الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ

علي موسى الكعبي

الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ

المؤلف:

علي موسى الكعبي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مركز الرسالة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-51-5
الصفحات: ٣١١

الزيدية الجارودية ، وسالم التمار ، وسعيد بن خيثم الهلالي وأخوه معمر وكانا من دعاة زيد ، وسلمة بن كهيل ، وصباح بن قيس بن يحيى المزني ، وطلحة بن زيد ، وعمر بن قيس الماصر ، وعمرو بن جميع ، وعمرو بن خالد الواسطي ، وغياث بن إبراهيم ، وقيس بن الربيع ، وكثير النواء ، ومحمد بن زيد ، ومسعدة ابن صدقة ، ومقاتل بن سليمان ، ومنصور بن المعتمر ، ويوسف بن الحارث.

وذكروا أيضاً جملة من أعلام الأمة تطول قائمة تعدادهم ، فيهم خيرة وفضلاء وأئمة التابعين ومن قاربهم من شيوخ آل أبي طالب وغيرهم ممن روى عنه وتلمذ له في مدرسته (١).

ونحن حينما ندرس تلك المرحلة ، نلمس الدرس الوحدوي الإسلامي في مسألة الثقافة والفكر ، بعيداً عن كل ما يثير الخلاف والتناحر ، وعلى ضوئه يمكننا اليوم أن نوسع ساحتنا الإسلامية ، كي ينطلق المسلمون مع اختلاف أفكارهم وتعددها ، ليلتقوا في مدرسة واحدة ، يطرح فيها كل واحد فكره ، دون أي تعقيد أو احراج ، فما دام الاختلاف في تحديد ما هو الإسلام عقيدة وشريعة ومفاهيم ، وما دامت المسألة هي في اكتشاف الحقيقة الإسلامية من الكتاب والسنة ، فلماذا يحمل المسلم في داخله حقداً على أخيه المسلم الآخر ، قد يصل إلى حد الاقصاء والتكفير وإباحة إزهاق الأرواح على الهوية ، مثلما يحصل اليوم في عراقنا الدامي من قبل عصابات الاجرام الضالة التي تقودهم الوهابية على مرأى ومسمع كل أحد!

__________________

(١) راجع : من روى عنه عليه‌السلام في رجال الطوسي ، وخلاصة الأقوال ، ورجال ابن داود ، ورجال النجاشي وغيرها من مصادر ومجاميع رجال الشيعة.

١٦١

هل روى عنه عليه‌السلام من يحتج به؟

قد يبدو هذا السؤال غريباً مع ما ذكرنا من أسماء الرجال الذين رووا العلم عن الإمام الباقر عليه‌السلام ، وما ذكره الذين ترجموا للإمام عليه‌السلام من أنه روى عنه معالم الدين بقايا الصحابة ، ووجوه التابعين ، ورؤساء فقهاء المسلمين ، وكبار أئمة الحديث ، ووصفهم الذهبي والسيوطي بالخلق أو الخلائق مما يدل على كثرتهم (١). ولكن ابن سعد في طبقاته يقول في ترجمة الباقر عليه‌السلام : كان ثقة كثير العلم والحديث ، وليس يروي عنه من يحتج به (٢) ، وهل يعقل أنه لم يطلع على هذا اللفيف من رجالات الأمة بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم واطلع فقط على الضعفاء الذين رووا الحديث عنه عليه‌السلام؟ فهلا يحتج بأمثال فطاحل العلم ابنه جعفر الصادق عليه‌السلام وأخوه زيد ، وأعلام التابعين وأئمة العلم في عصره؟! فانظر أين وصلت العصبية بابن سعد في تجاهله مثل هذه الحقائق الدامغة ، فكان كمن أراد تغطية ضوء الشمس بغربال؟

٤ ـ اعتماد الكتاب والسنة :

الكتاب والسنة الأساسان المتينان لأي مدرسة علمية تتصدى لنشر علوم الإسلام ، والابتعاد عنهما يعني البناء على قاعدة هشّة ، لا تلبث أن تنزع عنها رداء الإسلام وهويته لتلحق بمدارس الهوى والضلال والانحراف.

من هنا يعتقد أئمة أهل البيت عليهم‌السلام وشيعتهم من بعدهم اعتقاداً راسخاً بأن القرآن الكريم والسنة النبوية قولاً وفعلاً وتقريراً ، هما أصل التشريع ومصدره

__________________

(١) البداية والنهاية ٩ : ٣٣٨ ، سير أعلام النبلاء / الذهبي ٤ : ٤٠١ ، تذكرة الحفاظ / الذهبي ١ : ١٢٤ ، طبقات الحفاظ / السيوطي : ٥٦ ، روضة الواعظين : ٢٠٢.

(٢) الطبقات الكبرى ٥ : ٢٤٨.

١٦٢

الأم بلا منازع ، ومن ذلك ندرك سرّ التلازم والتوافق بين القرآن الكريم والعترة المطهرة القائم منذ صدور حديث الثقلين ، والباقي ما دام هناك مسلم على وجه الأرض ، وعلى هذه الخطى جاء عن الإمام الباقر عليه‌السلام جملة توصيات :

أولاً : دعا الإمام الباقر عليه‌السلام ومن قبله آباؤه عليهم‌السلام إلى مركزية الكتاب الكريم ، وكونه حاكماً على جميع ما نسب إلى السنة في جميع الأحكام الشرعية والعقائد التي جاء بها أهل البيت عليهم‌السلام عن جدهم رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله . قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «انظروا أمرنا وما جاءكم عنا ، فان وجدتموه موافقاً القرآن فهو من قولنا ، وما لم يكن موافقاً للقرآن ، فقفوا عنده وردوه الينا ، حتى نشرحه لكم كما شرح لنا» (١).

