القاضي النعمان بن محمّد التميميّ المغربي
المحقق: السيد محمّد الحسيني الجلالي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٦١١
[ حديث الثقلين ]
[٨٤٣] أبو نعيم ، عن زيد بن أرقم ، أنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم غدير خم وهو يقول :
إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله (١) من استمسك به كان على الهدى ، ومن تركه كان على الضلالة ، وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ـ يقولها ثلاثا ـ.
قال : فقلنا له : من أهل بيتك يا رسول الله (٢) الدواوين؟
قال : آل علي وآل جعفر وآل العباس وآل عقيل الذي لا يأكلون الصدقة.
[٨٤٤] أبو نعيم ، باسناده ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قد خلفت فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر سببا موصولا من السماء الى الأرض : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.
[ فقلت لأبي سعيد : من عترته؟ قال : أهل بيته ] (٣).
[٨٤٥] أبو نعيم أيضا ، باسناده عن النبي صلىاللهعليهوآله ، أنه قال : اشتدّ غضب الله على اليهود [ أن قالوا : عزيز بن الله ] واشتدّ غضب الله على النصارى [ أن قالوا : المسيح ابن الله ] (٤) واشتدّ غضب الله على من
__________________
(١) وفي نسخة و: كتاب الله وعترتي.
(٢) وفي فرائد السمطين ٢ / ٢٥٠ : قلنا : من أهل بيته ، نساؤه؟ قال : لا ، أهل بيته ، أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده آل علي ... الحديث.
(٣) معاني الأخبار : ص ٩٠.
(٤) ما بين المعقوفتين من كنز العمال : ١ / ٦٧.
آذاني في عترتي من بعدي.
[٨٤٦] الدغشي ، باسناده ، عن علي عليهالسلام ، أنه قال : إن في الجنة لؤلؤتين في بطنان العرش ، أحدهما بيضاء والاخرى صفراء ، في كل لؤلؤة منها سبعون الف غرفة أبوابها وأسرتها منها (١). فالبيضاء لمحمّد وأهل بيته ( عليهمالسلام أجمعين ) والصفراء لإبراهيم وأهل بيته عليهمالسلام.
قال الدغشي : فقلت لسعيد بن طريف : ما بطنان العرش؟
قال : وسطه.
[٨٤٧] الليث بن سعد ، باسناده ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أنه قال : إني كائن لكم يوم القيامة فرطا على الحوض ، وإني أسائلكم عن اثنتين : عن القرآن ، و [ عن ] عترتي.
[٨٤٨] يحيى بن سلام ، باسناده ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أنه قال : أتاني جبرائيل عليهالسلام ، فقال : الله عزّ وجلّ قد بعثني إلى بلاده وعباده وهو أعلم بعباده وبلاده مني ، فقلبت أسفلها أعلاها ، فلم أجد فيها قبيلا أفضل من العرب.
ثم بعثني الى العرب ، فقلبت أسفلها أعلاها فلم أجد فيها قبيلا أفضل من قريش.
ثم بعثني الى قريش ، فقلبت أسفلها أعلاها ، فلم أجد فيها قبيلا أفضل من بني هاشم.
ثم بعثني الى بني هاشم فقلبت أسفلها أعلاها فلم أجد فيها أفضل من بني عبد المطلب.
ثم بعثني الى بني عبد المطلب فقلبت أسفلها أعلاها فلم أجد أحدا
__________________
(١) وفي عمدة ابن البطريق : أبوابها وأكوابها من عرق واحد.
أفضل منك فبعثك رسولا.
[٨٤٩] أبو غسان ، باسناده ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أنه قال : إن الله خلق الخلق وفرقهم فريقين ، ثم جعلهم قبائل فجعلني من خير القبائل (١) ، ثم جعلهم بيوتا فجعلني من خيرهم بيتا ، فأنا خيركم فريقا وقبيلا وبيتا.
[٨٥٠] وبآخر ، عنه ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أنه قال : والذي نفسي بيده ، لا يدخل قلب عبد إيمان حتى يحبّ أهل بيتي لله عزّ وجلّ ولي.
