الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ

علي موسى الكعبي

الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ

المؤلف:

علي موسى الكعبي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مركز الرسالة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-37-9
الصفحات: ٢٣٤

معرفة ، وبذكر الموت حاجزاً من الذنوب والمعاصي ».

« العجب كل العجب للمحتمين من الطعام والشراب مخافة الداء أن ينزل بهم ، كيف لا يحتمون من الذنوب مخافة النار إذا اشتعلت في أبدانهم ! » (١).

٣ ـ وصايا ومواعظ :

وردت المزيد من الوصايا والمواعظ التي أدلى بها الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام في مناسبات شتى ، وسلّط فيها الضوء على الكثير من المضامين الإسلامية السامية ، ويأتي على رأس تلك الوصايا وصيته لهشام بن الحكم ، وهي وصية مسهبة تشتمل على مواعظ بليغة وحكم رائعة وأقوال جامعة ، وضمنها عليه‌السلام شواهد من آي الكتاب الكريم وحديث الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأحاديث أمير المؤمنين علي والحسن وعلي بن الحسين عليهم‌السلام ، وشيئاً من حكمة لقمان والمسيح عليه‌السلام ومواعظ الإنجيل.

ومن مضامينها موضوع العقل وكونه حجة في المعرفة ، إذ ان أحد الأدلة المهمة على الربوبية والتوحيد هو التأمّل في الآفاق ، وأداته العقل ، وعدد فيها مكارم الأخلاق مرغّباً فيها ، وبيّن مساوئ الأخلاق مرغباً عنها ، وفيما يلي مختار منها :

قال هشام بن الحكم : « قال لي أبو الحسن عليه‌السلام : يا هشام ، إن لقمان قال لابنه : تواضع للحق تكن أعقل الناس. يا بني ، إن الدنيا بحر عميق ، قد

__________________

(١) اخترنا هذه الكلمات من كتاب تحف العقول : ٤٠٨ ، وأعلام الدين / الديلمي : ١٢٠ ، والتذكرة الحمدونية : ١١١ و ٢٦٩ ، ومعارج اليقين في أصول الدين / السبزواري : ٣١٤ ، ونهاية الارب / النويري ٣ : ٢٤٨ ، وبهجة المجالس / القرطبي ١ : ٦٨٩ ، وملحقات إحقاق الحق / المرعشي ٢٨ : ٥٦٣.

١٨١

غرق فيه عالم كثير ، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها الإيمان ، وشراعها التوكل ، وقيّمها العقل ، ودليلها العلم ، وسكانها الصبر.

يا هشام ، لكل شيء دليل ، ودليل العاقل التفكر ، ودليل التفكر الصمت ، ولكل شيء مطية ، ومطية العاقل التواضع ، وكفى بك جهلاً أن تركب ما نهيت عنه.

يا هشام ، إن العاقل الذي لا يشغل الحلال شكره ، ولا يغلب الحرام صبره.

يا هشام ، إن العقلاء زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة ، لأنهم علموا أن الدنيا طالبة ومطلوبة ، والآخرة طالبة ومطلوبة ، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه ، ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة ، فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته.

يا هشام ، إن كل الناس يبصر النجوم ولكن لا يهتدي بها إلاّ من يعرف مجاريها ومنازلها ، وكذلك أنتم تدرسون الحكمة ولكن لا يهتدي بها منكم إلاّ من عمل بها.

يا هشام ، بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين ، يطري أخاه إذا شاهده ، ويأكله إذا غاب عنه ، إن أعطى حسده ، وإن ابتلى خذله.

إن أسرع الخير ثواباً البر ، وأسرع الشر عقوبة البغي ، وإن شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه ، وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إلاّ حصائد ألسنتهم ، ومن حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه.

يا هشام ، لا يكون الرجل مؤمناً حتى يكون خائفاً راجياً ، ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو.

يا هشام ، مثل الدنيا مثل ماء البحر ، كلما شرب منه العطشان ازداد

١٨٢

عطشاً حتى يقتله.

يا هشام ، من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه ، وما أوتي عبد علماً فازداد للدنيا حباً إلاّ ازداد من الله بعداً ، وازداد الله عليه غضباً ».

وذكر في آخر الوصية خلق العقل ، ووزيره وهو الخير ، وجنوده وهي مكارم الأخلاق وعددها خمسة وسبعين ، وذكر الجهل ووزيره وهو الشر ، وجنوده وهي المساوئ التي تضادّ وتقابل المكارم ، وعددها خمسة وسبعين أيضاً ، مثل : الإيمان والكفر ، التصديق والتكذيب ، الإخلاص والنفاق ، العدل والجور ، الرضا والسخط ، الشكر والكفران ، اليأس والطمع ، الرأفة والغلظة.

ثم قال بعدها : « يا هشام ، لا تُجمع هذه الخصال إلاّ لنبي أو وصي أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، وأما سائر ذلك من المؤمنين فإن أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود من أجناد العقل حتى يستكمل العقل ويتخلص من جنود الجهل ، فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الأنبياء والأوصياء عليهم‌السلام ، وفّقنا الله وإياكم لطاعته » (١).

