شرح الحلقة الثّالثة - ج ٢

الشيخ حسن محمّد فيّاض حسين العاملي

شرح الحلقة الثّالثة - ج ٢

المؤلف:

الشيخ حسن محمّد فيّاض حسين العاملي


الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٦

التسعين ابتداء ، فتكون مستعملة في استيعاب تمام أفراد التسعين وطبقا لأصالة التطابق نستفيد أنّه يريد جدّا إكرام تمام أفراد التسعين إذ لم ينصب قرينة على خلاف ذلك.

وهذا المخصّص المتّصل لا يوجب كون الأداة مستعملة في غير معناها الموضوعة له ، إذ هي لا تزال مستعملة في الاستيعاب والشمول لتمام أفراد مدخولها ، غاية الأمر أنّ أفراد مدخولها قد تكون كثيرة وأخرى تكون قليلة وكثرتها وقلّتها لا مدخليّة لها في الاستعمال. وهذا نظير ما تقدّم من أنّ التقييد إنّما يوجب وجود مفهوم آخر مغاير للمفهوم الموجود في الإطلاق تكون أفراده أقلّ من الآخر مصداقا وتكوينا ، وقلّة الأفراد وكثرتها في الخارج لا توجب تغيير الاستعمال من الحقيقة إلى المجاز ما دام اللفظ مستعملا في معناه الموضوع له لغة في كلا الحالتين.

وبهذا يختلف المخصّص المتّصل عن المنفصل ، لأنّ الأوّل يتدخّل في أصل تكوين مدخول الأداة ابتداء ومن أوّل الأمر ، ولذلك يكون التطابق موجودا بين الاستعمال والمراد الجدّي بخلاف الثاني فإنّه لا يتدخّل في أصل تكوين مدخول الأداة والمعنى المستعمل فيه ، وإنّما ينظر إلى المراد الجدّي وحجيّته فقط ، ولذلك يكون وجوده موجبا للتوهم وأنّ اللفظ استعمل بنحو الحقيقة أو المجاز ، وقد تقدّم أنّه لا يزال على جهة الحقيقة أيضا.

وعلى أيّة حال فبالنسبة إلى الصيغة الأساسيّة للمسألة المطروحة ـ وهي حجيّة الظهور التضمني ـ اتّضح أنّ الظواهر التضمنيّة إذا كانت جميعا بنكتة واحدة وعلم ببطلان تلك النكتة سقطت عن الحجيّة كلّها ، وإذا كانت استقلاليّة في نكاتها لم يسقط بعضها عن الحجيّة بسبب سقوط البعض الآخر.

والحاصل : أنّ مسألة حجيّة الظواهر التضمنيّة بعد سقوط المدلول الاستقلالي تتوقّف على كونها ذات نكتة واحدة أو نكات متعدّدة.

فإذا كانت الظواهر التضمنيّة جميعا ذات نكتة واحدة وعلم بطلانها فهذا يستلزم سقوط الظواهر التضمنيّة كلّها عن الحجيّة ، كما ذكرنا ذلك بالنسبة للإرادة الاستعمالية فإنّ النكتة فيها واحدة وهي ظهور حال المتكلّم في التطابق بين المدلول التصوّري والمدلول التصديقي الأوّل.

وإذا كانت الظواهر التضمنيّة ذات نكات متعدّدة أي لكل ظهور نكتة خاصّة

٤٢١

ومستقلّة عن النكتة في الظهور الآخر فإنّ سقوط بعض هذه الظواهر عن الحجيّة لا يوجب سقوط الجميع

لأنّ نكاتها لا تزال موجودة بحسب المفروض.

وهذا يتصوّر في مرحلة الإرادة الجديّة فإنّ لكل فرد نكتة خاصّة عن الفرد الآخر بلحاظ دخوله في المراد الجدّي. وأمّا متى تكون النكتة واحدة ومتى تكون متعدّدة فهذا يتوقّف على شيء آخر ، وهو أنّ الدلالة التضمنيّة ان كانت تحليليّة فالنكتة في الجميع واحدة ، كقولنا : ( أكرم كل من في البيت ) فإنّ الإكرام ينحل إلى وجوبات عديدة بعدد الأفراد الموجودة في البيت ، ولكن النكتة في الجميع واحدة وهي كونهم في البيت مثلا.

وإن كانت غير تحليليّة فالنكتة لكلّ فرد تختلف عن النكتة للفرد الآخر ، كقولنا :

( أكرم كل عالم ) فإنّ الإكرام ينحلّ إلى وجوبات عديدة غير أنّ كل وجوب ينصب على الفرد لنكتة خاصّة به لا ترتبط بالنكتة الموجودة في الفرد الآخر.