[٨٥١] عبد الله بن صالح ، باسناده ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أنه قال : اختار الله عزّ وجلّ من الناس العرب ، واختار من العرب كنانة واختار من كنانة النضر ، واختار من النضر عبد مناف ، واختار من عبد مناف هاشما ، واختار من هاشم عبد المطلب ، واختار من عبد المطلب عبد الله ، واختارني من عبد الله.
[٨٥٢] وبآخر ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول على هذا المنبر :
ما بال قوم يزعمون. أن رحمي لا ينفع ، والله إن رحمي لينفع في الدنيا والآخرة (٢) ، وإني فرطكم على الحوض. وسيأتي قوم يقول أحدهم : أنا فلان ( بن فلان ) (٣) ويقول الآخر : أنا فلان بن فلان.
__________________
(١) وفي ذخائر العقبى ص ١٠ : في خير قبيلة.
(٢) وفي مسند أحمد بن حنبل ٣ / ١٨ : ما بال رجال يقولون : إن رحم رسول الله لا تنفع قومه؟ بلى والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة.
(٣) ما بين القوسين من نسخة ـ وـ.
فأقول : أما النسب فقد عرفته ، ولكنكم رجعتم على أعقابكم.
[٨٥٣] محمّد بن حميد الاصباغي ، باسناده ، عن الحسن عليهالسلام ، أنه قال : إذا أردت أن تعتبرنا وبني أميّة (١) فاقرأ سورة الذين كفروا (٢) فإن فينا منها آية ، وفيهم آية الى آخرها.
[٨٥٤] يحيى بن سلام ، عن حماد بن سلمة ، يرفعه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الناس معادن في الخير والشر خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا (٣).
[ السجاد ومنهال ]
[٨٥٥] أبو غسان ، باسناده ، عن المنهال (٤) بن عمر ، قال : دخلت على علي بن الحسين ، فقلت : كيف أصبحتم ـ أصلحك الله ـ؟
فنظر إليّ ، وقال :
ما كنت أرى أن شيخا مثلك بلغ ما بلغت من السن لا يدري كيف أصبحنا. فأما إذا لم تعلم فسأخبرك.
__________________
(١) وفي البرهان ٤ / ١٨٠ : من أراد أن يعلم فضلنا على عدونا.
(٢) أي : سورة محمّد صلىاللهعليهوآله : ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ).
(٣) قال النراقي في جامع السعادات ١ / ٢٤ في جواب من احتج بهذا الحديث من عدم تأثير التربية في تصحيح أخلاق الانسان ، وأن الاخلاق من توابع المزاج الغير قابل للتبديل ، فقال (ره) : إن توابع المزاج من المقتضيات التي يمكن زوالها لا من اللوازم التي يمتنع انفكاكها لما ثبت في الحكمة من أن النفوس الانسانية متفقة في الحقيقة ، وفي بدو فطرتها خالية عن جميع الأخلاق والأحوال كما هو شأن العقل الهيولائي ، ثم ما يحصل لها منهما إما من مقتضيات الاختيار والعادة أو استعدادات الابدان والامزجة. والمقتضي ما يمكن زواله كالبرودة للماء لا ما يمتنع انفكاكه كالزوجية للاربعة.
ثم إنه رحمهالله ينكر صحة الحديث أصلا.
(٤) وفي نسخة و: المنهاد.
أصبحنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون ، إذ كانوا يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ، وأصبح شيخنا وسيدنا وأقربنا من رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ يعني عليا عليهالسلام ـ يتقرب الى عدونا بسبه على المنابر (١) ، وأصبحت قريش تعد أن لها الفضل على العرب لأن محمّدا صلىاللهعليهوآله منها ، ولا تعدلها فضل إلا به. وأصبحت العرب تعد أن لها الفضل على العجم لأن محمّدا صلىاللهعليهوآله منها ، وأصبحت العجم مقرة لهم بذلك ، فلئن كانت العرب صادقة أن لها الفضل على العجم ، وكانت قريش صادقة بأن لها الفضل على العرب بذلك ، فإن لنا الفضل أهل البيت على جميعهم فهم يأخذون بحقنا ولا يعرفون لنا حقا.
فهكذا أصبحت إن لم تكن تعلم كيف أصبحنا.