ومن مواعظه ووصاياه الاُخرى :

عن سعد بن أبي خلف ، قال موسى بن جعفر عليهما‌السلام لبعض شيعته : « أي فلان ، اتقِ الله ، وقل الحق وإن كان فيه هلاكك ، فإن فيه نجاتك. أي فلان ، اتق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك ، فإن فيه هلاكك » (٢).

وقال لبعض ولده : « يا بني ، إياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها ، وإياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها ، ولا تخرجنّك نفسك عن التقصير في عبادة الله وطاعته ، فإن الله لا يعبد حق عبادته ، وإياك والمزاح فإنه

__________________

(١) الكافي ١ : ١٠ ـ ١٥ / ١٢ ، تحف العقول : ٣٨٣ ـ ٤٠٢.

(٢) تحف العقول : ٤٠٨.

١٨٣

يذهب بنور إيمانك ويستخف مروءتك ، وإياك والضجر والكسل فإنهما يمنعان حظك من الدنيا والآخرة » (١).

ورأى عليه‌السلام رجلين يتسابان ، فقال : « البادئ أظلم ، ووزره ووزر صاحبه عليه ما لم يعتذر إلى المظلوم » (٢).

وسمع عليه‌السلام رجلاً يتمنى الموت ، فقال له : « هل بينك وبين الله قرابة يحاميك لها ؟ قال : لا. قال : فهل لك حسنات قدّمتها تزيد على سيئاتك ؟ قال : لا. قال : فأنت إذن تتمنى هلاك الأبد » (٣).

وعن حفص بن غياث ، قال : سمعت موسى بن جعفر عليهما‌السلام عند قبر وهو يقول : « إن شيئاً هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله ، وإن شيئاً هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره » (٤).

قال الحسن بن أسد : ذكر عنده بعض الجبابرة فقال عليه‌السلام : « أما والله لئن عزّ بالظلم في الدنيا ليذلنّ بالعدل في الآخرة » (٥).

وقال عليه‌السلام للفضل بن يونس : « أبلغ خيراً وقل خيراً ولا تكن إمّعة. قلت : وما الإمعة ؟ قال : لا تقل أنا مع الناس ، وأنا كواحد من الناس » (٦).

وعن سعيد بن محمد بن مسعدة ، قال : « قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام : إن عيال الرجل إسراؤه ، فمن أنعم الله عليه نعمة ، فليوسع على

__________________

(١) السرائر / ابن إدريس ٣ : ٥١٩ ، من لا يحضره الفقيه ٤ : ٤٠٨.

(٢) الكافي ٢ : ٣٦٠ / ٤ ، وفي تحف العقول : ٤٠٩ ما لم يعتد المظلوم ، وفي الكافي ٢ : ٣٢٢ / ٣ ما لم يتعد المظلوم.

(٣) كشف الغمة ٢ : ٢٥٢ ، ورواه الشبراوي في الإتحاف بحب الأشراف : ٥٤.

(٤) تحف العقول : ٤٠٨ ، معاني الأخبار : ٣٤٢ / ١.

(٥) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤١٤.

(٦) تحف العقول : ٤١٢.

١٨٤

إسرائه ، فإن لم يفعل أوشك أن تزول عنه تلك النعمة » (١).

وعن كليب الصيداوي ، قال : « قال لي أبو الحسن عليه‌السلام : إذا وعدتم الصبيان ففُوا لهم ، فإنهم يرون أنكم الذين ترزقونهم ، إن الله عزّ وجلّ ليس يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان » (٢).

٤ ـ ما نُسب إليه عليه‌السلام من الشعر :

كان عليه‌السلام قليل التعاطي للشعر مع قدرته عليه ، فقد كان يجيز (٣) الشعر منذ أن كان صبياً ، يدل على ذلك ما روى عنه عليه‌السلام ، قال : « دخلت ذات يوم من المكتب ومعي لوحي قال : فأجلسني أبي بين يديه وقال : يا بني اكتب : تنحّ عن القبيح ولا ترده. ثم قال : أجزه. فقلت : ومن أوليته حسناً فزده. ثم قال : ستلقى من عدوك كل كيد. فقلت : إذا كاد العدو فلا تكده. قال : فقال : ذرية بعضها من بعض » (٤).

ومما ورد من الشعر منسوباً إليه ، ما جاء في حديث شقيق بن إبراهيم البلخي الأزدي ، أنه خرج حاجاً في سنة ( ١٤٩ ه‍ ) ، ورأى الإمام أبا الحسن عليه‌السلام وكان قائماً على بئر وبيده ركوة يريد أن يستقي ماءً ، فسقطت الركوة من يده في البئر ، فرمق السماء وأنشأ يقول :

أنت ريي إذا ظمئت إلى الماء

وقوتي إذا أردت الطعاما (٥)

وعن موسى بن بكر ، قال : ما أحصي ما سمعت أبا الحسن موسى عليه‌السلام ينشد :

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه ٤ : ٤٠٢ ، روضة الواعظين : ٣١٠.

(٢) الكافي ٦ : ٥٠ / ٨ ، أمالي الصدوق : ٥٢٦ / ٧١٢ ، من لا يحضره الفقيه ٤ : ٢٨٧ / ٨٦٣.

(٣) الإجازة : أن تتم مصراع بيت الشعر الذي يقوله غيرك.

(٤) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٣٣.

