّ إنك تعلم أنهما وأباهما وامهما وجدهما وجدتهما وخالهما وعمهما وعمتهما في الجنة وأن شيعتهما ومحبيهما في الجنة (١).

[ ضبط الغريب ]

قوله : حظيرة بني النجار.

الحظيرة : ما حظر : أي ما منع بحائط أو ذرب أو غيره ذلك من البساتين

__________________

(١) وفي فرائد السمطين أضاف : ومن أبغضهما في النار.

١٢٠