[٨٥٦] الليث بن سعد ، باسناده ، عن عمر بن الخطاب ، أنه لما دوّن الدواوين قال الناس له : أنت أمير المؤمنين فابدأ بنفسك.
فقال عمر : لا بل رسول الله صلىاللهعليهوآله الإمام ، فابدءوا برهطه ثم الأقرب فالأقرب إليه. [ حتى يدعى عمر في بني عدي ] (٢).
[ الصدقة حرام على آل محمّد ]
[٨٥٧] أبو غسان ، باسناده ، عن زيد ابن أرقم ، أنه قال : آل محمّد الذين
__________________
(١) وفي تفسير القمي ٢ / ١٣٤ اضافة الجملة التالية : وأصبح عدونا يعطى المال والشرف وأصبح من يحبنا محقورا منقوصا حقه ، وأصحبت قريش ...
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من مقتل الخوارزمي : ص ٩٤.
لا تحل لهم الصدقة : آل [ علي ] (١) ، وآل جعفر ، وآل عقيل ، وآل عباس.
[٨٥٨] يحيى بن سلام ، باسناده ، عن أبي هريرة ، قال : اتي الى رسول الله صلىاللهعليهوآله بتمر من تمر الصدقة ، فأمر فيه بأمره. وكان الحسن عليهالسلام بين يديه فأخذ تمرة من ذلك التمر ـ وهو يومئذ طفل صغير ـ فجعل يلوكها ولم يره رسول الله صلىاللهعليهوآله واحتمله على عاتقه ، فجعل لعابه يسيل عليه ، فنظر إليه ، فاذا التمر في فيه ، فانتزعها منه ، فألقاها في التمر ، وقال : إن آل محمّد لا يأكلون الصدقة.
[٨٥٩] الليت بن سعد ، باسناده ، عن عائشة ، قالت : ذبح رسول الله صلىاللهعليهوآله بقرة في حجة الوداع ، وقال : هذه عمن حج من آل محمّد.
[٨٦٠] جندل بن والق (٢) ، باسناده ، عن أبي رافع ، أنه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا أراد أن يضحي اشترى كبشين عظيمين أقرنين أملحين ، فإذا صلّى وخطب دعا بأحدهما وهو في المصلّى فذبحه بيده ، ثم يقول : اللهمّ هذا عن امتي جميعا من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ ، ثم يوتى بالآخر ، فذبحه بيده ، ثم يقول : اللهمّ هذا عن محمّد وآل محمّد.
فمكثوا سنين ليس أحدهم يضحي ، قد كفاهم رسول الله صلىاللهعليهوآله المئونة.
[٨٦١] الليث بن سعد ، باسناده ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي (٣) ، قال : إن ربيعة بن الحارث وعباس بن عبد المطلب قالا
__________________
(١) هكذا صححناه وفي الأصل : آل محمّد.
(٢) وفي نسخة و: ابن فاق.
(٣) من أشرف قريش من أهل المدينة ، ولد ٩ هـ أمه هند اخت معاوية ، هرب إلى عمان وتوفي بها ٨٤ ه.
[ لعبد المطلب ] (١) بن ربيعة وللفضل بن العباس (٢) : ائتيا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقولا له : يا رسول الله إنا قد بلغنا ما ترى من السنّ وأحببنا أن نتزوج ، وأنت يا رسول الله أبرّ الناس وأوصلهم ، وليس عند أبوينا ما يصدقان عنا ، فاستعملنا يا رسول الله على الصدقات نؤدي إليك ما تؤدي العمال ونصيب ما كان فيها من مرفق (٣).
فذكرا ذلك لعلي عليهالسلام ، فقال : لا والله ما يستعمل أحدا منكما على الصدقات.
فقال ربيعة بن الحارث : هذا حسد منك.
فالقى علي عليهالسلام رداءه ، ثم اضطجع ، وقال : أنا أبو الحسن ، والله إن برحت من منامي هذا حتى يأتيكما جواب ذلك.
فانطلقا فوافيا صلاة الظهر قد قامت ، فصلّيا مع الناس. ثم انصرف رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى منزل زينب بنت جحش ، فأتياه فاستأذنا عليه فأذن لهما.