وقال عليه‌السلام : «إن على كل حق نوراً ، وما خالف كتاب اللّه فدعوه» (٢).

وعلى ضوء ذلك ، كان عليه‌السلام إذا سئل عن حديث يحدّث به أشار إلى دليله من كتاب اللّه ، حتى يبدو حديثه وكأنّه انتزاعات من القرآن المجيد. عن أبي الجارود ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : « إذا حدثتكم بشيء فاسألوني من كتاب اللّه ، ثم قال في بعض حديثه : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن القيل والقال ، وفساد المال ، وكثرة السؤال. فقيل له : يا بن رسول اللّه ، أين هذا من كتاب اللّه عزوجل؟ قال : قوله : «لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ» (٣) ، وقال : «وَلاَ تُوءْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي

__________________

(١) أعلام الدين في صفات المؤمنين : ٣١٤.

(٢) أعلام الدين في صفات المؤمنين : ٣٠١.

(٣) سورة النساء : ٤ / ١١٤.

١٦٣

جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً» (٢) ، وقال : «لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُوءْكُمْ» » (٢).

فالقرآن نور يضيء لنا الطريق في ثقافتنا وروحيتنا وحركتنا في الحياة ، وهو الأساس الأول الحري بأن نتدبره ونستلهًمه ، ونجعله كتاب الحياة الذي ينفتح على كل ما يحقق للإنسان الخير والسعادة ، ولا نجمده من خلال تخلفنا وجهلنا.

ثانياً : نقل السنة النبوية ، كان الإمام الباقر عليه‌السلام رافداً عظيماً للعلم النبوي ، وقد اضطلع بدور تأريخي في ربط زمان صدور السنة المباركة بزمانه الذي تغير فيه المسار ، وذلك من خلال جسر من النصوص المحمدية التي تستطيع معالجة مشكلات الحياة على وجه الأرض ، وتنتزع منها القواعد التي تساير الحياة إلى يوم الدين.

والصفة الثابتة لتلك السنة لا تمثل تطلعات وآراء خاصة مطلقاً ، بل هي آثار مودعة لديه عليه‌السلام من علوم النبوة ومكنون الرسالة ، توارثها أهل البيت عليهم‌السلام كابراً عن كابر ، واكتنزوها في صدورهم كما يكنز الناس ذهبهم وفضتهم.

عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ، في حديثه لجابر الجعفي ، قال : «يا جابر ، إنا لو كنّا نحدثكم برأينا وهوانا لكنا من الهالكين ، ولكنا نحدثكم بأحاديث نكنزها عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم» (٣).

وعنه عليه‌السلام قال : «لو أنا حدثنا برأينا ضللنا ، كما ضل من كان قبلنا ، ولكنا

__________________

(١) سورة النساء : ٤ / ٥.

(٢) الاحتجاج ٢ : ٥٥ ، والآية الأخيرة من سورة المائدة : ٥ / ١٠١.

(٣) الاختصاص : ٢٨٠ ، بصائر الدرجات : ٣١٩.

١٦٤

حدثنا ببينة من ربنا بينها لنبيه فبينها لنا» (١).

ويؤكد عليه‌السلام حجية حديث أهل البيت عليهم‌السلام ، باعتباره امتداداً لحديث رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورواية صادقة له ، فحينما سئل عن الحديث يرسله ولا يسنده ، قال : إذا حدثت الحديث ولم أسنده ، فسندي فيه : أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، عن جده رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن جبرئيل عليه‌السلام ، عن اللّه عزوجل (٢).

ثالثاً : الموروث المدوّن ، حيث تداول أهل البيت عليهم‌السلام عدة كتب منها : الجفر والجامعة والصحيفة ومصحف فاطمة ، وكتاب علي عليه‌السلام ، الذي يشتمل على الشرائع والسنن الالهية بخط علي عليه‌السلام ، واملاء رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد وصلت الإمام أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ، ومن بعده من أئمة أهل البيت عليهم‌السلام.

روى حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : أشار إلى بيت كبير ، وقال : «يا حمران ، إن في هذا البيت صحيفة طولها سبعون ذراعاً بخط علي ، وإملاء رسول اللّه ، ولو ولينا الناس لحكمنا بينهم بما أنزل اللّه ، لم نعدُ ما في هذه الصحيفة» (٣).

وأخرج الإمام محمد الباقر عليه‌السلام كتاب علي عليه‌السلام أمام بعض أهل العلم ، وجعل ينظر فيه وكان كتاباً مدروجاً عظيماً ، روى ذلك النجاشي بسنده عن محمد بن عذافر بن عيسى الصيرفي المدائني ، قال : «كنت مع الحكم بن عتيبة عند أبي جعفر عليه‌السلام ، فجعل يسأله ، وكان أبو جعفر عليه‌السلام له مكرماً ، فاختلفا في شيء ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : يا بني قم ، فأخرج كتاب علي ، فأخرج كتاباً مدروجاً عظيماً

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣١٩ ، اعلام الورى ١ : ٥٠٨.