* * *

٤٢٢

الفهرس

المفاهيم......................................................................... ٥

تعريف المفهوم................................................................ ٧

ضابط المفهوم............................................................... ١٣

مورد الخلاف في ضابط المفهوم................................................ ٢٢

مفهوم الشرط................................................................ ٢٧

ويبطل هذا الوجه بالملاحظات التالية........................................... ٣٥

الشرط المسوق لتحقّق الموضوع............................................... ٥١

مفهوم الوصف............................................................... ٥٧

مفهوم الغاية.................................................................. ٦٥

مفهوم الاستثناء............................................................... ٧٣

مفهوم الحصر................................................................. ٧٩

تحديد دلالات................................................................ ٨٥

الدليل الشرعي............................................................... ٨٥

الدليل الشرعي غير اللفظي................................................... ٨٧

دلالات الفعل .............................................................. ٨٧

دلالات التقرير ............................................................. ٨٩

البحث الثاني : إثبات صغرى ، الدليل الشرعي................................ ١١٣

القسم الأوّل : وسائل الإثبات الوجداني...................................... ١١٧

تمهيد :................................................................... ١١٩

التواتر...................................................................... ١٢٩

الضابط للتواتر ............................................................ ١٤٠

٤٢٣

أمّا العوامل الموضوعيّة ...................................................... ١٤١

وأمّا العوامل الذاتيّة ........................................................ ١٤٤

تعدد الوسائط في التواتر ................................................... ١٤٦

أقسام التواتر ............................................................. ١٥٠

القسم الأوّل : التواتر الإجمالي .............................................. ١٥٠

القسم الثاني هو التواتر المعنوي ......................................... ١٥٥

القسم الثالث : التواتر المعنوي واللفظي ................................. ١٥٨

الإجماع..................................................................... ١٦٣

ولنبدأ بالجواب على النقطة الثانية فنقول ..................................... ١٧٨

الشروط المساعدة على كشف الإجماع ...................................... ١٨٢

مقدار دلالة الإجماع ....................................................... ١٨٦

الإجماع البسيط والمركّب .................................................. ١٨٨

الشهرة..................................................................... ١٩١

القسم الثاني : وسائل الإثبات التعبّدي........................................ ١٩٧

الكلام يقع على مرحلتين .................................................. ٢٠٠

المرحلة الأولى في إثبات أصل حجيّة الأخبار.................................... ٢٠١

الكتاب الكريم............................................................. ٢٠٣

ويجاب على هذا الاعتراض بوجوه .......................................... ٢١١

السنّة....................................................................... ٢٢٩

وأمّا السنّة فهناك طريقان لإثباتها ............................................ ٢٣١

الطريق الأوّل : الأخبار................................................... ٢٣١

والطريق الآخر لإثبات السنّة هو السيرة................................... ٢٤٣

الاعتراض على السيرة ..................................................... ٢٤٧

وتوجد عدة أجوبة على هذا الاعتراض ...................................... ٢٤٨

ونلاحظ على ذلك ........................................................ ٢٤٩

والجواب على ذلك ........................................................ ٢٥٢

٤٢٤

فالصحيح في الجواب أن يقال ............................................... ٢٥٦

دليل العقل.................................................................. ٢٥٩

وأمّا دليل العقل فله شكلان................................................. ٢٦١

وقد اعترض على هذا الدليل باعتراضين ..................................... ٢٦٢

ونلاحظ على هذا الدليل ................................................... ٢٧٣

المرحلة الثانية في تحديد دائرة حجيّة الأخبار.................................... ٢٧٩

الإخبار الحدسي .......................................................... ٢٨٥

حجيّة الخبر مع الواسطة...................................................... ٢٩١

قاعدة التسامح في أدلة السّنن................................................. ٣٠١

والتحقيق أنّ هذه الروايات فيها ـ بدوا ـ أربعة احتمالات ................... ٣٠٤

الفارق بين هذه الاحتمالات ............................................... ٣٠٦

الثمرة بين الاحتمالين الأولين ............................................... ٣٠٧

البحث الثالث : في حجيّة الظهور............................................. ٣١٥

أقسام الدلالة ............................................................. ٣١٧

الدليل المجمل.............................................................. ٣١٧

دليل حجيّة الظهور.......................................................... ٣٢٣

وأما دليل حجيّة الظهور.................................................... ٣٢٥

وبين هذه الوجوه فوارق ................................................... ٣٢٧

الفوارق بين هذه الوجوه ................................................... ٣٢٨

وقد يلاحظ على الوجه الأوّل .............................................. ٣٢٩

وقد يلاحظ على الوجه الثاني............................................ ٣٣١

جواب الإشكال .......................................................... ٣٣٣

تشخيص موضوع الحجيّة.................................................... ٣٣٩

الظهور الذاتي والظهور الموضوعي............................................ ٣٥٩

الظهور الذاتي والظهور الموضوعي............................................ ٣٦١

الظهور الموضوعي في عصر النص............................................. ٣٦٥

٤٢٥

التفصيلات في الحجيّة........................................................ ٣٧٥

الخلط بين الظهور والحجيّة................................................... ٣٩٥

الظهور الحالي............................................................... ٤٠٣

الظهور التضمّني............................................................. ٤٠٩

وردّنا على هذه الملاحظات.................................................. ٤١٨

وهكذا يثبت أنّ العام حجّة في الباقي ........................................ ٤٢٠

الفهرس................................................................... ٤٢٣

٤٢٦