قال عبد المطلب : فتواكلنا الكلام (٤) قليلا. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اخرجا ما تسران ، فكلمناه بالذي أمرنا به أبونا ، فسكت ساعة. ثم رفع طرفه الى سقف البيت حتى طال علينا وظننا
__________________
(١) من مناقب ابن شهر اشوب ٢ / ١٠٨ ، وفي الاصل : عبد الله بن ربيعه وهو تصحيف. وهو عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ، سكن المدينة ، وانتقل إلى الشام في خلافه عمر ، فتوفي في دمشق ٦٢ ه.
(٢) وهو الفضل بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي ، وهو أحد زعماء المدينة في ثورتها على بني أميّة ، وأظهر في وقعة الحرة بسالة عجيبة وقتل بها ٦٣ ه.
(٣) أي : من النفع.
(٤) فتواكلنا الكلام : سكتنا قليلا.
أنه لا يرجع إلينا جوابا ، ورأينا زينب من وراء الحجاب تلمح بيدها أن اجلسا ، فإذا رسول الله صلىاللهعليهوآله إنما ينظر في أمرنا. ثم قال لنا :
إن هذه الصدقة إنما هي أوساخ الناس ، وإنها لا تحلّ لمحمّد ولا لآل محمّد ، ادع لي نوفل بن الحارث. فدعي له به.
فقال له : يا نوفل أنكح عبد الله ، فأنكحني (١).
ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ادع لي محمّد بن حدي (٢) ـ رجل من بني زبيد كان رسول الله صلىاللهعليهوآله استعمله على الأخماس ـ فدعي له به.
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله أنكح الفضل.
فأنكحه ، ثم أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يصدّق عنهما من الخمس.
[٨٦٢] أبو نعيم ، باسناده ، عن علي عليهالسلام ، أنه قال : أحبّ حبيب آل محمّد عليهمالسلام ما أحبهم ، فإذا أبغضهم فأبغضه ، وابغض باغض آل محمّد ما أبغضهم ، فإذا أحبهم فأحبه ، وأنا ابشرك بالبشرى.
[٨٦٣] أبو غسان ، باسناده ، عن علي عليهالسلام ، أنه قال [ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ] : ليس منا من لم يوقر كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ، ويعرف لنا حقنا.
[٨٦٤] وبآخر ، عن الحسن بن علي عليهالسلام ، أنه قال : من أحبنا لله جئنا نحن وهو يوم القيامة كهاتين ـ وجمع بين اصبعيه المسبحة والوسطى
__________________
(١) أي : زوجني امرأة.
(٢) هكذا في الاصل.
من يده ـ ولو شئت لقلت : كهاتين ـ وجمع بين المسبحتين من يديه جميعا ـ. من أحبنا للدنيا ، فإذا جاءت الدنيا اتسعت للبرّ والفاجر.
[٨٦٥] الحسين بن عطية ، باسناده ، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهالسلام ، أنه قال :
بحبكم إيانا تغفر ذنوبكم.
[٨٦٦] إسماعيل بن أبان ، باسناده ، عن جابر ، قال : كنا عند ( أبي جعفر محمّد بن علي عليهالسلام فنظر الى غلام ينظر إليه ويبكي ، فقال له :
ما يبكيك يا غلام؟
قال : بكيت والله من حبّكم يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله .
قال : نظرت حيث نظر الله ، واخترت من اختار الله.
[٨٦٧] أبو غسان ، باسناده ، عن أبي مسعود الأنصاري ، أنه قال :
لو صلّيت صلاة لا اصلي فيها على محمّد وعلى آل محمّد ما رأيت أنها تتم (١).
[٨٦٨] إسماعيل بن موسى ، باسناده ، عن أمّ سلمة ـ زوج النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ ، قالت : صنعت لرسول الله صلىاللهعليهوآله طعاما وهو في بيتي على منامة ـ والمنامة [ على ] دكان ـ (٢) فأتيته بالطعام ، فوضعته بين يديه. فقال لي : ادع عليا وفاطمة والحسن والحسين. فدعوتهم له ، فأكلوا معه ، فقال :
اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
__________________
(١) قال الشافعي (ره) :
يا أهل بيت رسول الله حبكم |
|
فرض من الله في القرآن أنزله |
كفاكم من عظيم القدر أنكم |
|
من لم يصلّ عليكم لا صلاة له |
(٢) المنامة : موضع المنام. والدكان بناء يسطح أعلاه.