(٢) الارشاد ٢ : ١٦٧ ، الخرائج والجرائح ٢ : ٨٩٣ ، اعلام الورى ١ : ٥٠٨.

(٣) بصائر الدرجات : ١٦٣.

١٦٥

ففتحه ، وجعل ينظر حتى أخرج المسألة. فقاله أبو جعفر عليه‌السلام : هذا خط علي عليه‌السلام ، وإملاء رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأقبل على الحكم ، وقال : يا أبا محمد ، اذهب أنت وسلمة وأبو المقدام حيث شئتم يميناً وشمالاً ، فواللّه لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرئيل» عليه‌السلام (١).

رابعاً : وجه الإمام عليه‌السلام الأنظار إلى ضرورة أخذ العلم من منابعه الصحيحة ومدرسته الوثقى ، وأهله الذين نزل في بيوتهم ، ولم تجد الأمة علماً أوثق ولا أصح مما خرج من أهل البيت عليهم‌السلام حصراً.

عن أبي مريم ، قال : «قال أبو جعفر عليه‌السلام لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة : شرّقا وغرّبا ، فلا تجدان علماً صحيحاً إلاّ شيئاً خرج من عندنا أهل البيت عليهم‌السلام» (٢).

وقال عليه‌السلام : «كل شيء لم يخرج من هذا البيت فهو وبال» (٣).

وعن عبد اللّه بن سليمان ، قال : «سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول وعنده رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعمى ، وهو يقول : ان الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : فهلك إذن مؤمن آل فرعون! ما زال العلم مكتوماً منذ بعث اللّه نوحاً عليه‌السلام ، فليذهب الحسن يميناً وشمالاً ، فواللّه ما يوجد العلم إلاّ هاهنا» (٤). وفي رواية : «فواللّه ما يوجد العلم إلاّ عند أهل العلم الذين نزل عليهم

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٥٩ ، ترجمة محمد بن عذافر.

(٢) الكافي ١ : ٣٩٩.

(٣) الاختصاص : ٣١.

(٤) الكافي ١ : ٥١ / ١٥ ، بصائر الدرجات : ٢٩ ، الاحتجاج ٢ : ٦٨.

١٦٦

جبرئيل» (٢).

وعن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ـ في حديث ـ قال : «إنه ليس أحد عنده علم شيء إلاّ خرج من عند أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فليذهب الناس حيث شاءوا ، فواللّه ليس الأمر إلاّ من هاهنا ، وأشار بيده إلى بيته (٣) ، وأشار بيده إلى صدره» (٤).

على أن دعوة الإمام أبي جعفر عليه‌السلام إلى التمسك بهدي القرآن والسنة وتركيزه على مركزيتهما ، لاقت آذاناً صاغية من بعض أعلام الأمة حتى على المستوى التشريعي الذي غالباً ما يختلف الفقهاء في فروعه.

عن قيس بن الربيع ، قال : سألت أبا اسحاق السبيعي عن المسح ، فقال : «أدركت الناس يمسحون حتى لقيت رجلاً من بني هاشم لم أر مثله قط ، محمد بن علي بن الحسين ، فسألته عن المسح على الخفين فنهاني عنه ، وقال : لم يكن أميرالمؤمنين عليه‌السلام يمسح ، وكان يقول : سبق الكتاب المسح على الخفين. قال أبوإسحاق : فما مسحت منذ نهاني عنه. وقال قيس بن الربيع : وما مسحت أنا منذ سمعت أبا إسحاق» (٥).

٥ ـ مجابهة الرأي والقياس :

بالنظر لاختلاف جيل التابعين حول مصادر الفقه التي يستقون منها أحكامهم ، وحول جواز الرجوع إلى الرأي ، تشعّبت الآراء في تلك الفترة إلى

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٠.

(٢) الكافي ١ : ٣٩٩ / ٢.

(٣) بصائر الدرجات : ٥٣٨.

(٤) الارشاد ٢ : ١٦١ ، شرح الأخبار ٣ : ٢٨١.

١٦٧

إتجاهين متباينين ، هما اتجاه الحديث ، ومركزه المدينة المنورة ، واتجاه الرأي ، ومركزه الكوفة ، فألغى الأول اتجاه الرأي ، وتوقّفت النصوص الشرعية إلى حدّ الجمود على ظواهرها ، بينما الاتجاه الثاني بالغ باستخدام الرأي ، وتشدّد في قبول الحديث ، فضيّق دائرة العمل بالحديث ، وتبع ذلك التوسّع في الأخذ بالقياس.

ولا شك أن تضيق دائرة الحديث هو من تداعيات الحظر على تدوين الحديث وروايته الذي فرضته السلطة بعد وفاة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، الأمر الذي جعل بعض الفقهاء ينأى بنفسه عن مصادر التشريع الأصيلة المتمثلة بالكتاب والسنة ، ويلجأ إلى اعتماد عناصر جديدة في استنباط الأحكام الشرعية ، وهي القياس والرأي والاستحسان والعرف والمصالح المرسلة التي دخلت بقوة في خط الاجتهاد حتى بلغت ذروتها على يد أبي حنيفة (١) الذي اشتهر بكثرة القياس في الفقه.