(٥) كشف الغمة ٣ : ٣ ، نور الأبصار : ١٤٩ ، تذكرة الخواص : ٣٤٨.

١٨٥

فإن يك يا أميم علي دين

فعمران بن موسى (١) يستدين (٢)

وجاء في مناظرة له مع الرشيد حين لقيه في الحج أنه أنشد عليه‌السلام :

هب الدنيا تؤاتينا سنينا

فتكدر تارة وتلذ حينا

فما أرضى بشيء ليس يبقى

وأتركه غداً للوارثينا

كأني بالتراب علي يُحثى

وبالإخوان حولي نائحينا

ويوم تزفر النيران فيه

وتقسم جهرة للسامعينا

وعزة خالقي وجلال ربي

لأنتقمن منكم أجمعينا (٣)

٥ ـ إسهاماته عليه‌السلام في علم الطب :

للإمام الكاظم عليه‌السلام إرشادات كثيرة تنضوي تحت علم الطب ، منها مواصفات لبعض الأدوية والأغذية وعلاجات لبعض الأمراض ، وقد جمع زميلنا الأستاذ شاكر شبع في كتابه الموسوم ( طب الإمام الكاظم عليه‌السلام ) (٤) كل ما ورد عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام من حديث يتعلق بعلم الطب ، وجعل في هامش كتابه دراسة وافية ومقارنة بين طبه عليه‌السلام والطب الإسلامي والعربي واليوناني.

وفيما يلي بعض ما ورد عن الإمام الكاظم عليه‌السلام من إرشادات طبية عامة :

مضاعفات الدواء :

قال أبو الحسن الأول عليه‌السلام : « ادفعوا معالجة الأطباء ما اندفع الداء عنكم ،

__________________

(١) قيل : المراد موسى بن عمران ، وإنّما قلب للوزن.

(٢) الكافي ٥ : ٩٥ / ١٠.

(٣) إحقاق الحق ١٢ : ٣١٢ ، عن الروض الفائق : ٦٥ ـ القاهرة.

(٤) نشر : المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه‌السلام ـ مشهد.

١٨٦

فإنه بمنزلة البناء قليله يجر إلى كثيره » (١).

وعن عثمان الأحول ، قال : « سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : ليس من دواء إلاّ وهو يهيج داء ، وليس شيء في البدن أنفع من إمساك اليد إلاّ عما يحتاج إليه » (٢).

الحمية :

عن عمرو بن إبراهيم ، قال : « سمعت أبا الحسن يقول : لو أن الناس قصدوا في المطعم ، لاستقامت أبدانهم » (٣).

وقال أبو الحسن عليه‌السلام : « الحمية رأس كل دواء ، والمعدة بيت الأدواء ، وعوِّد بدنك ما تعوَّد » (٤).

وعن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، قال : « ليس الحمية أن تدع الشيء أصلاً لا تأكله ، ولكن الحمية أن تأكل من الشيء وتخفف » (٥).

الحمام :

عن سليمان الجعفري ، عن أبي الحسن عليه‌السلام : « الحمام يوم ويوم لا ، يكثر اللحم ، وإدمانه كل يوم يذيب شحم الكليتين » (٦).

وعنه عليه‌السلام ، قال : « لا تدخلوا الحمام على الريق ، لا تدخلوه حتى تطعموا شيئاً » (٧).

__________________

(١) علل الشرائع : ٤٦٥ / ١٧.

(٢) الكافي ٨ : ٢٧٣ / ٤٠٩.

(٣) المحاسن : ٤٣٩ / ٢٩٦.

(٤) فقه الإمام الرضا عليه‌السلام : ٣٤٠.

(٥) الكافي ٨ : ٢٩١ / ٤٤٣.

(٦) الكافي ٦ : ٤٩٦ / ٢.

(٧) من لا يحضره الفقيه ١ : ١١٦ / ٢٤٥.

١٨٧

علامات الدم :

عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : « علامات الدم أربعة : الحكة ، والبثرة ، والنعاس ، والدوران » (١).

سنن الرأس والبدن :

وعن الحسن بن الجهم ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : « خمس من السنن في الرأس ، وخمس في الجسد ؛ فأما التي في الرأس : فالسواك ، وأخذ الشارب ، وفرق الشعر ، والمضمضة ، والاستنشاق. وأما التي في الجسد : فالختان ، وحلق العانة ، ونتف الإبطين ، وتقليم الأظفار ، والاستنجاء » (٢).

وجاء عنه عليه‌السلام وصفاً لبعض العلاجات وذكراً لمواصفات كثير من الأغذية والأدوية نذكر منها :

علاج البصر :

عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام ، قال : « ثلاثة يجلين البصر : النظر إلى الخضرة ، والنظر إلى الماء الجاري ، والنظر إلى الوجه الحسن » (٣).

وعن علي بن يقطين ، عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام ، قال : « إن الشعر على الرأس إذا طال أضعف البصر ، وذهب بضوء نوره ، وطمّ الشعر يجلي البصر ويزيد في ضوء نوره » (٤).

وعن سليم مولى علي بن يقطين ، أنه كان يلقى من عينيه أذىً ، قال : « فكتب إليه أبو الحسن عليه‌السلام : ما يمنعك من كحل أبي جعفر عليه‌السلام ؟ جزء كافور

__________________

(١) الخصال : ٢٥٠ / ١١٥.