[ وخاصّتي ]
[٨٦٩] المطلب ، باسناده ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أنه أتاه يوما علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين ، وكلهم يقول : أنا أحبّ الى رسول الله صلىاللهعليهوآله . فأخذ فاطمة مما يلي بطنه وعليا مما يلي ظهره وحسنا وحسينا عن يمينه وعن شماله (١).
ثم قال لهم : أنتم مني وأنا منكم.
[ في ليلة الاسراء ]
[٨٧٠] أبو محمّد الهمداني ، باسناده ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أنه قال :
قال لي ربي ـ ليلة أسري بي ـ : من خلفت على امتك يا محمّد؟
قلت : أنت يا رب.
فقال لي : يا محمّد إني انتجبتك لرسالتي واصطفيتك لنفسي ، فأنت نبي وخير خلقي ، ثم الصدّيق الأكبر الذي خلقته من طينك ، وجعلته وزيرك وأبا سبطيك المهديين سيدي شباب أهل الجنة ، وزوجته خيرة نساء العالمين.
يا محمّد أنت شجرة وعلي أغصانها وفاطمة ورقها والحسن والحسين ) (٢) ثمارها ، خلقتها من طينة عليين ، وجعلت شيعتكم منكم لأنهم لو ضربوا على أنوفهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حبا.
__________________
(١) وفي أمالي الصدوق ص ٢١ : والحسن عن يمينه والحسين عن يساره.
(٢) ما بين القوسين سقط من نسخة ـ وـ.
قلت : يا رب ، من الصدّيق الأكبر؟
قال : علي بن أبي طالب.
[٨٧١] الحسن بن عطية العوفي ، باسناده ، عن أنس بن مالك ، أنه قال :
كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأتي باب علي عليهالسلام إذا خرج الى صلاة الصبح ، فيقول :
السّلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (١) الصلاة ، الصلاة.
[٨٧٢] سلمة بن كهيل (٢) ، باسناده عن أمّ سلمة (٣) زوج النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ ، أنها قالت : أرسل رسول الله صلىاللهعليهوآله الى علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، فأتوه وهو في بيتي ، فانتزع كساء كان تحتي فألقاه عليهم وعليه ، ثم قال :
اللهمّ إن هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
فقلت : يا رسول الله ، أنا معهم؟
قال : إنك على خير والى خير ، إنك من قوم آخرين.
[٨٧٣] إسماعيل بن موسى ، باسناده ، عن أمّ سلمة ـ زوج النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله في بيتي على
__________________
(١) الاحزاب : ٣٣.
(٢) وفي نسخة الاصل : سلمة بن هيكل.
(٣) وهي أم المؤمنين ، واسمها : هند بنت أبي أميّة ـ حذيفة وقيل سهيل ـ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم. ولدت ٢٨ قبل الهجرة. هاجرت مع زوجها أبي سلمة بن عبد الاسد الى الحبشة ثم هاجرا إلى المدينة ومات زوجها ، وتزوجها الرسول صلىاللهعليهوآله وتوفيت في المدينة ٦٢ ه.
منامة ـ تعني الدكان ـ فأتيته بطعام قد صنعته له. فقال : ادع لي عليا وفاطمة والحسن والحسين ، فدعوتهم له ، فأكلوا معه ، فقال :
اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
[٨٧٤] وبآخر ، عن الليث بن سعد (١) ، قال : أتى رسول الله صلىاللهعليهوآله وفاطمة والحسن والحسين ، وكلهم يقول : أنا أحبّ الى رسول الله صلىاللهعليهوآله .
فأخذ فاطمة ممّا دون يلي بطنه وعليا ممّا يلي ظهره وحسنا عن يمينه وحسينا عن شماله ، ثم قال : أنتم مني وأنا منكم.
[٨٧٥] مسدد بن مسرهد ، باسناده ، عن عبد الله بن ربيعة ، قال : اجتمع بنو عبد المطلب ، فقالوا : نسأل رسول الله صلىاللهعليهوآله السعاية ، فأتوا عليا عليهالسلام فكلموه في ذلك.
