توضيح المراد - ج ١

السيد هاشم الحسيني الطهراني

توضيح المراد - ج ١

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني الطهراني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
المطبعة: المصطفوي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٩٠٢

انه طعن فى كل الخ فان عمر طعن فيه عليه‌السلام بالمزاح والدعابة.

قول الشارح : صعصعة بن صوحان ـ العبدى الكوفى سيد قومه عبد القيس الثقة الممدوح عند الفريقين ، يعد من البلغاء والخطباء ، كان من خواص امير المؤمنين عليه‌السلام ، له ارشاد لعمر ، ومحاورة مع عثمان ، ومواقف مع معاوية ، راجع تاسع الغدير ط ٢ ص ٤٣ و ١٤٧.

قول الشارح : لقيس بن سعد ـ هو ابو القاسم قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن ابى حزيمة بن ثعلبة بن ظريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن ماء السماء بن حارثة بن الغطريف بن امرئ القيس بن البطريق بن ثعلبة بن البهلول بن مازن بن الازد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشحب بن يعرب بن قحطان ، راجع فى ترجمته ثانى الغدير ط ٢ ص ٦٦ ـ ١١٢ وتاسعه ص ١٢٦

قول الشارح : سلمان الفارسى ـ ابو عبد الله الّذي قال الباقر عليه‌السلام لبعض من ذكره عنده : مه لا تقولوا سلمان الفارسى ، ولكن قولوا : سلمان المحمدى ، وروى عنه عليه‌السلام انه قال : جلس عدة من اصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ينتسبون وفيهم سلمان ، وان عمر ساله عن نسبه واصله ، فقال : انا سلمان بن عبد الله ، كنت ضالا فهدانى الله بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكنت عائلا فاغنانى الله بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكنت مملوكا فأعتقني الله بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذا حسبى ونسبى ، ثم خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحدثه سلمان وشكا إليه ما لقى من القوم وما قال لهم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معشر قريش ان حسب الرجل دينه ومروته ، واصله عقله ، قال الله تعالى : ( إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) ، يا سلمان ليس لاحد من هؤلاء عليك فضل الا بتقوى الله وان كان التقوى لك عليهم فانت افضل.

ثم ان فضائله المروية عن النبي والائمة عليهم‌السلام كثير كثير ، منها انه ادرك علم الاول والآخر ، وانه بحر لا ينزح ، وانه من اهل البيت عليهم‌السلام ، وانه كان

٧٤١

من المتوسمين ، وانه علم الاسم الاعظم ، وانه اخبر عن بعض الغيوب ، وانه باب الله فى الارض من عرفه كان مؤمنا ومن انكره كان كافرا ، وانه كان محدّثا ، وانه افقه الناس ، وانه فى العاشرة من درجات الايمان ، وان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال فيه : سلمان ابن الاسلام وقال : سلمان جلدة بين عينىّ وقال : انه مثل لقمان الحكيم.

وفى رجال الممقانى : كان اصل سلمان من شيراز او رامهرمز او الاهواز او شوشتر او اصفهان من قرية الناجى ، ولقاموس الرجال كلام على كلام الممقانى ، توفى فى إمارة عثمان بالمدائن ودفن بها وقبره مزار مشهور.

قول الشارح : واولكم اسلاما الخ ـ الاحاديث من الفريقين فى ذلك متواترة ، راجع ثالث الغدير ط ٢ ص ٢١٩ ـ ٢٤٣.

قول الشارح : وقال انس ـ هو ابو حمزة انس بن مالك بن النضر بن ضمضم ابن زيد بن حرام الخزرجى خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمه أمّ سليم.

قال البلاذرى فى الانساب : اخذت أمه بيده مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فقالت : يا رسول الله هذا ابنى وهو غلام كاتب ولم يكن بلغ الحلم ، قال انس : فخدمته تسع سنين فما قال لى قط اسأت او بئس ما صنعت مات بالبصرة سنة اثنتين وتسعين.

اقول : هو من الذين اصابهم دعاء امير المؤمنين عليه‌السلام عليهم لاخفائهم حديث الغدير بعد منا شدته اياهم ، راجع اوّل الغدير ط ٢ ص ١٩٢.

قول الشارح : عبد الله بن الحسن ـ اظن ان الصحيح عبد الله بن عباس ، وقع الخطاء من النساخ ، اذ لم اجد فيمن روى هذا الحديث على كثرتهم المسمى به ، راجع وحقق.

قول الشارح : لانه كان فى منزل الخ ـ روى انه صلى‌الله‌عليه‌وآله اخذه من ابى طالب فى صغره ورباه عنده فى بيته ، راجع الجزء الثامن والثلاثين من البحار ص ٢٣٨ و ٢٥٤ وثالث الغدير ص ٢٣٩.

قول الشارح : وانذر عشيرتك الخ ـ قد مر الكلام فى ذلك فى اوائل المسألة الخامسة ، وامير المؤمنين عليه‌السلام من عشيرته الاقربين ، وابو بكر ليس من عشيرته ،

٧٤٢

فدعاه قبله واجاب قبله فهو الاول.

قول الشارح : لا يقال ان اسلامه الخ ـ من الخصوم قائلون بانه عليه‌السلام كان حين اسلامه ابن خمسة عشر او ستة عشر ، راجع فى الايراد والجواب عنه كملا ثالث الغدير ط ٢ ص ٢٣٦ والثامن والثلاثين من البحار ص ٢٥٤ الخ والتعليقات على احقاق الحق وغيرها.

قول الشارح : المقدمتان ممنوعتان ـ اى كون اسلامه قبل البلوغ ، والاسلام قبل البلوغ لا اعتبار به.

قول الشارح : زوجتك اقدمهم اسلاما ـ يعنى هذا الكلام منه صلى‌الله‌عليه‌وآله يدل على ان اسلامه عليه‌السلام حين اسلم كان مقبولا ، وقبول اسلامه يدل على بلوغه حين اسلامه او اعتبار اسلامه ان كان قبل البلوغ ، على انه ليس معقولا هذا الايراد بعد ان ثبت قبول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اسلامه.

قول الشارح : حكم ابو حنيفة ـ هو النعمان بن ثابت بن زوطى بن ماه مولى تيم الله بن ثعلبة الكوفى احد الائمة الاربعة السنية صاحب الرأى والقياس ، راجع فى ترجمته حادى عشر الغدير ص ١٢٧ الخ والكنى والالقاب.