وقد وقف الإمام الباقر وأولاده المعصومون عليهم‌السلام من بعده بوجه هذه القواعد الاجتهادية ، وقاوموا اجتهاد الرأي ، وتصدوا لتفنيد آراء ومزاعم القائلين بها ، من خلال ما يلي :

أولاً : التأكيد على أن النصوص الشرعية تفي بتزويد الفقيه ما يحتاج إليه ، أو بعبارة أخرى التأكيد على شمولية الكتاب والسنة لحاجات الإنسان كلّها ، بل وحتى لما يطرأ عليها من مسائل في المستقبل ، قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «إن اللّه تبارك وتعالى لم يدع شيئاً تحتاج إليه الأمة إلاّ أنزله في كتابه وبيّنه لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجعل لكل شيء حداً وجعل عليه دليلاً يدل عليه ، وجعل على

__________________

(١) النعمان بن ثابت ، المتوفى سنة ١٥٠ هـ.

١٦٨

من تعدى ذلك الحد حداً» (١). فلا توجد واقعة في الحياة إلاّ ويمكن إدراجها تحت الأحكام الكلية المستنبطة من الكتاب والسنة دون الرجوع إلى الرأي ، وإذا وجد رأي يقول بعدم ذلك ، فيلجأ إلى الاستحسان والرأي ، فالمشكلة ليست في أن اللّه سبحانه لم يبيّن للإنسان الخطوط التفصيلية التي يحتاجها في تلبية حاجات الحياة ومواجهة مشكلاتها ، بل هي في أن الناس تركوا ما أمروا به من الانصياع إلى أهل البيت عليهم‌السلام وأخذ معالم الدين عنهم ، ولو فعلوا ذلك لاستطاعوا أن يكتشفوا الحل الإسلامي لأية مشكلة طارئة تعترى حياتهم.

ثانياً : رفض القياس ، وعدّه ابتداعاً في الدين ومحقاً له ، لما فيه من جرأة على تجاوز أحكام اللّه تعالى ، وتهاون بالسنة والحديث ، وتعويل على العقل من غير حجة شرعية ولا دليل معتبر. عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ، قال : «إنَّ السنّة لا تقاس ، وكيف تقاس السُنّة ، والحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة؟!» (٢).

إذ لو صحّ القياس كدليل لوجب على الحائض أن تقضي صلاتها دون صومها ، وهو كما ترى.

وعنه عليه‌السلام ، قال : «من أفتى الناس برأيه ، فقد دان اللّه بما لا يعلم ، ومن دان اللّه بما لا يعلم ، فقد ضادَّ اللّه حيث أحلَّ وحرَّم فيما لا يعلم» (٣).

ثالثاً : بلورة اتجاه معارض لمدرسة الحديث والرأي في الأوساط العلمية

__________________

(١) الكافي ١ : ٥٩ / ٢.

(٢) المحاسن ١ : ٢١٤ / ٩٦.

(٣) الكافي ١ : ٥٨ / ١٧.

١٦٩

آنذاك ، وضع حجره الأساس الإمام الباقر عليه‌السلام من خلال تحديد معالم مدرسة أهل البيت ومصادر أصولها التشريعية ، المستندة إلى الكتاب والسنة ودليل العقل ، والقول بعصمة أهل البيت عليهم‌السلام في تبليغ الأحكام والحدود ، وحجية حديثهم باعتباره الامتداد الصحيح لحديث رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، من هنا كانت مدرسة أهل البيت بمثابة النمرقة الوسطى بين تيارين فكريين متنازعين ، وقد أثمرت جهود روادها في التخفيف من غلواء هذين التيارين.

رابعاً : مواجهة الداعين إلى القياس بالحوار والمناظرة ، فقد حاور الإمام الباقر عليه‌السلام أبا حنيفة حول القياس في الفقه ، حين لقيه في المدينة أيام الموسم ، فقال : « أنت الذي حولت دين جدي وأحاديثه إلى القياس؟ فقال : معاذ اللّه عن ذلك ، اجلس مكانك كما يحق لي ، فان لك عندي حرمة كحرمة جدك صلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته على أصحابه .. » (٢).

ومهما قيل في هذا الحوار ، فإنه يدل على إنكار الإمام الباقر عليه‌السلام للقياس ، وأنه كان يتابع ما يجري على الساحة الفكرية ، ويراقب أعلام الأمة فيما يطرحون من أفكار ، وكان يحاور كي يقلّص من مساحات الخلاف ، باعتباره إمام الأئمة الذي يقوم بدوره الرسالي.

يقول الشيخ أبو زهرة : من هذا الخبر نتبين إمامة الإمام الباقر للعلماء ، يحضرهم إليه ، ويحاسبهم على ما يبلغه عنهم ، أو يبدو منهم ، وكأنه الرئيس يحكم مرؤوسيه ليحملهم على الجادة ، وهم يقبلون طائعين غير مكرهين تلك الرئاسة (٢).

__________________

(١) مناقب أبي حنيفة ١ : ٢٠٨ للحافظ الكردي ، طبعة حيدر آباد.

(٢) الإمام الصادق / أبو زهرة : ٢٣.