فقال : إن الله عزّ وجلّ قد أبى ذلك (٢) عليكم أن يطعمكم اوساخ أيدي الناس ـ أو قال : غسالة أيدي الناس ـ.
قال عبد الله بن ربيعة : فأرسلني أبي وأرسل العباس الفضل ، فأتينا النبي صلىاللهعليهوآله لنكلمه في ذلك ، فحضرنا.
فقال : هاتيا ما تقولان.
فقلنا : يا رسول الله أرسلنا أبوانا بكذا وكذا.
فقال : إن الله عزّ وجلّ قد أبى لكم ذلك ورسوله أن يطعمكم
__________________
(١) هو أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي ، ولد في قلقشندة ٩٤ هـ ، قال الشافعي : الليث أفقه من مالك. توفي في القاهرة ١٧٥ ه.
(٢) وفي نسخة و: ذلكم.
أوساخ أيدي الناس ـ أو قال : غسالة أيدي الناس ـ.
[ الإيمان في حبّ الله ورسوله ]
[٨٧٦] هارون بن معروف ، باسناده ، عن المطلب بن ربيعة ، قال : جاء العباس الى رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو مغضب.
فقال له : ما شأنك؟
فقال : يا رسول الله ، مالنا ولقريش.
قال : مالكم ولهم؟
قال : يلقى بعضهم بعضا بوجوه مسفرة ، فاذا لقونا لقونا بغير ذلك (١).
فغضب رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى اشتدّ عرق بين عينيه ، فلما استقرّ الغضب عنه قال : والذي نفس محمّد بيده لا يدخل قلب امرئ إيمان ـ أبدا ـ حتى يحبكم لله ولرسوله. ثم قال : ما بال رجال يؤذونني في العباس ، إن عمّ الرجل صنو أبيه.
[٨٧٧] وبآخر ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : قالت أمّ الفضل (٢) : لما وجع (٣) رسول الله صلىاللهعليهوآله بكيت.
فقال : ما يبكيك؟
__________________
(١) وفي الدر المنثور : إنا لنخرج فنرى قريشا تحدث فاذا رأونا سكتوا.
(٢) وهي لبابة بنت الحارث الهلالية ، زوجة العباس بن عبد المطلب وأمّ عبد الله ، وهي التي ضربت أبا لهب بعمود فشجته حين رأته يضرب أبا رافع مولى رسول الله صلىاللهعليهوآله في حجرة زمزم بمكة وكان موت أبي لهب بعد الضربة بسبع ليال أسلمت بعد خديجة وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يزورها توفيت ٣٠ ه.
(٣) هكذا صححناه ، وفي الاصل : رجع.
فقلت : يا رسول الله إني أخاف عليك ولا أدري ما نلقى من الناس من بعدك.
فقال : أنتم المستضعفون بعدي.
[ ستة لعنهم الله ]
[٨٧٨] سفيان الثوري ، باسناده ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أنه قال : ستة لعنهم الله عزّ وجلّ ولعنهم كل نبيّ مجاب :
الزائد في كتاب الله. والمنكر لقدر الله. والتارك لسنتي. والمتسلط بالجبروت ليعزّ من أذله الله ويذلّ من أعزه الله. والمستحل من عترتي ما حرم الله. والمستحل حرم الله (١).
[ أمّ سلمة وعمرة الهمدانية ]
[٨٧٩] أحمد بن صالح ، باسناده ، عن أم سلمة ـ زوج النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ [ قالت ] : (٢) إن عمرة الهمدانية ذكرت عندها عليا عليهالسلام ذات يوم.
فقالت لها أمّ سلمة : أتحبينه أم تبغضينه؟
فقالت : يا أمتاه ما أحبه ولا أبغضه.
قالت أمّ سلمة : والله لقد أنزل الله عزّ وجلّ على رسوله صلىاللهعليهوآله في بيتي : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
__________________
(١) وزاد في الخصال ص ٣٥٠ : والمتكبر على عباد الله عزّ وجلّ.
(٢) وفي مشكل الآثار ١ / ٣٣٦ : فقالت عمرة : يا أم المؤمنين أخبريني عن هذا الرجل الذي قتل بين أظهرنا فمحبّ ومبغض ، تريد علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (١) ، وما في البيت إلاّ جبرائيل عليهالسلام ، ورسول الله صلىاللهعليهوآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام وأنا.