(٢) الخصال : ٢٧١ / ١١.

(٣) الخصال : ٩٢ / ٣٥.

(٤) السرائر ٣ : ٥٧٥.

١٨٨

رباحي ، وجزء صبر اصقوطري ، يدقان جميعاً وينخلان بحريرة ، يكتحل منه مثلما يكتحل من الإثمد ، الكحلة في الشهر تحدر كل داء في الرأس وتخرجه من البدن. قال : فكان يكتحل به ، فما اشتكى عينه حتى مات » (١).

الحجامة :

قال العالم عليه‌السلام : « الحجامة بعد الأكل ، لأنه إذا شبع الرجل ثم احتجم اجتمع الدم وخرج الداء ، وإذا احتجم قبل الأكل خرج الدم وبقي الداء » (٢).

وعن حمزة بن الطيار ، قال : « كنت عند أبي الحسن الأول عليه‌السلام ، فرآني أتأوّه ، فقال : ما لك ؟ قلت : ضرسي. فقال : احتجم. فاحتجمت فسكن ، فأعلمته ، فقال لي : ما تداوى الناس بشيء خير من مصة دم أو مزعة عسل. قلت : جعلت فداك ، ما المزعة عسل ؟ قال : لعقة عسل » (٣).

التفاح :

عن الجعفري ، قال : سمعت أبا الحسن الأول عليه‌السلام يقول : « التفاح شفاء من خصال : من السم ، والسحر ، واللمم يعرض من أهل الأرض ، والبلغم الغالب ، وليس شيء أسرع منفعة منه » (٤).

وعن زياد القندي ، قال : « دخلت المدينة ومعي أخي سيف ، فأصاب الناس رعاف ، فكان الرجل إذا رعف يومين مات ، فرجعت إلى المنزل ، فإذا سيف يرعف رعافاً شديداً ، فدخلت على أبي الحسن عليه‌السلام فقال : يا زياد ، أطعم سيفاً التفاح. فأطعمته إياه فبرئ » (٥).

__________________

(١) الكافي ٨ : ٣٨٢ / ٥٨٢.

(٢) مكارم الأخلاق : ٧٣.

(٣) الكافي ٨ : ١٩٤ / ٢٣١.

(٤) المحاسن : ٥٥٣ / ٨٩٨.

(٥) الكافي ٦ : ٣٥٦ / ٤.

١٨٩

الإجاص :

عن زياد القندي ، قال : « دخلت على أبي الحسن الأول عليه‌السلام وبين يديه تور ماء فيه إجاص أسود في إبّانه ، فقال : إنه هاجت بي حرارة ، وإن الأجاص الطري يطفئ الحرارة ، ويسكن الصفراء ، وإن اليابس منه يسكن الدم ، ويسل الداء الدوي » (١).

خبز الشعير :

وعنه عليه‌السلام ، قال : « فضل خبز الشعير على البُرّ كفضلنا على الناس ، ما من نبي إلاّ وقد دعا لآكل الشعير وبارك عليه ، وما دخل جوفاً إلاّ وأخرج كل داء فيه ، وهو قوت الأنبياء وطعام الأبرار ، أبى الله أن يجعل قوت الأنبياء للأشقياء » (٢).

البيض :

عن عمر بن أبي حسنة الجمال ، قال : « شكوت إلى أبي الحسن عليه‌السلام قلة الولد ، فقال : استغفر الله وكل البيض بالبصل » (٣).

المبحث الرابع

الدور العلمي لأصحابه عليه‌السلام

التفّ حول الإمام أبي الحسن عليه‌السلام المئات من الرواة الثقات ممن أخذ عنه وتلمّذ له من أهل بيته ومن غيرهم ، قال الشيخ المفيد : « قد روىٰ الناس عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام فأكثروا ، وكان أفقه أهل زمانه وأحفظهم

__________________

(١) الكافي ٦ : ٣٥٩ / ١.

(٢) مكارم الأخلاق : ١٥٤.

(٣) المحاسن : ٤٨٠ / ٥١٠.

١٩٠

لكتاب الله » (١).

وكان على رأس أصحابه أقطاب مدرسة أبيه الصادق عليه‌السلام الذين تواصلوا مع الإمام الكاظم عليه‌السلام طيلة وجوده في المدينة ، وكان منهم الرواة الثقات والفقهاء والمؤلفون وأهل الكلام والفلسفة والأدب والتاريخ من وجوه الطائفة ، وسجلوا دوراً فاعلاً في تأصيل مبادئ العقيدة ونشر الأحكام الشرعية والمعارف الدينية ومختلف العلوم الإسلامية كالحديث والتفسير والفقه والكلام وغيرها ، ولا تزال بعض نتاجاتهم إلى اليوم منها رجال البرقي ، ومسائل علي ابن جعفر ، ومسند الإمام الكاظم عليه‌السلام للمروزي.

لقد بلغ عدد أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام الذين رووا عنه وتلمذوا له وصحبوه (٢٧٤) رجلاً على ما ذكره الشيخ الطوسي في الرجال ، وبلغوا أكثر من خمسمائة رجل وفق أحصاء أحد المتتبعين المعاصرين (٢) ، ومع كون هذه الأرقام هي أقل من الواقع إلاّ أنها تعكس حجم الدور الذي اضطلع به الإمام عليه‌السلام وأصحابه على صعيد رواية العلم ونشره.