١٧٠

قال الشاعر :

سمت به معاهد العلم إلى

هام الضراح والسماوات العلى

حتى تجلت لأولى الألباب

حقائق السنة والكتاب

أحكمها بمحكم الأساس

جلت عن الرأي أو القياس

وسد باب الظن والتخمين

بفتح باب العلم واليقين

وبابه المفتوح باب الباري

وباب علم المصطفى المختار

هل يترك العين ويطلب الأثر

فما أضل من تولى وكفر!

فاتبعوا إبليس في قياسه

واستحسنوا البنا على أساسه

واتخذوا سبيله سبيلا

ما راقبوا اللّه ولا الرسولا

صدوا عن الحق وتاهوا في العمى

في مثله تحبس قطرها السما

حادوا عن العترة والكتاب

بل نكسوا قُدما على الأعقاب (٢)

٦ ـ اعداد المؤلفين والثقات :

كان الكثير من أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام يزدحمون في حلقة درسه ويختلفون إليه في جميع المناسبات ، ولكثرتهم أفردهم ابن عقدة في كتاب من روى عن أبي جعفر عليه‌السلام (٣) ، وعدّ الشيخ الطوسي (٤٦٨) من أصحابه والرواة عنه من مختلف ديار الإسلام ، ومن مختلف الاتجاهات ، فتجد فيهم العامي والزيدي والمعتزلي والمتصوف والخارجي وغيرهم ، وتجد فيهم النساء إلى جانب الرجال ، ممن شمرن عن ساعد الجدّ للرواية عن الإمام عليه‌السلام ، ومنهن ابنته

__________________

(١) الأنوار القدسية : ٧٦.

(٢) رجال النجاشي : ٩٤ ، الذريعة ٢٢ : ٢٢٨.

١٧١

خديجة ، وحبابة الوالبية.

وقد أثمرت توصيات الإمام الباقر عليه‌السلام وجهوده في اعداد النخبة الصالحة من هذا الجمع ، أن تمخضت عن كوكبة من الرجال الثقات المخلصين والمؤلفين الذين أوقفوا حياتهم على حمل راية العلم ومعالم الدين وتبليغه إلى سائر البلدان.

وكان أهم انجازاتهم في هذا الاتجاه :

أولاً : عملوا على صيانة آثار النبوة وحديث أهل البيت عليهم‌السلام وتراثهم من مطبات الوضع والتزوير ، وأوصلوه إلينا بأمانة عبر الأجيال المتعاقبة.

قال أبو عبد اللّه عليه‌السلام : «رحم اللّه زرارة بن أعين ، لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي عليه‌السلام» (١).

وقال عليه‌السلام : «بشّر المخبتين بالجنة : بريد بن معاوية العجلي ، وأبو بصير بن ليث البختري المرادي ، ومحمد بن مسلم ، وزرارة ، أربعة نجباء أمناء اللّه على حلاله وحرامه ، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست» (٢).

ثانياً : تميزت منهم شخصيات واعية تتمتع بذهنية علمية قادرة على التفكير والتحليل ، أسهمت في اثراء مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام بالمتخصصين في حقول المعرفة المختلفة ، وأرست قواعد التحديث والحديث وأصول الاجتهاد والاستنباط. قال الصادق عليه‌السلام : «ما أجد أحداً أحيا ذكرنا وأحاديث أبي عليه‌السلام إلاّ زرارة ، وأبو بصير ليث المرادي ، ومحمد بن مسلم ، وبريد بن معاوية العجلي ، ولولا هؤلاء ماكان أحد يستنبط هذا. هؤلاء حفاظ الدين ، وأمناء أبي عليه‌السلام على

__________________

(١) اختيار معرفة الرجال ١ : ٣٤٧ / ٢١٧.

(٢) اختيار معرفة الرجال ١ : ٣٩٨.

١٧٢

حلال اللّه وحرامه» (١).

ثالثاً : تنوعهم الجغرافي أوصل صوت الإمام عليه‌السلام إلى بقعة جغرافية شاسعة ، وأسهم في اتساع مرجعيته الفكرية والروحية ، فتجد فيهم الكوفي ، والبصري ، والموصلي ، والبغدادي ، والمدائني ، والأنباري ، والواسطي ، والرصافي ، والحجازي ، والمدني ، والمكي ، والطائفي ، والشامي ، والحلبي ، واليماني ، والحضرمي ، والهجري ، والمصري ، والنيسابوري ، والجبلي ، والكناسي ، والهمذاني ، والبرقي ، والسجستاني ، والقمي وغيرهم.

رابعاً : تنوع الاختصاص في مختلف ضروب المعرفة الإنسانية ، من علوم لغوية وشرعية وطبيعية ، أكسب مدرسة أهل البيت البقاء والدقة والشمولية ، وأدى إلى نشاط ملحوظ في حركة التأليف.

فتجد في أصحابه عليه‌السلام المفسر والقارئ والفقيه والمتكلم والراوي والشاعر واللغوي والمؤرخ وغيرهم ، فمن أصحاب أبي جعفر عليه‌السلام من علماء التفسير وعلوم القرآن : أبو النضر محمد بن السائب بن بشر الكلبي ، وهو أول من صنف في علم أحكام القرآن ، وله تفسير كبير ، وجابر بن يزيد الجعفي ، وأبو بصير ، وأبو حمزة الثمالي ، وصنف أبان بن تغلب في معاني القرآن (٢) ، وتفسير غريب القرآن.