فقلت : أنا يا رسول الله من أهل البيت؟
فقال : أنت صالح نسائي (٢).
فلو قال : يا عمرة ، نعم ، لكان أحبّ إليّ ممّا تطلع عليه الشمس وتغرب.
[ بالولاية تقبل الأعمال ]
[٨٨٠] حسن بن حسين ، باسناده ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين عليهالسلام ، أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
ما بال قوم إذا ذكر عندهم [ إبراهيم ] آل إبراهيم وآل عمران استبشروا ، وإذا ذكر عندهم أهل بيتي اشمأزت قلوبهم [ وكلحت وجوههم ] ، والذي نفسي بيده لو أن أحدهم لقي الله عزّ وجلّ بعمل سبعين نبيا ولم يلق بولايتهم ما تقبل منه (٣).
[٨٨١] وبآخر ، عن المعروف المكي ، قال : قلت لأبي جعفر محمّد بن علي عليهالسلام : إنكم لتعتدوا بفضل لكم على غيركم.
فقال : إن علينا من الله عزّ وجلّ لطهارة ، وإن لنا من رسوله صلّى
__________________
(١) الاحزاب : ٣٣.
(٢) وفي مشكل الآثار : فقال : إن لك عند الله خيرا.
(٣) وفي أمالي المفيد ص ٧٥ : بعمل سبعين نبيا ثم لم يأت بولاية ولي الأمر من أهل البيت ما قبل الله منه صرفا ولا عدلا.
الله عليه وآله لولادة ، وإن لنا في كتاب الله لسهما ، وإن لنا الأنفال خاصة ، فعلى من ظلمنا لعنة الله.
[٨٨٢] عبد الله بن أبي يعقوب ، قال : قلت لزيد بن علي بن الحسين (١) : إن الناس قد اختلفوا في أمركم ، فأخبرني بذلك بشيء أعلمه من كتاب الله عزّ وجلّ.
قال : أما تقرأ من سورة ياسين [ قوله تعالى ] : ( إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ ) (٢).
قلت : نعم.
قال : مثلهم في هذه الامة مثل علي والحسن والحسين عليهمالسلام والرابع بعدهم الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى ، قال يا قوم اتبعوا المرسلين ، وهو المنتظر من آل محمّد ، يدعوا الى ما دعوا إليه.
قلت : فأنت هو؟
قال : لو كنت أنا هو ، فإني إذن السعيد.
وهذا من زيد وجهل منه بالمنتظر. وإنما المنتظر هو المهدي صلوات الله عليه ، وسنذكر أخباره وما جاء عن رسول الله صلىاللهعليهوآله فيه في باب مفرد في هذا الكتاب. وهذا الجهل من زيد بالمنتظر من آل محمّد هو الذي حمله على القيام فيما ليس له ، فصار الى ما صار إليه ، وقد وعظه صاحب زمانه أخوه أبو جعفر محمّد بن علي عليهالسلام في ذلك ، وحذره مصرعه ، وقال له : احذر أن تكون غدا المصلوب بالكناسة. فلم يقبل منه ، فكان كما حذره.
__________________
(١) ولد سنة ٨٠ هـ واستشهد ١٢٢ ه.
(٢) ياسين : ١٤.
ولما بان عنه وانفرد برأيه ، وزعم أن الامام إنما هو من قام وشهر سيفه دون من جلس وأرخى عليه ستره وادعى لنفسه ما ليس له ، وقام معه من قام من الشيعة من لا علم له بحقيقة الأمر. وأرسل أبو جعفر عليهالسلام إليه رجلا من خاصته (١) ، وأمره بما يقول. فأتاه ، ودخل في جملة من يدخل إليه.
فلما احتفل مجلسه بوجوه أصحابه قال له الرجل :
يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله هل أوصى إليك أبوك ، وأقامك هذا المقام بعده.
قال : لا أوصى إليّ ولا إلى غيري ، وإنما الإمام منا من قام بأمر الناس.
قال : فإن غيرك يقول إنه قد أوصى إليه وأقامه.