وكان من دأب أصحاب الإمام أنّهم إذا سمعوا حديثا عنه بادورا إلى إثباته في أُصولهم ، روى ابن طاوس عن زيد النهشلي ، قال : كان جماعة من خاصة أبي الحسن عليه‌السلام من أهل بيته وشيعته يحضرون مجلسه ومعهم في أكمامهم ألواح أبنوس لطاف وأميال ، فإذا نطق أبو الحسن عليه‌السلام بكلمة ، أو أفتى في نازلة ، أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك (٣) ، ودأب بعضهم على الرواية عنه أو مكاتبته حتى في ظروف السجن ، فكان لعلي بن سويد السائي مكاتبات إلى أبي الحسن عليه‌السلام يوم

__________________

(١) الإرشاد ٢ : ٢٣٥.

(٢) الأستاذ عبد الحسين الشبستري في كتابه أحسن التراجم لأصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام وقد عدّ فيه (٥٤٠) رجلاً.

(٣) مهج الدعوات : ٢١٩.

١٩١

كان محبوساً ، وكان لأبي عمران موسى بن إبراهيم المروزي مسند عنه عليه‌السلام رواه عنه في السجن حين كان معلماً لأولاد السندي.

وكانت لأصحاب الإمام أصول وكتب ونسخ دوّنوها عنه ، وكان بعضهم كلما صنّف كتاباً قرأه على أصحابه في المسجد ، روي عن سهل بن زياد الآدمي أنه لما صنّف عبد الله بن المغيرة كتابه ، وعد أصحابه أن يقرأ عليهم في زاوية من زوايا مسجد الكوفة (١).

وصارت تلك الكتب والأصول مصادر أولية للحديث ، استقرّ الأمر فيما بعد على اعتبارها والتعويل عليها لتشكّل المراجع الأساسية لمجاميع الحديث المتأخرة عن عهد الأئمة.

وأمام هذا العدد الكبير من الرواة ، ومع تنوع عطاءاتهم العلمية ، لا تتاح لنا فرصة التفصيل ، لذلك اقتصرنا على ذكر المؤلفين والثقات من أصحاب الإمام عليه‌السلام ، كي لا نخرج عن الغرض في هذه الدراسة المقتضبة ، وهي بنظرنا كافية لبيان نشاطهم ودورهم الفاعل في خدمة رسالة الإسلام ، ونشر الوعي بين أوساط الأُمّة.

ونذكر أولاً من صرح المترجمون له من مصنفي الرجال أن له كتاباً أو أصلاً أو نوادر أو مسائل أو نسخة ، بحسب ترتيب الحروف : إبراهيم بن أبي البلاد.. إبراهيم بن أبي محمود الخراساني.. إبراهيم بن صالح الأنماطي.. ابراهيم بن عيسى الخزّاز.. إبراهيم بن محمد الأشعري.. إبراهيم بن مهزم الأسدي.. إبراهيم بن نصر الجعفي.. إبراهيم بن نعيم العبدي.. إبراهيم بن يوسف الكندي.. أحمد بن أبي بشر السراج.. أحمد بن عمر بن أبي شعبة الحلبي.. إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك الاشعري.. إسحاق بن عمار الكوفي.. إسماعيل بن جابر الجعفي.. إسماعيل بن عبد الخالق الكوفي.. إسماعيل بن همام الكندي.. أيوب بن الحر الجعفي.. بسطام بن سابور الواسطي.. بشر بن مسلمة الكوفي.. بشر بن يسار العجلي.. بكر

__________________

(١) بحار الأنوار ٤٨ : ١٧٤.

١٩٢

بن الأشعث الكوفي.. بكر بن محمد الأزدي.. ثعلبة بن ميمون القاري.. جميل بن صالح الأسدي.. الحارث بن المغيرة بياع الزطي.. حبيب بن المعلل الخثعمي.. حديد بن حكيم الأزدي.. حذيفة بن منصور الكوفي بياع السابري.. حسان بن مهران الجمال.. الحسن بن أيوب.. الحسن بن زياد الصيقل.. الحسن بن علي الوشاء.. الحسن بن علي بن يقطين.. الحسين بن أبي غندر.. حفص بن البختري.. حفص بن سوقة العمري.. حماد بن عثمان الرؤاسي.. موسى بن إبراهيم المروزي.. حميد بن المثنّى العجلي.. خالد بن زياد القلانسي.. خالد بن سعيد القمّاط.. خالد ابن يزيد الكوفي.. خلف بن حماد الكوفي.. داود بن زربي.. داود بن سرحان العطار الكوفي.. داود بن علي الهاشمي.. داود بن فرقد الأسدي.. داود بن النعمان الأنباري بياع الأنماط.. ربعي بن عبد الله الهذلي (١).. رفاعة بن موسى النخّاس (٢).. رومي ابن زرارة بن أعين.. زيد بن محمد الشحام.. سالم بن مكرم الكناسي.. سعد بن أبي خلف الزهري.. سعيد بن عبد الرحمن الأعرج.. سعيد بن يسار الحناط.. سلمة بن محمد الخزاعي.. سليم بن عمران الفراء.. سليمان بن جعفر الجعفري (٣).. سماعة بن مهران الحضرمي.. سندي بن الربيع.. سهل بن اليسع الأشعري.. سيف بن عميرة النخعي.. شعيب بن يعقوب العقرقوفي.. صالح ابن خالد المحاملي.. صفوان بن مهران الجمال.. الضحاك الحضرمي (٤).. العباس بن عامر القصباني.. عبد الله بن حكيم الخثعمي.. عبد الله بن غالب الأسدي.. عبد الله بن القاسم الحضرمي.. عبد الله بن محمد الأهوازي.. عبد الله بن يحيى الكاهلي.. عبد الحميد بن سالم العطار.. عبد الرحمن بن الحجاج بياع السابري..