قول الشارح : واذا كان كذلك دل الخ ـ اى واذا كان الصبى ممكنا ان يكون رشيدا كامل العقل قبل سن البلوغ دل اسلامه حين اسلم ان الرشد فيه واقع وكمال العقل فيه متحقق ، بيان الملازمة ان طبع الصبى مجبول على حب الابوين والكون معهما ، مائل ملائم للهو واللعب ، فاذا اعرض عن ذلك واسلم فى بدء دعوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وتوجه الى الله تعالى وعبادته ونظر فى الامور العقلية العرفانية والتكاليف الالهية ولازم النبي لزاما دائما دل ذلك على عظيم منزلته فى الكمال الانسانى من العقل وغيره فيكون اسلامه صحيحا معتبرا.

قول الشارح : ابن نباتة ـ هذا ليس الاصبغ بن نباتة صاحب امير المؤمنين عليه‌السلام ، والظاهر انه ابو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن اسماعيل بن نباتة الفارقى صاحب الخطب المعروفة المتوفى سنة ٣٧٤ ، وكان بالخطيب المصرى ،

٧٤٣

راجع الكنى والالقاب ، وفى الحادى والاربعين من البحار ص ١٤٦ : نباتة من دون كلمة ابن فيه سقط.

قول الشارح : عبد الحميد بن يحيى ـ قال ابن النديم فى الفهرست : عبد الحميد بن يحيى كاتب مروان بن محمد ، وكان أولا معلم صبيته ، ينتقل فى البلدان ، وعنه اخذ المترسلون ، ولطريقته لزموا ، وهو الّذي سهل سبيل البلاغة فى الرسل ، واحد دهره ، وكان من اهل الشام من مدينة ... ، ولرسائله مجموع نحو الف ورقة.

قول الشارح : حتى قتل ـ مر تفصيله فى مطاعن عثمان.

قول الشارح : لم يراقب ابن عمه ـ هذا اشارة الى ما روى الكشى من خيانة ابن عباس فى بيت مال البصرة وكتاب امير المؤمنين عليه‌السلام إليه بتخويفه وتهديده وتعييره وانكاره عليه عمله وامره برد ما اخذه وحمله ، لكن هذا النقل لم يثبت بالقطع عند ارباب التواريخ والتراجم ، راجعها وراجع قاموس الرجال فى ترجمة عبد الله بن عباس فانه استقصى الكلام فى ذلك.

قول الشارح : ولا اخاه ـ هو عقيل بن ابى طالب ، وهذا اشارة الى ما فى نهج البلاغة فى العدد المائتين والتسعة عشر من كلامه عليه‌السلام لعقيل : ثكلتك الثواكل يا عقيل الخ حين استعطاه من بيت المال زيادة على ما جعل له.

قول الشارح : دار مصقلة بن هبيرة ـ هو الشيبانى ، له عليه‌السلام إليه كتاب بالتعيير والتوبيخ والتهديد والعظة وهو عامله على اردشير خره حين بلغه عليه‌السلام انه قسم فىء المسلمين فى قومه ، والكتاب مذكور فى الجزء الثالث من النهج بالعدد الثالث والاربعين ، وله عليه‌السلام دعاء عليه لما هرب الى معاوية لعنه الله ، وهو مذكور فى الجزء الاول من النهج بالعدد الثالث والاربعين ، وهدم عليه‌السلام داره بعد هربه.

قول الشارح : دار جرير الخ ـ هو ابو عمرو او ابو عبد الله جرير بن عبد الله البجلي الكوفى ، جعله امير المؤمنين عليه‌السلام عاملا على الشام وارسله إليها بكتاب

٧٤٤

عزل معاوية لعنه الله عنها ، ثم خدعه معاوية وابطأ عنه حتى اخذ بيعة اهل الشام لنفسه وأثار فتنة الحرب ، وله ذكر فى النهج فى الجزء الاول بالعدد الثانى والاربعين ، وفى الجزء الثالث بالعدد الثامن ، فلما رجع الى العراق اتهمه الناس فى امر معاوية لعنه الله ووقع بينه وبين مالك الاشتر رضوان الله عليه نزاع وعاتبه الاشتر وشتمه فذهب جرير بعد ذلك الى قرقيسا ، وهدم امير المؤمنين عليه‌السلام داره بالكوفة ، وكان مسجد جرير فيها احد المساجد الملعونة الممنوع فيها الصلاة.

قول الشارح : ولم يلتفت ـ اى لم يلتفت فى امر الحق تعالى واقامة حدوده الى انكار او اعتراض او مدح او قدح من احد.

قول الشارح : ولم يساوه الخ ـ لان غيره ممن تولى الامر داهن اهل النفاق والمتعدين حدود الله تعالى لحفظ رئاسته واستقامة امره كما مر بعض ذلك فى الكتاب ، وراجع لاكثر منه كتاب الغدير.

قول المصنف : واحفظهم الخ ـ روى الصدوق فى الباب الثالث والاربعين من توحيده بالاسناد عن الاصبغ بن نباتة ، قال : لما جلس على عليه‌السلام فى الخلافة وبايعه الناس خرج الى المسجد متعمما بعمامة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

لابسا بردة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، متنعلا نعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله متقلدا سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فصعد المنبر فجلس عليه‌السلام عليه متمكنا ثم شبك بين اصابعه فوضعها اسفل بطنه ، ثم قال : يا معشر الناس سلونى قبل ان تفقدونى ، هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، هذا ما زقنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله زقا زقا ، سلونى فان عندى علم الاولين والآخرين ، اما والله لو ثنيت لى الوسادة فجلست عليها لافتيت اهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول : صدق على ما كذب ، لقد افتاكم بما انزل الله فىّ ، وافتيت اهل الإنجيل بانجيلهم حتى ينطق الإنجيل فيقول : صدق على ما كذب ، لقد افتاكم بما انزل الله فىّ ، وافتيت اهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول : صدق على ما كذب ، لقد افتاكم بما انزل الله فىّ ، وانتم تتلون القرآن ليلا ونهارا فهل فيكم

٧٤٥

احد يعلم ما نزل فيه ، ولو لا آية فى كتاب الله لاخبرتكم بما كان وبما يكون وما هو كائن الى يوم القيامة ، وهى هذه الآية ( يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) ثم قال : سلونى قبل ان تفقدونى ، فو الله الّذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سالتمونى عن آية آية فى ليل انزلت أم فى نهار انزلت ، مكيها ومدنيها ، سفريها وحضريها ، ناسخها ومنسوخها ، محكمها ومتشابهها ، وتاويلها وتنزيلها لاخبرتكم ، الخ ، وروى عنه عليه‌السلام نحو هذا كثيرا ، رواه الفريقان بالاسانيد ، راجع سادس الغدير ط ٢ ص ١٩٣ والبحار والكافى وغيرها.