قال : لو كان ذاك ما كتمه أبي عني ، والله لقد كان ينفض لي المخ من العظم ليطعمنيه. فما يضعه في فيّ حتى ينفخ فيه ليبرده ، وهو يتقي عليّ حرارة المخ ولا يتقي عليّ حرارة النار ، فيخبرني بمن أوصى إليه ، وما كان ذلك لينبغي له.
قال الرجل : فكيف كتم يعقوب أمر يوسف على إخوته وأمره أن لا يقصص رؤياه عليهم فيكيدوا له ، واطلع على ذلك غيرهم ، وخصّ يوسف بذلك دونهم.
فلم يحر زيد في ذلك جوابا أكثر من أن نبذ الرجل وانتهره.
وعلم وجه الحق في ذلك أهل البصائر ممن حضره فانفضوا عنه (٢). ذكرنا هذا لكي يرى من سمع في هذا الكتاب من فضائل أهل البيت عليهمالسلام
__________________
(١) وهو محمّد بن النعمان بن أبي طريقة الملقب بأبي جعفر الاحول.
(٢) أقول : وقد ناقشنا هذا الكلام في الجزء الثالث عشر مفصلا. وأوردنا أدلة على بطلانه ، فراجع.
أن فضلهم لا يكون إلا باتباع وليّ الأمر منهم ، فأما من صدف عنه منهم فهو كمن صدف عنه من سائر الناس ، وقد عرى من الفضل. قال الله عزّ وجلّ لنوح عليهالسلام في ابنه : ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ ) (١).
__________________
(١) هود : ٤٦.
[ نعود إلى فضائل أهل البيت ]
[٨٨٣] وبآخر ، عن المقداد (١) ، قال : حضرت الحج ، فتعلق أبو ذر بأستار الكعبة ، وحوّل وجهه الى الناس وقال :
أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي : أنا جندب بن جنادة ، أنا أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله قرأ هذه الآية : ( إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (٢) ، ثم قال :
الأبوة من نوح ، والآل من إبراهيم ، والصفوة من إسماعيل ، والذرية الطاهرة من أهل بيت محمّد صلىاللهعليهوآله ، وأهل بيت محمّد صلىاللهعليهوآله هم السماء المرفوعة والأرض المبسوطة والشمس الضاحية والقمر المنير والنجوم الزاهرة والجبال الراسية والبحار الزاخرة والزيتونة المباركة ، أضاء زيتها وسطع شعاعها وملأ الأرض لمعانها. وعلي عليهالسلام رأسها وهو الصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم.
__________________
(١) وهو المقداد بن الأسود صحابي من الابطال نسب الى الأسود بن عبد يغوث ، وهو أحد السبعة الذين كانوا أول من أظهر الإسلام ، هاجر إلى الحبشة ، قاتل في بدر واحد ، لقب ( حب الله وحب رسول الله ) توفي بالمدينة سنة ٣٣ ه.
(٢) آل عمران : ٣٣.
ألا أيتها الامة المتحيرة والله لو قدمتم من قدمه الله ورسوله ، وأخرتم من أخره الله ورسوله ، وسلّمتم الحكومات الى أهلها ووليها ما طاش أحد في حكم الله ولا اختلف اثنان في فرائض الله ، ولا ضلّت الامة بعد نبيها ، ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) (١).
[ الأنوار الخمسة ]
[٨٨٤] أحمد بن محمّد بن عيسى المصري ، باسناده ، عن أبي هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول :
لما خلق الله عزّ وجلّ عليهالسلام ونفخ فيه من روحه ، نظر آدم عليهالسلام يمنة العرش ، فإذا من النور خمسة أشباح على صورته ركعا سجدا.
فقال : يا ربّ هل خلقت أحدا من البشر قبلي؟
قال : لا.
قال : فمن هؤلاء الذين أراهم على هيئتي وعلى صورتي؟
قال : هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الانس ولا الجن.
هؤلاء خمسة اشتققت لهم أسماء من أسمائي. فأنا المحمود وهذا محمّد ، وأنا الأعلى وهذا علي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا حسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين. آليت بعزتي أن لا يأتيني أحد
__________________
(١) الشعراء : ٢٢٧.