__________________

(١) له كتاب الراهب والراهبة.

(٢) له كتاب مبوب في الفرائض.

(٣) له كتاب فضل الدعاء.

(٤) له كتاب في التوحيد.

١٩٣

عبد العزيز بن المهتدي الأشعري.. عبد الكريم بن عمرو الخثعمي.. عبد الملك بن عتبة الصيرفي.. علي بن حديد المدائني.. علي بن حمزة بن الحسن القرشي الهاشمي.. علي بن سويد السائي.. علي بن شجرة الشيباني.. علي بن عبيد الله القرشي الهاشمي (١).. علي بن وهبان.. علي بن يقطين.. عمر بن اُذينة (٢).. عمار بن موسى الساباطي.. عمر بن عبد العزيز البصري.. عمر بن محمد بن يزيد بياع السابري (٣).. عمرو بن المنهال القيسي.. عيسى بن عبد الله الأشعري.. عيسى بن المستفاد البجلي (٤).. عيص بن القاسم البجلي.. فرج بن السندي.. الفضل بن محمد الأشعري.. الفضل بن يونس الكاتب.. القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل.. القاسم بن محمد الجوهري الكوفي البغدادي.. الليث بن البختري.. محمد بن إسحاق الصيرفي.. محمد بن بكر بن جناح.. محمد بن تميم النهشلي.. محمد ابن ثابت.. محمد بن زرقان.. محمد بن الصباح.. محمد بن صدقة.. محمد بن عذافر.. محمد بن عمر بياع السابري.. محمد بن الفرج الرخجي.. محمد بن فضيل بن كثير الصيرفي.. محمد بن مرازم الساباطي.. منصور بن يونس بزرج.. نشيط بن صالح ابن لفافة العجلي.. نصر بن قابوس اللخمي.. النضر بن سويد الصيرفي.. هيثم بن عبد الله الرماني.. يحيى بن عبد الرحمن الأزرق.. يحيى بن عمران الحلبي.. يحيى ابن القاسم أبو بصير (٥).. يعقوب بن شعيب التمار.. يونس بن يعقوب البجلي (٦).. أبو شعيب المحاملي.

__________________

(١) له كتاب في الحج يرويه عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام.

(٢) له كتاب الفرائض.

(٣) له كتاب في مناسك الحج وفرائضه ، وما هو مسنون من ذلك.

(٤) له كتاب الوصية.

(٥) له كتاب يوم وليلة.

(٦) له كتاب الحج.

١٩٤

أما الذين صرح الرجاليون بأن لهم أكثر من مصنَّف أو كتاب فهم :

١ ـ أحمد بن محمد بن عمرو بن أبي نصر البيزنطي ، له كتابا نوادر ، وكتاب الجامع.

٢ ـ إسماعيل بن موسى بن جعفر عليه‌السلام ، له عدّة كتب يرويها عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام منها : الطهارة ، الصلاة ، الزكاة ، الصوم ، الحج ، الجنائز ، النكاح ، الطلاق ، الحدود ، الديات ، الدعاء ، السنن والآداب ، الرؤيا.

٣ ـ الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين الشيباني ، له كتاب ومسائل.

٤ ـ الحسن بن علي بن فضال الكوفي ، له عدّة كتب ، منها : الزيارات ، البشارات ، النوادر ، الردّ على الغالية ، الشواهد من كتاب الله ، المتعة ، الناسخ والمنسوخ ، الملاحم ، الصلاة ، الزهد ، الديات ، التفسير ، الطب ، الأنبياء ، المبتدأ ، الرجال وغيرها.

٥ ـ الحسن بن محبوب بن وهب السراد ، له كتب منها : كتاب المشيخة ، الحدود ، الديات ، الفرائض ، المناكح ، الطلاق ، النوادر وهو نحو ألف ورقة ، التفسير ، معرفة رواة الأخبار ، العتق وغيرها.

٦ ـ حماد بن عيسى الجهني ، له كتاب النوادر ، الزكاة ، الصلاة ، مسائل التلميذ وتصنيفه عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، وفيه عبر ومواعظ وتنبيهات على منافع الأعضاء من الإنسان والحيوان ، وفصول من الكلام في التوحيد ، وهو عبارة عن مسائل حماد للإمام الصادق عليه‌السلام.

٧ ـ حمدان بن المعافى الصبيحي ، له كتاب شرائع الايمان ، وكتاب الإهليلجة.

٨ ـ داود بن كثير الرقي ، له كتاب المزار ، والإهليلجة.