قول الشارح : ونقل الجمهور انه تأخر الخ ـ هذا ما قاله المخالفون فى وجه تاخره عليه‌السلام عن البيعة ، وهو باطل عندنا ، بل الوجه بطلان تلك البيعة ، وانما بايع عليه‌السلام بعد تلك الوقائع الهائلة كرها شفقة على الامة وحفظا لاساس الملة ورعاية لوصية سيد الرسل صلى‌الله‌عليه‌وآله .

قول الشارح : وائمة القراء الخ ـ هم السبعة المشهورون : عاصم وحمزة والكسائى الكوفيون ، وابن كثير المكى ، ونافع المدنى ، وابو عمرو البصرى ، وابن عامر الدمشقى ، وثلاثة آخرون ليسوا بتلك الشهرة : خلف بن هشام البزاز : يعقوب بن اسحاق ؛ يزيد بن القعقاع ، راجع فيهم وفى مآخذهم ورواتهم مدخل البيان فى تفسير القرآن ومقدمة تفسير مجمع البيان وغيرهما.

واما ابو عبد الله السلمى فاسمه عبد الله بن حبيب احد التابعين ، صحب امير المؤمنين عليه‌السلام وسمع منه ؛ وكان يقول : قرأت القرآن كله على على بن ابى طالب عليه‌السلام ، قيل : انه صار مخالفا له عليه‌السلام آخر الامر ، فراجع.

قول المصنف : ولاخباره بالغيب ـ راجع فى ذلك الجزء الحادى والاربعين من البحار وخامس الغدير ط ٢ ص ٥٢ ـ ٦٥

قول الشارح : ذى الثدية ـ قد مر فى المسألة السابعة من المقصد الرابع فى ضمن معجزات نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله انه صلوات الله عليه وآله اخبر عليا عليه‌السلام

٧٤٦

بخبر ذى الثدية ، واحال الشارح بيانه الى هذا الموضع.

واما تفصيل القصة فاذكر هنا ما اورده السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوى رضوان الله عليه فى كتابه « النص والاجتهاد » بقوله : ومنها ( اى من اجتهادات ابى بكر فى قبال نص رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ) امره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقتل ذى الثدية راس الخوارج ، ذو الثدية هذا هو ذو الخويصرة التميمى حرقوص بن زهير رأس المارقة ، اراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله استئصال شافة عيثه وفساده فى الارض فامر بقتله ، لكن رياء هذا المارق بتخشعه فى صلواته غرّ بعض الخاصة من الصحابة فكرهوا قتله وآثروا استحياءه ، وحسبك فى ذلك ما اخرجه جماعة من اهل السنن والمسانيد من الائمة وحفظة الآثار ، واللفظ لابى يعلى فى مسنده ـ كما فى ترجمة ذى الثدية من اصابة ابن حجر ـ عن انس ، قال : كان فى عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل يعجبنا تعبده واجتهاده ، وقد ذكرنا ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله باسمه فلم يعرفه فوصفناه بصفته فلم يعرفه ، فبينا نحن نذكره اذ طلع الرجل علينا قلنا : هو هذا ، قال : انكم لتخبرونى عن رجل ان فى وجهه لسفعة من الشيطان ، فاقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انشدك الله هل قلت حين وقفت على المجلس : ما فى القوم احد افضل منى او خير منى؟ قال : اللهم نعم ، ثم دخل يصلى فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من يقتل الرجل؟ فقال ابو بكر : انا ، فدخل عليه فوجده يصلى ، فقال : سبحان الله اقتل رجلا يصلى وقد نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قتل المصلين ، فخرج فقال رسول الله : ما فعلت؟ قال : كرهت ان اقتله وهو يصلى وقد نهيت عن قتل المصلين ، قال رسول الله : من يقتل الرجل قال عمر : انا ، فدخل فوجده واضعا جبهته ، قال عمر : ابو بكر افضل منى ، فخرج فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : مهيم؟ قال : وجدته واضعا جبهته لله فكرهت ان اقتله ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من يقتل الرجل؟ فقال على : انا ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : انت ان ادركته ، فدخل عليه فوجده قد خرج ، فرجع الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : مهيم؟ قال : وجدته قد خرج ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو قتل ما اختلف من امتى رجلان ،

٧٤٧

الحديث ، واخرجه الحافظ محمد بن موسى الشيرازى فى كتابه الّذي استخرجه من تفاسير يعقوب بن سفيان ومقاتل بن سليمان ويوسف القطان والقاسم بن سلام ومقاتل بن حيان وعلى بن حرب والسدى ومجاهد وقتادة ووكيع وابن جريح ، وارسله ارسال المسلمات جماعة من الاثبات كابن عبد ربه الاندلسى عند انتهائه الى القول فى اصحاب الاهواء من اواخر الجزء الاول من عقده الفريد ، وقد جاء فى آخر ما اورده من هذا الحديث ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : هذا اوّل قرن يطلع فى امتى لو قتلتموه ما اختلف بعده اثنان ، ان بنى اسرائيل افترقت على اثنتين وسبعين فرقة وان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها فى النار الا فرقة واحدة الحديث ، وحدثنى من اثق به فى فضله وورعه وتتبعه : ان أبا بكر مرّ بهذا المارق ـ بعد ان امر بقتله فكره قتله ـ فوجده يصلى فى بعض الاودية حيث لا يطلع عليه سوى الله تعالى فراقه خشوعه وتضرعه فحمد الله على عدم قتله ، واتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شافعا به ، وذكر له ما رآه من صلاة الرجل ضارعا مبتهلا حيث لا يطلع عليه الا الله عز وجل فلم يسمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شفاعته ، بل امر على الفور بقتله فلما لم يقتله امر عمر ثم عليا بذلك وشدد عليهم القول فى وجوب قتله وقتل اصحابه ، هذا ما حدثنى به من اعرفه بالتقصى فى البحث والتنقيب يرسله لى ارسال المسلمات ؛ وقد فاتنى سؤاله عن مصدر حديثه هذا ؛ لكنى ولله الحمد لم يفتنى البحث عنه بنفسى حتى وجدته والحمد لله فى مسند احمد بن حنبل من حديث ابى سعيد الخدرى ؛ قال : ان أبا بكر جاء الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله انى مررت بوادى كذا وكذا فاذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلى : فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اذهب فاقتله ؛ قال : فذهب إليه ابو بكر فلما رآه على تلك الحال كره ان يقتله ؛ فرجع الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ قال : فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعمر : اذهب فاقتله فذهب عمر فرآه على تلك الحال التى رآه ابو بكر فكره ان يقتله فرجع ؛ فقال : يا رسول الله انى رايته يصلى متخشعا فكرهت ان اقتله ؛ قال : يا على اذهب فاقتله ؛ قال : فذهب على فلم يره فرجع على فقال : يا رسول الله انه لم يره ؛ قال : فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان هذا واصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ؛ يمرقون من الدين كما

٧٤٨

يمرق السهم من الرمية ؛ ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم فى فوقه ؛ فاقتلوهم ؛ هم شر البرية.