ومن الفقهاء الذين أجمعت العصابة على تصديقهم ، وكونهم أفقه الأولين ستة : زرارة ، ومعروف بن خربوذ ، وبريد ، وأبو بصير الأسدي ، والفضيل بن

__________________

(١) اختيار معرفة الرجال ١ : ٣٤٨ / ٢١٩.

(٢) ذكره ابن النديم في الفهرست : ٢٧٦.

١٧٣

يسار ، ومحمد بن مسلم الطائفي ، وقالوا : وأفقه الستة زرارة (١).

ومن الفقهاء القراء : سليمان بن خالد الأقطع ، وأبان بن تغلب ، وكان أبان عالماً بالقراءات ، وله كتاب القراءات (٢) ، قرأ على عاصم ، وأبي عمرو الشيباني ، وطلحة بن مصرف ، والأعمش (٣) ، ومنهم حمران بن أعين ، وهو مقرئ كبير ، أخذ القراءة عرضاً عن أبي جعفر عليه‌السلام وآخرين ، وروى القراءة عنه عرضاً حمزة الزيات (٤).

وممن اهتمّ بالكلام من أصحابه عليه‌السلام : زرارة بن أعين بن سنسن ، وله مصنفات في الاستطاعة والجبر.

ومن أعلام اللغة والأدب : الشاعر الحجازي سديف بن مهران بن ميمون المكي ، ومالك بن أعين الجهني ، والكميت بن زيد الأسدي ، والشاعر الفقيه عبد اللّه بن غالب الأسدي ، وكثير عزّة ، وأبو جعفر محمد بن الحسن بن أبي سارة الرواسي الكوفي ، أستاذ الكسائي ، وإمام الكوفيين في النحو ، وأقدمهم بالتصنيف فيه.

وممن كتب في التاريخ : أبان بن تغلب ، وعبد اللّه بن إبراهيم بن محمد الجعفري ، ومحمد بن مبشر الثقفي ، ومسمع بن عبد الملك ، الملقب كردين.

ولكي نطلع القارئ الكريم على دور أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام في رفع منار

__________________

(١) اختيار معرفة الرجال ٢ : ٤٣١.

(٢) وهو كتاب القراءات ، ذكره ابن النديم في الفهرست : ٢٧٦.

(٣) غاية النهاية / ابن الجزري ١ : ٤.

(٤) غاية النهاية / ابن الجزري ١ : ٢٦١.

١٧٤

العلم وإقامة عماده ، وامتياز مدرسة أهل البيت بسعة معارفها وتنوع رجالها ، نعرض هنا مجموعة مختارة من أصحابه الثقات والمؤلفين :

١ ـ أبان بن تغلب بن رباح. كان عظيم المنزلة في أصحابنا ، لقي علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد اللّه عليهم‌السلام ، وروى عنهم ، وكانت له عندهم منزلة وقدم. وكان أبان رحمه‌الله مقدماً في كل فن من العلم في القرآن والفقه والحديث والأدب واللغة والنحو ، وله كتب ، منها : تفسير غريب القرآن (١) ، وكتاب الفضائل ، وكتاب صفين ، ولأبان قراءة مفردة مشهورة عند القراء ، وكان قارئاً من وجوه القراء. روي أنه كان اذا قدم المدينة تقوّضت إليه الحلق ، وأخليت له سارية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله . وقال له الباقر عليه‌السلام : «اجلس في مسجد المدينة وأفت الناس ، فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك». ومات أبان في حياة أبي عبد اللّه الصادق عليه‌السلام ، سنة ١٤١ هـ ، فلما أتاه نعيه قال : «أما واللّه لقد أوجع قلبي موت أبان» (٢).

٢ ـ إبراهيم بن أبي البلاد. كان ثقة قارئاً أديباً ، وكان راوية الشعر ، وله يقول الفرزدق :

يا لهف نفسي على عينيك من رجل.

وعمّر دهراً ، وكان للرضا عليه‌السلام إليه رسالة أثنى بها عليه ، وله كتاب (٣).

__________________

(١) قيل : هو أول من صنف فيه ، لأن معمر بن المثنى توفي بعد المئتين ، وأبان توفي سنة ١٤١ هـ.

(٢) رجال النجاشي : ١١ ، الفهرست / الشيخ الطوسي : ٥٧ ، خلاصة الأقوال : ٧٣ ، الذريعة ٢ : ١٣٥ ، وترجمه السيوطي في بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ، وياقوت الحموي في معجم الأدباء.

(٣) رجال النجاشي : ٢٢.

١٧٥

٣ ـ إبراهيم بن صالح الأنماطي. ثقة ، لا بأس به ، له كتب ، قال النجاشي : قال لي أبو العباس أحمد بن علي بن نوح : انقرضت كتبه فليس أعرف منها إلاّ كتاب الغيبة (١).

٤ ـ إبراهيم بن عثمان الخزاز. ثقة ، له أكثر من أصل ، وله كتاب النوادر (٢).

٥ ـ إبراهيم بن عمر الصنعاني. شيخ من أصحابنا ، ثقة ، له كتاب وأصول (٣).