٩ ـ دعبل بن علي الخزاعي ، له من الكتب : طبقات الشعراء ، الواحدة في مثالب العرب ومناقبها ، ديوان شعر.

١٩٥

١٠ ـ زرارة بن أعين الشيباني ، له كتاب العهود ، الاستطاعة ، الجبر.

١١ ـ زكريا بن آدم القمي ، له كتاب ومسائل.

١٢ ـ سعيد بن جناح الكوفي ، له كتاب صفة الجنة والنار ، قبض روح المؤمن والكافر ، أدرجه الشيخ المفيد في العيون والمحاسن.

١٣ ـ صفوان بن يحيى البجلي ، صنّف ثلاثين كتاباً منها : كتاب الوضوء ، الصلاة ، الصوم ، الحج ، الزكاة ، النكاح ، الطلاق ، الفرائض ، الوصايا ، الشراء والبيع ، العتق والتدبير ، البشارات ، النوادر.

١٤ ـ عبد الله بن إبراهيم بن محمد الجعفري ، له كتب منها : خروج محمد بن عبد الله ومقتله ، خروج صاحب فخ ومقتله.

١٥ ـ عبد الله بن حماد الأنصاري ، له من الكتب : شعر أبي طالب وأخباره ، طبقات الشعراء.

١٦ ـ عبد الله بن سنان الكوفي ، له من الكتب : الصلاة ، الصلاة الكبير ، الحلال والحرام.

١٧ ـ عبد الله بن مسكان ، له عدّة كتب منها : الإمامة ، الحلال والحرام.

١٨ ـ عبد الله بن المغيرة البجلي ، قالوا : إنه صنّف ثلاثين كتاباً ، منها : كتاب الوضوء ، الصلاة ، الزكاة ، الفرائض ، وكتاب في أصناف الكلام.

١٩ ـ عبد الله بن الوضّاح الكوفي ، له كتب منها : كتاب الصلاة.

٢٠ ـ علي بن جعفر الصادق عليه‌السلام ، له كتب منها : المسائل ، كتاب في الحلال والحرام ، قال النجاشي : يروي عنه تارة مبوباً وأخرى غير مبوب.

٢١ ـ علي بن رئاب الطحّان ، له أصل ، وله كتب منها : الوصية ، الإمامة ، الديات.

٢٢ ـ فضالة بن أيوب الأهوازي ، له كتاب النوادر ، الصلاة.

٢٣ ـ محمد بن أبي عمير ، ذكر ابن بطة أن له أربعة وتسعين كتاباً ، منها :

١٩٦

الاحتجاج ، النوادر ، يوم وليلة ، المغازي ، الكفر والإيمان ، فضائل الحج ، البداء ، الملاحم ، الاستطاعة ، المعارف ، الرضاع ، الطلاق ، التوحيد ، الردّ على أهل القدر والجبر ، الإمامة ، المتعة ، المسائل وغيرها.

٢٤ ـ محمد بن إسماعيل بن بزيع الكوفي ، له كتب منها : الحج ، وثواب الحج.

٢٥ ـ محمد بن خالد البرقي ، كان أديباً حسن المعرفة بالأخبار وعلوم العرب ، له عدّة كتب منها : حروب الأوس والخزرج ، رجال البرقي الكبير ، الطبقات الصغير ، مكة والمدينة ، النوادر ، التحريف والتبديل ، التنزيل والتعبير ، يوم وليلة ، التفسير ، العلل ، كتاب في علم الباري ، الخطب.

٢٦ ـ محمد بن علي بن النعمان ، المعروف بمؤمن الطاق ، له عدّة كتب منها : الجمل ، الردّ على المعتزلة في إمامة المفضول ، المعرفة ، الإمامة ، إثبات الوصية ، كتاب مجالسه مع أبي حنيفة ، كتاب كلامه على الخوارج.

٢٧ ـ معاوية بن عمار الدهني ، له كتب منها : كتاب الحج ، الصلاة ، يوم وليلة ، الدعاء ، الطلاق ، مزار أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٢٨ ـ مسمع بن عبد الملك البصري ، له نوادر كثيرة ، وأيام البسوس.

٢٩ ـ معاوية بن وهب البجلي ، له كتب منها : كتاب فضائل الحج.

٣٠ ـ منصور بن حازم البجلي ، له كتب منها : أصول الشرائع ، الحج.

٣١ ـ هشام بن الحكم ، وكان من خواصه عليه‌السلام ، وكانت له مناظرات كثيرة مع المخالفين ، وهو ممن فتق الكلام في الإمامة ، حاذق بصناعة الكلام ، حاضر الجواب ، كان له أصل ، وله مصنّفات كثيرة تجاوزت الثلاثين ، نذكر منها : الدلالات على حدوث الأشياء ، الردّ على الزنادقة ، الردّ على أصحاب الإثنين ، كتاب التوحيد ، الرد على أصحاب الطبائع ، الجبر والقدر ، الرد على المعتزلة ، الرد على إرسطاطاليس في التوحيد ، الألفاظ ، علل التحريم ، الميزان وغيرها.

٣٢ ـ هشام بن سالم الجواليقي ، له كتب منها : الحديث ، التفسير ، الحج ،

١٩٧

المعراج.