ثم قال السيد ذيل القصة : ان من امعن فى هذين الحديثين المختصين بهذا المارق ـ حديث ابى يعلى عن انس وحديث ابن حنبل عن ابى سعيد ـ علم بان لهذا المارق من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يومين ؛ امر فى كل منهما بقتله فلم يقتل ؛ وذلك ان حديث انس صريح بان النبي لم يكن مسبوقا بمعرفة هذا المارق ؛ وقد ذكروه ووصفوه له فلم يعرفه ولذا لم يأمر فيه بشيء حتى رآه وعرفه بسفعة من الشيطان بين عينيه وبما هو عليه من العجب بنفسه وحينئذ امر بقتله ، وكانت صلاة هذا المارق التى اعجبت الشيخين يومئذ فى المسجد بعد صدور الامر لهما بقتله ؛ اما حديث ابى سعيد فصريح بان أبا بكر رأى هذا المارق يصلى فى بعض الاودية لا فى المسجد فاعجبه خشوعه لله حيث لا يراه سواه ، فاخبر النبي بذلك فامر بقتله بدون ان يراه ؛ وهذا ليس الا لانه كان محكوما عليه من قبل ذلك بالقتل كما لا يخفى ؛ فالحديثان فى واقعتين متعددتين بلا ريب قوبل النص فيهما بالاجتهاد.

واتى رحمه‌الله بعد ذلك بكلام فى الخوارج وباحاديث فيهم وفى ذى الثدية ؛ ثم قال : ولنختم ما عنينا به من شئون هذه المارقة بحديث اخرجه الطبرانى فى الاوسط عن جندب ؛ قال : لما فارقت الخوارج عليا خرج فى طلبهم وخرجنا معه ؛ فانتهينا الى عسكر القوم ؛ فاذا لهم دوىّ كدوى النحل من قراءة القرآن ؛ واذا فيهم من اصحاب النقبات واصحاب البرانس ؛ فلما رأيتهم دخلنى من ذلك شدة ؛ فتنحيت فركزت رمحى ونزلت عن فرسى ونزعت برنسى فنشرت عليه درعى واخذت بمقود فرسى فقمت اصلى الى رمحى وانا اقول : اللهم ان كان قتال هؤلاء القوم لك طاعة فاذن لى فيه وان كان معصية فارنى براءك ، فبينا انا كذلك اذ اقبل على بن ابى طالب ؛ فلما دنا منى قال : تعوّذ بالله يا جندب من شر السخط ؛ فجئت اسعى إليه ، ونزل فقام يصلى ؛ واذا برجل اقبل فقال : يا امير المؤمنين ألك حاجة فى القوم؟ قال : وما ذاك؟ قال : قطعوا النهر فذهبوا ؛ قال : ما قطعوه ؛ قال : سبحان الله ؛ ثم جاء آخر فقال : قد قطعوا

٧٤٩

النهر فذهبوا ؛ : قال : ما قطعوه ، قال : سبحان الله ، ثم جاء آخر فقال : قد قطعوا النهر فذهبوا ؛ قال على : ما قطعوه ، ثم جاء آخر فقال : قد قطعوا النهر فذهبوا ، قال على : ما قطعوه ولا يقطعونه وليقتلن دونه ، عهد من الله ورسوله ؛ ثم ركب فقال لى : يا جندب انى باعث إليهم رجلا يدعوهم الى كتاب ربهم وسنة نبيهم ، فلا يقبل عليهم بوجهه حتى يرشقوه بالنبل ، يا جندب انه لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة ؛ ثم قال : من يأخذ هذا المصحف فيمشى به الى هؤلاء القوم فيدعوهم الى كتاب الله وسنة نبيه وهو مقتول وله الجنة ؛ فاجابه شاب من بنى عامر بن صعصعة ، فخرج الشاب بالمصحف الى القوم ؛ فلما دنا منهم نشبوه ؛ فقال على : دونكم القوم ، قال جندب : فقتلت بكفى هذه ثمانية قبل ان اصلى الظهر ؛ وما قتل منا عشرة ؛ وما نجا منهم عشرة كما قال على ، والحمد لله.

اقول : قتل من اصحاب على عليه‌السلام تسعة ؛ وبقى من الخوارج تسعة تفرقوا فى البلاد وكان فرق الخوارج بعد ذلك منهم.

قول الشارح : سلعة الخ ـ السلعة هى كالغدة بين اللحم والجلد اذا ضغطت مارت مورا وتكون بقدر حمصة الى بطيخة ، والثدية تصغير الثدى وكذا الخويصرة تصغير الخاصرة

وفى الجزء الحادى والاربعين من البحار ص ٢٨٣ عن الارشاد : قال امير المؤمنين عليه‌السلام وهو متوجه الى قتل الخوارج : لو لا انى اخاف ان تتكلموا وتتركوا العمل لاخبرتكم بما قضاه الله على لسان نبيه عليه وآله السلام فيمن قاتل هؤلاء القوم مستبصرا بضلالتهم ، وان فيهم لرجلا يقال له ذو الثدية ؛ له ثدى كثدى المرأة ؛ وهم شر الخلق والخليقة ؛ وقاتلهم اقرب الخلق الى الله وسيلة ، ولم يكن المخدج معروفا فى القوم ؛ فلما قتلوا جعل عليه‌السلام يطلبه فى القتلى ويقول : والله ما كذبت ولا كذبت حتى وجد فى القوم وشق قميصه وكان على كتفه سلعة كثدى المرأة ؛ عليها شعرات اذا جذبت انجذبت كتفه معها ، واذا تركت رجع كتفه الى موضعه ، فلما وجده كبّر وقال : ان فى هذا عبرة لمن استبصر