٦ ـ إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى. مدني ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهما‌السلام ، وكان خصيصاً بهما ، والعامة لهذه العلة تضعّفه ، وحكى بعض أصحابنا عن بعض المخالفين أن كتب الواقدي سائرها إنما هي كتب إبراهيم ابن محمد بن أبي يحيى ، نقلها الواقدي وادّعاها. وذكر بعض أصحابنا أن له كتاباً مبوباً في الحلال والحرام عن أبي عبد اللّه عليه‌السلام (٤).

٧ ـ إبراهيم بن نعيم العبدي. أبو الصباح الكناني ، له كتاب ، ويسمى الميزان من ثقته ، قال له الصادق عليه‌السلام : أنت ميزان لا عين فيه (٥).

٨ ـ إسماعيل بن جابر الجعفي. ثقة ممدوح ، له أصول رواها عنه صفوان بن يحيى ، وله كتاب ذكره محمد بن الحسن بن الوليد في فهرسته (٦).

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٥ ، الفهرست / الشيخ الطوسي : ٣٤ ، خلاصة الأقوال : ٣١٤ ، رجال ابن داود : ٣٢ ، معالم العلماء : ٤١.

(٢) الذريعة ٢ : ١٣٦ و ٢٤ : ٣١٩.

(٣) رجال النجاشي : ٢٠ ، رجال الطوسي : ١٢١ ، معالم العلماء : ٤٢.

(٤) رجال النجاشي : ١٤ ، الذريعة ٧ : ٦١.

(٥) رجال الطوسي : ١٢١ ، نقد الرجال ١ : ٩٢ ، الذريعة ٢ : ١٣٧.

(٦) رجال النجاشي : ٣٢ رجال الطوسي : ١٢١ ، خلاصة الأقوال : ٥٤.

١٧٦

٩ ـ إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي. تابعي ، سمع أبا الطفيل عامر بن واثلة ، وكان فقيهاً ، نقل ابن عقدة : أن الصادق عليه‌السلام ترحم عليه ، وحكى عن ابن نمير أنه قال : ثقة (١).

١٠ ـ إسماعيل بن عبد الرحمن السدي. مفسر مشهور ، عدّه الشيخ من أصحاب السجاد والباقر والصادق عليهم‌السلام (٢).

١١ ـ إسماعيل بن الفضل بن يعقوب. من بني الحارث بن عبد المطلب ، ثقة ، من أهل البصرة ، روي أن الصادق عليه‌السلام قال : هو كهل من كهولنا ، وسيد من ساداتنا (٣).

١٢ ـ برد الأسكاف الأزدي الكوفي. عده الشيخ من أصحاب السجاد والباقر عليهما‌السلام ، وله كتاب (٤).

١٣ ـ بريد بن معاوية العجلي. وجه من وجوه أصحابنا ، ثقة فقيه ، روي أنه من حواري الباقر والصادق عليهما‌السلام ، وله محل عندهما ، قال الكشي : انه ممن اتفقت العصابة على تصديقه ، وممن انقادوا له بالفقه. ومات سنة ١٥٠ هـ (٥).

١٤ ـ ثابت بن دينار الكوفي الأزدي. أبو حمزة الثمالي ، ثقة ، من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمديهم في الرواية والحديث ، له كتاب تفسير القرآن ، وكتاب النوادر ، وكتاب الزهد (٦).

__________________

(١) خلاصة الأقوال : ٥٤ ، نقد الرجال ١ : ٢٢٠.

(٢) رجال الطوسي : ١٠٩ و ١٢٤ و ١٦٠.

(٣) رجال الطوسي : ١٢١ ، خلاصة الأقوال : ٥٣.

(٤) رجال النجاشي : ١١٣ ، رجال الطوسي : ١١٠ ، الذريعة ٦ : ٣١٥.

(٥) خلاصة الأقوال : ٨١.

(٦) رجال الطوسي : ١٢٩ ، الفهرست : ٩٠.

١٧٧

١٥ ـ جابر بن يزيد الجعفي. ثقة جليل مشهور له أصل وتفسير وكتاب النوادر والفضائل ، ورسالة أبي جعفر الباقر عليه‌السلام إلى أهل البصرة ، توفي سنة ١٢٨ هـ ، وقيل : ١٣٢ هـ (١).

١٦ ـ الحارث بن المغيرة النصري. بصري ، ثقة ثقة ، له كتاب (٢).

١٧ ـ حجر بن زائدة الحضرمي. ثقة صحيح المذهب ، صالح ، له كتاب (٣).

١٨ ـ حجر بن زائدة الحضرمي. أبو عبد اللّه ، ثقة صحيح المذهب ، له كتاب (٤).

١٩ ـ حذيفة بن منصور الخزاعي. ثقة ، له كتاب (٥).

٢٠ ـ حسان بن مهران الجمال. أخو صفوان الجمال ، عدّه الشيخ من أصحاب الباقر عليه‌السلام ، ثقة ثقة ، له كتاب (٦).

٢١ ـ الحسن بن السري الكاتب. الكرخي ، ثقة ، له كتاب (٧).

٢٢ ـ الحسن بن علي بن أبي المغيرة الكوفي. ثقة ، له كتاب (٨).