٣٣ ـ يونس بن عبد الرحمن ، له أكثر من ثلاثين كتاباً ، منها : جامع الآثار ، الشرائع ، علل الحديث ، اختلاف الحديث ، السهو ، الأدب ، الدلالة على الخير ، اختلاف الحج ، كتاب الاحتجاج في الطلاق ، الفرائض ، الجامع الكبير في الفقه ، التجارات ، تفسير القرآن ، فضل القرآن ، الحدود ، الآداب ، المثالب ، علل النكاح ، البداء ، البيوع ، الرد على الغلاة.

ونودّ التذكير أن أغلب هؤلاء من الثقات أو الممدوحين عند أهل الجرح والتعديل ، وهناك من الثقات لم يرد لهم تصنيف ، ولم نذكرهم مع المؤلفين ، ومنهم : إسماعيل بن الفضل الهاشمي.. جعفر بن إبراهيم بن محمد القرشي.. القاسم ابن بريد بن معاوية العجلي.. معتب المدني مولى أبي عبد الله عليه‌السلام.. أبو عامر بن جناح.. أبو المحتمل الكوفي.. أبو مصعب الزيدي (١).

* * *

__________________

(١) راجع : رجال النجاشي ، الفهرست والرجال والاختيار لشيخ الطائفة ، خلاصة العلاّمة ، رجال ابن داود ، معالم العلماء / ابن شهرآشوب ، فهرست ابن النديم ، هدية العارفين / إسماعيل باشا البغدادي ، الذريعة / آقا بزرك الطهراني.

١٩٨



الفصل السابع

شهادته عليه‌السلام

انتهت رحلة العذاب التي قطعها الإمام الكاظم موسى بن جعفر عليه‌السلام بشهادته مسموماً ، وكان عليه‌السلام على موعد مع الشهادة من يوم عودته إلى المدينة خلال رحلته الاُولى إلى العراق ، إذ نزل زبالة فالتقاه أبو خالد الزبالي فسلم عليه ، وقال : «الحمد لله الذي خلّصك منهم ، فنعى إليه نفسه قائلاً عليه‌السلام : يا أبا خالد ، إن لهم إليّ عودة لا أتخلّص منها » (١).

لقد كان رأي رجال السلطة وعلى رأسهم هارون قائماً على تصفية الإمام عليه‌السلام ، وقد تخلّص بإذن الله من عدّة محاولات في هذا السبيل ، فحين كان مودعاً في سجن عيسى بن جعفر بن المنصور في البصرة ، كتب الرشيد إلى عيسى في دمه ، فاستدعى عيسى بن جعفر بعض خاصته وثقاته ، فاستشارهم فيما كتب به الرشيد ، فأشاروا عليه بالتوقف عن ذلك والاستعفاء منه ، وحين سلمه إلى الفضل بن الربيع أراده الرشيد على شيء من أمره فأبى ، فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل بن يحيى البرمكي ، فتسلمه منه ووسّع عليه ، فكتب إليه الرشيد وهو في الرقة ينكر عليه ذلك ويأمره بقتله ، فتوقف عن ذلك ، فاغتاظ

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٧٧ / ٣ ، إثبات الوصية : ١٦٥ ، الخرائج والجرائح ١ : ٣١٥ / ٨.

١٩٩

الرشيد ، وأمر بجلد الفضل بن يحيى مائة سوط ولعنه ، ثم أن يحيى بن خالد اعتذر للرشيد بقوله : إن الفضل حدث وأنا أكفيك ما تريد ، ثم خرج يحيى إلى بغداد ، فدعا السندي فأمره بأمره فامتثله ، وجعل سماً في طعام فقدمه إليه ، وقيل : جعله في رطب ، ولبث ثلاثاً بعده موعوكاً ، ثم مات في اليوم الثالث شهيداً مظلوماً صابراً محتسباً.

فلما استشهد الإمام عليه‌السلام أدخل السندي الفقهاء ووجوه أهل بغداد عليه ، وأشهدهم على أنه مات حتف أنفه ولا أثر به ، فنظروا إليه وشهدوا على ذلك ، وإنما فعل ذلك ليواري سوأته ، وأخرج الجثمان المطهر فوضع على الجسر ببغداد ، ونودي : هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه ، فجعل الناس يتفرّسون في وجهه وهو ميت ، ثم حُمل فدفن في مقابر قريش (١).

فكان دم الإمام عليه‌السلام موزعاً بين ثلاثة : أولهم الرشيد الذي أمر بالقتل ، والثاني المنفّذ للقتل وهو السندي ، والثالث يحيى بن خالد الوزير المقرب الذي أراد إرضاء الرشيد والتزلف إليه بسبب عصيان ابنه الفضل لأوامر الرشيد ، فنفذ ما أراد الرشيد أمر السندي بقتل الإمام عليه‌السلام ، لأن الرشيد يريد أن يظهر بمظهر البريء من دمه إلى آخر الشوط.

على الجسر :

وضع النعش المحمول على الجسر ، وكان أمر الرشيد بإحضار أكثر وجوه

__________________

(١) الإرشاد ٢ : ٢٤٠ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤٠ ، مقاتل الطالبيين : ٣٣٦ ، الغيبة / الطوسي : ٢٦ / ٦ ، اعلام الورى / الطبرسي ٢ : ٣٣ ، الفصول المهمة / ابن الصباغ : ٢٢٠.

٢٠٠