قول الشارح : جندب بن عبد الله ـ قال شرف الدين رضوان الله عليه فى ذيل

٧٥٠

كتابه « النص والاجتهاد » ص ٥٥ : هو جندب بن زهير بن الحارث بن كثير بن سبع بن مالك الازدى الغامدى ، كان من اصحاب امير المؤمنين وخاصة اوليائه ، وقد ذكره ابن حجر العسقلانى فى القسم الاول من اصابته على ان فى صحبته لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خلافا ، لكنه لا كلام فى كونه من كبار التابعين ورؤسائهم وزهادهم ، شهد مع امير المؤمنين حروبه ايام الجمل وصفين والنهروان وكان فى الصفين على الرجالة ، وعن ابن دريد فى أماليه بسنده الى ابى عبيدة عن يونس قال : كان عبد الله بن الزبير اصطفنا يوم الجمل فخرج إلينا صالح فقال : يا معشر فتيان قريش احذركم رجلين جندب بن زهير والاشتر فانكم لا تقومون لسيوفهما ، قلت : جندب بن زهير هذا غير جندب الّذي قتل الساحر بين يدى الوليد بن عقبة فان قاتل الساحر جندب بن كعب العبدى قتل بصفين مع على عليه‌السلام ، نص على ذلك الزبير بن بكار فى كتابه الموفقيات ، وهو المنقول عن ابن الكلبى وغيره.

قول الشارح : واخبرهم ٧ الخ ـ راجع فى هذه المغيبات التى اخبر عليه‌السلام بها وغيرها الجزء الحادى والاربعين من البحار.

قول الشارح : الحجاج ـ هو الحجاج بن يوسف بن الحكم بن ابى عقيل بن مسعود ابن عامر بن معتب بن ملك بن كعب بن الاخلاف الثقفى عليه لعائن الله عز وجل ، قال امير المؤمنين عليه‌السلام فى الخطبة ١١٢ من النهج مخاطبا اهل الكوفة موميا إليه : اما والله ليسلطن عليكم غلام ثقيف الذيال الميال يأكل خضرتكم ويذيب شحمتكم ، آية أبا وذحة ، قال الشريف رضوان الله عليه : اقول : الوذحة الخنفساء ، وهذا القول يومى به الى الحجاج ، وله مع الوذحة حديث ليس هذا موضوع ذكره.

والحجاج هذا هو الشقى السفاك الناصب لاهل البيت عليهم‌السلام واوليائهم ، قتل من قتل منهم ، ومنهم قنبر وكميل رضوان الله عليهما ، مات الحجاج سنة خمس وتسعين بواسط العراق وهو ابن اربع وخمسين ، وكان تأمّره على الناس عشرين سنة ، عليه لعائن الله تعالى.

قول الشارح : جويرية بن مسهر ـ العبدى ، عربى كوفى من ربيعة ، كان

٧٥١

من خواص امير المؤمنين عليه‌السلام واصحاب سره ، فعل به ذلك زياد بن ابيه لعنه الله بالكوفة.

قول الشارح : ميثم التمار ـ ميثم بن يحيى التمار سلام الله عليه ، عده المفيد فى الاختصاص من اصفياء اصحاب امير المؤمنين عليه‌السلام ، كان عبد الامرأة من بنى اسد فاشتراه امير المؤمنين عليه‌السلام فاعتقه واطلعه على علم كثير واسرار خفية وقال له ذات يوم : انك تؤخذ بعدى وتصلب وتطعن بحربة ، فاذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دما فتخضب لحيتك فانتظر ذلك الخضاب ، فتصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة وانت اقصرهم خشبة واقربهم من المطهرة ، وامض حتى اريك النخلة التى تصلب على جذعها فاراه اياها ، وكان ميثم يأتى فيصلى عندها ويقول بوركت من نخلة لك خلقت وبى غذيت ولم يزل يتعاهدها ، فعل ذلك به عبيد الله بن زياد لعنهما الله قبل قدوم حسين بن على عليهما‌السلام العراق بعشرة ايام فى العشر الاخر من ذى الحجة.

قول الشارح : عمرو بن حريث ـ هو المنافق الملعون الّذي آذى امير المؤمنين عليه‌السلام بنفاقه وسعى عند ابن زياد لعنه الله فى قتل ميثم التمار رضوان الله عليه وعبر عنه بالكذاب مولى الكذاب ، وانه احد من بايع الضّب.

قول الشارح : قنبر ـ على وزان جعفر ، وعلى وزان قنفذ سمى به بعض الرجال ، وعلى وزان جندب سمى به جد سيبويه النحوى ، عدّ المفيد رحمه‌الله فى الاختصاص قنبرا سلام الله عليه من خواص امير المؤمنين عليه‌السلام.

وفى ارشاد المفيد ونقل عنه العلامة المجلسى رضوان الله عليهما فى الجزء الثانى والاربعين من البحار ص ١٢٦ عند ذكر بعض اصحاب امير المؤمنين عليه‌السلام واحوالهم : ومن ذلك ما رواه عامة اصحاب السيرة من طرق مختلفة ان الحجاج بن يوسف الثقفى قال ذات يوم : احب ان اصيب رجلا من اصحاب ابى تراب فاتقرب الى الله بدمه ، فقيل له : ما نعلم احدا كان اطول صحبة لابى تراب من قنبر مولاه ، فبعث فى

٧٥٢

طلبه فاتى به ، فقال له : انت قنبر؟ قال : نعم ، قال : ابو همدان؟ قال : نعم ، قال : مولى على بن ابى طالب؟ قال : الله مولاى وامير المؤمنين على ولى نعمتى ، قال : ابرأ من دينه ، قال فاذا برئت من دينه تدلنى على دين غيره افضل منه؟ قال : انى قاتلك فاختر أي قتلة احب أليك ، قال : قد صيّرت ذلك أليك ، قال : ولم؟ قال : لانك لا تقتلنى قتلة الا قتلتك مثلها ، وقد اخبرنى امير المؤمنين عليه‌السلام ان ميتتى تكون ذبحا ظلما بغير حق ، قال : فامر به فذبح.