٢٣ ـ الحسين بن ثوير بن أبي فاختة. ثقة ، له كتاب نوادر (٩).

__________________

(١) رجال الطوسي : ١٢٩ ، نقد الرجال ١ : ٣٢٥ ، الذريعة ٢ : ١٤٤ و ٢٤ : ٣٢٤.

(٢) رجال النجاشي : ١٣٩ ، خلاصة الأقوال : ١٢٣ ، الذريعة ٦ : ٣١٩.

(٣) نقد الرجال ١ : ٤٠٣ ، الذريعة ٦ : ٣٢٠.

(٤) رجال النجاشي : ١٤٨.

(٥) رجال النجاشي : ١٤٧.

(٦) رجال النجاشي : ١٤٧ رجال الطوسي : ١٣٢ ، الفهرست : ١٢٠.

(٧) نقد الرجال ٢ : ٢٦.

(٨) رجال النجاشي : ١٤٩.

(٩) رجال النجاشي : ٥٥.

١٧٨

٢٤ ـ الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعيم. روى ابن عقدة ، عن الفضل بن يوسف ، قال : الحكم بن عبد الرحمن ، خيار ، ثقة ثقة (١).

٢٥ ـ الحكم بن المختار بن أبي عبيدة. ثقة (٢).

٢٦ ـ خالد بن طهمان. أبو العلاء الخفاف السلولي ، له نسخة أحاديث رواها عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وكان من العامة (٣).

٢٧ ـ رافع بن سلمة بن زياد الأشجعي. كوفي ، ثقة من بيت الثقات وعيونهم ، له كتاب (٤).

٢٨ ـ زحر بن عبد اللّه الأسدي. ثقة ، له كتاب (٥).

٢٩ ـ زرارة بن أعين. شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم ، كان قارئاً فقيهاً متكلماً شاعراً أديباً ، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين ، مات سنة ١٥٠ هـ ، كان ثقة صادقاً فيما يرويه ، وله مصنفات منها كتاب في الاستطاعة والجبر (٦).

٣٠ ـ زياد بن أبي الحلال. كوفي ثقة ، عده الشيخ من أصحاب الباقر عليه‌السلام ، له كتاب (٧).

٣١ ـ زياد بن سوقة البجلي. كوفي ، ثقة ، عده الشيخ من أصحاب

__________________

(١) نقد الرجال ٢ : ١٤١.

(٢) رجال الطوسي : ١٣١.

(٣) رجال النجاشي : ١٥١.

(٤) رجال النجاشي : ١٦٩ ، الذريعة ٦ : ٣٣١ ، خلاصة الأقوال : ١٤٧.

(٥) رجال النجاشي : ١٧٦ ، الذريعة ٦ : ٣٣٢.

(٦) نقد الرجال ٢ : ٢٥٤.

(٧) رجال النجاشي : ١٧١ ، رجال الطوسي : ١٣٦.

١٧٩

الباقر عليه‌السلام (١).

٣٢ ـ زياد بن عيسى الحذاء. كوفي ، ثقة صحيح ، له كتاب ، قال العقيقي العلوي : أبو عبيدة ، زياد الحذاء ، كان حسن المنزلة عند آل محمد عليهم‌السلام ، وكان زامل أبا جعفر عليه‌السلام إلى مكة (٢).

٣٣ ـ زياد بن المنذر. أبو الجارود الهمداني الخارقي ، زيدي المذهب ، واليه تنسب الزيدية الجارودية ، له أصل ، وكتاب تفسير القرآن ، رواه عن أبي جعفر عليه‌السلام أيام استقامته ، وكأنه كان يكتبه عن إملائه عليه‌السلام ، ولذا نسبه ابن النديم إلى الباقر عليه‌السلام (٣).

٣٤ ـ زيد بن محمد بن يونس. أبو أسامة الشحام ، كوفي ، ثقة عين ، له كتاب (٤).

٣٥ ـ سعد بن طريف الحنظلي الاسكاف. كان قاضياً ، وله رسالة الإمام الباقر عليه‌السلام إليه (٥).

٣٦ ـ سلام بن أبي عمرة الخراساني. ثقة ، له كتاب (٦).

٣٧ ـ سليمان بن خالد بن دهقان. أبو الربيع الأقطع ، كان قارئاً فقيهاً وجهاً ، خرج مع زيد عليه‌السلام فقطعت يده ، وكان الذي قطعها يوسف بن عمر بنفسه ، ومات في حياة أبي عبد اللّه عليه‌السلام ، فتوجع لفقده ، ودعا لولده ، وأوصى بهم أصحابه ، له

__________________

(١) رجال الطوسي : ١٣٥ ، خلاصة الأقوال : ١٤٩.

(٢) رجال النجاشي : ١٧٠ ، نقد الرجال ٢ : ٢٧٥.

(٣) رجال النجاشي : ١٧٠ ، الفهرست : ١٣١ ، الذريعة ٢ : ١٥٠ و ٤ : ٢٥١.

(٤) رجال ابن داود : ١٠٠ ، نقد الرجال ٢ : ٢٩٠.

(٥) رجال النجاشي : ١٧٨ ، نقد الرجال ٢ : ٣٠٩.

(٦) رجال النجاشي : ١٨٩ ، الذريعة ٦ : ٣٣٦.

١٨٠