وروى ان الحجاج بن يوسف لعنه الله سأل قنبرا رضي‌الله‌عنه : مولى من انت؟ فقال : انا مولى من ضرب بسيفين وطعن برمحين ، وصلى القبلتين ، وبايع البيعتين وهاجر الهجرتين ، ولم يكفر بالله طرفة عين ، انا مولى صالح المؤمنين ، ووارث النبيين ، وخير الوصيين ، واكبر المسلمين ، ويعسوب المؤمنين ، ونور المجاهدين ورئيس البكائين ، وزين العابدين ، وسراج الماضين ، وضوء القائمين ، وافضل القانتين ، ولسان رسول رب العالمين ، واوّل المؤمنين من آل يس ، المؤيد بجبرئيل الامين ، والمنصور بميكائيل المتين ؛ والمحمود عند اهل السماء اجمعين ، سيد المسلمين والسابقين ، وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين ، والمحامى عن حرم المسلمين ، ومجاهد اعدائه الناصبين ، ومطفى نار الموقدين ، وافخر من مشى من قريش اجمعين ، واوّل من اجاب واستجاب امير المؤمنين ، ووصى نبيه فى العالمين ، وامينه على المخلوقين ، وخليفة من بعث إليهم اجمعين ، سيد المسلمين والسابقين ، ومبيد المشركين ، وسهم من مر امى الله على المنافقين ، ولسان كلمة العابدين ، ناصر دين الله ، وولى الله ، ولسان كلمة الله ، وناصره فى ارضه ، وعيبة علمه ، وكهف دينه ، امام الابرار ، من رضى عنه العلى الجبار ، سمح سخى ، حييّ بهلول سنحنحى ، زكى مطهر ابطحى ، جرىّ همام صابر صوام ، مهدى مقدام قاطع الاصلاب ، مفرق الاحزاب ، عالى الرقاب ، اربطهم عنانا ، واثبتهم جنانا. واشدهم شكيمة ، بازل باسل ، صنديد ، هزبر ، ضرغام ، حازم ، عزام ، حصيف ، خطيب ، محجاج ، كريم الاصل ، شريف الفصل ، فاضل القبيلة ، نقى العشيرة ، زكى الركانة. مؤدى الامانة

٧٥٣

من بنى هاشم ، وابن عم النبي صلى الله عليهما ، الامام المهدى الرشاد ، مجانب الفساد الاشعث الحاتم ، البطل الجماجم ، والليث المزاحم ، بدرى ، مكى ، حنفى ، روحانى ، شعشعانى ، من الجبال شواهقها ، ومن ذى الهضاب رءوسها ، ومن العرب سيدها ، ومن الوغى ليثها ، البطل الهمام ، والليث المقدام ، والبدر التمام ، محك المؤمنين ، ووارث المشعرين ، وابو السبطين الحسن والحسين ، والله امير المؤمنين حقا حقا على بن ابى طالب عليه من الله الصلوات الزكية والبركات السنية.

رواه الكشى رحمه‌الله فى رجاله عن ابراهيم بن الحسين الحسينى العقيقى رفعه ، ونقل عنه المجلسى رحمه‌الله فى الجزء الثانى والاربعين من البحار ص ١٣٣ ، وصاحب قاموس الرجال عنه أيضا ، ورواه المفيد رحمه‌الله فى الاختصاص ص ٧٣ بقوله : وفى رواية العامة سئل قنبر مولى من انت؟ فقال : انا مولى من ضرب بسيفين الخ.

نسب الى قنبر هذا رضوان الله عليه عدة من المحدثين.

قول الشارح : خالد بن عرفطة ـ راجح فى القصة الاختصاص المطبوع ص ٢٨٠ والجزء الحادى والاربعين من البحار ص ٢٨٨ ، والثالث من قاموس الرجال ص ٤٨٣.

قول الشارح : حبيب بن حماد ـ بالحاء والدال المهملتين ، وفى اكثر الكتب بالجيم والزاى المعجمتين.

قول الشارح : سلونى قبل الخ ـ هذا الخطاب قد وقع منه عليه‌السلام مكررا ، رواه الفريقان بذيول مختلفة ، راجع فى ذلك سادس الغدير ط ٢ ص ١٩٣ ـ ١٩٦ ، وسفينة البحار فى مادة سأل ترشدك الى مواضع البحار التى ذكر هذا فيها ، ومن المواضع الجزء العاشر من المطبوع جديدا ص ١١٧ ، وذكر هذا الاستسئال فى النهج الخطبة ٨٩ والخطبة ١٨٤.

قول الشارح : فقام إليه رجل ـ المشهور ان الرجل سعد بن ابى وقاص وسخله الملعون عمر بن سعد ، وقال العلامة المجلسى فى الجزء الحادى والاربعين من البحار ص ٣٢٨ بعد ذكر الخبر عن اعلام الورى : روى نحو ذلك ابن ابى الحديد من كتاب الغارات لابن هلال الثقفى عن زكريا بن يحيى العطار عن فضيل عن محمد بن على ، و

٧٥٤

قال فى آخره : وهو سنان بن انس النخعى.

قول المصنف : واستجابة دعائه ـ راجع فى ذلك الجزء الحادى والاربعين من البحار ص ١٩١.

قول الشارح : بسر بن ارطاة ـ وقيل : بسر بن ابى ارطاة كما فى الخطبة ٢٤ من النهج ، وراجع فى تفاصيل خباثة الرجل شروح النهج ومواضع من البحار مستطرقا إليها بالسفينة مادة بسر.

قول الشارح : واتهم العيران ـ اى اتهمه امير المؤمنين عليه‌السلام صادقا مصيبا ، وهكذا اسم الرجل فيما عندى من النسخ ، ولكن فى الجزء الحادى والاربعين من البحار ص ١٩٨ فيما روى عن الخرائج والارشاد « الغيرار » بالغين المعجمة فى اوله والراء المهملة فى آخره مكان النون ، وفى بعض كتب الرجال « العيزار » بالزاى قبل الألف والعين والراء المهملتين فى اوله وآخره.

قول الشارح : واستشهد جماعة الخ ـ راجع فى ذلك اوّل الغدير ط ٢ ص ١٩١ ـ ١٩٥ ، والحادى والاربعين من البحار الباب ١١٠.

قول الشارح : زيد بن ارقم ـ هو زيد بن ارقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الخزرجى ، وهو الّذي اخبر النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بنفاق عبد الله بن ابىّ فكذبه عبد الله فنزلت سورة المنافقين مصدقة لما قاله فيه ، وهو الّذي قال لابن زياد لعنه الله حين يضرب بالقضيب رأس الحسين عليه‌السلام : اعل بهذا القضيب عن هاتين الشفتين فو الّذي لا إله غيره لقد رأيت شفتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على هاتين الشفتين يقبلهما ثم اخذ يبكى ، فقال ابن زياد : ابكى الله عينيك فو الله لو لا انك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك ، وفى بعض الاخبار انه ندم على كتمانه حديث الغدير وكان يستغفر الله ويحدث به بعد كف بصره.

قول المصنف : وظهور المعجزات عنه ـ راجع فى ذلك الحادى والاربعين والثانى والاربعين من البحار وبعض اجزاء الغدير وغيرهما من كتب الفريقين.

قول الشارح : وقد تقدم الخ ـ فى المسألة الخامسة وقد تقدم فى

٧٥٥

المسألة الخامسة من المقصد الرابع جواز الاعجاز على غير الأنبياء لا سيما اوصيائهم عليهم‌السلام.

قول المصنف : واختصاصه بالقرابة ـ اشارة الى الآيات المذكور فيها ذو القربى ، فقد ورد من طرق الفريقين تفسيره به وباهل بيته ، راجع ثانى الغدير ط ٢ ص ٣٠٦ ـ ٣١١ وثالثه ص ١٧١ ـ ١٧٤.

اقول : بل هو فوق القرابة وانه نفس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لقوله تعالى : ( وَأَنْفُسَنا ) كما مر ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : على منى وانا منه فى روايات كثيرة مروية من الفريقين ، راجع الثامن والثلاثين من البحار.

قول المصنف : والاخوة ـ راجع فى ذلك مواضع من ثالث الغدير ، والثامن والثلاثين من البحار.

قول المصنف : ووجوب المحبة ـ راجع فى ذلك ما ذكرنا ذيل قوله : واختصاصه بالقرابة وسابع البحار وثامنه طبع الكمبانى.

قول المصنف : والنصرة ـ يدل على ذلك آيات ، منها ما ذكره الشارح ، ومنها قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) ، ومنها قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) ، راجع فى ذلك ثانى الغدير ط ٢ ص ٤٩ ـ ٥١ ، والسادس والثلاثين من البحار ص ٥١ ـ ٥٥ وص ٢٧ ـ ٣٢.

قول الشارح : بلفظة هو ـ لانه ضمير الفصل ، يدل على الحصر والاختصاص لانه يؤتى للدلالة على ان المسند كل هويته فى المسند إليه لا فى غيره ، وكتب المعانى تفصل ذلك بسطا فراجعها.

قول المصنف : ومساواة الأنبياء ـ اقول : بل هو عليه‌السلام افضل منهم عليهم‌السلام لانه نفس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وصنوه ومثله وهو افضل منهم بلا خلاف ، راجع فى ذلك كله التاسع والثلاثين من البحار ص ٣٥ ـ ٨٩ ، والجزء الاربعين منه ص ٢٠٨ ـ ٢١٢ ، ثم ان كثيرا من احاديث فضائله عليه‌السلام يدل على ذلك.

قول الشارح : البيهقى ـ قال ابن الاثير فى اللباب : البيهقى بفتح الباء الموحدة

٧٥٦

وسكون الياء آخر الحروف وبعدها الهاء وفى آخره القاف ، هذه النسبة الى بيهق وهى قرى مجتمعة بنواحى نيسابور على عشرين فرسخا منها ، وكانت قصبتها خسرو جرد فصارت سبزوار ، والمشهور بالنسبة إليها الامام ابو بكر احمد بن الحسين بن على بن موسى بن عبد الله البيهقى الحافظ الفقيه الشافعى ، كان عالما بالحديث والفقه وله كتب مصنفة تدل على كثرة فضله ، واستاذه فى الحديث الحاكم ابو عبد الله وفى الفقه ابو الفتح ناصر بن محمد العمرى المروزى ، سمع الكثير ، ومن مشهور مصنفاته السنن الكبير والسنن الصغير والسنن والآثار ودلائل النبوة وشعب الايمان وغيرها ، وكان مولده فى شعبان سنة اربع وثمانين وثلاثمائة ، ووفاته سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، وغيره من العلماء ينسب إليها.

قول المصنف : وخبر طائر والمنزلة ـ راجع فى ذلك ثالث الغدير ط ٢ ص ١٩٩ و ٢١٩ ، والجزء السابع والثلاثين من البحار ص ٢٥٤ ـ ٢٨٩ ، والثامن والثلاثين منه ص ٣٤٨ ـ ٣٦٠.

قول المصنف : والغدير ـ راجع كتاب الغدير والسابع والثلاثين من البحار ص ١٠٨ ـ ٢٥٣.

وذكر المصنف بعض هذه الامور كحديث الغدير والمنزلة والاخوة فى المسألة الخامسة للاستدلال على إمامته عليه‌السلام ، واعاد هنا لبيان افضليته عليه‌السلام.

قول الشارح : سعد بن ابى وقاص ـ اسم ابى وقاص مالك بن اهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ، ويقال لسعد : الزهرى ، وهو احد الستة فى الشورى ، ولاه عمر بن الخطاب الكوفة وعزله بعد شكوى اهلها منه وشطر امواله ، وولاها عمار بن ياسر رضي‌الله‌عنه بعده ، راجع سادس الغدير ط ٢ ص ٢٧١ ، وهو ممن قعد عن بيعة امير المؤمنين عليه‌السلام فاعرض عليه‌السلام عنهم فقال : لو علم الله فيهم خيرا لا سمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون ، وفى كتاب سليم بن قيس : ان سعدا امام المذبذبين ، مات سعد فى سنة توفى فيها الحسن بن على عليهما‌السلام وفى مقاتل ابى الفرج :

٧٥٧

اراد معاوية البيعة لابنه يزيد فلم يكن شيء اثقل عليه من امر الحسن بن على عليهما‌السلام وسعد بن ابى وقاص فدسّ إليهما سمّا فماتا منه.

قول الشارح : ابو رافع ـ مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، هو الّذي عمل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منبره من اثل الغابة ، وكانت سلمى مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عند ابى رافع فولدت له عبيد الله بن ابى رافع كاتب امير المؤمنين عليه‌السلام ، كان ابو رافع غلاما للعباس فوهبه لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما بشره باظهار العباس اسلامه اعتقه ، مات ابو رافع بعد خلافة عثمان.

قال التسترى فى قاموس الرجال فى المسمين بابراهيم : حيث انه مشهور بكنيته ابى رافع لم يعلم اسمه على التحقيق ، واختلفوا فيه على اقوال : ابراهيم وسنان وعبد الرحمن وثابت وهرمز واسلم وهو المشهور وهو الصواب ، انتهى ، ثم نقل اختلاف الاقوال فى زمان وفاته ، فراجع.

قول الشارح : ابن عباس ـ عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، امة لبانة بنت الحارث بن الحزن اخت ميمونة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال العلامة : كان محبا لعلى عليه‌السلام وتلميذه ، حاله فى الجلالة والاخلاص لامير المؤمنين عليه‌السلام اشهر من ان يخفى ، وقد ذكر الكشى احاديث تتضمن قدحا فيه هو اجل من ذلك وقد ذكرناه فى كتابنا الكبير وأجبنا عنها ، انتهى ، ولد بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين ، ودعا له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالفقه والتأويل ، كان حبر الامة وعالما بالتفسير آخذا اياه من امير المؤمنين عليه‌السلام ، كف بصره فى اواخر عمره ، وتوفى بالطائف سنة ٦٨.

قول الشارح : ابو جعفر الاسكافى ـ فى تاريخ بغداد : محمد بن عبد الله ابو جعفر المعروف بالاسكافى احد المتكلمين من معتزلة بغداد ، له تصانيف معروفة ، وكان الحسين بن على الكرابيسى يتكلم معه ويناظره ، وبلغنى انه مات فى سنة ٢٤٠.

وقال ابن الاثير فى اللباب : واما الاسكافية فهم طائفة من المعتزلة ، وهم اصحاب

٧٥٨

ابى جعفر الاسكافى الّذي يزعم ان الله تعالى لا يقدر على ظلم العقلاء ، وانما يقدر على ظلم المجانين تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

اقول : الاسكافى هذا غير ابى على محمد بن احمد بن الجنيد الاسكافى وغير ابى على محمد بن همام بن سهيل الاسكافى فانهما من اكابر علماء الشيعة الامامية ، وغيرهم من العلماء من عرف بالاسكافى أيضا.

قول الشارح : وقد بينا الخ ـ فى المسألة الخامسة.

قول الشارح : اعترض بعضهم الخ ـ ذكر هذا الاعتراض الرازى فى الاربعين بقوله : فانه روى الخ ، ونقله صاحب الغدير فى الجزء الاول ص ٣٨٣ عن نهاية ابن الاثير ٤ ص ٢٤٦ وسيرة الحلبى ٣ ص ٣٠٤ وبعض آخر بالعز والى القيل ، وذكر هؤلاء اسامة بن زيد مكان زيد بن حارثة : ونقل صاحب الغدير بعد ذلك عن مسند احمد بن حنبل ٥ ص ٣٤٧ ، وآخرين عن بريدة ، قال : غزوت مع على اليمن فرأيت منه جفوة ، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله يتغير ، فقال : يا بريدة الست اولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلى مولاه ، ونقل المجلسى رحمه‌الله هذا فى الجزء السابع والثلاثين من البحار ص ٢٢٠ و ٢٣٤ من طرق الخاصة والعامة بصورة مفصلة عن بريدة وعمران بن حصين ، فراجع.

ثم قال صاحب الغدير ادام الله عزّه : فكانّ راوى هذه القصة كراوى سابقتها اراد تصغيرا من صورة الامر فصبّها فى قالب قضية شخصية ، ونحن لا يهمنا ثبوت ذلك بعد ما اثبتنا حديث الغدير بطرقه المربية على التواتر ، فان غاية ما هنالك تكريره صلى‌الله‌عليه‌وآله اللفظ بصورة نوعية تارة وفى صورة شخصية اخرى ، لتفهيم بريدة ان ما حسبه جفوة من امير المؤمنين لا يسوغ له الوقيعة فيه على ما هو شان الحكام المفوض إليهم امر الرعية ، فاذا جاء الحاكم بحكم فيه الصالح العام ولم يرق ذلك لفرد من السوقة ليس له ان يتنقصه ، فان الصالح العام لا يدحضه النظر الفردى ، ومرتبة الولاية حاكمة على المبتغيات الشخصية ، فاراد صلى‌الله‌عليه‌وآله ان يلزم بريدة حدّه فلا يتعدى طوره

٧٥٩

بما اثبته لامير المؤمنين من الولاية العامة نظير ما ثبت له صلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله : الست اولى بالمؤمنين من انفسهم.

قول الشارح : المراد به الولاء ـ اى ولاء العتق ، فان زيدا اصيب بالسبى فى الجاهلية فاعتقه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتبنّاه بعد ان صار إليه.

قول الشارح : زيد بن حارثة ـ هو ابو اسامة زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ودّ بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبى ، كان حبّ الرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قتل سنة ثمان فى غزوة موتة التى قتل فيها جعفر بن ابى طالب ، فلما جاء نعيهما بكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : اخواى ومونساى ومحدثاى ، وهو الّذي نزل فيه قوله تعالى : ( فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها ) الخ.

قول الشارح : وهو انه لا اختصاص الخ ـ اى ليس ولاء زيد مختصا بعلى ابن ابى طالب عليه‌السلام ولا ولاؤه له كان مجهولا لاحد لان من متعارف العرب ان من كان مولى لاحد يعدّ مولى ذوى قرباه ، فلا فائدة لاثبات ذلك لاحد من اقاربه ولا فضيلة فيه مع انه صلى‌الله‌عليه‌وآله بصدد بيان فضيلة ومقام له يردع بذلك زيدا او بريدة عن تنقيصه فيه عليه‌السلام.

قال الصدوق رحمه‌الله فى معانى الاخبار ص ٧١ عند ذكر معنى « من كنت مولاه فعلى مولاه » مجيبا لهذا الاعتراض : وبإزاء ما يروونه من خبر زيد بن حارثة اخبار قد جاءت على ألسنتهم شهدت بان زيدا اصيب فى غزوة موتة مع جعفر بن ابى طالب عليه‌السلام وذلك قبل يوم غدير خم بمدة طويلة لان يوم الغدير كان بعد حجة الوداع ولم يبق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعده الا اقل من ثلاثة اشهر ، فاذا كان بإزاء خبركم فى زيد ما قد رويتموه فى نقضه لم يكن ذلك لكم حجة على الخبر المجمع عليه ، ولو ان زيدا كان حاضر اقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الغدير لم يكن حضوره بحجة لكم أيضا لان جميع العرب عالمون بان مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مولى اهل بيته وبنى عمه ، ومشهور ذلك فى لغتهم وتعارفهم ، فلم يكن لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله للناس :

٧٦٠